الفصل الأول

3890 Words
ان تقرر بداية جديدة واعطاء الاخر فرصة اخري ، ليست ابدا ضعفا منك .. انها القوة في ابهي صورها ! .. لكن كن حذرا من رصيد الفرص لد*ك ، فقد يبدو في الظاهر ممتلئا ، وهو يوشك علي النفاذ !! •¤•¤•¤• انا الان جالسة باسترخاء علي مقعد فخم من المقاعد الموجودة علي متن الطائرة من جديد .. متن احدي طائرات ادهم الخاصة .. لكن تلك المرة تختلف كثيرا عن سابقيها .. فانا لست ذاهبة الي ايطاليا رغما عني ، ولست عائدة الي كاليفورنيا وانا ارفرف سعادتا .. بل انا عائدة الي مصر !! عائدة الي مصر بعد غياب طال لمدة سنة وشهرا و12 يوم و13 ساعة .. عائدة محملة بالعديد من المشاعر .. اللهفة ، والشوق ، الالم ، والقلق .. والخوف .. الخوف من كل شئ .. الخوف من ذلك اللقاء المؤجل مع امي .. الخوف من نظرات الاتهام والعتاب واللوم ، التي سأراها بعينها .. والخوف مما يمكن ان تكون عليه علاقتهما سويا .. مما تحمله لي الايام من مفاجئات ، تحدد المصير المبهم لتلك العلاقة ! ألقت بنظرها علي ادهم الجالس بالمقعد امامها ويستند برأسه الي المقعد وهو مغمض العينين .. لا يبدو لها نائما ، هو ليس من ذلك النوع الذي يستطيع النوم بأمان خلال الانتقالات .. بل يبدو شادرا .. مهموما ، يفكر بعمق .. ويبدو ايضا غاضبا ! ع** تلك اللحظة التي اعطاها فيها التذاكر موضوعه بسحر رومانسي بين حبات الشيكولاه الفاخرة .. بتلك اللحظة ضرب تعقلها بمقتل ، زلزله ، وجعله مهدد بالسقوط .. لقد فعل الشئ الوحيد القادر علي محو ما مضي بممحاه سحرية وكأنه لم يكن يوما .. لقد برهن علي صدق نيته بالتغيير واعطاها دليلا ماديا لذلك الحقيقة انه قد برهن علي شيئا ابعد كثيرا من مجرد تغيير .. لقد برهن علي نوع مميز من الاهتمام .. الاهتمام بالتفاصيل والمشاعر .. نوع لا يأتي من مجرد تعلق ، او تملك .. بل يأتي من عاشق .. بالرغم من انه الي الان لم يخبرها بحبه الا انها تستطيع استشعار ذلك بوضوح هي لا تحتاج لأعتراف صريح لتتأكيد من حبه ، بل تحتاج لافعال تجسد ذلك العشق .. ما اسهل كلمات العشق والهيام الواهية ، التي تفتقر الي لمسة حب صادقة .. هي تعرف جيدا وتتفهم سيكولوجية شخصية مثل شخصية ادهم .. مثله يعيش عمره بمنطق وقواعد مختلفة عن الجمبع ، يجعل لنفسه مكانه لا يطولها غيره .. يصبح تمييزه وتفرده شئ بديهي وقاعده اساسية من قواعد الحياة .. يجد انه من الصعب التعامل والشعور كيفما يشعر الاخرين .. وكونه يقرر الاعتذار لاول مرة هذا هو صميم التغيير وبدايته .. لا تنكر ان كونه لم يعترف بحبها الي الان يؤلمها ويشعرها بالنقص نوعا ما .. ولكن هي تتفهمه جيدا ، كل ما يحتاج اليه هو ان يثق بها اكثر ويثق بانها ستقدس ذلك الاعتراف عندما يلقي به اليها يوما ما !! لن تكذب ما رأته بعينه عندما طالعها بلهفة وشغف وترقب .. يريد ان يستشف رد فعلها .. كانت تمسك بالتذاكر وجسدها متيبس عاجز عن الحركة او الكلام .. بدا لها كشخصا اخر لم تراه من قبل ، شخصا صادق وحاني ، اكبر هما له هو ارضائها .. بدا لها طفلا صغيرا وقلق ، يريد ان يعرف ما اذا قد اعجبتها هديته ام لا .. شعرت بضعفا لا مثيل له امام تلك النظرة التي تتراقص بعينه فثط كل ما استطاع نطقه هو كلمه "مصر".. بعدها بقيت صامته لدقائق وهي تمسك بالتذاكر غير مصدقة .. هل حقا ستذهب الي مصر ؟؟ الي والدتها ؟؟ بماذا ستخبرها ؟؟ هل ستسمعها ؟؟ ادهم سيكون معاها ، هي لا فقط لا تعرف كيف ستذهب الي والدتها مع ادهم ؟؟ .. تخشي الا تتفهمها مره اخري ، تلك المرة ست**ر قلبها عن حق ، وهي ليس لديها اي استعداد لذلك .. ارادت ان تكون تلك المواجهه بعيدة عن ادهم ، وليس بحضوره كما ينوي .. اثار قلقه صمتها الذي طال ما جعله ينحي ليجلس ارضا امامها ويمسك بوجهها برقة . جلس علي عقبيه امامها وهو يتلمس وجهها بحنو يجبرها علي النظر له .. ما ان تعلقت عيناهما ببعض حتي تزاحمت الدموع بعينها مكونه سحابة تحجب عنها الرؤية .. عضت علي شفتيها وهي تحاول النظر بغير مكان ، ولكنه ثبت وجهها بقوه وهو يقول بقلق يمتزج بالحزن : عندما رتبت لهذه المفاجأه ، لم اعتقد ان تكون تلك هي ردة فعلك .. توقعت ان تفرحي ، لا ان تبكي !! تبا ، هو فقط لا يفهم شئ ، ليس لديه فكرة عما تشعر به ..وبالوقت ذاته لا تستطيع اخباره ، الوجع اثقل من ان تستطيع نقله لاحد .. لذلك لن يفهم حالتها .. حاولت التحدث ولكنه يده التي ضمت رأسها الي حضنه منعتها .. انفك الاسر عن تلك الدموع الحبيسه لتنطلق بحرقة .. قال بهدوء وهو يربت علي شعرها : عندما اخبرتيني عن سوء الفهم الذي حدث بينك وبين والدتك .. ورأيت ذلك الحزن الدفين بعينك والذي حاولت مداراته بحنكة ، علمت ان الامر اكبر من تلك البساطة التي اخبرتيني بها .. انتي حقا فاشلة في اخفاء شيئا عني ، تستطعين الكذب علي الجميع الا انا فريدة .. لهذا اقسمت حينها ان افعل اي لمعرفة ما حدث وان اصلحه باي طريقة .. انا اعتبر نفسي المسئول عنه لذلك لا تقلقي ، كل شئ سيكون علي ما يرام .. اعدك فريدة كل شئ سيكون بخير . رفعت رأسها عن عنقه لتنظره له بحيرة ، وقبل ان تتحدث قاطعها مرة اخري بابتسامه مطمئنة : لا عليكي صغيرتي ، لقد رتبت لكي شئ ، لا تفكري وابدأي بتجهيز اغراضنا .. سنسافر غدا باكرا الذهول هو اقل ما يمكن ان تصف به ما يدور داخلها الان .. كيف بتلك الكلمات البسيطة الغامضة ان تنهي كل قلق كان يأكلها ؟! .. كيف له ان يفعل ذلك بهذه السهولة ؟! .. بدا لها غامضا ، ساحرا ، وجذابا اكثر من ذي قبل .. هل حقا كان يرتب لكل شئ ؟؟ ، ولكن كيف له واللعنه ان يفعل ذلك؟! .. هل يمكن ان يكون قد انتهي اكبر مخاوفها؟؟ .. هل حقا فعل ذلك من اجلها هي؟؟! حينها فقط ابتسمت .. لم تستطع ان تفعل اي شئ سوي الابتسام .. الابتسام حد البكاء !! .. وبلحظة كانت ترتمي بين ذراعيه وتتعلق برقبته .. تقبل كل انش بوجهه بسعادة وحب .. عبثا حاول ان يهدئ من عفويتها وجنونها المفاجئ ، ولكنها كانت اسرغ بحركتها حتي استسلم لها ضاحكا بصوتا عالي وهو يقول بمرح : انني تتحرشين بي هاه ! سكنت علي الفور وهي تتورد خجلا وتحاول الابتعاد عنه ، ولكن يديه التي كان تمسك بخصرها ضغطت عليه بقوة مانعا ايها من ذلك .. يبدو انها قد بالغت بالتعبير عن شكرها حتي اتخذ منعطفا اخر بذهنه .. تحنحت بتوتر وهي تقول قبل ان يتمادي : ادهم لقد وعدتني ان تتركني افكر بعيدا عن اي ضغط ! ا****ة ، وهل كانت تقصد بذلك ان تبتعد عنه هو ؟؟ .. لقد اعتقد انها تقصد مجرد تفكير وحدها ، لم يتخيل ان يصل الامر الي قربه منها .. هذا فقط خطير !! ارتخت قبضته ع** ملامحه التي تجهمت علي الفور ثم قال ببرود : انتي لم تذكري ذلك من قبل ! .. هل تخططين للابتعاد عني ؟؟ ضمت احدي يديه برقة وهي تقول بحيرة : ادهم من فضلك لقد اخبرتك اكثر من مرة انني لن ابتعد عنك ولن اتركك .. فقط اريد مساحة للتفكير بحرية بعيدا عن تأثيرك القوي علي .. اريد ان اخذ هدنه من تلك الشحنه المرعبة من المشاعر التي تداهمني كلما اقتربت مني .. لقد اخبرتك بانني الي اشعر باني لم اعرفك ادهم .. اريد ان اعرفك كأي زوجة عاشقة تعرف زوجها .. انت تفهمني أليس كذلك ؟؟ تن*د بقوة وهو يعدل من خصلات شعرها المنسدلة وهو يقول متفهما : حسنا ديدا ، ساتركك للتفكير بهدوء حتي تنتهي عطلتنا بمصر ، ولكن لدي شرط بالمقابل! توترت اكثر وهي تقول بارتياب : ما هو ؟؟ ابتسم بمكر وهو يتلمس شفتيها ببطئ : اريد عرضا خاص لي قالها ثم نهض مبتعدا عنها بينما قضبت جبينها بقوة ، اووه تبا ، يبدو انه لم يفهم شيئا مما قولته الان .. وحينما كانت غارقة بدوامة توجسها شعرت بشيئا ناعم يلامس شفتيها بخفه ورقة .. ابتعدت برأسها حتي اتضح لها انها قطعه شيكولاه يمسكها بأنامله بسلاسه ، وهو يقف خلفها متكئ علي مسند الاريكة .. نظرت له بتساؤل ، فمال عليها هامسا باذنها باغواء : اريد ان عرض الشيكولاه مرة اخري كالذي سبق وشاهدته بايطاليا فقط لم تفهم ما يقصده خاصه بعد تلك النبرة الساحرة التي يتحدث بها .. ابتسم باتساع وهو لا يصدق حقا مدي ساذجتها .. تبا ، ألم تشعر بما فعلته حينها !! .. لذلك قال بنبرة اخر اكثر خبثا : هيا ديدا ، انه مجرد عرض .. اعدك لن ان اقترب منك .. فقط ساشاهد برفق بدأ في دفع الشيكولاه بفمها وهي تكاد تختنق من وقع كلامته .. ضمت فمها ممتنعه عن تناول الشيكولاه وهي تقول بتذمر : هل تسخر مني الان ؟؟! ألتف ليجلس بجوارها وهو يقول بجدية غريبة علي الموقف : لا فريدة ، انا لا اسخر منكي .. حقا اريد رؤيتك وانتي تتناولين الشيكولاه .. لان ذلك فقط يجلب لي البهجة .. نوعا ما تنتقل سعادتك التي تشعرين بها الي .. لا اعرف كيف ولكن هذا ما يحدث .. الامر اكبر من مجرد اغراء ورغبة ابتسمت بخجل ومكر مستتر خلفه وهي تميل بشفتيها جانبا ثم امسكت باصابعه التي تمسك بقطعه الشيكولاه ثم ألتهمتها دفعه واحده ، حريصة ان تمتص اصبعه بالنهاية .. فلت منه تأوه خافت وهو منصدم بفعلها ، لقد اصبحت جريئة جدا الان .. اوووه لقد بدت اكثر خطورة .. ما يدور بذهنه مختلف تماما عن امر الشيكولاه !! ابتعد عنها وهو يلعق اصبعه متتبعا لمذاقها الاثر ، امممم الشيكولاه وفريدة .. تبا ، مذاقا خطير ، يثمل !! .. ابتعد عنها قليلا قبل ان يزداد الامر خطورة ، اشار لها بهدوء الي العلبة لتكمل .. ابتلعت ريقها وهي لا تحاول ان تفهم ، اي امر غريب وجنوني تفعل الان .. حسنا ، هذا اسهل كثيرا مما كان يطلبه سابقا !! لاول مرة كانت تأكل بغير شهية بالرغم من ان بين يديها الان اغلي قطع الشيكولاه ، فقط ما يحركها لتفعل هو الشعور بالتوتر والقلق .. القلق اصبح محور حياتها الان .. بالرغم من ان كل شيئا شرع فالتحسن ، الا انها مازالت قلقه حيال ذلك التحسن .. الي متي سيستمر ، هذا اذا حدث بالاساس !! طوال ذلك الوقت التي كانت منغمسه خلاله بالتفكير ، كانت تأكل بشراهه وجوع ع** ما تشعر ، مص*ره همهمات استمتاع رغما عنها .. لا تعطي لنفسها فرصة المضغ كاملة ، تصنع انتفاخا بوجنتيها غير واعية لاي شئ .. ذائبة في عالما اخر كتلك القطعه التي تلوكها بفمها .. تلك الحبات الصغيرة من الشيكولاه اعادتها لذلك اليوم التي كانت تجلس امامه ، وتناقش امر ساديته .. بلحظة اكتشافها للامر لم تتخيل ابدا ان توافقه عليه .. فقط ارادت الهروب ، والفرار لابعد نقطة تستطيع الوصول لها .. اذا لما هي الان اذ كان ذلك ما ارادته من قبل .. اعاد علي ذاكرتها كل شيئا حدث بعد ذلك اليوم .. كل شئ حتي تلك اللحظة التي تجلس بها معه ، لتعقد اتفاقا جديدا يختلف جذريا عن السابق .. اتفاق خالي من الس***ة .. هل صدقتيها بهذه البساطة فريدة ، ام انكي تبرري لوجودك معه مرة اخري؟؟! حبس انفاسه جيدا وهو يضغط قبضة يده بقوة مانعا نفسها عن عض تلك الوجنه الممتلئة والمحشوه بالشيكولاه .. حسنا ، من الجيد انه اتي لها بعلبة بها 8 حبات شيكولاه Delafée فقط ، والا اصبحت كارثة الان !! .. هل يعقل انه غير مسمح له بلمسها الان ؟! .. تبا ، اي غبائا هذا ؟! .. لقد وعدها ولكن ، هل لديها اي فكرة عما تثيرة داخله الان ؟؟! .. لقد اعتقد سابقا انها تتقصد ذلك ولكن ، ملامحها الان بالرغم مما تفعله وتلك الاصوات الخفيضة التي تص*رها تبدو مختلفة !! .. نعم ، مختلفة كليا ، لم يكن هذا هو شغفها الذي رأه اول مرة بمطعم ايطاليا .. لم يكن بريق عينيها الذي رأه وهي تسرق الشيكولاه ليلا من العلبة .. الان هي تأكل بغير روح ، وكأنها تفعل ذلك فقط لانه طلبه !! اخذ من بين يدها الشيكولاه ثم وضعها بالعلبة وجنبها بعيدا .. انصدمت مما فعل ، ولكنها قد اصبحت معتاده نوعا ما علي تغيره المفاجئ .. بدأت تمسح فمها باطراف اصابعها واي شيئا قد طالته الشيكولاه .. احتضن يديها وهو ينظر بعينها بقوة ثم قال بحزم : ماذا هناك فريدة ؟؟ لما انتي مهمومه هكذا؟؟ ردت بأول شئ قد ورد علي ذهنها : اريد 'بيري' الان .. من فضلك اتصل بذلك المدرب ليحضرها . لم يستغرب طلبها ، ولكن بالتأكيد ليس هو سبب حزنها .. قال بهدوء : حسنا ، غدا ستكون 'بيري' هنا نظرت له بانفعال وقالت : لا .. الان .. اريدها الان ، لن تبيت يوما اخر بعيدا عني ! تن*د بضيق ، هو ابدا لم يعتاد علي تلقي الاوامر ، وابدا لم يكون شخصا صبورا .. اذا ما الحل الان .. اغمض عينه بنفاذ صبر : لا داعي للانفعال فريدة .. اخبرتك ، غدا ستكون هنا . قالت بغضب : كيف تفعل شيئا كهذا بدون علمي؟؟! .. هذه كلبتي انا وليس ملكك ايضا لتتحكم بها ادرك ان الامر تماما كما توقع .. ليس فقط من اجل مجرد جرو .. بل له ابعادا اخري خفيه .. لذلك ولاول مرة تمهل برد فعله واقترب منها بحنو وهو يقول : حسنا ، الان سأتي بها .. فقط اهدئ ! تنفست بعمق وهي تشيح بوجهها عنه ، لا تريد لتلك الدموع الغ*ية ان تعود .. حسنا ، الامر لا يسير كما تريد ، فمجرد تفوهه بتلك الكلمات البسيطه حتي تسابقت دموعها فالانهمار .. " تبا ، ماذا حدث صغيرتي" قالها وهو يحاول احتضانها بينما هي تريد الابتعاد .. لاول مرة تشعر برغبتها في الابتعاد عنه حتي تنتهي نوبة حزنها !! .. لا تريد ان تبدو بذلك الضعف امامه مرة اخري .. كفي ، حقا كفي .. لن تحتمل الامر .. نعم ، ترتاح بحضنه كما لم تشعر من قبل ، ولكنه ليس الان .. تريد ان ترمم **رها بنفسها كما اعتادت دائما والا لن ينجح الامر ابدا ، وسيظل م**ورا الي الابد !! بكت وهي تحارب لتجذب يدها بشده من بين قبضته ، بينما هو منصمد مما تفعله ، حتي نهضت بقوة قاصدة الرحيل ولكنه بلحظة كان يقف امامها ويمنعها .. يحاصر ذراعيها جيدا ، في حين تحاول هي جاهده الابتعاد عنه .. في تلك اللحظة بالذات كم تمنت ان يستخدم قدرته في فهم ما يدور داخلها ، والشعور بها الان وبرغبتها فابتعاده .. تشنجت انفاسها وهي تقول بتقطع يفلت من بينه الشهقات : ادهم من فضلك اتركني الان .. انا متعبة واريد النوم اشتدت قبضته عليها وهو يقول بحده وغضب من تصرفها : لن اتركك فريدة حتي افهم سبب حالتك تلك .. ثم انني قد اخبرتك اكثر من مرة .. بكائك فقط بحضني ، ولن اسمح بغير ذلك .. والان اخبريني لم تبكين وا****ة ؟! نفضت يده بانهيار وقد احتقن وجهها بثانية واصبحت عروق جبهتها بارزة : انت لا تفهم شيئا .. من فضلك اتركني الان ! كم ازعجه بشده ما يراه الان ، وتلك الحالة التي وصلت اليها بثانية .. لقد تحولت بثانية من السكون لل.. للجنون !! .. كم تمني صفعها الان علها تستعيد وعيها .. يصفعها فقط حتي تتركه يضمها بحضنه !! ولكن تبا لوعده له الذي حرمها عليها بكل شئ .. هو الان مجبر علي تركها هكذا والبقاء بعيدا فقط يراقب انهيارها .. عينيها الملتهبه بالدموعه ترسل له رسائل تتوسله باستجابه طلبها .. حرر قبضتها وهو يضع يده علي فمه حتي يحتوي غضبه الذي يتأجج داخله .. خرج كالاعصار قبل ان يصيبها بشئ .. لقد ظن ان كل ما فعله الليلة اكثر من كافا لاسعادها الليله ، ولكن ها هي تحطم توقعاته من جديد .. كالعادة !! بمجرد خروجه هوت ارضا بارهاقا بالغ .. ماذا حدث ؟؟ وماذا فعلت الان ؟؟ .. لقد اضاعت تلك اللحظة الفريدة التي تمنتها كثيرا .. لقد اضاعت فرحتها بتغيره .. لما فعلت ذلك الان .. جائتها الاجابة تلقائية صريحة وكأن احده قد ألقي لها بها ، ربما هي المعالجة النفسية التي مازالت تسكنها !! .. انه الاثر الرجعي لتخزين كل تلك المشاعر السلبية طوال ذلك الوقت ! .. التصرف علي اساس انك لا تشعر بشئ او بألم معين بجسدك ، ليس معناه انك لست مصابا بشئ .. تجاهل الالم والجرح ابدا لا يشفيه !! وبلحظة تجد انك مطالب بدفع ضرائب اهمالك لذلك الجرح الذي كان يغلي ألما منذ فترة وانت غير مبالي .. ادركت حينها حقيقة انها تحتاج للتعافي !! .. نعم ، تحتاج للتعافي مما فعله .. اذا اراد لها ان تبدأ معه بداية جديدة ، يجب ان يساعدة في تخطي ذلك الالم الذي تراكم سابقا !! كل ذلك تذكرته وهي تجلس امامه بالطائرة ، وقد اصبحت لا تستطيع تجاهل ما تشعر به من تعب .. ذلك الدوار القوي الذي يلازمها منذ الصباح ، ورغبتها فالقئ بدأت تتصاعد ● ● ● فتح عينيه عليها وهي تحاول فك حزام الامان .. تحدث باهتمام وهو يسرع ليفكه عنها : هل انتي ذاهبة للحمام ؟ نظرت له ، وقد هاله وجهها الشاحب بشده .. تحدثت باعياء وهي تأخذ انفاسها بقوه : سأذهب لاستلقي قليلا بالغرفة حتي نقترب من الهبوط. ازداد قلقه ، تبا هل هي مريضة؟؟ .. امسك بيده وهو يقول : انتي باردة ديدا .. بماذا تشعرين؟؟ .. اخبريني !! .. لا اعتقد انه دوار السفر ، لانك لم تصابي به في تلك المرات السابقة . ابتسمت بخفوت وهي تربت بيدها علي يده : بالمرات السابقة لم اكن مستيقظة طوال الوقت لذلك لم ينتابني . نظر لها بشك وهو لا يستطيع تصديق ذلك .. ثم نادي علي احدي المضيفات وامرها باحضار مضاد القئ .. عاود نظره لها ، وهو يقول باهتمام : هل ترغ*ين التقيؤ ؟؟ .. تعالي سأساعدك هزت رأسها بارهاق وهي تقول : لا .. هذا الامر يكون صعبا ومؤلما بالنسبة لي .. فقط ساستلقي قليلا . ما ان انتهت منها حتي كان يحملها بين يديها متجها الي الغرفة .. وضعها برفق علي السرير وهو يقول بحنو : اريدك ان تنامي جيدا حتي يعمل مفعول الدواء .. هاه .. ولا تفكيري بشيئا من فضلك ! طرقت المضيفة الباب ثم دخلت وقد اعطته اقراص الدواء وزجاجه ماء .. شربته منه باستسلام وهي تقول : انا بخير لا تبالغ ارجوك . رد عليها امرا : نامي ! تمتمت وهي تنغمث بالنوم : ستظل دائما متسلط !! لم تمر بضعه دقائق كانت تحاول فريدة النوم بهم ، بينما يحاوطها ادهم بذراعيه ، حتي انتظمت انفاسها بعد قليل معلنه علي استغراقها بالنوم ، فقط كانت مرهقة حقا .. لم يستطع خلال تأمله لملامحها الملائكية ان يمنع نفسه من التفكير فيما حدث بالامس .. كان جنونيا نوعا ما !! بعد تركه لها كان بطريقه الي قصر الزعيم .. بمجرد ان خرج من مكتبه وامسك هاتفه حتي صدم من كم المحادثات الواردة له من الزعيم وحتي الرسالة التي يطلب فيه منه المجئ اليه الان وسريعا .. حسنا ، هو يستطيع تخمين ما حدث بسهولة .. عندما وصل الي القصر وجد رجاله وسيارته منتشرين بالخارج ، فابتسم بسخرية ، حقا يبدو كطالب ضعيف يشكو للمعلمة لتأخذ له حقه !! دلف الي القصر بثقة ، فوجدهم كالعادة بانتظاره بالقصر .. من الوهلة الاولي بدت الاجواء مشحونه ومضطربة ، ومع ذلك لم يؤثر به في شئ .. ابتسم بسخرية وهو يلقي التحية علي الزعيم ، بعد ان رأي جاستن يجلس امامه وقال له بحده نوعا ما : اخبرني ، كيف حال ذراعيك يا صديقي ؟؟ تدخل الزعيم بعد ان نهض جاستن علي الفور بتحفز للمواجهه .. وقال بجمود وهو يقطع نظراتهم القاتله موجها حديثه الي ادهم : بالتأكيد تعلم لما هذا الاجتماع الطارئ ؟؟ ادعي ادهم الغباء وهو يقول بسخرية ناظرا الي جاستن بينما يجلس بمواجهته : الحقيقة لا .. اتذكر اننا قد اجتماعنا منذ مدة وانهينا كل شئ .. لذا اجد ذلك الاجتماع عبثا واهدارا للوقت . اظهر الزعيم استيائه من ادهم ثم قال ببرود : واذا كان الامر كذلك .. لم اخللت بذلك الاتفاق وفعلت ما فعلته ! اصطنع ادهم الدهشه وهو يقول : انا .. يبدو ان الامر قد اختلط عليك ايها الزعيم .. انا لم اخل بأتفاقي معه حتي فعل هو .. يوم الحفل .. اتتذكر؟؟ قالها وهو يوجه انظاره الشرسه الي جاستن الجالس امامه بهدوء .. رد روبرت قال بجدية : ادهم انت تعلم ان ما فعلته مع جاستن يعتبر جرما بعالما .. وبالمقابل ان لم يرد جاستن علي ما فعلته لن يقوم له اعتبار بعد اليوم. قال ادهم بنبرة تهديدية مرعبة : كل ما في وسعه يفعله . نظر له جاستن باستهجان وقبل ان يرد .. قال روبرت بحزم ولهجه غير قابله للنقاش : وانا لن اسمح بحدوث تلك المجزرة امامي .. ادهم بفعلتك تلك قد لقد تعديت حدودك .. لذلك حكمي سيكون بسحب اوراق صفقة حلف جاما التي ستعقد الشهر القادم ، لتذهب الي جاستن .. اعتقد ان 3 مليار دولار كافية لاعادة هيبتك من جديد امام الجميع .. اما انت ادهم ، فهذا يعتبر اخر انذار قد اوجهه لك بخصوص تلك الخصومة بينكما . لو كانت النظرات تقتل لكان كلا من جاستن و روبرت غارقين بدمائهم .. نظرات قاتلة مميته واخري متشفية وساخرة .. نهض علي الفور بنية المغادرة فقد اكتفي الي اليوم مما سمعه .. اوقفه صوت روبرت الجاف وهو يقول بغلظ : من الواضح انك قد فقدت احترامك لكل كبير وتحتاج لمن يعيد تعليمك من جديد .. اعاد نظره لجاستن الذي يرسم ابتسامة صفراء وقال : اتركنا الان جاستن ! ● ● ● عندما عاد الي قصره في وقتا متأخر علي امل ان تكون قد نامت .. دخل مكتبه مباشرة متجنبا اي صدفة قد تحدث ، فهو لا يضمن ما عساه قد يفعل مع عندها الذي يعاود بالظهور .. جلس بارهاق علي كرسيه وحديث روبرت مازال يدور بذهنه بدون توقف .......... قال روبرت بعد ان تأكد من رحيل جاستن عبر الكاميرا : انا اعلم كل شئ ادهم .. لدي علم بما فعله جاستن مع فريدة ، لقد تأكدت من كل شئ عبر مراجعه تسجيل الكاميرات لطريق انجيلا (طريق انجيلا : هو اسم يطلقه علي الممر الطويل المحاط بالاشجار النادره علي كلا الجانبين ، الموجود بقصره والذي سارت خلاله فريدة بيوم الحفل وصادفت جاستن به) .. لقد وعدتك تلك الليلة بانه اذا كان هو من وراء اختفاء زوجت .. حينها سأعطيك الضوء الاخضر لتفعل معه ما تريد ! ادهم باستغراب : ولكن .... اشار له بيده ليصمت وهو يقول : لقد فعلت ذلك حتي لا يتحامق هو ويبدأ بخطوة الهجوم والتخلص منك ثائرا لما فعلته به .. كان لابد من اعطائه مهدئ حتي نستطيع التخطيط لاسقاطه بتروي ودون اي خسائر .. وتذكر ادهم ان جاستن كان ميتا منذ البداية ، وبسببك انت هو الان علي قيد الحياة وهو الان يحاربك !! زفر ادهم بقوة وهو يتذكر ذلك .. صحيح ، هو من اجبر اغلبية العصابات علي مساعدته وعدم تصفيته .. هو من وقف بجواره لينجيه من تلك الورطة التي وقع تحت وطأها .. ولكن ما النتيجة ؟! .. هو الان يجابهه ويريد قتل فريدة ، وبالتأكيد يريد قتله معها !! تن*د بغيظ .. فريدة !! .. آه من فريدة .. ستذهب عقله قريبا بافعالها .. تبا ، لم يعد يعرف ماذا تريد ، او كيف يرضيها .. لا يعرف ايضا الي متي سيظل متماسكا امامها وامام نوبات غضبها وجنونها ؟؟ .. صعد جناحهما ببطئ وهو يتمني من كل قلبه ان تكون قد سقطت بالنوم منذ ساعات .. وبالفعل قد كانت . بالرغم من ظلام الذي يغلف الجناح الا انه استطاع تميز الحقائب التي تراصت قرب الباب .. واخيرا قد فعلت شيئا مما قاله !! .. بحث عنها بعينه ولكن لم يجدها بالفراش ، كاد ان يخرج من الغرفة مرة اخري ولكنه ميز جسد صغير يجلس قرب النافذة .. اقترب منها بهدوء فوجدها نائمه اثناء جلوسها علي ذلك المسند الموجود بحافة النافذه .. تستند برأسها علي النافذه بسلاسه وكأنه الشئ الاكثر امامنا بالعالم .. يبدو ان احدهم قد غفا اثناء انتظاره لي !! ابتسم بقله حيله وهو يخلع ملابسه بسرعه ويرتدي سروال قطني .. ثم اتجه لها وهو يحرص علي عدم اصدار صوت ، حملها بهدوء وهو يتأمل ملامها النائمة والمتعبة علي اضواء الليل الاتية من المصابيح بالخارج .. تبا ، كم هي جميلة وساحرة !!.. براءة الاطفال التي تمتلكها بملامحها وتناقض انوثة جسدها تخلق مزيجا ساحر يفتن الراهب !! .. والمثير بالامر انها لا تعلم بذلك !! وضعها برفق حتي لا تستيقظ ثم رتب شعرها وجمعه جانبا حتي لا يزعجها ، وما ان نزلت يديه ليضع عليها الغطاء حتي لمح ما ترتديه .. اللعنه ، هل هذا احدي قمصانه السوداء؟؟! .. حسنا ، هل يعتبر هذا ايضا من توابع برائتها ؟!! ا****ة ، عن اي براءة كان يحدث نفسه منذ قليل وهي من الواضح انها كانت تخطط للافتاك به الليلة !! .. المختلة !! لقد اخبرته برغبتها في ابتعاده عنها .. تبا ، هل تتعاطي شيئا من المهلوسات؟؟ .. ام انها تحيك لعبتا ما ضده؟! .. ايا كان ، لن يطول الامر طويل .. خاصة بعد تلك الزيارة ! .. استلقي بجوارها وهو يحتضنها من ظهرها بتملك وبغضب ، يضع انفه بعنقه ويستشق عبيرها ببطئ .. فكرة انها تخطط لتركه تجعله يشعر وكأنه شخصا آتيا من الجحيم !! .. عندما وضعها بمقارنه بين اسلوب حياته الذي اعتاد ممارسته ، اختارها هي بدون تفكير !!.. لقد فعل كل ذلك من اجلها .. فقط من اجل ان يضمن بقائها معه بارادتها !! .. لو كان قادر علي تحمل فكرة وجودها معه رغما عنها او اكرها ، كان ذلك سيكون اسهل قرار قد اتخذه .. لقد كان يملك موافقه كتابية منها بذلك .. لكن لم يكن هذا ما اراده ، عندما اراد امتلاكها ، اراد امتلاك قلبها وروحها قبل اي شئ ! .. واذا لم يكن الامر كذلك ، ماذا عساه ان يفعل مع امرأة بلا روح او عاطفة؟! .. امرأة تخشي وجوده وتمقت ذكره؟! .. ماذا عساه ان يفعل مع اطلال امرأة ؟!! ● ● ● # يتبع هام للمتابعين رجاءا بليييز ارجوكم .. اقرأوا ملاحظاتي التي اكتبها بعد كل بارت .. لانني اجيب بها علي الاسئله التي تطرحونها لاحقا في الكومنت هذا اول بارت بالجزء الثاني .. اعلم انه مختلف قليلا وربما ملل قليلا .. ولكن لابد منه تمهيدا للقادم .. ماحدش يقول البارت قصير لان مستحيل كان يطول عن كدا .. اي كلمه هاتتكتب بتجر وراها عده مشاهد ممكن تعمل بارت كامل لوحدها .. عشان كدا انا اكتفيت بهذا اليوم ، واتمني ان يكون قد نال اعجابكم .. كالعادة بانتظار مناقشتكم الساخنة حول الاحداث القادمة وبالاخص مواجهه فريدة مع والدتها ومع عائلة ادهم
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD