الفصل الثاني

4993 Words
فليرحم الله قلوبا قد اصابتها لعنة العشق ! •¤•¤•¤• تقلبت بالفراش ووجهها ي**وه ملامح الانزعاج والضيق بسبب الالم والتخدر الذي تشعر به في رأسها ورقبتها .. مرة اخرى تنسدل رأسها تاركة الوسادة ، تلك الحركة التي طالما لازمتها بأوقات إجهادها .. بالعادي ، لقد اقلمت نفسها علي ان تكون واعية لتلك الحركة اثناء نومها ؛ نظرا لما تعانيه لاحقا من الآلام تلازمها لعده ايام .. لذلك لم تسمح بحدوث هذا ، الا اذا سقطت بغفوة عميقة اذهبت وعيها . تأففت وهى تعتدل ، وتجرب تحريك رقبتها وتدلك جانب رأسها لتفك التخدر ، ولكن لا أمل في حدوث ذلك ، علي الاقل الان .. تبا ، هي مازالت علي متن الطائرة ، ألم يحن موعد الوصول بعد ؟؟ .. نظرت لساعة ذهبيه عالمية معلقة امامها ، تحتوي علي العديد من المؤشرات لبلدان مختلفة وبحساب لفروق التوقيت بينهم بنفس اللحظة .. الدائرة الكبرى تحسب التوقيت حسب خطوط تحركها وتحديد موقعها طبقا لأي بلد تمر الطائرة من فوقها الان .. بحسبه معقدة علي عقلها الذي مازال تحت تأثير النوم استطاعت معرفة ما بقي علي وصولهم مطار القاهرة .. لقد مضي اربعة ساعات فقط علي اقلاعهم ، هذا يعني ان عليها المكوث لتسع ساعات بهذه الطائرة وربما اكثر .. لما تبعد مصر عن امريكا مسافة 13 ساعة ؟؟ .. استدارت بعينها بالغرفة فلم تجد ادهم .. هذا يعني انه بالخارج .. بالخارج بمفرده مع المضيفات الحسناوات. اشمئزت ملامحها علي الفور وهي تتذكر غنجهن وحيائهن المنعدم .. تبا ، لما بعض المضيفات ممن يمتلكن تلك السمعة ، يحافظن عليها باستماته ؟؟! .. بتلك اللحظة عاودها الشعور بالغثيان من جديد ، تبا ، الامر بات مزعجا .. نهضت بتباطؤ لتدخل الي الحمام الملحق بالغرفة وهي تتنفس بقوة علها تهدئ من تلك الرغبة .. مسحت وجهها بالماء اكثر من مرة ، تشعر بالإرهاق يسيطر علي ملامحها . فتحت اول زرين من قميصها لتسمح للماء بالمرور علي رقبتها املا في انعاش جسدها .. لا تعرف لما الان لم تستطع ان تتجاهل تلك الاثار والكدمات زرقاء اللون التي تحتل ص*رها وعنقها ، وقد أخذت بالاختفاء ، بالرغم من انها نجحت في ذلك اليومان السابقان .. هذا ارغم عيناها علي الالتفات الي شبيهتها التي تحتل معصميها ورسغها ، مذكرة ايها بالسبب ورائها .. الي الان لم تختفي أثار ما خلفته يداه وادواته من جسدها .. اذا بأي حق هي مطالبه الان بنسيان ما حدث والبدء من جديد ، بينما جسدها لم يفعل ؟! شردت من جديد وهي تتذكر حديثهما هذا الصباح ، كان صباحا مميزا نوعا ما بالرغم من ان ادهم كان باردا وفاترا لأول مرة منذ فترة .. استيقظت علي شعور بملمس ناعم علي وجنتها يبللها باستمرار ، وصوت لهاث لا ينقطع .. قوس حاجبيها بانزعاج وهي تضع تفسيرات لما تشعر به قبل ان تفتح عينيها وتتأكد من ظنها ، جاءها اليقين علي شكل نغزه خفيفة اكثر من مرة بص*رها .. سارعت يدها قبل عينها لتمسك بذلك الشيء حتي فاجئها الفراء الناعم الذي لامسته .. لا ، لا يمكن ، انها بيري !! .. فتحت عينها باتساع وهي تحتضن كلبتها بقوة ، تقبلها بسرعة وتمرر اصابعها في فرائها الذهبي اللامع .. كانت كلبتها تحاول تفادى قبلات فريدة حتي تستطيع ان تقبلها وتلعقها هي .. الامر اشبه بالصراع والتسابق من يستطيع تقبيل الاخر اكثر .. اعتدلت فريده وهي تحكم قبضتها عليها حتي تهدئ من لعقها المتواصل لها .. ادهم لديه حق لقد اصبحتي كبيرة الان ولم تعودي ذلك الجرو الصغير .. امضت وقتا لا بأس به فالعبث مع كلبتها وهي تنظرت الي جانبها وفي ارجاء الغرفة فلم تجده بل وجدت كارت ابيض صغير مسنود الي كوب الماء .. بالرغم من انه لم يتحدث لها الي ان ما كتب بداخله اثار قلقها وريبتها " لا وقت لدينا للهو .. بسرعة ابدلي ثيابي وانزلي " حسنا ، هذا ان دل علي شيء فيدل علي مدي انزعاجه مما حدث ليله امس .. صيغة الامر لقد عادت من جديد .. لم تفهم ، لقد أتي بكلبتها ، وادخلها الي جناحهما ايضا ، وبالرغم من ذلك الا انه يبدو غاضبا .. هذا شئ غير جيد ابدا . تعلم انها قد اخطأت بحقه لهذا انتظرته ليلة امس .. لحظة واحده ، انا بالفراش ؟!! .. رغم ان اخر شيئا فعلته هو الجلوس قرب النافذة .. لقد انتظرته لوقتا طويل ولم يأتي ، ارادت ان تصلح ما افسدته ، ارادت ان تخبره بآسفها على ما فعلت ، ارادت اخباره بأنها كانت الامسية الاروع بالنسبة لها .. وانها لن تكون بحياتها ليلة اسعد من تلك ، بكل قاله وفعله من اجلها .. لكن غبائها اختار الوقت الخاطئ ليعبر به عن نفسه . كان من الممكن ان تنتهي تلك الامسية بشكلا رومانسي مثلا ، كما يجب ان يحدث بمثل تلك الامور .. ندمت على ما فعلت ، خاصة وكل كلماته لها بتلك الليلة تتكرر بذهنها باستمرار ، مشاعرة الصادقة ، وعيناه العاشقة ، لم تلمس ذلك منه بالسابق ، شيئا كانت تحترق من قبل في كل مرة تري فيها برودة وعجرفته وقسوته .. كان بالنسبة لها حلم بعيد ان تري ادهم ينظر لها تلك النظرة الولهة ، والرومانسية ، التي حقا كانت مستعده لتموت من اجلها .. هذا يعني انه يهتم لأجلها ، يشعر بما تشعر به تجاهه .. لقد اخبرها بانه مستعد لفعل اي شئ من اجلها ، من اجل بقائها معه .. وهذا ما كانت تفعله طوال الايام الماضية ، كانت تفعل كل شئ من اجله ، فقط من اجل الحفاظ علي حبها الاول والوحيد .. انه الشيء ذاته ، انه الاحتياج .. انه يحتاج لها ، تماما كما تحتاج له. وهذا بالتحديد ما جعلها تتآكل ندما علي رد فعلها مقابل كل ما فعله .. تبا لكي من غ*ية ! .. انتظرته بالقرب من النافذة طويلا حتي تكون علي علم بوصوله ولكنه لم يأتي .. حتي انها لم تتذكر كيف استيقظت بالسرير .. لابد وانه من فعل ذلك ، هل يعني هذا انه قد هدأ قليلا .. ولكن لحظة ، اين امضي ليلته وا****ة؟؟ .. حسنا ، اهدئ فريدة لا داعي للتوتر الان والغضب دون ان تعلمي السبب .. الافضل ان تتحدثي معه اولا ، وتعتذري منه قبل اي شئ .. يكفي انه اهتم لأمر ما حدث مع والدتك ...... ● ● ● بوقتا لاحقا كانت فريدة بغرفة الملابس ، تتجهز للسفر والنزول لادهم كما اخبرها ، تجلس علي احد المقاعد وهي ترتدي طاقم ملابس داخليه ابيض من الدنتيل الفاخر بعد ان صففت شعرها ورفعته لأعلى بتسريحه بسيطة ووضعت بعضا من ملمع الشفاه والماسكرا .. تن*دت بملل ثم امسكت بعلبه صغيرة ، واخرجت منها جوارب شفاف طويله تناسب الفستان الرمادي الذي قررت ارتدائه ، وما ان فردت الجوارب لتبدأ بارتدائها حتي خطفته منها بيري ، في لمح البصر، وكما كانت تفعل معها سابقا .. ما هذه ا****ة؟!! .. ظلت تجري بالغرفة ، وفريدة تطاردها وتنادي عليها بلين حتي عبرت الباب قاصدة الخروج عن الجناح ، الذي وللغرابة كان بابه مفتوح !! .. هنا توسعت عيناي فريدة وبغضب وهي تتوسلها العودة .. ولكن ذلك لم يحدث ، لاحقتها فريدة بغيظ وتوعد.. وهي تتمتم ببعض السباب " تبا ، ايتها الحمقاء توقفي .. هذا ابدا ليس وقت اللعب !! " طوال ملاحقتها لها لم تكن تري سوي بيري والجوارب التي اتلفتها بل**بها واسنانها التي نشبت بين خيوطه الرقيقه .. لم تكن تري تلك العيون التي ازدادت قتامة ونهم وهي تراقبها بصمت ومستتره خلف الباب .. تتأمل بجوع وافتراس منحنيات جسدها الغض الكريمي ، بالكاد يمكن تفرقته عن لون الدنتيل الذي ترتديه .. لقد صنعت تلك الاشياء خصيصا لتزينها فريدة بجسدها وليس الع** .. مع كل حركه تتحركها ، جسدها يهتز ويص*ر امواج قويه بثديها واردافها التي يراها بوضوح بفضل الدنتيل الشفاف الذي ترتديه .. امواج يصل صداها الي جسده متسببا في ارتفاع حرارته وغليان دماؤه وفورانها بالأوردة .. لقد قضى عليه تماما !! ما كادت تخرج خلف كلبتها غير واعية لنفسها حتي تحرك هو ليظهر امامها فجأة ، وبخطوة واحده كان يدفعها جانبا ويغلق الباب بقدمه ويحتجز جسدها خلف الباب .. للثواني لم تدرك الامر لسرعة حدوثه ، فقط شعرت باصطدامها بحائط بشري ، بنى وانغرس امامها من العدم واصبحت محاصره بينه وبين الباب .. الباب !! تبا !! .. رفعت عيناها ببطئ لتقابل عينه الباردة وملامحه المتجهمة .. اوه ، هذا الهدوء المريب يبدو مرعب .. حسنا ، ماذا الان ؟! ابتسمت بارتباك وهي تضع يدها امامها لتبتعد قليلا ولكنه اكمل صدمتها حينما رفع كلتا يديها لأعلي وهو يقبض علي معصميها ببعض القوة .. أووبسس .. وجدت عيناه تتأملها عن كثب وهو يدقق بكل تفصيله بجسدها بوقاحة وسخرية .. خاصتا بعدما تحرك ليضع ركبته بين ساقيها ليثبتها ويعيق من حركتها .. ا****ة ، ماذا ينوي ان يفعل ؟؟! تكلمت بصوتا هامس مرتجف قليلا وهي ترطب شفتيها بلسانها بعد ان جفت من جفلته لها : ماذاا ادهم ؟؟ .. من فضلك ابتعد ! قابلها بنصف ابتسامة ساخرة بدت لها اكثر شيئا مرعبا علي الاطلاق .. تبا ، ماذا هناك ؟! ، اتذكر جيدا انني لم افعل شئ .. شعرت بأصابعه تتحسس ثديها بلمسات تكاد لا تشعر بها ولكنها ترسل لها رجفه مثيرة بسائر جسدها ، متتبع ذلك الحز الرقيق والشفاف من الدنتيل لص*ريتها ، والذي يظهر اكثر من نصف ثديها ، مخفيا الباقي خلف طبقه رقيقة اخري من الدنتيل مبطنه باخري من الحرير . تكلم اخيرا بجانب اذنها ، بصوت اجش هادئ لدرجة آثارت خوفها : هل كنتي تنوين الخروج هكذا ؟؟ عبست ملامحها في حيرة وهي تحاول فهم إلام يشير بقوله ، ولكن ما ان تداركت الامر حتي شلتها الصدمة .. فجأة ازدادت حراره جسدها لدرجة لاذعة ، وشعرت ان دمائها تنسحب منها .. هل حقا كانت علي وشك الخروج من الجناح شبه عارية؟؟! .. حسنا حسنا، فليفعل ما يشاء الان ، انا ليس لدي ما اقوله لتبرير ذلك .. تبا ، هل يمكن ان اكون بموقف اكثر احراجا من هذا ؟! .. اظن انني بورطة الان ! تحدث مرة اخري ولكن بنبرة حادة شرسة جعلت جسدها ينتفض : لقد سألت سؤال .. أجيبي !! زاد من ضغط قبضته علي معصميها حتي شعرت بالألم يعتصر اوردتها ، ويحبس الدماء بها .. يده التي كانت تعبث بص*رها وجدتها تضم احدي ن*ديها بغلظه فص*ر تأوه منها جعله يصرخ بها في غضب : اريد ان اسمع اجابة وليس انينك الان !! بدأ تتمتم ببعض الكلمات المبهمة بارتباك وخوف بدأ يعتصر قلبها : لا أنااا .. كنت .. انااا .. اقصد الباب اا..... ثم انتبهت اخيرا لشيئا هام فعدلت من نبرة صوتها لتصبح اخري حاده يملأها الاتهام والشجاعة الواهية : بالتأكيد لم اكن لاخرج .. لان الباب لم يكن مفتوح !! .. اذا من فتحه الان؟؟! هل قلبت الطاولة عليه الان ؟؟ .. حسنا ، يعترف انه لم يتوقع ذلك منها !! .. ضيق عينيه وهو يقول بحده وببطء : هذا لا يعني انني المخطئ بالامر .. لا يصح ان تغادري غرفة .. الملابس .. بدون .. ملابس !! ضغطه اخري علي معصمها جعلتها تأن بصوتا عالي وهي تقول من بين اسنانها بغضب : ادهم اترك يدي .. انت تؤلمني ! نظر لها وهو يحني رأسه جانبا بابتسامه لعوب : اترك يدك فقط ؟؟ .. اكمل جملته وهو يضغط بخفه بيده التي يحتوي بها ن*دها الايسر. اتسعت عينها بصدمه وحرج زمت شفتيها بغضب وهي تنفر من يديه بقوه وتصرخ بوجها ازداد توردا واحمرارا : انت وقح !! ابتسم باستمتاع لم يشعر به منذ فترة ، وضغط جسده الي جسدها بإغواء وهو مازال يدلك ثديها برفق .. ثم قال بخبث بجانب اذنها : اووه صغيرتي .. انتي حقا ليس لد*ك علم عن مدي وقاحتي !! فتحت فمها مرتين تريد الرد عليه ثم اغلقته دون فائدة .. اوووف لما فقط لا يمر معه اي شئ مرور الكرام ؟! .. حاولت عدم التأثر بملامحه التي ازدادت وسامه مع تلك الابتسامه التي تفعل ما تفعله بها ، وتجاهل تلك الاثارة التي بدأت تسري بجسدها سريعا بمجرد لمسه منه ، ثم اغمضت عينها بنفاذ صبر وهي تقول بتأني : افلت يدي ادهم !! لم تعجبه ابدا الطريقة التي اصبحت تتحدث بها معه .. نعم هو وعدها بأنه سيحاول التغيير من معاملته لها ، ولكن هذا لا يعني ان تقلل احترام معه .. لذلك تحدث بنبرة باردة محذره : فريدة انتبهي جيدا لطريقة حديثك معي .. فانا لن اضمن الي مدي يمكن ان يمتد صبري .. وما حدث الامس لقد مرآته بإرادتي وتقديرا لنفسيتك .. ولكن لا تعتبريه بمثابة اشارة للتمادي معي يا صغيرة !! فك قبضته عن يديها فور ان انهي كلامه ببطء وهو ينزلها ويحافظ عليها بين يديه .. تأمل معصميها الرقيقان ورأي آثار احمرار أصابعه عليهما تكاد تحصي .. ولكن ما جعل قلبه يوخزه بشده وبتأنيب ضمير لأول مرة ، هو رؤيته لتلك الكدمات الزرقاء الأخرى ، وكيف انها بالرغم من مرور ثلاثة ايام ما تزال واضحه بيدها وتفسد مظهر بشرتها البيضاء النقية !! طالما ما كانت تلك العلامات تجلب له اقصي درجات السعادة والانتشاء ، ولكن الان تبا ، هو حتي لا يستطيع تفسير الضيق الذي يشعر به بص*ره ؟! .. متي اخر مرة شعر بتأنيب ضمير تجاه شخصا اخر ؟؟ .. لم يحدث من قبل مطلقا !! .. اكثر ما يزيد مرارته الان انه يشعر بذلك تجاه فريدة .. انها فريدة !! تلك الفتاة التي تذوب عشقا بها بدايتها من اصابع قدمها حتي شعرها .. لا تستطيع تحمل شيئا عليها ، اذا كيف تسبب لها هكذا اذي .. لحظة واحدة ، اذا كان هذا حال يديها بسبب عقدة تقييد تافهة ، فكيف حال جسدها ؟؟! انحدر بنظره تلقائيا بعينا من الجمر ، يتأمل جسدها وتلك التجمعات الدموية الخفيفة المتفرقة علي ص*رها وبطنها وفخذيها .. ملامحه المتجهمة بغضب بدت غريبة صعبه التفسير .. خاصة بعد ان ادارها بسرعة ليري ما حل ببقية جسدها ، دمدم لنفسه ببعض اللعنات ثم فجأة تركها بينما هي ترتجف .. وغادر الغرفة .. هكذا بدون اسباب !!! فيما بعد كانوا يجلسون علي طاولة الطعام يتناولون الافطار بصمتا مطبق .. بالكاد ينظر لها او يحدثها .. ا****ة ، لما يفعل ذلك معها؟! .. تن*دت بضيق من مزاجه المتقلب وهي لا تستطيع تحديد سبب حالته تلك .. هي حتي لا تستطيع تفسير ما فعله منذ قليل بالغرفة .. لقد ظنت للحظة انه سيضربها .. ملامحه كانت لا توحي بخير .. لذلك دعت بسرها ان يمرئ ذلك اليوم علي خير .. وان تسير تلك السفرة دون مشاكل ! لا يعرف حقا حقيقة ما يشعر به .. فجأة اختفي من ذهنه كل ما كان يخطط له فيما يخص علاقتهما .. بعد ان رأي تلك العلامات بجسدها وكأنه يراها لاول مرة وبمنظور مختلف تماما .. الان ماذا سيفعل معها ؟؟ هل حقا بدأ يتأثر ويشعر بالسوء تجاه فعله بها .. تبا ، تلك الحرب الضارية والدائرة داخله اصبحت لا ترحمه .. عقله يكاد ينفجر لا ينفك عن طرح سؤال واحد عليه : ما الشكل الذي ستكون علاقتكما عليه مستقبلا ؟؟ لا ينكر انه حتي دقائق ماضية كان كل ما يدور بذهنه هي صور لعقابها علي تبجحها معه .. هو لا يستطيع تجاهل وجود تلك الرغبة بداخله ، لانها مازالت حيه .. وستبقي كذلك كلما رأي وهج تمردها .. كل ما كان يفكر به عندما عرض عليها ذلك الاتفاق الجديد ، هو اعطائها هدنه لترتاح من ثقل ما احملها به طوال الفترة القصيرة التي قضياها معا .. اراد ان يعطيها فرصه لتفكر وتري الفرق بين ما يفعله معها عن حب وبين ما يفعله الاخرون عن رغبة .. ارادها ان تكتشف بنفسها مواطن رغبتها التي ظهرت رغم ارادتها بالقلعة .. اردها ان تختار ذلك بنفسها وتطلب منه تجريبه .. لم يطمح الي ما كان يفعله سابقا مع خاضعاته من جموح ، لانه تأكد وعلم علم اليقين انها مستحيل ان ترضي بذلك او ان تمتلك مثل تلك الرغبات يوما .. ولكن فقط اراد ان يصل معها الي اتفاق وسط يرضي الطرفين بدون ادني تحامل علي طرفا منهما. اما الان ، وبعد تلك المشاعر الغريبة التي اصبحت تجتاحه مؤخرا اصبح لا يعرف شيئا عما يفعله .. وللمرة الاولي هو يجد نفسه تائه مشوش ، حتي بتلك الفترة الاولي التي عاشها وحده بألمانيا ، عندما قرر السفر بدون اي ترتيبا للمعيش او السكن .. مع ذلك لم يشعر بالضياع كيفما يشعر الان .. والاسوء بالامر انه سابقا لم يكن ليشكل الامر فارقا لانه كان وحيدا .. اما الان فهو مسئول عن شخصا اخر .. وليس اي شخص ، هي اهم شخص بحياته .. بل هي كل حياته .. وهذا اكثر ما يخيفه ، لانه اذا لم يكن علي ذلك القدر الكافي من الوعي والسيطرة كما تعود .. بالتأكيد سيخسر فريدة !! تن*د بضيق بينما كانت فريدة تراقب تعبيراته التي تزداد سوءا في صمت ، ثم اخيرا قررت قطع ذلك الصمت ، وتحدث بعدم اهتمام : اتعلم انهم علي ع** اعتقاد الناس السائر بان ممارسة الجنس اوقات ذروتها ليلا فقد اثبتت الدراسات ع** ذلك وانه اكثر الاوقات ملائمة لممارسة الجنس هي بالساعات الاولي من الصباح لان الازواج الذين يتبادلون المشاعر الحميمية في الصباح أحسن مزاجا من غيرهم.. كما أن فترة الصباح هي الافضل للحركة والنشاط حيث يصبح مستوى التستيسترون يرتفع جدا في الليل واثناء النوم، لذا فأن الرجال غالبا ما يستيقظون بمزاج أفضل. تنحنحت وهي تري عين ادهم تضيق بريبه وهو يلوي شفتيه بابتسامه ماكرة ولعوب .. حسنا ، ماذا قالوا عن الكلام في غير موضعه ؟؟ ، نعم ، هو هراء .. لذا اكملت بتلعثم ما انتبهت لم سردته دون ان تدري منذ قليل : اعلم انني لم اوفق في اختيار المثال ولكن ادهم علي ع** ما اعتقدت انت امس بأنني كنت منزعجه ، انا اقولك لك الان .. ليلة امس قد اطاحت بأفضل افضل خمس امسيات قد احتفظت به بذاكرتي حتي الان . تعلقت نظراتهما لاكثر من ثانية رأي بهم الصدق الواضح بعينيها .. تلك العينين التي لم تنطفئ لمعة براءتها ابدا والتي تزداد في اوقات بكائها ، تبا كيف تبدو لطيفة وشهية علي الدوام حتي في لحظات حزنها ؟! .. وجدها تكمل بخجل بالغ وهي تقضم شفتها السفلية وتعبث بطبقها بتلبك : انظر ادهم انا اشعر ان اعصابي مشدودة هذه الايام ، لذلك من فضلك تغاضي عما افعله .. انا حقا آسفة علي افساد تلك الليلة ، انااا.... ارادت ان تكمل ولكنه قاطعها وهو يلعن تحت انفاسه ثم باللحظة التالية كان يضم رأسها اليه بقوة ، وانفاسهما تختلط معا في قبلة دافئة محمومة تزداد شغفا كلما تعمق بها حتي هربت همهمات المتعة من فمهما .. لم تستطع ان تقاوم احساسه القوة الذي انتقل اليها عبر القبلة وسري بجسدها مسري السحر الذي ينعش جسد بدلا روح .. لم يقطع تلك اللحظة الحميمية سوي رنين هاتفه الذي بدأ يصدح بجانبهما كجرس تنبيها مزعج ورتيب !! جاهدت لتبعده ولكنه همهم باستياء وهو يجذب شفتها السفلي بين اسنانه برفق .. بعد ثواني من استمرار الهاتف فالرنين اضطر لن يبتعد علي مضض .. زم شفتيه باستياء وغضب وهو ينظر للهاتف ويجيب بنبرة حاده .. كانت مديرة مكتبه تحدثه بشأن امور عالقة بالعمل .. طوال المحادثة كان يراقب تعبيرات وجه فريدة المتورد .. تكافح لتخفي خجلها وهي ترتب شعرها وتضع بعض الخصلات الهاربة خلف اذنها ، تلك الحمقاء مازالت تخجل منه حتي بعد ما فعلاه معا !! .. رآها تعبث مرة اخري بطبقها ثم نظرت له بطرف عينها قبل ان تمسك بكوب القهوة .. ابتسم بسخرية وهو يسبق يدها الي الكوب ، فنظرت له بتساؤل ، فأشار له بعينيه بحده تجاه كوب العصير المقابل لها . وجدها تقلب عينها بغضب وتأفف قبل ان تمسك بمعلقتها وتكمل عبث بالطعام .. ما مشكلتها الان ؟؟ هل هذا ايضا يجب ان تعاند به ؟؟! .. رفع الهاتف عن اذنه وهو يمسك بالكوب مرة اخري ويدفعه بيد فريدة ، وهذه المرة زجرها بنظرة محذره للرفض .. بادلته النظرة بأخري مليئة بالضيق والانزعاج ولكنه لم يهتم ولم يكمل محادثته حتي استسلمت وبدأت بتناول العصير ! تبا لك ادهم ، لقد استطعت بجداره ان تشكل عقدة لدي اتجاه عصير البرتقال !! .. حقا رائع .. بالأساس معدتها متشنجة وذلك الغثيان الذي تشعر به منذ ان استيقظ يزيد من كآبتها ، يعني انها ليس في حاجة الي اي نوع من الضغط .. انهي مكالمته وهو يري ملامحها الشاحبة ونظرة عينيها القاتلة تجاهه قبل ان يتمتم "حسنا ارسليها علي بريدي فور انتهائها .. واتركي لي امر شركة رايا ، انا سأهتم بهم حينما اصل القاهرة " اممم هذا يعني انه سيسافر لمصر ليس من اجلي كنا كنت اظن ، انما من اجل اتمام احد اعماله .. حقا انتي ساذجة فريدة ومثيرة للشفقة ايضا !! .. تركت الكوب من يدها بعد ان ارتشفت منه القليل ، قبل ان تتجعد ملامحها باشمئزاز و اعياء .. كانت تحاول التخلص من امر ذلك الدوار والغثيان ، من جديد تهاجمها الافكار وتصفع عقلها بعنف ، حينما وجدت يد ادهم تحاوطها بقلق وهو يتفقدها ويسألها باهتمام : فريدة ، هل انتي بخير ؟؟ اومأت له بتعب بعد ان تنفست بعمق ثم قالت بعد لحظات وهو يعرض عليها ان تشرب قليل من الماء .. امسكت يده التي تضم الكوب وهي تنظر بينه بجدية : ادهم هنا بعض الامور الهامة التي يجب ان نتحدث بها . تأملها لدقائق وهو يقيم مدي حالتها ويحاول استيعاب تغييرها السريع ثم قال بهدوء وهو يمسد يدها : حسنا ، اعدك بذلك .. ولكن لاحقا بالطائرة فالطريق امامنا طويل وليس لدينا سوي ساعه علي اقلاع الطائرة الان . اومأت له مرة اخري وهي تنهض معه وتتناول حقيبة يدها استعداد للسفر ......... ● ● ● جمعت شتات نفسها وهي تنتبه من جديد لارتفاع رغبتها بالتقئ لدرجة لم تتحملها ، رغم عنها وجدت نفسها تفرغ كل ما تناولته منذ الصباح .. بالأساس هي لم تتناول الكثير ، يكفي فقط انها تناولت ذلك العصير الذي بات شيئا رسميا .. معدتها اصبحت حساسة وشديدة التوتر تلك الفترة .. انتبهت الي صوت الطرقات الخفيضة علي باب الحمام فعلمت انه ادهم .. غسلت وجهها سريع ثم فتحت بعد ثواني وهي تخرج بسكون وتتجاوزه لتعود للفراش مرة اخري .. تشعر ان نفسيتها مرهقة ، لم يعد لديها حتي القدرة علي التظاهر بأنها بخير . امسك بيدها قبل ان تدلف الي الفراش وهو يهمس باسمها بقلق : فريدة .. انظري لي ! .. هل كنتي تتقيئين؟؟ .. بماذا تشعرين؟؟ اومأت له بهدوء وهي تجلس علي الفراش وتمسح وجهها بمنشفة صغيرة .. بسرعه تجسس جبينها البارد وهو يقول بتوبيخ : لما لم تخبريني عندما استيقظتي وشعرتي بتعب ؟؟ .. ثم ضغط علي زر استعاء بالحائط لطاقم المضيفين ، ومن ثم انحي امامها وهو يلملم شعرها بعيدا عن وجهها الرطب ويقول بحنو : فريدة اخبرين بما تشعرين بالتحديد ؟؟ هل انتي بالاساس تعانين من دوار السفر ؟؟ .. نستطيع الهبوط باقرب مطار و... قاطعته وهي تقول بنظرة مطمئنة : انا بخير .. ربما السبب طول المسافة وانا لم اسافر لمصر منذ مده . هز رأسه بشك ، وكاد ان يرد عليها ولكن طرقات المضيفة علي الباب قطعته .. دخلت بعدما اذن لها ، وما ان اخبرها بما يحدث مع فريدة حتي قالت بتوتر : سيدي انا لست متأكدة من انها حالة دوار سفر ولكن اذا كان كذلك وهو شديد كما تعاني سيدة فريدة، يمكن ان تتناول جرعة اخري من الدواء ، ذلك سيساعد ، وان كان من الافضل تناولها قبل حدوث الدوار .. ايضا يمكن ان تجلس بجوار النافذة وبالتحديد فوق الاجنحة حيث تكون الطائرة اكثر ثباتا قبل ان تكمل كان قد نهض وهو يحمل فريدة متجها للخارج .. عندما لمحت فريدة المضيفة تنظر بخلسه وفضول عليهما غمرها شعور بالاحراج وهي تهمس لادهم : توقف عن حملي وكأنني عرجاء !! نظر لها باستنكار وسخرية قبل ان يكمل طريقه دون ان يعقب .. دون ان تشعر وجدت نفسها تسند الي ص*ره باسترخاء وهي تشعر بالزهو كونها متزوجة من هذا الرجل .. تتأمل العيون الحاقدة حولها باستعلاء انثوي شرس وغريب عليها وهي تبتسم لمكر لهن ، وكأنها قد نسيت تماما ما كانت تشعر به .. فقط ارادت ان توصل رسالة معينة لهن "هذا الرجل الوسيم هي ملكي .. رجلي انا" جلس علي المقعد وهي مازالت بحضنه ، عدل من وضع جسدها بحيث تقابل نافذه الطائرة في نفس اتجاه سيرها .. استندت با*****ة وامان بحضنه وهي تشعر بتحسن واضح .. هي تعلم جيدا بصميم نفسها ان سبب ما تشعر به ليس ابدا دوار سفر .. بالحقيقة هي لم تعاني ابدا منه .. السبب نفسيته السيئة والتي اصبحت تفقدها شهيتها بجداره مما يجعل معدتها دائمة التقلب وتسبب لها الغثيان الدائم .. هي تعلم ذلك جيدا ولكن هل يمكن ان تخبر به ادهم ؟؟ .. الاجابة هي مستحيل !! ، تبا اذا فعلت لن يتوقف لحظة عن اجبارها علي تناول الطعام .. وهذا هو اكثر شئ كرهته بحياتها !! تشعر بالضعف امام اهتمامه الزائد بها ، بحثه الدائم علي وسائل راحتها .. ع** تلك الاوقات التي كانت تري شخصا اخر متلبسه ، مستعد لألحاق اي اذي بها دون ادني ندم .. غريبا جدا هذا المزيج ، اعني تطرفه الشديد بين الامان والترهيب غير قابل للتصديق .. نفس اليد التي تربت وتداوي ، هي نفسها التي سبق وان سببت الجرح .. وهذا فقط امرا بالغ الأذى. همس لها بعد لحظات بجانب اذنها : هل انتي بخير الان؟؟ اومأت له بابتسامة خافته .. ثم شردت مرة اخري وهي تنظر عبر النافذة ، متأملة منظر السحاب المختلطة بحمرة الغروب .. كم هو مذهل ذلك المشهد !! .. قد يبدو رتيبا وممل للبعض بسبب كثرة تكراره ولكن ان تشعر بأنك داخله الان ، تعبر السحاب وتخترقه وكأن بإمكانك لمسه والامساك بها .. هذا فقط يغرقك في شعور بالاسترخاء والامتلاء .. لم تعتقد يوما بأنها رومانسية ، دائما ما تري نفسها بعيدة تماما عن تلك النقطة .. هي فقط تهتم بالتفاصيل ، تبحث بشغف عن الاشياء الجميلة داخل الامور .. وربما هذا هو ما تعاني منه الان .. سعيها الدائم خلف كل جميل جعلها تغفل ذلك الجانب السيء من ادهم .. ان تكون ايجابيا واكثر قدرة علي استيعاب الاخرين ليس دائما بالشيء الجيد !! .. اراحت رأسها علي ص*ره اكثر مما جعله يشد من ضمها له .. وكأنه يؤكد لها حقيقة مكانها بحضنه الان . تكلمت بعد فترة بصوتا خفيض وعيون نصف مغلقة بعد ان اعتقد انها قد غفت ، حتي انه اشار للمضيفة بالابتعاد حينما ارادت اعطائه الدواء : اي نوع من الموسيقي تفضل سماعها ؟؟ صمتت ثواني تنتظر سماع رده علي سؤالها .. ولكن لم يقل شئ .. للحظة شكت بأنه لم يسمعها او ربما كان نائم .. وبالرغم من ذلك اخذت نفسا عميقا لتهدئ به دقات قلبها التي تعالت قبل ان تكمل : لا اصدق انني قد نمت معك بدون حتي ان اعرف تفضيلاتك في تلك الاشياء البسيطة !! .. ما لا استطيع تصديقه حقا انني قد احببتك قبل ان اعرفك كما ينبغي .. لقد اعتقدت ذلك دائما ، ان الحب يجب ان ينبع من تفكير عقلاني لا ان تقوده المشاعر ! استدارت برأسها لتقابل عينه ، فوجدته مغلقا عينه وبعد لحظة هز رأسه بخفة وفتحهما .. رأت في عينه نظرة غريبة ، عينه جامدة غير قابلة للاختراق كالفولاذ ! .. ثم تكلم بصوتا خشن : استنتج من ذلك انك نادمة علي تسرعك بالاعتراف بحبك لي ؟؟ حبست انفاسها وهي تنظر بعينه بثبات ، وللحظة كانت تسأل نفسها هي هذا السؤال قبل ان يسأله هو لها .. هل كانت حقا تشعر بحبه عندما اعترفت بذلك ؟؟ ام انها كنت فقط واقعة تحت تأثيره القوي في وقتا هي كانت اكثر من محتاجة لشعور بذلك ؟؟ .. حسنا الامر حقا يستحق التأمل والتفكير ، لانه فقط يشكل حياتها ومستقبلها مع ذلك الرجل. شعرت بتصلب جسده وتوتره اسفلها ، وتلك العضلة بفكه ترتجف بغضب بات علي المحك ، ويديه التي كانت تحتضن خصرها انسحبت وتشكلت في قبضتين علي طرفي المقعد .. قبل ان يقول بصوتا خرج باردا كلوح جليدي : لا داعي لعناء التفكير .. استطيع اعفائك من عبئ تلك الكلمة . ارتفع ص*رها بشهيق عميق ، وهي تعود بعينها لمراقب النافذه .. المتاهة التي تتخبط بها داخلها كانت اكبر بكثير من ان تستطيع شرحها له .. كل شيئا كان جديدا بالنسبة لها .. سيطرته وتملكه ، خضوعها ، رغبتها ، الجنس ... حتي حبه كان جديد .. وكلا منهم له تأثير الخاص والقوي عليها وعلي مشاعرها .. في تلك الحالة كان يجب ان تلجأ الي تجنيب مشاعرها والتفكير فقط بعملية كما اعتادت . لذلك تكلمت بعد فترة برزانه وهي تضيق عينيها بجديه ناظرة بنقطة بعيدة : اتعلم ادهم .. الحب بطريقة ما هو احد انواع الم**رات .. عندما ترتبط بأحدهم او تنشأ بينكما علاقة ، يتكيف المخ بشكلا ما مع هذا الشخص .. ومن خلال الذكريات السعيدة التي تربطهما يبدأ المخ في افراز الناقل العصبي المسئول عن الشعور بالسعادة كلما تواجد هذا الشخص (الدوبامين) .. تماما كما يحدث عند تعاطيك م**را ما .. مما يربط السعادة بوجود هذا الشخص والتي تزيد في اوقات الجنس ، ويجعل من الانفصال والبعد امرا مريرا وصعب التحمل ، وذلك لان ما يحدث اثناء الابتعاد ما هو الا اعراض انسحاب تشبه اعراض انسحاب الم**ر من الجسم .. لذلك انا اعتقد انا ما اشعر به اتجاهك هو حب ، فقط لان هذا ما اشعر به في وجودك ، بمجرد لمسه منك انسي السبب الاساسي لحزني حتي لو كنت انت ، جسدي قد ادمنك ادهم وادمن وجودك والشعور بجسدك بقربي .. مجرد ابتسامة لعينة منك كافية لجعلي اغرق بشعور غريب من السعادة والاسترخاء لم اصل له يوما .. حينما لا تفعل يغمرني شعور بعدم الارتياح والكآبة .. لست غ*ية لانكر ذلك او حمقاء لاندم علي اعترافي به .. لم اعتاد الكذب علي نفسي ادهم ، لذلك اظن انني هنا من يخشي تركك لي وليس انت ! ● ● ● كانت ليليان مستلقيه بظهرها علي العشب بعد ان تناولت وجبة العشاء مع عادل .. تراقبه وهو يتحدث بتجهم عبر الهاتف ، يبدو ان الامر هام وخطير .. كان يقف علي حافة الهضبة ومن الحين الي الاخر كان يتفوه بكلمات ب**ئة جعلتها ترفع حاجبها تعجبا .. فمنذ ان عرفته لم تراه مره واحده يتفوه بتلك السباب او يلعن امامه .. حسنا ، نستطيع القول ان ذلك كان قبل تلك الليلة التي اعتدي عليها بها .. كانت دوما تعتقد انه شخصا ملتزم لدرجة تتنافي مع صداقته مع ادهم ، ولدرجة انها اعتقدت احيانا حينما كان يطرأ علي بالها ، انها ستظلم اذا اعطته امل بارتباطهما يوما ، فهي لديها ماضا غير مشرف ، وهذا بالتأكيد يتنافى معه .. لكنها تأكدت الان كم كانت ساذجة حينها !! .. ليس بعد ما فعله معها وبعد ما رأته منه تفحصت بعينها جسده ، كان يرتدي الجينز وتيشيرت ابيض قطني ، فصل عضلات جسده ورسمها بدقه .. شعره البني القاتم وبشرته الفاتحه نوعا ما اعطته مسحه من هيئة الأمريكيين .. لم يكن كذلك اول مرة قد رأته مع ادهم بالكازينو ، تعتقد ان السبب هو ازالته للحيته السوداء المناقضة للون بشرته .. بطريقة ما قد بدي الان اصغر سننا واوسم بالطبع .. سرحت عينيها وهي تحاول تذكر كيف كان ملمس تلك العضلات وهي تدفعه بعيدا عندما كان يضاجعها .. حول نظره لها فجأة وكأنه شعر بعيونها التي تخترق ظهره ، فتساءلت اذا كان يملك فكرة عما يدور بذهنها من افكار فاسقة ؟!! انهي محادثته وهو يقترب منها ويرفع حاجبه بتسلية .. اووه ماذا الان ؟! .. عندما اصبح يقف عند رأسها كانت تنظر له بترقب .. عينيها الزرقاء بالرغم من ذبولها الا انها كانت متسعة وجميلة بشكلا لطيف ، جعله يريد قضمها .. كانت تلف حولها برده صوفية وتحكمها بشده بين ذراعيها ، وكأنها تفتقد للاحتضان .. تلك المرأة ليس لديها اي فكرة عما يمكن ان تفعله بمجردة نظرة ! جلس بجوارها ارضا فاعتدلت بجلستها قليلا ، قال بعد فترة من تحديقهما ببعضهما البعض : لدي فضول حول ما كنت تفكرين به؟ رمشت اكثر من مرة بعينها ثم قالت بصوتا منخفض : بك ! رفع حاجبه متشككا ثم قال كرر ما قالته : بي ؟؟ اومأت له ببطيء ثم اكملت : كنت افكر بأنك قد فعلت من اجلي الكثير وقدمت لي ما لم يقدمه لي احدا من قبل . تنفست بعمق وهي تسترسل : يكفي انك حميتني من جاستن وتكفلت بأمر ابعاد والدتي عني طوال تلك السنوات .. لكن انا نوعا ما لم اكن اري ذلك .. هل تعرف لما لم ارد ان ابادلك ذلك الاعجاب ؟؟ اكتفي بمراقبتها ولم يتحدث او يجيبها او حتي يشير الي فضوله حول الاجابة .. ولكنها بالرغم من ذلك اكملت : لانني متيقنة من انك تستحق الافضل .. اعني انظر لي عادل وستفهم ما اقصده .. ما مستقبل اي علاقة قد تربطنا ؟.. الام يمكنك الوصول بذلك الحب معي؟ .. لن تستفيد ، بالع** ستضر .. لما لم تتركني اليوم بالمشفى كما اقترح عليك الطبيب؟ ، هذه كانت تبدو فرصة لائقة لك ولأي شخص كان يعرض علي مساعدته .. انا سيئة جدا عادل لأكون مع شخص مثلك ، لن اجلب لك غير الاذى والمتاعب . مرر اصابعه بحركة دائرية علي وجنتها وهو ينظر لها نظرة امتزجت بها كل معالم الحزن والالم والسخرية ثم قال بابتسامة صغيرة : اذا كنت تظنين نفسك سيئة ، فانا اخبرك بأنكي قديسة بالنسبة لي .. حظك هو السيء بالأمر ، وحظك السيء ايضا هو من اوقعك معي. اكمل بابتسامة متسعة من ملامحها المتسائلة بحيرة : دعينا ننام الان فالجو اصبح باردا .. اذا بقيت اكثر من ذلك ستتجمدين. نهض علي الفور وهو يمسك بيدها يساعدها علي النهوض ثم اتجه بها للخيمة التي تم نصبها .. بعد ان استلقي بجانبها ضمها لص*ره في لمسة دافئة لم تتوقعها ليليان ، ولكنها استسلمت لذلك الشعور اللذيذ بالامان ، والذي تسلل لداخلها منذ زمن لم تصادفه .. تكلمت خلال الظلام بعد مدة اطالت من الصمت : ماذا كنت تقصد بقولك بانك اسوء مني ؟؟ انفاسه التي انخفضت للحظات ثم عادت بقوة وحدها من اعطها اشارة بأنه مازال يقظا ولم ينم .. ظنت انه لن يجيبها وكادت ان تستسلم للنوم .. ولكنه فاجئها برده ، وياليته لم يفعل .. اجابها بصوت يشوبه بحه خشنة من اثر الصمت : انا مستشار كابو مافيا كاليفورنيا ! ( الكابو : هو لقب يطلق علي رئيس او زعيم مافيا يترأس ولاية بأكملها) ● ● ● # يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD