عائلة الشيخ رجب . البارت الاول
بدأت الشمس تغرب من افقها البعيد مرسلة اشعتها النافذه خلف هذه السحب التي تخال لك انها ساكنة . . . . .
فتري فروع الاشجار وكل لون أخضر في هذه الحقول المترامية الاطراف‚ولقد اكتست احمرارا خلابآ امتزج بهذه الخضرة التي غلب عليها . . . . .
وتلألأ فوقها و**اها بقدرة الخالق. سكونا عميقا لايقطعه سوي زقزقة هذه الطيور العائده الي اوكارها . . . . . .
بين غصون هذه الاشجار التي تفتح اذراعها مستقبلة اصحابها في حنو ورقة بالغة وهي تتمايل مع هذه النسمات الرقيقة فتضمها وتناجيها وتحنو عليها . . . . . . .
وفي دار الشيخ رجب انتهت سيدات الدار من اعداد وجبة العشاء للرجال العائدين . . . . . .
_ من حقولهم بعد عناء يوم من العمل ما بين حصد ودرس وري وعزق . . . . . .
والحاجه سكينة زوجة الشيخ رجب لا تهدأ لها بالآ فهي في حركة مستمرة ما بين فرن الخبيز خارج الدار وداخله . . . . . . . .
حيث اعداد الطعام واوامرها هنا وهناك . . . . . .
ولاتنسي ابدا ان تنهر الاطفال عن العبث ثم توجه جام غضبها علي امهاتهم ثم تسرع لتطمئن علي اعداد الخبز خارج الدار . . . . . .
وكانت ام مب**ك زوجة ابنها محمد صاحبة رأي ومشورة . . . . . .
اما ام درويش زوجة حسن فهي ذراعها الايمن في كل ما يتعلق بشئون الدار ومعها ام شعبان زوجة بكري . . . . . .
وام سيد ارملة ابنها الكبير عبد الفتاح . . . . . .
ويبعد دار الشيخ رجب عن قرية الغوت مسافة قصيرة . . . . . . .
لكنه ينفرد دون دور القرية فبجانب الدار رحية متسعة يتخذها الشيخ رجب مكانآ لإستقبال الضيوف ومجلس العرف وليالي الذكر واطعام الطعام . . . . . .
والرحبة المتسعه ترتفع قليلا عن الحقول بحيث يري الجالس عليها هذه المساحات الشاسعه من الارض المكتسبه بمحصول الموسم . . . . . .
من قمح او ارز او قطن او غير ذلك من خيرات الله . . . . . .
بينما يتخلل هذه الحقول القنايات الصغيره التي تصل مياه الري الي هذه الحقول . . . . . .
وكذلك السو**ي وماكينات الري . . . . . . .
اما الترعة المحاذية للطريق الاسفلت فهي آتيه من قرب القرية وتتفرع منها الترع الصغيره . . . . . .
والقنوات لتروي حقول القرية والقري المجاورة لها . . . . . .
وكعاده راسخه في اهل قرية الغوت عندما يكون بينهم هناك ارتباطا وثيقا بينهم وبين مكان ما يتخذوا له اسما وسرعان ما ينتشر هذا الاسم بسرعه . . . . . .
فاصبحت الكدوه الرجية ما تعارف عليه اهل الكفر . . . . . .
فالكدوة ليست فقط مجلس عرف بين متخا**ين اول ليلة ذكر لسيدي الغوت بل هي ايضا للمسامرة وللتواد بين اهل القرية والقري المجاورة لها . . . . .
واحيانا للصلاة وايضآ للتأمل والهدوء . . . . . .
كانت هذه الجلسة المحببه للشيخ رجب خاصة في فصل الصيف . . . . . . .هدأت الحركة قليلا داخل الدار وبدأت سيدات الدار في اعداد المكان من كنس ورش وفرش الحصير والحاجه سكينه تري بنفسها . . . . . . وترفع وتضع بيدها ثم تنظر هنا وهناك وهيا مستمرة فى إعطاء أوامرها . . . . . فلم يكن العمل الذى يقمن به زوجات أبناءها عملا خاصا موزعا عليهن بل كان عملا مشتركا فيما بينهن حيث كانت الدار ي
تضم أربعة أسر هم جميع أبناء الشيخ رجب وأحفاده عدا محمد رجب الذى كان يحرص على تناول العشاء والتواجد يوميا ليكون مع أبوه وإخوته . . . . . وإذا تأخر يوما يرسل له والده ليسأل عند زوجته الثانية التى تزوجها على ام مب**ك . . . . . . .
لم يرزق الشيخ رجب سوى بأبنه واحدة تزوجت بأبن خالها فى كفر ام صابر .
بدأت أشعة الشمس تزداد احمرارا وهى تغرب فترى السحب وقد ازدادت تألقا وقد اكتسبت خطوطا ذهبية نافذة فيها وهيا ٱخذة فى الذهاب إلى الآفاق البعيدة ليغشى الكون ليلا . مؤذنا بإنهاء يوما شاقا ما بين حرث أو رى أو جمع أو عزق أو كل ذلك . . . . . .
اقبل اولاد الشيخ رجب من حقولهم ومن وراءهم المواشى وخلفها شعبان بكرى على رطوبة صغيرة يؤمن سيرها خوفا من شرودها .
بدأ الأبناء والأحفاد بإزالة ما علق بهم بماء الطلمبة العزب البارد . . . الكبير منهم اولا ثم الصغير وما لبث أن انتهى الكبار من إزالة ما علق بهم من عناء العمل . . . . . ..
وتركوا حوض الطلمبه . . . . . . . حتي بدأت المشاجره اليومية . . . . .شعبان بكري وسيد عبد الفتاح بينما مب**ك ودرويش يشاهدا ويضحكا . وكان تعليقآ واحدا كفيلا باحتدام المشاجرة . . . . . .
اشار درويش بإصبعه الي شعبان وقد اكتسي وجهه تجاههما مصطنعا
وقال وهو ينظر الي سيد عبد الفتاح . . . . . الواد ده كل يوم يضيع صابونة بريحة .
قال شعبان : وهو يرفع بيده حفنة من الماء الي وجهه ماهي الصابونة اهيه علي العرق الخشب ولا انت عايز تسخنها الليله يادرويش زي كل ليله . . . . . .
قال درويش : وهو مازال متصنعا مالسيد له حق كل يوم يضيع صابونه بريحه . . . . . .
قال مب**ك : يا اخي ما تعرف بياكلها ولا بيبعها . . . . .
انفعل سيد قائلا : وبعدين معاك يا مب**ك انت ودرويش ثم التفت لشعبان ما تشغل يا واد يا شعبان الطلميه شويه . . . . .
قال درويش : صوتك عالي يا سيد دلوقتي جدك يسمع كفايه كده عمك حسن بيشاورلنا عشان العشاء . . . . . . .
اشار حسن رجب بيده وهو بيقول بصوت عالي : اخلص بقي يا واد انت وهو انتو مش ناويين تتعشوا ولا ايه . . . . . .
اقبلو جميعا يرسمون ضحكاتهم وسيد و شعبان ارتسم علي وجههم جدا مصطنعا وهما يسلمان علي جدهم ويقبلان يده . . . . . . . .
بدأ الجميع يتناولون الطعام وعلي الوجوه الرضا والقناعه . . . . . .
بينما حلت السكينه حولهم وبعد الانتهاء من تناول الطعام . . . اتنحي شعبان ومب**ك جانبا