وبدأ ناء الدار في رف
الأواني والصحون وليتناولن طعامين داخل الدار.
لإعداد أكواب الشای
الدهثة علي وجوههم بوضوح .. ثم استطرد الشيخ
رجب قالا لي أكثر من عشر سنين ما رأيته ولا كلمته
...
وماحدش ضامن الموت من الحياة وده ابن عمي يعني
مر مب**ك وشعبان علي جدهم أولا ، ثم علي أعمامی
الي
ثم نظر نظرة بعيدة كلها ود
وال لي ينا أكثر من القرابة
أخي
ودارت أكواب الشای بيهم.
هو
...
...
نظر الشيخ رجب لأبنانه الجالين حوله نطرة عميقة
الكبار
فاضل من
وصفاء كأثما زالت منها كل سنين الجهد والشقاء وهو
...
الذي كان أقرب أبنائه
حانية وأطال النظر إلي حن
مازال يتحدث ناطرا لحن ، فاكر ياحسن اما
إلبه حبث أخل عنه حبه لكتاب ال له وحفطه له. وكان
اتحجزت في المستشفي بصر . . .
رد حن : إيوة بابا . . جه و وتي علي وكان يوميا يمر
لما
أحيانا يأخذ مكان أبيه في مسجد القرية لتعليم وتحفيط
أبناء القرية القرآن الكريم بجانب عمله بفلاحة الأرض
التي عيدها إلي ابنه درویش بعد تخرجه من الجامعة.
علي يطمئن ، ولما ربنا شفاني قعدت عنده کام يوه،
قربني من أولاد أعمامنا ال لي في مصر وقرينا من
أحس حسن أن والده يريد أن يقول شينا . لكنه كان
أولادهم، وأخذي وزرنا أهل البت
تدخل محمد قاذا : لما كان يجي واحنا صغار لميتركأ
لايجرق علي مقاطعنه حني ولوگان صامنا . . . لم ينطر
حسن طويلا حيث أعتدل والده بيجلسته ثم نظر إليه
حدا من الاقارب إلا فات عليه حتي ريحة الريحة. لك
وقال : اعمل حسابك يا حسن عاوز أقوم بزيارة لابن
عمي أحمد عبد الجليل . . . . أندهش الجميع وظهرت
أحمد عبد الجليل صاحب واجب
حق يابا . . عمي
ومعروف
قال الشيخ رجب : أحمد بيحب عصبه وأهله ، علشان
کده نفسي الود يتصل ويرجع أهو سند لكم ، وأنا
شجعنا
عمري ماأنسي أن الأرض هذه شورته هو. ..
و وقف معانا، لحد ماوقفت علي قدمي والحمد ل له علي
جوزتكم وجوزت
خيرها وستر ربنا عم علينا
..
أبناء كم و أنتم رجال ش*يتم معي و وقفتم وقفة رجل
واحد كل التاحية وگل من حولنا عارفين من قهم
ابناء الشيخ رجب.
سکت برهة ورفع وجه ه قليلا ثم نظر إلي هذا الغمام
الذي يمر أمام القمر في ليلة بدره بالتمام ونوره ينتشر
ليضفي على المكان روعة وجمالا .
أمامه
شريط طويل فرأى أباه أمامه وهويحتضر
مر
وأخاه عبد السلام وقد أرتسم علي وجهه قبحا لم.....
يعهده من قبل ، أو يمكن أن يكون ارتدى هذا القبح
من قبل ، عرف هذا القبح بعد ذلك ولكنه في هذه
ال لحظة التي يحنضر فيه أبوه أرجع هذا الوجه القبيح
القلقه على أبيه ولكنه مجرد دفن أبيهم کشف عن هذا
الوجه . وساوم وراوغ ثم كشر أنيابه ثم بكي بكاء
الطفل حتي اسنحوذ على نصيب الأسد.
انصرف هو الي ماتبقي له من الأرض يزرع ويفلح
ويجد مابين ارضه وكتاب القرية يحفظ القرآن الكريم
الأبناء القرية. . . . ومرت السنون وأخوه مستغرق في
البحث عن من تنجب له ولدا ، أهمل أرضه وتركها
حتي أصبحت بورا جرداء قاحلة
ينعق فيها البوم والغربان وتسكنها التعالب والثعابين
شجار الشوك والصبار إلي أن لقي ربه وحيدا ، وهو
راهن هذه الأرض لولا ما أدخره الشيخ رجب من
الأرض قد ضاعت
انتبه الشيخ رجب علي صوت سيد عبد الفتاح وهر
يؤذن لصلاة العشاء ، فقام يؤم أبناءه ل لصلاه ،
وبعد ذلك انصرف الجميع كل الي قاعته ليقضي ليلته
بين أبنائه.
خلا الشيخ رجب إلي نفسه وفي حجرته كعادته ليقف
متهجدا بين يدى الله سبحانه وتعالي ، وكان يتمتع بهذا
السكون الذي يلف الكون حوله سوى بعض
الأصوات المعتادة التي ت تسل ل خلال سكون ال ليل
النفيق أو صفير أعتاد عليه الجميع و ألفوه
كعادقا
دخلت الحاجة سكينة زوجة الشيخ رجب
التطمئن عليه ، لكنها هذه ال ليلة ترد دت و وجدت
نقسها تقدم رجلا وتؤخر الاخرى ، فكرت قليلا ثم
استجمعت شجاعتها ودخلت مبادرة بسؤال
الشر .أنت شاعر بتعب ولا
ال له
مالك ياشيخ كفي
زعلآن من حد من ولادك
نظر الشيخ رجب اليها وقال بصوت منخفض : الحمد
ال له
له. . ثم أمسك مسبحته وشرع في ذكر ال له
اقتصرت في كلامها فلقد كانت تعرفه أنه يضع ألمه بين
أضلعه ويدفن حزنه في قلبه ، ولايشتكي سوى ل له . . .
هم
نطرت اليه بحنان بالغ وهي تنصرف عندما
بالوقوف وهو بفرد سجادة الصلاة ليقف بين يدی ربه
، وكان الوقوف بين يدى ال له بالنسبة له عبادة كأنها
رياضة تريجه وتشرح ص*ره.....
تجاوب أصداء صوت المؤذن لصلاة
عسجد القرية بمسجد قرية الغوت مع صوت سيد عد
الفتاح وهو يؤذن للصلآة فنشطت حركة الدار الكم
وبكر الرجال بإخراج مواشيهم للآنطلاق لحقولهم خن
إعداد طعام الإفطار .
وقبل أن ترسل الشمس أول شعاع لها في هذا اليرم
الوليد كان بكري وخلفه ولده
محمود سائر يدعك عينيه وعندما هره والده ليفيق من
نومه نشط وسار بجانب أبيه.
كانت الأعواد الخضراء تتمايل مع هذه النسائم الباردة
المرطبة المفعمة بعطر هذه الحقول الباسقة الأوراق.
خلف الناحية الشرقية من الكدوة كان درويش
يعد فاسه ومعه مب**ك ابن عمه يصلح آخر ،
كان أمامهم يوما شاقا فها هي حقول القطن قد
بدأت نوارته تتفتح جمال بديع .
نطر درويش الي شجيرات القطن وقد تقاربت فيما
بينها فاتسقت وأعطت بجالا علي بجاها مم مد بصره
قليلا فرآها بساط أخضر يتمايل مع نسمات وادعة
بتسم في وداعة ثم أدار
تسير عليه حسيسا حسيسا، فا
وجهه عندئذ انف*جت اساريره عندما وجد سيد ابن
عمه عبد الفتاح في الطريق المقابل ، وقد تجهم وجهه
وهويعث الحمير البليدة علي السير ، وم يلتفت" الي
صوت عمه حسن وهو سائر خلفه واضعا يده خلف
ظهره كعادته وهو يشق الارض بسهولة ويسر...
ياواد اسيد
ياواد ياسيد
نعم يابا حسن
انجدعن النهارده ... ياولة .. ارعي ننسي بثد
ما تجمع الذرة تبعت
عطا وانت عارد»
ل**نية لأولاد غريب ولأرلاد
اجة تانية .
حاضر يابا هسن.. .
اتوكل علي الله وشوف حالك.
ا
سكت برهة م استطرد قائلا .... ركز في الشغل ياسيد
وسيبك من المواويل بتاعتك دى وماتوجعش دماغ
الانفار بالمغي والكلام الفارغ ده عندئذ
تجهم وجه
سيد وقال: دى ما اقدرش عليها ... كله إلا دى يابا
حسن. فضحك مب**ك ودرويش معا
عندئذ أدار سيد وجهه وصاح من بعيد . بتضحك
علي ايه ياواد انت وهو ، وهو يقدر واحد فيكم يقول
موال م اللي بقوله
قال مب**ك : وهو يغوص بقدميه في القناية الصغيرة
ويهوى بفأسه ليفتح طريقا للمياه ليصل الي حقول
القطن. سيبنا لك المواويل والحكايات كلها اعم.
علق درويش قائلا: وكمان ابوزيد الهلآلي وعنترة بن
شداد
قال سيد من بعيد: شوف شغلك ياواد انت وهو
لاحبطكم موال يفتح دماغك منك له ... ضحك
الجميع ثم سار سيد في طريق واهمك درويش ومب**ك
بينما هما منهمكان في عملهما .. اخترق السكون
صراخا متواصلا فأنتبها والتفتا فلقد كان الصراخ
علي مقربة فألقيا ما بأيديهما وأسرعا لمص*ر الصوت
فلقد كان آتيا من جهة الرياح وأنعها مسرعين
فوجدا بعص اهل القرية يصرحوا . رأم سيف) تولول
ونصبح رفة الدب صراح فلفد غفله الصي
مائو جعش ب
تيه).
كله إلا دى.
حد فكم يفو.
اية الصغير
وبدون تردد الفرى
في التيار
ونزل الرياح وجر
بنفسه في الرياح وصارع الماء والطين ك
رريض
الرياح وأنقذ الصي هن غرق بمحقق.
/ يسلم درويش من تأنيب مب**ك طوال يومهم
مش الواد ده ابن ابو سيف المراي ... أبو سيف المراي
اللي تنه وراء جدك عبد السلآم لحد مامات بحسرة
الارض الي رهنها عنده ، مش ده ابو سيف اللي يبيع
اهله بأرخص تمن.
لم يلق درويش بالا لما يسمعه من مب**ك بل اعتبره
واجبا أداه ولم يهدأ مب**ك ويسكت عن كلآمه الا
عندما نادى عليه ... جده الشيخ رجب علي درويش
وهم علي طعام العشاء كعادهم ووالد الصي يبكي بن
يدي الشيخ يحاول ان يقبل يديه وقدميه ويطلب
السماح ، فهره الشيخ رجب ... وقال له قم ياراجل
ابي لم يفعل الا الواجب... أنا نسيت من زمان غلطة
أخويا المرحوم عبدالسلآم من ساعة ما أسترديت
أرض أجدادى منك بعرقي وعرق ولادي.
ارتفع صوت أبو سيف بالبكاء وأخذ ينهنه في بكائه
وهويقول مش هسي الجميل ده ياعم الشيخ رجب ده
دين لك في رقي طول العمر، وأخذ يثرثر ويبكي
ودموعه تنسال حتي غطت لحيته والشيخ رجب لايعي
ما يقوله ولكنه بدأ
عندئذ نظر اليه الشيخ رجب نظرة حادة وقال كفاية
يا أبا سيف ثم أشار الي درويش يادرويش جدد عشا
للراجل .
- ضحك بكرى ساخرا وعشاء كمان ابا.
- اسكت يا بكرى.
- يابا ماهو اتعشي عندنا يوم ما جرى وراه سا
التماوى بالبندقية الخرطوش لحد هنا يوم كان عاوز.....
يقتله من عمايله في الخلق ، وبلهجة آمرة قال الشبغ
فلت اسكت يابكرى أبو سيف جارنا وحمايته
جب
واكرامه واجب علينا.
نظر حسن رجب الي اخيه بكرى فأطبق يده علي فمه
وهو يضحك عندثذ قال حسن : يابا بكرى بيضحك
مع الى سيف علشان يخفف عنه.
يخفف عنه ولايسم بدنه ، التفت الجميع فاذا بابراهيم
الخلآيلي قادم ومعه ولده الكبير عوض فانفجروا
بالضحك وتعالت ضحكاهم عندما شاهدوا بعض نساء
القرية مقبلات تصفقن وتتعالي زغاريدهن وبينهن أم
الصي تحمله فرحة وارجله تكاد تلآمس الأرض علي
قصر قامتها ، لقد أتت به تحمله ليقدم الشكر لدرويش
ولكي يرقيه الشيخ رجب .
ابو سيف المراي كما يطلقون عليه بالقرية ،
شهرة اكتسبها وذاعت في القرية وانتشرت بالقرى
اتلجاورة ، كان يملك بضعة قراريط م أتسعت رويدا
بضعة أفدنة اقتنصها قطعة فقطعة مى
رويدا لتصبح
المتعسرين وأصحاب الازمات ،وفي مثل هذه الظروف
أصبحت هذه الأيام كلها ملكه ... فكثيرا ما يطرق
أحدهم بابه وهو في أشد حالات الضيق والعوز زرعة
بارت ، أو مصاريف علآج ، أو أبن يريد السفر للعمل
بالخارج وغيرها . فيقا**ه مرحبا .. هاشا باشا ثم
يكشف عن وجهه م ينقض فيخ*ف اي شيء تطوله
يده . عقار ، ب***ة .. حلي ذهبية وغيرها،
وفي آخر الليل يقوم باحصاء ما اقتنصه والتمتع بالنطر
اليه فتلمع عيناه ثم تزداد ضيقا وهو يفتح فمه متمما......
لا فيما يقره ياحصائه وقبل ان يتهيا للنوم ش.
ومعزلا ليعلق الباب ويحكم الرتاج وأحيانا يبات لن
أماو الغرفة ساهرا طوال الليل.
خله الشديد وصباح المعووذين
شت زوجته من
فاعتمدت علي ولدها الكبير سيف في فلاحة بضعة
قراريط ها وانصرفت هي الي ؟ الدجاج والأوز
لنساعدها للأنفاق علي أخيه رزف واتن اخرئين
ولم يهدأ بالا إلا عندما ضارب بالبورصةبما جمعه من
دما، المعوذين واتختاجين فاصبح من أصحاب الآلاف
م تطلع للملآيين.
اتسع وازداد جشعا وهما فأصبح لا يرى إلا الان
طريق هدفا وغاية ... بل أصبح المال بالنسبة له مسألة.
ة أو موت وازداد هذا النهم عندما داعب خياله
افكار وأحلام طافت له مع شيطانه للتعرف علي بعس
من يراهم بالبورصة ، فهو يذهب إلي هناك
ويدقق ويراقب وينتطر ويلقي بضعة جنيهات ، ثم
يقتنص فاسترعي انتباه أحد من رواد البورصة ، وبدأ
يراقبه م يلقي شباكه حوله ، الجذب أبو سيف له
لكنه كعادته تعامل معه بحذر وحيطة.
تذكر أنه مؤمن بائع السماد ، مالذى أن به الي هنا
كان يراه منذ بضع سنوات قليلة يطوف القري لروت
للبذور الجديدة والمخصبات الزراعية أنه الاستاذ
مؤمن.
لآلاى
المال
ألقي أبو سيف حذره وحيطته جانبا عندم عنهأيي "
الرجل يعمل لدى أحد الكبار وهاهو الآد برندى أم
الثياب وتحت يده أحدث السيارات وفوق دلك
حراسة وأما فما بال الذى يعمل عنده.
بات أياما لايغمض له جفن ، والآخر يلقي له الغدت
ين الحين والحين سال نها ل**به ... لامانع من اخرر ،
معه.. ولكن لايعرف الكثير عنه سوى أنه يعمل لدى
العمر في اجع الأحوال لن أكون أكثر من وسيط وي
كل الأحوال أيضا لن أبذل قرشا واحدا فنما التردم
هكذ حدث نفسه
بو سيف.
انفصت بصعة أشهر والعلآفة
ترداد وثوقا كما تحيل أبو سيف والدى أكد له هذه
أصعبيهما مواعيد محددة
مؤم كيف يصل هدا الرحل لالصيد أصح ف.
المنال وقرية الغوت تستحق هذا الصبر والعناد فلم
يضق يوما بثرثرة أى سيف أو مسكنته أو طمعه ، بل
كان كل حين يلقي له شينا.. لقد تأكد أن المفتاح
بيد ابو سيف هكذا زين له شيطانه . ليفصح عما
بداخله. فلقد عرف جيدا كيف يصل اليه ويضعه في
لم تكن هذه أول مرة يناولا الغذاء معا في أفخر المطاعم
فلقد تعود أبوسيف علي دخول هذه الأماكن معه فلم".
يعد يلتفت ويتطلع الي ما حوله ويفغر فاه عندما يخرج
مؤمن عشرات الجنيهات ، وأحيانا منات الجنيهات
لحاب الغذاء أو العشاء لقد تعود علي ذلك
وينتطر هو الإلآحر ليقتنص .... ولكن الذى سمعه اليرم
جعله يتصبب عرقا ويسوح جبينه الضيق عرقا ويتخلل
احاديد وجهه وعلي حاجيه الكثيفتين مدما حذ .....
مؤمن يلقي شباكه م فاجأه قائلا: ....