قلت ايه يا أبا سيف أرض استصلاح بور تاركها
أصحابها يغطيها الصبار والشوك وتتكلف الآلاف
لاصلآحها. هم أولي بتمنها استنفذوا قوقم وعصارة
حياهم وقبل ما تأكلهم الارض يستفيدوا... ي أي
سيف انت بتخدمهم ، وكله بتمنه وفوق كده هتفي
منة رجالة الباشا ،
**ت مؤمن قليلا بينما أخذ أبو سيف بفكر بل
وراج في عالم آخر كان يجلم أن ترتفع به الاقدار
وهاهي الاقدار قد ساقت له حلما لم يكن يجرؤ علي
مجرد التفكير فيه... ساد ال**ت بينهم، اسه
حشي أن يكون مؤمن قد انتهي من حديث او قارب
علي الانتهاء ... لقد فكر في هذه الارض قبل ذلك
ولكنه راجع نفسه، فلقد كان يراوده خياله الشيطاني
الي ما حوله من أرض القرية وماحوها من أرض بور
وحقول لها اصحاها من أهل القرية.
كان يعرق كل صغيرة وكبيرة بالقرية ... بل والقرى
اتمحيطة من يملك ومن لايملك ومن عنده وكذا وكذا
. حي المواشي هنا عنده كذا رأس وده ماعندوش إلا
رأس واحدة. ازداد جشعه عندما كان ير بعضهم
يتصارعون بالملآيين بالبورصة ، كان يقول لنفسه إهم
مش أحسن منه .فهو يعرف السيرة الذاتية لبعض
نعم إهم ليسوا أحسن
منهم ، وكيف بدأ ومتي بدأ ...
منه ، هنا صدق وهو الكذوب المراوغ فبعضهم علي
شاكلته لا يعرفون الا مبدا واحدا وهو الغاية تبرر
الوسيلة.
طاف به خياله فجمح فرأي أنه يجب أن يكون واحدا
في الحلي والرهونات
منهم . فله تاريخه وخبرته
ولكنها البداية إذن فلماذا وثق مؤمن - به
!l
سرح بعيدا ولم ينتبه إلا علي صوت مؤمن قائلا ل
بمداعبة مصطنعة:
ياراجل انت لسه بتفكر كله خسارة عليك أنن
وتضييع وقت .
همس أبو سيف قائلا : كل ماتقوله أستاذ مؤمن
معقول لكن أهل القرية معاملتهم لي هتكون معه
ويجتمعون علي ويقاطعونني ويمكن يقتلوي .
مؤمن قائلا : ياراجل... إحنا نعرض عليهم
فقاطعه
المهم الأرض القريبة من الأسفلت الارض الي شرق
الكدوة نعرض عليهم أغلي ثمن وأنت ليك عرقك
وكمان هتملك فيها نظير شغلك معانا . رفع ابو سيف
عينه وصوها اليه كانما يريد التاكد. لقد خالجة بعض
القلق ومامعني هتملك منها
فطن مؤمن فسارع قائلا وهو ينظر بطرف عينه الي
باب المطعم :
كل مائه فدان لك فيها خسة افدنة .
ارتبك أبو سيف م ضحك ضحكة بلهاء وفغر فاه وهو
ينظر اليه نظر اليه الاحر وهز رأسه مؤكدا.... ثم قال
أنه يعرف الباشا جيدا لقد تذكره عندما رآه بالبورصة
ولكن ماهذه الهالة التي حوله. ومن هذا الذي يسير
حلفه آه إنه مؤمن مساعده ... الذى مازال يسير
حنفه عدم ك البن بطرو بن الفرى رالطرى
المؤدية اليها بالموتسيكل ومؤمن يجلس بالمقعد الخلفي
للموتوسيكل ويول يوزع له السماد والكيماوي
والبذور. حتي عرفهم أهل البلد ، وكان الباش يبتسم
وبل يصحك عندما ينادي
موتوسيكل مم أصبحت شهرته ابو متوا سيكل او الباشا
الآن ، عرف كل صغيرة وكبيرة بالقرية والقري الى
حوشها
الارض ومساحتها وحدودها والارض الرملية والبور
وغيرها ، من ها صاحب ومن ليس لها صاحب .
فاشتري الارض بحجة إصلآحها ثم أصبح من الملاك
الجدد يحتفظ بالارض لحين التسقيع مم تطور مع عصره
الآن فهو الآن من أصحاب الملاهي وملاعب الجولف
واندية القمار بل والمنتجعات السياحية.
اندفع أبوسيف كأما الحلت عقدة ل**نه فسارع قائلا :
دول الاف الافدنه. جزء منهم علي طريق الاسفلت
خلف الكدوه الرجيبيه وجزء اخر بعزبه الخلايلي
وكمان اكثر من الف فدان بين الخلايلي و التماوية.
م سكت فجاة لم يعطه مؤمن فرصه للتوقف فسارع
قائلا : اكمل يارجل... سكت ليه
ل ابو سيف : ياأستاذ مؤمن فيه عقده كبيرة في
المشروع الشيخ رجب وإبراهيم الخلايلي وده راجل
شديد وعنده صابر وجابر غير ولادهم وأقاربه بالقرية
واللي حوهم ومعارفه والناس بتعمل له الف حساب
، اما الشيخ رجب يعتبر كبيرالبلد.
قال مؤمن مبتسما ابتسامه ماكرة:وإذا باع الشيخ رجب
رد أبو سيف يائسا : يمكن الشيخ رجب يبيع الأرض
البور وإذا باع ممكن غيره يبيع
فبرقت عينا مؤمن وقال علي الفور : هاحددلك موعد
مع الباشا الكبير م سكت برهة وقال ابسط ياعم.
سرح ابوسيف فلقد تحقق بعض احلامه كان يلم ان
يعمل مع اصحاب المال الذين يطلقون علي انفسهم
رجال اعمال وهم ليسوا الا مجرد سماسره او ععاو
لكراضر. والله وضحكت لك بأيو سيف،٩ نأس ان
يكون سمسارااو مرشدا او ناصحا امينا فهو يعرف ن
هزلا، يتعامون فيما بينهم وتتوثق الصلات
مع لع**
البعض شراء كانوا
او وسطاء .يرسمون ويدبرون ولا مانع من اىئ
الدسائس والمؤامرات اذا اقتضت الضرورة لصفقة ،
فضيحة ؟
إنه يعرف الباشا عندما قا**ه بالبورصة لأول مرة وعمل
تمشورته في صفقة فخرج منها بأول مائة ألف جنيه
فأنكب علي يديه يقبلها بل كاد ينقض علي قدمه يقبله
أيضا فدفعه عادل فوزى زوج ابنة الباشا ليفسح للباشا
الطريق.
انه يعرق الباشا ولا ينسي عادل فوزي زوج بنت
الباشا الذائع الصيت صاحب المشروعات عندما قا**ه
لأول مره بالبورصة فحمد له وشكره بل كاد ينقض
علي قدميه ليقبلها عندما **ب أول مائة الف جنية
عشورته.
لباشا تصله أخبار أى سيف اولا بأول فأبو سيف
المفتاح الذي سيصل بالباشا الي أرض الغون فقال لابد
مقابلة أى سيف بعادل فوزي في اول الامر فل
من
مقابلة الباشا وكان علي مؤمن ان يجدد له موعد مع
عادل فوزي
وفي الموعد المحدد لم يصدق أبو سيف أنه في قصر الباشا
حوله ،
فجلس مشدوها لكل ما
وعندما دخل عادل فوزي انتفض ابو سيف واقفا ،
ابتسم عادل فوزي.
وربت علي كتفه وقال اقغد ياعم ابو سيف ثم نظر الي
مزمن
فمام مؤمن وقال لأى سيف ضاحكا : حظك حلو ياأبا
سيف الباشا هيو صلك لحد الدار بتاعتك.
فسارع أبو سيف قائلا : دانا خدام الباشا
ركب ثلائتهم سيارة واحدة مؤمن بجوار م
وابوسيف وعادل فوزي بالمقعد الخلفي
السيارة طريقها علي الاسفلت والسكون يلف الل
فلقد قارب الليل علي الانتهاء .
قطع هذا السكون مؤمن عندما التفت خلفه
جالس بجوار السائق ثم نظر الي عادل فوزى
وقال بصوت منخفض ... وهو يحني رأسه : عادل يك
لم لا تاخذ الارض الي حوالينااهي سيادتك علي
جاني الطريق ثم اشار بيده من هنا لحد قريه الغوت
فرد عليه غير مكترث كانه لايعرف شيئا : تقصد أي
رض
فقال مؤمن : الارض الي حضرتك شايفها علي جاني
الطريق
نتبه أبو سيف واراد ان يدلى بدلوه فهو صاحب
المشورة فسارع قائلا : الارض اللي علي الطريق
التراي والارض الي شرق الكدورة الرجيبية .....
أبدي عادل فوزي قليلا من الاهتمام فقاطعه قائلا وهو
يشعل سيجارته وقال: ايه الرجيبية دي ياعم ابو سيف
فرد مسرعا : الرجيبية نسبة للشيخ رجب كبير القرية
ده رجل دوغري ورجل شديد .
فقال عادل فوزي : ساخرا كل الناس تقدر تشتريها
بفلوسك حدد معاه معاد نروح نقا**ه ....
فاهتز أبو سيف وسارع قائلا : ماأقدرش ياسعاده
الباشا اظهر في الصورة
فرد عادل فوزي وقال : هيكون مؤمن معاك انت
واسطة حبر.
توسل ابو سيف قائلا : برضه ياباشا مش عاوز اكون
في الصورة .
ابتسامة يعرفها من هو مثل،
قال عادل وهو يبتسم
لكل مائة فدان ياابو سيف لك مم سكت -و "
وقال بصوت عال لك عشرة افدنة وعليهم الف عب
هدية.
فعر ابو سيف فاه ولم يصدق نفسه ولم يعلق الرحل
متظر دوره لم يشا أن يعطيه فرصه بادره مداعا انت
هاتفعد كده فاتح فمك من غير كلام ياراجل اتكلم .
قال أبو سيف متلعثما ياسيدي عادل إذا باع الشيح
رحب الكل هاييع . م التمتعت عيناه فجاه وصاح
فانلا: مولد سيدي أبو الغوت الخميس الجاي هبقي
ماسه تقدر تقا**ه وهتيجي طبيعية
حلاص ياأبا سيف الأستاذ مؤس هيكون عدك في
المعاد
يسقط مغشيا عليه فوكره عادل فوري وفال صاحك
لسة قدامك كثير ياأبا سيف ، ..
وقال مسرعا :
خدامك ياسيدي.
نزل من السيارة علي طريق الاسفلت أمام الطريق
التراي المؤدي الي داره. سار في طريقه زائغ العينين
تائه الفكر مادا بصره هذه الارض الممتده علي مدد
الشوف.
البساط الاخضر والتي تتماوج مع نسمات الفجر
الرقيقة ثم وقف فجاة وقال لنفسه :
إيه الجمال ده قال هذه العبارة وكأنه يري ما حوله من
الطبيعة لأرل مرة.
تاه فكره ثم رجع الي حساباته الجديده يحدث نفسه با
حتي انه لمم ياخذ بالا لمن يلقي عليه السلآم. ولم ينتبه
إلا علي صوت ولده سيف وهو يجري خلفه يصيح
فائلا : علي فين يابا ثم جذبه من ذ راعه برفق واخده
إلفي الدار .
دخل الي داره وعلي غير عادنه لم يدخل الغرفة ، ر
جلس بالقاعة يتناول الطعام ولايعي بما حوله. في
يفكر في حساباته الجديدة م تذكر فجأة كيف سيفابل
الشيخ رجب ومعه مؤمن .
التمعت عيناه فجأة وقال لنفسه انه مولد سيدي ابر
الغوت والدار الرجيبية مفتوحه في ليلة المولد للبعيد
والقريب.
منذ الصباح الاكر بدأت تنشط الحركة علي
الطريق المؤدي الي مقام سيدي اي الغوت. الرجال
وأبناؤهم وخلفهم النساء تحملن الاطفال علي اكتافهن
والصغار في أيديهن وقد اكتست الوجوه صفة واحده
هدوءا وسكينة ووداعة فلقد كان يوما كهذا هو
المتنفس هم.
ومع طلوع النهار ازدادت الحركة علي الطريق
الاسفلت والطريق التراي المؤدي لقرية سيدي اي
الغوت
أزدححت الطرق بالسيارات القادمة بالخضر والفاكهة
والحبوب ومواقد الطهي وأحيانا المواشي و
سيارات أخري الخيام وشرع أحباب أهل بيت الني
وأحباب سيدي أي الغوت بنصب الخيام ووضع المو**ي
كل حدب وصوب ومن
لإعداد الطعام للوافدين من
سائر أنحاء الكفر ويمكن أيضا البلاد الجاورة إكرام
لصاحب هذه الهلية المباركة وكانت الارض الفز
عرل سيدي أي الغوت رحبة.
متسعة مرتفعة قليلا عما حولها من الحقول وكان
القادم من الطريق التراي يري الخيام وقد أقيمت ،
حول المقام وعلي مقربة قليلة من الكدوة الرجيبية.
ازدادت الحركة بالدار الرجيبية وقد قطيت اخام.
سكينة قد قضبت حاجبيها وشدت أعصاب ججيع
نساء الدار حتي أطمئنت الي أن كل منهن قد عرفت
مهمتها بينما نشط درويش ومب**ك حاملين الخضر
والأرز والمساعدة في إحضار الدقيق والسمن وكذلك
إعداد المواقد ووضعها علي مقربة من الدار ، وفي تلك
الاثناء أحذ سيد رشعبات بقوما ن يإعداد المكان وفرشه