لم أكذب خبرا أراها تأتي من بعيد حزينة الوجه ، متلعثمة الحركة .. وأنا بداخلي كيف سأصبرها على فراقي وانا لست بسعيد ، عندما إقتربت حاولت أن أمسك يدها ولكن أبت كنت أنتظر أن تخبرني شيئا يصبرنا ولكن بدا لي يومها كم كنت أ**ق ، نعم أ**ق .. لم تكن تعلم من أين تبدأ حديثها ولكنها تحججت بتغيبي الكثير عنها وأنها ملت الإنتظار ووالديها يخبراها دائما بأن طريقي طويل ولن أستطيع أن أتزوجها وهناك من هو أجهز مني وأكثر استعدادا ، أخبرتها أنني قادر على أن أتزوجك في غضون شهور من الآن ولكن يبدو أنها لم تعد تراني ، لا يصبح للحديث معنى عندما لا يستطيع شخصا أن يسمعك ، لا تصبح لدموعك قيمة عندما تكون الأعين عمياء لا ترى سوى ما زين لها شيطانها ، وضعت دبلتي في يدي ورحلت ، **رتني **را عظيما لو تعلم كيف يكون قهر الرجل لما فعلت هذا ، عندما يقهر رجلا فقهره لايساويه زلزلة مدينة بأكملها ودفنها أنقاضا .. ذهبت لأصبر نفسي فعدت مهزوما م**ورا ، قلبي لو أن له صوت لسمعه كل من في الأرض ، قاس ذلك الاحساس الذي ينتابك عندما تعود وحيدا من طريق طويلا سرت فيه ، تعود هادما كل ما بنيته لسنوات حتى تصل لنقطة الصفر ثم يتوجب أن تبدأ من جديد ، فتسأل نفسك .. كيف سأبدء من جديد ؟! فلا تجد إجابه . تغمض عيناك .. تضع يدا على قلبك ويدا على رأسك .. الأولى تخفف آلامه والثانية تحميها من الصدمة .
10 يوليو 2019
الطريق الى العاصمة
إستيقظت فجرا مختنقا من كابوس كان بطله مازن ، لم أبقى طويلا حتى أصبحت جاهزا للخروج ولم أستطيع توديع أمي وعلا إكتفيت بترك ورقه مطويه بكلمات الوداع فوق التلفاز وذهبت ، سرت بخطوات سريعة حتى اقتربت من محطة القطار قبل 100 متر من وصولي إذ بيدا على كتفي تدقه مرتين بحميمية أصدقاء إبتلعت ريقي برجفة .. التفت سريعا حتى وجدته كما كان في كابوسي وجدته بنظرة الشر المرسلة من ماس كهربائي تحويه أدمغة المجانين .
- الى أين يا صديقي ، هل ستترك أخيك في هذه الحالة وتهرب دون أن تعالجه أهذا ما تعلمته في المدرسة ؟
= كيف تقول هذا بالطبع لا فقط سأذهب الى أجازه لأفكر لك في دواؤك المناسب.
مازن : يا الهي يا الهي ... في القرن 21 ولا زالوا يعتقدون أن المجانين أغ*ياء .
- حسنا لن أضيع وقتي أكثر من ذلك ، فلتذهب الى الجحيم .
= سأذهب الى الجحيم ولكن ليس بمفردي الم أخبرك سابقا أنني أشعر بالملل سريعا لذلك سأصطحب أمك وأختك معي . الى اللقاء ياعزيزي .
( استدار وسار في طريق العودة
( لم أسمع سوى صوت بداخلي يصرخ في أعماقي هيا تخلص من ذاك الكابوس هياا ماذا تنتظر هل ستعيش تعيسا قلقا بسبب هذا الأبله هيا ، لم ترى عيني سوى أنني اقوم بإلقاؤه في الترعة التي نقف على جسرها ،نظرت في الأنحناء لا أحد غيرنا لا أحد يرانا وقت الليل مناسب ، المكان أنسب لن أحتاج سوى دفعه من ظهره .. والصوت بداخلي يزداد ويثور غليظا لماذا خائف هل ستعود كما كنت جبانا أنت بصدد دفاع عن النفس ..
.... سيعبر الجسر إقتله الان )
10 يوليو 2020
بعد عام
دق هاتفي نظرت وجدته رقم غريب في العادة لا أرد على أرقام غريبه تركته وذهبت لأصنع قهوتي وأستعد لأرى ماذا سأفعل في يومي بعد 10 دقائق وجدت الهاتف مازال يدق ، حسنا سأجيب
أنا من معي ؟
= يا رجل ! عانيت حتى أصل لرقم هاتفك وعانيت أكثر حتى تجيب، بالطبع لن تتذكرني ؟
- لا ، عذرا من معي؟
= انا غانم مراد صديقك الذي نسيته.
( صمت للحظات )..
- صديقي العزيز اهلا بك كيف اخبارك ؟ لماذا أختفيت؟
= موجود يا عزيزي أنت من بعد ما غيرت عنوانك لم يراك أحد.
( لقد علم أنني غيرت سكني ! ) - تعلم يا صديقي الحياة ومشاغلها.
- حسنا لن أطيل عليك .. لقد تجوزت منذ شهرين ففكرنا انا وزوجتي في حفلة صغيرة هذه الليلة ونجمع أصدقاء الجامعة ذلك لأن حفل زفافنا جاء سريعا ولم نستطيع جمعكم ، بالطبع تفكر في عذر الآن صحيح .. لا أعذار سأنتظرك .
=مبارك لكما يا غانم .. صدقني أود الحضور ولكن ..
- لا تكمل أيا كانت حجتك لن أسمعها . سأنتظرك في السابعة مساءا وسأرسل لك العنوان في رسالة .. في انتظارك .. الى اللقاء.
= حسنا .. الى اللقاء
ليتني لم أجيب .. كالعادة أندم في كل مرة على الرد على أرقام غريبة ولكن بعد دقيقتين قلت لنفسي حسنا دعنا نخرج من روتين وضغط الشغل سأذهب الى المستشفى واقدم للرئيس طلب أجازة ليومين ، نعم انا في أمس الحاجة لأجازة .
المستشفى 10 صباحا
- صباح الخير سيد قاسم .
= ماذا تريد يا عمر ؟
- بكل صراحة .. انا لم أخذ أي أجازة منذ شهرين وأنت تعلم التعامل مع المرضى في تخصصي مدى صعوبته .. لذلك أود أن تمضي لي على أجازة اليوم و*دا .
= تعلم يا عمر .. ما هو السبب الذي يجعلني أوافق على طلباتك المفاجأه هذه؟! أنك تدخل علي صريحا .. أتعلم لو كنت إتبعت إسلوب الآخرين و أخبرتني " لدي ظروف أو حالة وفاة " .. لكنت خصمت من راتبك ليس فقط رفضت طلبك .
.
وقمت بتجهيز الطلب أيضا ما شاء الله حسنا لن أرده ، هيا أخبرني ما الأمر ميعاد عاطفي ، أم ماذا ؟
-عواطف إنتحرت يا رئيس ( ضاحكين ) ، أنت تعلم سوء حظي الكبير في هذا الموضوع هذا بالإضافة أنني أركز في عملي هذه الفترة ، ولكن هناك حفلة مساءا و يبدو أنها ستكون رائعة ، شيئا مما لا نراه من الحين للاخر ، قلت فلترطب يا بني ليلتك قليلا .
=رطب رطب وأتركنا نحن نجف هنا ، ولكن ضع في حسبانك أمامنا ضغط عمل في الفتره القادمة ومكافئات جيدة ، لن أعطيك اجازات أخرى.. هيا أنصرف .
- لا فقط هذه الأجازة جيدة جدا .. الى اللقاء .
إرتديت البدلة السوداء وقميصي الأحمر الداكن المفضل وكالعادة أفضل ان أترك زرارين العنق طليقين، تعطرت وأصبحت في قمة الأناقه بداخلي لم أبدو هكذا من زمن تبا للعمل الذي حاوطني لدرجة انني لم أجد وقتا لتهذيب لحيتي ، أغلقت الباب وذهبت للحفل. اليوم يبدو عيدا لسيارتي لم أخجل منها كالعادة بعد أن قمت بغسلها وتلمعيها وأصبحت عروس جاهزة لتليق بالحفل .. مع خطواتي الأولى داخل القصر لم أكذب إعتقادي بأني سأرى أرقى طبقات الشعب .