3- الفصل الثالث

1015 Words
= حسنا سأروي عليك ولكن تسمح لي بتدخين سيجارة ؟ - في الواقع ممنوع ولكننا لازلنا في بنهور فلا مشكلة سأدخن واحدة أيضا معك ، هيا أخبرني . = تود أن تعلم حجم إنبهاري بك وعدم تصديقي سأخبرك منذ أن كنت في الصف الخامس الابتدائي وكنت أنت في الصف الثالث الاعدادي كنا في مدرستين متجاورتين ومنزلين متجاورين كنت أراك يوميا وأنت ذاهب للمدرسة وأنت خارج منها كنت أراك وأحب أن اراك لا اعلم لماذا ربما رأيت نفسي في شخصيتك وإسلوبك ربما كنت أيقونة لما أريد أن أكون عليه على مدار سنوات كنت اراقبك ولكنك لم تنتبه يوما لي وهذا ما كنت أحرص عليه ، طوال حياتي كنت أعيشك ، نعم لا تندهش من تعبيري فقد تخيلت أحلامي بشخصيتك ومظهرك وأناقتك وذكائك ، حتى حصلت على مجموع عالي في الثانوية ودخلت كلية الطب ولكن أنا لازلت أعيشك ، ع**ك تماما فشلت في دراستي ذهبت أنت للجامعة وانا أصبحت نجارا .. دعك من كل هذا منذ اليوم الأول الذي رأيتك فيه مع حبيبتك الى الآن وانا أبحث عن فتاه تشبهها الامر الذي جعلني وأنا في ال23 من عمري لما أخاطب فتاة أبدا ، لا تندهش لا زال في الحديث بقية ، أعجبتني حياتك وأعجبني أهلك اعجبني حب وإهتمام من هم حولك بك لدرجة أن شخصيتي قد محيت وحياتي محيت كنت أنتظر فقط اليوم الذي سأصبح فيه عليك ولكن كنت أنتظر فقط لا أعمل لا أرى ذاتي ولا شخصيتي ولا مهاراتي ، حتى جاء اليوم الذي أقابلك فيه ولكن لا أنا أنت ولا أنتت أنا ، أقابلك مريضا وتقابلني طبيبا ، أقابلك م**ورا تقابلني ناجحا ، أقابلك بلا شيء وتقابلني بكل شيء ، لقد كنت سببا في تدميري ومحو كياني دون ذنب منك ، الآن عليك ان تعالجني من مرض جديد يضاف في مخطوطات الطب النفسي أو أنني سوف أقتلك . -حسنا حسنا ، لحظة دعني ما أستوعب ما سمعته ، هل بقيت طوال حياتك تحلم بي وبحياتي !؟ = أجل . - هل تعلم انك أغرب شيء سمعته في حياتي ، كطبيب نفسي ما أقوله هذا خطأ كبير ولكن حقيقة انا مندهش ! حسنا ، كلنا كان لنا قدوة ما ربما أغلبنا كان على الصعيد البعيد كاتب أو مخترع ، ممثل ما مغني ما رياضي أو حتى سياسي ولكن لا مشكله أن أكون قدوتك ولكن ما رويته لي ليس مجرد قدوة هو شيء أكبر شيء جعلك هكذا أود ان أعود بك للوراء خبرني عن طفولتك عن نشأتك وتربيتك ؟ = طفولتي كانت جيدة جدا أعتقد أنني من المحظوظين الذين عاشوا طفولتهم كنت طفلا مدللا ، الى أن رأيتك . - حقيقة انا عاجز عن تفسير ذلك ليس لد*ك مشاكل نفسية مبكرة ولست من النوعية الإنطوائية يعني ذلك أنك كنت طفل ذو شخصية واضحة ؟ = نعم ، لدرجة اني أتذكر كم المراهنات التي كانت علي وانا طفل . - حسنا ، إنتهت المقابلة ستأتي الي الاسبوع القادم في نفس الميعاد ، وسنصل لحل إن شاء الله . = ليس فقط إن شاء الله انا يا إما ان أشفى أو اقتل ، تفهمني بالطبع .. حياتي وحياتك في يدك الان ، الى اللقاء . خرج مازن وترك لي أغرب شيء قد يسمعه الانسان يوما ما ، هل نكون سببا في تعاسة غيرنا دون أن ندرى؟ ، هل من الممكن أن تصبح شخصية شاب وعقليته مجنونه بشاب مثله لهذه الدرجة؟ ، هل من الممكن ان نكون مميزين لهذه الدرجة التي تجعل منا أحلاما جنونيه لغيرنا الى هذا الحد؟ ، إستفهامات كثيرة تراودني في قضية مازن لم أنم على مدار خمسة أيام سوى ساعات قليلة الجميع بدء يلحظ تغير على تصرفاتي ومظهري ..باتت قلة كلامي وبالي المشغول دائما على مدار تلك الايام أمرا واضحا لا يقابله كلل او ملل من سؤال ماذا بك وكأن سحابة سوداء غمت عيني ، لا أنكر انني لا كنت أنام خوفا ، عندما يصبح المجنون قاتل يكون في أبشع أزياء الاجرام ليس لديه أي مشاعر مضادة او أوامر عقلية ع**ية تمنعه .. قد يقتلك بأشنع الطرق وأكثرها فتكا وأدقها حبكة ، لذلك مرت أيامي الخمس الأولى من يوم مقابلته وأنا أعلم أنني لا سبيل لي سوى أن أجد له حلا ، طبيعة عملنا أننا لا نستطيع العمل تحت الضغط ، وضع طبيب نفسي في حالة الطوارئ هي أفشل معادلة يمكن ان تأتي بنتائج جيدة ، نحن لا نستطيع العمل سوى عندما يكون البال هادئ ومطمئن ربما الإضاءة الهادئة لم تساعد المرضى بقدر ما تساعدنا ، لذلك مرت الايام الخمس الأولى دون جدوى وفي حالة شلل تام فكريا . 9 يوليو 2019 اليوم السادس إستيقظت منفزعا لا أعلم من كابوسي أم من رنة هاتفي ، وأعتقد أن دعوات أمي تنقذني .. صديقا لي يجد لي عملا في مستشفى خاص في العاصمة والمقابلة الأولى غدا اذا اجتزت الإمتحان سأعين فورا ، هذا ما احتجته حقا يجب أن أترك هذه البلده فورا وأدع هذا المخبول يرى شخصا غيري، بدأت سريعا تجهيز حقيبتي حتى قبل أن تتخلص عيني من تجاعيد النوم الأمر الذي أدهش أمي عندما فتحت باب غرفتي لتجدني في هذا الوضع المتعجل .. - ماذا بك يا عمر؟ لماذا تجهز حقيبتك ؟ = باركي لي يا أمي أحد أصدقائي وجد عملا لي في مستشفى كبيرة في القاهرة وييدو أن دعواتك جاءت بثمارها. أ - الف مبروك يا حبيبي أخيرا حلمك بدأ يتحقق ، ستسافر الآن ؟ = لا غدا المقابله ان شاء الله . - اذا لماذا تجهزها الآن لم تغير ريقك بكوب ماء ! لحظة صمت ( لا أعلم فعلا لماذا أجهزها ولماذا يتسارع نبضي والوقت أمامي طويل ؟! ) أجبتها : = نعم ولكني سأخرج اليوم لشراء بعض الأشياء وأحاول التقديم على أجازة بدون مرتب في المستشفى ، وسأودع إيناس ايضا .. فأظنني سأعود متأخرا . -دعك من هذا نجهزها بعد حين الآن هيا لتتناول فطورك . تناولت فطوري وخرجت بعدها لمقابلة إيناس خطيبتي لأودعها في حديقة قريتنا الهادئه ، إيناس لم تكن مجرد فتاة أحبها فقط لا بل كانت بالنسبة لي هدية من الله ، أحببتها منذ أن كنا في الثانوية تزداد جمالا يوما بعد يوم وجهها الخمري يسكن الحياة في قلبي.. كانت ولازالت في عيني فراشة تزين حياتي بألوانها .. كانت تلك اللمسه الناعمه التي تنسيني عناء أيامي .. كانت حضنا دافئا لي بعد وفاة والدي ولا زال خوفها الدائم علي يشعرني بأهميتي .. وها هي الآن خطيبتي ونقترب شيئا فشيئا من الحلم ، كنت أعلم أن توديعي لها سيحزنها ولكني عزمت أن أخبرها عندما تستقيم حياتي في العاصمة سأتزوجك وتأتين معي .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD