ريحان نائمه على المقعد أمام غرفه عمر جاء إليها دكتور على ليراها بهذه الحالة . . رفع يده لينظر للساعة فلقد تأخر الوقت كثيراً . . جاء إليه طبيب و قال له " لقد أنهينا الفحص الآن . . " رد عليه علي و قال له "عظيم و لكن كما اخبرتكم الجميع بالمناوبة اليوم ، أعلم كان يوم طويل و ثقيل و انتهى بتوقف القصف الحمدلله و لكن علينا أن لا ننسي وضع المرضى الغير مستقر علينا توخّى الحذر معهم . . "
كان الطبيب يقول له " لقد ارسلك الله لنا اليوم . . ليكتب على يدك لهم النجاة . . "
اقترب منه علي و وضع يده على كتف الطبيب قائلاً " و انتم اثبتم لي ان بلادنا رغم ازمتاها . . مازالت تُخرج لنا أبطال " ابتسم الطبيب و شكره كثيراً ثم قال له " لقد طلبنا طعام سيأتي لنا بعد قليل نكون ممنونين لك ان انضممت إلينا . . " استدار على لينظر نحو ريحان و هى نائمه ثم نظر للطبيب قائلاً " شكرا لك سأتناول لاحقا . . "
تحرك الطبيب و هو يقول " لا اضغط عليك سأتركك لترتاح الآن . . "
و تحرك علي ليجلس بجانب ريحان . . و هو يظهر عليه التعب الشديد رفع يده و مسح وجهه ظنا منه أنه يزول إجهاده و لكن كان اليوم اثقل ? من ان يزول بسهوله . .
حرك رأسه لينظر لها و هى نائمه بجانبه قائلا بداخله . . . " كيف لكِ أن تتحملي كل هذا العبء . . ? لم أكن أتوقع لقاءنا الأول بعد كل هذه السنوات يكون هنا ? و بهذه الحالة ? انا كيف سأخبرك أن ما أسميته روحك طيلة هذه السنوات سيذهب و يتركك . . ? "
اغمض عيونه مكملاً . . . اعترف كنت أشعر بغبطه بقلبي ? كنت اتابع اخبارك دوما من الأصدقاء ? كنت دائما أتمنى أن أكون مكانه ? و لكنى ما تمنيت بيوم حدوث هذا ? ما تمنيت أن أراكِ بهذا الانهيار ? نام د . على بجانبها من شدة الإرهاق . .
.
.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸..•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸..•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.
" القوة ليست كما نسمع . . أن يكون الشخص صلبًا ، غير مباليًا ، متجاهلاً للمشاعر و لا يكترث حتى بخسائره ، و قلبُه أشبه بالصخرة . إنما القوة الحقيقية تكمن في رقَّة القلب ، دموع الرحمة ، العطاء بلا مقابل، أن تهب الحُبّ لمن حولك بالرغم من حطامك أنت . . هذه هي القوة ? . "
أمير يدخل المشفى الخاصة به و بيده بالونات ملونه على أشكال شخصيات كرتونيه و حقيبة كبيره و رقيه كان يبحث عن ظافر ليجده بجانب فراش أللتن اقترب أمير وهو مبتسما يرفع يده بالبالونات أمام أللتن قائلا لقد أتيت فرح أللتن ضاحكا كثيراً و وقف على فراشه يقفز ببطء من فرحته . .
كان يريد أن يحتضن امير و يأخذ منه البالونات ليقترب أمير ليحتضنه . . و لكن اوقفه ظافر قائلا " هذا لا يجوز . . سنركب له الدواء اولاً . . و من ثم اترككم تلعبون " نظر أمير لألتن بحزن ثم نظر لظافر نظرات رجاء قائلاً " نلعب قليلا الأول . . و بعدها سيأخذ الدواء . . " و لكن رفض ظافر و هو ينظر لأللتن قائلاً " الدواء شرط اللعب . . . "
وافق أللتن و هو يقول " كيف لي ان العب و هو يؤلمني . . "
قال له أمير " و لكنى سأجعلك تتغلب عليه و رفع يده قائلا " ماذا قولنا نحن " ليرفع أللتن يده لأعلي قائلا مع أمير بنفس واحد ، سنكون كالأ**د ، لا يقوى علينا أحد " أنزل أمير يده و احتضن الطفل . . .
نظر ظافر للممرضات و اشار أن يبدؤوا بوضع العلاج له كان أمير قد أعطى له بالون أخضر جميل و أخذ الباقي و بدأ يربطهم بكل جهة من حتى أنه علق فى السيريوم ( جرعة العلاج الكيميائي حفظكم الله ) حتى لا يظهر أمامه و تحرك ليعلق بالون بجانب كل طفل حتي يسعدوا برؤيتها عندما يستيقظون صباحاً . .
تقدمت ممرضة و قالت لأمير " أعطني الباقية لأكمل انا . . " ابتسم و اعطاها باقي البالونات و توجه مره اخرى لأللتن الذى كان قد استسلم للعلاج أمسك شنطة و أخرج منها علبه قائلا " لقد اشتريتها لك الان بإمكانك أن ت**م المعمار الخاص بك "
( كان الطفل متعلق بأمير كثيراً كان يريد أن يصبح مهندس معمارياً مثله )
اقتربت الأم من أمير و دعت له قائله " رضى الله عنك يا بني جعل الله البركة في ابناءك ربي يحفظهم لك . . " فرح أمير بالدعاء كثيراً حتى دمعت عيناه و هو يقول" آمين . . آمين "
اقترب منهُ ظافر و هو أيضاً يقول " آمين . . و لكن عليك أن تحكى لي مطولا هناك أحاديث مؤجلة . . " ابتسم أمير و نظر للساعه و هو يقول " لا مهرب فلقد تأخرنا و نزل علينا العقاب لا مفر . . لنستمتع قليلا قبل تطبيقه و ابتسما ? "
كان ظافر يضحك و هو يقول " أي عقاب . . اعتقد انها اعتادت علي تأخرك بالمشفى . . . "
علي الجانب الاخر جاء طبيب شاباً ليعطي علي طعامه و لكنه و جدهُ قد نام علي المقعد بجانب ريحان . . شعرت بهِ ريحان فتحت عيونها و تحركت لتستقيم بجلستها . . نظرت بجانبها لتجد دكتور علي نائماً . . نظرت أمامها نحو الطبيب الآخر . . و تحدثت بصوت منخفض قائله " هل حدث شيء . . "
رد عليها الطبيب و قال " كنت قد أحضرت الطعام له و لكنهُ قد نام من ثقل اليوم "
نظرت ريحان لدكتور علي وهزت رأسها قائله " هون الله عملكم . . "
ليرد عليها الطبيب قائلا " امين شكراً لكِ " و مد يده قائلاً " تفضلي لقد أصبح من نصيبك . . "
و لكن رفضت ريحان سريعاً قائله " صحه لك انا لا شهيه لي . . . " بهذه الاثناء فتح علي عينه و بدء يتحرك ليصحو . . نظر لهم و هو يقول " هل نمت كثيرا . . " و نظر للساعه ليرد عليه الطبيب قائلاً " هذا أفضل لك لا تقلق لا يوجد جديد بالوسط كل شيء كما هو . . "
هز علي رأسه ونظر ليد الطبيب قائلا " ما هذا . . " ليقول له لقد أحضرت لك نصيبك من الطعام . . شكرهُ على و قال و اعتذر منه لانهُ بهذه الظروف يفقد شهيته و يكتفي فقط بالجبن والخبز . .
تحرك الطبيب و قال " سأجلب لك . . "
و لكن قاطعه علي سريعاً و قال " لا لقد وصيت عليهم قبل نومى ها هما . . " و أشار نحو طاولة بالجوار
نحرك الطبيب و هو يقول " عفيه لكم . . . "
نظر على لريحان و قال " لقد نمت دون أن أشعر و كأني قد اغشي على "
هزت ريحان رأسها دون إجابه فهي شارده ليست معه كانت تفكر بزوجها و ابنها . .
قام على و تحرك ليحضر الطعام مع على الطاولة و هو يقول " لها ولكن عليكِ ان تأكلي شيء . . "
ردت ريحان قائله " اشكرك و لكن لا استطيع معدتي تؤلمني قليلا . . "
جلس بجانبها مره اخري مع ترك مكان بالمنتصف و وضع الطعام به . . . قائلاً " لا يحدث شيء لمعدتك عليكِ ان تأكلي حتى و لو الخبز بمفرده اعلم الأجواء و الظروف لا تسمح بوجود شهيه . . و لكن من أجل أن تستطيعي ان تقفي ثابته أمام عمر . . "
تحركت سريعاً و نظرت له قائله " هل انت جاد . . " ، هز رأسه و قال " انا و عدتك . . عليكِ ان تأكلي و بعدها ندخل سويا نطمئن عليه . . . "
.....•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸..•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.*´¨`*•.¸¸•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.
بمكتب ظافر كان أمير يقص عليه فرحته و حجم الطفل . . . يتكلم بعيون فرحه تكاد ان تبكي من فرحتها . . . كان يقول " عقلي لا يستوعب كان بحجم البذرة . . . "
ضحك ظافر قائلا " لقد اتضح ان شكوكك حيال الايام التي كنت تنام بها انه كان عطل بإعداداتك . . " ? و ضحك . . ليتكلم أمير وهو يقول " ليكن خير لنقول قسمه هذا ما أراد الله . . "
( كان أمير داخله غير مرتاح حيال هذا الامر . . كان يرى به غرابه لا يستطيع فهمها . . و لكن فرحته بوجود حمل و تحقيق حلمه ان يكون اب قد انسته نفسه )
و اكمل أمير قائلا " قل لي ماذا فعلت بأمر المنحة العلاجية . . . . "
رد عليع ظافر و قال " من الجيد انك فتحت الموضوع لقد قمت بعمل دراسة جدوى أوليه . . أعتقد سنواجه مشكله باستقبال المرضى من خارج البلد . . . "
قال له أمير " اي مشكله . . ؟ "
ليرد ظافر عليه و هو يقول " علينا أن نجعلها قاصره فقط علي داخل البلاد لان تكلفتها عالية . . حتى ستؤثر على استقبلنا لعدد المرضى المحليين . . لهذا اقترح ان نحدد عدد معين نستطيع استقباله سنويا نختاره على حسب معايير محدده يعني تكون الحالة صعبه و نادره و ايضا اقترح ان تكون هذه الحالات من بلاد غير مستقرة اوضاعها يعني الأطفال المرضى بهذه الاوضاع يحتاجون رعاية خاصه اعتقد أنهم أكثر من يحتاجون الدعم والعلاج عن غيرهم . . كما اني اقترحت الموضوع علي جمعية سهيلة هانم انت تعرف انها من أكبر الجمعيات الداعمة لهذا الأمر وايضا لديها ثقل برصيدهم تجعلهم يستطيعون تنفيذ تلك المشاريع . . . "
رد أمير و قال " ممتاز كنت افكر بهذا الامر ذاتاً . . و لكن ماذا كان ردها . . . "
ليبتسم ظافر قائلاً " انت تعلم حالها لا يختلف عنك كثيرا . . طبعا رحبت بالأمر حتى انها قالت إنها ستبدأ بعمل اعلانات عنهاؤ. . لتجمع المساعدات لتنفيذ المشروع . . "
فرح أمير و قال " هذا رائع اسعدني كثيرا كنت أعلم أنك ستحل الأمر . . و ايضا حتي يأتي ذلك الوقت نكون قد انتهينا من المشفى الخاص بنا . . . "
رد ظافر قائلا " نعم تبقى القليل على استلمنا للمبنى تكلمت اليوم معهم و قالوا خلال عدة شهور قليلة يمكننا الانتقال بها . .
.
.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸..•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸..•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.
أنتهت الحلقه شكرا لكم جميعا
قصة مشاعر بقلم ? امل محمد لولو . . . ?