bc

روايه موت علي قيد الحياة (كامله) لـ خديجه السيد

book_age18+
32
FOLLOW
1K
READ
second chance
city
like
intro-logo
Blurb

نبــذه مختصره عن القصـه:- اغلى شيء في الحياه هو ابنك ومتقدرش ترفض لي طلب وإذا كان الطلب ده ممكن ينقذ ابنك ويرجع تاني للحياه ! بس هتعمل ايه لو كان الطلب ده الزواج عشان يتعالج ويرجع ينجي تاني للحياه ؟!,

chap-preview
Free preview
الفصل الاول (الجزء الاول)
روايه_ موت علي قيد الحياة بقلمي خديجه السيد ♥️ اقتباس ______________________________ - آآه ومن أعماقه انطلقت زفرة ملتهبة حملها بعضاً من حزنه وخوفه وتوتره, و لأن زفرة واحدة مهما بلغت قوته لن يستطع التحمل أكثر من عُشر ما يعتمل في نفسه ! واذا الي متي سوف يستطيع التحمل ! عاش أصعب خمس سنوات في حياته ! استقبل موت الجميع بص*ر رحب وهدوء لكن لا أحد يعلم عن الحرب التي تقوم بداخله .. مرر يديه على صورة كانت الأقرب لقلبه لأنها كانت تحمل كل من يحبهم فلمس بأطراف أنامله الرقيقة كل من بها .. أمه الحبيبه الذي تحمل قلب طاهر برئ كالأطفال .. ثم رفع أنامله عن وجهها وانتقل لتلك التي كان يحاوطها بإحدى ذراعيه وهي ترفع رأسها لتنظر له كأنه الرجل الأوحد بالعالم وهو كان كذلك أفلم يرحل كل أهلها عن الدنيا فلم يتبقى سواه طفله الثانيه وهو راقد بالمستشفى بين الحياه والموت .. لينتقل بيديه لوجهها زوجته ذات الوجه البراءة ونظر إلي هو الطفل الصغير التي كان تحمله أمه بالذراعها فتسعد بالتشابه الكبير بينه وبين أمه ببشرتها القمحية والشعر ال**تنائي اللامع وعينيها البنية فأخذها ابنها الثانيه منها علي ع** أول طفل يشبه هو لتشبه ذلك الذي لمسه بطرف أنامله بلطف مع دمعه نزلت من اعماق قلبه بحرقه كبيرة علي فقدانهم .. ولهذا لم يشعر بالراحة إلا عندما قفزت دمعاته السريعة إلى عينيه وفرت خارجهما ليتغرق وجهه الحزين بألم ، ومع نبرة صوت حزينة و من**رة توّصل مشاعر الألم.. ادهم حبيبي بابا وحشني أوي .. عايزه اقولك يا حبيبي ان انت وحشتني اوي أنت و أخوك سليم و ان انا بفكر فيك كل يوم و طول الوقت انت وماما وتيته و اني بسمع صوتكم و بشوفكم وأنتم حتي لو بعيد عني انا عارف ان انت ممكن متصدقنيش بس والله العظيم بشوفكم كل ليله و بكلمكم قبل ما انام. بس انا زعلان منك عشان مشيت وسبتوني لوحدي في الدنيا انا واخوك سليم .. ما هو انا يا حبيبي لو مكنتش بشوفكم وبحس بيكم كل يوم كان جارلالي حاجه بس انت عارف انا نفسي فـ ايه يا قلبي ؟ انا نفسي المسك . نفسي احضنك يا حبيبي . وحشني حضنك اوي . نفسي فـ يوم واحد بس معاك يا ادهم انت واخوك اللي في المستشفى ومش عارف المسه .. نفسي في يوم واحد بس يا حبيبي معاكم وأنا مش هسيبكم تاني أنت ولا اخوك ومش هروح الشغل اللي كان بيتضايقكم مني ! عارف يا ادهم انا لو عارف انك كنت ماشي انا مكنتش سبتك ابدا انا مكنتش سبتك إنت ولا ماما ولا تيته .. انا مكنتش عارف ان انت ماشي انا مش عيزاك تزعل مني علشان سابتك .. انا كنت فكراك هتفضل معايا لآخر العمر يا حبيبي مكنتش عارف ان انت .. صمت وهو يتنفس بعمق محاولاً تهدئت الآلام الشديدة الذى لا يزال يعصف بداخله حتى لا ينهار ليكمل ... بس الحمد لله على شئ ده أمر ربنا منقدرش نعترض .. ادعي لي اخوك سليم يا حبيبي يرجع لي بابا ومايسبنيش زيكم !! هو مش هتبقوا كلامكم مش جنبي أنا بموت من غيركم يا حبيبي وبتعذب عشانكم وعشان اخوك اللي في المستشفى ما بين الحياه والموت ومش عارف هيفوق منها امتى ؟؟.. نفسي يخف عشان احضنه واشم رائحتك فيه أنت كمان وماما وتيته.. بس مش هانساك ولا أنت ولا ماما و لا تيته.. انت اصلا علي طول وحشني اوي اوي يا حبيبي بابا ." نهض ببطء يمسح دمعته بهدوء ليرحل لكن عندما أمسك مقبض الباب وقف متجمدة بمكانه يتطلع الى المنزل الصامت حوله! ليس كأن ذلك في البداية من الأساس اين صوت ضحكتهم العالي؟ أين ذهب الدفئ والحنان بمنزله؟ أين ذهب اصوات الشجار زوجته مع اولاده؟. أين ذهبت صوت تنفس أمه ودعاها إليه وقبلتها فوق رأسه بحب؟, شاعرة بقبضة حادة يعتصر قلبه بقسوة تجمعت دموع غ*يه كثيفة في عينيه حاول الضغط علي شفتيه مرفرفه لرموشه المبلله محاولة كبت دموعه وعدم اظهار تأثره بمعاناة القاسيه تلك لكن لم يستطع ليصرخ بانهيار.. = ياررررررررب الصبر من عندك يارب ... . ___________________________________ روايه_ موت على قيد الحياة بقلمي خديجه السيد انتظروا الفصل الأول ..." لا تنسى الصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ??? روايه_موت على قيد الحياة بقلمي خديجه السيد ♥️ الشخصيات ______________________________ وليد الالفي : شاب وسيم جدا يملك عينان سوداء مثل سواد الليل وشعر اسود فحمي ناعم وهو شاب طويل القامة وصاحب بشره قمحيه وعنده عضلات ويحب الرياضه وهادئ جدآ ولكن عندما يغضب لا يرى أمامه أحد من شدة غضبه والسن 30سنة يعمل مامور ضرائب .. .  من عائله متوسطة ي**ن في احدى للعمارات ذاته طراز قديم ،كان والدها يعمل صفحه لكن توفي وهي في سنه 20 سنه .. . فايزه خالت وليد سيده طيبه وحنونه تعمل مديره لمدرسه .. .  ليلي رافت : فتاه ايه من الجمال تمتلك عينان زرقاء اللون وشعر بني حرير وطويل وبشرة بيضاء وهي بنوته قصيرة القامة وسنها 25 سنه تعمل ممرضه لكنها غامضه بعض الأحيان .. .  وهي من عائله متوسطة ت**ن في احدى الحارات الشعبية ،كان والدها ممرض مثلها و لكنه توفى و هي صغيرة و اضطرت والدتها للعمل كخياطة لتربي ابنتيها الوحيدة ليلي لكن تتهورت حالتها حنان تعبت بشده حيث اتها مرض القلب اضطرت ليلي تأمر ولدتها بالجلوس بالمنزل دون عمل الخياطه و هي نزلت لتعمل أكثر وأكثر حتي تصرف علي المنزل ومرض ولدتها .. حنان سيده بسيطه جدا هي ولدته ليلي فقد مات ولدها وهي في سن 7 أعوام .. .  وائل الشناوي يعمل طبيب شاب وسيم وهو هادئ الطبع وطيب القلب .. .  _______________________________ روايه_ موت على قيد الحياة بقلمي خديجه السيد انتظروا الفصل الأول ..." لا تنسى الصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ??? متنسوش تعملوا متابع لـ صفحتي عشان إستمر روايه_موت على قيد الحياة بقلمي خديجه السيد ♥️ المقدمة ______________________________ هذه الحياه عباره عن لعبه القدر كل ما يحدث بها هو عباره عن اقدار محدده فالزوج قدر والولاده قدر حتي الموت يعتبر قدر ولكن ذلك القدر الذي لا راجع فيه لكن هل يحدث مالم يتوقع وتعطي الحياه فرصه للميت لكي يغير قدره ويرجع للعيش فيها مره اخري وينتظر اقداره القادمه ______________________________ روايه_ موت على قيد الحياة بقلمي خديجه السيد انتظروا الفصل الأول الليله ?? ..." فووووووت كتير قبل القراء ♥️♥️ فصل بتاريخ : 14/7/2021 #روايه #موت_علي_قيد_الحياة ⁦✍️⁩ #بقلم_خديجه_السيد الفصل الاول _________________ - بـــــابــــا .. . قالها طفل عمره ذات خمس سنوات وهو يركض الي حضن أبيه الذي دلف بعد العمل من باب المنزل واستقبل بأحضان والقبلات بحنان تقدمت زوجته ميرنا إليه بابتسامة عريضة: وليد حمد لله على السلامه ! يا حبيبي بادلها الابتسامه وليد وهتف متسائلا باهتمام: هي ماما فين و سليم قبل أن تجيب ميرنا زوجته عليه هتف الطفل أدهم قائلاً: سليم جوه مع تيته بتعملله كمادات و حاجه يشربها عشان سخنه و بطنه وجعاه أوي و عمال يرجع نظر وليد لها يفزع وخوف: إيه .. سليم ماله وما حدش اتصل بيا في الشغل لو قاللي ؟؟ تطلعت ميرنا إلي أبنها أدهم بحذر وضيق وقالت بتبرير: ما تقلقش يا حبيبي انا مامتك عملنا كل اللازم .. هو بس شكلي اخذت دور برد في معدته بس شويه وليد بحده قائلا: بردو كان لازم تديني خبر .. وهو عامل ايه دلوقتي خرجت ولدته انتصار بوجه قالق بشده لتتفاجا بـ ابنها وليد أمامها لتقول: وليد إنت هنأ يا حبيبي انت رجعت امتي ؟؟ أنزل أبنه ادهم وتقدم منها يقبل جبينها بحنان قائلاً باهتمام: سليم عامل ايه يا ماما طمنيني لتقول انتصار بخوف: بصراحه يا ابني تعبانه قوي الحراره بعد ما نزلت رجعت زيادة ثاني ومش عاوزه تنزل وجاب كل اللي في بطنه ثاني انا ما رأي تودوه لي دكتور يشوفو احسن ... . __________________________________ لم ينتظر وليد لو ثانيه واحده أخري بالتفكير ليأخذ أبنه ويذهب بيه إلي المستشفي وأصرت العائله جميعها للذهاب معه لم يستطع الانتظار في المنزل ! حتي ولدته فـ وليد أبنها الوحيد وليس لديها أولاد أخري وأحفادها هم اغلي شئ في حياتها .. وميرنا زوجته رفضت أيضا الانتظار في المنزل تريد أن تطمنه علي ابنها فـ اضطر وليد اصطحاب الاسره جميعا حتي أبنه أدهم فهو ليس لديها أحد ليتركوا في المنزل معه .. .. خرجو من المنزل بسرعة البرق و الخوف و القلق تمك منهم تماماً ،،، حتي وصلو الى المستشفى و كانو يركضون في الممرات بتشتت و خوف ليجدو الغرفة المطلوبة ليفحصوا الطفل بها حتي أمره الطبيب بـ عدده فحص للطفل مما قلق الجميع أكثر وبخوف انتظروا النتيجه رغم الطبيب نصح بالذهاب وياتوا ثاني يوم فـ سوف تأخذ نتيجه الفحص عدده ساعات طويلة ..لكن خوفهم الشديد لم يقدرون على الرحيل دون أن يعرفوا ما بيه ابنهم ..حتي أخير ظهرت نتيجه الفحص .. .. لم يعد وليد قادر على الانتظار فأمسك بالطبيب من يده يقول برجا و بتوتر: اتكلم يا دكتور ابوس ايدك ابني عنده ايه ؟؟. الطبيب بأشفاق : للاسف زي ما توقعت كانسر في الدم .. تعالت شهقت الجميع بصعقه كبيرة لتقول ميرنا بعدم تصديق قائلة ببكاء : انت بتقول ايه يا دكتور سليم ابني انا عنده سرطان .. طب إزاي حضرتكم متاكد هز رأسه الطبيب بالايجابي هاتفاً : ايوه متاكد التحاليل قدامي أهي .. لازم تشديوا حيلكم و تشوفوا هتعملوا ايه ؟؟ أدمعت عينيها إنتصار بحزن شديد: يا حول ولا قوه الا بالله .. ده عنده سبع سنين هيستحمل حاجه زي كده ازاي بس حاول وليد التماسك لأجل عائلته حتي لا ينهار أمامهم ليقول بهدوء ممت: طب والعمل .. هنعمل ايه دلوقتي ؟ ايه المطلوب يا دكتور .. تحدث بهدوء وكأنه استسلم للأمر لكن هو حاول اكتساب الوقت لصالح ابنه ليقول الطبيب مطمئنه: انا مش عاوزكم تقلقوا يا جماعه.. احنا كده في مصلحتنا الوقت طالما اكتشفنا المرض من البدايه ان شاء الله مع العلاج هيبدا يتحسن ويخف باذن الله .. هز رأسه بهدوء ليقول ادهم بصوت طفولي: بابا هي ماما بتعيط ليه هي و تيته .. وليد نطق بصعوبه: متخافش يا حبيبي ما فيش حاجه هم كويسين و وآآ واخوك سليم كمان كويس ادهم ببراءة: طب هو سليم فين مش هيروح معنا .. أقترب واحتضنه وليد بحزن و زادت كلماته من ألم لينظر إلي مريم زوجته تبكي في حضن ولدته أخذ نفس عميق يهدئ حاله مستغفر ربه كثير في سره يستنجد بـ ويخرجوا من ذلك البلاء على خير ليقول وليد بصعوبة: هو احنا ممكن ناخذ سليم معنا والله حضرتك هتحتاجه في حاجه ثاني .. أجاب الطبيب بهدوء: لا تقدر تخدوا طبعاً بس لازم نبدا كورس العلاج من بدري يعني في خلال يومين يكون هنا .. !! __________________________________ فـ السياره ركبت ميرنا بجانب زوجها وفي الخلف إنتصار مع الأولاد وأخذت سليم في حضنها تلامس ظهرها بحنان برفق وتقبل رأسه ... تطلع وليد بنظره إلي زوجته بجانبه يراها كعاده لا تربط حزام الامان ليقول بهدوء: اربطي الحزام يا ميرنا لم تجيب عليه أخذت تبكي مريم بشدة لتقول: هنعمل ايه دلوقتي يا وليد في المصيبه دي .. ازي سليم هيستحمل مرض وحش زي ده, يا حبيبي يا ابني , ما ترد علي يا وليد انت مالك من ساعه ما الدكتور قال لك أنه عند سرطان وانت تعاملت مع الموضوع عادي ولا اكنه فارق معاك هو مش إبنك زي ما هو ابني ولا ايه .. نظر وليد لها بدهشة ماذا تتحدث لم يحزن علي أبنه ليقول بغضب شديد: بس يا ميرنا كفايه عياط عشان الاولاد.. ما تفكريش الموضوع عادي بالنسبه لي دي صدمه كبيره عليا زيك واكثر .. بس عاوزاني اعمل ايه اقعد اعيط جنبك ولا نفكر بالعقل ون**ب وقت بسرعه عشان يتعالج ويخف .. العياط والحزن مش هيخف ابنك بيهم يا هانم .. أدمعت عينيها بندم شديد علي ما قالته فهي تعرف حبه الشديد إلي أولاده لتقول برعب: هو ممكن سليم يجراله حاجه و.... قاطعها وليد بشراسة والدموع متحجرة في عينه : اياكي يا ميرنا تكمليها سليم ان شاء الله هيخف هيبقى كويس نفض وليد رأسه برفض شديد وألم بأنه يحدث شئ خطيرة إليه لتقول انتصار متداخلة: يا اولاد مش كده صلي على النبي .. وليد بيتكلم صح يا ميرنا لازم يا بنتي تدوري على مستشفى كويسه و تعالجوا .. العياط والحزن مش هيحل حاجه !! ان شاء الله ربنا يتمم شفاه على خير قالت ميرنا وسط شهقاتها بيأس: يا رب يا طنط يا رب .. انا ممكن يجري لي حاجه لك او سليم ماخفش صراعات حاده كانت تدور في عقل وليد من حزن ، غضب صدمه ألم، و فقدان اخر امل يمتلكه لم يركز في القياده ولم يسمع اصواتهم و هم يحذروه فصوت الثوره اللتي كانت في قلبه غطى على كل الاصوات الاخراى ..الا انه سمع صوت زوجته ميرنا و هو يناديه بصراخ قوه وصوت عالي: حاااااااااااسب ولم يكن وليد يرى امامه من كثرة دموعه بحسره وألم علي أبنه بداخل عينه وكان قلبها ينفطر حزنا على أبنه وما اصابه بعد رحيله وما ان افاق قليلا من ذكرياته الاليمة حتى وجدت نفسه .. افاقه وليد علي صوت مريم من شروده و فجأه وجد وليد شاحنه كبير على بعد خطوات من سيارته .. حاول تدارك الموقف بسرعه و استدار الى الجهه الاخرى قبل ان يصطدم بتلك الشاحنه ... لكن كانت الشاحنه تسير بسرعة جنونية على طريق وسط الطريق لـ يستصطدم بتلك الشاحنه التي قامة فى الاتجاه المعا** فانحرف بالسيارة عن الطريق انجرفت السيارة وسط الاشجار وحاول وليد ان توقف السيارة فلم يستطع وهو يسمع صوت صراخ الجميع بخوف شديد ! لكن لم يقدر على فعل شيء .. وانقلب السيارة به اكثر من مرة و الجميع يصرخ ... واخذت السيارة تتقلب حتى استقرت وسط الاشجار كان وليد معلقة داخل السيارة ولا يسطيع الخروج واخذ يصرخ والبنزين كان يتسرب من السيارة وتوشك على الانفجار أن يسمع أحد صوت الصراخ ويأتي إليه اخذ يدعو الله فى نفسه بخوف شديد وتوسل اليه ان ينقذهم أحد .. وبالفعل جاء الجميع من الناس حوله للمساعدة ! اخذ يحاول فك حزام الامان واستطاعت بالفعل ان تتحرر منه و حاول فتح باب السيارة ولكنه مغلق بشدة ليساعده أحد من الخارج اخذ يصرخ علي الناس بترجي وبدموع: امي وولادي ومراتي جوه .. انقذوهم ابوس ايد*كم ومش مهم أنا استرد من جرحه دما ينزل على عينيه من اثر الاسطدام ! بدأ الجميع محاولات استخراج ما به السياره استطاع وليد الخروج بصعوبة شديدة من ألم جسده الذي يشعر بيه لكن لا وقت بيه التفكير فـ الألم ! وقف لحظه مذهول مما يراه زوجته ليس جانبه بالأساس و أمه تحضنه أبنه سليم بقوه شديد والدماء تسيل من رأسها ولا تتحرك وابنه ادهم جانبه أمه فاقد الوعي ملطخ بالدماء ... __________________________________ بــعــد خــمــس ســنـــوات .. . كان الجو جميل وهادئ فالسماء صافية والشمس ساطعه من بين السحاب والهواء يحرك اغصان الاشجار بكل حرية مع صوت زقزقه العصافير تن*د بهدوء وهو يغلق أزرار أكمام القميص الذي يرتدي للذهاب الى العمل ابتسم وليد موجه حديثه إلي ولدته قائلاً: حاضر يا حبيبتي ما تخافيش مش هنسى اقفل الشباك .. ثم و اغلق الشرفة بكل اريحية ثم ابتسم مره أخري قائلاً: كان نفسي اسلم على الاولاد قبل ما انزل .. ههه عارف من غير ما تتكلمي يا ميرنا مش هدخل عشان مسحهامش ذي كل مره انا عارف بتضايق قد ايه .. لتدلف خالته فايزه باستغراب تنظر حولها بتراقب وحذر لم تجد أحد معه فهي متأكد من ذلك منذ وفاة الجميع أصرت عليه أن يسكن معاها خوفنا عليه لتقول متسائلة باهتمام: هو انت كنت بتكلم حد يا ابني ولا انا متهيالي ابتسم وليد لها قائلاً ببساطة: اه يا خالتي كنت باكلم ماما ومريم .. كنت بصبح عليهم قبل ما انزل رحل من جانبها بهدوء واتسعت عيني فايزه بصدمه وقلق .. في الخارج سحب وليد كرسي الطاوله وجلس يأكل الطعام بهدوء وتقدمت فايزه بقلق وهي تنظر إليه وجلست أمامها, توقف عن الطعام وقال: ماما كانت بتحب كل يوم تعمل لي الفطار بيدها عشان عارفه باحب الاكل معمول ازاي .. تن*دت فايزه بحزن عميق علي فراق أختها وقالت: الله يرحمها ويغفر لها .. ليكمل وليد قائلاً بشرود: و ميرنا كأنت لازم هي كمان تعمل لي القهوة بيدها قبل ما انزل الشغل .. ههه بس انا كنت فاهم كأنت بتغير من ماما عشان كنت باحب كل حاجه من ايديها هي اكتر منها .. هزت راسها بيأس وقالت بحزن: ربنا يرحمها هي كمان .. ميرنا كانت طيبه و بتحبك يا ابني ابتسم وليد بمرارة وقال: وادهم وسليم كانوا بيقبوا زعلانين قوي ومتضايق لما كنت رايح الشغل وسايبهم أدمعت عينيها بألم شديد وقالت: ربنا يرحم ادهم ويقوم لك سليم بالسلامه .. ارحم نفسك يا حبيبي اللي بتعمله ده مش كويس عشانك اطلع من الحاله اللي انت بقيت فيها دي بقى و ركز في حياتك حتى عشان ابنك اللي في المستشفى ده ما بقاش لي غيرك أغمض عينه وليد شاعره بغصه من الحسره تخترق قلبه فلم يكن يتخيل فى اسوء كوابيسه ان يحدث له كل ذلك فقد كان راضيه بمرض أبنه لحظه سماع الخبر لكن جاء خبر بعضها أخري جعله في موجه مؤلمه يعتصر قلبه بداخل ص*ره.. يعرف أن الجميع مات في الحادث معاد سليم فقد دخل في غيبوبة طويله لمده خمس سنوات بسبب الحادث وبسبب مرضه لم !! لم يتحمل كل ذلك مره واحده لذلك دائما يهرب به من واقعه المرير الذى يعيش به...ضغط بيده فوق الطاوله للتخفيف من الالم الذي لا يطاق بينما اشفقت فايزه خالته علي حاله لينهض للخارج .. . __________________________________ فتحت عينيها على اشعت الشمس المتسللة من النافذة جلست وهي لا ازال على السرير ! تجلس شاردة بنظرة الحزن التى ترسخت فى عيونها الزرقاء التى تخفيها بداخلها فـ مع كل صباح يتجدد ويوم جديده تعود تتذكر حالها .. تتذكر كل ما مرت به فى حياتها البائسة التى ما ان تتفتح و تزدهر لتضحك بوجهها يأتى اعصار الذكريات المصحوب بالحزن و الالم ليدمر كل ما يعطيها امل جديد فى الحياة .. فيخيم عليها اليأس و الحزن .. تريد أن تطلب من الله السماح والمغفرة ! تعلم أنها قد أذنبت في حقها وحق والدتها المسكينه المريضه الذي إذا عرفت في يوم حقيقه ابنتها الوحيده سوف تموت من الصدمه !! لكن هي فعلت كل ذلك لأجلها هي فقط ! طفله صغيره حملت المسئولية الكاملة لوحدها في سن 18 سنه عملت كثير وبحثت عن عمل لتصرف علي نفسها في البدايه حتي لتكمل دراستها وبالفعل نجحت وتخرجت من تمريض ومرت السنوات وأصبح لديها 25 سنه وعملت الآن مـمرضـه فــي احـــد المستشفيات وكأنت ولدتها تعمل بالخياط قبل أن تمرض ولم تستطع العمل جيدا ! اضطرت ليلي حينها أن هي تحمل مسئولية أمها وهي كان الحمل كبير جدآ عليها مصاريف المنزل مع مصاريف علاج أمها و مع تقرب ذلك الشيطان كما تلقبه و وسوسلها لتوافق في النهاية وتصبح كما هي الآن .... !!! سمعت صوت أمها تنده عليها من الخارج : يلا يا ليلي اصحي يا حبيبتي عشان تروحي المستشفى هتتاخري مسحت دموعها سريعا بلهفة قبل أن تراها أمها ونهضت من مكانها دلف المرحاض استحمت ولبست سروال من الجينز و قميص ابيض واسع سرحت شعري بطريقة بسيطة وخرجت من الغرفة متجهة للمطبخ لتري أمها تقف تعد الفطار تقبل يدها بحب وقالت: صباح الخير يا ماما .. بتعملي ايه اقعدي انتي وانا هكمل للفطار ما تتعبيش نفسك نظرت حنان بابتسامة خفيفه إلي ابنتها بحزن: تعبك راحه يا حبيبتي انا مش تعبانه ولا حاجه .. كفايه عليكي مصاريف البيت اللي تعباكي ما جتش علي شويه فطار بعملهم .. شلت الحمل من وانتي صغيره يا بنتي اغتصب ابتسامه ليلي لتقول بمزاح مصتنع: ايه يا حنون الكلام الكبير ده انا مش تعبانه ولا حاجه المهم انك تبقى بخير ..هاه اخذت الدواء بتاعك ولا نسيتي أجابت حنان برتباك واضح: هاه آه آه عقدت ليلي حاجبيها بشك لتذهب الي مكان علاجها وتمسك العلبه لتكتشف أنها فارغه لتقول بعتاب: ليه يا ماما كده ما قلتليش ان الدواء خلص من امبارح حنان بضيق شديد: يا بنتي انا زهقت من الدواء ده بقى مش جايب فائده .. غير تمنه الغالي اللي قاتم ظهرك .. مش هاخذه ثاني انا كويس اهو وما فيش حاجه هزت راسها برفض هاتفاً بجدية: ما فيش حاجه اسمها مش ها تاخذي الدوا يا ماما ! التعب هيبدا يزيد عليكي بالليل زي كل مره .. تن*دت حنان بيأس وعطف عليها: يا بنتي طب هتجيبها فلوس منين .. انتي لسه القبض بتاعي اخر الشهر وضعت خصلات شعرها خلف أذنها بتوتر وقالت بابتسامة مصتنع : ما تشيلش هم إنتي يا ماما هاحاول اخذ سلفه النهارده من المستشفى واخذ نبطشيه زياده .. المهم خلي بالك انتي من نفسك وادعي لي __________________________________ وضع وليد المفتوح في السياره ليبدأ السير بها إلي مكان عمله وهي شارد الذهن وهو شاعر بتلك كخنجر حاد ينغرز فى قلبه يدميه بقسوة وعينه يلتمع الدموع فـ عينيه بوضوح.... فتح عينيه بألم شديد وهو ينظر حوله بتراقب يلاحظ بأن في غرفته مستشفى أسرع بالنهوض عندما تذكر عائلته أطلق تاوه عالي من شدة الوجع أراد الصراخ عندما لمس أقدامه الأرض وكب الالم بداخله ..خرج ونظر حوله مثل المجنون يبحث عنهم لتاتي الممرضه إليه سريعاً: انت إيه اللي قوم حضرتك بس من السرير بس كده غلط عليك تسأل بلهفه شديدة: ولادي فين ؟ وماما ومراتي راحوا فين .. أبني تعبان أوي هو فين ؟؟. صممت الممرضه برتباك ولم تجيب ليقول وليد بصراخ : فين الدكتور محدش عايز يرد عليا ليه أهلي فين .. !! اتكلمي امي و مرتي وعيالي مالهم ؟؟؟؟ ابتلعت ريقها بتوتر وقالت الممرضه بأشفاق: البقيه فـ حياه حضرتك والدتك ومراتك وابنك توفوا في الحادثة ؟؟. ما حدش نيجي منهم غير ابنك وأنت !! ولكم ان تتخيلوا كيف كانت وقعت الكلمات على وليد صرخة عاليه حزينة كتمهم وسط جمود من الصدمه لم تنزل دموعه ،لم يصرخ و لم يتحدث ولا كلمة واحده ,صدمته جمدت الدموع في عينيه ,شعر بأن قلبه ينزف و يتمزق و رأسه يكاد ينفجر من صدمة ذلك الخبر المشؤوم .. هز رأسه برفض شديدة يردد: لا انتي كذابه عائلته بخير وكويسين .. حاولت الاقترب منه لكن صرخ عليها بانهيار وليد وسقط جالس على الارض محتضن رأسه بين كفيه و يبكي بحرارة على رحيل الجميع قبل ان يودعهم حتي.. مرت ايام العزاء ثقيله على وليد وأصرت فايزه خالته الوحيدة فهي لم تنجب أن يأتي معها المنزل ليسكن ولا يعيش هنا وحده خوفه عليه أن يفعل لنفسه شئ فهو في وضع صعب جدا ومن الممكن أن يفكر في الانتحار .. . آفاق من شروده وليد عند صوت صراخ أحد عليه بالشارع بأن ينتبه إلى الطريق ! اوقف السياره وشعر وليد بان الضغط الذي قبض علي ص*ره يهدد بسحق قلبها فهو يعلم الان بان لا يوجد امل أن يرجع يراه عائلته .. __________________________________ كأنت ليلي تسير في ممرات المستشفى شارده في حالها بحزن لكنها انتفضت فازعه بمكانها عندما ضربت في جسده أحد ليسقط فنجان القهوه سريعاً منها لكنها شعرت بالصدمه فور ان وصل السائل الحار إليه .. شهقت بفزع فور ان اصابت القهوه التى خرجت من الكوب الذي تحمله ما بين يدها إلي ملابس الشخص الذي خبطت فيه ! رفعت عينيها بخوف اليه تتفحص الفوضه التى صنعتها فقد اصابت القهوه قميصه و رابطة عنقه مدمره اياهم تماماً ابتلعت ل**بها بصعوبه و هى تراقب باعين متسعه بالذعر وجهه المحتقن بالغضب مزمجراً بقسوة من بين اسنانه: إيه إللي إنتي زفتي ده ؟؟. همست بصوت مرتجف وهى تتنحنح بارتباك واضعه اصبعها فوق فمها بتوتر لتقول بأسف:انا....انا ...اس..... وضعت يدها فوق خدها المشتعل بالخجل عندما لم تقدر على تكمل الجمله من شده راغبه بان تنشق الارض و تبتلعها من تصرفاتها همست بصوت مرتجف محاوله الاعتذار عن حماقتها : أنا آسفه ولله مختش بالـ.... لتسرع محاوله التقاط انفاسها تقول وهي تريد تصليح القميص: انا ممكن اخذ منك البدله دي اوديها المغسله واغسلها بنفسي تحت .. وراجع لك نضيفه ذي ما كنـ.. هتف بغضب مقاطعاً اياها: بس خلاص مش عاوز حاجه منك .. بس أبقي بصي قدامك ثاني مره يا انسه وانتي ماشيه ليرحل من أمامها دون أنتظار أجابه أو تعليق منها ,لتضع يدها فوق قلبها تتن*د بعمق وغيظ من نفسها .. __________________________________ قبل وليد رأسه ابنه سليم بحنان الراقد أعلي الفراش دون حركه نظر إلى هيئته وهو نائم تحت الاجهزه وتخرج منه بعض الاشياء الغريبه انهمر دموعه بعجز عندما رأت جسد أبنه وهو هزيل جدآ وهو نائم على السرير لا يتحرك مغلق العينين جثه هامدة لا ترد ولا تستجيب وهو عاجز أمامه بهذا الشكل.. !! ووضع أمامه مقعد خشبى وجلس عليه نظر له كثيرآ صامته لا يعلم ماذا يقول له تن*د بحزن وقالت: سليم حبيبي اخبارك ايه .. انا اسف انا عارف انك زعلان منى ولا عمرك هتقدر تسامحني على ان كنت السبب في موت امك واخوك وتيته ! بس والله يا ابني كان غصب عني ما اعرفش ازاي الحادثه دي حصلت لحد دلوقتي و وكلهم راحوا في غمضه عين .. وسابوك انا وانت لوحدينا .. اوعي ياسليم تسيبني انت كمان ! بلاش انت كمان يا حبيبي تروح وتسيبني .. انا لحد دلوقت مش قادر اتخيل ان هم راحوا وسابوني ما تعذبنيش انت كمان وفوق لبابا يا حبيبي .. صمت وليد بيأس عندما لم يستجب له ابنه كعاده شعر كما لو ان احدهم طعنها بسكين حاد بقلبه عندما انهار فوق مقعده يشعر جسده المرتجف فما مر به منذ لم تتعرض له من قبل أخذ ينظر إلي أبنه الراقد دون حركه بداخله **كين حاد يمزق قلبه تجمع دموع غ*يه كثيفة في عينيه حاولت الضغط علي يده بعنف كبت دموعه تلك حتى لا ينهار لا وقت لذلك حتي ! أنتبه إلي دخول الممرض مسح دموعها سريعا همس بصوت مرتجف ضعيف: لو سمحت هو اخباره ايه النهارده برده مافيش استجابه ..ده بقيله خمس سنين على كده مش هيفوق هز رأسه برفض الممرض ليقول بقسوة: للاسف زي ما هو ! انا من رايي توافق ان هم يشيله الاجهزه من عليه وترضى بالامر الواقع انه مات ! وتوفر الفلوس اللي عماله تاخذها منك المستشفى بقيلها خمس سنين قاطعه وليد ينهض سريعاً بقسوة و هو مرمقاً اياه بغضب يسحبه من ملابسه بعنف قائلاً بصراخ: انت بتقولي يا حيوان انت ومين ده اللي مات ده انا هموتك مكانك سامع .. انا ابني مامتش انا ابني عايش فاهم أبتلع ريقه بصعوبة الممرض وخوف وهو يحاول الفرار منه دون جده حتي دلف الطبيب وائل راكض إلي وليد يبعدون عن الممرض بصعوبة .. . __________________________________ وليد تمسك برأسه بعنف وجلس على اقرب كرسي يردد بغضب شديد: الحيوان الكلب كنت سبتيني عليه اموته قال اوفر الفلوس واخلي أبني يموت انا ابني مامتش و هيعيش .. تن*د وائل طبيب المشرف علي حالت أبنه فهو من فتره طويله وكان وليد يتردد على المستشفى حتي تصاحبه على بعض وتعرف على حكايه وليد وتفوه قائلاً بهدوء: اهدي يا وليد وما تاخدش على كلامه و انا بنفسي هحاسبه على الكلام ده تنحنح وليد قبل ان تمتم بحده متسائلا بخوف : هو الكلام اللي قاله صح ! سليم مات وانت حاطين الاجهزه بس كده عشان تدوني امل وخلاص .. ما هو بقيلي فوق الخمس سنين ما فيش استجابه للعلاج حتى هتف وائل بوضوح قائلاً : وليد انا كنت صريح معاك من الأول ! حاله سليم صعبه جدا للاسف الحادثه قصرت على العمود الفقري غير المرض اللي عنده سرطان في الدم ! احنا مش قاعدين ساكتين زي ما انت فاكر .. احنا بنحاول نيديله العلاج بتاع ضهره والمرض اللي عنده كمان.. بس طفل في سن وعنده كل ده صعب الاستجابه تكون سريعه .. وهو حاليا دخل غيبوبه ! وانا قلت لك الاحسن ليه تسفروا بره يتعالج ... شعر وليد بالدماء تغادر جسده فور مشيراً بيده وهو يتمتم بحده وعينيه تلتمع بقسوة مريره: وانت مفكرني قاعد ساكت ما انا بحاول أنا كمان واكتر منكم.. اول ما قلتلي سفره بره احسن .. جريت على الاجراءات عملتها علي طول بس اتصدمت من المبلغ اللي طالبينه مني .. اجيبه منين انا موظف على قدي ! ومع ذلك مش ساكت انا باشتغل في يوم ثالث شغلانات .. من مصلحه الضرائب الصبح ومن بعد 4 العصر بدي دروس للاطفال في سن الابتدائي اتفقت معهم عن طريق خالتي ماهي مديره مدرسه بتاعتهم .. وبفضل انبح معاهم في صوتي باجي خمس ساعات ! وبعد كده وانا مروح بعدي في طريقي علي المكتبه .. اتفقت معه صاحبها اترجمله مجموعه من الكتب اللغه الانجليزيه ... و بفضل طول الليل سهران عليهم لحد ما اخلصهم وعقبال ما اخلصهم تكون الساعه جت علي اثنين اخر الليل وبرجع انام ويرجع يبتدي يوم كل يوم على كده .. وبحاول في وسط كل ده اوفر نص ساعه حتى شوفيها ابني هنا ؟؟. اتسعت عيني وائل بعدم استوعب قائلاً باشفاق شديد: ايه يا ابني اللي انت عامله في نفسك ده انت كده بتنتحر .. و بترتاح امتى على كده ؟ انت فين نفسك من كنت ده ؟؟ نظر له وهو يتمتم بصوت منخفض ساخر: راحه ! هو انا بقيت اعرف طعم الراحه .. لازم اشتغل الـ 24 ساعه يا وائل لازم اجمع المبلغ اللي مطلوب عشان اسفر ابني يتعالج بره هو اللي فاضللي .. كفايه كنت أنا السبب في موت أمه وأخوه وأمي ! وائل بجدية: هنرجع للكلام الاهبل ده ثاني .. يا وليد انت ما لكش ذنب في الحادثه اللي حصلت من خمس سنين .. ده قضاء ربنا سواء انت اللي عملت الحادثه او غيرك كان ده اللي يحصل برضه .. ارضي بنصيبك بقى ان انت بخير وابنك كمان لحد دلوقتي بخير همس وليد بشفتين مرتجفتين بضعف : والله العظيم راضي الحمد لله على كل شيء .. انا لازم امشي معاد دروس الاولاد هيبدا كمان ربع ساعه .. انا كان عندي نصف ساعه بدري خرجتها من مصلحه الضرائب قلت اجي اشوف ابني فيهم وائل بعتاب: يعني بدل ما تريح نفسك النصف ساعه دي .. وقف وليد يتطلع اليه بصمت عدة لحظات شاعراً بضعف يستولي عليه ليقول بجمود: ولما انا ارتاح مين هيشيل عني الحمل .. قلتلك ما بقاش فيها وراحه يا وائل عن اذنك !! __________________________________ وقف وليد في منتصف ردهه شقته الذي كان يسكن فيها مع عائلته أو كأنت عائله قبل أن تذهب كلها في غمضه عين ويتركوا وحيد وهو يعاني ! وقف يتأمل أركانها في صمت رهيب, وذكرياته تتدفق بسرعة البرق عبر عقله منذ ارتبطته بزوجته و ولدته وابنه الأول والثانيه وحتى رحيلهم جميعهم.. فالطبيعي أن يحمل كل ركن من أركان المنزل ذكرى لهم معه على مر الخمس سنوات قبل رحيلهم , إلا أنه اعتاد أن يكون جميع أحدث حياته غير طبيعية. منذ صغره وهي مختلفة, ليس أن شخص بارع ومتميز ولكنه كان حاول واعتاد أن يتالم في صمت .. . حتى ارتباطه بزوجه كان مختلفاً ! صحيح أنه كان "زواج صالونات" كما يطلق عليه إلا انه كان مختلفاً عما عهده في زواج وحياته مع زوجه كذلك كانت مختلفة.. لقد عاش مع مريم عشر سنوات في هذا المنزل حيث كان يعمل مأمور ضرائب في أحد الشركات ,عشر سنوات زرق فيهم من زوجته ولدين (أدهم و سليم) كانت مريم طيبه القلب وحنونه عليه وعلي أمه حتي عندما اقترح عليها أن تسكن معهم لم تعترض مريم بلا رحبت بالفكره .. .. لقد صبرت معه مريم كثير عندما تزوج بها كان لم يمتلك منزل لقد اشترى وليد الشقة ولم يبدأ في تأثيثها إلا بعد أن تزوج وأنجب ولد واكتشف حمل زوجته الثانيه وبدأ في العمل ليله ونهار حتي بدأ في تأسيس المنزل بالكامل وجاءت ولدته تسكن معه أيضا.. كانت حياته بسيطة وجميلة بـ عائلته !! كان من الصعب عليه أن تُفاجأ بوفاة أمه و زوجته والصغير الثلاثة في ثانيه واحده ! وهو وابنه سليم من تجوا من الحادث بسبب هو وعدم استطاع إنقاذ عائلته ! حمل نفسه هو من المذنب فـ سبب الحادث فقد ذاق مرارة اليُتم وهي بعد برعمة شاب يتفتح للحياة, وحُكم عليه أن يعيش التجربة القاسيه تلك وحيدا وآلان هو يرى ابنه البكري سليم بين الحياه والموت فقد دخل في غيبوبة طويله لمده خمس سنوات ولحد الآن لم يستيقظ منها ابدا ! ويخاف في أي لحظة يذهب إلى المستشفى يلتقي خبر موت هو الأخري ! لكن إذا حدث لم يستطع وقتها التماسك أكثر فـ أبنه سليم من قادر على الاستمرار في الحياه لأجله هو فقط .. - آآه الدفئ والحنان بمنزله؟ أين ذهب اصوات الشجار زوجته مع اولاده؟. أين ذهبت صوت تنفس أمه ودعاها إليه وقبلتها فوق رأسه بحب؟, شاعرة بقبضة حادة يعتصر قلبه بقسوة تجمعت دموع غ*يه كثيفة في عينيه حاول الضغط علي شفتيه مرفرفه لرموشه المبلله محاولة كبت دموعه وعدم اظهار تأثره بمعاناة القاسيه تلك لكن لم يستطع ليصرخ بانهيار.. = ياررررررررب الصبر من عندك يارب ... . __________________________________ يتبع.

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

Psycho

read
5.1K
bc

نور الآدم

read
3.0K
bc

لاني فتاة

read
1K
bc

رواية زوجة جميلة ولكن /للكاتبة سلمى سمير

read
1.0K
bc

دموع عذراء الكاتبة/ سلمي سمير

read
1K
bc

ضربات القدر .... سيلا

read
1K
bc

فرصة تانية. ..... للكاتبة نجلاء ناجي. ..

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook