المشهد الرابع
جلست رزان أمام عجلة القياده..في سيارتها المتواضعه..وجلست فتون في المقعد المجاور
وأنطلقت السياره وكلتاهم صامتتان..بينما الدموع تتوافد في أعين فتون هامسه في نفسها..
-تعودت علي وجودي حولهم..بنيت آمالي حيال الطهي معهم..وأحببتهم جميعا بصدق
أستحق حزني عليهم..فأنا ضعيفه..والأقل للضعفاء
جرت دماعتها علي وجهها بتوافد وهي تتذكر كلمات جبران القاسيه حيال تصريفها من العمل
لم يتردد ولو دقيقه واحده، وهي كالمغفله تكن له الأعجاب
يوبخها بأستمرار حتي لو أبتسمت يبدأ في توبيخها
ان تحدثت يبدأ بتوبيخها، ولو حاولت طهي وصفه من وصفاتها الخاصه يبدأ بالأحتجاج قائلا..
-شيف فتون ألتزمي بالوصفات الخاصه بقائمه الطعام
لا نحتاج أبداعك في الوقت الحالي
لتهمس بصوت مسموع..
-رزان لا تحزني،كنت سأتركه علي أي حال ..لا تحملي نفسك مسؤليه صرفي
تن*دت رزان بندم قائله...
-أعتذر يافتون، ولكنك شقيقتي الصغيره
لا أتحمل رؤيتك حزينه..كنتي تبكين بأنهيار
فلم أستطع تمالك أعصابي
لتتابع بعصبيه..
-ولكن ذاك المتعجرف زاد الطين بله
كيف يتحدث معي بهذا الشكل،رغم ان العمل معه فرصه جيده لك،ولكن جلفه هذا لن تتحمليه..انتي رقيقه لن تتحملي..وغير ذالك تكنين الأعجاب له
وهذا معناه ان قلبك سينفطر علي يداه
انهت كلماتها بصراخ منفعل وهي تنظر لدموع فتون
لتقول فتون ببكاء..
-يكفي رزان، لقد تركت العمل وانتهي كل شئ
لا تذكريني بما حدث مره أخري ارجوكي
أوقفت رزان السياره أمام المنزل..لتعانقها بمواساه قائله..
-أسفه فتون أرجوكي لا تحزني..سأهاتف والدي واجعله يتوسط لك في أكبر المطاعم ،لست بحاجه لذالك المتعجرف
هزت رأسها بنفي قائله ببكاء..
-ليس متعجرف ،وانما جبران الجبار
ضحكت رزان علي اللقب الذي انطبق عليه
لتقول باسمه..
-لن تتغيري صغيرتي
رفعت وجهها بعبوس هاتفه بصوت رقيق..
-مابال الجميع يلقبني بالصغيره..
أمسكت رزان وجنتاها بطفوليه قائله...
-لانك جميله وكل شئ فيكي منمنم وصغير ياصغيره
شاركتها فتون الضحك محاوله تناسي ما حدث قبل ساعه
مرت الأيام بطيئه علي فتون،التي لم ترجع الي العمل
او بدأت عمل أخر واكتفت أن تأخذ أجازه قصيره في غرفتها..الي ان تتجدد طاقتها وتعود للعمل في أحد المطاعم من جديد
بينما أتصالات هاشم للأطمئنان عليها كانت لطيفه بالنسبه اليها،كان يتصل..يتحدث دقيقه ويصمت خمس دقائق
ولكن بالأخير يقول...
-اسف لأزعاجك ،وسأتصل بك غدا للأطمنان عليكي
الي لقاء
ثم يغلق الهاتف تحت نظراتها الحائره
ولكن باتت تعتاد علي أتصالاته القصيره ،فا هشام كان لطيف معها في أيام عملها معهم
كانت متسطحه علي الفراش تتابع مجلة طهي غربيه
تعرض الوصفات الجديده للطاه الأشهر في العالم،بينما عيناها تتسع بأنبهار لكل مكون تقرأه
أوقف قرائتها صوت وصول رساله لهاتفها،لتفتح هاتفها بعدم أكتراث وعيناها معلقه علي المجله...لتحول نظرها للهاتف لتقرأ الكلمات ببطئ
"أرجو لا تأخذي ما حدث علي محمل شخصي، وسعدت بالعمل معكي فتون، وأرجو مره أخري ألا تحزني
جبران"
انتفضت من الفراش وتعيد قراءه الحروف من جديد
وقلبها ينتفض بلهفه رغم كل ماحدث...
لترتبك وتترك الهاتف وجهها يشع أحمرار وهي تهمس بخفوت...
-ياأللهي ،ماذا أفعل.. لقد أرسل ألي رساله
أمسكت هاتفها من جديد..ولكن لتتصل علي صديقتها لتهتف بأنفعال...
-رزان جبرااان بعث لي رساله وقال لا تحزني اروجكي
ماذا أفعل رزان..أتجاهل أم أرد علي رسالته
صمتت رزان لتجيب بتحذير..
-فتون تجاهلي الرساله..هل سمعتني لا تجيبي فتون
حتي وأن أتصل لا تجيبي..لا تنساقي خلف قلبك
سقط كتف فتون واختفي الحماس من عيناها لتقول ببحه حزينه..
-لما رزان لقد أعتذر للتو
-لم يعتذر..ولا تجيبي فتون..أقسم أن علمت أنكي أجبت رسالته أو تواصلتي معه،لن أحادثك بعد
غمغمت فتون بأيجاب لتغلق الخط والتمرد يظهر علي وجهها بوضوح، لتفتح رسالته تنوي الرد
"لا مشكله سيد جبران"
كادت ترسلها ولكن تن*دت بعجز وهي تقوم بمحوها
ومحو رساله جبران وهاتفه
لتقول بعبوس...
-لن أجيب عليه،رزان محقه..سيحطم قلبي بكلماته القاسيه
لتمسك المجله من جديد تتفحصها وعقلها مشغول به
برسالته تلك أعطاها أمل أن ينجذب لها
ولكن رزان محت الأمل بأصرار
بينما جبران ممسك بهاتفه ينتظر رد منها
ولكن مرت الدقائق ولم تجيب..رغم رؤيتها للرساله
ولكن تجاهلته تماما..وهذا يظهر مدي حزنها مما حدث
ألقي هاتفه علي الفراش وهو يتمتم بحده..
-جبررران جبرران..مابالك بها
حزينه أو سعيده..كنت تفكر بها سابقا بسبب عملك معها
وأنتهي...أنها صغيره جدا..ماذا أحتاج منها
أقنع نفسه وهو يحشر رأسه بين الفراش والوساده
محاولا محو وجه فتون من رأسه
ولكن خيالها البكااء لم يبرح عقله ..ولكن عليه أن يبرحه
فصديقه يفكر بها...لذالك..ان يأتي بأسم فتون علي عقله أو لسانه..سيصرفها من عقله كما صرفها من عمله
المشهد الخامس
في صباح اليوم التالي، قررت فتون ممارسه رياضيه صباحيه..وهي الركض
لتردي حلتها الرياضيه..وتعقص خصلاتها بنظام
لتضع سماعة الأذن وتتجه الي المكان المخصص للركض في بلدتهم..وتبدأ الركض مستمعه الي الموسيقي الحماسيه
ظلت تركض وأنفاسها تتعالي وتنخفض أثر سرعتها
غير منتبهه للنظرات حولها
فكانت حلتها ألسوداء تلتصق بجسدها معتدل الوزن
وتع** بشرتها البيضاء..التي اصيبت بأحمرار من تأثير حراره الشمس عليها...فابدت جميله بنعومه
توقفت عن الركض وهي تحاول تجميع أنافسها من جديد
غاغله عن الواقف جوارها يتأمل جانب وجهها مليا
وعيناه مثبته علي وجنتها بشرود
أعتدلت من وضع الركوع وهي تنظم أنفاسها اخيرا
لتلمح الواقف جواره لتشهق بفزع هامسه..
-جبرااان
همستها المبحوحه الخاليه من الألقاب، جعلت بؤبؤ عيناه يتهز بخفه ..وهو ينظر لوجهها الفاتن وشعور عنيف يتملكه
شعور يجعله يود في تحطيمها بقبضه واحده..لشده صغرها
امامه...شعور يمحي قدرته علي اللطف معها
شعور يجعله جلف صلب اللسان لا يستطيع مجابهة رقتها
ليقول بخشونه خرجت رغما عنه..ليمد يده بتجاوز نازعا سماعه الأذن
-نعم جبران
أرتجفت أناملها وهي تعتصرهم بتوتر من وقوفه أمامها
بحلته الرياضيه وبساطته الوسيمه..وهي تهمس لنفسها..
-لا تتوتري فتون..كوني حازمه
تنحنحت بحرج لتقول برسميه وصوتها الخافت لا يساعدها...
-عذرا سيد جبران لم اقصد محو الألقاب
أبتسم وهو يراها تعقد حاجبيها بجديه..ليقول بعتب خرج دون اراده....
-ولم تقصدي تجاهل رسالتي أيضا!
غاضبه أنتي لتلك الدرجه
توتر وجهها بتورد خجل..
-لست غاضبه سيد جبران..انا فقط أردت نسيان ماحدث
فهو لم يكن بالموقف المشرف لأتذكره
بعد أذنك
عادت للركض أمامه بينما اسودت عيناه بحده
ليسير خلفها قائلا بحده...
-توقفي عن القفز بتلك الطريقه وقفي يافتون
ألتفتت اليه وعيناها تدمع من جديد بسبب حدته
لتقول بصوت أبح غاضب وهي ترفع أبهامه وسبابتها تعد عليهم ماتقوله..
-انا لا أقفز...ولست صغيره، ولما أقف
ليجذب يدها ليعتصرها بحده قائلا وهو يعد علي اناملها المرتجفه بين يداه الغليظه...
-بلي تقفزي وأعضائك تهتز معك وتسلب الأنظار اليكي
وصغيره لأن الأطفال فقط من تدمع عيناهم سريعا ويقفزون كالقرده مثلك
وتقفي لأني أتحدث معك وليس من الأئق ترك مديرك السابق يقف يحادث هوائك...أفهمتي
أنهي كلمه بحده وهو يترك يدها التي تعرقت من الخوف
لتهطل أول دمعاتها وهي تهمس بخفوت باكي..
-لست القرده..أنت هو القرد
ثم سارت بعيدا عنه وعيناها تفيض بدمع هامسه ببكاء..
-حاد اللسان قاسي القلب مالذي أعجبني به هذا
بينما الأخر كور قبضته بحده متمتما...
-مره أخري ياجبران، مره الأخري!
ليتجه الي سيارته متجها للمنزله..ليستعد الي الذهاب لمطعمه..الخالي من فتون
مرت الساعات الصباحيه واخيرا توقفت عن البكاء
وحاولت تناسي جبران تماما..
رغم وسامته وشخصيته القياديه...الا أن لسانه الحاد
بجعلها تصرف النظر عن الشعور به داخلها
لتتلقي أتصالا من هاشم
لتجيب برقتها المعهوده...
-مرحبا سيد هاشم
أبتسم هاشم وهو يستمع لنبرتها ليجيب برقه هو الاخر..
-مرحبا آنسه فتون، كيف حالك
أجابت وهي تتابع تنظيفها لغرفتها..
-أنا بخير ،كيف حالك أنت
تن*د بثقل قائلا بصدق..
-حالي أنقلب رأس علي عقب يافتون..أصبحت مشوش تماما، أصابني سهمك يافتون
توقفت فتون عن الحركه وهي تهمس بحيره..
-سهمي!..لا أفهمك
-ليس الآن فاتنتي..المهم أني أردت أخذ رقم أحد والديك
للضروره
تمتمت بتساؤل..
-والداي!..سيد هاشم والداي متوفان في الحقيقه
هل من مشكله
تأوه بتأثر أسفا...
-أسف فتون..لم أكن أعلم أقسم
لتمتم هي بخفوت..
-لا عليك سيد جبران
صمت هاشم قليلا ليقول..
-انا هاشم يافتون...ولأجيب علي سؤالك
أريد الزواج بك..فا من علي أن أحادثه وأطلب منه يدك
صمتت والخجل يعتريها لتكرر كلمته...
-الزواج بي!
ضحك هاشم ليقول..
-لم أتصل وأخبرك لتكرري كلماتي..سأعطيك فرصة تستوعبي وأرجو أن تبعثي لي رقم شخص من أقارب
فاانا متعجل للزواج بك يافتون..الي لقاء
أغلقت الخط وعيناها مسمره أمامها بحيره..
هاشم يود الزواج منها..هاشم اللطيف صاحب الوجه البشوش..بع** جبران الجبار..رغم وسامه جبران التي تفوز أمام هاشم..ولكن لطف هاشم يربح بالتأكيد
ولكن القلب أين يميل!
صفحعت جبينها بتوبيخ قائله..
-لما المقارنه فتون..أخرجي جبران من رأسك
ثوان ووجدت رزان تقف أمامها قائله..
-هل فقدتي عقلك فتون..تحادثين نفسك كالمجانين
أنتفضت فتون بفزع قائله..
-رزان..أخفتني..متي جئيتي!
رفعت المفتاح امام عين فتون قائله..
-استخدمت نسختي..ولكن يبدو أنك كنتي شارده ولم تسمعي صوت الباب
تن*دت فتون بأيجاب ..
-نعم كنت شارده
جلست رزان جوارها قائله..
-لما شارده ياجميله؟
أراحت رأسها علي كتف صديقتها متمتمه..
-جائني خاطب
عبثت رزان في خصلاتها قائله...
-ومالجديد في الأمر، يأتيك
يوميا..
همست فتون شارده...
-انه هاشم..مديري السابق
-الذي يحادثك يوميا!
-نعم هو
نظرت رزان لها قائله...
-أذن!
تن*دت فتون بحيره..
-عمي ان يأتي في تلك الفتره..يكفيه انه جائني لخطبه شهاب..وفسخت بعدها بأيام..فلن أجعله يقطع تلك المسافه مره أخري..وخاصه سيبدأ في حديثه المعتاد أن اذهب للأقامه معهم..ولن أتمكن من الفرار تلك المره
همهمت رزان بصمت..لتقول بعد دقائق..
-هل ستوافقي عليه!
أطلقت تنهيده أكبر من سابقتها وهي تمسد أصابعها التي دعسها جبران بقوه...
-ولما لا..هو رجل لطيف سهل المعشر..
وأريد أخراس ألسنه الجيران يارزان
الجميع يتحدث عن وحدتي وفسخ خطبتي السريعه
ربتت رزان علي كتفها قائله..
-أعطي نفسك فرصه وفكري مليا
لا تقبلي به لتلك الدوافع الغ*يه فقط...حسنا
حركت فتون رأسها متمتمه بطاعه...
-حسنا
تن*د هاشم بأرتياح..وهو يشعر بأن ثقل أزيح من علي قلبه
أخبرها بما يريده وسينتظر أجابتها علي أحر من الجمر
ليقول جبران بهدوء..
-مابالك مبتسم
ليقول هاشم باسما..
-ما بالك واجما
وزع جبران نظراته علي مطعمه وهو يقول شاردا..
-لا تجيب سؤال..بسؤال أخر ،هات ماعندك
ضحك هاشم قائلا..
-نويت الزواج ياصديقي..دائما أسبقك بخطوه
أبتسم جبران بمباركه قائله..
-تهانينا علي تلك الخطوه الشجاعه
ولكن من سعيده الحظ
اتسعت أبتسامه هاشم ليقول..
-فتون..الشيف فتون..فاتحتها في الأمر من دقائق
وأنتظر أجابتها علي أحر من الجمر
أختفت أبتسامته وتحولت عيناها كالجمره ليقول محاولا تمالك أنفعاله..
-هل تتواصل معها لتعرض عليها الزواج
حك هاشم رأسه بخجل قائلا..
أخذت هاتفها من سجل العاملين..وصرت أتصل بها يوميا اطمئن علي حالها..تصور ياجبران ان والديها متوفيان
من المؤكد أنها تعيش مع أقاربها
قبض جبران يداه تحت الطاوله وهو يقول ببرود..
-حقا!
تجاهل جبران ثرثره هاشم وسبح عقله معها
فتون ستتزوج صديقه..تلك الناعمه المغويه ستكون لصديقه..سيذوق نعومتها ورقة صوتها وعذوبه وجهها البهيي..ستكون له
كيف ستوافق..وماذا كانت نظراتها له
كانت تأكله بعيناها أكلا وتشرد في وجهه وعيناها معلقه به
أكانت تتلاعب به..نظراتها كانت تصرخ بأغواء
وركضها أمامه ومحاولة لفت أنظاره
كيف كل هذا كيف
ليقف فجأه ويذهب الي مكتبه...متجاهلا دهشه هاشم
جلس علي المكتب وأخرج سجل العاملين وهو يبحث بعيناه عن مراده..ثانيه وأثنتان حتي وجد ما أراد
ليغلق السجل ويشرد فيما أخبره هاشم
أمسك هاتفه ليتصل بها الأول مره من أن عملت بمطعمه
رنين يتبع الأخر وهي لا تجيب
كرر محاولته مره أخري ولكن نفس النتيجه
ليقول بأنفعال..
-اللعنه عليكي يامغويه