#أساطير_العشق
#فريده_احمد_فريد
__________
الفصل الثاني(امها ماتت وهيه بين الحيا والموت)
___________
#مع فدوي
البكاء والنحيب ع امها تعبوها، بقت زي الغرقانه مش لاقيه بر الامان ومش عارفه اذا كان موجود اصلا
عدت الساعات عليها، وكل ما تدخل اوضه امها، تخاف منها مش عارفه ليه، مع مرور الوقت والايام
فدوي ما بقتش تدخل اوضتها، بعد ما جابت كتاب علمي عن جسد الانسان وفهمت منه ان الجسم هيتحلل ويطلع منه ريحه سيئه
والحشرات هتأكله، وفعلا مع الوقت بدأ جسم امها يسود، وينتفخ بشكل مرعب، فدوي عايشه ف رعب وهلع ما بيخلص
وخوفها كان من الشخص الوحيد اللي عرفته طول حياتها، امها، فدوي فكرت أخيرا انها لازم تخرج من هنا
اضطرت تدخل اوضه امها تدور ع مذاكرتها، اللي قالت لها عليها ف اخر لحظات حياتها ، شافت الجثه ف حاله محزنه مرعبه
سدت انفها من بشاعه الريحه، غمضت عينها مش قادره تبص لامها بعد ما اصبحت مسخ بشع
راحت ع دولابها، دورت فيه، وف المكتبه وف كل مكان تقريباً، ما فضلش غير السرير، فدوي بصت للجثه وبكت بس مش ع امها لاء منها
غمضت عينها بقوه، ومدت ايدها تحت المرتبه، دورت ف كل اتجاه، لحد ما ايدها لمست حاجه، طلعتها بسرعه
وخرجت تجري وهيه حاضنه الاجنده، دخلت اوضتها بسرعه وقفلت ع نفسها بسبب الريحه، فضلت تسعل كتير اوي
كانت هتموت من كتر السعال، هديت أخيراً، ورشت معطر ف اوضتها، قعدت ع سريرها وفتحت الاجنده
فدوي قرت الحقيقه كلها، بكت وهيه بتقرأ بعينها حقيقه العالم حواليها، وحقيقه ان امها، ظلمتها بحبسها طول عمرها ف السجن دا
قرت اخر كلام كتباه وكان قبل وفاتها بيوم، كاتبه انها بتتعامل مع راجل بيجيب لهم الاكل وخلافه ف السر، بعتت رساله مع الراجل ده من كام يوم
وطلبت منه يوصلها ل عيلتها ف الصعيد، فدوي رمت الاجنده ع الارض بغضب وقالت بزعيق
((ليه يا امي، ليه عملتي فيا كدا بس، يعني ف ناس غيرنا عايشين فوق الارض، وكمان ليا اب وعيله، طب ليه محدش فيهم جالنا، ولا الرساله لسه ما وصلتهومش، يارب ماليش غيرك انت، يارب انجدني وطلعني من هنا، هموت من الريحه واللهي يارب، هتخنق))
رجعت تبكي بقله حيله وحزن
عدت عليها الايام وكل مادا بتتخنق اكتر، لدرجه انها ما بقتش قادره تطلع تدخل المطبخ تأكل،اوحتي تدخل الحمام،، فدوي اخر ما تعبت
لثمت وشها بهدومها، وكتمت نفسها وخرجت، دخلت كل الاوض والمخابئ ف الفيلا، دورت بجنون وهيه بتتخنق من الريحه
اخر ما تعبت، قعدت ع درجات السلم اللي ف الدهليز، اللي بيوصل لمخزن الاكل، فضلت تسعل، عيونها احمرت
الريحه خنقتها ومبقاش فيها قدره تتحمل اكتر، اترمت دماغها ع درجه السلم، وبصت للسقف والدموع ف عينها الحمرا
وخلاص حاسه ان ص*رها قفل وبتموت، فجأة سمعت صوت، خطوات رجل جايه بتجري، سمعت سعال خشن شديد حاد
حاولت ترفع رأسها تشوف ايه دا، لكنها معدش ف جسمها قدره، حتي تحرك دراعها، فجأة شافت وش انسان
موطي عليها، فضل ينادي اسمها، ويض*بها ع وشها، لقت نفسها بتترفع ف الهوا، واخر حاجه شافتها وش اسمر له دقن خفيفه وشعر ناعم، غمضت عينها و غابت عن الوعي
~~~~~~~~~~~~
#مع جنه_قبل ايام
وصل القطر للصعيد، نزلت جنه مع الناس، بتلف حوالين نفسها بضياع، مش عارفه تروح فين وتيجي منين
سألت واحده ف المحطه توصل لقريه اولاد عمرو ف قنا ازاي، الست وصفت لها تركب ايه وتنزل فين
جنه مشيت ف طريقها ، لكنها للأسف نامت ف العربيه، صحيت فجأة ع مطب جامد، صرخت ف السواق
((ااقف يا عم، نزلني هنا))
نزلت وهيه حتي ما تعرفش هيه فين ولا سألت حد هما وصلوا ل فين
شافت ناس ماشين، وقفتهم وسألتهم
((لو سمحتوا احنا هنا فين بالظبط،احنا هنا ف قريه اولاد عمرو))
ردت ست كبيره
((واااه،لع يا بتي،انتي وين وقريه ولاد عمرو وين،احنا اهنه ف الشنهوريه،عايزه قريه ولاد عمرو،لازمن تعاودي لموجف السرفيس،ومن اهناك تأخدي سرفيس تاني))
الراجل شد مراته بعيد،وهمس لها
((بعدي عنها يا حجه،دي شكلها ممرضه ،واحنا اللي فينا مكفينا))
استغربت جنه،الناس سابوها ومشيوا،لفت هيه كمان ومشيت،دخلت ف طريق زراعي،كانت عايزه تقعد ترتاح
جسمها مش واخد ع المجهود دا كله،وكمان اتعود ع المهدئات والمسكنات،جنه قعدت ع الأرض
ما تعرفش ازاي نامت وهيه قاعده سانده ع جزع شجره،فتحت عينها ورقبتها بتوجعها اوي،وجسمها كله ارهقه المشي والجري والجوع والعطش
قامت وقفت موجوعه،بصت حواليها،لقت الدنيا ضلمت،والطريق حواليها مقبض،شبه بعضه
سابت رجلها تأخدها،مش عارفه لفين،المهم انها توصل لمكان عمار،ومن هناك هتسأل عن عيلتها
وصلت لطريق فرعي،شكله مقبض ومخيف،الشجر كثيف اوي عنده،كأنه طريق مهجور،لسه هتدخل فيه
ماهي مش عارفه مخاطر الطرق دي،هتعرفها منين يعني وهيه محبوسه نص عمرها
سمعت راجل بينادي عليها من بعيد،لفت بصت له،استنت اما يوصل لها،قالها ب حده وزعيق
((انت ماشيه اكده راحه ع وين يا بنيتي،ايه اللي عيدخلك طريق قصر داراكولي))
بصت له بذهول وجفاء،كمل بلهفه كأنه ما صدق يلاقي حد يرغي معاه
((شكلك غريبه عن بلدنا،بس انا لازمن احذرك،الطريق دا واعر جوي جوي،اللي بيروحه ما بيعاودش واصل،دا طريق قصر داراكولي زي ما جلت لك،و داراكولي ده،راچل واعر،بيجتل كل اللي يجرب منيه،بعدي يا بنيتي و امشي من طريج غيره))
((بس يا عم انا مش رايحه له،انا جايه ادور ع عيلتي،انا من مصر و.....))
سمعوا نباح كلاب شرسه بتقرب منهم،الراجل مسك ايدها وقالها بخوف
((همي يا بتي معاي،همي خلينا نهرب من اهنه بسرعه))
جنه نطرت ايده بعيد،خافت منه،ازاي راجل صعيدي زيه يخاف من نباح شويه كلاب
جريت ناحيه الكلاب،وقفت ادامهم،الكلاب جريوا يهجموا عليها،جنه فهمت الراجل خاف ليه
دي شكلها كلاب مدربه،وبيهاجموا اي حد يدخل ملكيه صاحبهم،رفعت ايدها ع وشها خافت منهم،سمعت صفاره خافته
خلت الكلاب كلهم يهدوا ويقفوا متحفزين،قرب راجل منها،جنه بصت له برعب،قالها بتكبر وحده
((انتي مين وازاي تدخلي ارضي،ايه الناس ما حذرتكيش مني))
قالت بلهجه واثقه
((انا ما يهمنيش كلام الناس يا استاذ.....))
رد ببرود
((ياسين،ياسين منصور،دراكولا الصعيد))
بصت له بأستخفاف اوي،قالت بسخريه
((لا واللهي،حضرتك خط الصعيد يعني،ايه دراكولا دا،عاما انا مش فاضيه انا جاي من مصر عشان...))
ياسين قاطعها بعد ما انف*جت اساريره عن ابتسامه أمل قالها
((انتي المدرسه اللي هتعلم ابني،جيتي متأخره اوي،وليه شكلك عامل كده))
جنه لمحت بريق امل أخيراً،فهمت ان الراجل ده مستني واحده من مصر،شغلت دماغها بسرعه واخترعت كدبه
عشان تلاقي مكان يأويها وتدور ع اهلها براحتها،قالت له
((انا يا استاذ ياسين اتعرضت لهجوم من ناس،وسرقوني،بس قدرت انفد منهم،وخدت الهدوم دي من حبل غسيل كان متعلق،اهوه اي حاجه استر بيها نفسي،انا جنه مع حضرتك،جنه قاسم))
((اهلا وسهلا يا انسه،معلش الناس الوحشه كتير اوي،محدش بيسيب حد ف حاله،بس ما تقلقيش انا هعوضك بس لو قدرتي تتحملي العيشه هنا،وتتحملي ابني))
بص لها مستني ردها،او اعترضها،فضلت باصه له وساكته،شاور لها ع الطريق وقالها
((تعالي معايا لو سمحتي))
مشيت وراه وهيه مكشره،معجبهاش طريقته المتعجرفه معاها،ولا غفلت عن جملته الاخيره،معني كلامه ان ابنه مق*ف شبهه
لفت نظرها ان الطريق اللي كله اشواك ع الجانبين ،واشجار متفرعه متشابكه كأنها حراس للمكان
انتهي،وظهرت حديقه واسعه جميله،بالرغم من الضلمه،قدرت تشوف الشجر المرتب والمتقلم بعنايه
والنخيل وما عليه من خير وثمار،وثمار الشجر برضو لاحظته بدقه،شمت روايح الفاكهه المثيره اللي جوعتها وقرصت بطنها
لمحته هناك،واقف شامخ زي الملك بين الحشود،كان قصر ضخم،فضي ع ازرق،قصر فخامته تسر العين وتريح القلب
فضلت ماشيه موهومه وراه زي المجذوبه،دخل القصر،هوه اللي فتح بنفسه،استغربت من عدم وجود خدم وحشم واساطيل من رجال الحرس
دا اللي اي حد يتخيله،ف مكان زي دا،جنه كانت مبسوطه ومتحمسه،ما تخيلتش للحظه انها هتعيش او هتشتغل ف مكان زي ده أبداً
وقفت ف صاله واسعه جدآ،ارضها رخام بيلمع زي المرايا،اثاثها فخم جداً،الجمال والفخامه ف كل ركن عينها لمحته
ابتسمت اوي وقالت له
((بيتك جميل اوي اوي يا ياسين بيه،بجد انت عايش ف الجنه))
بص لها بأستغراب شديد،لمحت الحزن ف عينه ونبرته
((انسه جنه ااقدم لك ابني إياد))
بصت حواليها،شافت طفل ف عمر 12 سنه تقريباً،جاي عليها ووشه صلب جامد،حست ان ياسين اتسخط لطفل وجاي عليها يهاجمها مثلا
ابتسمت ف وشه مجبره،ومدت ايدها تسلم،كشر لها اوي وقالها بجفاء
((اهلا،شرفتينا اتفضلي بقا بالسلامه،نورتينا الحبه دول،وبعدين ايه اللي ف وشك ده،ايه البوتجاز ولع ف وشك))