مشتاق:جدي والله آني ما قصدت بس ...
قاطعه الجد: شنو عبالك آني نايم ورجلي بالشمس لو ما اعرف شيصير ميصير ابيتي؟؟
مشتاق بأسف:جدي حقك علية والله..بس اسمعني الله يخليك ولا تتعصب.
الجد: ما اتعصب شنو؟ليش الموضوع هيّن؟؟على تالي الزمن مشتاق انت العاقل تتعارك وتض*ب ابن عمتك لااا وتطرده من بيتي لخاطر مرتك.
مشتاق بإستغراب:منو؟ليث؟
الجد: اي ليث ومنو غيره يعني؟بالله ما استحيتو على نفسكم وانتو تتعاركون لخاطر عرضكم اثنينكم.
مشتاق فتح عينيه:جدي إنتَ خابرتني علمود الشغلة اللي صارت بيني وبين ليث؟يعني مو على غير شي؟
الجد:اي ليش صاير شي ثاني وآني ما اعرفه؟
مشتاق بإرتباك:آآآ..لالا..ماكو شي.
الجد جلس في مكانه: اسمعني مشتاق..مو آني اللي بنيتة بسنين تجي انتَ وابن عمتك تخربوه لخاطر شي تافه..وتبدون تقطعون صلة الرحم وواحد يطرد الثاني من بيته وتتعاركون وتتضاربون وتفتحون دفاتر قديمة,,وبعدين بيتي جان مفتوح للكل..وكلكم تربيتو بيه مثل الأخوة.وبالذات إنت وليث .
مشتاق عض على شفتيه وهو يستمع لكلام جده:بس جدي ليث هو الغلطان انتَ ما سمعته وهو...
الجد:لا ما سمعته بس بت عمك موقفته عد حده وهو ندمان بس مقهور منك.وبعدين شنو انتَ ما عندك ثقة بمرتك؟
مشتاق فتح عينيه
الجد:شبيك؟جدك وآني بعيد عنها واثق منها..اعرفها متربية زين وقوية ومتنطي مجال لأحد يضحك عليها..بس....
رفع مشتاق رأسه ليسمع تكملة الجملة.
الجد اكمل: بس عنادية ومتعبتك.
مشتاق زفر بموافقة.
الجد بتساؤل:
ولهالسبب.انتَ لازم تتزوج وبأسرع وقت آني وراية مشاغل ومصالح مو فاضي افك عركاتكم لخاطر النسوان..لا وتريد تعوفها ابيتي وإنت تسافر...يعني كَلّي اشون..أمنع ولد عماتك يجون لبيتي والله شنو حتى لا تغار؟
ما الذي يقوله الجد؟ وعن أي غيرة يتحدث؟طبعا هو لا يغار لكنها ملكه ولن يسمح لأحد بالاقتراب مما يملكه.
الجد استمر بكلامه:خلاص لازم تتزوج حتى تكَطعون كل المواضيع القديمة .
مشتاق: جدي صدكَني آني ما عندي شي بس هو ليث لازم ينسى.
الجد: وانت هم لازم تنسى لأن تعرف بت عمك هي اللي رفضته لأبن عفاف تدري ليش؟؟لأن هي عاقلة وتعرف عمتها ما راح تتقبلها وتعرف راح تصير مشاكل بين عفاف وابنها بسببها,,,
ولأن آني ردتها ما تبعد عن بيت بركات ما جان كَدامي بس إنتَ واعرف ضغطت عليك واعرف حطيتكم كَدام الامر الواقع..بس يا مشتاق انتَ متعرف شكَد هالبنية كاسرة بخاطري..
مشتاق انتبه لنبرة الحزن في كلام جده عن دجلة.
الجد استمر بكلامه:آني احس بنفسي ظلمتها هواية..وشكَد حاولت اعوضها وياما تمنيتها تتربى ابيتي وجوة عيني ..بس هي تعلقت بأمها ورجل امها وكلت ما ا**ر قلبها وانوب تكرهني بالزايد..ولو تعرفون انه آني حطيتلها مصروف يزود عنكم كلكم حتى بلكي تفرح بس هالبنية شايلة كل الأنَفة مالة بيت بركات جانت ما ترضى تاخذ مني ولا فلس وكبرت ونفسها عزيزة حتى عيديات وهدايا متقبل تاخذ من احد.وعرفتها عنادية ويرادلها رجّال قوي يتحملها ويتحمل عنادها.
وبينما الجد يتكلم كان مشتاق يهز رأسه لأنه قد عانى ما عانى منها.
عاد مشتاق الى بيت الجد ظهرا..سأل عن الجدة وابلغوه انها مسافرة.وعن دجلة ابلغوه انها في غرفتها..
صعد الى الطابق الثاني ودخل غرفته وكانت لا تزال على حالها وحتى "جوّالها"كان لا يزال متروكا على السرير..
زفر بـ"آآآه" مسموعة وهو يحمل جوالها بيديه ليجد ان شحنه قد انتهى..
سمع باب غرفتها يُفتح..فنهض من مكانه وفتح باب غرفته وما ان تقابلت عيناهما حتى عادت الى غرفتها وقبل ان تغلق الباب بوجهه ,,للمرة الثانية..كان هو خلفها مباشرة.
مشتاق بعصبية:ديري بالج تعيديها مرة لخ..البارحة سكتت وكَلت عصبية بس اليوم..
قاطعته دجلة : بس اليوم تشوفني مرتاحة ومتونسة موو؟؟تعال فهّمني شنو فرق اليوم عن البارحة؟
مشتاق بغضب: دجلة كافي عاد اللي تسّويه, ولعلمج هالمرة مو بس آني الغلطان ..احنة اثنينا مشتركين بالغلط.دجلة صكّت على اسنانها بغضب: صدكَ انت فد واحد مـــ..
قاطعها مشتاق: دجلة ديري بالج تغلطين بكلمة وحدة لأن من صدكَ بعد ما اتحمل.
دجلة: وشتريد تسوّي اكثر من اللي سوّيته مشتاق؟
مشتاق اقترب منها:لا تنسين دجلة انتي تجاوبتي وياية وما منعتيني لو بكلمة.
دجلة شهقت ببكاء واحاطت وجهها بكفيها:لأن غ*ية,,غ*ية.
مشتاق اقترب بندم:كَلتلج كلشي راح ينحل.
دجلة بعدم تصديق: يعني اشون ينحل فهّمني؟
مشتاق اقترب منها: زواجنا راح يصير بعد 10 ايام.
دجلة ابتعدت عنه: مستحيل.
مشتاق:عندج حل ثاني؟
دجلة وهي تبكي:ما اريد..ما اقدر..
مشتاق اقترب منها بحنان:دجلة الله يخليج كوليلي شنو اللي تريديه وآني اسويه.
دجلة وهي تفكر فيما تريده بالضبط.
فهي لا تريد سوى حياة زوجية طبيعية..
وهو اعلنها وبصراحة انه لا يحبها ولن يفعل..بل وصارحها بحبه لأُخرى تختلف عنها في كل شيء..لكن هذا الكلام كان قبل أن يغمرها بمشاعره وجنونه..
هل تراه يحبها ام هو فقط انجذاب رجل لأمرأة؟
دجلة بللت شفتيها:إ...إنتَ كَلتلي تريد نفتح صفحة جديدة.
مشتاق :اي صحيح.
دجلة بإرتباك:وشيرين شنو موقعها؟.
مشتاق بلع ريقه...هل تراها تغار عليه؟
ثمّ اردف:دجلة اللي بيني وبين شيرين التزام وما اوعدج بشي.
دجلة بتنفس سريع: واللي بينك وبيني استاذ؟شيسمّوه؟
اغمض عينيه لبرهة,,فهو لا يستطيع تحديد ما بينهما,,كل ما يعرفه إنه يريدها وبشدة.
وهي ادركت بغريزة الانثى حيرته وتشتته.
أكملت كلامها:آني اكَولك,,اللي بيناتنا غلطة ويا ريت متتكرر.
مشتاق بغيظ: يعني شنو؟
دجلة:يعني خلاص. أريد نبقى على اتفاقنا.
مشتاق ضيّق عينيه:ايّ اتفاق؟
دجلة وهي تتنفس بصعوبة:انتَ كلتلي من البداية نبقى ولد عم وبس.
مشتاق فتح عينيه:اي والمطلوب؟
دجلة بثقة: أريد نبقى ولد عم الى ان تسافر.. وإذا ننتقل لبيتنا اريد غرفة بوحدي حتى آخذ راحتي بالدراسة .
ووو(ارتبكت قبل ان تنطق طلبها الأخير) وأريدك تطلقني قبل.... متسافر.
مشتاق بعصبية وهو يجاري طلباتها الظالمة: وحضرتج متريدين الع**ة والمصروف تصير بيدج؟مو هو كل شي صار بيد النسوان.
دجلة وهي ترتجف: إنت متحبني ولا تريدني...وآني مو ملزمة اعيش وياك عمري كله,مثل متشوف حياتك آني هم اشوف حياتي.
مشتاق اقترب وبغيظ:حياتج وياية هنا وهذا الشي آني اقرره افتهمتي؟
دجلة بعصبية:يعني شنو انتَ تقرر؟هاي مو عيشة يسموها هذا سجن.
مشتاق: اي سجن وبكيفي.
دجلة وكأنها تحاول تذكيره: مشتاق.. بس إنت تحب شيرين وناوي تتزوجها..وكَلتلي من البداية انه....
مشتاق بتأكيد:اذا تتذكرين كَلتلج اسافر وانتي على ذمتي بس تبقين يم امج..وبعدين الزواج بنية الطلاق حرام اصلا.
دجلة: وظُلم الزوجة مو حرام؟؟
مشتاق: ومنو يكَول آني راح اظلمج..الأيام بيناتنا وتثبت..
دجلة:وآني مو مستعدة اعيش هيج حياة مخربطة؟
مشتاق بملل:كَلتلج طلاق انسيه ..عندج شي بعد؟
دجلة مستغربة لهذا الوضع:أريد اعرف ليـــش؟وشنو معناها اظل طول عمري عايشة عالهامش؟
مشتاق تن*د بقوة....إنتِ لا تعيشين على الهامش يا إبنة العم,,, بل إنكِ تتحكمين بمصيري.
مشتاق ابتعد عنها موليها ظهره:اسمعي دجلة..آني راح اوافق على كل شي(والتفت اليها)قصدي كل شي ما عدا الطلاق.بس بشرط زواجنا محد يعرف بيه بالكلية,,افتهمتي؟
دجلة بدموع متحجرة..كفاكَ اهانة لي احتراما لمشاعرها,,احترت هل انتَ ابن عمي أم إبن عمها.
دجلة ادعّت اللامبالاة:اطمن اصلا حتى الحلقة(خاتم الزواج)ما راح البسها؟
مشتاق بفم مرتجف:تلبسيها وغصباَ عنج افتهمتي!
ثمَّ اخرج من جيبه ورقة:وهذي سويتلج اجازة اسبوعين وكل الامتحانات تأجلت وحتى البحث اللي طلبه منكم الاستاذ وافق انه يتأجل.
دجلة: شمعنى اسبوعين؟تعرف راح تفوتني محاضرات وامتحانات هواية.
مشتاق:عالأقل بين ما نروح ونرجع شنو شتريدين الناس يكَولون علينا؟
دجلة:وين نروح يعني؟
مشتاق:نروح للشمال راح احجز هناك قاعة وفندق..وهاليومين جدي يبلغ العائلة كلها.
دجلة:ماكو داعي مشتاق..خلينا نخلص بسرعة.
مشتاق التفت اليها بعصبية:لازم احنة نمشي بكيفج ست دجلة؟.
دجلة بعصبية اكبر: لا العفو..آني اللي امشي بكيفكم تخطبوني وتزوجوني وتحددولي الحفلة و تحجزولي قاعة وفندق حسب الوقت اللي يناسبكم انتو ..شايف السعادة العايشة بيها آني؟
مشتاق اقترب منها وسحب يدها:دجلة يا ريت منا ورايح(وامسك ذقنها بيده)تديرين بالج اكثرمن ل**نج..باجر نصير ابيت واحد ومحد يعرف شيصير..اذا تشوفيني ساكت ومتحمل هسة ..احتمال هناك أكَص ل**نج بس بطريقتي.
دجلة خافت من تهديده ورجف فكها بين يديه.
مشتاق ابتعد عنها واخرج من جيبه"جوالها": وهذا تلفونج اشحنيه ويا ريت يبقى قريب منج لأنه احتمال اخابرج بأيّ وقت.
ثم ابتعد عنها ووقف قرب الباب:وبالنسبة لشغل البيت اذا تريدين خدامة تساعدج فآني مستعد..
دجلة :لااا ما اريد احد يساعدني.
مشتاق:بس انتي راح تنشغلين بالدراسة.
دجلة:آني متعودة اخدم نفسي بنفسي.
مشتاق : اوكي براحتج,,والسايق؟
دجلة هزت رأسها:اي احتاج سايق يوديني للكلية ويرجعني.
مشتاق:اوكي مو مشكلة.
وفتح باب غرفتها بهدوء وخرجوفي يوم الزفاف كاانت دجلة راائعة بفستانها الابيض الراقي وتسريحتها الانيقة لكن كان هناك غصة بالقلب فهي ليست كأي عروس....دخل العروسان للجناح وفي غرفة النوم...وبعد طوول ال**ت رفع مشتاق رأسه ورآها تقترب من المرآة وتحاول نزع الورود من شعرها القصير كأنها تخبره بأن التمثيلية قد انتهت الآن..
وتسائل..هل تدرك تلك المغرورة كم تبدو جميلة وبريئة بفستانها الابيض,,وهل تدرك كم من النيران تستعر في ص*ر ذلك الـــ مشتاق.
مشتاق اقترب بخطوات بطيئة الى ان اصبح خلفها تماما.
دجلة حاولت ان تتماسك وتصرفت بلا مبالاة.
مشتاق بصوت هادئ:تحتاجين مساعدة؟
دجلة ردت بأن هزت رأسها نفياً.
مشتاق ادارها اليه بهدوء ووضع يديه على كتفيها
دجلة ابعدت يديه:مشتاق..إحنة اتفقنا.
مشتاق تأملها :وليش منفتح صفحة جديدة؟
دجلة بلعت ريقها :آني ما عندي شي مشتاق وحياتي واضحة بس إنت خلّيت حواجز بيناتنا.وكَلتلك اللي اريده بس إنت اصلا مو ناوي تفكر بيه.
ثمّ ابتعدت عنه بخفّة:مشتاق تعبانة واريد انام.
مشتاق ضغط على اسنانه بغضب وخرج تاركا لها المكان بأكمله.
ألن يتوسلها قليلا؟ الن يعدها بأنه سيفكر بما تطلبه؟ كانت تتأمل أن تكون تلك الليلة بداية لحياة جديدة لكن انهارت كل احلامها.
دجلة ارتمت على سريرها وهي تبكي ليلتها مع من كانت تتمنى ان يعوضها عن عطف الأب او مساندة الأخ.
عادا الى البيت الان لكنهما يعيشان في غرف منفصلة..واحترم مشتاق رغبتها.
كانت دجلة تحاول ان تكون لها لمستها في البيت والمطبخ رغم ان مشتاق في هذه الفترة كان يقضي وقته خارج البيت او في بيت اهله بحجّة إنه لا يريد اشغالها عن التحضير لدراستها وإمتحاناتها المؤجلة.
وقبل بداية الدوام بيومين..تفاجأت دجلة بدخول مشتاق وبيده مجموعة من الاكياس.
سلّم فردت السلام..
مشتاق:دجلة اخذي قيسي هذي الملابس وشوفي اللي يناسبج للدوام.
دجلة فتحت عينيها:ومنو كَال آني محتاجة ملابس للدوام.
مشتاق:اسلوبج هذا بطّليه افتهمتي..ومن اكَول شي يتنفذ.
دجلة نهضت من مكانها ذاهبة الى غرفتها لكن مشتاق امسك يديها بقوة ورمى الاكياس على الارض:يلا شيليها بسرعة وروحي قيسي الملابس بغرفتج لو والله العظيم آني بنفسي ...
وقبل ان يكمل جملته اخذت دجلة الاكياس وذهبت الى غرفتها واقفلت الباب.
مشتاق من خلف الباب:يلا بسرعة لا تتأخرين.
دجلة وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة .
دجلة فتحت الاكياس بغضب لتتفاجئ بمجموعة من العبايات الاسلامية
خرجت من غرفتها بسرعة لتجده مستندا على الجدار بإنتظارها مع ابتسامة ساخرة.
رفع حاجبه:شنو ولا موديل عجبج؟معقولة؟
دجلة من بين اسنانها: احنة ما اتفقنا تلبسّني بكيفك؟
مشتاق: ما دام انتي ابيتي راح تلبسين مثل ما اريد.
دجلة بعيون دامعة:مشتاق حرام عليك والله.
مشتاق:ليش حرام؟ لأن اخاف عليج وما اريد اي احد...
دجلة بصوت مرتجف :تخاف علية من منو؟؟آني طول عمري وحدي ومحّد جاب سيرتي بكلمة.
مشتاق( الذي كاد ان ي**نه ل**نه أمام عينيها الدامعة ,,مشى بخطوات بطيئة للصالة وهو يتمتم)
بلا حجي زايد دجلة..يلا انتظرج بالصالة,وإذا تتأخرين متلومين الا نفسج.
عادت دجلة الى غرفتها ورغما عنها اختارت احدى العبايات مع حجابها..وبالفعل كانت مناسبة تماما لمقاسها وعندما لبست الحجاب اختارت ان تظهر خصلة من شعرها تماشيا مع الموضة ..وخرجت من غرفتها.
هناك في الصالة حيث مشتاق..اطلت دجلة بخجل.
مشتاق رفع حاجبه بإعجاب لكنه لم يفصح بكلمة
دجلة التي قرأت الاعجاب في عينيه استغربت نهوضه المفاجئ واقترابه منها.
دجلة:خير اكو شي؟
مشتاق وبحركة من يده ازاح خصلة الشعر ودفعها الى ما تحت الحجاب وابقى يده ملامسة لخدها :ما اريد ولا شعرة تطلع منج افتهمتي.
دجلة بأنفاس مضطربة:مشتاق الانسان ميتغير بيوم وليلة.
انزل يده وتأملها
دجلة استمرت بالكلام:احسّك تريد تفرض كلشي علية وآني مو متعودة هيج..(وبتوسل)الله يخليك عوفني على راحتي.
مشتاق وهو يسحب نفَسا بطيئا:اكثر من هيج راحة؟شتريدين بعد دجلة؟
دجلة التي فهمت قصده انسحبت لغرفتها بكل هدوء فهي لا تريد مناقشة موضوع لا يحتمل النقاش معه فكلاهما متمسك برأيه.
انتهت اجازة دجلة وبدأت الدوام في الكلية وانشغلت بدراستها وامتحاناتها التي قامت بتأجيلها وخلال تلك الفترة الرجوع كان مشتاق يتأخر في الرجوع الى البيت الى بعد صلاة العصر ونادرا ما يتشاركان بالوجبات الرئيسية وكثرت مقابلاته مع شيرين التي رضخت للأمر الواقع بزواجه من ابنة عمه..
وكأنه يحاول تعويضها عن الايام التي قضاها بعيدا عنها..
كانت دجلة تشعر بكل ما يدور حولها بل وتراهما احيانا في مكتبة الجامعة حيث ابن عمها وحبيبته وهما قريبان متفاهمان يتناقشان بهدوء...
دجلة كانت ولا زالت ترفض اي محاولة من مشتاق للتقرب منها..هما يعيشان الان كــ(شريكا سكن)لا اكثر..
حتى مصروفها كان يضعه في ظرف في مكان تراه هي..حيثُ لا احراج.
زادت من حدة رفضها له فــزادَ من تجاهله لها..حتى عند لقاؤهما بالصدفة في اروقة الجامعة كان يتحاشى النظر اليها وكأنها لا تعني له شيئا..هذا ما كانت تعرفه وتشعر به وتآلفت معه..لكن ما لم تدركه انه كان مجنونا بمراقبتها عن بُعد والاطمئنان عليها وعلى حضورها.