bc

اباطرة العشق ج١ و عشق من نار ج٢

book_age16+
86
FOLLOW
1K
READ
others
dark
comedy
serious
first love
like
intro-logo
Blurb

عندما تجتمع نيران الثأر مع نيران الحب فى قلب الصعيد ماذا سينجيبان ؟! اصبح القاء بينهما مالتقاء خطى سكة حديد إن اجتمعا كثرت ضحاياهم .....

اباطرة العشق ج١

chap-preview
Free preview
الفصل الاول
الفصل الاول سكون تام يحتل تلك القريه مع مطلع الفجر ، ورحيل الطيور من فوق اغصانها باحثه عن مص*ر رزقها .. نسمات باردة تختلط بدموع حارة ارهقها وجع الانتظار الاشبه برياح عاتيه تأكل في حواف صخرة مازالت متظاهره بالقوة ولكن ما يُنهش من ارجاء صُلبها لست بهين . واقفه امام شرفة غرفتها تنظر للقمر في ليلة تمامه وتري وجه حبيبها يتربع علي سطحه ، فجميع العشاق ينظرون الي القمر ويتاملون نوره وبريقه واستدارته الا هي كان لديها نظرة خاصة اليه ، تنظر الي عتمته اكثر من نوره .. تعرجاته تبهرها اكثر من حدقة استوائه ، تن*دت بحرارة قلوب عشاق الارض واضعه كفها الصغير فوق قلبها قائله " شكلها حرب ياسليم ياهواري واتكتبت علينا نخسرها احنا الانتين " ابتعدت عن شرفتها النائيه عن الانظار قليلا للخلف واوشكت علي قفل بابها الخشبي فجاه اعتلت صوت شهقتها بمجرد ارتطام الحجر الصغير المقذوف نحوها .. زفرت بضيق ثم استجمعت شتات قواها متوعده فنظرت من النافذه تبحث عنه بعيون متلهفه كمن يبحث عن النور في عتمة الظلام قطبت حاجبيها قليلا باندهاش - وه راح فين المجنون ده ؟! استدارت راسها يسارا علي مص*ر الصفير الهادي فوجدته امامها ناظرا اليها بعيون لامعه قائلا بثقة - خابر زين انا عتقدريش تنامي قبل ماعيونك تشوف ضي عيني . اخفت ابتسامتها وارتسمت ملامح الجديه - وبعدين فيك ياولد ( الهواري ) .. راسك تخينه ليه ومش ناوي تجيبها لبر ..! - اصل ولد الهواري واخد عهد علي نفسه مايوصلش البر غير علي يدك يابت (العتامنه) . اجابته معانده بصوت بدأ منفعلا ثم انخفض فجأه - قولت لاه ... ولاه يعني لاه ولو اخر راجل في الدنيا ياولد الهواري مش هتجوزك .. وعند بعند ..... زمجرت رياح غضبه محاولا خفض نبرة صوته وهو يلتفت يمينا ويسارا - ليييه اكده ناقص يد ولا رجل انا !!.. قدامك سبع الرجال بنات البلد كلهم يتمنوا نظرة من عيني .. وانا منفضلهم عشانك ياواخده قلب وعقل سليم لحسابك . ابتسمت معانده كإنها اقسمت ان تُحارب جيوش مشاعرهما - وانا قولتلك لاه ياسليم .. واللي مابينا بقي دم وماعينضفيش غير بالدم . اجابها بنبره حب - وانا دمي كله فداكي ياقلب سليم من جوه . - لاااه دم عيلتكم كله مش هيكفي اللي عمله عمك وهرب .. دا قتل ابوي ياسليم عارف يعني ايه ؟! لاح اليها بكف غاضبًا - وهو عشان غلط ارتكبه عمي عاوزه تقتلني انا يا ( وجد)! - اللي عندى قولته ياولد ( الهواري) .. ويلا امشي من اهنه بدال مااصوت والم عليك الخلق وياريت تبطل حركات العيال دي هتفضحنا .. واللي بينا كان ماضي وخلاص خُلص . ارتسمت علي ثغره ماكرة - لما تبطلي تستنيني كل ليله اهنه .. هابقي ابطل اجي يابت ( العتامنه ) . دقت طبول قلبها لكلماته التي ارتوت بها روحها واحيت نضفة فؤادها ، وبعد برهه عاود ندائه اليها بحزم - وجد .. اول واخر مرة اجي اهنه وتبُخي السم دا من خشمك فااهمه؟ .. قاطعش انا الطريق دا كله وداخل بيتكم كيفي كيف الحراميه وفالاخر تسمي بدني اكده .. !! تن*دت بوجع وهي تلقي بانظارها بعيدا تستكشف المكان خشية من كشف امرهم .. فقالت بصوت منخفض - يعني انت عاوز ايه دلوق ؟! لمعت عينيه بحب قائلا - عحبك .. علي الفور تلقي قلبها كلمته الساحره فارتسمت علي ثغرها ابتسامه خلابه وسطع نور عينيها .. اكمل ( سليم ) حديثه بغمز - هامشي انا عاد .. خلاص خدت اللي جيت عشانه .. ضحكتك اللي عتشق النور علي قلبي كيف ما الشمس ما عتشق نورها عالارض كله .. تحرمنيش منيها عاد يابومه .. فوتك بعافيه . اخذت نفسًا عميقًا وهي تترقبه بعيونها وهو مغادرٌ قصرهم من تلك المخبيء الذي اكتشفاه سويا منذ ١٠ سنوات خلف شجرة التوت باب خشبي صغير في حائط السور طوله متر يتسلل منه ( سليم ) كل ليله ليري النور من عيون وجدانه ومنبع العشق بداخله . بعد ما اطمئن قلبها برحيله سالما قفلت نافذتها تلك الجميله ذات العينين السوادتين اللاتي يحاصرهما الكحل الغزير ، والشعر الداكن الطويل والبشرة الخمريه ، متوسطه الطول ذات جسد ممشوق كمثري قليلا مما يعطيها جمالا عربيا اصيلا انها الدكتوره " وجد سالم عتمان " صاحبة الخامسة والعشرون عاما . جلست في منتصف مخدعها حائره ما بين قلبها والعادات والتقاليد .. كالحائر ما بين الشوك والعلقم كلاهما اذي ولم يوجد لديها خيار ثالث .. قربه حدائق شوك يُنغص عليهما ايامهم وبعدهما علقمًا يمرر سُكر الحياه في قلوبهما " اعمل ايه انا بس ياربي يعني حب ١٠ سنين يدفن اكده وانسي عشان حاجه ولا انا ولا هو لينا ذنب فيها !!" قطع حبال افكارها صوت رنين هاتفها .. نظرت في شاشته وجدته ( سليم ) اجابته بمضضٍ :" عاوز ايه تاني ياولد الهواري ! " يقود سيارته ويستمع لصوت فيروز " بعدك علي بالي " - اصلي اتوحشتك قوي وقولت اسمعك فيروز معاي . ارتسمت ابتسامه خفيفه علي ثغرها وهي تنظر في المرآه ثم عادت لترتسم الجديه قائلة بنبرة تحذيريه - عقولك ايه متتصلش بيّ تاني فاهم ولا لا ؟! فرمل سيارته فجأه بضيق - اتجننتي انتِ ياك كيف تمنعي عاشق يسمع صوت حبيبته .. اللي بيجري في عروقك دا دم ولا تلج . ساد ال**ت قليلا بينهم لتقول بخفوت وهي تلقي بجسدها فوق وسادتها " طب واخرتها اي ياسليم .. انا تعبت قوي قوي .. كل مااحاول اعاندك القانى بعاند نفسي " عاد ليكمل طريقه قائلا بحب - سلامتك ياقلب سليم .. اخرتها فهد وفارس ياهانم ولادنا . قطبت حاجبيها بحده - بس انا عاوزه اسمي (سالم) علي ابوي . ضحك بصوت - مااحنا هنجيبوا كتير متنبريش فيها انتِ بس . - وصلت النجع ولا لسه ؟ اجابها وهو يلف مقود سيارته - اهو خلاص دخلت بوابه الهواري .. منمتيش ليه ؟! حضنت وسادتها بحب - عفكر في حاجه اكده .. اي في مانع ؟ اجابها معارضا - طبعا في ونص .... مش عندك شغل بكرة ولا ايه .. لازمن تكوني مصحصحه اكده وانت عتشكفي ع الخلق مش عاوز غلطه .. مفهوم ! اومأت راسها ايجابا " حاضر ياسليم هريح ساعتين قبل ماانزل " وصل بسيارته لباب قصرهم العملاق ذو الطراز الحديث .. الذي **مه اكبر واشهر مهندسي بريطانيا طبقا لاوامر" راجح الهواري" كبير عائله الهوارية . دلف ( سليم ) من سيارته - طب يلا اول ماتصحي رنيلي اطمن عليك . - حاضر ياسليم . انهي سليم مكالمته معها علي اعتاب باب قصرهم فوجئ امامه ( بماجده ) ابنة عمه التى ركضت نحوه باندفاع ، ركل الباب بقدمه : " صاحيه ليه لدلوق ياماجده " اقتربت منه بشغف وحب - قلبي مطاوعنيش انام وانت غايب عن البيت ياسليم . رمقها بنظره ساخرة وهو يخطو اول خطوات السلم المتربع وسط ساحة القصر قائلا - لا روحي نامي وخفي احلام يقظه .. وانا مش عيل صغير عشان تخافي عليّ . شعرت بالضيق من مرارة كلماته ثم اقتربت منه بعجلٍ محاوله خلق اي حديثٌ معه -اجيبلك تاكل !! جعان ؟ اجابها بتجاهل - لا فركت كفيها بتوتر - طب جدي راجح كان عاوزكم الساعه ٨ الصبح في اوضة الاجتماعات الكبيره انت واخواتك " عماد ومجدى ومحمد " استدار اليها باهتمام :" حوصل حاجه اياك !" هزت كتفيها بعدم فهم - معرفاش .. هو قال اكده قبل ماينام وانا استنيتك عشان اقولك احسن تكون حاجه مهمه .. وهما اتصلوا بيك علي المحمول مردتش . اكمل طريقه لاعلي متجاهلا وجودها - طاب متشكرين . اوقفه سؤالها الذي اندفع من فمها بتلقائيه - انت حتنام يا سليم ؟! غمض عينه لبرهه متن*دا بنفاذ صبرٍ " اي !! عاوزاني منمش اياك .. خبر اي اومال جري ايه لراسك ياماجده ع المسا اكده " التوت شفتيها جنبا بضيق - معاوزاش .. تصبح علي خير . اكمل طريقه دون اي جواب منه وهي مازالت تراقبه بعيون عاشقة الا ان وصل غرفته وقفل بابها بقوه .. حضنت هاتفها بتنهيده قويه - اااه لو تعرف عحبك قد اييه ياسليم . ■■■ " قصر هوارة " اسدلت الشمس نورها وشرع اهل القريه في بدء مهامهم بهمةٍ ونشاط .. حركة مريبه كالمعتاد في قصر الهواري الذي يمتلأ باربع صبيان ابناء العم الاكبر ( عادل الهواري ) .. واربعة بنات في مُقتبل العمر لهم جمال وسحر خاص اباهم (ناصر الهواري) الذي تسبب في مقتل ( سالم عتمان ) ومن هنا نبتت شجرة الثأر والغضب بين العيلتين واقفه (عفاف) زوجه المحروم (عادل) علي راس الخدم في المطبخ " شهلي يابت منك ليها يلا .. الساعة جات ٧ وانتوا لسه مخلصتوش الوكل " - الله ! يعني احنا اسرع من النار ياام عماد . - بدل حديتك الماسخ دا شهلي اكده ... يلا يابنات يلا في جيش برا مستني الوكل .. وقفت ( صفوة ) علي اعتاب المطبخ قائلا - صباح الخير يامراة عمي . دارت عفاف نحوها بدهشه - انتِ لابسة اكدة ورايحه فين ياحزينه !! وقفت ( صفوة ) تأكل من طبق الخيار المقطع دوائر - عندي مؤتمر مهم قوي في الجامعه ولازم انزل . ض*بت ( عفاف ) بكفها فوق ص*رها تعبيرا ما يوحى بالدهشه - نهارك مش فايت .. انتِ مسمعتيش جدك قال ايه .. ممنوع واحده فيكم تزور الشارع لحد ما الامور تهدا . صفوة بلا اهتمام : " منا مش هتحبس في البيت يعني وبعدين ريحي دماغك العتامنه مش عياخدوا تارهم من حريم .. يلا فوتك بعافيه " - يابت خدي اهنه يخرب عقلك . لكن ندائها كان بدون فائده فاختفت من امامها راكضه نحو سيارتها .. ض*بت عفاف كف علي الاخر - هات العواقب سليمه يارب . جالسه ( ماجده ) مع اختها الصغري ( يسر ) في غرفتهم يتبادلون الحديث بينهما - يعني هو منفضلك خالص !! قالت ( يسر ) جملتها وهي تنتهي من ربط شعرها علي هيئة ذ*ل حصان وتوجه سؤالها لاختها ناظرة اليها في المرآه . ارتسمت معالم الحزن فوق ملامحها فاجابتها ( ماجده ) بلهجه قهراويه - حاسه اني تقيله عليه اوي مش طايق لى كلمه .. يابتي دا بيكلمني وهو واقف بضهره مابيبصش في عنينا حتى !!!!!! استدارت ( يسر ) نحوها مشفقة علي حال اختها التي تكبرها بثلاث سنوات . - انتِ بتحبيه قوي كده ياماجده ؟! لمعت عيون ماجده ودقت طبول قلبها فرحًا - بحبه !! دانا بموت فيه يايسر .. اه لو يعرف انا بحبه قد ايه كان فرشلي الارض ورد ولا كنش فكر يقسي عليا كده . نظرت اليها اختها بحزن وشفقة - ربنا يريح قلبك ياماجده يارب .. بس تفتكري جدي جامعنا كلنا ليه النهارده . طافت عيني ماجده بحيره ثم مطت شفتيها لاسفل - مش عارفه !! البيت له سنة مش متظبط من ساعه اللي عمله ابونا وهرب .. خايفه علي سليم قوي احسن ياخدو تارهم منه . تربعت ( يسر) في منتصف مخدعها بضيق - العتامنه اسمع عنهم ان لحمهم مُر والراس اللي تطير منهم بيكون قبالها عشرة وربنا يسترها بجد عشان انا كمان خايفة قوي علي( محمد ). - ربنا يسترها بقي .. سلسال الدم عندهم ملهوش آخر وشكلها هتبقي حرب بين العيلتين . مسكت ( يسر) كف اختها برفق وسحبتها خلفها " تعالي نشوف امى ونورا بيقولوا ايه تحت " (ثريا) سيدة ذات وقار وقوه زوجة (ناصر) وام الاربعة بنات منذ ان تجوزت (ناصر ) وهي تكره (عفاف) وزوجها واولادها كره الفئران للقطط .. وجودهم في مكان واحد ماهو الا تجمع بنزين مع كبريت . استيقظ البيت كله الا ( سليم ) مازال خالدا في نومه العميق .. مازالت ماجده تبحث عنه بعيون تائهه ثم ركضت نحو المطبخ بعفويه - صباح الخير يامراة عمي . - خير عليكي ياماجده .. خير بابتي ؟! فركت ( ماجده ) كفيها بحيره مفكرة في سؤال تبدا به حديثها - تحبي اساعدك في حاجه ؟! عفاف وهي تضع اللبن في ابريقه - شالله تعيشي يابتي .. خلاص البنات خلصوا كل حاجه .. يلا عشان تفطري . تشبثت بلهفه في مع**ها والكلمات تتلعثم بحلقها - هو سليم صحي ؟! عفاف بلا اهتمام - مخابراش والله يابتي .. روحي شوفيه صحي ولا لا . قالت عفاف جملتها علي عجل قبل مغادرتها للمطبخ .. كلماتها قفزت السعاده بداخل ( ماجده ) - ايه دا اروح اصحيه عادي كده ؟؟!! وفيها اي يعني يلا يلا ياماجده فرصتك وجات لحد عندك. ركضت ماجده بعجل نحو غرفة سليم بخطوات تكاد ان تخترق الارض .. وصلت الي باب غرفته ثم طرقته بهدوء لم تجد اي جوابٌ .. عاودت الطرق مجددا بدون فائده .. استجمعت شتات شملها ووضعت كفها علي مقبض الغرفة بتردد وفتحت باب الغرفه بهدوء تام ثم استدارت بجسدها واغلقت الباب ببطء وتقدمت بخطوات سلحفية نحو مخدعه ليعلو صوت شهقتها واتساع حدقة عينيها بمجرد ان راته نائمًا علي مخدعه عاري الص*ر مرتدي بنطالًا واسعا خالدا في لذة سُباته . ارتجف جسدها وتجمدت مكانها وجف حلقها وبعد مرور برهه من الوقت وجدت عيونها تتأمل معالم جسده الرياضي الاقرب للضخامه وقفت لوقتٍ طويل لم تتدرك ما فاتها من الزمن الا انها ظلت تملا قلبها وعينيها منه .. احتفظت ب**تها لدقائق وكإن ال**ت ضروريا لعلاج شيء ما بداخلها يسمى الاشتياق .. رآته مستغرقاً في نومه فرأت فيه الهيبة والعظمه في أسمى معانيها .. تن*دت بصوت عال كإن فؤادها ينتشي لرؤياه.. اعتدل سليم في وضعية نومه فوجئ بتسمرها امامه .. اتسعت حدقة عينيه بدهشه فنهض مرتبكًا - انتِ عتعملي ايه اهنه ؟ ثارت جيوش الخوف والرهبة بداخلها وشرعت ان تتراجع خطوات للخلف وهي تنظر له بعيون اوشكت علي البكاء - جيت اقولك ان .. ان ال الاكل جهز تحت . قفز ( سليم ) من مخدعه بتوعد واقترب منها وهو يرسل اليها نظرات ناريه - ودا يد*كي الحق انك تتدخلي اوضتي يابت ناصر ؟! انسكبت دمعه حاره علي وجنتها وحركة صوابع قدميها المتكوره وض*بات قلبها المُتسارعه " منا خبطت كتير وانت مردتش " زمجرت رياح صوته بقوه - عااال !! تقومي تدخلي اكده عليّ انا ونايم . تبادلا الانظار سويا لبرهه ثم تحركت متأهبه للذهاب ولكنه اوقفها بقبضته المفاجئه علي مع**ها حتي غُرزت اصابعه في لحمها قائلا بنبره تحذيريه - اول واخر مره تعتبي ناحية اهنه .. فاهمه ياماجده ؟! اندفعت شلالات الدمع من عينيها بحراره وتركته وغادرت غرفته وهي تغلق الباب خلفها بقوة زلزلت جدران القصر اخذ ( سليم ) نفسا عميقا قبل ان يلقي بجسده ارضا شارعا في تمرين الضغط الذي يؤديه ببراعه . " سليم عادل الهواري " شاب في اوائل الثلاثينيات خريج كلية زراعه ذو الجسد الرياضي المتناسق والمتناغم معالمه .. لديه لحيه خفيفه تحتل وجهه المضلع ذو البشرة الخمريه والعيون السوداء التي تشبه عيون الصقر في حدتهم .. من صغره لم تقع عيناه علي فتاه سواه ( وجد ) .. صاحب الشخصية القوية يحتل الترتيب الثاني في اخوته بعد اخيه ( عماد ) الذي كان وكيلا للنائب العام قبل تقديم استقالته لظروف عائلته التي تعتبر من اغني اغنياء الصعيد .. عائله ذات نفوذ وسلطة . تجمعت العائله حول مائده الطعام يتناولون فطارهم .. جلس جدهم الاكبر الذي تخطاه المشيب وهلك بدنه ولكنه مازال يتمتع بالقوه والصرامه علي مقدمه الطاوله محدقا النظر اليهم - اومال صفوة وسليم وماجده فين ؟! غصة علقت في حلق الجميع وساد ال**ت لبرهه بين جوله العيون المتبادله فيما بينهم .. ض*ب الجد الارض بمؤخرة عكازه بقوة - اتكتمتوا لييه !! ماتنطقوا . اخترق مجلسهم فجاه فأردف قائلا - سليم اهو قدامك ياجدي .. صباح الخير ياهواري ياكبير . اقترب منه وقبل رأس جده بحنو ثم جلس علي مقعده يرتشف كوب اللبن الذي اعطته له امه . كرر الجد مجددا سؤاله - وصفوة وماجدة فين ؟! ( ثريا ) : ماجده فوق راحت تجيب حاجه واهي نازله . =وصفوة ؟!!!!!! تلعثمت الكلمات لتخرج من بين شفتي عفاف بصعوبة - راحت الجامعه بتقول عندها شغل مهم والله حذرتها ق لم تكمل عفاف كلماتها وثب الجد قائما بضجر - انتوا ازاي تسيبوها تخرج اكده … هو انا مش منبه محدش يخطي عتبة البيت منيهم انتوا ماعتسمعوش الكلام لييييه . وقفوا جميعهم يتبادلون النظرات ثم قالت ثريا : كلها ساعتين ياعمي وهترجع بتي وانا خابره راسها زين .. مش هتنفذ غير اللي في دماغها . رمقها ( راجح ) بنظرة حادة تحمل بين طياتها اللوم والعتاب - الغلطه بفوره اهنه .. وكلاب العتامنه ماعيرحمووش ياثريا .. - ثم نادي ع الغفير - انت يااااااااولد - ايوه ايوه جنابك قال الغفير جملته وهو يركض نحوه متعجلًا - تروح قصاد الجامعه انت والرجاله .. وتجيب بت ناصر وتيجوا طوالى .. فاهمنى . - فاهم جنابك نظر اليه سليم في مضضٍ وهو يرتشف المياه ويستمع لكلمات جده بضيق فاكمل الجد كلامه بصيغه آمره - ( محمد ومجدى وسليم وعماد ) خلصوا وكل وحصلوني علي جوه قال الجد كلماته الاخيره وهو علي وشك المغادرة ويلحف عبائته علي كتفه بعدما تركهم في معركه افكارهم وقلقهم . عفاف مناجيه ربها :" ياتري ناوي علي ايه يا عمي !" يسر بتلقائيه :" قلبي بيقولي ان جدي مخطط لحاجه كبيره اوي وانا متأكده انها هتكون مفاجئة للكل " محمد وهو يضع اللقمة بفمه " مش عارف بس ياتري اي هي ؟! " اردفت ( ماجده ) في منتصف حديثهم ثم رمقت سليم المنغمس في تناول طعامه بنظرة متحشرجه التي لم يبال لها اي اهميه .. ثم جلست علي المقعد المُقابل له لتشترك في رياح النظرات الطائفة بينهم وكلاهما منتظر القنبله التي سيفجرها الجد الاكبر . ■■■

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

Heart Beat Mind

read
1.5K
bc

رواية ☘︎"متاهة حُبك"☘︎

read
1K
bc

The half night

read
1.3K
bc

أسير هوسك

read
8.9K
bc

الطاغيَة النّاسِكْ

read
1K
bc

عندما تتقلد الشياطين

read
1.9K
bc

روايات بقلم / نورهان القربي قوة و جبروت امرأة ( الجزء الاول)

read
1.2K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook