في الجنة

1170 Words
عدوتي الحبيبة .....٩ وقفت امام السيارات ال**برة انتظر سيارة اجرة . قبل ان استوعب حقيقة انني تركت حقيبة ظهري التي فيها نقودي و هاتفي في سيارة أيمن . تجمدت امام سيارة الأجرة التي كانت قد توقفت لأجلي . بحثت داخل حقيبة اليد مجهرية الحجم و لم اجد شيئاً سوى سلسلة المفاتيح التي لم املك أدنى فكرة متى وضعتها هناك و كنت ممتنة لاني فعلت لاني لم ارد ان ابيت في الشارع و خاصة انني لم املك عنوان أيمن او حتى مال كافٍ لاتصل به . فكرت كم ان المشي الى المقهى كان سيتطلب مني ساعة كاملة و مع حذائي الغير مريح بالمرة كانت المسافة ستطول و ستكون اكثر ايلاماً ،لكني و بلا امل كان عليّ فعل ذلك . تنفست بعمق اشجع نفسي ثم مشيت . نظرات الناس لي تنوعت من منبهر بجمالي ،الى مستغرب من سبب مشيي في الشارع مرتدية مثل تلك الثياب، الى نظرات اتهام و استحقار كما لو كنت امرأة تقوم بأعمال غير شريفة . لم ادرِ بما أغطي ظهري المكشوف و بقيت ألعن أيمن في كل خطوة مؤلمة أخطوها بكعبي الباهض السخيف. **** كدت أصل الى المقهى و الطريق كان هادئاً و شبه خالٍ من الناس ، شعرت بالخوف ما ان بدأت أسمع ضحكات رجال آتية من بعيد و أسرعت الخطى دون ان آبه لامر قدمي التي كانت تنزف بالفعل. سمعت احدهم يصرخ " هيه!.. انتِ ايتها الجميلة! تعالي و احظي بوقت ممتع معنا !" شعرت بالرعب يدب في داخلي، كانوا قد لاحظوا وجودي بالفعل و انا لم أجرؤ على الرد او حتى النظر اليهم. توقفت لخلع حذائي الذي كنت قد ضقت به ذرعاً و رميته على الطريق و جريت بكل ما سمح به ثوبي المعرقل للحركة. بدأت ألعن في داخلي أيمن مجدداً مع كل م**مي الأزياء الذين يتعمدون تقييد حركة النساء داخل أثواب السهرات . سمعت خطوات الرجال الذين لم يكونوا بوعيهم تجري ورائي و شعرت انه قد قضي الامر، و مع ذلك لم اتوقف . كان الأدرينالين يتدفق في جسدي مما أعطاني القوة و شعرت ان بإمكاني الفرار قبل ان يتحطم ذلك الطموح بقبضة ضخمة ثقيلة حول ذراعي ، و التي أوقف*ني فوراً على حين غرة . فاجأني الامر فصرخت بقوة و لم ادرك اني حتى فعلت! في تلك اللحظة جربت شعور الغزالة و هي تحت مخالب مفترسها بالفعل، ذلك كان اسوأ شعور عشته ، دون تهويل. ألتفت الى اليد آلتي أمسكت بي و صرخت متصنعة القوة " اتركني فوراً ايها الم***ف !" كان الرجل ألذي بدى في نهاية الثلاثينيات من عمره و برفقته بقية رفاقه ضخام البنية، مفتولاً و عنيفاً و لا يمكن لواحدة بمثل جسدي النحيل ان تهزم واحداً ، ناهيك عن ثلاثة . لذلك قررت انه ان لم يكن بمقدوري التغلب عليهم بدنياً فيمكنني على الأقل التغلب عليهم بعقلي. قال الرجل الممسك بي " لا تحكمي علي بقسوة ايتها الصغيرة . نحن فقط نريد التحدث معك في مكان اجمل من هذا الحي الوضيع. تعالي معنا و سنأخذكِ الى نادي بلانيت اعلم انه المفضل لدى الفتيات في عمرك . و رغم صعوبة الدخول اليه انا سأفعل ذلك من اجلك!" كانت ضحكات من معه مخيفة و هستيرية. انا محاولة السيطرة على خوفي و غضبي " يبدو رائعاً .. لكن لا اشعر اليوم بأني بخير ، لمٓ لا تعطيني رقمك و سأتصل بك في ليلة اخرى؟" حاولت ان أبدو واثقة لكن صوتي كان يرتعد . الرجل و قد بدأ يجرني بالفعل معه " لا حبيبتي .. لا شيء افضل من الحاضر . عصفور باليد-" لم يبالي حتى ان يكمل جملته و اصدقائه كانوا يهتفون فرحين بينما انا احاول ان أفلت من قبضته القوية . و انا اشعر انه قضي عليّ . ما زاد رعبي هو ما صرح به ان سيارتهم في المنعطف التالي. فقدت صوابي و بدأت اصرخ و اقاوم بكل ما أوتيت من قوة دون جدوى، كان الوقت متأخراً بالفعل و لا احد في ذلك الشارع. تمكنت من الالتفاف حول ذراع الرجل الم***ف الممسك بي و عضضته بكل قوة و كأنها فرصتي الوحيدة في النجاة . اطلق الرجل صرخة ( تباً) بينما دفعني لا ارادياً لأسقط على الارض . نهضت اجري بسرعة و دون تفكير الى أين، لكني لم ابتعد كثيراً قبل ان اصطدم بجسد احدهم امامي . طويل و ذو جسد صلب. شعرت بأنه تلك المرة قضي علي بالفعل ان كان واحداً من أولئك الرجال عديمي الشرف. لم أتجرأ حتى على النظر اليه فقط قلت بصوت خافت لا يكاد يسمع " ساعدني" كانت تلك محاولتي الاخيرة و دمعة قد خانتني بالفعل و انسابت على خدي بالرغم من اني لم ارد ان ابدو ضعيفة. دفعني الرجل الغامض جانباً بقوة و بدأت استعيد وعيي الذي كان قد بدأ يضعف و انا أرى ذلك الغريب يلبس رداءً اسودا براقا يسدد ض*بات مؤلمة لأولئك الرجال القذرين واحداً تلوى الاخر و انا اتساءل ( هل يعقل ؟.. انه أيمن ..؟؟؟ لا يمكن !) حاولت ان أبقى متيقظة رغم شعوري برغبة ملحة في الغوص في اللاوعي. شعرت بالهلع عندما غدر احد المجرمين بمنقذي و ض*به من ورائه بق**ب معدني . لم تكن الإضاءة كافية او ربما لم يكن تركيزي كافياً لأتعرف على منقذي الشجاع الذي كان رغم مقاومته بدأ يضعف و كاد يسقط . عندها جاء رجلين ضخام الحجم و لم اعرف متى ظهرا لكنهما في اقل من دقيقة كانا قد ابرحا الرجال الأربعة ض*باً و زحفوا هاربين. بينما انا اتذكر رؤيتي لذلك الغامض يقترب نحوي و هو يهمس قريباً مني او ربما كان يتكلم و لا اسمعه " رنا .. هل انتِ بخير ؟" و آخر سؤال جال في ذهني قبل ان افقد وعيي كان (كيف عرف اسمي ؟) **** استيقظت من نوم هنيئ ببطء و شعرت بأنني في مكان مريح و ناعم للغاية. لم اكن قد فتحت عينيّ بعد و خشيت جداً فعل ذلك فآخر ما تذكرته هو ما قلته لنفسي وقتها ( الرجال الم***فين كانوا يتغلبون على منقذي ) فكرت فوراً دون منطق (لابد انهم قد أخذوني و قاموا باستغلالي ثم قتلي !!! الشعور الجيد الذي اعتراني و المكان المريح اكثر من المفترض حولي كان سببه هو انني قد مت و قد اصبحت في الجنة!! ) هكذا اعتقدت بتفكيري النعس ، و شعرت بالحزن و حتى تلك اللحظة كنت لا ازال غير قادرة على فتح عينيّ. فلم اكن اريد الموت بعد. تركت نفسي أذرف الدموع ب**ت و انا إناجي الله انني اريد العودة للحياة عندما قاطعني صوت هادئ يعبق اهتماماً من مسافة قريبة اكثر من المفترض ،و ما زاد الامر سوءاً هو انني علمت من صوته هويته بلا شك " لا بأس رنا اهدأي انتِ الان بأمان " فتحت مذعورة عينيّ لأرى وجه أيمن يحدق بي بقلق . دفعته بقوة جانباً لانهض و ارى حولي. كنت في غرفة واسعة كما لو كانت قاعة احتفالات لكنها لم تكن كذلك فالأثاث المرتب بتناسق و عناية في تلك المساحة جعلني ادرك انها غرفته.. و بنظري الى السرير كبير الحجم كما لم ارى بحجمه من قبل و الذي كنت مستلقية عليه ... توقفت لاستوعب مجدداً . مستلقية على سرير !!! نظرت لنفسي و قد التفت الأغطية حولي ؟؟ و أيمن الى جواري ؟؟!!!! صرخت من رعب الفكرة و قفزت غاضبة أهاجم أيمن و مسددة له ض*بات قاسية و انا اقول " مالذي فعلته بي ايها المجرم ؟! كيف يمكنك فعل هذا بي ؟" لم اترك له فرصة للكلام حتى حطت ض*بتي على مكان خلف ظهره و سمعت أيمن يطلق تأوهاً متوجعاً عندها تذكرت .. لقد كان منقذي الغامض ! ©ManarMohammed
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD