الحفلة

1209 Words
عدوتي الحبيبة ....٧ توقفت بِنَا سيارة أيمن الكبيرة امام معرض فخم للملابس في وسط المدينة . و ما ان وصلنا حتى رحب الجميع بأيمن و هو اخذ يتعامل معهم ببساطة و تلقائية حتى اني سألت نفسي ( هل هذا أيمن حقاً ؟!) جاءت سيدة بدت هي المالكة و أخبرت احد الموظفين ان يأتي بملابسنا . تجول بخطوات خفيفة حول المحل و سريعاً، كان أيمن قد اختار لي ثوباً و حذاء جميلين . لم اعتقد ان بإمكاني ارتداء مثل تلك الملابس .لذا قفزت الى مجموعة ملابس اختار منها و انا احاول ان أفاوض أيمن . اضطررت في الاخير ان ألبس ما اختاره الو*د بعد ان هددني . كان الثوب طويلاً ملفتاً للانتباه و لامعاً اكثر مما يسمح به ذوقي . و ما أرعبني انه كان بظهر مكشوف و شعري الذي كان قصيراً لا يمكنه ان يخبئ اي جزء مكشوف من ظهري. لكني قررت ان اتوقف عن كوني متخوفة من كل شيء ان اردت ان تسير الليلة بسلاسة. لبست الحذاء الذي كان كعبه غير مريح و بدى انه باهظ السعر . اخرجت من حقيبة ظهري احمر شفاه و وضعت قليلاً منه . نظرت الى نفسي لوقت طويل في المرآة و لم أكن اصدق ان تلك المرأة الجميلة هي انا. قاطع دهشتي صراخ أيمن بأننا تأخرنا . فوضعت ملابسي في حقيبة ظهري و لبستها و خرجت . رأيت ملامح الدهشة على أيمن . ابتسمت سعيدة عندما تقدم نحوي كنت اعلم انني جميلة و هو كان مأخوذاً للحظات بي. أخذ حقيبة ظهري " ستستغنين عن هذا الشيء الب*ع الذي تحملينه معكِ في كل مكان " انا " لا .. انا لا استطيع" قاطعني " لا تخافي لن أرميها ، سأضعها في السيارة باقي ان تأخذي هذه فقط" ناولني حقيبة صغيرة جداً تكاد تشبه المحفظة لكنها اقرب لقطعة مجوهرات بسبب كل تلك الأحجار الكريمة التي زينتها و جعلتها تبدو كتحفة تعلق لا تلبس. انطلقنا بعدها بسرعة نحو مكان الحفلة و قلقي اخذ يتعاظم و انا افكر كيف كنت سأتصرف و ما سأبدو عليه امام الاخرين . أيمن و قد لاحظ توتري " لا تقلقي تمسكي بي و ابتسمي للجميع ذلك كل ما تحتاجين عمله و سريعاً ستنتهي الحفلة قبل ان تريدي لها ذلك! " انا بحقد " افعل كل هذا ،فقط لأرى وجه امك المصدوم، الفكرة نفسها تجعلني اشعر ان الامر يستحق العناء" اخذت اضحك و هو يبتسم بهدوء . كنت قد نسيت توتري ما ان فكرت في تلك العجوزة الفظة. وصلنا الى مكان مزدحم بالمصورين المترقبين نزولنا و لعنت نفس اني نسيت و لم افكر بأنه سيكون هناك تغطية اعلامية. لم اكن معتادة على الامر ،لكني لم ارد ان أبدو خائفة امام الا**ق أيمن . خرج هو اولاً و انا تبعته و رأيت كل مكان حولنا يومض بالكاميرات و شعرت برغبة في التقيؤ . أمسك أيمن بيدي و قربني إليه، عندها ادركت انني كنت ارتجف. ابتسمت بطريقة غريبة عندما انهالت الأسئلة عن هويتي و عن طبيعة علاقتنا ،لكن أيمن لم يجب بشيء و قام حارسيه بدفع الصحفيين جانباً لنمر . ما ان دخلنا القاعة حتى شعرت اني عدت للحياة ، و شكرت الله ان حياتي لم تكن كالتي يعيشها أيمن . بسرعة كانت أنظار الحاضرين متجهة نحونا و لمحت فوراً وجه والدة أيمن الذي كان كمن شاهد شبحاً مخيفاً. قولوا عني شريرة لكني برؤية الهلع على وجه تلك المتغطرسة اتسعت ابتسامتي و فجأة زادت ثقتي بنفسي . مشيت يداً بيد مع أيمن الى والديه . لم يتعرف عليّ الأصلع غيل الذي زج بِنَا في السجن في اخر مرة احتجينا على مشاريعه. و بعد معرفتي أيمن و أمه اصبح السيد غيل رجلاً طيباً مقارنة بهما! أيمن " ابي.. امي.. يسرني ان اعرفكما بحب حياتي الانسة رنا " كانت والدة أيمن تقاوم رغبتها في الهجوم عليّ لكني لم أبالي. انا " سعيدة بلقاءكما" تجاهلت أمه ما قلته و وجهت خطابها لأيمن" من أين اتيت بهذه الفتاة ؟ انت لا تمتلك حبيبة حتى" أيمن " لم تعرفي بالامر سابقاً لاني لم ارد ذلك! اردت ان اتأكد انها من اريد ان اقضي بقية عمري معها .. و الان و انا متأكد اتمنى ان تباركا حبنا" السيد غيل ضاحكاً " ايها الش*ي! انت تماماً مثلي عندما كنت صبياً " و غمز له بينما تركناهما لنمشي مبتعدين و انا واثقة من ان أمه لم تكن قد قالت كل ما ارادته بعد. تحدث أيمن مع بعض أصدقائه الذين امتدحوني كثيراً بحيث كدت اصدق لولا همس أيمن في أذني " تمالكي اعصابكِ إيتها الضفدع انهم يجاملونكِ لا غير" نظرت الى أيمن و قد اردت قتله لنعتي بالضفدع لكن الوقت لم يكن مناسباً ، لذلك شردت و انا افكر كيف سأنتقم من أيمن الفاسد . عدت الى الواقع عندما نادى عليّ أيمن فأومأت برأسي دون ان اعلم ما كان يحدث الا عندما سحبني أيمن الى منتصف القاعة حيث كان يرقص البعض منهم على موسيقى هادئة . توترت للحظات و شكرت الله لاني كنت أرتدي ثوباً طويلاً لاني لم اكن اعرف كيف أرقص جيداً و كان الثوب كفيلاً بتخبئة زلاتي. فلنقل اني تلك الليلة تعمدت ان أخطئ بأكثر من خطوة فقط لادوس على قدم أيمن بكل قوة! أيمن كان وجهه قد اصبح احمراً و هو يهمس لي " هل انتِ عمياء لتدوسي عليّ دون توقف؟!؟ " انا و قد دست على قدمه متعمدة من جديد " عمياء؟ هل تريد ان أجعلك غير قادر على المشي بنهاية هذه الرقصة؟" ابتسم بشكل مصطنع بينما كان غاضباً في الحقيقة و همس لي فياذنب " انا لم اجد من هي أخبث منكِ بعد . انتِ تتعمدين دوسي كان يجب ان اعرف!" سخرت في داخلي من انه كان يتحمل طوال الوقت فقط لانه اعتقد اني لا اجيد الرقص و يخشى جرحي! توقف أيمن عن الرقص و جرني معه و هو يمثل بأنه المحب الذي لا يمكنه مفارقة حبيبته ،بينما كان يحاول اللواذ بجلده او بالاصح بقدميه قبل ان اسحقهما كلياً. **** عندما حان وقت المغادرة و والدة أيمن كانت بالفعل تنتظر في سيارة الليموزين التي جئنا بها .صعد أيمن و من بعده انا . و جلسنا بينما هي في المقعد المقابل صامتة . ما ان أقفل الباب و تحركت السيارةحتى انفجرت أمه باكية " كيف يمكنك ان تفعل هذا بي و الليلة بالذات ايها الو*د" تفاجأت من بكاءها و شعرت بالاسف عليها ، و فكرت للحظة انه ربما بالغنا في ايذاءها. أيمن بلا مبالاة" جففي دموعكِ امي فالشخص الوحيد الذي يصدقها الان هي رنا كفي عن ازعاجها" عندها رمقتني بنظرة قاتل متسلسل و مسحت دموعها التي لم تكن موجودة و بملامح قاسية قالت لابنها " هل تريد الموت ؟ اخبرتك ان تذهب لإحضار دوللي و انت تعلم جيداً اني كنت سأعلن خطبتكما لكنك قررت ان تأتي بفتاة رثة لتقنعني انها حبيبتك؟" انا بغضب " من الرثة ؟ انا استطيع الرد عَلَيْكِ بما هو اسوأ لكن لدي اخلاق تمنعني" أمه غاضبة " هل سمعت انها تلمح ان ليس لي اخلاق!! كيف تمكنت ان تتخلى لأجل هذه عن دوللي اللطيفة اجمل فتيات البلاد!". " امي انا لا احب دوللي هذه المرأة -" أمسك بيدي و قال" - هي من اخترت و هي ليست مملة مثلكن." نظرت نحوي مجدداً بنظرات ارعبتني و شعرت اني لم يكن يجب ان أوجد معها في تلك اللحظة حفاظاً على حياتي. توقفت السيارة عند إشارة مرور و قالت السيدة" اتيت بفتاة وضيعة من الشارع لتخبرني انك تحبها ؟! لا! و تشتمني أمامـ" صرخت مقاطعة" اخرسي! انا لست وضيعة ايتها العجوز الشريرة !" لم اتمكن من البقاء هناك و تحمل المزيد من اهاناتها، لذلك غادرت السيارة مسرعة امشي نحو وجهة مجهولة و انا اسمع أيمن يخبرني ان انتظر و اتجاهله. كرهت لحظتها تلك العائلة المتعجرفة التي ترى الجميع أدنى منها اكثر من اي وقت مضى . ©ManarMohammed
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD