ا****ف

1161 Words
بوجه احمر قالت السيدة بهدوء مزيف " انا اعلم ما تفعلين . انتِ تحاولين ان تستفزيني.. ابني يستحيل ان يختار واحدة مثلكِ!" ثم رمقتني بنظرة قاتلة و غادرت على عجل . اعترفت في نفسي وقتها انها كانت امرأة ذكية لانها علمت خطتي بتلك السرعة .لكن جزءاً صغيراً منها، ذلك الجزء الخائف و الذي يوسوس لها بربما .. و ربما ،كان ما يثير جنونها كما بدى الامر . ضحكت في الشارع الخالي كالمجنونة و انا افكر ( يا لها من عائلة غريبة !) ***** مر يومين اخرين من الهدوء الذي كان يجعلني اكثر توتراً و انا افكر بأن أيمن ولا بد يفكر في طريقة ما للانتقام مني . و أي انتقام كان !! بعد ان انهيت مناوبتي في العمل كنت امشي في المساء متجهة نحو مكاني المفضل لتناول الطعام في المتنزه . كنت قد فوّت وجبة الغداء بسبب انشغالي في اداء عملي ونسيت نفسي. مشيت بابتسامة سعيدة لروعة المنظر .فالسماء كانت جميلة و الاشجار تعبق الجو بالهواء المنعش و ذلك الوقت المفضل لدي حيث يقل الناس و يصبح بإمكانك ان تحظى ببعض الخصوصية مع نفسك . قطع تفكيري صوت عالٍ لسيارة تتجه نحوي مباشرة .و بسرعة فائقة. توقفت امامي سيارة ضخمة الحجم و سوداء اللون بالكامل . شعرت بأن شيئاً سيئاً سيحدث . افتتح الباب و قفز رجلين ببزات سوداء ضخام الحجم و كانت تلك إشارتي للبدء بالجري في الاتجاه المعا** . لم اكن اعلم من هم و ماذا يريدون مني .شعرت بجسدي ينتفض رعباً بينما لم اجري الا مسافة قليلة قبل ان يتم الامساك بي كما لو كنت مخلوقاً ضعيفاً تم اصطياده . صرخت و انا اقاوم بعنف و ارى حولي فلا اجد احد . استمر الرجلان بجري نحو السيارة و انا بكافة الطرق الممكنة اقاومهما كنت اتلوى بجسدي في كل الاتجاهات لأتخلص من قبضتيهما دون جدوى. كنّا قد وصلنا الى باب السيارة حيث حاولا إدخالي و انا كمحاولة اخيرة يائسة وضعت رجليّ على أطراف الباب موقفة إياهما من دفعي نحو الداخل . كنت في ذروة تهيجي و انا افكر ان ع***ة ما تختطفني لبيعي بالجملة او تجزأة !! و في خضم المعركة سمعت صوتاً مألوفاً " يا إلهي ! انتِ حقاً شيء لا يصدق !" ألتفتُ الى الرجل داخل السيارة لأَجْدَه أيمن و لا احد غيره و قد أعطى إشارة بيده للرجلين بالتوقف. هدأت و تحول خوفي الى غضب عارم و انا افكر " كيف بإمكانه فعل هذا بي ؟؟!! " أيمن " اصعدي فأنا احتاجكِ في مسألة هامة" قلت بنبرة مسممة بالكره " بعد ان كدت اموت خوفاً منذ لحظات ؟!! .. حتى و ان كانت مسألة حياة او موت لك انا فقط سأدعك تموت !" ابتسم بخبث و قبل ان أغادر و قبل ان افهم ما يجري ،أشار بيده الى احد حارسيه وسريعاً وجدت نفسي داخل السيارة بعد ان تم دفعي . أغلق الباب و حاولت فتحه دون جدوى قبل ان تنطلق السيارة مغادرة المكان . انا بغضب " هل انا دمية لتقوم بجري معك أينما اردت؟! .. ان لم تنزلني فوراً سأذهب للشرطة و أخبرهم بأنك اختطف*ني!" فقدت صوابي عندها ، و اخذت اصرخ ثم قفزت نحو السائق احاول ايقافه و تأرجحت السيارة يميناً و يساراً حتى صرخ أيمن بالسائق ليتوقف. أيمن " انتِ تقودينني نحو الجنون! توقفت السيارة لذا اهدأي يا امرأة! الا يكفي ما فعلتِ سابقاً ؟..انتِ قمتِ بحركتكِ الان هو دوري" كرهت استعماله لجملتي ، لكن الفضول تملكني لاعرف ماذا في جعبته. انا " تكلم انا أسمعك " قلت و انا حتى لا انظر اليه . أيمن " يجب ان تلعبي دور حبيبتي امام الجميع " نظرت إليه متفاجئة كما لو اني لم اسمعه جيداً قبل ان انفجر ضحكاً . انتهيت من نوبة ضحكي عندما رأيت أيمن لا يضحك و بدى و كأنه جاد و لم يكن الامر طرفة من اي نوع. عندها شعرت بالغضب من ذلك الو*د المدلل الذي يعتقد ان بإمكانه جعلي افعل ما يريد كما لو كنت خادمته. انا " انت تحلم ان اعتقدت انني سأفعل ما تريده، حظاً موفقاً " فتحت الباب لاغادر لكنه أمسك بيدي و قال " هل عليّ ان اذكركِ ان بإمكاني ايذاء صديقتكِ و عائلتها السخيفة؟" شعرت بالضعف و كرهت ذلك و كم وددت لو اني استطيع اخباره بأن يفعل ما يشاء ، لكن حنان و خالتي مريم كانتا أغلى ما املك و ذاك النذل كان يدرك ذلك جيداً . اخذت نفساً عميقاً ثم لحظات لأفكر قبل ان اجيب" و أي نوع من السخافة تفكر فيها لتطلب مني ان أتظاهر بكوني حبيبتك؟" أيمن " انه انتقامي المثالي .. ادرك كم تمقتيني و لا عقاب افضل لكِ من ان تساعدي عدوكِ ؟!" قلت و قد استفزني حديثه رغم اني لم افهم دواعي الامر " إياك و الاقتراب من عائلتي لاني عندها سأجد طريقة ما لإيذاء عائلتك بالمقابل .. انا مغادرة!" أمسكت بمقبض الباب لاغادر عندما قال " قبل ان تفتحي الباب و ترفضي ما قلته فكري بكم ستدمر افعالي عائلتكِ المزعومة .. لقد قابلتي امي و تعلمين ان ليس بمقدوركِ ايذاء امرأة مثلها و ابي أيضاً قد علمت بمواجهتكِ له قبلاً .لا احد سيخسر سواكِ" كنت قد فتحت الباب لكني أعدت اقفاله و جلست باستسلام و انا اريد قتل أيمن و ليس مساعدته . ابتسم أيمن ابتسامته اللئيمة و أمر السائق بالانطلاق و هو يخبرني " يجب ان نتحرك الان فنحن سنتأخر !" انا " نتأخر على ماذا؟" أيمن " الحفلة يا عزيزي" انا و قد استفزني " عزيزي؟؟!" أيمن " اوه عفواً انتِ تشبهين الرجال كثيراً فاختلط عليّ الامر " انا " لا بأس يا حلوتي" أيمن و قد رفع يديه مستسلماً " حسناً سأتوقف لذا اياكِ و تكرار ما قلتيه قبل لحظات" ابتسمت سعيدة قبل ان اتذكر و اصاب بالذعر " اي حفلة ؟لقد قلت حفلة !" أيمن " اخبرتكِ انكِ ستساعديني و مساعدتكِ هي ان تأتِ معي الى الحفلة " انا محاولة السخرية منه " و لماذا يجب ان أوافقك انا ؟ ألم تقل ان آلاف الفتيات يردن ان يكن معك!" نظرت إليه فرفع احد حاجبيه و هو يقول " لكن و لا واحدة منهن قد ظهرت معي في العلن على انها حبيبتي ع** إحداهن التي قامت بصنع إشاعة بل فضيحة!" انا " اخبرني مجدداً ما المطلوب مني بالضبط؟" أيمن " اريدكِ ان توقفي اعلان الخطوبة التي تعتزم امي فعله " انا بلا مبالاة و لا زلت غير قادرة على اخذ الامور بجدية " و كيف تريد مني فعل ذاك ؟ هل اقفز الى الحفلة اثناء الإعلان و اعترف بحبي ثم نهرب معاً؟!!" أيمن و قد ازعجه كثرة سخريتي من الامر " انه امر جاد يتعلق بحياتي انا لا اريد الزواج من المرأة التي اختارتها امي . و لا ، ليس عَلَيْكِ فعل اي شيء سخيف فوجودكِ نفسه هو ما سيلغي مخطط امي . الجميع سيفقدون صوابهم لرؤيتكِ و سيدركون فوراً انكِ الفتاة التي تتحدث عنها الجرائد و المجلات" انا و قد فكرت بالناس الكثيرة التي ستحدق بِنَا " " حسناً لكني أحذرك انا سيئة فيما يتعلق بالمناسبات الاجتماعية " أيمن و قد ضحك" لقد رأيت بنفسي .. اي امرأة في العالم تلبس بزة رسـ" انا " ان لم تتوقف عن سخافاتك، مهما كان ما ستفعله لن أقوم بالامر " أيمن خائفاً " حسناً لن اقول المزيد" في تلك اللحظة علمت في داخلي ان الاشياء بيني و أيمن كانت قد تغيرت بطريقة ما .. كنت بدلاً من تدميره أساعده ، من كان ليتوقع؟!! ©ManarMohammed
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD