الفصل الاول

3203 Words
كأن في حبنا سداً منيعا يقف بيننا كأن عشقنا طوفان بالغرق يهدد مدنَنا وجراحنا سر يعلنه **تنا فلا نحن دبنا في الهوى ولا شربنا من نهر الغرام غرفة ماء ولا وصلنا يوما حد الاكتفاء فأنا وأنت المنتصف من كل شيء يختلف نصفك عن نصفي ولكن تتشابه الأسماء وقفت في ردهة الفندق الواسعة كالتائهة تراجع لائحة الأشياء التي لم تنتهي منها حتى الآن، تمسك بيدها ورقة دونت بها كل شيء وباليد الأخرى قلما تحك به رأسها وهي تفكر أنها حجزت جناحين واحداً للبنات والآخر للشباب سيبيت الجميع هنا الليلة فالحفل غدا، أما الكبار سيحضرون في موعد الحفل ليلا كما أن خالها أحمد وعائلته سيصلون غدا في الصباح، تمتمت لنفسها " هذا جيد كل الأمور التي تخص الشركة انتهيت منها وحتى برنامج الحفل وكل ما يخص هذه الليلة تأكدت أنه منظم ومدروس " لم يتبقَ أمامها سوى أمور العائلة وبعد ساعة عليها أن تكون والبنات عند م**م الأزياء الذي **م لهن أثواب الحفل لقياسها ثم استلامها وبعد ذلك عليهن المرور بالمركز التجاري لشراء الأحذية والمجوهرات وإحضار بدل الشباب ولم تنسَ طبعا بشر حتى مأمون ومؤمن الذي لا تعرف لماذا عليها أن تجلب له بدلة مثل باقي الشباب، وبعد ذلك تأكيد الحجز في مركز التجميل النسائي والرجالي أيضا من أجل الشباب وماذا بعد؟ تشعر أنها نسيت شيئا …..نعم صحيح أمسكت قلمها بسرعة ودونت طلبات أمها وخالتها فوزية التي تريد وشاحا مطرزا ليناسب الحفل …. لا تعلم من أين ستأتي لها بشيء مطرز الآن لماذا يظنها الجميع مصباح علاء الدين؟ أهذه مغبة التساهل معهم ، بدأت بالتحرك وهي تنظر إلى اللائحة أمامها لتصطدم بشخص بقوة ويقع كل ما بيدها أرضا تفاجأت مما حدث ورفعت رأسها لتعتذر لتجدها أمام شاب عربي الج*سية ينظر لها بلطف ويعتذر بأدب وانحنى يجمع أشياءها فشعرت بالخجل لأنها سبب الاصطدام منذ البداية فانحنت تساعده فسألها "عربية؟ " هزت رأسها ولم تتحدث فجمع أشياءها ووقف لتقف بدورها فقال وهو يمد لها أشياءها بلطف " إياد القاضي رجل أعمال مصري وأنت " ابتسمت بعملية وقالت "تشرفنا سيد إياد أنا سمراء العزايزي محامية "نظر لها بدهشة وهو يسألها "هل أنت سمراء محسن العزايزي أم مجرد تشابه أسماء؟ " ردت عليه بتعجب "هل تقابلنا من قبل يا سيد إياد؟ آسفة لكني لا أتذكر أنني رأيتك سابقا " قال لها بابتسامة رجولية هادئة "هذا صحيح آنستي نحن لم نتقابل من قبل فكم كان ليسعدني لو تقابلنا سابقا " نظرت في ساعتها بتوتر وقالت " تشرفت بمعرفتك يا سيد إياد لكني مضطرة أن أرحل عن إذنك" همت بالتحرك حين قاطعها صوته يقول بتوتر" آنسة سمراء أنا في الحقيقة قادم من أجل مقابلة السيد بشر العزايزي " وقفت تنظر له باستغراب وقالت " تريد أن تقابل بشر لماذا؟ " حك ذقنه للحظة وقال " أنا رجل أعمال مصري وسمعت أنكم تفكرون في فتح فرع آخر للشركة في القاهرة وأنا هنا لعرض شراكتي عليكم " ردت عليه بعملية " سيد إياد هل هذه المقابلة صدفة حقا؟ " ابتسم باتساع وعفوية وقال باعتذار " أعلم أنها كانت طريقة سخيفة مني لكنني أجهل كيفية فتح حوار مع آنسة جميلة مثلك كما أنني مرتبك فأنا أخاف أن يرفض عرضي لأنني ما زلت حديثا في سوق الأعمال " نظرت له سمراء بابتسامة وقالت " سيدي أنت لا تعلم إذاً تركيبة عقل بشر فهو لا يهتم سوى بالكفاءة والإخلاص بصراحة أنا لا أعلم هل ينوي مشاركة أحد أم لا لكن " مدت يدها لحقيبتها تسحب إحدى بطاقات حضور الحفل وقالت " غدا لدينا حفل كبير سيقام هنا يمكنك استغلاله للتعرف على الشباب عن قرب إن لم تجد بشر فاعرض الأمر على مأمون أو عاصي أو أسد الجميع مسؤول عن الشركة كما أنني أتولي القسم القانوني وإذا حدث ما تريد فأنا من ستوثق كل شيء ...بالتوفيق" نظر لها بشكر واحترام وانحنى يقبل يدها في لفتة لباقة منه ، همت بسحب يدها بتوتر عندما شعرت أن جسدا ضخما عبر بينها وبين الواقف أمامها يسحبه من مقدمة ملابسه و يطيح به ، تراجع إياد مفزوعا من هذا الهمجي العملاق الذي يكيل له اللكمات حتى نزف أنفه ونظر له بشرّ فلم يفكر أن يحدثه أو يسأله عن أسبابه لكنه خلع معطفه وهجم عليه يلكمه رغم أن الآخر أضخم منه بكثير لكن كرامته كرجل حركته فأصبحت مشاجرة حامية، تدخل أمن الفندق واجتمع الناس بالمئات يشاهدون ما يحدث وهي تقف كالصنم ودموعها متحجرة بعينيها تشاهد ليل كما لم تراه من قبل همجيا مخيفا ويملك نزعة من الشراسة والعنف لم تكن واضحة به هكذا سابقا ، وقفت منفصلة عن العالم تفكر أهذا من اختاره قلبها؟ من تتعذب لأجله كل لحظة؟ من تدعو الله أن يبعث معجزة إلهية تدك هذه العائلة دكا ليوافقوا على زواجها منه فتكون زوجته رغم المستحيل؟ …. أهذا من تحلم أن يكون أبا لأطفالها ومص*را لأمانها؟ يبدو أنها كانت مغيبة، همست بداخلها ملعون هذا الحب إذا جعلني ألقي نفسي بدوامة رجل لا يكون لي سوى مص*ر رعب وفضيحة، تحركت مغادرة المكان ليوقفها الشرطي قائلا " سيدتي نحتاجك معنا في القسم فيبدو أنك كنت سبب شجار السيدين " التفتت لتجد ليل ينظر لها بتوتر فبادلته النظرة بجمود وسارت أمام الشرطي تركب السيارة متجهة إلى القسم أمام أنظار الجميع ، رفعت هاتفها وأجرت مكالمتين الأولى كانت لأسد تخبره أنها لن تستطيع الحضور لأن هناك أمرا عليها إنجازه ظهر فجأة ويجب عليه أن يأخذ الفتيات ويكمل باقي الأمور معهن ، والثاني كان لمعاذ وهو محامي يعمل معها في الشؤون القانونية في الشركة وطلبت منه الحضور على وجه السرعة إلى القسم لأنها تعرضت إلى مشكلة ……. بعد ساعة ونصف كانت سمراء تخرج من القسم تدك الأرض تحت قدميها بقهر يقتلها فهي لم تستطع الخروج من القسم وهي ترى الأصفاد بيديه فظلت برفقة معاذ يحاولان حل الأمر على وجه السرعة وبعد معاناة استطاعوا إخراجه بعد عدة إجراءات قانونية، كما أنه تعهد بدفع قيمة الأضرار وعدم إثارة الشغب وممارسة العنف وقد ساعدها إياد الذي كان إنسانا دمث الأخلاق حتى آخر لحظة ف*نازل عن حقه بطيب خاطر بمجرد أن علم من هو مهاجمه وكان شديد التفهم فلم يطلب منها تفسيرا لكل ما حدث كأن ما حدث لا يستحق الشرح فهو واضح وضوح الشمس، كم شعرت بالإحراج والقهر كأنها جزء من علاقة محرمة أو مشبوهة لا تجد لها تفسيرا ... إلى أين أوصلها عشقه …. ودعت معاذ وإياد على وعد باللقاء في الحفلة واتجهت إلي سيارتها لتسمع وقع أقدامه خلفها يكاد يشق الأرض من غضبه لكنها تجاهلته واستمرت بالتقدم لتجد قبضته تقبض على مع**ها بشدة وهو يقول من بين أسنانه بغضب جعلها تشعر بالخوف لكنها وقفت تجابهه بثبات "إلى أين؟ " نظرت لمع**ها الذي بين قبضته وقالت ببرود " ماذا؟ هل ستض*بني أنا أيضا؟ " ترك ليل مع**ها كالملسوع يهتف بغضب " هل جننت؟ أنا لم أمد يدي عليك يوما ولن أفعلها ما حييت لماذا تنظرين إلي هكذا؟ " دفعته سمراء بغضب ليبتعد عنها وصرخت به " كفى... أتعلم ماذا تعني هذه الكلمة؟... أنني اكتفيت من هذه المهزلة من هذا الحب الذي أصبح كقيد يلتف حول عنقي ويعجل بموتي ...هذه المرة أنا لن أطلب منك الابتعاد بل سأجبرك عليه " همس لها بغضب مرسوم على وجهه بدقة رغم دقات قلبه التي تبعثرت من حديثها وكأنها تعلم أن القادم مؤلم لدرجة قاتلة " سمراء كفي عن التفوه بالحماقات فيكفي ما حدث اليوم " صرخت به " ومن سبب ما حدث اليوم؟... ليل ...اتركني وشأني فأنا سأتزوج " صاح بها " أنت السبب لقد حذرتك ألا تدعي أي رجل يقترب منك ………." **ت قليلا وكأن آخر كلمة نطقتها لم يترجمها عقله سوى الآن فنظر لها بقوة كأنه يريد أن يتأكد من صدق ما تقول وظل يقترب منها وهي تتراجع حتى أصبحت محاصره بينه وبين سيارتها فسألها بهدوء " أنت تريدين معاقبتي بهذا الكلام ، أليس كذلك؟ " لم ترد عليه فصرخ بها "تكلمي هذا الكلام ليس صحيحا "أغمضت عينيها بشدة وتكلمت وكأنها نفت قلبها خارج جسدها " في الوقت الذي نقف فيه أنا وأنت هنا يقف عاصي أمام الشيخ جعفر يخبره أننا سنشارك بأفراح العائلة هذا العام " نظر لها بذهول وهز رأسه بنفي ثم سألها بتشتت " هل تكذبين عليّ؟ أنت تريدنني أن أتعلم الأدب لأجل ما فعلت أنت محقة أنا أستحق …. لكن الأمر أصبح يفوق احتمالي" أمسك يدها ووضعها على قلبه لتكون كل دقة هاربة منه كالطعنة بداخل كفها وقال " غصبا عني يا سمراء ...ولا تنتظري مني اعتذار فأنا لن أعتذر حتى لو كنت قد قتلته فهذا جزاء كل رجل يقترب منك " سحبت يدها وكعادتها عندما تشعر بالوحدة تدب الأرض بأقدامها لتستمد من صلابتها القوة وتشعر بالثبات وقالت له بصوت امتلأ بالرجاء " ليل إذا كنت تحبني فابتعد لأنه لم يعد هناك أي مجال للقرب أنا لا أكذب عليك لذلك لا تعذبني بوجودك حولي فقط دع لي المساحة التي تؤهلني أن أستطيع أن أعيش فأنا عشت من قبلك و سأفعلها من بعدك أرجوك ابتعد ولا تطعن قلبي بخنجر مسموم كلما اعتقدت أنني وقلبي نأخذ خطوة للأمام تحطمني ، فرؤيتك لا تعيدني للوراء فقط بل تعيدني إلى أحضانك مباشرة وكل مرة لا أصل إلى حل أنا أرجوك ابتعد ودعني أعبر طريق معاناتي بمفردي لعلني أجد الراحة يوما "رفع يديه ليضعهما على السيارة فأصبحت مأسورة بين ذراعيه فأحنى جبهته لجبهتها وهمس لها "دائما تعودين إلى أحضاني لأنها مكانك ...وسكنك سيكون بينها فلا تلوميني على شيء لن أستطيع فعله ما حييت فأنا لن أبتعد عنك وأنت لن تتزوجي غيري …….. فأنت لي، فقط أنتظر منك إشارة واحدة وسأذهب لمجلس العزايزة وأطلب يدك أمام الجميع فأنا لست بهين على الإطلاق ومن سيقترب منك سأقتله " **ت يناظر عينيها اللتين تبوحان بكل ما يخيفه فأراد أن يقبل جبهتها بشدة ليخرج في قبلته جحيم قلبه لكنه ابتعد تاركا لها المجال لتركب سيارتها وترحل وقد توحشت عيناه بنظرة مخيفة يشاهد سيارتها وهي تبتعد ويقسم بداخله أنه سيبيد من يقترب منها ... وقف عاصي بملابسه المبتلة أمام عبد الرحمن والشيخ جعفر لا يشعر بالبرد بل كل ما يشعر به هو غليان الدم بعروقه فهو مازال يتذكر عبد الرحمن وهو يصفع غفران على وجهها وهو يقف لا حول له ولا قوة مكبل اليدين لا يستطيع الدفاع عنها أو التدخل حتى لا يتطور الأمر فيبدو أن عقلية عبد الرحمن شديدة التعقيد ...يشعر أن الصفعة لم تطل وجنتها بل طالت قلبه ...وأن نظرة عينيها المن**رة **رته وحطمت كبريائه كرجل تهان أنثاه أمام نظره ... أفاق عاصي من شروده على صراخ عبد الرحمن يوجه كلامه للشيخ جعفر " انظر يا أبي ماذا فعلت ابنتك بضيفنا لقد كانت تقف أمامه بدون حجاب قليلة الحياء وأغرقته بالماء وهي تصرخ به وتتهمه أنه لص وسارق….. لو كان أمرها بيدي لكنت ذ*حتها بدون تردد ولم أكتفِ بصفعها فقط " تكلم عاصي بسرعة قائلا "عبد الرحمن الموقف كان مجرد سوء تفاهم وأنا المخطئ، لم يكن عليّ الخروج من المضيفة لكن صوت صراخ الصغير أفزعني والآنسة لم تكن تعلم أن هناك غريبا في المنزل أنا أعتذر عما حدث " رد عليه عبد الرحمن بعصبية " أنت لم تخطئ يا عاصي ...وهل هناك آنسة عاقلة تفعل ما فعلته هي بجعفر، مازالت تظن نفسها طفلة وعلى أبي أن يتصرف معها بشدة لكي لا يتكرر هذا الأمر ثانية " كان يهم بالرد عليه عندما سمع صوت الشيخ جعفر يتكلم بهدوء سائلا " هل أنهيت حديثك يا عبد الرحمن؟ "هز عبد الرحمن رأسه بطاعة وقال " نعم يا أبي " نظر له بقوة وقال له " ابنتي لم تخطئ ومؤكد الأمر كما قال عاصي سوء تفاهم وهذه آخر مرة ترفع بها يدك على أختك، لم أمت بعد لتفعل بها ما يحلو لك " تكلم عبد الرحمن بسرعة " أدامك الله لنا يا أبي لا تقل هذا الكلام لكنها ……..".قاطعه صوت أبيه يقول " انتهى الكلام يا عبد الرحمن " ثم نظر إلى عاصي وقال بترحيب " أهلا برائحة الغالي، أرض العزايزة أنارت هل أنت هنا في زيارة فقط أم هناك هدف وراء زيارتك؟ " تكلم عاصي باحترام بالغ في حضرة هذه الهيبة وقال " أهلا بك يا شيخ جعفر أرض العزايزة دائما تشع نورا بأهلها، أقرئك سلام أبي وإخوتي ، وأنا هنا يا شيخ لأمرين " رد عليه الشيخ جعفر " سلمهم الله من كل شر أبناء العزايزة الغوالي ، أخبرني يا عاصي بما تريد وأبشر بما يسرك " ابتسم عاصي وقال " الطلب الأول أننا سنشارك بأفراح العائلة هذا العام " تهلل وجه الشيخ جعفر وقال" على بركة الله... إنه يوم المنى ، أحضر الدفتر يا عبد الرحمن " توجه عبد الرحمن الى خزانة تحتوي على المئات من الدفاتر علم عاصي أنها مكاتيب العائلة التي حدثه والده عنها دائما وأحضر إحداها، كان أ**د ضخم ومكتوب عليه تاريخ العام الحالي، وضعه أمام الشيخ جعفر الذي قال له " أخبرني باسم كل فتاة وعريسها " قال له عاصي " سمراء محسن العزايزي عريسها أسد سالم العزايزي ، وعزيزة محسن العزايزي عريسها نزار سالم العزايزي ، وبلقيس سالم العزايزي عريسها صفي محسن العزايزي " **ت عاصي فنظر له الشيخ جعفر باستغراب وسأله " وماذا عن البقية؟ هل سيتزوج الصغار قبل الكبار؟ ماذا عنك وعن ابن هاشم؟ " تلجلج عاصي في الحديث وقال " وضعي وبشر يختلف يا شيخ فأنا لم أجد نصيبي بعد وبشر عروسه مازالت صغيرة جدا، أظن أنه سيرجئ الزواج قليلا " اعتدل الشيخ جعفر وقال " إذا كان عليك اعتبر أنك وجدت نصيبك منذ الصباح ومن أكبر عائلة في المنطقة، أما ابن هاشم فعلي ما أذكر عروسه في السادسة عشر و سنحتفل هذا العام بعروسين في مثل عمرها ولا أظن أن سنها سبب مقنع لتأجيل الزواج، أخبرني الأسماء التي لم تذكرها فنحن سنحتفل بالجميع هذا العام " وقف عاصي يخبره بأسماء الباقيين وهو مشوش المشاعر والتفكير فها هو جاء ليرى حبيبته فوقع في فخ هذه العائلة…. ما الذي فعله بنفسه؟ كيف سيخرج من هذا المأزق؟ لم يسعفه عقله لكنه أسرع يقول " شيخ جعفر أنا لن أستطيع أن أخطب فأنا مسافر الليلة " نظر له الشيخ جعفر وسأل بتجهم " وفيما الاستعجال؟ " أجابه عاصي " هذا ثاني أمر أريد أن أخبرك إياه يا شيخ فنحن سنقيم حفلا كبيرا من أجل الاحتفال بشراكة قامت بيننا وبين شركة فرنسية وأنا أحمل الدعوات لكبار العائلة كما أنني رتبت أن نكون جميعا على طائرة واحدة لذلك أريد المساعدة في توزيع هذه الدعوات لأعلم من سيستطيع القدوم فالوقت ضيق و الطائرة ستقلع بعد ساعات " رد عليه الشيخ جعفر بثقة " بسيطة جدا لكن ألم تتأخر هذه الدعوات؟ فأغلب رجال العائلة مرتبطون بأعمال ولا علم لنا من سيستطيع القدوم " تكلم عاصي باعتذار " أعلم يا شيخ لكن ظرفا طارئا أخرني عن السفر ورغم ذلك أتيت... وعموما من لن يستطيع القدوم سنتقبل عذره " وقف الشيخ جعفر وقال " حسنا ….يا عبد الرحمن ساعد عاصي وكن بجانبه حتى ينتهي مما جاء لأجله وأنت يا عاصي وجودك غير مشروط لخطبة فتاة سأكلف الشيخة نعمة بأن تخطب لك فتاة وثق أنها لن تحضر لك سوى ما سيرضيك إن شاء الله …...توكلنا على الله " سار عاصي بجوار عبد الرحمن يشعر أنه قد أُحكم عليه داخل الفخ وأن كل شيء انقلب ضده ماذا حدث!! ….لم يكن هذا هدفه من القدوم هنا، شعر أنه يريد أن يقا**ها للمرة الأخيرة يريد البوح بحبه أو سيموت من فرط الكتمان، يريد أن يشكو لها والدها الذي يريد أن يزوجه أنثى غيرها، همس في سره " لله الأمر من قبل ومن بعد " وكان آخر ما سمعه وهو يخرج من المضيفة صوت الشيخ جعفر يأمر عبد الرحمن بأن يخبر غفران أنه يريدها، قبض كفه وهو يتمنى فقط أن يلمحها مرة أخيرة …مرة يشعر أن حياته ستتوقف عليها ……. كانت غفران تجلس بغرفتها تبكي ب**ت وتضع بعض الثلج على وجنتها وهي تتذكر ما حدث وتتساءل بفزع هل قال لها ذلك الغريب هذا الكلام فعلا أم أنها تتوهم؟ " أنا قدرك وانت قدري " واثقة أن كل هذا قد حدث ولم يكن خيالا، من هذا المجنون ؟ هل ينقصها توتر؟ ألا يكفيها جمال الذي يصر على أن يكون زفافهما هذا العام، سمعت صوت الخادمة تنادي عليها لتخبرها أن أباها يريدها في مجلسه ...فأسرعت له خائفة أن يكون عبد الرحمن ملأ رأسه بأفكاره الخانقة لكنها تعلم أن أباها يثق بها كثيرا ……. تصل إليه أصوات غريبة لا يستطيع عقله أن يفسرها، رأسه ثقيل وجسده كأنما شاحنة ضخمة عبرت من فوقه، تتسلل إلى أنفه رائحة منفرة ويد كبيرة تجري على جسده بطريقة جعلته ينتفض ….حاول فتح عينيه لكنه أغلقها بسرعة وصداع شديد يهاجمه كما أن الرؤية كانت مشوشة ... حاول التحرك ليئن ألما ولكن الصوت الرجالي الذي يهمس بأذنه بكلام مقزز جعله يتحامل على كل آلامه ويعتدل بفزع ليجد نفسه بغرفة صغيرة قذرة لا يستطيع أن يتبين شكلها جيدا بسبب إضاءتها الحمراء التي أتعبت عينيه اللتين لا يستطيع فتحها، حاول التحرك فتملك منه دوار عنيف ليأتيه صوت رجولي يقول " إلى أين يا حبيبي أنا أنتظرك منذ مدة لتستيقظ لم يطاوعني قلبي وتركتك تنام فأنت مرهق ….سعيد جدا أننا أخيرا التقينا " انتفض عقل بشر وكل عصب بجسده وقفز واقفا وكأنه كان أسير غيبوبة وقد أفاق منها، كان يظن أن كل ما يحدث له كابوس…. لكن ما هذا المكان ؟…. نظر جيدا حوله ليجد نفسه في غرفة صغيرة بها سرير واحد والجدران من حوله تعج بصور جعلت معدته تتشنج من شدة شعوره بالتقزز .. مؤكد أنه بأحد غرف المتعة الج*سية….كيف أتى إلى هنا؟... صوت الضوضاء الصاخب في الخارج يدل على أن هذه الغرفة في نادي ليلي لكن.. من الذي يشاركه الغرفة؟ ….التفت بشر بتخبط ينظر لرجل ضخم ينظر له بإعجاب و يحدثه كأنه يعرفه منذ زمن، حاول أن يتذكر كيف وصل إلى هنا لكن كانت ذاكرته خواء …….. لذلك صرخ بالواقف أمامه وهو يحاول أن يبعد عينيه عن منظره " من أنت؟ وكيف وصلت إلى هنا؟ وأين ملابسي؟ " فهو لم يكن يرتدي سوى ملابسه الداخلية فقط ، اقترب الآخر منه يقول " اهدأ يا بشر أنا مارتن نحن نتواعد عن طريق الإنترنت منذ فترة و كنت دوما ترفض أن نأخذ في علاقتنا خطوة إلى الأمام ، لكنك فاجأتني في الأمس عندما أخبرتني أنك لم تعد تحتمل علاقتنا هكذا وأنها يجب أن تكون علاقة طبيعية وأنك ستنتظرني هنا وأعطيتني عنوان المكان ورقم الغرفة وعندما وصلت وجدتك نائما، يبدو أنك أسرفت في الشرب لذلك لا تتذكر شيء، بصراحة مذ رأيتك وأنا أتساءل متى سنبدأ ليلتنا ؟" كانت الدنيا تدور من حوله يشعر بألف إحساس وفي رأسه مليون سؤال يشعر بالتقزز والاشمئزاز والتعب تكلم بألم يسأله مجددا "أين ملابسي؟" نظر مارتن خلف بشر وقال " أظن أنها هناك " تحرك بشر واتجه إلى ملابسه بسرعة ثم بدأ بارتدائها و أخرج هاتفه وهو يسأله بغضب " ماذا فعلت بي وأنا نائم؟ " تكلم مارتن باستغراب "بشر هل سترحل؟ لماذا أنت غاضب ؟أنا لم أستغلك وأنت نائم يا عزيزي فأنا أريد أن تكون علاقتنا مبنية على الثقة منذ البداية ، فقط أخذت لنا هذه الصور كما طلبت ونشرتها على كل وسائل التواصل الاجتماعي التي تخصني وتخصك انظر إنها رائعة كما أردتها تماما " اقترب بشر بهلع ينظر للصور التي أمامه وفجأة لم يعد يستطيع التحكم بمعدته التي ظلت تنتفض بداخله حتى أخرجت كل ما بها، أمسك رأسه وظل يصرخ "كيف حدث كل ذلك؟ " فهذا الكلب صوّره وهو نائم بجواره ونشر الخبر على صفحته الرئيسية وصفحة الشركة وصفحة تولين….لا ….يا رب اجعل هذا كابوس وسأمر منه…" يا رب " صرخ بها بقهر قبل أن ينقض على الآخر يض*به بغضب فشلت الصدمة مارتن بينما ظل بشر يض*ب ويض*ب ولا أحد يستمع لصراخه بالاستغاثة في الخارج حتى أفقده الوعي بين يديه فألقاه أرضا و تحرك بسرعة ساحبا هاتفه وهاتف هذا القذر وفتح باب الغرفة وخرج ليتفاجأ بالجميع يركضون ويصرخون أن الشرطة في الخارج، ظل واقفا يرتطم به الراكضون من نساء ورجال فسقط على ركبتيه وأحنى رأسه ووضع يديه حولها وظل هكذا لدقائق حتى شعر بأحد يسحبه ليجده شرطي يصرخ به " هيا أمامي أيها العربي " تحرك بشر كالمذهول يشعر أنه منفصل عن الواقع وأن كل ما يحدث ….يحدث لآخر وليس له بل كل ما يحدث هو فيلم سخيف ودوره أن يشاهده فقط…. لكن الأصفاد التي توضع بيده وضحت له حجم الكارثة التي تحدث ،استسلم بشر للأمر الواقع حتى وصل إلى قسم الشرطة وهناك سمحوا له بمهاتفة مأمون الذي صرخ به " أين أنت يا بشر؟ وماذا يحدث؟ ما هذه ال….."قاطعه صوت بشر يهمس بألم "أنقذني يا مأمون فأنا أضيع "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD