نوفيلا من احب
الجزء الثاني
خرجت ليلى بعدما انتهى الدوام ، فوجدت انور لايزال يجلس كما تركته تماما وبجواره
فتاتان من السنة الاولى ، نظر اليها انور ثم همس للفتاتان بشىء واخذا يضحكان بصوت
عالي ، لم تبالي ليلى بالامر ، ثم مشت بخطوات واثقة مجتازة انور والفتاتان حتى سمعت
انور يقول بصوت عالي قاصدا اسماعها :
لقد تمنت تلك الفتاة التي راقصتها تلك الليلة ان اقبلها واصطحبها معي لبيتي ولكني لم
اوافق ، فقد كانت فتاة حمقاء جدا وانا لا احب الحمقاوات توقفت ليلى ثم عادت
الى حيث يجلس ووقفت امامه تنظر اليه ، بينما هو كان ينظر اليها ويضحك باستفزاز هو
وكلتا الفتاتان ، فامسكت كوب العصير الذي كان على الطاولة ورمته في وجهه ثم داست
على اصبعه المجروح مرة اخرى بكل قوتها صرخ انور من شدة الالم ، فازالت قدمها
وقالت :
في المرة المقبلة انصحك الا تلعب معي ، لانني فتاة شريرة جدا واعتقد انك لا تحب
الشريرات ايضا ثم غادرت تاركة انور يمسك قدمه ويحاول الا يظهر المه بعدما
احرج امام الفتاتان منها
قصي هل يمكنك ايصالي لاي مكان استطيع فيه الحصول على ضفدع ) قال ألين لقصي
وهما يسيران في الطريق
لماذا ، لا يمكن انك تريدين تقبيلها كما ترين على التلفاز ) قال قصي ساخرا
هه شوك كوميك ، المعلمة طلبت منا ان نحضر مشروع سيتم تقديمه الاسبوع القادم
وانا وعدت ليلى بان احضر انا الضفدع وهي ستحضر الدود
ما هو المشروع المق*ف الذي ستقومون به ألين ) قال قصي بتهكم وهو يبتسم نصف
ابتسامة
اسخر كما شئت لن اجيبك ، والان ان كنت تعرف مكانا اوصلني اليه او انزلي هنا وانا
سأتصرف ) قالت ألين وهي تحتضن جسدها بذراعها
حسنا ، في الحقيقة اعرف مكانا ولكنه سيستغرق منا ساعة ونصف حتى نصل اليه ،
هل تريدين ؟؟) سال قصي باهتمام وهو ينظر لألين
تمام ) قالت ألين وهي تبتسم اليه( ثم نظرت امامها وهي تشعر بسعادة كبيرة لتغير
معاملة قصي معها والتي تزيد يوما عن يوم
اييه ، كيف حال قصي ) قالت رؤية لامينة بينما كانا يتناولان القهوة -
انه بخير ، كما تعلمين ، انا لا اراه كثيرا خاصة تلك الفترة –
ااه ايفيت ، ولا نرى ألين ايضا ) قالت رؤية ملمحة -
اييه وما دخلي بألين تلك ) قالت امينة بعصبية -
لا اعلم ولكن الا يجب ان تحذري منها ، اشعر بانها مقربة جدا من قصي ، يعني هكذا –
كانوا مسبقا ، والان اصبحت لا تتواجد ايضا الا بتواجد قصي في البيت ، لا اعلم لا نريد
لذلك الامر ان يتكرر مجددا اليس كذلك
نظرت امينة لرؤية ، ثم وضع القوة على الطاولة وتناولت هاتفها ثم اتصلت على قصي :
اجل امي –
اين انت عزيزي ، اشتقت اليك فانا لم اعد اراك كثيرا هذه الفترة –
ابتعد قصي عن ألين قليلا التي كان تجلس الق*فصاء تبحث عن ضفادع ثم قال :
انا مع انور ، ) ثم التفت الى ألين وابتسم -
حسنا جنم ، ارسل له سلامي ) اغلقت امينة الهاتف وهي تشعر بارتياح وتنظر –
لرؤية لرؤية بعد سماعها المكالمة لتبين لها انها مخطئة بشأن الامر
اغلق قصي الهاتف ثم عاد لألين التي كانت تجلس على الارض الق*فصاء وتمسك في يدها
علبة لتضع فيها الضفدع ثم قالت :
لمن هذا البيت وهذه المزرعة قصي
لا اعلم ، انور كان يأتي بي الى هنا عندما نريد ان نريح رأسها قليلا –
حقا ، اذا البيت ليس لانور –
يوك –
قصي ما نفعله الان يسمى سرقة –
ألين نحن سنأخذ فقط ضفدع قذر صغير وسنذهب هل تتكلمين من كل عقلك –
لكن ماذا ان اتى صاحب البيت –
يوك ، اطمئني ، لا احد يأتي هنا على الاغلب يأتون في الاجازات فقط –
) نظرت ألين اليه ثم نظرت للشجرة التي خلفه ثم نهضت وهي تبتسم وتقول :
انها دودة ) قالت وهي تمسكها بيدها من على الشجرة ( -
ماذا هل غيرت رايك بشأن الضفادع
لا استطيع الامساك بها ، لذا ساحضر انا هذه الدودة وليلى لتحضر هي الضفدع
حسنا اذا ضعيها في العلبة وهيا لنذهب ، لان الامر يبدو لي مق*فا اكثر كلما نظرت لهذه –
الدودة التي في يدك
تمام ) قالت ألين وهي تبتسم وتضع الدودة في العلبة ، رفعت وجهها ثم نظرت الى –
ص*ر قصي وقالت :
قصي هناك نحلة تقف على ص*رك –
ماذا ) قال قصي ثم رفع يده ليبعدها عنه فامسكت ألين يده وقالت :
ماذا ستفعل ؟؟ -
سابعدها
ان فعلت ستلسعك
ان لم تتركي يدي ان ستفعل ألين ) ثم دفع يدها فامسكتها ألين مجددا وقالت :
اسمع ، قرات يوما بان النحلة ان شعرت بالخطر تغرز ابرتها لتدافع عن نفسها وهي لا
تعلم انها ستموت
اووه حقا معلمومة جديدة قال قصي بضيق ونفاذ صبر -
لم تبالي ألين بسخريته واكملت :
ان ابعدتها الان سوف تسلعك لانها ستظن انك ستضرها قصي انا اخبرتك وان –
لسعتك فانا لست المسؤولة
فالطبع انت المسؤولة عن هذا كله ، ما كان يجب علي ان اتي معك من البداية والان
ماذا
ستظل هكذا حتى تذهب بمفردها والا ستلسعك وقد سمعت ان لسعتها صعبة وستموت
المسكينة قالت ألين وهي تحاول اخفاء ضحكتها
اعتقد انه يكفيني هذا الكم من معلوماتك الهائلة اليوم قال قصي ساخرا بغضب
تمام ، تمام لقد **ت ) قال ألين وهي تضحك عليه بشدة -
كان قصي واقفا ينتظر ان تبتعد النحلة ، وألين تقف امامه وهي تضحك عليه فابتسم
فجأة وقال :
ألين هناك نحلة تدور حولك مهلا لقد وقفت علة ساقك
توقفت ألين عن الضحك ثم نظرت للجزء المكشوف من قدمها تحت التنورة وقالت بقلق :
قصي ماذا سأفعل الان –
لا شئ سوف تقفين صامتة مثلما اقف الان حتى تذهب ) ثم نظر فوقه اعلى الشجرة –
واكمل :
ألين نحن زاتا نقف تحت خلية نحل –
قصي انا خائفة ان تلسعني ) قالت ألين وعيناها تلمع ( -
لا بأس ، الم تسمعي ان لسعتها ستفيدك ضيفي ذلك لمعلوماتك ) قال قصي وهو –
يضحك عليها (
قصي بيه ، ماذا يحدث هنا ) قال مصطفى صاحب البيت الريفي والمزرعة
عمي مصطفى
ا****ة ، انها تؤلم ، تلك الغ*ية سوف اريها فيما بعد ) قال انور يكلم نفسه وهو يجلس
على الاريكة( حتى رن هاتفه ، كان المتصل قصي :
مرحبا انور
ايفيت ، اين انت
اسمع انا لن استطيع ان اجيب على اسئلتك الان ، لذا اسمعني جيدا ، ان اتصلت بك –
والدتي اخبرها انني عندك وانني يابيت عندك ، وكذلك اتصل بليلى واخبرها ان تتصل بابي
وتكذب وتخبره ان ألين ستبقى عندها تمام
لم اكن اريد ان احدث تلك الحمقاء ولكن تمام ، اين انت على الاقل الان ، هل –
حدث شئ
يوك ، نحن بخير ، نحن في مزرعة صديق ابي عمي مصطفى ، هيا اراك لاحقا –
تمام ، الى اللقاء ) اغلق انور الهاتف مع قصي ثم اتصل على ليلى وقال لها –
بمضض :
مرحبا فيلتي الغ*ية –
اووه ، انور ، هل يا ترى قدمك تؤلمك فتذكترتني لتتصل علي الان –
فعل انور حركة بوجهه معبرا عن غضبه ، ثم تمالك اعصابه مجددا واكمل قائلا بغضب :
اسمعيني يا غ*ي) قال انور ثم اغلقت ليلى الهاتف في وجهه ( فصرخ بغضب –
وهو ينظر للهاتف بيده ويحدثه :
غ*ية غ*ية غ*ية حمقاااء انا ساريك يا حمقاء ، ثم اخذ يقلد ما قالته قبل –
قليل بصوته ، وبعد ان هدأ امسك هاتفه مجددا وارسل رسالة اليها يخبرها فيه ما طلبه
قصي ، ثم ذهب للنوم وهو يلعنها تارة ويصرخ من الالم تارة اخرى
هل انت بخير يا بني ) قال مصطفى وهو يعطيه حقيبة الاسعافات الاولية ليعالج لسع –
النحل (
اجل ، عمي انا اعتذر مجددا واتمنى الا تخبر ابي بشئ –
اطمئن ، والان اذهب لرؤية ألين ابنة عمك –
دخل قصي على ألين الغرفة فوجدها تجلس على السرير مطأطأة الرأس تنظر الى اصابعها
، ونظارتها بجوارها ، فاقترب منها ثم جلس عند قدمها واخذ يدهن لسعة النحلة بكل رفق
وحنان ، حتى سمع تأوه ألين فتوقف ثم نظر اليها ، سقطت دمعة هاربة من عينيها وهي
تقول :
انها مؤلمة قصي –
شعر قصي فجأة ان قلبه اعتصر لرؤية دمعتها ولهجتها البرئية تلك فنهض ثم جلس
بجوارها وامسك يدها ثم قال محاولا ان يخفف عنها وان يجعلها تبتسم :
اهووه ألين هانم ، انها فقط لسعة واحدة انظري الي ، لقد ش*ه منظر ص*ري الجميل –
واصابتي بيدي ايضا ، حمدا لله انها لم تصبني في وجهي والا كنت حتما انتحرت لم
يجد قصي من ألين استجابة ، فنهض عند قدمها مجددا وقال :
اسمعي ديفو ، يجب ان ادهنها كي يزول الالم ، تمام ، اغمضي عينيك ولا تنظري –
اغمضت ألين عينيها ، وبدأ قصي في دهن قدماها الجميلتان ، كان يداه لاول مرة تلاحظ
جلدها الابيض الناعم ، وقدماها الجذابتان ، كان ينظر اليها وهي مغمضة العينين ثم يعود
ويدهن بكل رقة مكان اللسع ، كانت هذه الطفلة امرأة جميلة جدا ، تمنى لو يبقى اسفل
قدمها يتحسس جلدها الناعم هكذا وينظر الى برائتها وجمالها ، اللذان لم يكن فيهما أي
تصنع ، كان قد انتهى ولكنه لا يريد لهذا الموقف ان ينتهي ف**ت قليلا يتأمل وجهها ثم
تن*د بقوة وقال :
لقد انتهيا ، والان افتحي عيناك –
فتحت ألين عيناها الدامعتان ببطء ثم قالت :
اين سننام ؟؟ -
هنا ، لن نستطيع العودة اليوم ، كما ان عمي مصطفى مصر على ذلك –
لقد اخبرتني انك لا تعرف صاحب البيت ) قالت ألين ببراءة
اخبرتك الا تصديقيني في كل ما اقوله
ولكني لا اعرف ان انام خارج غرفتي –
لماذا
هكذا ، انا لا استطيع العتياد على النوم في أي مكان –
نهض قصي ثم جلس بجوارها وقال :
حاولي اليوم ، تمام ) هزت ألين راسها بالموافقة ، فامسك قصي حقيبة الاسعافات –
ونهض وهو يقول :
تصبحين على خير ، حاولي ان تنامي جيدا
غادر قصي الغرفة واتصلت ألين بليلى تطمئنها عليها وتخبرها ما حدث معها
لم تستطع ألين النوم تلك الليلة من شدة الالم ولانها لا تستطيع النوم خارج غرفتها ،
فتجرئت قليلا وذهبت بعد تفكير وتردد كبير الى غرفة قصي ثم طرقت الباب ، فاجاب قصي
من الطرقة الثانية ، دخلت فوجدته جالسا على السرير ، فقالت وهي متجهه نحوه لتجلس
بجواره :
انت ايضا لم تستطع النوم –
ايفيت ما الامر
لا شئ ، لا تهتمي ، هل لاتزال تؤلمك ؟ -
اجل ، لهذا لم استطع النوم قصي انها صعبة جدا هل تؤلمك –
ايفيت –
لكنه لا يبدو عليك ذلك –
لانني رجل عليا التحمل ، ) ثم اكمل بصوت مبحوح قاصدا اضحاكها ( لكنها مؤلمة جدا –
، لدرجة انني قبل ان تأتي لي الان كنت استعد للبكاء
ابتسمت ألين ، ثم قالت :
انا اسفة –
لا عليك ) قال قصي وهو يسلتقي على السرير ( نظرت له ألين وهي تشعر انه –
يخبرها بطريقة غير مباشرة انه يريد ان ينام ، فنهضت وهي تقول :
تمام قصي ، انت نام وانا سأخرج –
هل تريدين النوم بجواري ) قال قصي وهو ينظر اليها وعيناه السوداوتان تلمعان
هل استطيع ؟!!! –
تعالي ) قال قصي وهو يمد يده اليها ( -
خلعت ألين حذائها ثم استلقت بجواره بكل خجل وهي تقول :
شكرا لك ) قالت وهي تعطيه ظهرها وتنام على حافة السرير ( -
حسنا ) قال قصي وهو يضحك فهو يعلم انها محرجة ( ثم وضع يديه على –
خصرها من الخلف وادخلها السرير وهو يقول :
هكذا افضل ، كي لا تقعي في الليل –
تمام ) قالت ألين بصوت متقطع ووجنتها قد احمرتاا ( ثم اغمضت عينيها محاولة –
النوم في منتصف الليل كانا الاثنان قد ناما بين احضان بعضهما البعض
استيقظت ألين مبكرا قبل ان يستيقظ قصي وهي سعيدة من داخلها لانهال اول مرة تنام بين
احضانه ، وسعيدة ايضا انه لم يشاهد ذلك ، ثم نهضت سريعا وذهبت غرفتها
استيقظ انور على صوت طرقات ، ففتح الباب ليجد قصي امامه يبتسم ثم دخل وجلس على
الاريكة ، وانور يعرج خلفه ثم قال :
اييه ، ماذا حدث البارحة ، لماذا كنت انت وألين في البيت الريفي ) قال انور بقلق ( -
فاخبره قصي ما حدث معهم ولسع النحل اللذان تعرضا له كان مبتسم وهو يحكي ، ثم
يضحك تارة وي**ت تارة اخرى ، فقال له انور بعدما انتهى قصي :
قصي ما الامر ، هيا اخبرني –
امر ماذا ، لم افهم –
امر ألين –
انور ، لندخل في موضوعك ، حقا لا تعجبني تلميحاتك تلك –
تمام قصي منذ شهران كنت تخبرني انك تحب نادين كثيرا ولا تستطيع الابتعاد عنها –
، وحزنت كثيرا عندما غادرت ، حتى انك كنت تكره ألين لاجل ذلك ولم يمر اسبوع
حتى اغرمت بتلك السندريلا الغامضة فقط من قبلة ولازلت تبحث عنها والان من
ينظر اليك وانت تحكي لي ما حدث معك انت وألين يخبرني انك الان معجب حتما بثلاث
فتيات ثم اثنتان ان كانت نادين خرجت من القائمة طبعا
انور ، ما الذي تريد قوله ) قال قصي وهو ينظر لانور بضيق ( -
قصي ، اسمع ، ألين قبل كل شئ صديقتي ، كما انها ليست كالفتيات الاخريات ، انها –
نقينة جدا وبريئة جدا وجميلة جدا بشكل يخيف لذا ارجوك لا تجرحها ، ايا كان نوع
هذا الجرح ، لان جرح هذه الفتاة سيكون صعبا جدا ، ليست من النوع الذي ينسى
بسهولة
تتكلم كما لو انني اجرحها –
انا اتكلم فيما بعد قصي ، حدد مشاعرك وعلى اساس هذا ستدرك ما اقصده بكلامي هذا –
لم يجب قصي ، وشرد بعينيه بعيدا للحظة ثم نهض وهو يقول :
سوف اذهب لارتاح ، اراك لاحقا ) ثم غادر ، وانور يعلم انه غاضب الى حد ما –
منه(
دخل قصي القصر ، ثم دخل على والدته وهي تشرب القهوة وقبلها ثم جلس معها يتحدثان
دخل احمد عليهما ثم قال لقصي بنبرة حادة :
قصي تعال الى مكتبي سوف نتحدث –
نهض قصي وهو ينظر لامينة ثم ذهب خلف والده دخل ثم اغلق الباب وجلس على الكرسي
، واباه ينظر اليه وهو يشبك اصابعه ويسند راسه عليها
خرج قصي من عند والده وملامح وجهه توحي بالضيف ، ثم صعد السلم وهو شارد
التفكير وبينما كان ذاهب الى غرفته ، توقف عند غرفة ألين قليلا ، ثم طرق الباب ،
فاجابت ألين من المرة الاولى ، فدخل عليها كانت ترتدي منامتها الكات ، وشعرها
مبلل يوحي بانها قد تحممت ولم تجففه ، ولا ترتدي نظارتها ، مما جعلها جميلة جدا
وقتها ، كانت تجلس على مكتب في زاوية الغرفة بكرسيين ، لاجل ان ليلى تأتي لترس
معها في بعض الاوقات كانت تمسك كتاب في يدها ، فنظرت الى قصي وهي تبتسم ،
بينما دخل قصي وجلس بجوارها وهو يقول بابتسامة :
ماذا تقرئين ؟؟ -
روميو وجولييت ويليم ش**بير ) قالت وهي ترفع حاجباها بابتسامة ( -
هل تحبيها ) قال قصيبابتسامة وهو يميل برأسه قليلا ( -
انا اعشقها ، في كل مرة انتهي منها اعود مجددا فاقرأها منذ البداية ، كما انني –
اقرأها الان لاجل مسرحية المدرسة
تمام جنم ، اكملي بصوت عالي وانا سأسمعك –
قالت ألين تقرأ بصوت عالي : -
روميو :
عفوا لئن كانت يدي تلك الاثيمة
قد مست الحرم المقدس في يد*ك فدنسته
فلربما لي ان ازيل خطيئة بخطيئة عذبة
اذ ان لي شفتين كالحجاج حمروان من فرط الخجل
وهما اذا طبعا هنالك قبلة مستعذبة
فلربما محوا خشونة ملمس الايدي
انهت ألين ذلك الجزء عندما راى روميو جولييت اول مرة وسلم عليها ، ثم رفعت نظرها
لقصي الذي كان يرفع حاجباه ويبتسم ابتسامة عريضة ، فاحمرت وجنتاها واكملت
كان قصي ينظر اليها وهي تتحدث ، كانت لا تضع أي مستحضرات تجميل ومع ذلك
جميلة جدا ، وهناك ما يجذبه فيها ، لقد اعترف لنفسه اخيرا كانت عيناه تتفحص
ملامحها للمرة الثالثة ، عيناها الكبيرتان اللتان تذكرانه بشئ لا يستطيع جمعه ، شفتاها
الكرزيتان ، وجنتاها الحمراء والتي زادتها جمالا ، شعرها المبلل والذي لم يلاحظ جمال
لونه واختلافه الا الان ثم اكمل فجأة بدلا عنها عند جزء معين ، فهو يحفظ
مقطع من تلك المسرحية قالت ألين روميو ، ليكمل هو :
اذن فلا تتحركي حتى انال ثوابيه
وتزيل قبلة ثغرك البسام اثار الخطيئة من فمي
اقترب فقد كان يتكلم وهو يصوب عينيه على شفتيها اللتين لم يكن يفصل بينها وبينه
سوى انفاس ملتهبة
-#مسلسل_ضوء_القمر الحلقة الثامنة
اغمضت ألين عينيها بعد ان استسلمت لنظرات قصي الراغبة ، اقترب قصي وهو مغمض
العينين وقد انف*جت شفتاه قليلا لتستقبل قبلة ارادها حقا الان ، اقترب بحيث كان قريبا من
انفاسها بشكل كبير فتحت ألين عيناها في اخر دقيقة ثم التفتت بوجهها في الاتجاه
الاخر ، لتلامس انف قصي خدها الجميل بانفاسه الملتهبة ، فتح قصي عينيه وقد انتبه
لرفضها في تقبيله ، اغمض عينيه مجددا من الغضب ثم فتحها وابتعد عن ألين وهو يقول
بنبرة حادة :
انا اعتذر ثم غادر غرفتها سريعا –
كانت ألين تعلم بأنها جرحته بفعلها ذلك ، ولكنها لم تعد تثق به كما كانت تفعل من قبل ، لا
تزال تحبه اجل ولكن خائفة منه في نفس الوقت ، خائفة ان يخذلها ، ان يجرحها ، وحينها
ربما ستكرهه بقدر حبها له ، ولن تسامحه ابدا
اخرجت ألين دفتر مذكراتها وكتبت بحزن هذه المرة :
" يقولون ان اعظم حب يحظى به الانسان هو حب الطفولة ، لانه يكون برئ ، جميل ، ولا
يحكمه أي قواعد لقد اتعبتني كثيرا قصي منذ مجيئي حتى الان ، لم اعد اعرف هل
تحبني ام لا ، هل تعاملني كصديقة ام كحبيبة ام مازلت تعاملني كطفلة تحتاج عنايتك
اااه كم هو صعب ان تشعر بانك تحب بشدة ولا تعلم هل الطرف المقابل يفعل ذلك ام لا
احاول ان اخبر نفسي الغ*ية التي لاتزال تحبك برغم كل شئ ان جملتك تلك
ورغبتك في رحيلي انما هو لسبب ربما اجهله هل تحب حقا قصي ، هل هناك فتاة اخرى
تسكن قلبك ، اخشى اني الان احاول مصارحة نفسي بما تكرهه كثيرا وربما ساتراجع
هذه المرة ايضا ربما سأحتفظ بحبك لاكبر قدر ممكن برغم ان قلبي لايزال مجروحا
بشدة لانني لا اعلم الان ان كنت مرغوبة حقا ام لا "
اغلقت ألين الدفتر ، ثم نهضت وفتحت الشرفة ثم وقفت فيها واغمضت عينيها ، واخذت
نفسا عميقا ثم فتحت عينيها لتجد قصي واقفا ينظر اليها بعيناه السوداوتان ، لم
تستطع ان تفهم نظرته هذه المرة ، هل هي غاضبة ، حزينة ، ام انها قد نست كل شئ لانه
لم يكن شيئا لتغضب منه لم تطل نظراتهما طويلا ، حتى اكمل قصي مشيه
في اليوم التالي ، استيقظ قصي مبكرا على غير عادته ، تحمم وارتدى ثيابه ثم خرج دون
ان يتناول طعام الافطار مع العائلة استيقظت ألين كذلك وهي تشعر بان قلبها
يؤلمها ، كانت حزينة على غير عادتها ، تحممت ، ارتدت ثيابها ثم رفعت جزء من شعرها
لاعلى بينما تركت الباقي منسدلا على كتفها وخرجت ، وقفت امام بابها تنظر الى غرفة
قصي التي تفصل بينها وبين غرفتها غرفتان لمعت دمعة صغيرة في عينيها ثم نزلت
لاسفل حيث كانت العائلة تتناول الافطار ، نظرت لكرسي قصي الذي كان فارغا ، ثم جلست
ووضعت ما تريده من الطعام في صحنها وهي تفكر ان كانت اخطأت في حقه ام لا
دخل انور الجامعة يبحث عن قصي ، فوجده يجلس في استراحة الجامعة شاردا على غير
عادته فطلب لهما عصير ثم ذهب اليه وهو يقول :
ما الاخبار صديقي العزيز ) قال بابتسامة وهو يمد له العصير ( -
اييم "بخير " ) قال قصي دون ان يبتسم اخذ منه العصير ووضعه على الطاولة ( -
هل لازلت غاضبا –
**ت قصي ولم يجبه ، ثم اخذ رشفة من العصير ، التفت له وقال :
انا لا ستطيع ان اجرح ألين انور –
قصي ) قال انور( فقاطعه قصي واكمل : -
بكل بساطة ، لا استطيع ،حتى وان اردت ، ربما اخفي ذلك دائما ولكن كان لألين دوما –
مكانة ما ، لم استطع معرفتها ) **ت قليلا ثم اكمل ( ربما اقول ذلك لاول مرة
، لكني بكيت كثيرا عندما سافرت سابقا بعد وفاة والديها ، لم اظهر ذلك ، لكني كرهتها
بشدة برغم انني كنت اعلم انها لم يكن لها ذنب في رحيلها ، رميت كل شئ متعلق بها من
داخلي ، طفولتنا ، ضحكاتنا اتعلم ، احيانا اشعر بانها طفلة بريئة جدا ، نقية جدا
لدرجة انني كنت اخاف الاقتراب منها ، واحيانا اجدها امرأة فاحشة الانوثة ، امرأة متطرفة
الانوثة ترهق رجولتي ، تنهكها ، تشعرني بالعجز تختلف عن الجميع ، في حين ان
كل فتاة رايتها لم تمثل لي سوى نصف امرأة تأتي هي لتصل الى اخر مراحل الاستواء
ولم تبارح حدود النضج قط ، امرأة شهية وجميلة في كل حالاتها
كان انور ينظر الى قصي ، وهو يشعر انه لا يعرفه ، كان غريبا ذلك اليوم كما لم يكن من
قبل ، فساله بقلق :
لم انت مهموما هكذا قصي ؟؟ هل حدث شئ اجهله –
ابي تحدث معي البارحة اخبرني اني ابنه الوحيد ) ابتسم ابتسامة صغيرة حزينة –
واكمل ( برغم مشاغباتي ساظل دوما ابنه الذي يحبه كثيرا ، ويستشيره في اموره الصعبه
، ابنه الكبير ) ثم **ت قليلا واكمل ( لقد اخبرني ان خالة ألين لا تريد نادين
وانه لا يعرف ان كان سيرسل ألين مجددا ويعيد نادين )ثم اغمض عينيه
لتسقط دمعة صغيرة من عينه واكمل ( ان ألين يتيمة انور
ماذا ) قال انور بفزع ( -
لقد اخبرني ذلك ابي ، بان ألين ليست اخت نادين ، ولكن عمي اخذ ألين ورباها كطفلته –
لانه كان يحب والدتها كثيرا اخبرني ان ألين لا تعلم ، وبان نادين فقط وهو وانا الان
من يعلم ذلك ) ثم مسح دمعته بيده واكمل بنبرة مهمومة وحزينة ( لقد طلب مني ان
افكر ، هل تعود نادين وانا لا اعرف جواب ذلك بعد
وماذا ستفعل ؟ -
لا اعلم فانا كما قلت سابقا ا**ق نذل معجب بثلاث فتيات ) قال قصي وهو يبتسم –
بحزن (
قصي ، لاكون صادقا معك ، انا لم اراك تتحدث عن نادين وفي عينيك تلك اللمعة التي –
تظهر عندما تتحدث عن ألين لذا السؤال الذي يجب ان تسأله لنفسك الان لكي
تستطيع ان تعرف الجواب هو ، هل احببت نادين حقا ، ومهما كان جوابك لا تشعر بالذنب ،
يعني كلانا نعرف ان نادين كانت دوما تغضب من تقاربك من ألين عندما كنا صغارا ،
وبانها من كانت تتودد اليك حتى اصبحت معها ، وانها هي من سلمتك نفسها تلك الليلة ،
يعني نادين صديقتي وانا احبها كما تعلم ولكني احبك ايضا واعرف انها فعلت ذلك فقط
لتربطك بها ، خاصة وكلانا نعلم انك كنت معها ومع غيرها بصفتك زير نساء
نظر قصي لانور ، ثم التفت امامه واخذ يفكر في كلامه
هل تعتقدين اني جرحته ) قالت ألين لليلى بهمس ينما كانت المعلمة تدير وجهها للسبورة
لا اعلم ، وا**تي الان قبل ان تسمعنا المعلمة –
ليلى هادي ، تكلمي ) قالت ألين وهي تهز ليلى
ماذا ) صرخت ليلى