قلب عاشق ( الجزء الرابع من سلسله قلوب حائره )

إنّي رحلتُ إلى عينيكِ أطلبها إمّا المماتُ وإمّا العودُ منتصراً كلُّ القصائدِ من عينيكِ أقبسها ما كنتُ دونهما في الشعرِ مقتدراً صارت عيونُكِ ألحاناً لأغنيتي والقلبُ صار لألحانِ الهوى وتراً. بغربةِ الساعة أحببتك وبدمعةِ الغيمةِ أحببتك بهزّةِ رموشكِ أحببتك بكلّ حواسِّ الحبِّ أحببتك. دمعة تسيل وشمعة تنطفي والعمر بدونك يختفي ومن دونكِ حتماً قلبي ينتهي. حبيبي أقدّم عمري لكَ هديّة وأعتذر عن رخصِ الهدي قدرك سما فوق السما ونجومها لك هديّة. يا حظّ المكان بيك يا حظّ من هم حواليك يا حظّ ناس تشوفك وأنا مشتاق إليك. أي سرّ يعتري شوقي إليك إنّ شوقي حائر في مقلتيك كلّنا أسرى صبابات الهوى فادنُ منّي .. إنّني ملك يد*ك. إن كان ذنبي أنّ حبّك شاغلي عمّن سواك فلست عنه بتائب. مقتبس من اجمل ما قيل عن الحب ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ظافر الراشد ، عمه يكون الثعلب عدنان الراشد الملياردير المعروف ، تولى تربيته بعد وفاه اخوه وزوجته بحادث فأصبح ظافر كل حياته . كان يبلغ العاشره من عمره فقط عندما رأى الين ابنت تيا عمته التى تبلغ الشهرين . فلاش باك باول لقاء : كانت تيا تجلس بغرفه الجلوس و الين بحضنها و رائد زوجها بجانبها فدخل عليها ظافر وصرخ بسعاده : - عمتى تيا . وجرى عليها و رمي نفسه بحضنها وضمها بشده ضحكت تيا واعطت الين لرائد وجعلت ظافر ذو العشر اعوام يجلس بحضنها : - كيف حال اميرى الوسيم . - انا بخير اشتقت لك كثيرا ، انا غاضب منك ، لما لم تسألى عنى لفتره طويله ، هل تعلمى لقد دخلت فريق التمثيل بالمدرسه . اخذ ظافر يتكلم بسرعه ولم يعطى لها فرصه الرد علي اي من اسئلته ، و هي و رائد يحاولون كتم ضحكاتهم عليه ، ولم يسكته غير بكاء الين ، فنظر ظافر لمكان الصوت باستغراب واقترب من الين و هو يقول : - عمتى تيا من هذه ؟ اخذت تيا الين من رائد وقالت لظافر : - هذه الين ابنتى . اقترب ظافر ولمس خد الين برقه وهو يتأملها ب**ت ، دخل عدنان عليهم و سلم عليهم واقترب ليقبل الين من جبتها فصعق الجميع عندما وضع ظافر يده ومنعه : - لا تقترب منها عمى عدنان ليس مسموح لاحد ان يلمسها هى ملكى انا فقط . نظر رائد بصدمه لظافر ثم نظر لتيا وعدنان الذين كانوا ايضا فى حاله صدمه . جلس عدنان امام ظافر وقال بهدوء : - ظافر حبيبى الين ليست ملك لاحد غير والدها ووالدتها ، وانت مازلت صغير على هذا الكلام ، وهى ابنت اختى وانا خالها فلا يستطيع احد منعها عنى نظر ظافر لعدنان وقال بضيق - لا اهتم هى لى منذ هذه اللحظه فلا تقترب منها . لم تستطيع تيا ان تكتم ضحكتها فانفجرت ضاحكه على منظر عدنان ورائد الذى مازال بحاله صدمه ، نظر رائد لها وقال بذهول : - ارجوكى اخبرينى ان ما سمعته الان خطأ او اوهام . تيا بضحك لم تستطيع السيطره عليه : - لا ليس هناك خطأ او اوهام . اقترب رائد من ظافر و أمسكه من ياقه قميصه و هو يحاول التظاهر بالجد : - استمع لى جيدا ظافر ، الين ابنتى انا و ملك لى انا ، لذلك لا تحاول الاقتراب منها فهمت ! - لا لم افهم ، سوف اقترب منها واحميها وسأتزوجها عندما تكبر ، ولن يستطيع احد منعى فانا ظافر الراشد وسوف احصل على ما اريد . كانت هذه اللحظه الفاصله بحياته ففى هذه اللحظه اصبحت الين هوسه ، اعتقد الكل انها مجرد افكار طفل ستختفى قريبا لكن اهتمامه بها لم يقل بل زاد . فلاش باك دخل ظافر الغرفه واقترب من تيا وقبل جبين الين - كيف حالك اميرتى نظرت تيا لعدنان بطرف عينها وجدته يكبح ضحكته بصعوبه . - ظافر حبيبى لماذا تسمى الين اميرتى ؟ - لانها اميرتى عمتى تيا وسوف تصبح ملكى بمجرد ان تتم الثامنه عشر . - ظافر هذا الكلام لا يجب ان يقال ، فألين مازالت طفله ، و ربما عندما تكبر تحب شخص اخر و تنظر لك كصديق و أخ فقط ، لذلك لا يجب ان تعلق نفسك هكذا بها . قال عدنان بهدوء ولم يتوقع رد فعل ظافر الذى صرخ بقوه : - لن يحدث الين لن تحب ولن ترى غيرى انا ، ساصبح صديقها وحبيبها وزوجها وكل شئ تريده سأفعله لها ولن ياخذها احد منى . فلاش باك : كانت تيا تجلس مع الين و ظافر بغرفه الجلوس ، و كان ظافر يلاعب الين : - عمتى تيا لماذا لا تتجاوب معى الين ؟ هل هى غاضبه منى ؟ - لا حبيبى لكنها مازالت رضيعه تبلغ الشهرين والاطفال الصغار هكذا لا يتجاوبون قبل بلوغهم التسعه اشهر و لا يتحدثون الا متأخرا . - سوف انتظر اميرتى حتى تكبرى وتخبرينى بكل ما تريدين حتى احضره لك . قالها ظافر بحب ويقصد كل كلمه منها ، حتى جاء اليوم الذى اكتشف فيه انها سترحل لمصر مع تيا ، فذهب لغرفتها و قام بأغلاق الباب عليه و حملها وجلس على الارض و هي بحضنه و هو يبكى . اسرع عدنان وتيا لغرفه الين عندما اخبرتهم المربيه بما حدث ، و حاول عدنان فتح الباب لكنه كان مغلق فقال بصوت هادئ حتى لا يفزعه : - ظافر حبيبي من فضلك افتح الباب ، ما تفعله لا يجوز و هكذا سوف تزعج الين . ظافر بصوت مهزوز من البكاء : - لن افتح لكم ، لن اجعلكم تاخذوها منى . همست تيا لعدنان بصوت منخفض : - فلندخل من باب غرفتى ربما نسى قفله . وبالفعل كان الباب مفتوح فدخل الاثنين ، و كان ظافر يجلس على الارض و يضم الين لص*ره ، اقتربت تيا منه وجلست بجانبه وضمته لص*رها - لماذا كل من احبهم يبتعدون عنى ، ابى وامى رحلوا ، وعمو عدنان مشغول دائما ، و انتي سترحلين وتأخذين الين معك ، هل انا سئ لدرجه ان لا احد يريدنى و الجميع يتركني و يرحل ؟ ؟ ؟ نزلت دموع تيا على كلام الصغير الذى قاله من قلبه و بدي كأنه شاب كبير يتحدث : - لا حبيبى انت لست سئ ، والد*ك لم يرحلوا برغبتهم ولكنه القدر ، أما عمك فهو يحبك بل يعشقك ومهما انشغل بعمله فانت اهم لديه من الدنيا ، اما عن الين فانا اوعدك اننى سوف اكلمك كل يوم لتسمع صوتها ، وسوف ارسل لك صورها دائما ، وبعطله الصيف سوف اجعل عدنان يرسلك لمصر وسوف تقضيها كلها معها و لن يفرقك عنها احدا ابدا . نظر ظافر لعمه ومسح دموعه وقال : - هل ستفعل ذلك عمو عدنان هل سترسلنى بالصيف لألين لاقضي معها الصيف كله ؟ اقترب عدنان واخذ من ظافر الين واعطاها لتيا ، ثم ضم ظافر لص*ره بحب و هو يمسح علي شعره بحنان : - من اجلك انت افعل اى شئ حبيبى انت عائلتى الوحيده ظافر وسعادتك مهمتى ، لذلك كل ما تطلبه سوف ينفذ . فقالت تيا وهى تحاول ان تغير الجو و تجعل ظافر يبتسم : - ما قصدك بأنه عائلتك الوحيده ، وهل انا هواء امامك ، هل تسمعى هذا الين خالك العزيز لا يعترف بنا ، و لا يري اننا من عائلته . ثم بكت بكاء مصطنع فضمها عدنان وهو يضحك . جاء يوم السفر شديد على ظافر الذى كان يضم الين و يبكي ، و الجميع يحاول ان يهدءه ، و بعد معاناه وافق على تركها ، فاعطتها تيا لمربيتها ريتشل وضمته لص*رها وهى تطمئنه انها ستكلمه طوال الوقت ، و ترسل له صورها ، وستأتي لزيارته كما سيأتى هو لهم . مر وقت قليل وتزوج عمه عدنان من حبه الاول ريناد التى عشقها ظافر لدرجه انه اصبح يخاطبها بماما وعدنان بابا . كان دائما ينتظر مكالمه تيا ليسمع صوت بكائها و ضحكها ليطمئن عليها ، وصورها التى يستقبلها كل يوم بدون توقف . كانت هى الشئ الذى يدفعه لان يذاكر بجد حتى يذهب لمصر لرؤيتها بالعطله . ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ الان ظافر ذو الخامسه عشر والين تبلغ خمس اعوام : كان يعد الوقت حتى يصل لقصر عمته تيا لرؤيتها ، فاليوم عيد ميلادها و هو دائما يأتى ليقضيه معها ، بمجرد وصول السياره جرى للداخل دون ان يسلم على احد ليبحث عنها ، علم انها بالحديقه الخلفيه وخرج لها ليراها ، و لكن تحولت فرحته لغضب شديد عندما رائها تجلس مع اشرف ابن خالها كريم . ذهب بغضب شديد وازاح اشرف من طريقه وحملها للداخل ، اجتمع الجميع على صوت بكاء اشرف فقالت تيا - ظافر ما الذى حدث لماذا يبكى اشرف ؟ - لقد كان يلعب مع الين عمتى تيا الم أقل ان لا يقترب منها تيا بجد وحزم - ظافر أشرف يكون أخو تيا بالرضاعه فالطبيعى ان تقضى معه وقت ، فهو اخوها لا اكثر ، وانت كبرت و يجب ان تتحكم بتصرفاتك حبيبى ، اشرف يبلغ السادسه فقط اي انه مازال طفل . - لا اهتم انا بكل ذلك ، كل ما يهمنى ان يبتعد عنها و لا يقترب منها ابدا والا سأتصرف انا معه . شعر الجميع بالخوف من مشاعر ظافر القويه ، لقد توقع الجميع ان تختفى مشاعره مع الوقت ، لكن الع** صحيح ، فهى تصبح أقوى وأصبح متملك بشكل كبير ناحيه تيا ، حتى انه لا يسمح لعدنان وكريم خالها بتقبليها امامه . ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ظافر ذو العشرون من عمره والين ذو العشر اعوام : كانت تبكى امامه وهو يقود السياره بغضب شديد ، ذهب ليحضرها من المدرسه كمفاجاه لها فوجدها تقف مع ولد ما وتضحك معه ، فغلى الدم بعروقه ولم يدرى سوى وهو يسحبها من يدها بقوه ويجلسها بالسياره ليسوق بسرعه جنونيه لاخذها للقصر . لقد حاول ان يتحكم بتصرفاته امامها ، يعلم الله انه يحاول ، فهو الان شاب وهى مازالت طفله ويريدها ان تعيش سنها ، لكن مجرد رؤيتها وهى تبتسم لغيره تخرج اسوء ما فيه ، فلا يرى امامه ، فهى ملكه هو ولا يجب ان تضحك او تتحدث سوى معه هو فقط ، لماذا لا يفهم الجميع ذلك . لقد تولى اداره امبراطوريه ابيه وهو يبلغ التاسعه عشر فقط من اجتهاده الشديد حتى يثبت لهم انه رجل ، كان يريدها ان تشعر بالفخر به ، لم يهتم برأى احد فى يوم والان ينتظر كلمه من طفله تبلغ العاشره . - ظافر ارجوك انا اخاف من السرعه فخفف سرعتك قليلا . قالت الين هذا من بين شهقاتها ، لعن ظافر لانه سبب دموعها ، وخفف السرعه فهو يعلم انها تخاف من السرعه العاليه منذ ان تعرضت ريتشل مربيتها لحادث سياره بسبب السرعه ، قام بإيقاف السياره على جانب الطريق على مقربه من قصر السلاب وتحكم بأعصابه حتي لا يخيفها اكثر من ذلك ، وقال وهو يتظاهر بالهدوء - ألم اخبرك سابقا ان لا تتحدثى مع أى فتى بالمدرسه ، فلماذا الان اجدك تقفين مع فتى وتضحكى له ؟ مسحت الين دموعها وقالت : - هو من تحدث معى لانه معجب بملك صديقتى وخائف ان يتحدث معها ويريد ان اعرف منها هل هى معجبه به ام لا ؟ - انا لا علاقه لى بهذا الكلام فليذهب للجحيم ويتحدث هو معها ، لا يقف معك انتى ، هل كلامى واضح ؟ - لماذا تغضب على دائما وتمنعنى من التحدث مع احد فأبى لا يمنعنى من شئ ؟ اخذ نفس عميق حتى لا يتهور وحاول ان يراعى صغر سنها : - الين انا اخاف عليكى صغيرتى ، اريد حمايتك ، انتى تعلمى ذلك اليس كذلك اميرتى ؟ هزت راسها بنعم فارتاح قليلا انه لم يفزعها منه بغبائه : - انت تغار على ؟ نظر لها بصدمه وقال : - من اين جئتى بهذا الكلام صغيرتى ؟ - لقد سمعت ابى يقول لامى انه عندما يراها تتحدث مع عمو ادم انه يغار وبشده فلا يريد اى رجل ان يقترب منها ؟ ابتسم على ذكاء صغيرته وقال بحنان وهو يرتب على شعرها : - نعم صغيرتى انا أغار ولا اريدك ان تتحدثى سوى معى انتى ملكى انا الين كما انا ملكك . - اذا انت ايضا لن تتحدث مع احد غيرى . - انا لا أرى غيرك اميرتى ، انتى كل ما اريد من هذه الدنيا . اخذها للقصر حتى لا يفعل شئ يندم عليه ، لكنه كان سعيد لانها تستمع له وتحب قربه و لا تخالف اوامره . ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ظافر ذو الخامسه والعشرون والين تبلغ الخامسه عشر : كانت حزينه لانه لم يحضر عيد ميلادها هذه السنه لانه كان باستراليا من اجل العمل ، ولم يستطيع العوده بالوقت المحدد ، هذه اول مره تقضى عيد ميلادها بدونه . احست بحزن شديد ولم تهتم بالهدايا ولا الحفل الضخم الذى اقيم لها ولا بأى شئ ، هى تريده هو فقط ولا شئ غيره ، كانت تجلس بالحديقه حزينه حتى اشتمت رائحه عطره التى تعشقها . استدارت بسرعه وارتمت بين احضانه فرفعها بين ذراعيه وهو يلف بها ويضمها اكثر لص*ره لاشتياقه لها ، نظر لها وقال بحزن شديد : - انا اسف أميرتى سامحينى لم احضر عيد ميلادك هذه السنه ، يعلم الله اننى حاولت لكنى لم استطيع التحكم بالطقس والعاصفه أجلت معاد الطائره . نظرت له بسعاده وقالت - لا يهم المهم انك هنا الان وسوف تعوضني . وضع يده على خدها بحنيه وقال : - اؤمرينى أميرتي وانا انفذ . - اريد ايس كريم . ضحك بشده على صغيرته وعشقها للايس الكريم الذى يحاول دائما منعها عنه من اجل صحتها لكنه يفشل : - حسنا أميرتى سنتناول الايس كريم من اجل عيونك ابتسمت بسعاده وقبلت خده بعفويه وجرت للداخل لترتدى ملابسها وهو واقف مكانه كانه صنم لم يتحرك . هى لا تعلم انها بهذه الفعله اشعلت به نار يحاول بصعوبه ان يتحكم بها ، وضع يده على خده يتلمس مكان لمسه شفتها ، تن*د بقوه وهو يهمس لنفسه : - سوف تكونى سبب موتى ايتها الصغيره . ذهب وانتظرها بالسياره وجاءت له مسرعه واخذها للمحل المفضل لها واثناء جلوسهم لتناول الايس الكريم صعقته الين بأن قالت - ظافر أنا احبك --------------------------------------