تلومني الدنيا إذا أحببتُه
كأني أنا خلقت الحب واخترعته
كأنني على خدود الورد قد رسمته
كأنّني أنا التي للطير في السماء قد علمته وفي حقول القمح قد زرعته
وفي مياه البحر قد ذوّبته
كأنني أنا التي كالقمر الجميل في السماء قد علّقته
تلومني الدنيا إذا سمّيت من أحب أو ذكرتُه كأنني أنا الهوى، وأمّه، وأخته
من حيث ما انتظرته مختلف عن كل ما عرفته مختلفٌ عن كل ما قرأته..
وكل ما سمعته لو كنت أدري أنه نوع من الإدمان.. ما أدمنتُه
لو كنت أدري أنه باب كثير الرّيح.. ما فتحته
لو كنت أدري أنه عودٌ من الكبريت ما أشعلته هذا الهوى..
أعنف حبٍّ عشتُه فليتني حين أتاني فاتحاً يديه لي رددته
وليتني من قبل أن يقتلني.. قتلته
هذا الهوى الذي أراه في الليل أراه في ثوبي، وفي عطري، وفي أساوري أراه..
مرسوماً على وجه يدي أراه منقوشاً على مشاعري لو أخبروني أنه طفلٌ كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته
وأنه سي**ر الزّجاج في قلبي لما تركته
لو أخبروني أنه سيضرم النيران في دقائق ويقلب الأشياء في دقائق ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق لكنت قد طردته
يا أيها الغالي الذي أرضيت عني الله
إذ أحببته أروع حب عشته
فليتني حين أتاني زائراً بالورد قد طوّقته
وليتني حين أتاني باكياً فتحت أبوابي له.. وبُسته وبُسته.. وبُسته
فتحت أبوابي له وبُسته وبُسته.. وبُسته
مقتبس
❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️
كان ظافر ينظر لها بفم مفتوح من صدمته ، ولاول مره ظافر الراشد لم يجد شئ يقوله ، لاحظ الدموع بعيونها وهى تكمل :
- أعلم انه من الخطأ ان تعترف الفتاه بالحب ، لكنى لم استطيع ان اخبئ مشاعرى اكثر من ذلك ، اعلم انك ترانى كطفله لكن كان يجب ان اخبرك .
فاق ظافر من صدمته وبسرعه كانت بحضنه وهو يضمها بشده له ، لو انه بحلم فهو لا يريد ان يستيقظ :
- اااااااه الين لو تعلمى كم حلمت بهذه اللحظه وكم انتظرتها ، سنوات طويله انتظر ، سنوات و سنوات .
ابعدها قليلا ومسح دموعها وامسك وجهها بيده و قال بصوت مملوء بالحب و الحنان :
- لقد عشقتك منذ كان عمرك شهرين الين ، لم اتخيل حياتى بدونك ، اجتهدت بالدراسه وبالعمل بالشركات ومسكت الاعمال عن ابى بعمر صغير حتى تفخرى بى دائما ، خبأت مشاعرى عنك حتى تعيشى طفوله طبيعيه وانتظرت حتى تكبرى قليلا لتعلمى كم اعشقك و كم اتمني و جودك بجانبي دائما .
كنت اتعذب وانا بفرنسا ولا اعلم من يقترب منك ومن يتحدث معك ، لكن ثقتى بحبى جعلتنى اصبر على بعدك ، كلمتك الان اعادت روحى لجسدى مره اخرى ،
اعشقك اميرتى واتنفس عشقك
ضمته الين لها وهى تهمس من بين دموعها :
- اوعدنى ظافر انك ستحمى حبنا وسيظل طاهر ونقى حتى الوقت المناسب لنجتمع سويا ، اوعدنى ان قلبك وعقلك وجسدك ملكى انا ولن يقربه غيرى .
- اوعدك اميرتى انا بالاساس لم انظر لاحد سواك فانتى جنتى وناري و لا اريد بالدنيا غيرك ، انتي فقط من اريد من هذه الدنيا .
- وانا اوعدك ان احافظ على نفسى من اجلك فعينى لن ترى غيرك ، وقلبى لن يحب سواك ، وروحى لن تناجى سوى روحك ، انا لك انت فقط .
- متى كبرتى هكذا صغيرتي ؟
- حبك جعلنى ناضجه حتى أليق به .
ضحك عدنان على صغيرته المشا**ه فنظر لها بحب وقال :
يا سيِّدتي:
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ .. أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالايام .
أنتِ امرأةٌ ..
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ ..
ومن ذهب الأحلامْ ..
أنتِ امرأةٌ .. كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوامْ ..
يا سيِّدتي:
يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ.
يا أمطاراً من ياقوتٍ ..
يا أنهاراً من نهوندٍ ..
يا غاباتِ رخام ..
يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ ..
وتسكنُ في العينينِ **ربِ حمامْ .
لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي ..
في إحساسي ..
في وجداني .. في إيماني ..
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ ..
يا سيِّدتي :
لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ .
أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً .. في كلَِ الأوقاتْ .
سوف أحِبُّكِ .
عند دخول القرن الواحد والعشرينَ ..
وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ ..
وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ ..
و سوفَ أحبُّكِ ..
حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ ..
وتحترقُ الغاباتْ ..
يا سيِّدتي :
أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ ..
ووردةُ كلِّ الحرياتْ .
يكفي أن أتهجى اسمك ..
حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ ..
وفرعون الكلماتْ ..
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ ..
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ ..
وتُرفعَ من أجلي الراياتْ ..
يا سيِّدتي :
لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ .
لَن يتغيرَ شيءٌ منّي .
لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ .
لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ .
لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ .
حين يكون الحبُ كبيراً ..
والمحبوبة قمراً ..
لن يتحول هذا الحُبُّ ..
لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ ...
يا سيِّدتي :
ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني .
لا الأضواءُ ..
ولا الزيناتُ ..
ولا أجراس العيد ..
ولا شَجَرُ الميلادْ .
لا يعني لي الشارعُ شيئاً .
لا تعني لي الحانةُ شيئاً .
لا يعنيني أي كلامٍ ..
يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ .
يا سيِّدتي :
لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ .
حين تدقُّ نو**يس الآحادْ. .
لا أتذكرُ إلا عطرُكِ .
حين أنام على ورق الأعشابْ .
لا أتذكر إلا وجهُكِ ..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ ..
وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ ..
( منقول من اشعار نزار قبانى )
لم تصدق الين ان ظافر الذى تسمع عن قسوته وجبروته فى التعامل بشركاته يلقى على اذانها شعرا ليصف حبه لها ، علمت انها ملكت الدنيا وما فيها طالما ملكت قلبه .
ضمته لص*رها بشده وهمست بحب لا يناسب سنها الصغير :
- سأنتظر اليوم الذى سيعلم به الجميع انى ملك ظافر الراشد بفارغ الصبر .
- يا صغيرتى ان اسمى طبع عليك من لحظه وقعت عينى عليك ، فأنتى ملكى و من يتجرأ و يقترب منك سيكون وقع على شهاده وفاته ، فأنا متملك لاقصى حد و معكي انتى تملكى فاق كل الحدود . . . . . .
نظرت له نظره اخيره ثم اوصلها للقصر ورحل وابتسامه على شفته ، لان صغيرته اصبحت تعلم انها ملكه كما هو ملك لها ، سينتظر لعيد ميلادها السابع عشر ثم سيخطبها امام العالم كله ، و بعدها بسنه بعيد ميلادها الثامن عشر سيتزوجها ، فهو لن يستطيع البعد عنها اكثر من ذلك ، و ليمهله الله الصبر فى هذه السنتين .
بعد مرور عام في عيد ميلا الين السادس عشر :
كانت الين غايه بالسعاده لان والديها وافقوا على سفرها الى فرنسا لتقضى عيد ميلادها السادس عشر مع ظافر ، الكل يعلم انه يعشقها وتأكدوا الان من عشقها له ، لقد خافت ان لا يستطيع الحضور هذه السنه مثل السنه الماضيه لذلك ستذهب هى له و تفاجئه .
بعد ان ودعت الجميع اتجهت للمطار وطوال الرحله وهى تفكر برد فعل ظافر عندما يراها امامه ، بالطبع سيكون بقمه سعادته .
بمجرد وصلوها للمطار وجدت عدنان بانتظارها فجرت له وارتمت بحضنه :
- عمو عدنان لقد اشتقت لك بشده كيف حالك ؟
- وانا ايضا اميرتى اشتقت لك ، انا بخير و الحمد لله ، كل عام وانتى بخير صغيرتي .
- شكرا لك عمو ، هل اخفيت خبر قدومى كما طلبت ؟
- نعم حبيبتى ذهب ظافر صباحا للشركه ولا يعلم انك هنا .
- لم يتحدث معى منذ ثلاث ايام والفتره الماضيه كان شارد معظم الوقت اثناء حديثى معه ولاحظت العصبيه بكلامه لذلك جئت لاكون بجانبه
- خيرا فعلتى يا ابنتى فأنا ايضا اشعر ان هناك شئ يحدث معه لكنه لا يريد التحدث ، هيا الان للقصر فريناد تنتظرك على نار و قد اعدت لكي كل طعامك المفضل .
ذهبوا للقصر وبمجرد دخولهم اخذتها ريناد بحضن قوى حتى ابعدها عدنان عنها بصعوبه وهو يضحك :
- اعطيها الفرصه لكى تتنفس حبيبتى .
- اسفه لكنى اشتقت لهذه الجنيه جدا ، متى سيحضرها ابننا لهنا كعروس ؟
تلون وجه الين بالاحمر من الخجل وضحك الاثنين عليها ، ثم صعدت لغرفتها لتستريح قبل موعد الغذاء .
بعد ان اخذت حمام سريع و نامت لساعتين تجهز للغذاء ونزلت للاسفل للانضمام لهم ، و في نفس الوقت كانت ريناد تجلس مع زوجها على مائده الغذاء و هي سعيده و بانتظار مجئ ابنها ظافر لتخبره بالمفاجاه التى تنتظره ، قطع جلوسهم دخول ظافر ذو السادسه والعشرون عاما الان وهو بجانبه امراه تمسك بيده .
نظرت ريناد لعدنان باستغراب عن هويه هذه المراه ، ف**ر عدنان ال**ت و قال :
- ظافر ما الذى يحدث هنا و من هذه المراه ؟
فرد ظافر ببرود
- ابى ، امى اعرفكم على كريستين زوجتى .
نظر الاثنين له بصدمه خرجوا منها على صوت شهقه مكتومه ، كانت الين تنظر لهم بدموع و صدمه شديده ويدها على فمها .
و قبل ان يقول احد اي شئ سقَطْت على الارض فاقده للوعى