البارت ٣

1601 Words
قال المتنبي عن الحب : لعَينَيكِ ما يَلقى الفؤادُ وَمَا لَقي وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي وَغضْبَى من الإدلالِ سكرَى من الصّبى شَفَعْتُ إلَيها مِنْ شَبَابي برَيِّقِ وَأشنَبَ مَعْسُولِ الثّنِيّاتِ وَاضِحٍ سَتَرْتُ فَمي عَنهُ فَقَبّلَ مَفْرِقي وَأجيادِ غِزْلانٍ كجيدِكِ زُرْنَني فَلَمْ أتَبَيّنْ عاطِلاً مِنْ مُطَوَّقِ وَما كلّ مَن يهوَى يَعِفّ إذا خَلا عَفَافي وَيُرْضي الحِبّ وَالخَيلُ تلتقي سَقى الله أيّامَ الصّبَى ما يَسُرّهَا وَيَفْعَلُ فِعْلَ البَابِليّ المُعَتَّقِ إذا ما لَبِسْتَ الدّهْرَ مُستَمتِعاً بِهِ تَخَرّقْتَ وَالمَلْبُوسُ لم يَتَخَرّقِ وَلم أرَ كالألحَاظِ يَوْمَ رَحِيلِهِمْ بَعثنَ بكلّ القتل من كلّ مُشفِقِ أدَرْنَ عُيُوناً حائِراتٍ كأنّهَا مُرَكبَة أحْداقُهَا فَوْقَ زِئْبِقِ عَشِيّةَ يَعْدُونَا عَنِ النّظَرِ البُكَا وَعن لذّةِ التّوْديعِ خوْفُ التّفَرّقِ نُوَدّعُهُمْ وَالبَيْنُ فينَا كأنّهُ قنَا ابنِ أبي الهَيْجاءِ في قلبِ فَيلَقِ قوَاضٍ مَوَاضٍ نَسجُ داوُدَ عندَها إذا وَقَعَتْ فيهِ كنَسْجِ الخدَرْنَقِ هَوَادٍ لأمْلاكِ الجُيُوشِ كأنّهَا تَخَيَّرُ أرْوَاحَ الكُمَاةِ وتَنْتَقي تَقُدّ عَلَيْهِمْ كلَّ دِرْعٍ و جَوْشنٍ و تَفري إليهِمْ كلَّ سورٍ وَخَندَقِ يُغِيرُ بهَا بَينَ اللُّقَانِ وَوَاسِطٍ وَيَرْكُزُهَا بَينَ الفُراتِ وَجِلّقِ وَيَرْجِعُهَا حُمْراً كأنّ صَحيحَهَا يُبَكّي دَماً مِنْ رَحمَةِ المُتَدَقِّقِ فَلا تُبْلِغَاهُ ما أقُولُ فإنّه شُجاع متى يُذكَرْ لهُ الطّعنُ يَشْتَقِ ضَرُوبٌ بأطرافِ السّيُوفِ بَنانُهُ لَعُوبٌ بأطْرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ **َائِلِهِ مَنْ يَسألُ الغَيثَ قَطرَةً كعاذِلِهِ مَنْ قالَ للفَلَكِ ارْفُقِ لقد جُدْتَ حتى جُدْتَ في كلّ مِلّةٍ وحتى أتاكَ الحَمدُ من كلّ مَنطِقِ رَأى مَلِكُ الرّومِ ارْتياحَكَ للنّدَى فَقامَ مَقَامَ المُجْتَدي المُتَمَلِّقِ وخَلّى الرّماحَ السّمْهَرِيّةَ صاغِراً لأدْرَبَ منهُ بالطّعانِ وَأحْذَقِ وكاتَبَ مِن أرْضٍ بَعيدٍ مَرامُهَا قريبٍ على خَيْلٍ حَوَالَيكَ سُبّقِ وَقد سارَ في مَسراكَ مِنها رَسُولُهُ فَمَا سارَ إلاّ فَوْقَ هامٍ مُفَلَّقِ فَلَمّا دَنَا أخْفَى عَلَيْهِ مَكانَهُ شُعَاعُ الحَديدِ البارِقِ المُتَألّقِ وَأقبَلَ يَمشِي في البِساطِ فَما درَى إلى البَحرِ يَسعى أمْ إلى البَدْرِ يرْتَقي ولَمْ يَثْنِكَ الأعْداءُ عَنْ مُهَجاتِهمْ بمِثْلِ خُضُوعٍ في كَلامٍ مُنَمَّقِ وَكُنْتَ إذا كاتَبْتَهُ قَبْلَ هذِهِ كَتَبْتَ إليْهِ في قَذالِ الدّمُسْتُقِ فإنْ تُعْطِهِ مِنْكَ الأمانَ فَسائِلٌ وَإنْ تُعْطِهِ حَدّ الحُسامِ فأخلِقِ وَهَلْ تَرَكَ البِيضُ الصّوارِمُ منهُمُ حَبِيساً لِفَادٍ أوْ رَقيقاً لمُعْتِقِ لَقد وَرَدوا وِرْدَ القَطَا شَفَرَاتِهَا وَمَرّوا عَلَيْها رَزْدَقاً بعدَ رَزْدَقِ بَلَغْتُ بسَيْفِ الدّوْلَةِ النّورِ رُتْبَةً أنَرْتُ بها مَا بَينَ غَرْبٍ وَمَشرِقِ إذا شاءَ أنْ يَلْهُو بلِحيَةِ أحْمَقٍ أراهُ غُبَاري ثمّ قالَ لَهُ الحَقِ وَما كمَدُ الحُسّادِ شيءٌ قَصَدْتُهُ وَلكِنّهُ مَن يَزْحَمِ البَحرَ يَغرَقِ وَيَمْتَحِنُ النّاسَ الأميرُ برَأيِهِ وَيُغضِي على عِلْمٍ بكُلّ مُمَخْرِقِ وَإطراقُ طَرْفِ العَينِ لَيسَ بنافعٍ إذا كانَ طَرْفُ القلبِ ليسَ بمطرِقِ فيا أيّها المَطلوبُ جاوِرْهُ تَمْتَنِعْ وَيا أيّهَا المَحْرُومُ يَمِّمْهُ تُرْزَقِ وَيا أجبنَ الفُرْسانِ صاحِبْهُ تجترئ ويا أشجَعَ الشجعانِ فارِقْهُ تَفْرَقِ إذا سَعَتِ الأعْداءُ في كَيْدِ مجْدِهِ سعى جَدُّهُ في كيدهم سعيَ مُحْنَقِ وَما ينصُرُ الفضْلُ المُبينُ على العدَى إذا لم يكُنْ فضْلَ السّعيدِ المُوَفَّقِ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ جرى عدنان بسرعه لتيا و حملها بين يده و اتجه مسرعا لغرفتها و خلفه ريناد التى اسرعت بأحضار قنيه من العطر لتجعلها تفيق و هي مرعوبه عليها . نظر عدنان ليرى ظافر على باب الغرفه و هو ينظر لالين بوجه خالى من التعبير ، فذهب اليه وامسكه من يده بقسوه و اخرجه خارج الغرفه و اغلق الباب فى وجهه بقوه . فليطمئن اولا علي الصغيره ثم يري ماذا يفعل ابنه . عاد لهم فوجدها تفيق و هي تأن بتعب ، و ما ان فتحت عينها و وجدتهم ينظرون لها حتى انهارت من البكاء . ضمها عدنان لص*ره و هو لا يصدق ما يحدث ، وامتلأ بالغضب من ظافر ، فتركها مع ريناد و ذهب ليبحث عن ابنه ليفهم منه ماذا يحدث ، وجده فى غرفته و معه المراه و هي تحضنه . فصرخ به : - كيف تجرؤ على فعل ذلك ، تحضر امراه لبيتى وتقول انها زوجتك ، الم تفكر بالين التى ادعيت عشقها منذ الطفوله ، كيف تتزوج فجاه هكذا . ظهر الغضب على وجه ظافر وصرخ في وجه ابيه لاول مره : - انا بعمرى لم احب الين ، انها طفله لا تفقه شئ و انا بحاجه لامراه بجانبي ، هى مجرد اعجاب الطفوله و لا تعنى لى شئ الان ، وكريستين هى زوجتى و المرأه التى احب ، و الان اريد قضاء بعض الوقت مع زوجتى . انتبه الاثنين لوقوف الين على الباب و علي الرغم من دموعها فوجهها تحول للجمود و كأنه خالى من المشاعر : - مبارك لك علي زواجك ظافر . قالتها و ذهبت لغرفتها اخذت حقيبه ملابسها و خرجت خارج القصر ، وقفت امام بركه الماء واخرجت من اصبعها الخاتم الذى اعطاها اياه ظافر السنه الماضيه دليل على حبه والقته فى الماء . ثم اتجهت لتركب السياره التى كانت قد طلبتها ، بعدها طلبت من السائق ان ياخذها للمطار ، بالرغم من نداء عدنان وريناد لها الا انها لم تلتفت لهم حتي لا تضعف . وصلت للمطار لا تعرف كيف و قامت بحجز تذكره لمصر ، و جلست و هي كالجثه حتى انها لم تبكى ، لقد انتهت دموعها ، لقد انتهى كل شئ ، ركبت مكانها بالطائره و هي تنظر من النافذه . احست بأحد يجلس بجانبها لكنها لم تهتم استعدت الطائره للاقلاع و احست بيد احد حولها نظرت بسرعه فوجدت شاب يربط لها حزام الامان و قال بهدوء : - اسف لكن انتى كنتى بعالم اخر و الطائره على وشك الاقلاع لذلك فكرت ان اقوم بغلقه لك . لم تتحدث فقط نظرت له قليلا ثم نظرت للخارج ودموعها تنزل ببطء وتزداد مع الذكريات التى لا تريد ان تتركها بمفردها ، لاحظت يد تمدد لها بمنديل فاخذته و مسحت دموعها المنهمره و هي مازالت علي **تها ، فسمعت صوت قلق يقول : - هل انتى بخير ؟ ضحكت بسخريه وقالت باستهزاء : - انا بأتم صحه ، و لما لا اكون كذلك و الشخص الوحيد الذى ملك قلبى منذ ان كنت طفله و اوهمني انه يحبنى منذ الطفوله و الذي جئت من مصر لهنا من اجله وجدته تزوج ، وانا لم اكن سوى لا شئ عنده ، لذلك انا بخير انا بأتم صحه الا تري انني بخير و بأتم صحه . انهارت بالبكاء ولم تدرى سوى ان هذا الشخص يضمها لص*ره بحنيه ، و كأنها كانت بحاجه لذلك العناق حتي تخرج كل ما بداخلها ، فقد بكت **ره قلبها ، وبكت الخيانه ، و بكت احلامها التى تحطمت ، بكت العذاب الذى سوف تعيشه بعيدا عنه ، بكت حتى خارت قواها و نامت بحضن الغريب الذي كان أحن عليها من اقرب الاسخاص لقلبها . . . . . كان ينظر لها بألم شديد ، فمن الحقير الذى ي**ر ملاك مثلها لهذه الدرجه ، هو يعلم كيف تشعر فقد تعرض هو ايضا للخيانه بأب*ع صورها عندما علم بزواج حبيبته من اخر ، لكن هذه الملاك من يتركها من اجل اخري . عندما احس انها نامت ارجع الكرسى الخاص بها للخلف و جعلها تنام عليه ، وضع الغطاء عليها و جلس يتأمل ملامحها البريئه فهى يبدو انها لا تزيد عن السادسه عشر ، كيف ستتحمل **ره القلب الذى لم يستطيع هو تحملها و هو يبلغ الخامسه و العشرون . مر وقت الرحله و هي نائمه كأنها تهرب من وجعها و **رتها بالنوم ، و كان هو يراقبها حتى انه لم يسمح للمضيفه بايقاظها او ازعاجها ، و عندما اقترب ميعاد هبوط الطائره قام بايقاظها برقه فهو لا يعلم حتي اسمها : - انسه ، انسه من فضلك استيقظي فسوف تهبط الطائره الان . فتحت الين عينها ببطء و هي تعتقد ان كل ما مر بها مجرد كابوس مزعج ، لكنها فاقت على الحقيقه المره ان ظافر خانها وخان عهدهم ، وجدت الشاب ينظر لها برفق و قال : - اسف لازعاج نومك لكن الطائره على وشك الهبوط . - شكرا لك . قالتها بخجل عندما تذكرت انها بكت و انهارت بحضن شخص غريب - اسفه لانى ازعجتك ببكائي ، انا لا اعلم كيف فعلت ذلك . - لا تعتذرى فانا اعلم جيدا ما تمرى به . تجمعت الدموع بعيونها وقالت ب**ره : - لا احد يشعر بما أمر به الان . فقال بحزن واضح عليه هو الاخر : - انا اشعر بك فحبيبتى ايضا خانتنى وتزوجت شخص اخر امس ، و لكني لن اسمح لخيانتها ان تدمرنى بل سأجعلها نقطه قوه و سوف اريها انها التى خسرت و لست انا ، لذلك سأعود لمصر حتى اصبح قادر على المواجهه ثم سأواجه حزني و المي و انتصر عليه واجعلهم يروا ان خيانتهم لم ت**رني . - اسفه و لكني لست بهذه القوه . - الان انتى ضعيفه لان من الواضح انها اول صدمه تمر بحياتك ، و ان سنك صغير ، لكن مع الوقت و الزمن و التجربه ستتعلمين ان تقفى صامده امام الطوفان ، و ان تتحدي كل ألم سوف تمرين به . - انا ألين السلاب و انت ما اسمك ؟ - أنا معاذ الراوى . - اعتقد اننى سمعت هذا الاسم من قبل . - نعم ربما فأنا وريث عائله الرواى كما انني فوزت بكأس العالم لسباق السيارات العام الماضى . - لا انا لا اعرفك من الجرائد و لكن هناك صديق لابى يدعى سعد الرواى كان يتحدث عن ابنه معاذ و نجاحه اعتقد انه انت ؟ - لا تقولى انتى الين السلاب ابنه عمو رائد ؟ ضحكت الين برقه وقالت : - ياله من حظ اننا معرفه ، فأبيك و أبي اصدقاء من زمن و نحن لم نلتقي الا الان . - انتظرى لحظه معنى هذا ان الذى خانك هو ظافر الراشد - كيف علمت هذا ؟ قالتها الين باستغراب ، فهي متأكده انها لم تخبره بإسم ظافر ابدا ، فضحك معاذ بشده لهذا الموقف العجيب ، لكنها لاحظت انها ضحكت حزن و قهر و ليس ضحكت سعاده ، قام معاذ بمسح دمعه نزلت منه بسرعه وقال بقهر واضح علي ملامحه : - ابى تكلم امامى مره عن ابنت عمو رائد و ان ابن خالها يحبها منذ ان كانت تبلغ الشهرين ، و سيتزوجها عندما تكبر ، لكن هل تعلمى ما هو الذى يقهرنى ان ظافر الراشد لم ي**ر قلبك انتى فقط بل **ر قلبى انا ايضا لان حبيبتى التي خانتني و تزوجت رجل غيري هى كريستين زوجته التي خانك معها .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD