الفصل الثالث

1924 Words
الفصل الثالث :- أستمر مازن في عمله لوقت طويل يشغل عقله عن التفكير بما يمر به من أحداث محزنه وابتعاد زوجته المتعمد عنه انتهى من مراجعة آخر أوراق الصفقات القادمه له ووقع على ما يناسبه منها ورفض ما لا يناسبه دفع القلم الخاص به على المكتب وزفر بتعب وإرهاق يحرك عنقه في الاتجاهين يحاول فك تشنج عضلاتها ولكن وقعت عيناه على ساعة الحائط الموجودة في مكتبه لتتسع عيناه بصدمه فهو لم يتخيل أن يعمل كل هذا الوقت بلا توقف أو شعور منه بالوقت فالساعه تشير إلى التاسعه مساءاً وهو يعد وقتا متأخراً بالنسبه لعودته إلى المنزل ض*ب جبينه بحنق وتأفف قاطعته طرقات خفيفه على الباب ليسمح للطارق بالدخول لتدخل نهى خطيبة يوسف وصديقة شقيقته المقربه دلفت بهدوء وخجل مما جعله يبتسم لرؤية جرحها وهو يعلم سبب مجيئها لذلك قال بهدوء وجديه : - أنا خلصت خلاص يا نهى تقدري تروحي انتي أجابته بحرج وتوتر : أنا آسفه جداً يا فندم بس الموظفين كلهم مشيوا من ساعه وانا كان المفروض امشي معاهم بس قولت استنى حضرتك لما تخلص لتحتاج حاجه يعني رد بهدوء ومرح لا يناسب نفسيته : تمام يا بنتي مش مشكله انا خلصت أساساً ومروح كمان أنا بس الشغل خدني ومحستش بالوقت وبعدين مش قولتلك طول ما احنا مش في الشغل ووحدنا بلاش يا فندم بتاعتك دي إحنا بقينا نسايب خلاص نهى بحرج وتوتر : اتعودت ع كده ومعنديش مشكله فيها ضحك مازن على تعبيرها الغير متناسق مع حديثه لتوترها الذي يصاحبها كلما وقفت أمامه حتى بعد ارتباطها بصديقه المقرب فيقول بداخله - مش عارف بسكوته زيك وافقت تتجوز لوح الصبار اللي معانا ده إزاي ربنا يعينك قاطع حديثه الداخلي صوت رنين هاتف نهى التي إلتقتطهمن جيب سترتها بلهفه لتعرفها على صاحب المكالمه عن طريق نغمة الهاتف المخصصه له هو فحسب ابتسم مازن لها بحنان قائلاً وهو ينهض من مقعده : - ردي ع عريس الغفلة اللي مش عارف له طريق ضحكت بسعاده وهي تخبره بمرح : بيستجم وسايبني اشتغل ولا كأني عروسه ومن حقي اخد وقت وليا احتياجاتي المفروض اجيبها ونخلص اماء لها بجديه واتجه إليها يقف أمامها : -انتي فعلاً محتاجه أجازه عشان تلحقي تخلصي قبل الفرح..ثم أضاف بمزاح..ويلا دلوقتي روحي شوفي الحلو اللي هتتجوزيه ده فينه مش فاهم هيتجوز إزاي وهو مستهتر كده لازم تشدي شويه ضحكت وهي تومأ برأسها إيجابياً بخجل فرحمها هو من خجلها وذهب من أمامها متجهاً نحو الخارج خرجت هي بعده بدقائق معدودة وجدت شقيقها ينتظرها ليأخذها إلى المنزل كما اعتادت منه ___________________________ بعد ساعه تقريباً وصل مازن للمنزل دخل عبر البوابه الرئيسيه حتى وصل للجراج صف سيارته وخرج منها مغلقاً إياها بهدوء وخطى نحو باب المنزل وطرق عليه انتظر ثواني فتحت له والدته الباب دلف بإبتسامه لم تصل إلى عيناه تحت ترحيب والدته بوصوله ألقى عليها السلام بحنان ولكنه كان يجول بعينيه في الارجاء يبحث عنها قرأت والدته نظراته فإبتسمت له وهي تربت على كتفه بحنان : - مراتك فوق يا نور عيني في اوضتها ومعاها ملاك اصلها كانت تعبانه شويه ألتفت إليها بسرعه وقلق : تعبانه مالها يا امي أنا سايبها كويسه الصبح ردت دريه ببشاشه وأمل : وماله يابني هي مش حاجه خطيره بعد الشر دول شوية دوخه بسيطه ومين عالم يمكن ولي العهد بيبشرنا بوجوده توترت أطرافه من حديث والدته ومغزاه لينظر لها بحرج وهو يحرك رأسه نافياً الفكره : - ولي عهد إيه بس يا أمي تلاقيها بس مرهقه من الجامعه وبعدين ما انتي عارفه ندى من صغرها وعندها ضعف ومن أقل مجهود ممكن يغمى عليها أجابته دريه بإستهجان ولم يروقها حديث فلذه كبدها وتهربه وارتباكه الواضح وكأنه يخفي عنها أمرا ما : - فيه إيه يابن بطني لا حالك ولا حال مراتك مريحني وزي ما يكون بتتهربوا من بعض وفيها إيه لما تكون حامل انتوا مش متجوزين ووارد في أي وقت تخلفوا زي باقي الخلق ولا إيه تمالك نفسه بصعوبه ورد بهدوء متقن : اكيد يا أمي الموضوع مش زي ما وصل لحضرتك كل الحكايه أنه أنا مشغول زياده اليومين دول ومش قصدي اني ابعد عن ندى ولا اي حاجه زي ما انتي فاكره ضيقت عيناها بتحذير مردفه : ماشي يا مازن هصدقك المره دي بس متفكرش تزعل بنت خالتك وقتها انا اللي هقفلك ابتسم لها بحنان : يا حبيبتي متقلقيش انا مقدرش ازعلها اساسا ده انا روحي فيها يا دودو ضحكت بسعاده وهي تض*ب كتفه بقبضتها بخفه قائله بمرح : - ايوه كل بعقلي حلاوه كل مبناخدش منك غير كده يلا يا حبيبي اطلع لمراتك اطمن عليها ولو لسه تعبانه اطلب دكتور يطمنا عليها..اضافت بتبرير.. انا والله كنت هجبلها دكتور بس رفضت وقالت انها عايزه تنام بس ولما تصحى هتكون كويسه ربت على كتفها بحنان قائلا : متشغليش بالك يا ست الكل انا هطلع اشوفها ولو حالتها محتاجه دكتور هتصرف يلا تصبحي ع خير ردت بدعاء : وانت من اهل الخير يا حبيبي ربنا يسعدكم دنيا وآخره ====================== صعد لجناحه بتكاسل وحزن وبداخله يعلم سبب ادعاء زوجته المرض فيبدو أنها بدأت بالإبتعاد عن والدته وشقيقته أيضاً ولكن ما لا يعلمه هو لما تبتعد لما تريد الهجر وهو لم يخطئ معها بشئ أو يسئ إليها بل كانا في أفضل حال وكانت حياتهم تسير في اتجاه صحيح وكانا سعيدين ولكنها في صباح واحد استفز من نومه وجدها لا تطيق النظر إليه بل لا تتحمل لمسته كلما اقترب منها تنتفض وكأنها تحترق من لمساته حتى عندما حاول مراراً وتكراراً أن يتمم زواجه منها كانت ترفض بل ترتعش رفضاً وتنفجر ببكاء مرير لا يعلم سببه يكاد يقتله يفكر ويفكر هل تنفر منه هل تمقت اقترابه منها ولكنها تحبه بل تعشقه لما تفعل ذلك انفطر قلبه بين ضلوعه عندما تذكر نظرة عيناها له وكأنها تخبره بأنها تعشقه وأن لا يمل منها ويتحمل معها حتى تصل إلى بر الأمان والاستقرار ولكن ما لا يفهمه هو نظرات الخوف التي بعينيها كلما رأته يقترب منها هل ما حدث بينهم في السابق اخافها منه وجعلها تخاف من اقترابه واجتماعه بها في علاقه حميميه ولما لا فهو كان كالثور الهائج في المرات القليلة التي اجتمع بها معها ويبدو أنه ترك طابع سيئ عنه لدى ذهن زوجته صعب عليها نسيانه وتخطيه وصل إلى باب جناحه الخاص مع زوجته رفع يده يفرك جبينه بإرهاق ثم زفر بتعب وهو يقبض على مقبض الباب ويديره بهدوء فتح الباب بهدوء ودلف بخطوات حذره هادئه لاعتقاده أنها نائمه وقد نسى ما أخبرته إياه والدته عن وجود ملاك معها دلف ليجد الاضاءه مشتعله في غرفة النوم ف أتجه نحوها بهدوء ليصل إليه صوت همهمات خفيفه ولكن اخترق سمعه صوتها المختنق بالبكاء اسرع بخطواته نحو الغرفه ليتسمر عند الباب عندما وقعت عيناه عليها تجلس امام شقيقته بإن**ار غير مبرر له ودموع غزيره تتساقط من عيناها بكثره واحده تلو الأخرى وكلما محتها شقيقته تنزلق غيرها لتغرق وجهها من جديد انتفض في وقفته ليسرع نحوها وقلبه المتألم يهتف بإسمها قبل ل**نه : - ندددددى انتفضت في جلستها كل منهما على أثر صراخه الملتاع بإسم معشوقته لتنهض ملاك بسرعه حتى تتيح له الجلوس بجوارها أما هي ف فور سماعها لصوته الملهوف يناديها انتفض قلبها شوقاً له ولأحضانه تريد الدلوف بين ذراعيه غير راغبه بالخروج مره أخرى تعلقت عيناها بعينيه بشوق وهو يتقدم منها حتى جلس أمامها أرادت سؤاله عن وقت مجيئه ولكنه لم يمهلها الفرصه بل جذبها من خصرها بلهفه يجلسها بأحضانه يضمها إليه بقلق بالغ وهو يسألها بلهفه وألم لاعتقاده أنه السبب في حزنها هذا : - مالك يا حبيبي ليه كل الدموع دي يا ندى ليه يا حبيبتي تاعبه نفسك وتعباني معاكي ريحيني وعرفيني اللي فيكي تساقطت دموعها أكثر وهي بين ذراعيه مما جعله يزيد من ضمها خجلت ملاك من وضعهما فقررت الإنسحاب لتميل على شقيقها وتهمس له بخفوت : - براحه عليها يا مازن دي من بدري ع الحال ده ومش عارفه مالها بس ع ما أعتقد أنه زعلها من ناحيتك أنا مش هدخل في تفاصيل ولا هسألك إيه حصل بينكم بس حاول تهديها وتفهم منها ولو كنت غلطان طيب خاطرها وصالحها رفع رأسه نحو شقيقته ينظر إليها بإمتنان لعلاقتها الطيبه بزوجته اماء لها برأسه إيجابياً بحنان خرجت ملاك من الغرفه بهدوء وأغلقت الباب خلفها لتتيح لهما الفرصه لتصفية حساباتهما معا هبط بوجهه ينظر إليها وهي منكمشه في أحضانه تبكي ب**ت وشهقات خافته ينتفض معها جسدها كلما خرجت منها فك قيد ذراعيه من حولها قليلاً ورفع يده يمسك بذقنها يرفع وجهها إليه بحنان رغم رفضها التام وعدم تماثلها لرغبته برؤية وجهها ارغمها على رفع وجهه نحوه ثم مرر يده بحنان على وجنتها ثم عينيها يزيل الدموع العالقه بجفونها تحبسها حتى لا يراها مال بشفتيه يلثم جفنيها بتروي وحنان ثم نزل إلى شفتيها يقبلها قبلات رقيقه متتاليه يشتت بها ذهنها حتى تتوقف عن البكاء وكان له ما أراد فتحت عيونها المغلقه برقه تنظر له بخشيه وجزع تحاول إخفائه ولكنه يراه بوضوح تعجب لحالها معه وسألها بألم : - ليه يا ندى كل ده ليه معقوله بطلتي تحبيني شهقت بجزع تجيبه بلهفه : عمري ما هقدر ابطل احبك ده أنا روحي فيك يا مازن سألها بتعب وهو يمرر يده على وجهها بألم بادي على ملامحه : - طيب ليه... اخفضت عيناها بخجل وتوتر وأجابته بسؤال آخر : - ليه إيه...أنا مش فاهمه بتتكلم عن إيه رد بحده وصوت غاضب غير قابل للمراوغه والتلاعب بالحديث أكثر من ذلك : - لا انتي فاهمه كويس أنا بتكلم عن إيه ومع ذلك هقولك عشان اجيب اخرك أضاف بجمود وألم واضح بصوته : ليه بتبعدي عني ليه مش عايزاني اقرب ليه كل محاوله مني بتصديها ليه بشوف نظرة خوف في عيونك كل ما اقرب منك ولا ألمسك ليه كل ده لو عملت حاجه زعلتك قوليلي عاتبيني بيها بس متبعديش سألها بتعب وألم : معقوله بطلت اوحشك وبقى غيابي وبعدي عنك سهل معقوله فراقي مبيأثرش عليكي معقوله تكوني مرتاحه وانتي بعيده عن حضني بتعرفي تنامي وانا مش ضامك لقلبي لو كل ده سهل عليكي ليه انا بموت كل لحظه ببعدي عنك ليه النوم مش بيزور جفوني وانتي مش معايا ليه بقيت مش قادر اتنفس لمجرد فكرة إنك ممكن تكوني بطلتي تحبيني تساقطت دموعها بغزاره لتغرق وجهها الملائكي تبكي بشهقات مكتومه بألم وحسره على ما أوصلت زوجها إليها ردت ببكاء وألم شديد : - مش سهل أبدا والله اصعب حاجه ممكن أمر بيها في حياتي هي فراقك ده أنا اموت لو يوم بعدت عنك فيه يمكن اللي مصبرني إني معاك وبشوفك لكن أنا عمري ما يبقى سهل عليا أبعد عنك مين قالك إني كده مرتاحه أنا بموت يا مازن موجوعه اكتر منك في بعدي عنك أنا بقالي اسبوعين مش قادره انام أنا بغمض بس عشان تعرف إني نايمه وبستناك تنام كل يوم عشان أملي عيني منك من غير ما تسأل عن اللي فيا وعارفه أنه بعذبك بس أنا كمان بتعذب والله انا بموووت من غيرك ضمها إلى ص*ره بلهفه وخوف : بعد الشر يا حبيبي ألف بعد الشر عليكي حرام عليكي يا ندى بلاش تقولي كده لما انتي بتتعذبي أوي كده زيي ما أنا بتعذب في بعدك بعدتي عني ليه انتي كده بتقتليني بالحياه يا ندى خرجت من أحضانه ورفعت يداها تضم وجهه بهما بلهفه وعشق طاغي على وجهها : - ألف بعد الشر عليك يا حبيبي كل اللي حصل ده غصب عني وبعدي عنك غصب عني يا حبيبي والله مش بإيدي كل ده أنا خايفه يا مازن خايفه أوي نظر لها بتعجب وسألها بإستهجان : خايفه!! خايفه من إيه أجابته بدموع وألم : خايفه عليك وخايفه منك رمقها بنظرات حنونه وهو يرفع يده يضم وجهها بدوره قائلاً بشغف : - خايفه عليا من إيه يا حبيبي ولو عليا أنا وخايفه مني عشان اللي حصل مني قبل كده متخافيش يا حبيبي مش عقرب منك طالما انتي مستعده ولو قربت صدقيني عمري ما هأذيكي ده أنا اموت ولا اكون سبب في تعبك يوم... وضعت يدها على شفتيه تمنعه من إستكمال حديثه الموجع لقلبها : - بعد الشر عليك متقولش كده تاني يا مازن وإلا هزعل منك بجد ووقتها انت عارف ضحك على ردة فعلها على جملته ورد عليها بمزاح لتخفيف الضغط المحيط بهم من كل جانب : - لا يا ستي وانا مقدرش ع زعلك مني بس قوليلي بقى خايفه من إيه عشان اطمن حبيبتي اللي بتخاف وانا موجود معاها متجوزه ابن أختك يابت نظرت له بألم ودموع ألتمعت بعيناها من جديد : - خايفه منك تندم وخايفه عليك مني... *************** نبض مؤلم بقلم رضوى أشرف
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD