الفصـــل الأول
يقف كالصـقــر فوق سطح إحدى البنايات العالية بملابسه السوداء وشعره الأســود الطويل يستند على الحاجز الأسمنتي للسطح ،
وجهه متجه للسماء يراقب صفاءها ونجومها المضيئة ، بيده سيجارة ينفث دخانها بهدوء شديد وكأنه في رحلة استجمام
مرت عدة دقائق قبل أن يُلقي بقايا سيجارته أرضاً بلا مبالاة ، مد أصابعه يمررها بشعره الطويل ناعم الخصلات ليرفعه عن عينيه ويضع كاباً أ**د فوق رأسه
انحنى يلتقط بندقية قناص ذات مكبر وخاصية للرؤية الليلية يراقب من خلالها مجموعة من الأشخاص يغادرون المبنى المقابل، يحيطون بأحد الرجال باهتمام بالغ وعيونهم تدور فى جميع الاتجاهات لتأمين هذا الرجل الذي يبدو عليه الغنى والسلطة
وفى خلال ثوان قليلة كان الرجل يترنح ويسقط صريعاً بين رجاله
وسط ذهولهم وارتباكهم وأصوات صياحهم المفزوعة لطلب الإسعاف وإيجاد الجانى
أما فوق السطح ، ارتسمت ابتسامة متهكمة على شفتي القناص وهو يعيد بندقيته لجرابها وينطلق بخطوات ثابتة مغادراً المكان فى هدوء
***********
بعد مرور عدة ساعات وفى حفلة صاخبة بإحدى الفيلات الخاصة، يجلس رجلان بركن بعيد نسبياً عن صخب الحفل ، أحدهما قناص
السطح ينظر بعينين قاتمتين حادتين وملامح صخرية جامدة فى وجه رجل ممتلئ الجثة يدخن سيجار فاخر بغرور ، أخرج من جيب
سترته شيك بنكي ليضعه على الطاولة بينهما .
مد القناص يده ليسحب الشيك وينظر إليه بينما قال الرجل الممتلئ بسعادة
: تسلم أيدك اللى تتلف فى حرير يا رابح
ارتفع طرف فمه بابتسامة متهكمة وهو يستند بظهره على مقعده ويضع الشيك بجيبه
: فى خدمتك يا أشرف باشا
اقترب منه أشرف هامساً باهتمام
: هعوزك فى خدمة تانية قريب يا رابح
أطلق ضحكه ساخرة عالية وسحب كأساً من على الطاولة تجرعه دفعة واحدة ليهمس بسخرية
: إيه يا أشرف باشا ؟ أنت هتخلص
على رجال أعمال السوق كله ولا إيه؟
ضحك أشرف حتى ارتج جسده الممتلئ وصاح بغرور
: ماحدش يقدر يقف قصادي واللي يحاول يتفرم
نهض رابح وانحنى قليلاً هامساً له بغمزة من عينه
: في خدمتك يا باشا
واستدار لينضم للحفل بخطوات بطيئة وعينيه تتجول في المكان وتتفحص الفتيات الراقصات بحماس وغنج ، تقدم منه أحد الشباب واضعاً يده على خصر إحدى الفتيات الأجنبيات المصاحبات له وصاح بحماس
: رابح باشا .... حبيبي
التفت له مبتسماً بحميمية ، فاقترب منه الشاب أكثر منه مداعباً
: واقف لوحدك ليه يا نجم ؟
حياه رابح بود وابتسامة واسعة تدل على مكانه هذا الشخص لديه وصاح قائلاً
: ازيك يا عز؟ وحشنى
تصافحا بقوة وعز مستمر بمداعبته وهو يضم الفتاة بيده الأخرى بحميمية
: شفت الحلويات ديه وارد الخارج... بتنور فى الضلمة يابنى
ضحك رابح وقال بتهكم
: الحقيقة أشرف بيه مكلف نفسه أوى ..... الصرف باين في الحفلة
أطلق عز ضحكة عالية مرحة ودعاه بوقاحة
: طب مد أيدك يلا .... ده الحريم بالهبل
اقترب منهم النادل بكؤوس الخمر فتناول كل منهما كأس وتبادلا أطراف الحديث سوياً حتى لفت نظر رابح فتاة باكية تخرج من
إحدى الغرف جرياً وخلفها سيدة أكبر فى العمر يعرفها جيداً (ميمى ق**دة وتدير شبكة للدعارة ) أمسكت بذراع الفتاة بقسوة لتسحبها نحو الحديقة بعيداً عن صخب الحفل
**************
فى الحديقة انضمت لهما فتاة أخرى، بينما السيدة ممسكة بذراع الفتاة الأولى بعنف، تهزها بقسوة صائحة بها بغضب
: بت ... اتعدلى هتعملى فيها شريفة يا أختي .... إنتي جاية برجلك ماحدش غصبك ..... هتعمليهم عليا
تدخلت الفتاة الأخرى وهى تقف وسطهما في محاولة لتهدأ الأمور
: بالراحة عليها يا ميمى هانم البت جديدة وهايبة الوضع .... كل ده جديد عليها
صاحت بها ميمى بعصبية
: هايبة إيه وزفت إيه .... ديه زقت وليد
باشا رمته على اﻻرض
شهقت الفتاة بجزع وهى تخبط على ص*رها هاتفة باستنكار
: يانهار أ**د !! ..... إنتى اتجننتي يا ريم هتودينا فى داهية
أخيراً صرخت ريم بقهر وهى تحاول التملص من قبضة ميمى
: ده سافل .... ده حط إيده على ... على
قاطعتها ميمى بميوعة و**ة
: كنتِ فاكرة نفسك جاية تلعبى كوتشينة ياروح طنط ؟!
أخفت وجهها بكفيها وتوسلت من بين دموعها الغزيرة للصديقة التي جلبتها لهذا المكان
: روحيني يادعاء أرجوكى أبوس إيدك .... أنتى آآ
نهرتها دعاء سريعاً وهزتها بقوة
: هشششش دعاء إيه .... اسمي هنا دودو وبعدين انتي قلتي محتاجة فلوس وجايه بمزاجك ماتنسيش بقى
هزت رأسها برفض ، وصرخت من بين دموعها بقهر
: لأ أنا مش جاية عشان كده وأنتي عار.آآ...
قاطعتها دعاء ثانية بحزم
: من غير كتر كلام أسمعى الكلام وأنتى ت**بي
هزت رأسها بنفور وهى تضم جسدها بذراعيها وكأنها تخفيه عن عيونهم الطامعة
: مش قادرة حرام عليكو .... مش قادرة والله
نفذ صبر ميمى فجذبتها من شعرها بغل وقالت مهددة
: اسمعي بقى ... أنا صرفت عليكى لبس ومكياج وهتاخدي مبلغ ماتحلميش بيه .... أنتى خلاص دخلتى عالمنا وشوفتيه ودخول الحمام مش زى خروجه ياحلوة !!
وأكملت بنبرة حازمة : هتسمعي الكلام هتاخدى فلوسك وفوقهم بوسة ..... مش هتسمعي الكلام برضه هتعملى اللى أنا عاوزاه
ومن غير ولا مليم وتترمى فى أوسخ شارع بعد كده
التفتت ميمى لدعاء بملامح متجهمة وبنبرة حازمة تحمل تهديداً صريحاً
: عقليها وإلا أقسم بالله هعمل عليكو حفلة أنتوا اﻻتنين النهارده
وتركتهم مغادرة بغضب، التفتت دعاء لريم متوسلة لها
: ريم أبوس إيدك أعقلى بقى .... أنتي ماتعرفيش ميمى .... ديه ماعندهاش رحمة هتخلي رجالتها يغتصبونا ويبهدلونا
رفعت عيناها الباكيتان نحوها وصرخت بها معاتبة بصوت متهدج
: أنتي السبب منك لله ... أنا مش كده ... أنا مقدرش أكون زيك
تخصرت وقد أشتعلت عيونها بالغضب وهى ترد عليها بغل
: زيي ؟؟ .... أيوه انتى زيي ولا نسيتى نفسك وأنتى بتشحتي عشان تعالجى أمك؟ .... وأنا إيه اللى كان رمانى غير الفقر وقلة الحيلة ؟ ودلوقتي الدور عليكى ..... فاهمة؟؟
أنهت كلماتها وهى ترفع أصبع السبابة أمام عينى ريم بإصرار وحقد واضح
نظرت لها ريم بعينين تحولتا للون الدماء الممزوج بالقهر والألم
فأردفت دعاء بصوت هادئ مخادع
: اسمعي .... ليلة وتعدي وتخلصي بيها من شر ميمى ...... مش هتهدى غير لما تاخد
فلوسها وزياده وزي ماسمعتي هتقضيها برضاكي أو غصب عنك
مسحت ريم عينيها بقهر وهى تتمتم بغل وقهر : منك لله ... أعمل إيه دلوقتى أنتى السبب .... أنا لازم أهرب من هنا
أطلقت ضحكة عالية ساخرة
: بصى حواليكى كده وفكرى هتهربى أزاى
تلفتت حولها وهى مازالت تضم جسدها وكأنها تخشى ضياعه ، وجدت رجال الحرس ضخام الجثة منتشرين فى كل مكان ويتحركون للمراقبة بشكل دائم
اقتربت دعاء من أذنها هامسة
: شفتى الحراس دول .... مفيش ناموسة تدخل من غير أذن ولا نملة تخرج من غير أذن
زادت من اقترابها مهددة بهمس
: ونفس الحراس دول هيعملوا عليكى حفلة الليلة لو ماسمعتيش كلام ميمى
ابتعدت مذعورة وهى تعيد النظر بالوجوه المتوحشة للحرس ونظره الشماتة بوجه دعاء
أخفضت وجهها لتخفيه بين كفيها بقلة حيلة وهى تُتمتم مناجية ربها : سامحنى يارب
زفرت دعاء بحنق
: بقولك إيه خلصينى وخلصى نفسك بقا
رفعت عيونها الباكية لترمقها بنظرات بغض نارية ومرارة تكاد تفتك بقلبها قهراً وذل
*************
أثناء خروج ميمى من الحديقة قطع طريقها رابح الذى قابلها بابتسامة مجاملة وبعض الكلمات المادحة
: ميمى الجميلة مشغوله عنا ليه ياقمر
فتحت ذراعيها واحتضنته بكل دلال ثم قبلت وجنتيه لتردف بدلع
: رابح حبيبى أنا هنا ..... أؤمرنى يا باشا
ابتسم متهكماً كعادته وأشار لها بطرف عينه نحو الحديقة متسائلاً
: مين المزة اللى مع دودو
التفتت نحوها بخبث ثم نظرت نحوه وغمزت له قائلة بمكر أنثوى
: آآآه .... دايما بتحب الجديد يا برنس
وأطلقت ضحكة عالية ماجنة ثم أردفت بخبث : ده طلب خصوصى لوليد بيه أصله كان طالب واحده بالسوليفان .... ما حدش لمسها قبل كده... خام يعنى
ارتشف بعض قطرات من كأسه وعينيه مسلطة على ريم، الواضح جدالها مع دودو وتسائل بمكر وهو يشير نحو وليد برأسه
: بس شكل الصفقة باظت ووليد شبك مع مزتين روس
زفرت بضيق ولوت شفتيها باستياء مغمغمة بعصبية
: غ*ية ..... كان هيدفع مبلغ ماتحلمش بيه بس تقول إيه أشكال فقرية
ضحك بسخرية وعينيه تتابع الحوار المحتدم بين دعاء وريم وقال معاتباً
: أنتى اللى غلطانة .... أنتى عارفة وليد جلف وشرس والبت شكلها غلبانة
زفرت بضيق وأشاحت بيدها فى الهواء هاتفه بحنق
: غلبانة ديه تعبانه ... أنا نضفتها وصرفت عليها لغاية ما بقت بنى آدمه تقول لأ .... وتيجى دلوقتي تقول لأ.... أنا هسففها التراب
أحاط كتفيها بذراعه وقربها لجسده وقال مهدئاً لها
: أهدى ياقمر ... البت تلزمنى عاوزة كام ؟
تهللت أساريرها حين وجدت مشترى جديد فضحكت بغنج ومالت على كتفه بدلال مردده بخفوت
: تحت أمرك يابرنس ..... 10 الاف بس
ضم حاجبيه الكثيفين فى دهشة وقال باستنكار : نعم .... ليه؟
رفعت أناملها تداعب ذقنه الخشنة
: ده غير عرقها ..... ده عشان خاطرك بس .... وحياتك وليد كان هيدفع 25 الف .... 15 ليا
و10 لها... بس تقول إيه بت فقرية
أعاد نظره نحو ريم يتأمل جسده بامعان و زفر بتفكر ثم هز رأسه موافقاً
: ماشى ياميمى بكره الفلوس هتكون عندك وفوقهم بوسة
لمعت عيونها بجشع والتفتت لتواجهه بجسدها وابتسمت بانتصار، تنظر إلى وجهه بغنج
: لا ياحبيبى البوسة دلوقت ومنى أنا
وأحاطت وجهه بكفيها لتقبله على شفتيه بشغف
**************
انطلقت ميمى باتجاه دعاء وريم وصاحت بحماس فى دعاء
: ها يادودو .... عملتى إيه؟
رمقت ريم بحنق وأجابتها بشماتة
: خلاص ياميمى هانم هى جاهزة وتحت أمرك
تفحصتها ميمى من رأسها لأخمص قدميها ودققت النظر بوجهها ثم أشارت لها باستعلاء
: كويس ..... خديها بقا تغسل وشها وتظبط الميكب كده بسرعه .... الزبون مستنى
مالت عليها دعاء تسأل بفضول
: وليد بيه برضه
حدجتها بنظرة حانقة ثم زفرت بضجر
: أحنا من أمتى بنختار يادودو
أجابت دودو باشمئزاز لم تستطيع إخفائه
: أصل وليد بيه ده مقرف أوى بصراحة و....و
قاطعتها ميمى وهى تتلفت حولها بحذر وقالت بقلق : أخرسى... هتودينا فى داهية وبعدين خلاص هى هتروح مع رابح
ضيقت عينيها بتسائل : رابح رشيد
أجابتها ميمى بالإيجاب فالتفتت نحو ريم وربتت على كتفها قائلة بتهكم
: حظك نار ياريم ..... رابح ده طيب وكريم أوى متخافيش بقى يلا
رمقتها ريم ببغض وابتسمت باشمئزاز من كلامها فما يضير الشاة أن يكون ذابحها طيب أو حنون فهو فى كل الأحوال ذابحها دون
رحمه أو شفقه ، سارت معها باستسلام ذليل وقلبها ينتفض بين جنباتها كالمحتضر وعقلها يأمُل فى الفرار من هذا الواقع الأليم
*************
بعد عدة دقائق اقتربت ميمى تخطو بدلال وهى تجذب ريم خلفها ووقفت أمام رابح بابتسامة رقيقة تجيد رسمها على شفتيها وقالت برقة تخالف طبيعتها
: رابح بيه أعرفك بريرى
رفع رابح رأسه يتأمل الفتاة المغلوبة على أمرها من أسفل قدميها حتى قمة رأسها المنحنى بان**ار وعينيها الواسعة التى تهرب من وجهه فتبحث فى الأرض عن شئ لا تعرف كنهه
ارتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة لميمى التى غمزت له بخبث أنثوي ثم نهض من مكانه ببطء وقبض على ذراع ريم برفق ويقودها معه حتى سيارته فى صمت تام، وهى تتحرك معه كالمغيبة، لم تلتفت ناحيته طوال الطريق أو تحاول النظر في ملامحه، كادت تدمى كفيها من فركهما ببعض بقوة قلقاً وندماً على مصيرها الذى صار محتوماً بينما كان يسترق نحو وجهها الحزين نظرات خاطفة حتى وصل لمنزله بأحد الأحياء الراقية، اصطحبها دون أى كلمة حتى شقته ليترك يدها أخيراً فى
غرفة نومه وقد تعالت صرخات خافقها بين جنبات ص*رها حتى كاد أن يتوقف ويعلن موتها
جلس رابح بأريحية يشعل سيجارته ويتأملها بتفحص وهى تقف بمنتصف الحجرة كتمثال جميل صُب من الشمع، مطأطأة الرأس دون أى حركة تشير إلى علامة من علامات الحياة،
نهض ببطء ليقترب منها وأزاح بعض خصلات من شعرها المموج عن وجهها، يتطلع في ملامحها الأنثوية الرقيقة بعينين ملؤها الشغف والرغبة ، مرر أصبعه على وجنتها برقه وصولاً لذقنها الدقيق ليرفع رأسها حتى تقابلت عينيه العميقة الداكنة بعيونها الواسعة بلون بحور العسل السائل وسألها بصوت هادئ
: اسمك إيه؟
أغمضت عينيها بقهر وابتلعت ريقها بصعوبة مستسلمة بخنوع يأس وأجابت بخفوت حتى بالكاد استطاع أن يسمعها برغم قربه منها
: ري ... ريرى
ابتسم بتهكم وهو يهز رأسه نافياً وسأل مجدداً غامزاً بوقاحة
: اسمك الحقيقى ... أنا مبحبش اسماء الـ.. لامؤاخذه ديه
حاولت رفع صوتها قليلاً لتجيبه ولكن خرج صوتها هامساً متهدج
: ر ... ريم
ابتسم بعذوبة ويده تعبث فى خصلات شعرها الغجرى المظهر
: اسم رقيق أوى
قرب وجهه منها ليقبل شفتيها الشهية فشهقت وتراجعت بحدة للخلف وص*رها يعلو ويهبط بشده خوفاً من اقتراب مصيرها الأسود
وعقلها رافض لمايحدث
اقترب ببطء محاولاً تهدئتها ومد يديه حول خصرها ليقربها منه من جديد هامساً
: ماتخافيش ..... أهدى شوية
ضمها إلى ص*ره العريض لدقائق لعلها تهدئ ولكنه فوجئ بدفء يتسلل إلى جسده .... دفء وراحة افتقدهما من زمن طويل حتى أنه أغمض عينيه وخرجت منه تنهيدة هادئة لينعم بهذه اللحظة المميزة
بينما بلغ منها الهلع مبلغه وعينيها تذرف دمع صامت بلا توقف
فكيف يمكن أن تهدئ الشاة الواثقة من اقتراب موعد ذبحها ،
رفع رأسه ببطء ليتأمل فى ملامحها .... لا يعرف ما سرها لكنها تسللت لداخله فور أن وقعت عينيه عليها .... بها سحر غريب
يجذبه بشدة،
مال نحو شفتيها محاولاً تقبيلها للمرة الثانية
فابتعدت بخوف وهى تخفى فمها بكفيها وقد أدركت أنها النهاية و لا سبيل للفرار ، استسلم عقلها لواقعها المرير وتذكرت والدتها
ومرضها و احتياجها الشديد للمال ..... أن كانت هذه هى نهايتها فعلى الأقل لا تضيع بلا ثمن .... حاولت التماسك والمطالبة بالمال
فهمست باضطراب وجسد مرتعش وصوت متقطع
: الفلوس .... فلوسى الأول وتراجعت مبتعده عنه أكثر
ابتسم ابتسامته الساخرة وعقله يؤكد له أنها مثل شبيهاتها من النساء تسعى للمال فقط ، أخرج لها من درج الكومود رزمه مالية وضعها فى يديها
نظرت للمال بآلم، أموال هى ثمن عفتها وشرفها، أغلقت يديها قابضة عليه ورفعتها إلى ص*رها تضمها بقلق وخوف و بداخلها تتصارع مئات المشاعر المتضاربة
اقترب منها مرة أخرى وقبض على يدها ليقول مداعباً بخفوت
: هتفضلى ماسكة الفلوس كده
أمسك كفها وسحبها خلفه مقترباً من الفراش ثم سحب الأموال من يدها وعينيها المتسعة تتابع Eالأموال بقلق، وضع المال على الطاولة قائلاً بعبث
: حطى الفلوس هنا جنب فستانك
رفعت رأسها نحوه لترمقه بتعجب وتساءلت بحيرة بنبرة خافتة : فستا.....
وقبل أن تكمل كلمتها كان قد فتح سحاب الرداء وأزاحه عن كتفيها فسقط تحت قدميها فى لحظات
******************