الفصل الرابع
ابتسمت فريدة بهدوء و هى تشير لوالد نجمة بالجلوس قائلة ..” تفضل محمود أجلس هل رأيت نجمة و الأولاد “
جلس محمود باسما و هو يقول بحنان ..” أجل سيدتي رأيتهم فور مجيئي و هى من أخبرتني بمكان جلوسك لم تأتي حتى لا يزعجك الأولاد “
كانت فريدة قد انتقلت للطابق الأرضي منذ تعبت قدميها و لم تستطع صعود الدرج فجهز لها طِراد غرفة مكتبة لتطل على الحديقة و أنتقل هو بمكتبه لغرفة أخرى أصغر قليلاً دلفت سهر إلى الغرفة و وضعت صنيه صغيرة عليها قدح القهوة و قطعة من الكيك على الطاولة الصغيرة شكرتها فريدة لتنصرف باسمة فالتفتت هذه الأخيرة لمحمود سأله ..” كيف حال سناء و الأولاد بخير “
أجابها محمود باسمة ..” بخير و كانت تريد أن تأتي معي لتراكِ و لكني تعجلت لاتي لرؤيتك فأخبرتها أن تأتي مرة أخرى و لكنها ترسل لك سلامها “
هزت فريدة رأسها و قالت ..” سلمها الله و جميلة كيف هى لي وقت لم أراها أيضاً “
رد محمود ..” بخير تستذكر بجد سأرسلها إليك مع والدتها إن شاء الله قريبا “
صمتت فريدة قليلاً ثم أشارت لقدح القهوة قائلة ..” تفضل قهوتك محمود حتى لا تبرد و هذا الكيك من صنع نجمتنا تذوقه “
مد محمود يده يمسك بقهوته و أرتشف منها القليل ثم سألها بجدية ..
” أخبريني سيدتي ما هو الأمر الهام لطلبك رؤيتي هل فعلت نجمة شيء ضايقك أخبريني و سأ**ر لك رأسها “
ضحكت فريدة بخفوت قائلة ..” نجمة يا محمود ..نجمة تفعل شيء تضايق به أحد أنها كالملاك الحارس للجميع حفظها الله لزوجها و أولادها “
تن*د محمود براحة قائلاً ..” حمدا لله على ذلك ..ماذا إذن سيدتي أخبريني لقد شعرت بالقلق حقا الآن “
ردت فريدة تطمئنه ..” لا شيء يا محمود أطمئن و لكني أرسلت لك اليوم لأرجوك في أمر يخص ابنتك “
سألها محمود بحيرة ..” ما بها نجمة هل بها شيء “
ضحكت فريدة قائلة ..” ألا ابنة لد*ك غير نجمتنا “
أبتسم محمود قائلاً ..” جميلة تقصدين أنت لا ترجين يا جدة أنت تأمرين أخبريني بما تريدينه منها و أجعلها تنفذه على الفور “
ردت عليه فريدة بامتنان قائلة ..” سلمك الله يا أبا ياسين هذا ما كنت أنتظره منك و الآن لأخبرك بما أطلبه منك و رجائي هو أن لا ترد طلبي“
قال محمود باهتمام ..” تفضلي سيدتي ماذا تطلبين “
قالت فريدة بتمهل ..” أنا أعلم أن زواج نجمة من طِراد قبل أن تنهي دراستها قد ضايقك يا أبا ياسين خاصةً عندما أنجبت نجمة شمس و توقفت عن الدراسة لأشهر و انشغالها بها و بالبيت و سناء قد أخبرتني أنك رافض تكرار هذا مع جميلة “
صمتت فريدة لتدع لمحمود فرصة ليتفهم ما ستطلبه منه بعد هذا الحديث فقال محمود بهدوء ..” فريد يا جدة أليس كذلك “
ابتسمت فريدة قائلة ..” أنت رجل جيد يا محمود ربيت أولادك على الأخلاق الحميدة و الرضى و القناعة بما قسمه الله مؤكد مرورك بمحنة حادثتك قد زرع في أولادك تحمل المسؤولية و التعاون و الترابط بينهم ليتخطوا الصعاب التي يمكن أن تواجههم أي كان نوعها و هذا تلمسته في نجمة التي أشكر الله كل يوم على دخولها حياة حفيدي و حياتي معا و لذا أود طلب منك يد جميلة لولدي فريد و لك هذه المرة أن تضع الشروط المناسبة التي تتأكد منها أن جميلتنا لن تتأثر دراستها أو تتعرض لأي ضغط من أحد “
قال محمود بهدوء ..” لقد طلبها كثيرا يا جدة و لكن أخبرته أن ينتظر أن تنهي دراستها فلما التعجل “
قالت فريدة بهدوء تشرح وجهة نظرها هذه المرة .. ” هل تريد أن تعرف لما فريد متعجل يا محمود أنا أخبرك .. فريد تعلم أنه قد جهز له مكتب و بدأ العمل بمهنته منذ عامين تقريباً هذا و هو لا يمانع العمل على سيارته الأجرة رغم أنه لم يعد بحاجة للعمل عليها و لكن فريد رجل تحمل المسؤولية منذ كان يدرس في الجامعة مع شقيقته و لذلك تجده لا يخجل من العمل المتاح أمامه أي كان نوعه ..لذا وفق أيضاً و أحضر شقة و الآن يقوم بتجهيزها و مع كل هذا هو لا يمانع في انتظار جميلة لتنهي دراستها الجامعية ..تسألني لما لا ينتظر إن كان بكل الأحوال سينتظر أنا أخبرك لماذا ببساطة لأن جميلة ليست كنجمة سهلة التعامل معها جميلة معقدة قليلاً و تحتاج للصبر و النفس الطويل لتخترق دفاعاتها لتبدئ بثبر أغوارها و احتوائها كل ما يريده فريد هو أن يكون بينهما رابط شرعي حتى يتقرب منها و هذا لن يحدث إن لم توافق على خطبتهم “
صمتت فريدة منتظرة تعليق محمود على ما قالته و لكنه ظل صامتا يفكر إلى أن قال بجدية ..” ماذا تريدين بالضبط يا جدة “
ابتسمت فريدة قائلة ..” أعقد قرانهم يا محمود و لن تندم هذه المرة كما حدث مع نجمة “
قال محمود باسما ..” و لكني لم أندم على زواج نجمة يا جدة و أنا أراها بكل هذه السعادة ماذا أريد أكثر من أن أرى بناتي سعداء “
سألته بجدية ..” ماذا إذن بشأن جميلة كن صريحا معي حتي نتفاهم على كل شيء “
قال محمود بهدوء ..” لا شيء أخفيه يا جدة و لكن جميلة كما قلتِ منذ قليل معقدة و ليست في بساطة شقيقتها و أنا لا أستطيع اجبارها على شيء لا تريده “
ردت عليه باسمة ..” و من أخبرك أنها لا تريد “
قال محمود بضيق ..” لا أفهم هل تقولين أنها تحادثه و متفاهمان “
ردت عليه فريدة ضاحكة ..” يا أبا ياسين منذ قليل أخبرتك أن ابنتك معقدة و الرجل يريد التقرب منها بإطار شرعي و أنت تخبرني أنهما متفاهمان لما برأيك يلح عليك له سنوات لتقبل الخطبة حتى يستطيع أن يحادثها كالخلق “
رد محمود بحيرة ..” لقد أحترت الآن حقاً .. ربما لا تقبل به إذن و أنا لن أجبرها “
قالت فريدة بهدوء ..” أحياناً الإنسان لا يعرف ما يريده حقاً لذلك يحتاج ليوضع في موضع اختيار أو تفضيل حتى يعلم ما يريده حقاً و ابنتك جميلة من هؤلاء الحائرين الذين لا يعرفون للأن ماذا يريدون هى ترفض كل من يتقدم لخطبتها قبل أن ترفض أنت .. أنا أعلم ذلك و لكن فريد مختلف عن كل هؤلاء .. تعلم لماذا لأنه أمامها منذ سنوات و تعرفه بعض الشيء و إن خيرت بينه وبين من تقدم لخطبتها لاختارته هو و هذا هو ما أرجوه لذلك فقط أخبرها و سنرى “
قال محمود بجدية ..” و إن رفضت “
سألته فريدة باسمة ..” و هل وافقت أنت “
قال محمود بهدوء ..” لا مانع يا جدة خاصةً أني أحب فريد و أرى أنه شاب جيد و صالح ليحمي ابنتي و يحتويها كما يفعل حفيدك مع نجمة لذلك سأعرض عليها الأمر و سأخبرها بموافقتي و هى من ستختار تقبل أو ترفض و لن أجبرها “
قالت فريدة براحة ..” هذا جيد و لا نريد أكثر من ذلك و لكن لي فقط طلب بسيط أقبله أو أرفضه “
رد محمود باهتمام ..” تفضلي يا جدة طلباتك مجابة “
سألته فريدة بهدوء ..” هل لد*ك مانع في عرض الأمر على جميلة بنفسي في حضور والدتها “
أبتسم محمود و أجاب ..” لا مانع يا جدة في ذلك في كل الأحوال ستعرف “
قالت فريدة ممتنة ..” شكراً لك يا أبا ياسين “
قال محمود باسما ..” على ماذا تشكريني ..مفترضا بي أنا أن أشكرك لاهتمامك بابنتي و تمني لها الخير “
ردت فريدة عاتبة ..” لا تقل هذا يا محمود نحن عائلة واحدة و أولادك أحفادي أليس كذلك “
قال محمود باسما ..” لا حرمنا الله منك يا جدة و الآن سأذهب لقد تأخر الوقت حتى لا تقلق سناء تصبحين على خير “
حاولت فريدة النهوض من على المقعد لتودعه و لكنها منعها قائلاً ..
” لا تنهضي من مكانك أنا أعرف الطريق تصبحين على خير “
ردت قائلة و قد شعرت بأن العقبة الأصعب قد تذللت من أمام فريد ليبدأ بالتحرك نحو جميلته ..” و أنت بخير يا أبا ياسين و سلامي لسناء و الأولاد “
خرج محمود لتبتسم فريدة براحة و ثقة ..
*********************
” فريد أريدك أن توصلني لنجمة بالأولاد “ قالتها عتاب سأله شقيقها و هى تراه يستعد للخروج عندما أجابها متذمرا ..” لم لا يوصلك زوجك المبجل أم هو فقط لا ينفع إلا في أخذك لشقته ليريك لوحاته و يلقي بمسئولية جيشكم على رأسي “
أحمر وجه عتاب خجلا و قالت تهتف بغضب ..” فريد تحشم و ألتزم الأدب في الحديث معي لا تنس أنا شقيقتك الكبرى “
ضحك فريد بسخرية ..” الحشمة و الأدب تركت بيتنا منذ دخله زوجك أختي “
ضربته عتاب على رأسه كفا و قالت بغيظ ..” حسنا لا أريد منك شيء سأخذ سيارة أجرة من على أول الحارة و أنت تذكرها فقط “
نادت عتاب على صفوة قائلة ..” صفوة هل انتهيت حتى لا تتأخرين على جميلة المنتظرة هناك “
عقد فريد حاجبيه بغضب و سألها بحدة ..” هل قلتي سيارة أجرة الن يوصلك زوجك “
ردت عتاب بلامبالاة ..” لا فهو لديه عمل كثير في المتجر سيتسلم البضائع الجديدة و لن يستطيع المجيء الآن و نحن سنتأخر إن انتظرناه لا تشغل بالك بنا سنأخذ سيارة أجرة من أول الحارة “
قال فريد بغيظ ..” لا يا أختي هذا لا يصح و سيارتي موجودة أنا سأوصلك إليها و أرى جدتي فريدة “
قالت تجيبه بنفي و لامبالاة ..” لا داعي تستطيع أن تراها وقتا أخر و الآن سأذهب لأجهز الفتيات “
أجابها فريد بحزم وقوة ..” لا أنا سأوصلك سأذهب لأحضر السيارة في مكان قريب “
تركها و خرج فابتسمت عتاب بمكر قائلة ..” أيها الأبله مجنون جميلة ستجيب أخرتك هذه الفتاة غريبة الأطوار “
خرجت صفوة من غرفتها قائلة ..” لقد انتهيت و بهجة عتاب هل سيأتي الأولاد معنا ..“
أجابتها عتاب قائلة ..” لا فقط سأخذ جيشي الصغير و أنت و بهجة يكفي هذا حتى لا نفزع أهل المنزل “
سألتها صفوة ..” هل ستأتي صبا أيضاً أم نحن فقط “
ردت عتاب قائلة ..” مؤكد ستأتي و لكن لن تجلب معها وسيم لذلك لن أخذ الأولاد و عمتي سناء ستجلب جميلة معها فقط “
قالت صفوة ..” حسنا أنا سأرى أين رضوان و ماهر و مجدي حتى نستعد للذهاب “
قالت عتاب و هى ذاهبه لغرفتها ..” حسنا حبيبتي سأجهز الفتيات لحين يأتي فريد “
دلفت لغرفتها لتستعد و صفوة لجلب الأولاد .
أتى فريد لأخذهم فحمل الطفلة البالغة عام و بضع أشهر من الثلاث و صفوة واحدة و عتاب الأخرى قال فريد بحزم للأولاد ..” ألتزما الأدب و إلا عقبتكما أشد العقاب هل تسمعون و لا تزعجا أمكما هناك إن أخبرتني عن شقاوتكم حبستكم في شقة والدكم مع الأشباح التي تسكن لوحاته “
هز الأولاد رؤوسهم إيجابا برعب و هم يظنون حقاً أن في شقتهم العلوية أشباح ليبتسم فريد قائلاً ..” أحسنتم سأجلب لكم الحلوى و نحن في الطريق “
ذهب الجميع ليستقلا سيارة فريد الذي قال سألا ..” لقد كبرت الفتيات عتاب كفي عن حملهم في كل مكان تذهبين إليه “
قالت عتاب بضيق ..” ماذا أفعل فريد عندما أخذهم معي جميعاً لي يدان اثنان فقط يا أخي من سأمسك بهما “
قال ساخرا ..” معك حق فقط اجعلينا نحملهما لمواعيدك ألا يكفي أنك أطلقت عليهم أسماء شقيقتي فجر و صفوة “
ضحكت عتاب قائلة بمرح ..” هذا حتى لا أخطئ في أسمائهم فعقلي لن يتحمل أسماء جديدة تضاف إليه “
قالت صفوة بتذمر ..” لم يا أستاذ فريد الا يعجبك إسمي “
رد فريد ساخرا ..” يكفينا صفوة واحدة و لا نحتاج لأخرى ثم أني كنت أريد تسمية واحدة منهم جميلة و هى رفضت .. أنا لم أنس بعد و أعدك لن أطلق على فتاتي عتاب أبداً “
ضحكت عتاب و صفوة و قالت الأخيرة ..” جيد أنها رفضت و إلا كانت فضيحتك على المليء يا أخي بعد دأبك لطلبها لأعوام عندما يعرفون أن أحدى الفتيات تدعى جميلة سيعرفون على الفور من أسماها “
رد فريد بغيظ ..” لو كنتي أختي بحق كنتي حادثتها عني لتقنعيها بقبول خطبتنا و لكن أنت فقط تتذمرين كلما أخبرتك بشيء لقوله لها “
أجابته صفوة ببرود و هى تمسك بيدها رضوان و تحمل بالأخرى سميتها ..” هذا ما كان ينقصني أن تجعلني مرسال غرامك سيد فريد “
رد بغيظ ..” حسنا يا صفوة ربما رددتها لك “
رفعت حاجبها ساخرة و قالت ..” لقد أصبحت منفتح للغاية يا أخي ألا تمانع أن أتي و أخبرك بشيء من هذا و أني أعرف أحدهم “
رد فريد ببرود ..” لا تقلقي عزيزتي أخبريني و فقط سأ**ر رأسك أترين كم أنا منفتح “
ضحكت عتاب قائلة ..” سبحان الله تحل لنفسك ما تحرمه على غيرك “
أجابها فريد بضيق ..” أحل ماذا عتاب أنا أريد الزواج أختي لا التسكع و حين يأتي لصفوة خاطبا من الباب كما فعلت أنا مؤكد لن أمانع غير ذلك سأ**ر رأسها و رقبتها أيضاً “
فتح فريد باب السيارة و لتدخل عتاب و هو يقول بتذمر ..” هيا أصعدي بجيشك هنا و صفوة و بهجة سيجلسن جواري و دعينا نوصل حمولتنا بسلام “
أجلست عتاب الصبية جوارها و أخذت الفتيات على قدميها جوار بعضهم و لفت ذراعيها حولهن تمسك بهن بقوة حتى لا يقعن و هن لا يكفون عن الحركة و يص*رون أصوات فرحة فقالت بغيظ ..” هل تظننا حمولة من الآجر سيد فريد أم من الرمل “
رد فريد ساخرا ..” بل حمولة من المشاكل حمولة من الصخب حمولة من الجنون و من هذا كثير لا تعددي “
جلس و أغلق الباب بعد أن صعدت بهجة تجلس على قدم صفوة التي قالت بضيق ..” هل يمكن أن نتحرك رجاءً أنت تضيع الوقت “
زفر فريد بضيق متمتما ..” حسنا أحمدا الله أني سأوصلكم “
قالت عتاب ساخرة ..” لم يكن عليك ذلك السيارات كثيرة “
رد فريد بحزم ..” لا ركوب سيارة أجرة مع أحد غريب يا أوصلك أنا يا زوجك غير ذلك ممنوع مفهوم و كفا عن الحديث لقد أصيب رأسي بالصداع منكم “
أمضيا الوقت بصمت و كل منهم غارق في أفكاره .
***************
جالسة على الفراش تستند بظهرها على الوسادة متعبة و قد باتت تتعب من السير أو الجلوس على المقعد بسرعة فقد هرمت كثيرا و ما ظل لديها طاقة .. كانت جميلة و سناء قد وصلتا منذ ساعة تقريباً و بعد أن سلما على نجمة و الأولاد ذهبا لغرفة فريدة ليطمئنا عليها و قد علما بوعكتها .. قالت فريدة لجميلة و هى تشير جوارها على الفراش ..” أجلسي بجواري جميلة أريد الحديث معك قليلاً يا حبيبتي أنت و والدتك “
أطاعت جميلة و جلست جوارها و سناء جلست على المقعد الذي كان يحتله زوجها منذ أيام قليلة و سألت بقلق ..” هل هناك شيء يا جدة هل فعلت نجمة شيئاً ضايقك “
ضحكت فريدة بقوة متعبة و قالت بمرح ..” ما بكم تتهمون نجمتنا بما لم تفعل و لن تفعل ..و هل نجمة تضايق أحد سناء “
ابتسمت سناء براحة و قالت بمرح ..” ظننت أنها فعلت شيء دون قصد و أزعجك منها “
قالت فريدة تطمئنها ..” لا أطمئني أنا لا أريد الحديث عن نجمة أنا أريد الحديث عن جميلة “
نظرت إليها سناء بتساؤل و جميلة بحيرة قائلة ..” ماذا بشأني جدتي هل أنت متضايقة مني أنا “
قالت فريدة بهدوء ..” كفي أنت و والدتك عن الحديث عن ما يضايقني أنا بخير و لست متضايقة من أحدكم أنا أريد الحديث عن زواج جميلة زواجك أنت جميلتنا “
شهقت جميلة بدهشة و سناء منتظرة بتساؤل أن تفصح الجدة عن ما تقصده بحديثها ..عندما قالت جميلة بفزع .” زواج ..زواج من زواجي أنا كيف ذلك جدتي “
قالت فريدة تهدئها ..” أهدئي يا حبيبتي لا تخشي شيئاً لا أحد سيجبرك على شيء أطمئني فقط أستمعي إلي “
سألتها سناء بفضول ..” ماذا يا جدة أخبرينا عن الأمر بوضوح لنفهم “
ابتسمت فريدة و أمسكت بيد جميلة قائلة بحزم ...” لدي خاطب لجميلة و هو رجل صالح و سيحافظ عليها و سينتظر لحين تنهي دراستها لو كان هذا الشيء يؤرقها “
سألتها سناء بلهفة ..” من هو يا جدة هل نعرفه “
هزت فريدة رأسها موافقة و قالت.. ” بالطبع نعرفه و نعرف أخلاقه جيدا “
سألتها جميلة هذه المرة ..و قد خفق قلبها منتظرة ذكر اسمه لتتأكد بالمعني بالحديث ..” من هو “
نظرت إليها فريدة بصمت تتفحص ملامح القلق على وجهها و شحوب بشرتها البيضاء نظرت إلى يدها المضمومة على قدمها لتجد ارتجافه خفيفة تكاد لا تلاحظها لولا انتباهها إليها فسألتها قائلة بجدية ..” سأخبرك فقط لو أخبرتني أنك ستفكرين بالأمر أما إذا كنت سترفضين من البداية فلا داع لتعرفي من هو “
قالت جميلة بتردد و ارتباك ..” و لكن جدتي ما الداعي لهذا “
هزت فريدة كتفها و تمتمت ..” هكذا .. هو لا يريد أن تعرفي أنه خاطبك طالما سترفضين منذ البداية أخبرني أن أغلق الموضوع و لا أتحدث به كثيرا و لا أعلن عن هويته “
صمتت جميلة متحرقة لتعرف ما هى متأكدة منه و لكنها لا تريد أن تلزم نفسها بشيء من هذا فقط حتى تتأكد ..فقالت بضيق و هى تسبه داخلها .. ” حسنا جدتي سأفكر في الموضوع و لكني أخبرك و من الآن أن والدي لن يوافق فهو وعدني أن لا يجبرني على شيء و أن لا أنشغل بغير دراستي الجامعية العامين المقبلين لذلك أخبرك و إن فكرت فذلك لن يجدي نفعا فأبي لن يوافق “
ردت فريدة باسمة ..” أتركي والدك علي و فقط أخبريني أليس لد*ك اعتراض على التفكير في الارتباط حالياً “
نظرت جميلة لوالدتها تتسأل فقالت سناء مشجعة ..” لم لا يا حبيبتي طالما سينتظر لتنهي دراستك أليست هذه رغبتك لم لا تعطين نفسك فرصة “
ظلت صامته بعض الوقت و سناء و فريدة متحرقتان لتعرفا ردها كادت فريدة أن تفتح فمها لتخرج منها الكلمات التي ستطمئنها أنه يمكنها رؤية قصة هذه الفتاة تبدأ قبل رحيلها ..قالت جميلة مترددة ..” حسنا يا جدتي سأفكر في الأمر .. و الآن أخبريني من هو هذا الذي نعرفه “
همت فريدة بالحديث و إبلاغها عن هوية خاطبها عندما طرقت نجمة الباب و دخلت قائلة ..” جدتي فريد يريد رؤيتك و يطمئن عليك قبل أن يرحل “
ابتسمت فريدة و أشارت لنجمة لتدخله قائلة ..” أدخليه فقد اشتقت لحديثه “
نهضت جميلة و ابتعدت لأقصى الغرفة مفسحة له الطريق تريد أن تتلاشى حتى لا يراها وقفت خلف والدتها تتطلع عليه بعد أن دخل الغرفة و ألقى التحية عليهم .. أتجه لفريدة باسما و هو يقول ..” اشتقت إليك جدتي شفاك الله و عافاك لم يخبرني أحد بوعكتك صدقيني و إلا أتيت منذ زمن “
ربتت على كتفه و هو يمسك بيدها يقبلها قائلة بحنان ..” بوركت بني كيف حالك فريد “
رد بهدوء ..” بخير جدتي طالما أنت بخير و الآن سأذهب لأتركك تستريحين يكفيك ما ستلاقينه من إزعاج من شقيقتي و جيشها الصغير “
ضحكت فريدة بمرح ..” بل سيملئون البيت صخبا فقد سئمت من هدوئه بطِراد و زوجته و الآن أولادهما الملائكة نريد بعض الصخب لنشعر بالحياة “
قال فريد برقة ..” بل نحن من نشعر بالحياة بوجودك بيننا جدتي ..و الآن سأذهب هل تريدين شيء أفعله لك “
ردت فريدة بنفي ..” لا بني فقط تعال لتزورني وقت فراغك “
قبل يدها مرة أخرى و قال ..” حسنا جدتي أراك بخير “
قالت فريدة بهدوء باسمة ..” مع السلامة بني “
تركهم فريد و ذهب بعد أن حي سناء متجاهلا جميلة .. حتى أنه لم يلقي عليها نظرة واحدة مما جعلها تشعر بالرعب هل ألزمت نفسها بوعد على شيء خاطئ هل احساسها كان خاطئ و ليس هو المعني بالأمر يا إلهي في ماذا ورطت نفسها ..هدئت نفسها قائلة .. أن فريدة أخبرتها أنها لن تجبرها على شيء ..هذا صحيح و والدها أيضاً لن يوافق على إيه حال خرجت من أفكارها على صوت فريدة تسألها ..” ألا تريدين أن تعرفي من الخاطب جميلة أم عودتي في حديثك “
هزت رأسها صامته فقالت فريدة بهدوء ..” ما رأيك بفريد جميلة هل هو شاب جيد من وجهة نظرك “
لولا خجلها لتنفست جميلة الصعداء راحة لمعرفتها بهوية الطالب و لكنها قبل أن تجيب قالت سناء بفرح ..” حقاً يا جدة فريد هو من تتحدثين عنه “
ضحكت فريدة بمرح قائلة ..” ما بك يا امرأة لقد تحمست للأمر أكثر من صاحبة الشأن التي تقف صامته لا تعرف ما تقول ..هل شعرتي بالخيبة جميلة لمعرفة من هو.. هل كنتِ تظنينه شخصا آخر “
هزت جميلة رأسها نافية بعنف مما جعل فريدة تبتسم فسألتها قائلة ..
” أخبريني و قد علمتِ حبيبتي ما رأيك هل ستفكرين بالأمر “
لم تعرف جميلة بما تجيب و عقدة لسانها قد أبت أن تحل فقالت سناء بجدية ..” بالطبع ستفكر يا جدة و هل ستجد من هو أفضل منه “
ردت فريدة باسمة ..” أتركِ ابنتك تتخذ قرارها بنفسها سناء و لا تضعي الأفكار في رأسها “
ثم التفتت لجميلة تسألها بهدوء و حنان ..” أخبريني الآن هل ستفكرين بالأمر “
هزت جميلة رأسها موافقة و شعرت بوجهها يحترق فقالت بصوت محشرج ..” سأذهب لأرى صفوة مؤكد تنتظرني “
تركتهم و هربت بكل ما في الكلمة من معنى فضحكت فريدة قائلة لسناء
” يبدوا أنه سيكون لدينا عرس قريب سناء “