الفصل الثانى

2602 Words
وصل إلى المنزل وبعد مروره من بوابة الفيلا التى فتحها له أحد أفراد الأمن الذي إقترب منه متسائلآ عن هويته. الحارس: إنت عايز مين؟ أجابه كارم بإعتياديه: المفروض تكون إتعودت على اللي بيحصل ده، أوعى بقى من طريقى. أشار الحارس بتعجب وفتح له الطريق، وبعد عبور كارم للبوابه ض*ب الحارس كفآ بالآخر: بكرة هنلاقيه داخل علينا بتوكتوك!! رد حارس آخر مؤيدآ لحديث زميله: آه والله مش بعيد، بس هى الفلوس كده لما بتجرى فى إيد الناس بتجننهم. دخل إلى غرفته منهك الجسد، فألقى بنفسه على فراشه بتعب، فدخلت والدته إلى غرفته وهو مازال مغمض العينين، وما أن رأته على هذا الحال حتى إرتفع صوتها بصدمه وغيظ من هذا الإبن المستهتر. فريدة: إنت نايم بالمنظر ده إزاى على السرير؟!!، قوم حالآ وعالحمام فورآ، فوووورآ. إنتفض كارم إثر سماعه لصوتها المرتفع، يشعر بالأسف أنها رأته ولم يلحق تغيير ملابسه قبل إدراكها له. تنحنح وهو يحك أسفل ذقنه وينظر أرضآ، ثم وقف أمامها وقد رسم خطته التى سيتبعها حتى يجعل والدته ترضى عنه وتهدأ ثورتها التى لن تتخلى عنها إلا بعدما تدمر العالم على رأسه اليابسه التى لا تستمع سوى لأوامره هو وفقط. كارم بإبتسامته المخادعة: فريدة هانم بنفسها فى أوضتى؟، إيه النور ده كله وإيه الجمال ده كله، والله يافريدة هانم لو إنتى مش أمى كنت إتمنيت تبقى أمى، ده انتى شرف لأى.... قاطعته بعصبيتها المعتادة التى أصبحت ترافقها مؤخرآ، فمواقفه المستفزة تتزايد يومآ بعد يوم. فريدة: إبعد إيدك الملوثه دى عنى، وإبعد إنت شخصيآ. ثم تابعت حديثها وهى تضغط على الحروف التى تخرج من بين أسنانها: مششش..عايزة أشوفك.. قدامى.. غير وإنت واخد شاور ولابس نضيف وراشش برفان، قبل كده لأ. كارم: حاضر يا ست الكل، ده انتى تؤمرى يا ست الحبايب. فريدة بتأفف: ست الحبايب!، ماهو طبعآ، مستنيه أسمع منك إيه بهيئتك البيئة دى. وصل كارم لقمة إستفزازه من كلماتها ولكنه تحامل على نفسه وجاهد أن يتقبل منها أى شئ ستقوله حتى يمتص غضبها، وهذا ليس لبر الوالدين، فهذه الأمور لا يهتم بها، ولكن والدته تستطيع التأثير بفارق كبير في حياته، فلا يريد إلا **ب رضاها، الذي دائمآ مايخسره بسبب تصرفاته الأنانيه المستهترة.. أولاها ظهره متوجهآ نحو المرحاض ليستحم ويبدل ملابسه. ظلت تتابعه ببصرها حتى أغلق الباب من خلفه، وهى تستشيط غضبآ منه، لا تصدق أن هذا هو ولدها كارم الذي وضعت عليه أمالها وأحلامها هى ووالده منذ أن أنجباه. خرجت من غرفته التى تشعر بالضيق من الوقوف بداخلها، وقررت أن تنتظره بالأسفل، لتلقنه درسآ جديدآ، سيضعه ولدها بجانب الدروس السابقه بعناية، ويغلق عليهم جميعآ وبشكل جيد سلة المهملات... نعم هى تعى ذلك، ولكن واجبها كأم يحتم عليها أن لا تتركه على هذا الحال الغافل، بل كلما رفض النصيحه ستزيده نصحآ، حتى يعود إلى صوابه.. وبعد إنتهائه من الإستحمام، نزل الدرج ليلتقى بوالدته وهو يستعد لسماع ما لا يحب أن يتلقاه منها الآن أبدآ. فريدة: ممكن أعرف ليه كنت لابس كده وبالشكل اللي شوفتك بيه ده؟، وإيه كمان التا**ي اللي واقف برا ده؟! تنحنح كارم ثم أردف: كنت فى تحدى مع أصحابى، كل اللي شوفتيه كان كله هزار معاهم، عادى يعنى شباب مع بعض وبنتسلى. فريدة بعصبيه: مفيش حاجه أبدآ إسمها عادى، إنت فاهم؟، اللي بتعمله ده يضر بإسمنا وبسمعتنا، وغير الإسم والسمعه، أنا حاطه عليك أحلام كبيرة فى إنك تدير شركات باباك، ولا انت ناسي إن والدك المبجل مخلف من واحده تانيه وهى وإبنها مستنيين إشارة واحدة بس عشان ياخدوا كل حاجه، وحضرتك ملهى فى تفاهاتك، مش دريان بأى حاجه من اللي بيحصل حواليك. كارم بتأفف: يعنى عايزانى أعمل إيه؟، هورثه بالحياه مثلآ!! فريدة: لأ مش عايزاك تورثه بالحياة، عايزاك تبقى معاه خطوة بخطوة وتقرب منه وتعرف كل أسرار الشغل، عايزاه يثق فيك ويعتبرك دراعه اليمين. كارم: والله أنا بشتغل فى الشركه، وبعمل اللي عليا فيها، واللى بيتطلب منى بقوم بيه، ماعتقدش فى حاجه تانيه ممكن أعملها. فريدة بإنفعال: هو انت فاكر لما تروح يوم وعشرة لأ كده إنت بتشتغل!!، إنت بتستعبط، ومتكل على إنك إبن صاحب الشركه وضارب كل حاجه بالجزمه، ومش مهتم، تصرفاتك هتدمرنا، وهتدمرنى أنا قبل منك، مش كفايه خدت منى جوزى وقسمتنى فى كل حاجه، كمان هيجى إبنها يكمل اللعبه ويمحونى أنا وإنت فى أقرب فرصة. كارم بإنفعال: ماما، متكبريش الموضوع بالشكل ده، مرات بابا باين عليها ست طيبه ومش مهتمه خالص بكل اللي إنتى شاغله بالك بيه. ما أن سمعت فريدة كلماته حتى إشتعلت الدنيا أمام عينيها بغضب عارم أصبحت تشعر به، وتحدثت وهى تضغط على حروفها: عشان جاهله ومتخلفه وبيئه، ومش أنا اللي أشغل بالى بواحده زى دى، أنا بحاول أحافظلك على مالك اللى بغباءك وإستهتارك هتضيعه. كارم: أنا مش غبى ولا مستهتر، والورث مش مهتم بيه ولا هشغل دماغى بيه من دلوقتى، ومعنديش مشكله لو أخويا يورث معايا، الأملاك والفلوس كتير وإنه يورث معايا ده مايمنعش إن ورثى هيكون ضخم جدآ برضو، وبعدين ده أخويا مش حد غريب وهي**ق مالى يعنى. فريدة: ماسمعكش بتقول أخوك تانى أبدآ، إنت فاهم؟!!، وإياك أشوفك مبهدل نفسك بالشكل ده مرة تانيه. كارم بنفاذ صبر: حاضر يا ماما، حاضر، حضرتك عايزة حاجه تانيه؟؟ فريدة: مش عايزة غير إنى ماشوفكش قدامى دلوقتى. نظر لها كارم بضيق، وخرج من الفيلا متوجهآ إلى حيث سيارة الأجرة التى وضعها فى جراج الفيلا، ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وطلب رقم صديقه. كارم: أيوا يا مراد، ممكن رقم الولد اللى قولتلى عليه كان بيدور على شغل بعد شعله فى الكافيه اللى إنت بتروحه؟ مراد: هتشغله فى شركة أبوك ولا إيه؟ كارم: شركة أبويا مبتشغلش حد فترة تانيه وغير متفرغ بالشكل ده، وبعدين هو عايز شغل بعد العصر لحد بالليل وانا مقدرش أوفرله ده، ممكن رقمه بقى؟ مراد: هديهولك طبعآ بس فهمنى الأول هتشغله إيه لما مينفعش يشتغل عندكم؟ كارم: هقولك يا فضولى. بعد قرابة الساعة كان كارم يقف فى أحد الشوارع بجانب السيارة الأجرة التى كان قد أوصل بها نيللي فى الصباح، وبعد مرور دقائق أقبل عليه شاب يدعى مصطفى. مصطفى: حضرتك كارم بيه؟ كارم: أيوا أنا إزيك يامصطفى؟ مصطفى: الحمدلله، إزيك يابيه، آسف عالتأخير والله، أول ماحضرتك قولتلى إنك وصلت غيرت هدوم الشغل على طول وجيت. كارم: ولا يهمك، أنا كنت سمعت من مراد إنك سألته عن شغل بعد شغلك فى الكافيه مش كده؟ مصطفى: أيوا فعلآ، ظروفى وحشه والله، وعايز أتجوز ومش عارف. كارم: طيب إتفضل. قالها وهو يمد يده له بمفتاح السيارة الأجرة، فتطلع له مصطفى بذهول وعدم فهم. مصطفى: إيه ده ياباشا؟ كارم: ده مفتاح التا**ي، بتعرف تسوق ولا لسه هتتعلم؟ مصطفى بسعادة: بعرف أسوق طبعآ، بس حضرتك هتشغلنى عليه؟ كارم: التا**ي ده هيبقى بتاعك من دلوقتى، بس ليا طلب واحد. مصطفى: ياما انت كريم يارب، إنت تؤمر ياباشا، إتفضل أؤمر بأى حاجه. كارم: أنا اوقات هبقى محتاج التا**ي، فعايز فى أى وقت أطلبه منك متتأخرش عليا. مصطفى: إعتبرنى السواق الخصوصي بتاع سعادتك من دلوقتى. كارم: لأ أنا عندى عربيتى وبسوق بنفسي، بس ساعات هبقى محتاج للتا**ي، وهاجى أخده منك وهروح مشوارى بنفسي برضو، مش هتيجى معايا، وده مش هيحصل كتير، تمام. مصطفى والسعادة تطل من عينيه: تمام التمام كمان ياباشا، ربنا يكرمك ويزيدك من فضله ويعمر بيتك. كارم: شكرآ يامصطفى، يلا ورينى بقى مهارتك فى السواقه وإنت بتوصلنى، ماهو مش معقول أرجع مواصلات. مصطفى: لا طبعآ ياباشا ودى تيجى. كارم: يلا عشان تمضى ال*قد كمان. ***************** وصلت سحر إلى مقر عملها الجديد وقلبها ينبض بالسعادة، مع مزيج من التوتر مما هى مقبله عليه. خلود: أهلا وسهلآ، إنتى سحر الموظفه الجديدة؟ سحر بتوتر: أيوا أنا. خلود بإبتسامه: طيب مالك متوترة كده ليه؟، إهدى خالص وخليكى ريلاااا**، إنتى نورتى المكان، وكلنا هنا هنكون أصحاب وإخوات، مفيش حاجه تخوف خالص، وحتى الشغل خفيف والوقت بيعدى لطيف خالص، بذمتك عمرك قابلتى حد بيطمن بالشكل ده وقلبه حنين؟ سحر مبتسمه: بصراحه لأ، كتر خيرك. خلود بمزاح: يلا أى خدمه، تعالى معايا بقى هوريكى مكتبك وأعرفك على باقى الزملا. ثم أمسكت بيدها وإصطحبتها حتى دخلتا إلى أحد المكاتب، الذي يحوى إثنان من الموظفين. فأمالت سحر برأسها على خلود وهى تسألها: أنا هقعد هنا إزاى ده مفيش مكاتب فاضيه؟ خلود بضحك: لا أنا جايباكى تتعرفى عليهم بس، وإنتى ليكى مكان تانى هتقعدى فيه. أشارت لها سحر برأسها علامه على فهمها، وبالفعل سلمت على زملائها فى العمل ورحبوا بها، ثم تركتهم إلى الغرفه الثانيه ثم إلى غيرها، حتى إنتهت من التعرف على جميع الموظفون. سحر بضيق: ممكن تدخلينى مكتبى بقى؟، عايزة أعرف طبيعة شغلى واعرف مكانى فين. خلود: مايبقاش خلقك ضيق كده، الجاى ده مكتبك أصلآ. سحر: معلش بس أنا مش إجتماعيه شويه وكنت م**وفه اوى وانا بسلم عليهم. خلود: ههههه كل اللي بيجى جديد هنا بنلففه كعب داير الأول قبل مايدخل مكتبه وبعدين خلاص ياستى مش فاضل حد غير زميلك اللى فى المكتب ده، واللى هتشتغلوا فى وش بعض على طول. قالتها وهى تتوقف أمام مكتب شاب يدعى سامي بشرته تميل إلى اللون القمحى وطويل بجسد متناسق، بعينان غامضه بعض الشئ، وإبتسامه جذابه تسحر من يظهرها له. إبتسم لهم سامي مرحبآ. سامى: أهلآ وسهلآ. شعرت سحر برجفه تسرى فى اوصالها من مجرد سماع صوته مع نظرة عيونه الغامضه، فأخفضت رأسها وهى ترد: أهلآ بحضرتك. خلود: دى زميلتك هنا فى المكتب يا سامي، فهمها بقى الشغل والمطلوب منها وكل الملفات اللي إنت بتشتغل عليها، وزعها بينك وبينها بس طبعآ بعد ماتبقى فهمت كويس اصول الشغل، وماتنساش إنك هتشرف على شغلها لمدة شهر، معلش بقى ده النظام وإنت عارف. سامي: مفيش مشكله، المهم يكون فهمها سريع. سحر وهى تدافع عن نفسها: لا والله فهمي سريع أوى. تطلع بها سامي بنظرة أرهبتها مما جعلها تخفض بصرها مجددآ سامى: وحتى لو بطيئ، دورى إنى أفضل معاكى لحد ماتتعلمى، وأعتقد إن شهر كفايه أوى لإنك تكونى أتقنتى الشغل، لإن شغلنا مش صعب. تدخلت خلود وكأنها تكمل حديثه: ده أولآ، أما ثانيآ بقى، فهو معلم فاضل جدآ وعنده صبر وعشان كده أى موظف جديد بنرمى على عاتقه مهمة تعليمه، وفى المقابل بنخفف عنه الشغل شويه، يعنى مش مقابل مادى خالص يادوب بس بنشيل منه ملف ولا إتنين ههههههه. سحر بحرج: ربنا معاك. خلود: بص ياعم سامى الست سحر دى شكلها لخمه خالص وربنا يكون فى عونك وهسيبك بقى تبدأ مهمتك. إستأذنت وخرجت من المكتب فنظر سامي لسحر وشعر أنها لم تتقبل كلمة خلود عنها. سامى: متزعليش من كلام خلود، هى ساعات بترمى دبش كده بس بيبقى على سبيل الهزار، وعندها عشم قاتل فى كل الناس، تشتم وتمشي، ومنتظرة محدش يزعل، لأ ونفهم قصدها كمان. إبتسمت سحر بخجل: تمام مش زعلانه، ممكن تقولى شغلى هيكون إيه لإنى بجد متحمسه جدآ. سامي مبتسمآ: كلنا بنكون كده فى الأول. ثم بدأ يشرح لها مهام العمل. *************** نبيلة: بتفكرى فى سحر؟ نيللي: عرفتى إزاى؟ حركت نبيله عجلات مقعدها المتحرك وهى تقترب من مقعد نيللي: مش هتبطلى بقى تسألينى السؤال ده! نيللي: ببقى متفاجئه بس من مدى فهمك ليا. نبيله: مقولتليش بقى، بتفكرى فيها فرحانه لها ولا زعلانه إنك مش معاها؟ نيللي: أكيد فرحانه لها، بس فعلا كان نفسي نشتغل مع بعض ونبقى فى مكتب واحد، أو حتى فى نفس الشركه وخلاص، بس أنا بجرى ورا حلم عمره ماهيتحقق، شهادتى متنفعش فى الشركات اللى بجرى وراها، حتى لو فى الشئون القانونيه عندهم، أكيد مش هيعينوا واحده عمرها مادخلت قسم حتى، اللى هيشغلوهم دول لازم يكونوا ناس ليهم وزنهم وتاريخهم كمحاميين. نبيله: طب ماتجربى تتدربى فى مكتب محامي كبير؟ نيللي: مش هقولك مافكرتش، بس مالقيتش إنى قادرة أعمل كده خالص، طموحاتى فى سكه بعيده عن المحاماة خالص، خلاص يا ماما متشغليش بالك بيا، نصيبى هاخده فالأخر، سواء كمحاميه أو فى أى وظيفه تانيه. نبيله: طب ممكن تقومى تحضريلنا الفطار بقى؟، أنا جوعت. إبتسمت لها نيللي بود: حاضر ياحبيبتى، حالآ يكون الفطار جاهز. *************** كانت تجلس وهى تشاهد التلفاز، فخرج ولدها من غرفته متعجلآ. منيرة: جاسر!، إنت لسه ماروحتش شغلك؟ جاسر: والله مانا عارف يا ماما إزاى راحت عليا نومه بالشكل ده! منيرة: طيب يلا ياحبيبي، خد بالك من نفسك وطمنى لما توصل، مش عايزين والدك يزعل منك يا جاسر، كفايه زعله من كارم اللي لمحله لما كان قاعد معانا. جاسر بضجر: يعنى هيزعل منى زى كارم عشان إتأخرت ساعتين!، ده جاسر مابيروحش بالأيام أصلآ مش مجرد ساعتين، عمومآ أنا همشي بقى عشان ماتأخرش أكتر من كده. منيرة: ماشي ياحبيبي، مع السلامه. منيرة سيدة فى اواخر ال*قد الرابع من العمر كانت تعمل كموظفه فى إحدى شركات ا***ذلى التى كان يديرها روؤف ا***ذلى والد كارم، الذي أعجب بمنيرة وهى مجرد موظفه من ألاف الموظفين فى شركاتهم، فقرر أن يتخذها زوجه ثانية على زوجته فريدة هانم التى إنهارت عند علمها بهذا الخبر وحاولت قدر إستطاعتها أن تحبط هذه الزيجه ولكنها لم تستطع، فرضخت ورضت بالأمر الواقع، فهى لا تريد أن تخسر كل شئ، ولكن كانت الصدمه الكبرى بالنسبه لها عندما حملت منيرة وأنجبت جاسر، لينافس بدوره ولدها كارم، والطامه الثالثه أن يجعل الله من ولدها كارم شاب لا يعنيه العمل ولا يحب التقيد به، على ع** جاسر الذي يعشق العمل ويبذل به قصارى جهده، لينال رضا والده فى المرتبه الأولى وليحقق طموحاته به فى المرتبه الثانيه. ************** تقابل كارم مع صديقه مراد، جلس كارم على المقعد المقابل له وهو يتسائل بضجر. كارم: ممكن أفهم ليه البنت دى بالذات؟ مراد: مش لما تفهمنى الأول إديت التا**ي للواد بتاع الكافيه ليه؟، إنت هتحتاجه فى لعبتك ولا إيه؟ كارم: لعبة إيه وزفت إيه لأ طبعآ، أنا كنت بساعده بس عشان لما الواحد يكون بيشتغل ويدور على شغل تانى يبقى ظروفه صعبه فعلآ وطالما قادر أساعده يبقى ليه لأ، مش لازم خالص أكون عايز حاجه منه. مراد بإبتسامه مستفزة: وده من إمتى إن شاء الله! كارم: مايخصكش من إمتى، قولى بقى ليه البنت دى بالذات؟ مراد: شايفه نفسها شويه ومش سهل ترضى بيك مع شروط التحدى، وهى إنها تحبك وإنت فى نظرها فقير ومش وسيم، يعنى نمحيلها الأسباب اللى إنت بتعجب البنات عشانها. كارم بغيظ: تانى هتقول إنى بعجب الناس عشان غنى ووسيم!! مراد بإبتسامه هادئه: خلاص ياكارم، فى إيدك دلوقتى إنك تثبتلى الع**، آد*ك مبينلها إنك فقير ومبوظ فى شكلك عشان نقلل من وسامتك اللى بتسحر الناس، إثبتلى بقى إن فى واحده ممكن تحبك عشان روحك حلوة وشخصيتك محصلتش. قالها وهو يضحك بشدة. وقف كارم وهو يلتقط هاتفه وسلسلة مفاتيحه من على الطاولة بضيق ثم نظر له وهو يشير بسبابته: هثبتلك إن مش كل الناس ماديه زيك، وهثبتلك كمان إنى فيا كل الصفات اللى تشد أى بنت، غنى ووسيم وروحى حلوة وشخصيتى جذابه، ومش لمجرد إنى أثبت ده، بس عشان أعرفك أنا فين وإنت فين يامراد. ثم تركه وغادر وهو يشعر بالإكتئاب الشديد أنه الآن أقحم فتاه بريئه فى لعبه قذرة مع صديق أشبه مايكون بالعدو، الذي يريد أن ي**ره ويضعه فى أقل المواقع شأنآ، فهو يعلم جيدآ أنه إذا تراجع عن هذا الرهان سيفضحه مراد وهو يسخر منه قائلآ أنه علم أن المال هو مايجلب له الحب ولذلك تنازل عن الرهان معترفآ لمراد بصدق ماقاله عنه. يعلم أن مراد ليس بصديق حقيقي، وسيفعل كل ذلك وهو يظهر أنه يمزح مع صديقه كارم، ولكن الحقيقه ع** ذلك، فهى نابعه من غل دفين يملئ قلبه، ولذلك قرر كارم فى قرارة نفسه أن يكمل هذا الرهان، وليكون أخر تحدى يقوم بفعله، ومن بعد ذلك ينهى علاقته بهذا الو*د مراد، الذي جعل منه محط سخريه لكل من يعرفه من كثرة الرهانات والتحديات التى تضطره إلى التنكر والتخلى عن شخصيته الجادة. بقلمى/ سارة رجب حلمى
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD