الفصل الثالث
رهان وقلوب هوت
بقلم/سارة رجب حلمي
كانت تقرأ فى الجريدة للبحث عن فرصة عمل، وبالفعل وجدت فرصة عمل مناسبه لها، فوقفت وهى تنظر فى ساعة الحائط فوجدتها تشير إلى الساعه التاسعه صباحآ، فقررت أن تتصل بهذا السائق المستفز لتعرف هل هو يستطيع الحضور إليها سريعآ لتذهب إلى مقر الشركه المعلنه أم تستعد وتنزل فى إنتظار أى سيارة أجرة أخرى، ثم قامت بالإتصال به.
كان كارم مازال نائمآ فى غرفته وعلى فراشه الوثير، حين دق هاتفه معلنآ عن إتصال أحدهم، فتململ على فراشه بضيق، وفتح عينيه ببطئ فعلم أن الصباح قد طلع، فتحدث بضجر: ياترى بابا ولا الأستاذ جاسر اللي بيتصل وعايز يسمعنى زفت إسطوانه عالصبح.
ثم مد يده بضيق من إستمرار دق الهاتف، وعندما نظر على إسم المتصل وجده مجرد رقم غريب بلا هويه، فاعتدل جالسآ، وهو يخمن أن تكون نيللي؟، التى حتى لا يعرف إسمها.
كارم: ألو؟
نيللي: صباح الخير، هو حضرتك صاحب التا**ي؟
إبتسم كارم وقد تأكد أنها هى: أيوا أنا، مين حضرتك؟
نيللي: أنا نيللي، كنت ركبت معاك من يومين وكنت غلباوى وبتتكلم كتير وبتبص فى المرايه.
رقص قلبه طربآ لمعرفته إسمها، فلكم أعجبه، وهمس محدثآ نفسه: يعنى حلوة وإسمك حلو!، وتقعى معايا فى رهان!، يادى الحظ المنيل.
نيللي: ألووو، إنت معايا؟
كارم: أيوا أيوا مع حضرتك، خير يا أستاذة نيللي.
نيللي: كنت محتاجه أروح مشوار حالآ، مستعد تجيلى فى أسرع وقت ولا أنزل أشوف تا**ي؟
كارم بلهفه: أكيد طبعآ مستعد أجيلك، دقايق وهكون عندك.
نيللي: تمام، يادوب ألبس وأستناك تكون وصلت.
كارم: مسافة السكه.
ثم أغلق المكالمه وهو لا يعى ماذا عليه أن يفعل، وأعصابه مضطربه بشده، فاتصل بمصطفى على الفور وأخبره أن يأتى له مسرعآ بالسيارة لإنه يحتاجها، ثم توجه إلى المرحاض وخرج وقف أمام المرآه وأخرج الأدوات التى تساعده على التنكر، وكانت عبارة عن شارب طويل بلحيه تختلف تمامآ عن لحيته الرقيقه المهندمه، وحاجبان وكاب أزرق اللون يضعه على رأسه بع** إتجاهه، ثم أرتدى ملابس لا تليق بكارم ا***ذلى إبن هذه العائله العريقه، التى تمتلك ثروة لا يستيطعون حسابها.
ولكنه عندما نظر لنفسه فى المرآه، قرر أن يقا**ها فى المرات القادمه بملابس أكثر أناقه، وأن يخفف من حدة مايضعه على وجهه، فقد أراد أن يجعلها تحبه حقآ، لا على سبيل المزاح واللعب والرهان وفقط، فقد تطور الموضوع لديه ولم يعد مجرد لعبه يتسلى بها!
إتصل به مصطفى يخبره أنه قد وصل أمام الفيلا، فأجابه كارم بأن يترك السيارة ويرحل، لإنه لم يرد أن يراه مصطفى على هذه الهيئه، وبالفعل ترك له مصطفى السيارة وبمجرد أن رآه كارم قد غادر المكان نزل مسرعآ وهو يتخفى خوفآ من أن تراه والدته، ثم ركب السيارة وإنطلق بها مبتعدآ إلى حيث منزل نيللي.
************
سحر بإحباط: أستاذ سامى، أنا حاولت فى الملف ده أكتر من مرة بس مش عارفه أخلصه ونقاط كتير حاسه إنى نسيتها.
سامي: طب لما انتى حاسه إنك نسيتى مقولتيش ليه من بدرى؟
سحر: مش عايزة أضايق حضرتك كل شويه بسؤال.
إبتسم لها سامى: ضايقينى براحتك، أنا مكلف بتعليمك، هاتى الملف وتعالى.
أخذت الملف بين يديها وتوجهت ناحية مكتبه بخجل يسيطر عليها كلما تعاملت معه، ثم جلست على المقعد المقابل لمكتبه وهى تمد يدها له بالملف.
سحر: إتفضل، راجع ورايا كده حسابات أول صفحتين، حاسه إنى بوظت الدنيا.
سامى: ثوانى وهقولك بوظتى الدنيا ولا ده مجرد عدم ثقه بالنفس.
بدأ سامى فى مراجعة الأوراق ب**ت، ثم تحدث قائلآ.
سامى: لأ فعلآ بصراحه بوظتى الدنيا، بصى أنا هفهمك غلطتك فين وهخلى الأمور واضحه قدامك بس مراجعتك للغلطات دى وتصليحها مش هتحصل هنا، لإنى محتاجك فى حاجه أهم دلوقتى، ورق المدير شخصيآ مكلمنى عليه وانا النهاردة كنت مضيع ساعتين كاملين معاكى بفهمك تشتغلى إزاى، فمش هلحق أخلصهم لوحدى وأسلمهم قبل مامشي كمان، فلازم تساعدينى والملف اللى معاكى ده تركنيه دلوقتى.
سحر: طيب مانا كده هاجى بكرة وهبقى مخلصتش الملف وهما عايزينه بكرة، أنا مش بعترض على مساعدة حضرتك والله، بس عايزة حل.
سامى بعد تفكير: خلاص لقيت الحل، إنتى خديه معاكى وإنتى مروحه وظبطيه براحتك فى البيت.
سحر: بس أكيد هيقابلنى حاجات هحتاج حضرتك فيها.
سامى: مفيش مشكله، خدى رقمى وإتصلى وقت ماتحتاجى مساعده.
**تت سحر قليلآ، وهى تفكر بأن محادثتها مع رجل غريب عنها عبر الهاتف تعد شيئآ خاطئآ، فكيف لها أن تفعل ذلك، وفى نهاية الأمر قررت أن تأخذ رقمه ثم تخبر والدها بذلك قبل أن تتصل به.
سحر: ماشى موافقه.
سامى بإستفهام: ليه فكرتى كتير كده؟
أخفضت سحر رأسها ثم أجابت: أصللل، حرام وغلط أكلم حضرتك فالموبايل، بس قررت إنى أقول لبابا وأشوف رأيه قبل ما أتصل.
سامى: أنا مش هفتى، بس أعتقد إنك لو كلمتينى، هنتكلم فى حدود الشغل وبس، زى مابنتكلم هنا يعنى، إيه الفرق؟!
سحر: مشش عارفه، بابا هيقرر.
إبتسم سامى متفهمآ، ثم مد لها يده بالأوراق التى يحتاج مساعدتها فيها، ليبدأ بشرح المهام لها.
***************
وصل كارم أمام منزل نيللي ثم هاتفها ليخبرها بوصوله، فنزلت له نيللي فور علمها بذلك، ثم صعدت إلى السيارة.
نيللي: بسرعه عالعنوان ده.
قالتها وهى تمد له يدها بقصاصة ورق.
نظر كارم بداخل القصاصه، ثم أشار لها مبتسمآ بأنه سيتوجه إلى العنوان فى أسرع وقت، وكان سر إبتسامته هو أنه كان قلقآ جدآ أن تخبره بمكان لا يعرف كيف الوصول إليه، ولو حدث ذلك كانت ستشك به، فكيف لسائق سيارة أجرة أن يجهل مكان داخل القاهرة!
كارم: هو حضرتك ليه بتعاملينى بتعالى؟
نيللي بسخريه: آجى فين؟!
كارم: تيجى فين إيه، آاااااه، لأ مقصدش تعالى اللى هو تيجى، أقصد تعالى يعنى تكبر، بتعاملينى على إنك أحسن منى، وإنك من طبقه وانا طبقه تانيه إكمنى على باب الله يعنى وإنتى الهانم ولية نعمتى.
نيللي بتعجب: على باب الله إزاى مانت بتشتغل أهو.
شعر كارم بحرارة تخرج من وجنتيه لإنه كلما تحدث كلما كشف أنه يتحدث بكلمات لا يعى معناها من الأساس.
ثم إستطردت نيللي قائله: وبعدين أنا مش ولية نعمتك، ربنا هو ولى نعمة الكل، وانا مش فاهمه بصراحه، إنت عايز يبقى في تعامل إيه بينا مثلآ!، أنا بعاملك بحدود، ولولا الحاجه ماكنتش إتعاملت مع راجل أصلآ.
كارم بمزاح: ده انتى طلعتى معقده من الرجاله بقى.
نيللي: إنت إسمك إيه؟
كارم بتردد وقد قررأن يقول أى إسم: نبيل.
شعرت نيللي بنبضه مختلفه فى قلبها فور سماعها للإسم.
نيللي بصوت وقور: إسمك زى إسم والدتى.
كارم بمزاح: إسمها نبيل؟
نيللي بغضب: على فكرة إنت قليل الذوق، إسمها نبيله مش نبيل ياخفيف، ممكن بقى يا أستاذ نبيل تقولى إنت إزاى مانتش عارف أى حاجه عن الدين بالشكل ده، ده انت حتى بتتعامل وانت مش حاطه فى إعتبارك.
كارم بحرج: إزاى يعنى، إستغفر الله،ده الدين ده أهم حاجه.
نيللي بسخريه: أهم حاجه!، إنت حتى معرفتش تقول كلمتين كويسين تبرر بيهم سوورى يعنى جهلك قدامى، بس عادى مش مستغربه، ماهو لما أقولك إنى مش عايزة اتعامل مع الرجاله وتفسر ده على إنى متعقدة مش إنى بعمل بتعاليم الدين، وبحاول أتجنب معاملتى معاكم إرضاء لربنا، أقولك على حاجه؟، كلامى معاك دلوقتى أصلآ حرام، وصلنى من سكات.
كارم وهو يشعر بعدم الفهم والغباء المفاجئ: حاضر، بس إنتى خدتينى فى سكك كتير ورجعتينى منها من غير مافهم أى حاجه.
نيللي بضجر: معلش.
كارم: معلش!!، إنتى قلبتى فجأة كده ليه!، طب إبقى سلميلى على طنط نبيله.
نيللي: لااا بقولك إيه متشتغليش، متخلنيش أندم إنى قولتلك، ولو جبت سيرة الإسم ده تانى النتيجه هتكون إنى أمسح رقمك مالفون وده معناه إنى عمرى ماهركب معاك تانى.
كارم: لا خلاص على إيه، الطيب أحسن.
أكمل قيادته فى **ت ظاهرى ولكن بداخله أفكار تتصارع، لا يعرف كيف السبيل للتقرب منها، وهى لا تعطيه مجرد فرصه، فعندما تحاوره، يكون كل حديثها معه بحده مخلوطه بالسخريه، إما ال**ت، ألهذه الدرجه هو لا يعجبها؟، أم أنها فعلآ لا تريد التحدث معه إتباعآ لتعاليم الدين الإسلامى؟، ولكنه لا يصدق أنه مازال هناك فتيات يتبعون تعاليم الدين لهذا الحد، ويرى أنه لا يعجبها ولكنها تتزرع بالدين حتى تغلق معه أبواب النقاش، ولكنه خطأه هو، عندما وافق أن يتنكر إلى هذا الحد الذي يجعل أى فتاة تنفر منه، ع** تمامآ مايطمح إليه معها، قطع أفكاره صوت الهاتف، فنظر به وجد المتصل هو جاسر.
كارم: ممكن أرد على الإتصال ده؟
نيللي: إتفضل براحتك.
أجاب كارم على الإتصال وهو يشعر بالضيق.
كارم: أيوا.
سمع جاسر أصوات الطريق من حوله: إنت برا البيت؟
كارم: آه.
جاسر: إيه هتفاجئنا ونلاقيك داخل علينا؟!، عشان ياسبحان الله تشوف شغلك اللى مش بتعبره بالاسبوعين؟
كارم: لأ، أنا فى مشوار.
جاسر: يعنى قادر تصحى بدرى أهو وتروح مشاوير، بس ماتقدرش بدل المشاوير دى تيجى وتشوف شغلك، بتعمل كده ليه يا كارم؟، بابا جاب أخره منك خلاص، أنا دايمآ بحاول أمتص غضبه من ناحيتك، بس إنت مش عامل خاطر لحد.
قاطعه كارم بإنفعال: خلااااااص، قولتلك فى مشوار ومعايا ناس، لما أبقى أخلص هبقى أكلمك عشان تقول اللي إنت عايزه وتكمل إسطوانتك، إرتحت كده؟
جاسر بغضب: مارتحتش، ولا حد هيرتاح طول مافى حياته واحد إسمه كارم.
ثم أغلق المكالمه دون سلام، مما أشعر كارم بالحنق الشديد الذي ظهر جليآ على وجهه الذي تحول تمامآ.
كانت نيللي تتابعه رغمآ عنها، وقد أشفقت عليه، فقد نسجت سيناريو من خيالها، أنه يعول أشخاص آخرين ويحتاجون إلى أشياء لا يستطيع هو أن يوفرها لهم، فوجدت نفسها تتحدث دون وعى.
نيللي: ممكن تهدى شويه؟
ثم أدركت خطأها، فقالت مصححه: أنا خايفه تخبط فى حد ولا تعمل حاجه بعصبيتك ونرفزتك دى.
كارم: ماتخافيش أنا واخد بالى كويس.
نيللي وهى تنظر من النافذة وتتحدث بعدم إهتمام: مش خايفه..
شعر وكأنها طفله تحاوره، فابتسم ووجه بصره للطريق.
وصلت نيللي أخيرآ إلى الشركه، فنزلت من سيارة كارم ثم تحدثت معه عبر النافذة.
نيللي: ماتمشيش، نص ساعه بالظبط وهبقى عندك ولو هتأخر عن كده هكلمك أقولك تمشي.
كارم: لا عادى هستناكى.
نظرت له بعدم فهم وقد بدأت تفكر بتفسير منطقى يبرر تصرفاته معها، ولكنها تذكرت الشركه والوظيفه التى أتت فى السعى إليها، فتركته دون رد منها ودخلت إلى الشركه، وعندما دخلت وعرضت عليهم مؤهلها فاجئوها بأن الوظيفه قد حصل عليها غيرها منذ يومان، فعادت إلى السيارة وهى شاردة حزينه، لا تعرف متى سيبتسم لها حظها الأعثر فى إيجاد فرصة عمل تشغل وقت فراغها القاتل وتدر عليها بعض المال الذي سيساعدها فى حياتها وفى الحفاظ على مستوى المعيشه الذي تعودت عليه قبل وفاة والدها، الذي تركها على حين غفلة تتخبط فى هذه الدنيا التى لا ترحم ضعيفآ قد قضى عليه إن**ار ظهره المتمثل فى موت الأب.
ثم صعدت إلى السيارة شاردة ب**ت مطبق.
كارم: هتروحى فين؟
نيللي: على البيت.
كارم بإستفهام: هو انا مسموحلى أعرف أنا بوصلك لإيه؟، يعنى بتدخلى الأماكن دى تعملى إيه؟
خرجت نيللي من شرودها بحنق شديد شعرت به بتجاه هذا المتطفل قائله بصوت يغلفه الضيق: لأ مش مسموحلك، وانا جبت أخرى منك ومن حشريتك، بس لو ده إتكرر بأى شكل. ..
قاطعها كارم قائلآ: هتهددينى إنك مش هتركبى معايا تانى؟، على. فكرة ده مش تهديد وبراحتك يعنى، أنا بقدملك خدمه مش أى حد يعملهالك.
نيللي بضجر: وده بقى هيخليك تتدخل فى حياتى بالشكل البارد ده!، وتتكلم وتتحشر فى حاجات متخصكش أصلآ!!
كارم: لأ طبعآ، بس أنا إستأذنت لو كان مسموحلى، بجد نفسي متعاملنيش بالشكل ده.
نيللي: أنا مش عارفه المفروض أعاملك إزاى!، إنت بتتصرف كده مع كل زباينك؟
كارم: لأ.
نيللي: طب كويس أوووى، ممكن أعرف بقى ليه أنا، لإنى بجد تعبت من التفكير ومش لاقيه سبب.
نظر لها كارم عبر المرآه بنظرة لم تفهمها نيللي، ولكنها كانت تحمل دفئ غريب لم تفهمه، ثم أردف: لإن لحضرتك معزة وقبول عندى، مش بيحصل مع أى حد، ولا حصل قبل كده.
تحاشت نيللي النظر إليه ولم تعقب على حديثه الذي لمست فيه الصدق، وظلوا طوال الطريق على **تهم بلا حديث..
وصلت نيللي إلى منزلها وعاد كارم إلى المنزل وهو يحاول التخفى، مثلما خرج.
**********
دق هاتف سامى وهو يجلس على طاولة الطعام، فنظر له وفوجئ بإتصال من سحر، التى سجل رقمها قبل مغادرته للعمل، فشرد قليلآ قبل أن يغلق صوت الهاتف ويكمل طعامه.
دينا: مش هترد؟
سامي: إتصال من الشغل بخصوص ملف كان فى أخطاء كتير الصبح وماليش نفس أوجع دماغى بالشغل وانا باكل كمان.
دينا: إبقى قولهم إن محدش يتصل وانت فالبيت، هو انت هتشتغل 24 ساعه ولا إيه؟
سامى: لا دى موظفه جديده وانا مكلف بتدريبها، وكانت خاربه الملف وعايزانى اصححه معاها بس جالى شغل اهم فقولتلها تصلحه فالبيت ولو فى حاجه تكلمنى.
بدا الغضب جليآ على وجه دينا التى تحدثت والشرر يتطاير من عينيها: إنت بتدى رقمك لستات ليه؟؟
وضع سامى المل*قة فى فهمه وتحدث بهدوء بعد أن إبتلع الطعام: وإيه المشكله!، هى معايا فى المكتب وبنتكلم طول ساعات العمل.
دينا بغضب: فى الشغل وبنقول معلش ده شغل ومضطرة أسكت وعاصرة على نفسي كيلو لمون، إنما فى البيت كمان وتاخدوا أرقام بعض، أهو ده اللى مش هقبل بيه.
سامى بإبتسامه هادئه: إنتى بتغيرى عليا يادينا؟
إستشاطت غضبآ من حديثه البارد وسؤاله: أنا مابغيرش، أنا بحفظ كرامتى.
سامى بهدوء وثقه: محدش داس على كرامتك، ده شغل وبس، سواء فى مقر العمل او فالتليفون، ده شغل..
دينا: متخليهاش تكلمك تانى وبس ياسامى، ده اللى أقدر أقولهولك.
وقف سامى وهو يتناول هاتفه ويتحدث بصوت رخيم: أنا عارف الصح والغلط، وعارف أعمل إيه ومعملش إيه.
ثم أولاها ظهره ودخل إلى غرفته وهى تتابعه بنظرات غاضبه.
*************
جلس كارم على فراشه بعدما أعاد كل شئ كما كان، وتفكيره بها لا يتوقف، ولا يعرف كيف السبيل إلى الوصول لقلبها، فهل سيكون جل علاقته بها هو أن يوصلها إلى حيث تريد وهو لا يعرف حتى لماذا تذهب إلى هذه الأماكن!.
توقف عن تفكيره عندما سمع صوت طرقات على الباب.
كارم: أدخل.
فتح الخادم باب الغرفه، ونظر لكارم وهو يبلغه بحضور أخيه جاسر فى الأسفل فى إنتظار مقابلته.
فنزل كارم وهو يستعد نفسيآ لحديث جاسر الذي سيضايقه.
كارم يحاول أن يقلب على جاسر الأمور فتكون الكرة فى ملعبه: إنت بتقفل السكه فى وشي ياجاسر!، إنت نسيت إن أنا أخوك الكبير، وبقيت تتعامل معايا معاملة بايخه وانا مش هسكت أكتر من كده.
جاسر محاولآ أن يبدو هادئآ: أخويا الكبير بالكلام كده؟، كان نفسي تبقى أخويا الكبير بأفعالك، أنا تعبت يا أخى من كتر الدفاع عنك، تعبت من كتر مابحاول ألم وراك أخطائك، عايش مش هامك حاجه ولا بتجرى ورا حاجه غير تفاهاتك وبس، تفتكر بابا مش عايز يدخل فيلتكم دى ليه؟، حبآ فى أمى أكتر من فريدة هانم مثلآ؟!، بابا كاره يدخل هنا بسببك، وبسبب إحساسه بفشلك وفشل والدتك فى تربيتك، أتمنى كلامى مايزعلكش لإنى مش بقول غير الحقيقه.
خرجت فريدة أثناء حديث جاسر مما فاجئه أنها قد سمعته، وإزدرد ريقه وهو يستعد لطردها له فهو يعلم مدى كرهها له ولوالدته، غير سماعها لما قال لتوه.