الفصل الرابع

1977 Words
الفصل الرابع بقلمى سارة رجب حلمي. وجه جاسر حديثه لفريدة التى باغتته بحضورها وهو يتحدث بكلمات كان من المفترض ألا تسمعها جاسر: أنا آسف يافريدة هانم أنا كنت بحاول بس... قاطعته فريدة بهدوء وإتزان: ماتتأسفس، أنا بشكرك إنك فهمتنى سبب بعد رؤوف عن هنا، وبشكرك إنك بتحاول تفوق كارم وتعرفه غلطه. **تت وهى تتجه إلى حيث المقعد، ثم جلست بشموخ وإستطردت قائله: صحيح أنا بختلف معاك إنت ووالدتك فى أمور كتير، بس بتفق معاك فى كلامك اللى قولته لكارم دلوقتى ونصيحتك ليه، وطالما كلامك نال إعجابى يبقى إنت مرحب بيك فى بيتى، ده غير إنك طالما بتدور على مصلحته يبقى إنت نولت رضايا كمان. إبتسم جاسر ثم أجابها: شرف ليا إنى أنول رضا حصرتك، وربنا يعلم إنى بجد كل هدفى مصلحة كارم وكمان إن بابا مايبقاش زعلان بالشكل ده، صحته مابقتش تستحمل وكارم مش مهتم بكده خالص. صوبت فريدة بصرها على كارم الذي يجلس بلامبالاة لما يقولون، وقالت بت**يم: كارم هيروح الشركة من بكرة، وهيشوف شغله ولو فكر بس يهمل الشغل تانى ياويله منى، وهو عارف كويس إنى أقدر أدمر حياته بإشارة واحده. وقف كارم وهو يستشيط غضبآ: حضرتك بتهددينى!! صاحت فريدة بضيق: أيوا بهددك، وأقدر أنفذ تهديدى وإنت عارف كده، والدك اللى مش طايق يجى هنا بسببك، بيد*ك كامل حقوقك إحترامآ ليا، بس لو لقى منى تشجيع وموافقه على تدميرك، هيعمل كده، وأظن واحد زيك مايقدرش يعيش من غير فلوس فالبنك وحساب مفتوح، وعربيات أحدث موديل، ولبس يكفى بلد، وجناح كبير فى فيلا متوفر فيه كل حاجه، بس صدقنى ياكارم لو فضلت على عنادك مش هتلاقى نفسك غير فالشارع ماتملكش أى حاجه. وقفت بغضب عارم ثم تركتهم وغادرت دون أن تلقى السلام على جاسر. كارم بضيق: إرتحت كده؟؟ جاسر: ماتجيبهاش فيا، والدتك عايزاك تنزل الشغل وتطلع على ثروة باباك وتعرف أسرار كل شئ وده من غير مانا آجى وأقول حاجه، وأظن إنت عارف إن كلامى صح، وأظن كمان إنك سمعت كلام بما فيه الكفايه لإنك تقرر هتعمل إيه، بعد إذنك بقى. ************* نيللي عبر الهاتف: آخيرآ إفتكرتينى!، هو الشغل بيشغل للدرجه دى؟ سحر: أنا عارفه إنى مقصرة وم**وفه منك أوى والله، بس عندى أمل تسامحينى وتقدرى إنى لسه متعودتش على حياتى وانا بصحى بدرى وبرجع هلكانه يادوب باكل وأنام واليوم ضايع بجد. نيللي بإبتسامه: ربنا معاكى يا سحورتى، أنا فرحانالك والله. سحر: ها لسه مالقتيش شغل؟ نيللي: لأ والله لسه، قوليلى عامله إيه فى الشغل. سحر: خاربه الدنيا الحمدلله ههههه. نيللي: مش إنتى لسه فى تدريب؟ سحر: أيوا ومطلعه عين الشاب اللى بيدربنى. نيللي: قولتيييييلى، شاب وبيدربك ومطلعه عينه كمان!، ده انتى قاصده بقى. سحر: لا والله وانا هقصد ليه، أنا فعلآ غصب عنى بتلغبط وبنسى، بس إن جيتى للحق يعنى، أنا مش عارفه ليه مع كل الناس بتعامل عادى، وباجى لحد عنده وبلاقى نفسي محرجه وملخومه على الأخر ومش عارفه أقول كلمتين على بعض، ولو بشتغل وإتكلم معايا بخرب شغلى ده. نيللي: إممممم، أعراض حب مبكرة. سحر: ههههههههه، لا طبعآ موصلتش لكده، أنا معاكى إنى عندى فراغ عاطفى، بس مش للدرجه دى، أنا بس بترعب من الغموض اللى هو فيه، غامض أوى وتقيل أوى ورزين أوى، وحواليه هاله كده مش مفهومه، كله على بعضه غريب ومثير للعجب. نيللي بمزاح: بيطلع نار من بوقه يعنى؟ سحر: أنا كنت عارفه إنك مش هتفهمينى وهتفضلى تتريقى. نيللي وهى تضحك: خلاص أنا هحاول أفهمك بس وضحى أكتر. سحر: يعنى مثلآ إدانى رقمه عشان أكلمه وأنا بخلص الشغل فى البيت ولو في حاجه إحتاجته فيها أتصل، وفعلآ بتصل بعد ماقولت لبابا طبعآ، ولاقيت الأستاذ مابيردش، مش ده مثير للعجب فعلآ؟، يعنى يدينى الرقم ولما أتصل يطنش!! نيللي: طب مايمكن نايم او مش شايف الفون. سحر: مش عارفه ليه حسيت إنه قاصد مايردش. نيللي: هههههه بصراحه ربنا يعينه على ما إبتلاه، كانت غلطه إنه يد*كى رقمه والله. سحر: تانى هتتريقى. نيللي: أعملك إيه إنتى اللى بتقولى كلام غريب بجد. كانت سحر سترد عليها ولكن رأت رقم سامى على الإنتظار فتحدثت بلهفه: طب إقفلى إقفلى، ده بيتصل أهو. نيللي بمزاح: ماااشي ياعم الله يسهلله. ثم أغلقت نيللي المكالمه لترد سحر على سامى بحرج وتوتر. سامى: إزيك يا سحر، أنا آسف إنى ماردتش، كنت بتعشا. سحر: ولا يهم حضرتك، مفيش مشكله. سامى بجديه: خير كنتى عايزانى فى إيه؟ إزدردت سحر ريقها ثم أردفت بصعوبه: أصل أنا كنت..كنت عايزة أسأل عن.... قاطعها سامى قائلآ: هو انا ليه حاسس إن مفيش سبب للإتصال يخص الملف اللي معاكى وإتصالك مجرد رغبه فى كده، بدليل إنى شرحتلك كل حاجه فى المكتب وتقريبا كنتى فاهمه كويس وأكيد مالحقتيش تنسي والدليل إنك مش عارفه هتقولى إيه دلوقتى. كانت كلماته صادمه ومحرجه لسحر بشكل كبير، فشعرت أنها ستموت حرجآ من كلماته التى باغتها بها وجرأته التى لم تقا**ها فى حياتها من قبل، فصدقت عندما شعرت بإختلافه وبأمر غريب يشوب تصرفاته وها هو يثبت أن شعورها بتجاهه كان حقيقيآ. بعد فترة **ت إستطرد سامى قائلآ: مابتتكلميش ليه؟؟ تشجعت سحر وبدأت فى الحديث: مابردش عشان كلامك بايخ. سامى بحده: نعم!! سحر بإصرار: زى ماسمعت،، كلامك بايخ ومالوش أساس من الصحه، وافتكر كويس إنك إنت اللي **مت إنى آخد الرقم واتصل لما احتاج مساعده، وافتكر كمان إن حضرتك اللي مكلف بتدريبى، يعنى لما تقول كلام معناه إنى بتلكك عشان أكلمك يبقى عيب أوى فى حقى لو كملت فى شغلى مع حضرتك، والملف اللي معايا هديهولك تكمله وهطلب نقلى أى مكتب تانى ولو وقفت على إنى أسيب الشغل هسيبه، وإسمحلى أقولك إن حضرتك مغرور وواخد مقلب فى نفسك. أنهت حديثها ثم أغلقت المكالمه دون سلام، وأغلقت الهاتف نهائيآ حتى لا يتصل بها. ثم جلست لتتحدث مع نفسها: أنا مصدومه ومش قادرة أصدق إنه وقح بالشكل ده وقالى الكلام ده!!، ده شخص مش طبيعى، يخربيته......بس ليه بتقولى كده، عشان مختلف وص**ح!، وغير إنه ص**ح هو عنده حق، أنا فعلآ فاكرة كل اللي قالهولى عشان أصلح أخطاء شغلى، واتصلت بسبب رغبة جوايا إنى أتصل، هى الحقيقه دايما قاسيه وبتوجع أوى....يالهووووى، هبص فى وشه إزاى بكرة بعد ماكشف الحقيقه كده إزاى!!!!، لأ وبعد ماهزقته كمان...، أعمل إيه بس دلوقتى! ده انا ممكن اخسر شغلى فى الحركه اللى عملتها دى، ده بكلمه منه يطردونى، أستغفر الله العظيم، بس ماكانش ينفع أرد غير الرد ده، يلا هعمل إيه يعنى اللى يحصل يحصل بقى. ************* وفى الصباح وصلت إلى العمل وهى تقدم قدمآ وتؤخر الأخرى، فقد كانت محرجه بشدة من كشفه لها ومما قالته له أيضآ ولكنها كانت سعيدة بردها السريع الذي كانت ستندم بشدة لو لم تقوله. ومن ثم تشجعت ودخلت المكتب وهى ترتسم الجديه والغضب على ملامحها، وتقدمت من مكتبه وألقت له بالملف فى حين أنه كان ينظر لها بذهول من تصرفها. سحر: إتفضل، أنا رايحه دلوقتى للمدير هطلب نقلى، ولو مش هينفع هستقيل. إيتسم بهدوء ثم وقف ودار حول مكتبه ليقف فى مواجهتها. سامي: ممكن تقعدى عشان نتكلم بهدوء؟ سحر بتوتر: لأ. مفيش بينا كلام ممكن يتقال، بعد إذنك. سامى بإنفعال: إنتى لسه ماتنقلتيش من مكتبى، يعنى لسه إنتى تحت إشرافى، إسمعى الكلام أحسنلك. نظرت له بغضب: حضرتك بتهددنى ولا إيه؟ عاد سامي لهدوئه قائلآ: مش بهددك، بس ياريت تسمعى كلامى لثوانى وإعملى اللى إنتى عايزاه بعد كده. جلست سحر وهى تنظر بالجهه الأخرى، فجلس سامى على المقعد المقابل لها وأخفض رأسه وحك م***ة رأسه، ثم نظر لها وبدأ فى الحديث: إنتى كبرتى الموضوع أوى ياسحر، أنا ماكنتش أقصد أضايقك بالشكل ده أبدآ، ولا كنت أقصد إنى أتهمك بحاجة ماللى جت فى بالك. سحر بحده: لأ اللى جه فى بالى صح، حضراك تقصد إنى بتلكك عشان أتصل، معجبه مثلآ!! قالتها بسخريه، فتطلع لها وهو يحاول أن يكظم غيظه. سامى: قولتلك ماقصدش كده، بس أنا فعلآ حسيت إن معندكيش إستفسارات تخص الشغل، وإتصالك لسبب تانى، سحر أنا واخد بالى إنك كنتى بتتعاملى مع كل الناس عادى ومعايا بتحسي بإحراج وتوتر، فقولت يمكن فى سبب وهتعرفينى فى الإتصال ده وكنت بحاول أقصر عليكى الطريق من غير ماتتعبى نفسك بمقدمات. سحر: ده حقيقى ثم قالت بدفاع: بس مش معناه أبدآ إنى معجبه وبتلكك مثلآ! سامى بتعجب: هو حد قالك إنك معجبه؟! سحر: لأ بس بعرفك يعنى. سامى بإبتسامه: أنا عارف ياستى، ها؟، لسه زعلانه بقى؟؟ سحر: لأ خلاص مفيش زعل. سامى: طب بالمناسبه دى ممكن أعرف بقى ليه بتتوترى وإنتى بتتكلمى معايا؟ سحر بإحراج: عشان حضرتك المسئول عن شغلى، وكنت بخاف الشغل ميعجبكش وتبلغ المدير ويمشينى. سامى وهو يضحك: دلوقتى بتقولى حضرتك وبتتكلمى بهدوء!، عمومآ أنا مش مصدقك، بس هعديها بمزاجى. سحر: شوفت هترجع لتلميحاتك تانى إزاى؟؟ سامى: إنتى اللى دماغك راكبه غلط، قومى ياسحر شوفى شغلك، قوووومى. سحر بخوف من تحوله المفاجئ: حاضر توجهت إلى مكتبها، ثم عادت إليه مرة أخرى: هاخد الملف؟ سامى: خديه ويخلص حالآ، ده إسمه لعب. نظرت له بخوف وعدم فهم: ثم أخذت الملف وجلست على مكتبها تبدأ عملها، وهى تنظر له بين الفينه والأخرى نظرات خاطفه. **************** بعد مرور عدة أيام جلست نيللي كعادتها تتصفح الجريدة للبحث عن العمل المنشود الذي لا يحالفها الحظ فى أن تجده، فرأت إعلان عن وظيفه ولكنها لم تتحمس كعادتها، فقد إنطفأت لديها شعلة الأمل فى أن تجد شركه تقبلها، ولكنها تحاملت على نفسها للذهاب للشركه وتجربة الحظ هذه المرة كالمرات السابقه.. فاتصلت بكارم الذي كان يجلس على مكتبه فى شركة والده بضيق شديد، فقد بدأ فى الإلتزام بالذهاب إلى الشركه منذ أسبوع، فى روتين لا يحبه ولا يحب الإعتياد عليه، فدق هاتفه برقم نيللي، فانتفض واقفآ فى مكانه بسعاده إختفت فى أقل من الثانيه عندما تذكر أنها من المؤكد ستطلب منه أن يوصلها إلى مكان ما، فماذا عليه أن يفعل، وهو سيحضر إجتماع بعد قليل مع والده وأخيه، وعليه أن يظهر أمامهم جل إهتمامه حتى يتأكدوا من تغيره وإلتزامه ويبتعدوا عن رأسه بحديثهم الممل.. فأجابها لإشتياقه الشديد لسماع صوتها. كارم بصوت رجولى وقور وهادئ: إزيك يانيللي. نيللي بتعجب: إممم الحمدلله، بس نيللي كده من غير أستاذة!! كارم بمرح: وست الأساتدة كمان، متزعليش. نيللي: عايزة أنزل حالآ، قدامك قد إيه وتكون عندى؟ إضطر كارم أن يخترع كذبه للتهرب من الذهاب لها. كارم بأسف: أنا مش هقدر آجى للأسف، لإنى فى شغل فى مكان بعيد اوى وقدامى 3 ساعات او 4 كمان على ما أرجع منه. نيللي: ياخسارة..طب خلاص شكرآ يانبيل، هنزل أنا بقى وأشوف أى تا**ي يوصلنى. كارم: أنا آسف، أكل العيش بقى. نيللي: ولا يهمك ربنا معاك. أغلقت نيللي المكالمه وهى حزينه، فتأكدت الآن فقط أنه بالفعل يقدم لها خدمه مهمه، فدخلت إلى غرفتها كى ترتدى ملابسها حتى لا تضيع الوقت. وبعد إنتهائها من إرتداء ملابسها نزلت لتنتظر سيارة أجرى تقلها إلى حيث شركة ا***ذلى للإستيراد والتصدير التى أعلنت عن إحتياجها لموظفون فذهبت لتتقدم لإحدى الوظائف لديهم، لا تعلم أن هناك سائقها الخاص يلعب دور إبن صاحب الشركة وهو الدور الحقيقي له....... *********** إرتدت ملابسها وهى تستعد للذهاب لها، فلابد من المواجهة التى تأخرت سنين طويله، تأمل بها أن يستفيق زوجها من غفلته الغارق فيها، ولكن ذلك أصبح ض*بآ من الخيال. دق جرس المنزل فقامت منيرة لتفتح، وتفاجئت بفريدة تقف أمامها. منيرة: أهلآ وسهلآ. دخلت فريدة إلى المنزل دون أن ترد وهى تتلفت حولها تتأمل فى المنزل ود*كوراته وأثاثه. فريدة: شقه!، لأ ود*كوراتها متواضعه أوى. منيرة: بنرتاح فى الشقه أكتر، مالناش فى جو الفيلل. فريدة: إنتى اللى مالكيش فى الفيلل، إنما رؤوف طول عمره عايش فى فيلل وإبن ناس. منيرة: ولاد الناس مش بيتقاسوا بالمكان اللى عايشين فيه. فريدة بسخريه: لازم تقولى كده، بس أنا فعلآ بستغرب، إزاى رؤوف سايب فيلته وعايش فى المكان ده! منيرة بضحك: هو إنتى واقفه فى عشه!، دى شقه زى الفل وواسعه وفيها أحسن عفش، لو إنتى مارتحتيش فيها فرؤوف الحمدلله بيرتاح. فريدة: وعشان كده مابقاش بيجى بيته؟، إبنك كان عندى وقال إنه مش بيجى بسبب زعله من كارم، وكارم رجع شغله وبقى ملتزم، ليه رؤوف مارجعش بيته؟، أكيد إنتى اللى ورا كده. منيرة: أنا ماليش دخل بالموضوع ده خالص، بالع** أنا ياما قولتله يروحلك، بس هو اللى مابيرضاش ومبيقولش على السبب. فريدة: بلاش شغل الحوارى البيئة اللى بتعمليه عليا ده، أكيد إنتى اللي بتلعبى فى دماغه وبتخليه مايجيش بيته، عيب كده إنتى عجزتى ومابقتيش حمل اللى ممكن أعمله فيكى. منيره: ههههههه، لو تقدرى تعملى كنتى عملتى من زمان، بس أنا برضو هرد عليكى بأدب لإنك فى بيتى، وهقولك تانى، أنا ماليش دخل بإن رؤوف مايجيش عندك، ولة عايزة تعرفى السبب كلميه هو، مش تاعبه نفسك وجايه لحد عندى عشان تقولى كلام فاضى وتهديد مالهاش لازمه، طبعآ ده زى بيتك ياست فريدة، أنستى وشرفتى. ثم تركتها ودخلت إلى غرفتها وفريدة تقف تنظر لها بغضب وحقد سيحطم قلبها، فغادرت المنزل والنار تشتعل بداخلها، فقد أهانتها من تراها أقل منها ولا تعتبرها حتى فى منزلة الخادمه لها، ولكن هذه الأهانه المتسبب بها رؤوف الذي رفع مكانتها عن مكانة زوجته الهانم إبنة البشوات. بقلمى/سارة رجب حلمى
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD