الفصل السابع

1670 Words
الفصل السابع بقلمي/سارة رجب حلمى رؤوف: كل الحكايه ياجاسر إنى كنت قاعد لقتها فجأة دخلت عليا بذعابيبها، بصراحه أبوك خاف، ههههههه وإضطريت أكدب وأقولها إنى مش بروحلها عشان منيرة مريضه ولازم أبقى جنبها، مقلب كده إتعلمته من الواد كارم أخوك. زفر جاسر بشدة ومسح وجهه بين يديه: قلبى وقع فى رجلى والله يابابا، ملقتش غير الحجه دى وتقولها. رؤوف: سامحنى بقى يابنى، دخلت عليا زى القضا المستعجل وماجاش فى دماغى غير كده. نظر له جاسر بإعتياديه ثم إنفجر ضاحكآ من حديث أبيه. رؤوف: اللى أنا مستغربله إنى قولتلها جاسر ميعرفش وراحت قالتلك! جاسر: وقالت وكإنها بتواسينى واتفاجئت إنى معرفش. رؤوف بحزن: فريدة نفسها تشوف الدنيا والعه. جاسر: معلش يا بابا المهم إننا بنفهمها وبندرك ده فى الوقت المناسب. رؤوف: جاسر يابنى، إنت راجل بجد، وشخصيتك قويه، وقدرت بشخصيتك دى إنك توقف شركاتنا واقفه قويه قدام كل منافسينها، من غيرك كنا هنضيع بجد وهنبقى مجرد شركات فى سوق ضخم وكبير، وعشان رجولتك وشجاعتك دى أنا مش بس رامى على كتافك حمل الشركات ومشاكلها، أنا كمان هرمى عليك مشاكل العائله بتاعتنا، أنا كبرت ومبقتش أقدر أوقفهم عند حدهم أو أقف فى وش فريدة، كل اللى انا عايزه من الدنيا إنى أعيش مع والدتك فى هدوء وأمان واموت بهدوء على سريرى جنبها، بس فريدة مش هتسكت ولا هتقبل تتنازل عن حقها فيا حتى لو حقهل ده ميهماش فى حاجه، بل هى عايزة تاخد حقها وحق غيرها كمان، حكاية المرض اللى قولتلها عليها دى مش هتسكتها كتير، كام يوم وهتقلب الدنيا من جديد، أنا عايزك فى ضهرى يا جاسر إنت السند القوى اللى طلعت بيه من الدنيا، وليك كل الصلاحيات اللى تحتاجها فى مواجهة أى حاجه متعجبكش سواء جوة الشركه أو فى عائلتنا. جاسر بتوتر: ده كلام كبير أوى يابابا، وخايف إنى..... قاطعه رؤوف مشيرآ له بيده: متكملش، إنت قدها وعمرك ماهتخذلنى وانا عارف ده كويس. جاسر: طب وكارم؟، هو الكبير وحاجه زى دى لو حس بيها هو او فريدة هانم مش هيسكتوا وهتبقى بداية الخلافات اللى بجد، أعذرنى يابابا إنت عارف إن الثروة هى أكتر حاجه تهم فريدة هانم ومش هتوافق إن حضرتك تفكر مجرد تفكير إنك تدينى صلاحيات الإشراف عليها وإدارتها والتحكم المطلق فيها رؤوف: وعشان أنا عارف إنك تقدر توقف فى وشهم إختارتك وأنا مطمن. جاسر بإبتسامه: إن شاء الله مخذلكش يا بابا وربنا يقدرنى على اللى أنا داخل عليه. ************ كارم: إتفضلى يا نيللي، واقفه عندك متوترة كده ليه؟ دخلت نيلى إلى مكتبه بخوف. نيللي: أنا مكنتش أعرف إنها والدتك. كارم بعدم فهم: ليه هو إيه اللى حصل! نيللي: قولتلها إنى هبلغ حضرتك بوجودها فوقف*نى بعصبيه ودخلت وكمان أنا كنت متوترة عشان أول يوم فمسألتش هى مين وده ضايقها. إبتسم كارم إبتسامته الساحرة ودار حول مكتبه ليقف فى مواجهتها قائلآ بصوت يغلفه العشق ونظرات هائمه فى وجهها الملائكى: وإنتى فاكرة لو كل الدنيا إشتكتلى منك إنى همشيكى؟ أربكتها نظراته لها وقربه منها إلى هذا الحد، فابتعدت تاركه مسافه بينهما وقالت وهى فاقدة لإتزانها من أثر قربه وسحره: ط..طب ليه مش هتمشينى، دى والدتك وأكيد هتسمع كلامها. كارم: وجودك هنا بقى زى السجين اللى مش هيخرج من سجنه أبدآ. نيللي بحيرة: ليه؟ كارم: الأيام هتعرفك، بس لو ذكية هتعرفى بسرعه لوحدك. نيللي: ولو الأيام معرف*نيش ومش ذكيه، هعرف إزاى؟ كارم: هتعرفى متقلقيش. نيللى وهى على نفس حيرتها: أكيد ماتقابلناش قبل كده؟ سيطر على كارم هيامه بها فدقق النظر بعينيها قائلآ: يمكن. نيللي: لأ مش يمكن، أنا بدأت أحس إنه أكيد ومحتاجه أعرف فين وإمتى، ياريت حضرتك تصارحنى. إبتسم كارم إبتسامة عاشق، قلبه ينتفض من شدة شوقه لمعانقة حبيبه وألا يتركه مرة أخرى أبدآ، فيجعل مسكنه بين ضلوعه وتنفسه هو عطره يشتمه إلى آخر قطرة يضعها من زجاجته، وإلى أخر شهيق يلتقطه. نيللي: حضرتك معايا؟؟ كارم: أيوا معاكى. نيللي: سمعت سؤالى؟ كارم: أيوا سمعت، بس معنديش إجابه، أول ماهلاقى إجابه هقولك. تركته نيللي وخرجت إلى مكتبها والحيرة بلغت منها مبلغها. جلست على مقعدها وهى تقول: أخلص من الوحده وقلة الشغل عشان أدخل فى ألغاز ومتاهات، الراجل ده حواليه علامات إستفهام كتير، بس أهم حاجه إنى إشتغلت والباقى أفهمه على مهلى. مر جاسر من أمامها. جاسر: إيه ده، إنتى إشتغلتى سكرتيرة للرخم اللى جوة؟ نيللي بضيق: أه بس أنا خريجة حقوق، ومش عارفه ليه حطنى فى الشغلانه دى أصلآ، بس هو قالى لو أثبت كفائتى هينقلنى. جاسر: سكرتيرة!، يخربيت زوقه. نيللي بخوف وهى تنظر بتجاه باب مكتب كارم: ششش وطى صوتك إنت عايزنا نترفد. جاسر: صح على رأيك. نيللي: إنت شغال إيه هنا؟ جاسر: فى الأرشيف. نيللي بإبتسامه: لا سكرتيرة أحسن. جاسر: ماشي ياستى شكرآ. نيللي: بس إسمحلى يعنى، ليه لابس ومتشيك كده طالما أخرك تقعد فى غرفة الأرشيف. نظر جاسرإلى ملابسه ثم إبتسم لنيللي قائلآ: منظرة فارغه. ثم تركها وخرج ليعود إلى مكتبه. نيللي: طب مافعلآ منظرة فارغه، إنت فاكر نفسك مدير. سمعها جاسر فأطل برأسه إلى داخل مكتبها: أقرع ونزهى. خجلت نيللي بشدة أنه سمعها وهى تقول عنه ذلك وحاوطت وجهها بيديها وهى تخفض رأسها: لأ لأ، النهارده مش يومى، المواقف المنيله كترت أوى، أنا عايزة أمشي أحسن. وصل جاسر مكتبه وجلس على المقعد وهو يضحك بشده ولا يعرف لما عاد وأحرجها بهذا الشكل فكان من الممكن أن يتجاهل ماقالته، ولماذا قال لها أنه يعمل بالأرشيف ولم يقل لها حقيقته، هل أراد أن يمزح ويتسلى دون نيه، أم أنها لفتت إنتباهه فأراد أن يقلل من وظيفته ليستطيع التحدث معها بحريه؟، على كل حال ستعرف حقيقته اليوم أو غدآ، فهم يعملون بشركه واحده. *************** وصل سامى إلى منزل سحر يحمل بين يديه علبة حلوة ولفافه من الورود، رحب به والدها وهو يبتسم فى وجهه بود. فؤاد: منورنا يابنى، ثوانى هنادى لسحر. أشار له سامى برأسه فدخل فؤاد وخرج بعد ثوانى ومعه سحر يبدو عليها المرض. سامى بحزن: الف سلامه عليكى ياسحر. سحر بصوت متعب: الله يسلمك يا أستاذ سامى ماكانش فيه داعى للتعب ده. سامى: ولا تعب ولا حاجه، أنا جبتلك معايا ورقة للإجازة المرضيه عشان تمضى عليها. سحر بإبتسامه: مش عارفه أشكر حضرتك إزاى. سامى: قوميلنا بالسلامه وده أحسن شكر ليا. إنتهت زيارة سامى وقد شعر فؤاد والد سحر بأن تصرفات هذا الشاب ليست مجرد تصرفات زميل عمل فقط، فهناك سبب خفى وراء إهتمامه المبالغ فيه. ************ عادت نيللي إلى المنزل سعيدة ومجهدة، فأول يوم عمل يستحق منها سعادة غامرة، ولكن الإستيقاظ مبكرآ متعب بشكل كبير. جلست على الأريكه بتعب، ثم أرخت جسدها لتغفو فى ثبات عميق ولم تفق إلا على صوت جرس الباب، فقامت لتفتح وعيناها ناعستان تسب من جعلها تقوم وهى متعبه إلى هذا الحد. فتحت الباب وجدت الحارس يقف أمامها. نيللي وهى تتثاءب: خير ياعم أنور. أنور: كنا عايزين فلوس المياة وصيانة الأسانسير، أنا رنيت كتير ومحدش فتحلى وعرفت إن حضرتك مش هنا لما طلعتى دلوقتى. نيللي: أيوا فعلآ مكنتش هنا، ومعلش شكل ماما مسمعتكش. أنور بتعجب: ماما!، هو حضرتك مش عايشه لوحدك؟ نيللي بإنفعال: لأ طبعآ، عايشه مع والدتى. أنور: أمال محدش بيشوفها أبدآ ليه ياست نيللي؟ نيللي: عشان هى تعبانه، للأسف هى مبتقدرش تمشي، عشان كده مبتخرجش ولا حد بيشوفها. أنور: بس اللي أنا أعرفه إن حضرتك ساكنه هنا لوحدك. نيللي بضيق: وآد*ك عرفت إنى عايشه مع مامتى، الفلوس هديهالك بكرة وانا راجعه من شغلى، أنا مش فايقه دلوقتى وانت مصحينى من النوم. أنور: على راحتك يا ست نيللي. غادر الحارس والضيق بلغ من نيللى مبلغه، فقد شعرت بإختناق شديد جعلها تهرول إلى غرفة والدتها وهى تذرف الدمع الغزير، وص*رها مختنق بشدة. فوجدت والدتها تجلس على مقعدها المتحرك وهى تبتسم لها. نيللي: ماما، لازم الناس تشوفك عشان يعرفوا إنى مش لوحدى. نبيله: عمرك ماهتبقى لوحدك أبدآ مهما إفتكروا يانيللي. نيللي: طبعآ، ربنا يخليكى ليا بس لازم يشوفوكى، متخليش العجز يحبسك فالشقه، ناس كتير زيك وبيخرجوا. نبيله: أنا عايشه عشانك يانيللى، مش عشان الناس ولا عشان الحياة حتى،يكفى إنى معاكى وانتى معايا وفى حضنى. بدأت نيللي فالبكاء والإنهيار التام وهى ترجوها: أنا تعبت من كتر مالناس فاكرين إنك مش موجودة، تعبت إنى أقنعهم. نبيله: متقنعيش حد يا حبيبتى، كفايه إن إنتى عارفه إنى معاكى وبحبك وعمرى ماهسيبك. عانقتها نيللي بشدة وهى مازالت تبكى. ************ سحر: وصلت بيتك؟ سامى: لأ لسه، بتمشى فى الشارع ماليش نفس أروح. سحر: مش عارفه أقولك إيه، زيارتك ليا النهارده ليها معنى كبير أوى عندى، بشكرك بجد يا..... سامى، لو تسمحلى أناد*ك من غير ألقاب. سامى بإبتسامه: أسمحلك طبعآ، عارفه ليه؟ سحر: ليه؟ سامى: لإنك بقيتى بالنسبالى أكتر من زميلة فالشغل. سحر: أنا كمان حاسه إنى بالنسبالك أكتر من كده وبصراحه فرحانه أوى بصراحتك دى. سامى: لو هتكلم بتكلم بالصراحه من غير لف ودوران وإلا بسكت خالص. - وانا بحب الشخصية دى أوى. - يعنى تسمحي إننا نكون أصدقاء؟ خاب ظن سحر من حديث سامى الذي حطم ماكانت تعتقده، ولكنها أقنعت نفسها بأن هذه بداية العلاقه بينهم، ولذلك أجابته بهدوء وإبتسامه: طبعآ يشرفنى صداقتك. أنهى حديثه معها وهو لا يعرف لما يود التقرب منها إلى هذا الحد، لم يكن طبعه الخيانه يومآ ما، يعى جيدآ أن هذا سترفضه زوجته لو علمت به، فلماذا سيفعله ويداريه، ولماذا يدارى عن سحر أنه متزوج!، حتى سحر إذا علمت بزواجه ستبتعد عنه، فهو يعلم أنها منجذبه له، لما يريد أن يجاريها فى ذلك، وهو حتى لا يحسب لعواقب كل ذلك، فكيف يترك نفسه لمشاعره وأهوائه تتحكم به، إلى الحد الذي يجعله لا يفكر بعواقب الأمور؟؟ ************ دخلت والدته لغرفته بتعجب عندما رأته يجلس شاردآ. فريدة: من إمتى وإنت مش بتخرج مع أصحابك وبتقضى وقتك كله فى أوضتك لحد ماتنام؟ زفر كارم بضيق قائلآ: ولحد إمتى هتفضلى تدخلى عليا أوضتى من غير ماتخبطى؟ فريدة: ولد، إلزم حدود كلامك معايا، إيه الطريقة اللى بتكلم مامتك بيها دى!، هو انا واحدة من الخدم؟!، ده بيتى وأدخل أى مكان فيه وقت ماحب وبدون إستئذان. كارم بضيق: ماشي إفضلى إضغطى عليا كده لحد ماسيبلك البيت وأمشى وأريحك، وبعدين جايه عشان تسألينى من إمتى بقضى وقتى هنا ومش بخرج، سبحان الله بجد، أخرج مش بيعجبك، أفضل مش بيعجبك، مشتغلش مش بيعجبك، حتى لما بقيت أشتغل وإلتزمت مش عاجبك. فريدة: دى الحاجه الوحيدة اللى عجبانى ياكارم، إنما كل حاجه فيك غلط. كارم بإستهتار وبرود أعصاب وهو يجلس ويضع قدمآ فوق الأخرى: تربيتك. إستشاطت فريدة غضبآ وتحدثت بوجه كجمر النيران: أنا تربيتى أحسن من كده بكتير، إنت اللى فاسد وفاشل، بس لأ، مش هسيبك على فشلك ده، ولا هسيب منيرة تطلع بتعرف تربى أحسن منى، وتطلع إبنها راجل وأنا لأ، هتبقى راجل غصب عنك، وهتشرفنى ورجلك فوق رقبتك، وهتورث أبوك لوحدك ومش هيطولوا أى حاجه حتى لو إنطبقت السما على الأرض. كان يقف رؤوف خلف باب الغرفه فى هذه اللحظه، ففتح الباب ووجهه ينبض بالغضب، فتلاقت عينيه بأعين فريدة المندهشه من ظهوره المفاجئ فى هذا التوقيت.... بقلمى/ سارة رجب حلمى.... إيه رأيكم فى أحداث النهاردة؟؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD