- إحنا لازم نقوله بجد إننا المفروض نخرج ساعة بدري، يعني نخلص الشغل 5 كل يوم.
هدى اتكلمت - لا يا أسماء نخرج 4 علشان نلحق المسلسل.
- هو ايه اللي لأ يا أسماء! هو أنا مديرة الشركة؟ لو عليا مش هاجي خالص.
قزقزت اللب اللي كان في إيدي، وسألتهم - ها خلصتوا اتفاق؟ مش هيوافق وهيقولكم اتفضلي إنتِ وهي على مكتبكم وشكلكم هيبقى زي الفنلة.
- طب ما تقوليله إنتِ يا حنان.
أسماء شهقت - حنان لأ، دي لو نطقت هيرفدنا كلنا، هو مبيطقهاش أصلًا.
كملت أكل لب بمنتهى اللامبالاة - مبيطقنيش علشان ذوقه وحش ومبيفهمش، لكن أنا قمر وبسُكّر.
عاوزين يقولوا لأحمد المعقد يخرجنا ساعة بدري كل يوم، دا لو طال يخلينا ننام في الشركة هيعملها، الطويل الأهبل ده.
- سرحانة في إيه؟
- اسكتي يا حنان بقى علشان متضايقة، نفسي أوي يخرجنا بدري ساعة.
- يعني الساعة دي هتفرق معاكِ!
- طالما مش هتفرق يبقى يخرجنا بقى.
- خلاص كلموه.
- ما احنا هنكلمه، بره عنك الحوار ده.
ضحكت - تخيلي لو أنا اللي طلبت منه، يا ربي على المسخرة، معرفش بيعاملني كده ليه.
أسماء قلدته وهو بيتكلم - يا أستاذة حنان إحنا هنا في شركة، فنحترم المكان اللي أحنا فيه، تاني مرة هاخد رد فعل يضايقك، اتفضلي على مكتبك.
طلعت ل**ني برخامة - نننني، موتي إنتِ وهو.
خلصنا شغل وسيبت لأسماء الملفات كالعادة علشان تسلمها لينا كلنا، علشان لو أنا اللي دخلت هيقولنا نعيد الشغل كله تاني، علشان هو واحد فاضي مش لاقي حاجة يعملها.
خمس دقايق ولقيتها بتسيب الملف بتاعي قدامي وبتشاور على مكتبه - اتفضلي سلمي حاجتك.
- ليه؟ ما أنتِ سلمتيه امبارح ومقالش حاجة.
- معرفش قالي كل واحد يسلم شغله.
- آه عاوز يزعق ومش لاقي حد يزعقله يعني؟ ماشي، لو اتأخرت تعالي اتطمني عليا علشان لو قتلني ولا حاجة.
خبطت على باب المكتب ودخلت، كنت لسه هتكلم لقيته بيشاور بإيده علشان بيتكلم في الموبايل فاسكت.
وقفت أبص له وهو بيتكلم، عامل فيها ابن ناس وإنت مدير مهزأ، جايبني تهزأني يا ولا؟ تمام ابقى اعملها والله العظيم أخرج أعيط زي كل مرة، بتبتسم؟ ما أنت بتعرف تبتسم زي البشر العاديين أهوه، حاضر يا ماما! الحقوا يا عياااااال أحمد بيقول حاضر يا ماما، يا ربي هضحك والله وشكلي هيبقى وحش، كنت واقفة بحاول أكتم الضحكة بسبب الأفكار اللي في دماغي، حسيت أني لو نطقت هضحك.
شاور بإيده علشان أقعد وهو بيقفل الموبايل، هو بيقعدني علشان يعرف يهزأني براحته، ها أنا قعدت أهوه، طوّل ل**نك وخلصني.
- هو إمبارح أسماء سلمت شغلك وقولت ممكن تعبانة، خير بقى النهاردة؟
- لأ ما كنتش تعبانة، هي اقترحت تاخده معاها بس.
- ولما أعوز أعلق على حاجة، هي هترد عليا!
تعلق برضو يا شرير؟ يعني مش علشان تهزأني؟ تؤتؤ أعلق.
قولت - لا أنا اللي هرد، هو .. مش هعمل كده تاني.
مد إيده وأخد الورق مني - في حاجات كتير هتتصلح.
سرحت في الساعة بتاعته وسيبته يتكلم، معرفش ليه تخيلت إن الساعة مخنوقة منه ونفسها تهرب.
- مفهوم؟
هزيت راسي بسرعة - مفهوم طبعًا.
- طبعًا مش عاوز أنبهك إنك لو اتأخرتِ تاني أو...
سيبته يتكلم برضو وأنا بحرك راسي بكل أدب وبراءة.
قال بقلة ذوق - يلا اتفضلي.
طب ما تض*بني بالنار يا لا، ما تاخدلك قلم لو عاوز يعني.
- أنا بجد بكرهه يا أسماء، بكرهه، بكرهاااااااااه.
- وهو بيكرهك، القلوب عند بعضها.
نفخت البالونة اللي في إيدي علشان أفرقعها، أنا عصبيتي بتروح لما بعمل كده - بصي يا أسماء، أنا هشوف شغل في شركة تانية.
- شوفيلي معاكِ لو لقيتِ.
كل يوم بروح الشغل مكشرة، بدل ما يتحول لمكان أحبه بقيت أكره أروح، المرة اللي فاتت نزل لكله أجازات ما عدا أنا ولما اعترضت قالي إنتِ بتتأخري، ما اتأخر هو أنا رايحة دريم بارك عاوزني أجيلك بدري! وكله بيتأخر اشمعنى حنان بقى!
قفلت باب المكتب وأنا شايفة أسماء وهدى بيتفقوا على خروج والأكل اللي هياكلوه.
- مالكم مالكم؟ فرحانين كده ليه؟
أسماء شدتني - تعالي فكري معانا هناكل ايه كلنا بالزيادة اللي نزلت.
- زيادة ايه؟
- زيادة القبض مش إحنا في شهر 9.
- أنا منزليش حاجة!
أسماء ضحكت - بصي أنا لو مكانك همشي من الشركة بدل التهزيق ده.
هو بجد الموقف يضحك علشان يضحكوا وأنا مكبرة الموضوع! دا ايه قلة الذوق بتاعته دي! يعني أروح دلوقت أتخانق علشان شوية فلوس ويبقى شكلي وحش؟ ولا أتخانق علشان الموقف نفسه، عنيا دمعت من الزعل والله.
أسماء قعدت جمبي - خلاص بالله عليكِ ما تزعلي، والله ما حد عارف هو بيعمل كده ليه.
- عادي.
- خلاص بقى هعزمك على فخفخينا قمر.
- أسماء متعصبنيش.
سكتنا لما شوفناه من بعيد خارج من مكتبه، بص تجاهنا وبعدين مشي، يا ربي قلبي هينفجر من الكره بجد، عاوزة أقوم أقتله، هو أنا عملت ايه أصلًا للمعاملة دي! كل اللي بيقدم على طلب بيتوافق عليه، ما عدا حنان، كله بيعبر عن رأيه ما عدا حنان، كله بينزله زيادات ما عدا حنان، اليوم ده لما خرجنا من الشركة بدأت أشوف شغل في مكاني تاني فعلًا.
- أحمد عاوزك.
بصيت لأسماء اللي واقفة قدامي واتن*دت - طيب.
بقى تخبيطي على الباب ودخولي المكتب أصعب حاجة بعملها في يومي، دخلت وقعدت زي ما طلب.
سألني - بتدوري على شغل ليه!
اتصدمت - وحضرتك عرفت منين؟
- السؤال بيترد عليه بإجابة، مش بسؤال زيه.
- عادي.
- السؤال بيترد عليه بإجابة واضحة، مش بكلمة مبهمة.
صوتي ارتفع غصب عني - عادي مش مرتاحة هنا.
- ايه مضايقك هنا؟
- أيوة دا سؤال مهم، بس هو في سؤال أهم، ايه اللي مش مضايقني هنا؟ أنا مش بتعامل زي زمايلي ليه؟
عنيا دمعت وصوتي اتحشرج وأنا بتكلم، نفسي صعبت عليا أوي، كملت - يعني لو شغلي وحش دا هيكون واضح، بس أنا ما عملتش حاجة للمعاملة دي، ليه حضرتك مش بتعاملني زيهم؟
- علشان إنتِ مش زيهم.
- يعني ايه؟
بص على المكتب - قصدي يعني بتتأخري وبتعملي تصرفات كتير غلط، فطبيعي مش هتبقي زيهم.
- لأ كله بيتأخر، وفي كتير بيغلط.
- ما هو أنا لما بعمل كده إنتِ بتيجي تتكلمي، قصدي .. مافهمتش بتشوفي شغل تاني ليه! إنتِ عارفة تتأقلمي في شغل لما تتأقلمي في اتنين؟
- ما أنا لو لقيت هسيب هنا.
- تسيبي هنا!
- أكيد مش هعرف أشتغل في مكانين.
- طيب ايه مضايقك تاني غير كده؟
- بس.
- طيب خلاص ممكن تتفضلي.
ممكن تتفضلي؟ عامل فيها محترم وبيفهم في الذوق، يلا منك لله خلتني أعيط على الصبح.
إنسان مريض، كان قصده إيه بإنه بيضغط عليا علشان أروح أكلمه؟ عاجبه شكلي وأنا زعلانة وحاسة إني فاشلة بسبب التفرقة اللي بيعملها! منه لله بجد.
- يا ربي يا حنان أول مرة أشوفك بتكرهي حد كده!
- بجد كمية كره جوايا غير طبيعية، إنسان معقد ومريض، تخيلي مبسوط علشان بروحله متضايقة!
- خلاص روقي، بجد من بكره هنشوف أنا وأنتِ مكان تاني ولما نلاقي نسيب الشركة دي خالص.
سكتت شوية وبعدين قالت - طب ما نطلب منه ينقلنا الفرع التاني! قصدي أنا هطلب منه متتكلميش إنتِ.
بصيت لها باهتمام - يا رب يوافق، بكرة قوليله.
يعني أنا كنت مستنية إيه! وافق لأسماء بس، تمام، أسماء مسكتني من إيدي لما لقتني ريحاله، بعدتها وأنا بقولها بهدوء - وسعي بس كده مش هتخانق، أنا بس هعرفه غلطه.
أنا قررت أسيب الشغل بس قبل ما أسيبه بقى، ههزأه وأطلع كل اللي جوايا ولو عرفت أعضه والله لأعملها.
فتحت الباب من غير ما أخبط وقفلته جامد لدرجة إنه وقف من الخضة، قال بسرعة - في إيه!
وقفت قدامه - أنا بقى جيالك علشان تقولي في إيه، أنا باكل أكلك! سكتالك بقالي سنة كاملة معاملة زي الزفت ومبتكلمش، ناقص تعلقني على باب الشركة وتخليني عبرة لأي أنثى بتفكر تشتغل وبرضو مبتكلمش، اييييه! مالك يا لا دا أنا لو كنت قتلتك وإنت صغير مش هتعاملني كده!
-..
- دا أنا مشوفتش في حياتي حد زيك، يا أخي مبصعبش عليك لما توافق ليهم وتسيبني؟ يعني لو شغلي مش عاجبك قولي وأنا هقولك اخبط راسك في الحيطة عادي، لكن بتعاملني كده ليه.
عارف أنا عاوزة أمسكك بإيدي وأعضك لحد ما تموت.
قرب فجأة ف*جعت لورا بدون قصد لزقت في الشباك وهو قدامي بالظبط، بصيت بطرف عيني للشباك اللي كان مفتوح وأنا بحسب إحنا في الدور الكام، يعني لو رماني هموت ولا إيه، استنى يا سطا بهزر معاك مش هعضك ولا حاجة أنا واحدة كذابة أصلًا.
سألني بكل هدوء - عاوزة إيه؟
أخدت نفسي واتكلمت - ابعد علشان أعرف أتكلم.
قرب أكتر وسند بإيده على الشباك اللي ورايا - قولتيلي بقى عاوزة ايه؟
من غبائي مسكت في الجاكيت اللي كان لابسه من الخوف، سيبته وأنا ببص ورايا - ولما أرمي نفسي دلوقت هتمبسط!
- حنان أنا بكرهك.
بصيت له وأنا قلبي مقبوض - ليه؟ أنا عملتلك ايه؟
- علشان بحبك.
- مش فاهمة.
- أنا مينفعش أحبك فبكرهك، أنا بتضايق لما بستناكِ توصلي، بكون عاوز أقتلك لما ببص لك غصب عني، فاهمة؟ أنا عاوزك طول الوقت تكوني قدامي وبتكلميني والشعور ده يضايق اللي زيي، مش فاهم ده حصل إزاي أنا عمري ما كنت هسمح بحاجة زي دي تحصل، ومسمحتش والله هي حصلت لوحدها، أنا مينفعش أكون ضعيف كده!
بس عينيه كان فيها حب، كانت حلوة ودافية، حسيته بيحارب حاجة هو نفسه مش عارفها.
اتكلم - عندي رغبة قوية دلوقت إني أمسك إيدك ومسبهاش تاني، بس مينفعش إنتِ فاهمة؟ أنا أقوى من إن رغبة تحركني، أنا أكبر من كده، بقالي سنة بحاول أقتل شعور بيتملك مني كل يوم أكتر.
- بس أنا معملتش حاجة علشان تكرهني، قصدي تحبني، قصدي تكرهني وتحبني، يا ربي حتى شعورك معقد زيك، إنت مشكلتك إيه إنت ونحلها.
- عاوز أقتلك.
شهقت - تقتلني!
- وأحضنك.
- لأ بقولك ايه، لو فاكر إني علشان متعلقة ومش عارفة أتحرك فموقفي ضعيف، لا يا بابا أنا القانون في صفي.
- قانون ايه؟
- ما تبعد بالله عليك علشان قلبي قرب يقف.
- لأ أنا قلبي مرتاح كده.
- لازم تحارب شعورك ده وتكرهني، لأ متكرهنيش أنت كرهك وحش، بس حارب شعورك ده علشان إنت قوي.
- مش عاوز أحارب عاوز أفضل كده.
- هو إنت بتبص ليا كده ليه!
- بحبك.
- إنت هتسرح مني ولا ايه! هض*بك على وشك.
ابتسم - هتعملي ايه؟
- يا ربي إنت ابتسمت! عاوزة أصورك والله.
- هو إنتِ مش حاسة بحاجة؟
- حاسة إني تعبت من الوقفة، وبعدين أنا كنت داخلة أقتلك وأخرج ايه دخلني في الحوارات دي.
- شوفيلي حل.
- في إيه؟
- في اللي أنا فيه، أنا فكرت أمشيكِ والله بس مش عارف.
- تمشيني! يا أبو قلب متحجر! واليتامى اللي بصرف عليهم دول!
- يتامى؟
- لأ بهزر أنا بستعطفك بس.
بعد وهو بيمسح بإيده على وشه، سكت شوية وبعدين اتعصب وزعق - اتفضلي على مكتبك.
- هه!
- بقولك اتفضلي على مكتبك.
حاضر يا ع**ط يا أهبل، حاضر يا اللي كان المفروض يودوك لدكتور أمراض نفسية بس **لوا وعملوك مدير.
- بطلي بقى أكل في ضوافرك، وترتيني.
- أسماء دا دماغه تعبانة خالص، الواد كان هيرميني من الشباك بجد، بس مسك نفسه.
- بس باين عليه عاقل.
- عاقل؟ بقولك دماغه في التراوة، ايه ده هي هدى رايحة فين؟
أسماء بصت في الساعة وبعدين ابتسمت - الله الساعة بقت خمسة، يلا نمشي.
سكتت شوية وقالت وهي زعلانة - خلاص هستناكِ الساعة دي.
- تستنيني؟
- هو بصراحة وافق للكل ما عدا إنتِ.
- ااااااااه.
كنت بلعب في الموبايل لما أسماء دخلت الأوضة عندي ورمت شنطتها وقعدت جمبي بسرعة - جبتلك أخباره كلها.
- مش تتعلمي تخطبي على الباب؟ هو ده بيت الحاج والدك؟ احترمي نفسك بقى.
- بس يا به، المهم بقولك جبتلك أخباره.
- أخبار مين، أحمد! الله يهد*كِ يا أسماء.
- استني بس، عرفت إن والده ووالدته منفصلين والموضوع مأثر عليه، فأعتقد يعني علشان كده خايف يقرب من حد.
بصيت ليها بتركيز - وانفصلوا ليه؟
- وإحنا مالنا! المهم يعني أنا كنت هموت وأعرف بيعمل كده ليه معاكِ وعرفت فمبسوطة.
- يعني طلع حساس وعنده مشاعر وبيتأثر.
- هدى بتقولي إنه فضل فترة يتعالج بسبب الموضوع ده.
- هتخليه يصعب عليا.
- هو إنتوا عندكوا أكل ايه!
المرة دي لما دخلت المكتب علشان أقدم شغلي، ركزت معاه هو مش في إزاي أخرج بسرعة، اتمنيت يبتسم زي المرة اللي فاتت، أنا مبحبش أشوف حد زعلان أبدًا.
لما متكلمش سألته - في تعليق على حاجة؟
- لأ.
فتحت موضوع مش هاممني أصلًا - هما ليه بيروحوا ساعة بدري ما عدا أنا.
رفع راسه وبص ليا - علشان مش بيجوا متأخر.
ابتسمت - بس أنا جيت بدري النهاردة.
- علشان كده أنا مش متعصب أهوه.
- تأخيري يعصب؟
- يضايق.
- خلاص مش هتأخر تاني، ومش هعصبك تاني.
وقف علشان يكون قصادي - إنتِ متضايقة علشان اللي حصل هنا، قصدي اللي قولتهولك؟
- أنا؟ لأ خالص.
- أنا آسف لو ضايقتك.
يا ني! حد قمر يعتذر؟ لما يكون حد قمر المفروض ميعتذرش، أحنا مبنزعلش من الحلوين، هو كان بيعتذر ليا علشان اللي عمله معايا بس معرفش ليه بقالنا أسبوع بنتكلم وبنخرج سوا، محدش يسألني علشان أنا حاليًا حاجة تانية اللي شغالة غير عقلي، أنا واحدة كان بيتقالها أنا آسف، إيه دخلني في الحوارات دي!
كان بيبقى متعصب في الشغل بس أنا وهو بنبتسم لبعض لما ما حدش بيكون مركز معانا، وفي الوقت ده بيكون ألطف إنسان شوفته.
- بتعمل ايه؟
- بحبك.
هو مش فاهمة يعني أكون أكتر من 20 سنة وسايبة عضو مهم زي قلبي كده ومستخدمهوش!
بهدوء كان بيدخل جوايا، كان بيشكل يومي وبيطمني، يبتسم فأحس إن لسه في الحياة حاجات حلوة ممكن نشوفها، يضحك فأصدق إن الحياة مقسومة نصين، نص هموم ومشاكل، ونص ضحكته بس، يقولي بحبك، فأصدق إني أحلى بنت في الدنيا ممكن تتحب وتتشاف حلوة.
- خايف؟
- عمري ما كنت متطمن زي دلوقت، أنا كنت غ*ي يا حنان.
- كنت؟
- قصدك ايه؟
- ولا حاجة افهمها إنت بقى.
- طب ولما أخليكِ تروحي الساعة 6 كل يوم، هتفرحي!
- ابقى اعملها يا أحمد.
- هتعملي ايه!
- هعضك.
- لأ حبيني.
كنت بتكلم أنا وأسماء، بس سكتنا لما سمعنا صوته وهو بيتخانق مع حد، بصينا على المكتب، كنا بنحاول نسمع كلمة معرفناش.
- تفتكري بياكل مين في الموبايل.
- أسماء متتكلميش عليه كده، أحمد طيب والله.
- بقى طيب؟ كان طويل وأهبل دلوقت طيب!
- لأ دلوقت قلبي.
ماكنتش هعرف أروحله أكيد، بس استنيت لما كله مشي وروحتله، كان قاعد على الكرسي وباصص جهة الشباك.
- مالك؟
بص ليا وهو متعصب - إنتِ دخلتٍ إزاي! مش تخبطي!
بصيت للباب وبعدين قولتله - أنا.. م.. آسفة، كنت عاوزة اتطمن عليك بس.
- لأ متطمنيش عليا، ملكيش دعوة بحاجة تخصني.
- في إيه يا أحمد؟
- أستاذ أحمد، إحنا في شركة.
- إنت بتكلمني كده ليه.
- من دلوقت مفيش كلام أصلًا، واضحة كده ولا أوضحهالك؟ ملكيش دعوة بأي شيء يخصني تاني.
ماما دايمًا بتقول إن الحاجة بتبدأ بسرعة، لازم تخلص بسرعة، بس أنا متوقعتش إنها هتخلص كده، بعد ما أنا بدأت أتمنى تكمل، كلام أسماء معايا إنه يومها كان متضايق لقرار والدته إنها هتتجوز، مافرقش في حاجة، مفيش عذر ولا مبرر ممكن أقبله.
- طب وبعدين؟ دا كده أسبوع كامل قاعدة في البيت، أنا طلبت منه أجازة أسبوع ووافق ماينفعش تغيبي أكتر من كده.
- طلبتِ من مين؟ مين قالك إني هاجي مكان هو فيه تاني!
- بتهربي منه؟ حنان دا شغل، افصلي بينه وبين موضوعك.
- مابهربش من حد، أنا كارهة إني أكون في مكان هو فيه.
- بصي هقولك رأيي وإنتِ حرة، مش هتستفادي حاجة لو شوفتِ شغل تاني، وإنك متشوفيهوش برضو مش حل، مش بتقولي دايمًا إن المواجهة هي اللي بتحل مش الهروب!
صحيت الصبح ولبست وروحت الشغل، أنا جوايا طاقة كره كافية تخليني أنساه، بس لما شوفته قلبي دق تاني، صوته وهو بيكلمني بهدوء لسه في ودني، إزاي كان رقيق كده وفجأة يتحول للإنسان اللي واقف قدامي دلوقت.
همست في ودني - بيبصلك.
- أسماء!
لأ طلع الهروب أفضل، على الأقل على ما الإنسان بتعافى ويبقى بخير، مش يكون لسه في حالتي كده ويقاوح.
- حنان من فضلك تعالي المكتب.
رفعت راسي وبصيت، يااه أستاذ أحمد مرة واحدة جاي يناديلي، هزيت راسي فمشي.
لما وقفت أسماء غمزت - بيقولك من فضلك.
- وغلاوتك عندي لو سمعت صوتك تاني النهاردة، لأض*بك يا أسماء.
حركت إيدها وهي بتشاور على مكتبه - روحي بس شوفي الض*ب عامل إزاي وبعدين نتكلم.
أنا ماكنتش متضايقة وأنا رايحة، بالع** كنت حاسة بلهفة خلتني عاوزة أض*بني والله.
خبطت على الباب ودخلت - أيوة.
ابتسم - تعالي اقعدي.
قعدت وبصيت جهة الشباك، اتكلم - أنا آسف.
- على إيه؟
- علشان أسلوبي المرة اللي فاتت.
- لأ عادي، مفيش حاجة.
- طيب مبتجيش من أسبوع ليه؟ عارف إنك مش تعبانة.
- لأ كنت تعبانة.
قعد قدامي وقرب كرسيه مني - طيب أعتذرلك إزاي.
- يا أستاذ أحمد محصلش حاجة.
- لأ أحمد بس.
اتعصبت غصب عني - أنا مش بمزاجك، أنا مش واقفة مكاني مستنية إشارة منك، إنت مش عارف إنت عاوز ايه أصلًا!
- لأ عارف، عاوزك.
- مش فارق معايا، أنا أكيد مش هعيد التجربة تاني.
- والله كنت متعصب أوي.
- عادي بكرة تتعصب أكتر وتنهي الموضوع وهيكون عندك عذر، هقولك حاجة واحدة بس، إحنا بندخل علاقات علشان نتسند عليها لما الدنيا تضيق بينا، مش علشان نخوف أصحابها إننا كل شوية ننهيها، العلاقة لو فقدت الأمان والثقة، يبقى ملهاش لازمة.
- يا حنان والله ما فكرتش، أنا..
- أنا بقى فكرت كتير، أنا مينفعش أكون رهن لعصبيتك، تكون رايق تحبيني ولما تتعصب تسيبني، أنا كمان عاوزة أتطمن.
مش عارفة قرار صح ولا غلط، بس اللي متأكدة منه إني لو كنت كملت معاه على طول كان هيستسهل ينطق الكلمة دي كتير، على طول؟ قصدك ايه؟ بتربيه يعني!
لو الموضوع اتساب لقلبي كنت هسيب إيدي في إيده بسرعة، بس معرفتش، حسيت كرامتي وجعاني.
مسكت ورد كان على مكتبي وبصيت لأسماء - ايه ده؟
- يا أختي واللي جايب ورد مش عارف يجيب فطار معاه!
سيبته على مكتبها - طيب خدي كليه.
يا رب يكون هو اللي جاب ورد، يا رب يكون هو.
بس يعني أنا مش هتصالح بورد أكيد أنا كرامتي أكبر من كده، هو أنا ليه حاسة إني اتصالحت.
أسماء قعدت قدامي وهي بتضحك - عاجبك كده؟ نزل عليكِ الغضب، هتروحي 6، أما أنا وهدى بقى هنمشي ونروح نتغدى بره، كان نفسي أقعد معاكِ والله بس إنتِ فقر.
بيعمل كده علشان أتخانق معاه يعني؟ والله ما هتخانق، أنا رايقة ومش زعلانة ولا متضايقة ولا باكل في ضوافري من الغيظ.
أقعد أعمل ايه لوحدي، المكتب فاضي ومفيش شغل أصلًا، منك لله يا أحمد يا ع**ط.
باب المكتب اتفتح فجأة وأحمد دخل فوقفت من الخضة - في ايه!!
- أنا بقى جايلك علشان تقوليلي في إيه، أنا باكل أكلك! اعتذار واعتذرت، ورد وجيبت، عاوزة ايه انتِ، عاوزة إيه.
- إنت متتكلمش معايا خالص.
وقف قدامي فسندت على الحيطة ورايا، سند بإيده عليها، كنت هبص من الشباك بس اكتشفت إن مفيش شباك.
ابتسم - لأ مفيش شباك هنا، دا في مكتبي، تيجي نقف هناك؟
كنت هضحك، بس كشرت أكتر - ابعد علشان ماض*بكش يا أحمد.
- طب ما تض*بي كده وريني.
- لو سمحت!
- ما خلاص بقى، والله العظيم كنت تعبان، وبعدين شيفاني كده تتقمصي وتسيبيني وتمشي؟
- والله؟ يعني بتقولي ملكيش دعوة بيا وعاوزني أفضل!
- أنا بس تايه يا حنان والله، بس يعني اكتشفت إن الأيام اللي فاتت الفترة الوحيدة اللي كنت عايش فيها، مش عاوز أموت تاني.
كنت عاوزة أعتذر له والله، على إيه؟ معرفش، بس على زعله، علشان ميزعلش، علشان ميبقاش متضايق.
- خايفة مني يا حنان؟ خايفة أبعد؟ والله أنا اللي خايف أبعد، أنا ما صدقت اتطمنت، لما قولت كده كنت عاوزك تفضلي متمشيش، أول ما خرجتِ اكتشفت إن مفيش حد أقوله إني زعلان، ودا الأول قبل ما تيجي ماكنش مضايقني، بس صعب إن الإنسان بعد ما يتونس بحد يرجع لوحدته تاني، مش هيتقبلها.
- وعاوزني أصدقك ليه دلوقت؟
- إنتِ مصدقاني بس زعلانة، وأنا عاوز أصالحك.
- عارف لو عملتها تاني هعمل فيك إيه!
- ايه؟
- هعضك.
- لأ حبيني.
"حتى قبل أن ألتقيك، لم نكن أغرابًا
-ممكن أعرف ما ردتش على المنشن اللي عملتهولك من يومين ليه؟
~ما شفتوش يا حبيبتي، أنا برجع من الشغل هلكان يا دوب بكلمك.
-لا يا خالد أنت بتتجاهلني، لو أنت زهقت مني قولي وأنا صدقني مش هجبرك.
~تجبريني على أيه؟
-على علاقتنا.
~وإحنا علاقتنا أيه؟
-مكتوب كتابنا، أنت بتلف وتدور على أيه؟
~لا أنا مش بلف وبدور أنا بحاول أفهمك اللي أنتِ بتقوليه، هكتب كتابي عليكِ وهكون مجبور، بتقولي كلام غريب وبتهرتلي وخلاص، الكلام دا تقوليه لو إحنا متجوزين صالونات، آية بصي عايز أنام تصبحي على خير.
"أنا وخالد متجوزين عن حب ورغم كدا مافيش أي تفاهم بينا، طول النهار مشغول ومش وراه غير الشغل وبس، دايمًا مش فاضيلي ولا فاضي يسمعني، أنا عايزة شخص تكون شخصيتنا زي بعض ونشاطتنا مشتركة"
تاني يوم الصُـبح:
~صباح الخير يا حبيبتي.
-ششش شغل النحانيح دا مش هيدخل عليا.
~بصي يا ستي أنا عارف إنك مضايقة، بس أنا كمان كنت راجع من الشغل مطحون.
-تاني هتقولي الشغل، الشغل أهم مني؟
~يا آية ما هو أنا بشتغل عشان الشقة تكمل وعشان الفرح وعشان أوفرلك اللي أنتِ تحتاجيه، مش فاضي للبوستز والمانشنز والحاجات التافهة دي.
-قصدك إن أنا تفافهة!
~يا حبيبتي مش أنتِ، السوشيال ميديا عمومًا تفاهات لناس فاضية، وأنا مش فاضي.
-قصدك مش فاضيلي، خالد أنا عارفة أنك زهقت مني، وحاسس إنك إدبست فيا.
~بأي حق بتقرري عني أنا حاسس بأيه، بطلي بقى شغل الدراما بتاعك دا، أنا لو زفت مش عايزك هقولك هجبر نفسي ليه؟
وبعدين أنتِ كل شوية زهقت مني ما بقتش تحبني، شكلك أنتِ اللي بطلتي تحبيني عشان كدا كل شوية تتحججي بحاجة.
-لا طبعًا، أنا بحبك.
~وأنا كمان بحبك ونفسي أسعدك، فبلاش تتقليها عليا، أنا مستحمل المدعكة دي عشانك، عشان مجرد تفكير إنك تبقي شريكة حياتي.
-خلاص أنا أسفة.
~أنا اللي أسف عشان زعلتك إمبارح.
قفلت مع خالد وكنت قلقانة، كأن كلام خالد كان صح، أنا ليه كل شوية بمسكله أي حاجة عشان أتخانق معاه، ليه كل شوية أقوله أنه زهق مني، معقول أكون أنا زهقت من خالد!
بس أنا قبل ما أرتبط بيه عارفة أنه مالوش في الترندات والميمز مالوش في السوشيال ميديا عمومًا، أنا عارفة أنه بسيط وواقعي جدًا.
^نحنُ هُنا.
-منى! أنتِ جيتي أمتى؟
^لا دا أنتِ في الباي باي خالص، في أيه يا بنتي مالك؟
-هو خالد بيحبني ولا شايفني زوجة مناسبة؟
^أيه السؤال دا!... ما أظنش أنه ينفع تسألي سؤال زي دا خصوصًا قبل فرحك بأسبوع.
-بالع**، دا السؤال اللي المفروض يتسأل قبل ما يحصل أي شيء.
^أنا هجريكِ يا آية، مثلًا أيه اللي فيكِ يخليكِ زوجة مناسبة؟
-ويت كدا!... قصدك أيه يا أستاذة منى؟
^قبل ما تتعصبي، دلوقتي خالد من طبقة متوسطة وأنتِ أعلى منه فأولًا دا سبب ما يخلكيش مناسبة ليه، ثانيًا خالد عيلته البنات فيها كلهم لابسين حِجاب وهدوم واسعة وأنتِ بناطيل وشعرك فأنتِ مش من توبه، ثالثًا ما بتعرفيش تطبخي ولا حتى تقلي بيض عشان يتجوزك، كل اللي فيكِ مش مواصفات زوجة مناسبة لخالد إنما بيحبك ولأنه بيحبك أتجوزك ودا اللي يأكدلي أنه هيساعدك ومش هيسيبك في دربكة البيت لوحدك، خالد بيحبك يا آية بطلي عبط.
-هو اللي زي خالد يعرف يحب؟
^قصدك أيه!
-اللي بيبقوا واقعيين دول، وهمهم الشغل والحاجات المملة دي بيعرفوا يحبوا؟
^يسلام! دا أبهاتنا وأمهاتنا وجودودنا دول أكتر ناس كانوا بيحبوا، رغم أنهم كانوا أبسط من كدا واقعيين أكتر وتلاقيهم جامدين كدا.
-يمكن.
^هتنزلي تجيبي الفستان أمتى؟
-بكره، تيجي معايا؟
^إن شاء الله، أهو أغلس على جوزك شوية.
ضحكنا، بس أنا برضو قلقانة، الجو ليل وفي الوقت دا خالد بيرجع من الشغل لا إراديًا لاقيتني بعمل الفون Airplane mode ما كنتش عايزة أتكلم عايزة أعطي لنفسي فرصة إني أفكر، هفكر في أيه أنا خلاص بقيت مرات خالد!... بس عادي ولو لازم أفكر عشان ما أحسش إني أجبِرت عليه بعد كدا، أجبِرت عليه إزاي وأنا اللي اخترته ووقفت قصاد ماما فيه، بس بابا بيحبه أوي ويا ترى هو أنا بحبه؟
لا لا أحسنلي أشوف حاجة أعملها، في النفس اللحظة جالي notification من الـ f*******: فتحته لاقيت رشيد أخو سلمى صاحبتي من إعدادي ريأكت love على صورة البروفايل "صورتي"، بعدها لاقيت ماسج على الماسنجر.
"إزيك عاملة أيه؟"
'أنا كويسة، سلمى عاملة أيه وحشتني جدًا"
"هي تمام مشغولة مع خاطبها بقى وكدا"
" هي اتخطبت!.. على كدا أنت أتجوزت كام مرة؟"
"يسطا عيب ولا مرة، جواز أيه ونكد أيه"
"عايز تفهمني أنك أكبر منها وهي اتخطبت قبلك، أحزان"
"الحاجات دي مش من اهتماماتي، الاكتفاء بالذات حلو برضو"
قعدنا نتكلم كتير وقرر ينزل معايا بكرا نشتري الفستان، أعرف رشيد من زمان جدًا، كنت أنا وسلمى صحاب أنتيم وبعدها هي انتقلت لمحافظة تانية، وكان بيني وبين رشيد صداقة قديمة، تاني يوم نزلت أنا ومنى نختار الفستان ورشيد قابلنا هناك.
-أيه رأيك في دا.
^أيه يا آية الق*ف دا، مكشوف أوي.
-ماله دا جميل أوي والله.
×أيوا أنا مع آية في الحوار دا، شكله جميل.
^أفندم وأنت مالك.
-رشيد إزيك عامل أيه.
مد إيده وسلمت عليه.
×تمام، احلويتي جدًا.
-شكرًا، دي منى صاحبتي.
مد إيده يسلم على منى
^معلش ما بسلمش.
×أوك. As you like
اختارنا الفستان وروحت وبالصدفة لاقيت خالد مستنيني في البيت وكان عايزني ننزل بس أنا كنت تعبانة فدخلت نمت وهو قعد مع بابا وشوية ومشي، شوية ولاقيت التليفون بيرن.
-أيه يا بني أنت لسه ماشي من شوية.
~أيه النيلة اللي أنتِ جيباه دا؟
-أيه دا جميل أوي يا خالد.
~دي بدلة رقص يا أبلة، إزاي صاحبتك وافقتك على نيلة زي دا؟
-والله بدلة رقص ولا أنت شايف تمنه غالي عشان كدا مش عايزني أجيبه.
~صح يا آية فعلًا.
قفل التليفون ما هو معاه حق فعلًا أيه اللي أنا قولته دا؟
ليه بقلل من خالد بالشكل دا!
فاضل يومين على الفرح وخالد ما بيتكلمش وبيتجاهلني، علاقتي أنا ورشيد بقت أقوى تفكيره زي تفكيري وشخصيتنا واحدة، مش معقدين زي خالد ومن نفس الطبقة، يمكن ماما كان عندها حق في كلامها عن خالد، تاني يوم "يوم الفرح" روحت لخالد وقولتله يطلقني.
~الكلمة دي عندك بالساهل كدا؟
-ليه يعني هو أنا معقدة هفرق بين المطلقة والعادية.
~دا اللي هامك؟ واللي بينا ما بقاش يهمك؟
-إحنا مش زي بعض، إحنا مختلفين.
~أنتِ اللي مش عايزة حد يقولك دا صح ودا غلط، أنتِ عايزة حد يجاري هواكِ.
...........................
أنا وخالد أطلقنا وبعدها بكام شهر خالد اتقدم لمنى، ما أعرفش أيه نيته، بس أنا كنت واخدة بالي من زمن إن منى معجبة بيه بس مش بتقول، هو أنا كنت أنانية وكنت عايزة أبين إن أنا اللي أتحب وكله بيحبني لدرجة إني تغاضيت عن إن منى معجبة بيه، خالد اتجوز منى وعلاقتهم استقرت بشكل غريب.
بعد خمس سنوات.
-خالد...خالد
~في أيه يا منى!
-هو أنت مش حاسس إنك مظلوم؟
~مظلوم ليه يعني؟
-إنك حبيت آية وهي ما حبتكش، ما حستش إن دا ظلم، في ناس كتير حبت واتجوزت اللي حبوهم.
~بالع**، بصي هحكيلك حكاية
جاءت امرأة إلى داود عليه السلام، قالت: يا نبي الله هل ربك ظالم أم عادل؟
فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور، ثم قال لها ما قصتك؟
قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي، فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء وأردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه وأبلّغ به أطفالي، فإذا بطائر قد انقض عليّ وأخذ الخرقة و الغزل وذهب، وبقيت حزينة لاأملك شيء أبلّغ به أطفالي.
فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام إذا بالباب يطرق على داود فأذن له بالدخول، وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مائة دينار، فقالوا يا نبي الله أعطها لمن يستحقها، فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال؟
قالوا : يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح وأشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيها غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح وانسد العيب ونذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمئة دينار وهذا المال
بين يد*ك فتصدق به على من أردت فالتفت داود- عليه السلام- إلى المرأة و قال لها: رب يتجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالمًا؟
و أعطاها الألف دينار و قال: أنفقيها على أطفالك.
*ولو تعلمين كنتِ لي الألف دينار وأكثر، قد حفظتني وكُنتِ لي خير شريك، ولولاكِ لكانت الهموم أغرقتني وما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.*