المقدمة والفصلين الاول والثاني
المقدمة
كنت اتابع فيلم الحريف للنجم عادل امام وكنت اشاهد الفيلم ولكن عقلي كان في عالم اخر حيث مشهد مختلف لابطال مختلفين
المشهد كان كالتالي:
في احد نوادي الدرجة الثالثة او مايسمى دوري الظل والتي لا تلقى اي اهتمام سواء من المتابعين او من المسئولين حيث كان فريق الشروق يؤدي تمرينه المعتاد على ملعبه في حضور الجماهير التي لا تتعدى ال20 اغلبهم اقارب اللاعبين كانت هناك فتاة تجلس بمفردها تبدو رائعة بحجابها الابيض على الدريل الاحمر الذي جعلها تبدو رائعة بعيونها العسلي ووجهها القمحي وقد كانت تتابع احد اللاعبين بعينها ونظراتها مليئة بالحب وتشجعه بحماس
وبعد انتهاء التمرين اتجه ذلك اللاعب اليها وقد كان طويل القامة عريض المنكبين جسمه الرياضي تعطيه وسامة خاصة مع عيونه البنية التي تعطيها اشعة الشمس جمال خاص عندما تسقط على وجهه وبمجرد وقوفه امامها اتضح الفارق الكبير بينهما حيث كان هذا اللاعب يبلغ طوله حوالي 185 سم وقد ظهر فرق الطول واضحا بينه وبينها وهي التي لا يتعدى طولها ال168سم
وبمجرد رؤيته لها امسك يدها وهو يقول :ايه رايك ياميكا في لعبي النهاردة عجبتك؟
اجابته بحب: تحفة كالعادة يااحلى لعيب في العالم ياكيمو ياجامد انت
كريم بحب : بجد ياميكا والله ؟
اجابته بسرعة : طبعا والله ياكيمو دي كفاية الجون التاني اللي جبته في هيما كان تحفة وخاصة لما رقصته على واحدة ونص زي مابيقوله
كريم بسعادة :الله عليكي يامراتي ياحبيبتي وانتي رافعة من روحي المعنوية وعشان الكلام الحلو ده انا هعزمك على حاجة ساقعة
اجابت ملك : ماشي ياكيمو بس يلا بقا بسرعة عشان احنا ورانا مشاوير كتير اوي ياكيمو يارب نخلص بقا عشان انا زهقت بقالنا سنة كاتبين الكتاب ومش عارفين نخش دنيا
رد كريم بجدية : والله وانا كمان ياميكا بس اعمل ايه انتي شايفة الدنيا بقيت صعبة ازاي
وضعت ملك يدها في يده وهي تقول بحب: والله ياكيمو انا شايفة وحاسة بيك وعارفة قد ايه انت نفسك نعمل الفرح النهاردة قبل بكرة ربنا يقرب البعيد يارب
كريم بحب وخبث : يارب عشان الواحد بقاله فترة منتظر الحلال وكدة كتير اوي الصراحة
اجابته ملك وهي تض*به في كتفه : طب يلا يااخويا عشان لو فضلنا كدة كلام وبس عمرنا مانوصل للحلال وهنفضل ننتظره وبس
كريم بحب: يلا ياميكا
......................
افقت من افكاري على صوت هند وهي تخبرني : ايه يابنتي انتي رحتي فين؟
اجابته بحزن : معاكي بس انا تعبانة شوية هقوم انام شوية
نظرت لي بتعاطف وهي تقول : ماشي ادخلى نامي وانا هاصحيكي على الغدا
ذهبت الي غرفتي ووقتها انا بداخلى افكار كثيرة تتصارع وذكريات تأبي النسيان مهما حاولت تبقى راسخة في الذهن ومع مرور الوقت تصبح كالبالون التي تحتاج الي التخفيف من ملئها بالمواقف وتفريغها قليلا والا سوف تنفجر
ووقتها فكرت بانني دائما ما كنت لا احب فكرة كتابة المذاكرات لكن احيانا عندما تجد نفسك وحيدا لا يشاركك احد سواء احزانك او افراحك قد تغير رايك فقررت ان اكتب مذاكراتي حتى انقل التشويش الموجود داخلى على الورق فربما تتضح الصورة و حتى اشارك نفسي لحظاتي السعيدة واحفظها كي استطيع استرجاع شعوري الرائع بها عند قراءتها في أي وقت اخر واعترف لنفسي باحزاني والمي التي تجعلني استطيع حلها وتجاوزها لانني على الاقل اعترفت بها امام نفسي ولم اكابر
فبدأت في كتابة مذاكرتي التي شاهدتم احدى مشاهدها وابطالها هو انا ملك وكريم
...........
الفصل الاول
البداية
انا ملك عبدالله سوف اعرفكم على نفسي اكثر انا فتاة مقبولة الشكل الي حد ما خاصة ب*عري الاشقر وعيوني السوداء الواسعة وعمري 22سنة اعيش في منطقة عين شمس في شقة بسيطة في الدور الثاني لمنزل من 4 طوابق واوضاعنا المادية نوعا ما صعبة خاصة مع ظروف الحياة الحالية ولكن دائما نحاول ان نصبر انفسنا بأن القادم افضل واننا حتى وان خسرنا اشياء كثيرة الا اننا نظل نحتفظ بايماننا بالله الذي يصبرنا على مايحدث ولقناعتنا ان هناك من هو اقل حالا منا .
المهم كما تعرفتم علينا انا وكريم حبيبي وجاري يسكن في منزلنا ولكن في الدور الثالث وقد كانت عائلتنا اصدقاء منذ سكنهما في المنزل وقد كان كريم اكبر منى بسنتين ومنذ بدأت افهم الحياة كان لكريم حيز فيها حيث انه كان معي في كل وقت كنا نذاكر معا ونلعب معا في الشارع وكان يذهب الي المدرسة معي وكنت اشعر بانه سندي في كل وقت وخاصة عندما كان احد يضايقني حيث ان كريم كان من المشاغ*ين في المدرسة وفي منطقتنا بشكل عام وقد كنت استغل ذلك الامر فيكفى ان اذكر اسم كريم حتى يخاف الكل حتى صار الجميع يخشى الاشتباك معي لانني (في حماية كريم ) كما يقولون.
لطالما وجدت في كريم الاخ الاكبر الذي كنت اتمناه بحكم انني الكبيرة بين ثلاث اخوات هدير18 سنة ونوران 14سنة وبمرور الوقت بدأت مشاعري تتحول لجهة اخرى لا علاقة لها بالاخوة بدأت اراي فيه الزوج الذي اتمناه في حياتي وهو ايضا بدأ يراني كذلك وكل عام كان يمر علينا كان يزيد حبنا وارتبطنا ببعضنا البعض
وفي مرحلة الابتدائي بدأت تظهر موهبه كريم في كرة القدم الامر الذي جعله يهمل في دراسته ويبدأ في محاولة تحسين مهاراته لانه اقتنع ان كرة القدم ستكون هي وسليته للثراء وتحسين حالته المادية والتخلص من حياة الفقر التي اصبح يمقتها لانها اصبحت تحول بينه وبين احلامه التي يتمنى تحقيقها في الحصول على الشهرة والمال
ولارتباطي الشديد به منذ طفولتي كنت احب كرة القدم جدا وكان كريم يقوم بتمريني والعب معه حتى بعد دخولي للمرحلة الاعدادية وهو الامر الذي كان يسبب لي تعليقات سخرية من اصدقاء كريم الذي كانوا يتعمدون ان ينادوني : الواد ميكا
ولكني لم اكن اهتم كنت اسعد بكل لحظة اقضيها مع كريم يعلمني فيها كرة القدم ومهاراتها وبمرور الوقت اصبحت من الاعضاء الاساسية في فريقه وتحولت نظرة الجميع لي من السخرية الي الاعجاب بميكا وكنت وقتها في الصف الخامس الابتدائي وعلى الرغم من اعتراض امي وابي الشديد بان الكرة للاولاد وانني كفتاة لا يجب ان امارسها خاصة في الشارع الا ان كريم كان يخبرهم انني في حمايته وانني مازالت صغيرة ويجب ان اعيش طفولتي
عندما وصلت للصف الاول الاعدادي وبينما كنا نلعب مع فريق ادهم جارنا في الشارع المقابل ارسل كريم لي الكرة وكان ادهم يقف بجواره فقال لصديقه هامسا : البت دي كبرت واحلوت كدا بقيت فرسة فرسة يعني مفيش كلام
لم اسمعه ولكن سمعه كريم الذي اشتغل وجهه من الغضب وقبل ان انطلق بالكرة تجاه مرمي فريق ادهم وجدت كريم يجري عليه ويلكمه في وجهه وهو يقول بعصبية شديدة : انت قولت ايه ياواطي ؟ انت ازاي تتجرأ وتقول كدا ؟
فؤجأ ادهم من هجوم كريم ولكنه افاق سريعا وهو يحاول ايقاف سيل لكمات كريم ويرد له بعض اللكمات وهو يقول : مقولتش حاجة وبعدين انت مالك هي تقربلك ؟
تدخل باقي الاولاد في فض الاشتباك بين الاثنين وقد كان كريم كالثور الهائج لكنهم استطاعوا ازاحته من طريق ادهم الذي ظل يرمقه بغضب وقال بعصبية : انت عارف ان ملك زي اختي وان اهلها بينزلوها معانا عشان واثقين فينا وعارفين اننا رجالة وهنحميها انما تفكر تقل ادبك عليها يبقى انت كدة جبت اخرك معايا وانا مش عايز اعرفك تاني وابوك هعرفه وهاقوله ان ابنك مش راجل وكان بيعا** بنت حتتنا وعشان كدة مش عايز اشوف وشك هنا تاني
كنت انظر الي كريم وانا اشعر بالفزع فانا لاول مرة اراه عصبي الي هذا الحد وانا لا اعلم السبب وبعدها نظر لي بعضب وهو يقول بصوت عالي : وانتي ياملك يلا اطلعي على فوق
اجابته بارتباك من عصبيته : حاضر بس......
اجابني بصراخ : مفيش بس اطلعي فوق
جريت مسرعة وانا خائفة ونزلت دموعي لانها المرة الاولي التي يصرخ في كريم بهذا الشكل وظللت ارن الجرس حتى فتحت لي امي وهي تقول : ايه ياملك؟ بقول جاية جاية ؟ ايه ده مالك بتعيطي ليه ؟
جريت على غرفتي وانا ابكي وكادت امي تأتي خلفى لكنها وجدت كريم يدخل من الباب ويبدو على وجهه الغضب الشديد فقالت : الله مالك انت كمان ؟ ( وبعدما نظرت الي وجهه قالت بقلق وخوف ) ايه ده ومال وشك عامل كدة ليه ؟ انت اتخنقت ؟
اجابها بغضب : ايوة ياخالتي( حيث ان كريم ينادي والدتي دائما باسم خالتي نظرا لمدى صداقتها بوالدته التي تعتبرها بمثابة اختها ) وكنت هموته لولا العيال اللي ادخلوا بينا
اجابته بقلق: طب وليه ياابني كل ده؟
كنت استمع اليه وهو يتحدث مع امي وانا اشعر بالغضب منه لانه تسبب في احراجي في الشارع فخرجت من غرفتي وانا ااخبر امي : مش عارفة ايه اللي حصل بس ادهم عا**ني حتى مش عارفة قال ايه ؟ وهو اصلا عيل رخم وانا مش بحبه راح كريم مسك فيه واتخنقوا سوا
فرحت امي ونظرت الي كريم بفخر وهي تقول : شاطر ياكيمو
قطعتها بغضب : طب ماشي ياماما هو شاطر انه دافع عني بس ليه يزعقلي قدامهم انا مالي مش انا اللي قولتله يعا**ني
اجابها كريم بغضب وانفعال : لا مقولتيش بس انتي غلطانة وانا كمان غلطان لان ياما مامتي وخالتو قالوا انك كبرتي وانا قولت لا لسه وفضلت انزلك الشارع وانا مش واخد بالي انك كبرتي وبقا لازم احافظ عليكي
استغربت امي من كلام كريم الذي كان يعبر عن رجولته المبكرة بالرغم كونه مازال في الصف الثالث الاعدادي فقالت : معاك حق ياكريم وانا مش هعتب عليكوا بس كدة مفيش لعب تاني في الشارع ياملك
اجابتها قائلة: ماشي ياماما حاضر ( وبعدها نظرت الي كريم بغضب وانا اكمل ) بس برضه ملكش حق تزعقلي كدة
كريم بعصبية : مليش حق في ايه يابت انتي فاكرة انك كبرتي خلاص لا انتي لو كبرتي بالنسبة للكل مش هتكبري عليا وانا هفضل وراكي عشان احميكي حتى من نفسك
اجابته : لا كتر خيرك لحد كدة انا مش عايزاك تحميني انا هعرف احمي نفسي كويس
ودخلت مسرعة الي غرفتي وانا اغلق الباب خلفى بعنف فقالت والدتي بنبرة عتاب : ايه ياكريم العصبية ديه انا كان ممكن احرجك قدامها بس انا محبتش اعمل كدة قولت انت اخوها انما تتعصب عليها كدة ليه؟
اجاب كريم وهو يحاول ان يهدأ من نفسه : مش عارف بس كل اما افتكر الزفت ادهم ونظرته ليها احس اني عايز اموته لانه بصلها ولانه محترمش وجودي معاها
اجابته والدتي : بس برضه ملك ملهاش ذنب
كريم بتفهم : معاكي حق ياخالتو وانا اسف اني عليت صوتي
احتضنته والدتي وهي تقول : لا اسف ايه ؟ ده انا النهاردة فرحت اوي لاني حسيت ان ملك ليها ضهر وسند هيعرف ياخد حقها ويحافظ عليها
كريم : متقلقيش ياخالتو محدش هيعرف يقرب منها طول مانا عايش وان كان عليها انا هصالحها بكرة باذن الله
في اليوم التالي وبينما كنت انزل السلالم في طريقي للمدرسة وجدت كريم خلفي وهو يقول : يااهلا بالناس الزعلانة
نظرت اليه بغضب وتركته فقال هو : استنى بس ياطفلة
التفتت اليه غاضبة واجابته : طفلة ؟ انا مش طفلة انا كبيرة
اجابني : طب ماشي ياكبيرة متزعليش انا اسف ياستي مكنش المفروض ازعقلك عشان انتي كبرتي
اجابته بعتاب : ايوة وانت احرجتني
اجابني بهدوء : وانا اعتذرت اهو ياستي واستنى كدا (اعطني كيس بلاستيكي به حلوياتي المفضلة وهو يقول )اتفضلي حلوياتك اللي بتحبيها عربون صلح
اخدته منه وانا سعيدة وقولت : خلاص كدا صافي يالبن بس متزعقليش تاني ويلا بقا الحق انا عشان متاخرش على المدرسة
جريت مسرعة فضحك هو وقال يمازحني : تصدقي طلعتي بتاعه مصلحتك
ذهبت الي مدرستي وانا سعيدة انه صالحني ووقفت في الطابور انتظر هند صديقتي كي احكي لها وبمجرد رؤيتي لها بدأت احكي لها عما حدث فقالت لي وقتها : والله شكلكم هتكونوا زي تيمور وشفيقة وهتكونوا لبعض في الاخر
تظاهرت بعدم الاهتمام ولكن في داخلى كنت اشعر بقلبي يؤكد كلام هند فانا اصبحت اكن لكريم عاطفة ابعد ما تكون عن الاخوة
مر عامان لم يحدث فيها الكثير ولكن اهم ماحدث فيها كان حجابي الذي كان خطوة لم ارتب لها ولكن احيانا تكون الفكرة في عقلك تحتاج فقط الي من يظهرها في الوقت المناسب وقد كانت هند هي من اظهرتها لي في الصف الثالث الاعدادي فعندما جاءت الي المدرسة تفاجأت بمظهرها حيث انها قد ارتدت الحجاب وقد كان جميل عليها ولكني استغربت من قرارها بارتداءه لانها لم تخبرني عن انها تفكر في تلك الخطوة
انتظرت الفسحة كي اسالها فاجابت : اختي فاطمة هي السبب جت امبارح من المنصورة واتكلمت معايا اني كبرت واني لازم البسه
اجابتها قائلة :بس ياهند انتي لازم تلبيسه عن اقتناع مش لان اختك قالتلك
اجابتني هند ببساطة : وده اللي حصل كلام فاطمة اقناعني اوي قالتلي انتي كبرتي ولازم تحافظي على نفسك وعارفة قالتلي فكرة حلوة اوي قالتلي ان ربنا اداكي نعم كتيرة اوي ومميزات كتيرة اوي كبنت والمميزات ده لازم تحافظي عليها وتعرفي قيمتها وقيمة نفسك ، خصلة شعرك دي ميزة مش لازم اي حد يشوفها او يتمتع بمنظرها حافظي عليها لحد ما يجيلك اللي يقدر قيمتك ووقتها خصلة الشعر دي هتكون ملكية حصرية ليه وبس مش لاي حد في الشارع
اجابتها بسعادة : تصدقي حلوة اوي الفكرة دي وبجد مبروووووك يابطة
وعدت من المدرسة وحديث هند في راسي لا اعلم لما ولكني تخيلت كريم هو الرجل الذي سأعطيه تلك الملكية الحصرية وبدأت فكرة الحجاب تدور في راسي وبمجرد دخولي للمنزل اخبرت امي التي سعدت كثيرا بالخبر ولكنها نصحتني ان افكر جيدا كي اخد القرار عن قناعة تامة
وبالفعل ظللت 3 ايام افكر في الامر وكانت والدة كريم قد عرفت بالخبر وقالت ان كريم سعيد بالفكرة ولكنه يريد ان يكون قراري نهائي وعن قناعة
في اليوم الرابع كان الموافق عيد ميلادي احتفلت به كالعادة مع اسرتي واسرة كريم وبعض صديقاتي البنات وفؤجئت بوالدة كريم تعطيني شنطة هدايا كبيرة طلبت منى ان افتح الهدايا وعندما فتحتها فؤجئت بدريل بني به نقاط بيج ومعه طرحة بيج فاتح سعدت كثيرا بتلك الهدايا واحتضنت والدة كريم : الله ياطنط تسلم ايدك تحفة بجد
اجابتني : والله الهدايا اختيار كريم والطرحة هو اللي جيبهالك
نظرت اليه بسعادة واخبرته ب**وف : شكرا بجد
قالت والدته :طب ايه بقا يلا خشي البسيه وورينا شكله عليكي
اجابتها بسعادة وفرح : حاضر ياطنط حالا
ودخلت مسرعة ارتديه وبعدما انتهيت وضبطت الطرحة نظرت الي المراة فاستغربت شكلي للغاية ولكني شعرت بسعادة لامثيل لها ذهبت لاريهم شكلي فانبهاروا بي وكل كلماتهم بمثابة تأييد لقراري بارتداء الحجاب عن قناعة تامة ونظرت الي كريم فوجدت في عيونه نظره غريبة كأنه اصبح متأكدا انني كبرت وقد تغيرت نظرته وقتها لتصبح دافئة فخورة وهو يقول بسعادة : بسم الله ماشاء الله لايق عليكي اوي اوي على فكرة واللون كمان تحفة
سعدت كثيرا برأيه ونظراته الفرحة السعيدة وتأكدت من قراري اكثر واكثر
كان اليوم بالنسبة لي اهم عيد ميلاد في حياتي لانني وقتها ادركت كريم اصبح يحتل مكان دائم في حياتي واصبحت اري فيه مرجع اساسي ارجع اليه في كل قرارتي وهو ايضا كان يشاركني في افكاره واموره كان كلا من يشعر بانه يكمل الاخر وقد كانت والدة كريم دائما ما تمازح امي بالقول انني عروسة كريم المنتظرة وربما هذة الافكار التي جعلت من علاقتنا مع مرور الوقت تتحول الي شئ اخر لا يمكن وصفه على اي حال (بمشاعر اخوة )
..........
الفصل الثاني
مرت سنة وكلما نكبر عام تكبر معه مشاعرنا حتى اصبح حبنا ملحوظ بالنسبة لجميع سواء صديقاتي او اصدقائه لاني كنت دائما من اوائل المشجعين في مبارياته في مركز الشباب انا واسرته التي رأت كريم قد اختار طريقه وهو كرة القدم على حساب التعليم الذي كما اخبرهم كريم على حد قوله (مبقاش بيجيب همه ) ولان الواقع يؤكد كلام كريم فأن اسرته لم تمنعه من لعب الكرة بل شجعته ولكن في نفس الوقت طلبت منه الاهتمام بالدراسة على الاقل حتى يأخد شهادة ولو بأقل مجموع وبالفعل هذا ما اهتم به كريم
وكانت الثانوية العامة هي النقطة الحاسمة في حياتنا حيث ان كريم تلاقي عرض من فريق الشروق احدي فرق الدرجة الثالثة التي اعجبت بادائه وبدأ كريم في محاولة تحقيق حلمه وهو الانتقال الي احد اندية الدوري الممتاز حتى يلعب وسط الكبار وكنت ادعمه بالرغم خوفي عليه من الاحباط وفقدان الامل اذا لم يتحقق حلمه
وحاول كريم ان يوفق بين الكرة والمذاكرة في الثانوية العامة وجاءت امتحانات الثانوية العامة وقد كان اداء كريم فيها متوسط نوعا ما وكنت وقتها انتظر النتيجة على احر من الجمر ولا ابالغ اذا قلت انني كنت اهتم بالنتيجة اكثر من كريم نفسه الذي ذهب يومها للتمارين وهو يقول لي : يابنتي متقلقيش باذن الله هأنجح
اجابته : يارب ياكيمو يارب
وذهب هو وجلست انا في انتظر اي خبر عن نتيجته وعلى المساء فوجئت بصوت زغاريط قوية تأتي من شقة كريم وبعدها بدقائق كانت والدته تدق على الباب حتى تعرفنا نتيجة كريم فأسرعت افتح لها
ووبمجرد رؤيتي احتضنتني وهي تقول : الحمد لله نجح وجاب 83 % الحمد لله انه نجح
وظلت تزغرط واحتضنتها انا وامي ونحن سعداء للغاية ومن صوت الزغاريط العالية تجمع كل جيراننا في منزلنا ليعرفوا السبب وانتطلقت التهاني من كل مكان لطنط سميرة والدة كريم ووالده وجاء كريم وهو واصدقائه وقد كان معظمهم مثله في السن وقد كانت درجاتهم متقاربة ماعدا ادهم الذي حصل على 95% مما يؤهله لكلية الهندسة التي كان يحلم بها
في اليوم التالي نزلت الي مكتبة قريبة من منزلنا حتى اشتري لكريم ميدالية صغيرة بمناسبة نجاحه في الثانوية العامة حتى تكون هديتي الخاصة له
وبينما كنت اختار الهدية فؤجئت بأدهم يدلف الي المكتبة لشراء بعض الادوات فبمجرد رؤيتي بدأ هو الحديث : ازيك ياملك ؟
اجابته : الحمد لله انا كويسة مب**ك على نجاحك
اجابني : الله يبارك فيكي عقبالك انتي كمان بالمجموع اللي تتمنيه
وبينما كان يتحدث نظرت الي بيتنا فوجدت كريم واقفا في الشرفة ينظر الي بنظرات غاضبة تقدح شرار فشعرت بالخوف من حدتها وفي نفس الوقت احضر عم محمد الهدية بعد تجهيزها فأخدتها منه وانا امشي مسرعة : شكرا ياعم محمد وربنا يوفقك ياادهم في الهندسة سلام بقا
وذهبت مسرعة الي منزلنا وبينما كنت اصعد فؤجئت بكريم واقفا امامي وه يقول بعصبية شديدة : والله عال ياهانم واقفة في المكتبة تحكي وتضحكي مع ادهم مش تحترمي نفسك شوية
انصدمت من طريقته في الحديث ومن جملته الاخيرة فأجابته بعصبية : لا انا محترمة وانت عارف ده كويس وعيب تقول كدا
اجاب كريم بحدة وهو على نفس عصبيته : طب اومال واقفة معاه بتعملي ايه ؟
اجابته وانا اشعر بالغضب لحديثه بهذا الشكل : انا مكنتش واقفة معاه انا كنت في المكتبة وهو كان بيشتري حاجة من هناك وهو اللي بدأ كلام وقالي ازيك ؟وبعدين انا مش هأقدر امنعه انه يشتري حاجة من المكتبة
اجابني بعصبية : وانا مقلتش انه مايشتريش بس انتي كنتي مترديش عليه ؟
تعصبت من جملته واجابته : والله ليه يعني ده بيسلم عليا هو انا قولتلك انه بيعا**ني
كريم بحدة وهو يمسكني من ذراعي بعنف : يعا** مين ده انا كنت اموته من الض*ب واض*بك معاه
لم استطع منع دموعي من النزول واجابته بصوت باكي : انت بتزعقلي كدة ليه انا مالي انا حرام عليك انا نزلت عشانك وفي الاخر تتعصب عليا كدة
هدأ كريم قليلا واجابني وهو يمد يده ليأخد الهدية : عشاني ؟ طب هاتيها بقا مادام ده بتاعتي
فاجابته بزعل وغيظ : لا مش بتاعتك انا هرجعها خسارة فيك اصلا على اسلوبك ده
حاول كريم المزاح وهو يقول : خلاص بقا ميبقاش قلبك اسود وبعدين البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل
اجابته وانا مازالت على نفس حزني : لا لما يكون الواحد مش مقدر لازم ترد
ضحك كريم وهو يقول : معاش ولا كان اللي ميقدركيش بس انتي عارفة من بدري سيرة ادهم بتعصبني قد ايه ؟ وانا اسف بقا بس متزعليش بقا خلاص صافي يالبن
اجابته وانا اضحك : ماشي حليب ياقشطة
حاول امسك الهدايا فسحبتها من يده وجريت على السلم حتى وصلت لمنزلنا وانا اخبره: مش دلوقتي بالليل
وذهبنا الي منزلي وبدأنا نجهز انا وامي الكيكة احتفالا بنجاحه في الثانوية وجاءت في المساء اسرته واحتفالنا سويا ووقتها قدمت له الهدية والتي كانت كما اخبرتكم ميدالية ولكنها تتميز بشكلها الشبابي الرائع وقد نالت اعجابه واعجاب كل اسرته واسرتي ووالدي قال وقتها : ربنا يخليكم لبعض يارب عارف ياكريم انا اوقات بحس انك اخو ملك وانك سندها في كل حاجة وتعويض من ربنا انها ملهاش اخوات ولاد
وضحك وهو يكمل : انت السند ليها ياكريم لو جرالي حاجة وكلها كام سنة وانت اللي هتعد معايا مع العريس اللي هيتقدملهم باذن الله
لم تعجبني كلمة والدي ونظرت الي كريم لاري رد فعاله وجدت وجهه يبدو على الضيق الشديد ولكنه استطاع بمهارة اخفاء ملامحه ورسم ابتسامه وهو يقول :اوعدك ياعمي اني اكون سندهم
وكانت السمة الاساسية لكريم حتى غادر هي الشرود حيث انني كنت اشعر انه في داخله صراع كبير ولا يعرف كيف ينهيه ووقتها لم اعلم السبب هل هو كلام والدي ام شئ اخر
وبعدها بفترة قليلة استأذن كريم في المغادرة هو واهله ووقتها دخل غرفته وظل يفكر فيها ولم تكد تمر ربع ساعة حتى خرج وقد اتخذ قراره وذهب لوالده وهو يخبره : بابا كنت عايز اتكلم معاك
فخرج هو ووالده في الشرفة لكي يتحدثوا على انفراد بدأ والده الحديث وهو يقول بحب : هه بقا عايز ايه ياكابتن؟
كريم بسرعة : انا عايز اتجوز ملك
اجابه والده وقد صدم من الصراحة المطلقة لكريم في اتخاذ ذلك القرار لكنه تحدث بحكمة وهو يقول بتفهم : ماشي ده قرارك بس ليه ؟
اجابه كريم باستفهام : يعني ايه ليه يابابا؟ هو الواحد بيقرر يتجوز ليه ؟
اجابه والده ببساطة : انا مليش دخل عايز اعرفها منك انت ليه ملك ؟ واشمعنى دلوقتي ؟
اجاب كريم : لاني بحبها يابابا ولاني معرفتش استحمل باباها يتكلم قدامي عن اني ممكن حد غيري ياخدها هاكون بتف*ج وبس ( واكمل ومع كل كلمة كانت حدته تزداد كأن مجرد تخيل الموقف يعصبه )لا ده انا كمان هكون بتفق معاه على كل حاجة ومش بعيد امضى على عقد جوازها كمان
تركه والده يعبر عن مشاعره لاول مرة بكل صراحة فأكمل كريم بعصبية ظاهرة : وبعدين ادهم الزفت ده انا حاسس انه معجب بيها وانا لا يمكن اتنازل عنها عشان ادهم او غيره
تحدث والده وهو يبتسم مازحا : انا من بدري كنت حاسس انك مش بتشوفها اختك بس مكنتش فاكر انك واقع اوي كدة
اجابه كريم بجدية : يابابا انا بتكلم جد قولت ايه ؟
اجابه والده بتفهم : طب مادام بنكلم جد يبقى تسمعني كويس ياكريم واوعي تفكر في كلامي اني مستهتر بمشاعرك او اني مش حاسس بيك بس انت بتقول انك بتحبها وعايز تتجوزها طب ياابني احنا عارفين بعض والشبكة انا هجيبهالك على قد مقدرتي بس هتجهز نفسك منين وانت لسه التنسيق بتاعك مظهرش ولو دخلت تجارة زي ما الكل بيقول ومتوقع هتبقى لسه بتدرس محتاج مصاريف لدراستك وانت مفيش شغل عندك الا الكام جنيه اللي بتوع النادي لو اخدتهم اصلا
ظهر على وجه كريم الاحباط جليا فقال والده بسرعة وهو يربت على كتفه : ياابني صدقني انا مش عايز احبطك بس انا بحط نفسي مكان عمك عبد الله وبحاول اتوقع رد فعله صدقني هو بالرغم انه بيحبك اوي زي ابنه بس هي بنته بجد وانت من غير شغل مش هتعرف تفتح بيت
اجابه كريم بحزن : طب انا اعمل ايه دلوقتي ؟
اجابه والده ببساطة : تستنى نتيجة التنسيق وتدخل كليتك ومن دلوقتي تدور على شغل وتحاول توازن بين شغلك ودراستك و***ب الكورة انا عارف انك هتتعب بس حبك ليها لو حقيقي هيكون اقوى دافع وقتها ممكن على سنة تالتة ولا تانية اكلم عبدالله وتتخبطوا لحد اما ربنا يكرم
اجابه احمد بعد تفكير : ماشي يابابا بس لو عريس اتقدملها
اجابه والده ببساطة : انا هلمح لعبدالله على الحوار على اساس انك عايز ملك على سنة الله ورسوله
اجاب كريم وقد بدي مرتاحا للفكرة : خلاص يابابا باذن الله انا هعمل كدا وهاثبتلك اني بحبها بجد واني راجل بجد وقد المسئولية
احتضنه والده بحب وهو يقول : وانا عارف ده وواثق فيك , بس ليا عندك طلب اتمنى متحاولش تعلق ملك بيك ولا تفتح معاها الحوار ده خالص سيبها تركز في مذاكرتها وبعدين مشاعرها في المراهقة سهل اوي تتاثر من اقل حاجة وانت في خلال الوقت ده على ماتكون قد المسئولية فكر فيها تاني وتالث انت عايزاها بجد ولا حب مراهقة عشان كدة فكر الف مرة قبل ما تعلقها بيك عشان حرام عليك تظلمها معاك على الفاضي لاسوء الظروف لو طلع الحب مجرد حب مراهقة
اجابه احمد بثقة : حاضر يابابا بس صدقني انا بحبها بجد وعشان كدة هحاول اتعب عشان استحقها واقدر احافظ عليها
نظر اليه والده بفخر وهو يقول : النهاردة بس حسيت انك بقيت راجل وكبرت في نظري اوي ياكريم ربنا يصلحلك الحال ويجعلك انت وملك من نصيب بعض
احتضن احمد والده وهو يقول : ربنا يخليك ليا يارب يااحلى اب في الدنيا
وقد بدأ احمد بعدها مباشرة في البحث عن وظيفة حتى تكون بداية الطريق الصحيح وقد وجد عملا في احد المصانع يعيطه دخل جيد نوعا ما يستطيع من خلاله تكوين نفسه ومن وقتها وانا لم اعد اراه فيومه اصبح صعب للغاية يستيقظ فجرا ليذهب الي الشركة من الساعة ال6 الي الساعة الي 2عصرا ثم بعدها يعود للمنزل ليتناول الغداء ثم يذهب للتمارين في الساعة السابعة
وكنت اكتفى بمشاهدته من شرفة غرفتي وهو كان يتجانبني احيانا كتيرا وكلما احدث والدته تخبرني : معلش يابنتي الشغل بيهده وبعدين هو بيخاف يشغلك عن المذاكرة
كنت اتعجب من افعاله وما كان يطمأنني اننا في كل مرة تلتقى اعيننا اره في عينه وعد بانه سيعود لي مرة اخرى
وظل الحال هكذا حتى وصلت للثانوية العامة وقد قررت ان ادخل علمي على ع** كريم لكرهي للحفظ وبالفعل وقد انشغلت في دراستي عن تفكيري في كريم الذي ارسل لي تحذير فكاهي مع والدته في بداية السنة فقد اخبرتني : كريم بيقولك لو مجبتيش مجموع كبير مش هيرحمك وهيخلى سوكا واصحابها يجروا وراكي ويقولوا الفاشلة اهيه الفاشلة اهيه
ضحكت وقتها وقد زادت حماستي اضعاف فكنت لا اريد ان اخذله وبالفعل اجتهدت في مذاكرتي حتى جاءت الامتحانات وقد استطاعت ان اجتازها بشكل جيد وبالفعل جاءت النتيجة وقد كانت جيدة حيث نوعا ما اننا حصلت على 91 % ودخلت كلية العلوم في جامعة عين شمس حيث انني قررت على الرغم من اختلافنا في الكليات الا اننا على الاقل وقتها سنكون في جامعة واحدة
وقبل نهاية الترم الاول من سنة اولي فؤجئت بوالدي يخبرني باهم خبر في حياتي : ملك بصي ياقمر في عريس متقدملك وانا عايز اعرف رايك ايه ؟
اجابته رافضة بخوف : لا عريس ايه انا لسه صغيرة
اجاب والدي بهدوء : طب اعرفي هو مين الاول ؟
سألته بترقب : مين يابابا ؟
اجابني : كريم ابن عمك محمد
تباينت ملامحي من الخوف والترقب الي الفرحة التي بدت واضحة في عيني والتقطها والدي سريعا وهو يقول بخبث: ايه الاخبار لسه صغيرة ولا كبرتي ؟
اشتد احمرار وجهي واجابته بخجل : يابابا بقا
احتضني والدي وهو يقول : حبيبتي الف الف مبرووووك انتي مش متخيلة فرحتي قد ايه بأن كريم هو نصيبك صدقيني هو الوحيد اللي متأكد انه بعدي هيكون سند ليكي لو جرالي حااجة
اجابته بسرعة : بعد الشر عنك ربنا يخليك ليا يارب
وبالفعل جاء احمد في هذا اليوم وتقدم لي رسميا وقد اجتمع كل اهل المنزل ليشاركونا هذا الحدث الرائع الذي كان بالنسبة لي بداية تحقيق حلمي
انا اعلم ان حياتنا انا وكريم لن تكون سهلة ولكننا اختارنا ان نكون معا في السئ قبل الجيد ومن وقتها بدأنا معركتنا مع الحياة لكي ننهي قصتنا بالنهاية السعيدة وهي الزواج وكان سلاحنا الاوحد هو الحب الكبير الذي يكنه كل منا للاخر الذي يجعلنا نتحمل كل الضغوط في سبيل تحقيق الهدف المنشود وهو زواجنا ذلك الحلم الذي طال انتظره ولكن ان الاوان لتحقيقه