الفصل الاول (1)
الحياه ما هي الا عباره عن تجارب ظلم أحيانا ونصر أحيانا آخري كل شخص يبحث عن الراحه ولكنهم لا يعلمون ان الراحه خلقت فقط في الآخره لم تكن موجوده في الدنيا أبدا فكل شخص لم يعجبه حاله الفقير يريد أن يكون غنيا والغني يريد أن ينول راحه بال الفقير حقا !! والقصير يريد أن يكون طويل والع** والسمين والنحيف والجميل ولكن لم يوجد ق**حا فالمولي عز وجل لم يخلق شيئا ق**حا فجميعنا متساون!! نبدأ حكايتنا
في منزل بسيط بسيط للغايه في حي شعبي فقير تسكن بطلتنا تلك الآيه من الجمال جمال الشكل والروح بتلك العينين الزرقاوتين ولكن تغطي جمالها بنقابها ولبسها المحتشم منذ سنوات
تعيش حياه قاسيه للغايه بعد وفاه والدها تحديدا تسكن مع والدتها ذو القلب الرحيم والحنون ولكنها مريضه وللغايه تراعي والدتها بصبر وحب شديد لم تزهق أو تمل يوما ولم تغضب منها يوم عملت كثيرا في أشياء مختلفه كالوقوف في إحدي الصيدليات أو كبائعه في آحدي المحلات ولكنها لم ترتاح قط والسبب الرئيسي أنها تترك والدتها كثيرا لذلك فكرت في فكره ما وتدعوا الله أن يلبي ندائها ..
أستيقظت زرقاء الاعين وقامت وتوضأت وأدت فريضتها وقرأت في كتاب الله عز وجل وخرجت لتري والدتها الحبيبه فإنها رحيل!!
دخلت لغرفه والدتها سرعان ما إبتسمت إبتسامتها المشرقه في وجهه والدتها البشوش دائما قبلت جبينها واردفت بحنان..
صباح الفل علي ست الكل
اردفت والدتها بحنان أم
صباح النور يا بنتي
اردفت رحيل بإبتسامه
ثواني يا أمي وأحضر الفطار عشان تاخدي علاجك
إبتسم والدتها واردفت بحنان
ربنا يخليكي ليا يا بنتي ويعينك عليا
عبست رحيل بطفوله واردت وهي تمطت شفتيها كالاطفال ....
إي اللي بتقوليه دا يا أمي! هو أنتي عبئ عليا ولا أي دانتي نور عيني يا حبيبتي ولو مشلتكيش الارض أشيلك في عيني وفوق راسي دا ربنا عز وجل وصاني عليكي ورسولنا الكريم عليه الصلاه والسلام وصاني عليكي أي عايزني مسامعش كلامهم ولا أي متقوليش كدا تاني دا أنا عندي إستعداد أعيش خدامه تحت رجلك العمر كله
أدمعت أعين والدتها علي المعاناه التي تحملها إبنتها فهي تستيقظ صباحا تصلي فرضها وتحضر الفطار لوالدتها وتنزل تبحث عن عمل مناسب ولن تسلم من ذلك الحقير الذي يسكن بنفس الحي ومعا**ته الدائمه لها فإبنتها رأت الكثير والكثير فـ اردفت بدموع
ربنا يكرمك يا حبيبتي ويعوضك خير إن شاء الله ويبعتلك نصيبك اللي يعوضك عن كل اللي شوفتيه
إبتسمت رحيل بإشراق واردفت
أمين يا أمي ويخليكي ليا خمس دقايق والفطار يكون عندك أنت يا أبيض يا جميل
قالتها بمزاح وهي تضحك
ضحكت والدتها واردفت
مفيش فايده فيكي بكاشه طول عمرك
ضحكت واردفت
بكاشه أي بس انت مش شايفه جوز العيون والله الحج غلطان أنه سابك بدري واتكل علي الله
ضحكت والدتها علي مزاح ابنتها الدائم رغم الصعوبات واردفت بتنهيده
"ربنا يرحمه"
اردفت بإبتسامه "اللهم أمين يارب" ثم خرجت ودلفت الي المطبخ لتعد طعام الفطور ....
************
أنتهي من آداء فرضه وتلبيه نداء الحق وارتدي ملابسه الرسميه ومشط خصلاته ونثر من عطره ثم لملم أشيائه وهبط للاسفل بإبتسامه واسعه
صهيب بصوت رخيم وإبتسامه
صباح الخير
شمس الدين و عدي بإبتسامه مماثله
صباح النور
نزلت بسرعه من علي الدرج كعادتها واردفت بإبتسامه
_صباح الخير
رد عليها الجميع بإبتسامه ثم اتجهت ناحيه والدها وقبلته من خده وفعلت المثل مع صُهيب وجلست بجانبه
فنظر اليها عدي برفعه حاجب وهو يعلم أنها غاضبه منه لانه صرخ بوجهها أمس عندما كان يعمل في مرسمه الموجود بغرفته ولكنه حذرها مئات المرات الا تزعجه وهو يعمل فيفقد أعصابه رغما عنه
نظر صهيب إليهم بعدم فهم فمنذ متي وأسيل لم تشا** عدي وهو كذلك!! فاردف بجديه
_مالكم!!!
توترت أسيل واردف بتلعثم
_مفيش حاجه يا أبيه
حمحم عدي واردف بخبث وهو يغمز له
_ سيلا زعلانه مني يا صُهيب
نظر لهم شمس بإبتسامه وهو يعلم سينتهي الامر ككل مره فألتزم ال**ت.....
حمحمت أسيل بتوتر وترقرق الدمع بعيناها ككل مره وقفت واردفت
_ أنا لازم أمشي دلوقتي قبل ما أتأخر
نظر إليها عدي بإبتسامه مشرقه واردف
_ هتمشي وانتي زعلانه من ديدو برده
هبطت دموعها في لحظه ونظرت له بحزن وعتاب واردفت
_ مش زعلانه
وقف صهيب وضع يده علي منكبها وهمس بجانب أذنها بخبث واردف ممازحا:_
_ لو مزعلك ممكن أروقهولك حالا وأقعلهولك علي باب القصر كمان بس الجميل ميكشرش
إبتسمت بدموع واردفت بهمس
_ ربنا يخليك ليا بس أنا برده غلطت بس هو هب فيا زي البوتجاز
ضحك صُهيب بقوه حتي ذادت وسامته أضعافا مضاعفه بينما ضيق عدي عيناه بضيق واردف
_ بتقولوا عليا أي؟!
ضحك صهيب واردف
_ كل خير يا فنان!
قام عدي من مجلسه وهو ينظر لاخته بحب وهي تنظر له بعتاب فجذبها لاحضانه بقوه وهمس بجانب أذنها
_ آسف يا حبيبتي متزعليش مني حقك عليا...
إبتسمت بحب ثم قالت بطفوله
_ فين الشيكولاته بتاعتي
ضحك بخفه واردف بغمزه
_هتلاقيها في عربيتك
إبتسمت بإتساع وأحتضنته واردفت بمزاح
_أحلي أخ دا ولا أي.....!!!!
رد صُهيب هذه المره بضيق مصطنع..
_ يا سلام يا أختي هو أحسن أخ وأنا راس كُرنبه!!
ضحك شمس بقوه وشاركه عدي وأسيل بينما عبس صُهيب بإصطناع فركضت أسيل تعانقه بقوه واردفت بحب
_ أنا بعتبرك أبويا التاني يا أبيه أبويا وأخويا وصاحبي وحبيبي كمان!!
إبتسم صُهيب بحنان وقبل جبينها بحب واردف
_ خدي بالك من نفسك وهتلاقي عم عبده مستنيكي بره
أومأت ثم ذهبت وقبلت جبين والدها الذي ربت علي رأسها بحب وحنان وأنصرفت للخارج لتذهب الي جامعتها..
ثم جلسوا علي الطاوله مره الاخري مبتسمين..
جلس صهيب مقا**ه لآخاه بحيث يكون بجانب والده من الناحيه اليمني وبدأ بتناول فطاره بهدوء وإحتسي صُهيب قهوته وهي من الاشياء الاساسيه بيومه واردف لاخيه.....
أخبار شغلك يا فنان!!
إبتسم عدي واردف
فنان مره واحده أها فكرتني رسمتك بورتيريه جديد علي فكره!!
صهيب بإبتسامه واسعه...
والله يا إبني رسمتك بتبقي أحلي مني انا شخصيا
ضحك والده واردف بمزاح......
أي التواضع دا يا بشمهندي!
عدي بمرح
بيغذي العين يا بابا..!
اردف صهيب بضحك
والله أنا عادي جدا ولا شعر أصفر ولا عين زرقه أو خضره مثلا..
ضحك عدي واردف بتعقل وجديه..
مين قلك أن الحلاوه أو الوسامه بالعيون الزُرق والخُضر الوسامه والجمال بينبعوا من جمال الروح روحك لو حلوه هتبان علي شكلك ومظهرك دا انت ملك الوسامه يا كينج......!
ضحك شمس الدين واردف بغمزه لـ صُهيب
_مش ملاحظ أن أخوك بقي بيقول حكم يا صُهيب
اردف صُهيب وهي ينظر لابيه بإبتسامه هادئه..
_ما أنا مستغرب بردو يا حج..!
اردف عدي بضيق مصطنع
_أها هتحفلوا عليا بقي
اردف صهيب ببرود واستفزاز وهو يحك ذقنه!!
_وأي الجديد....!!!
قام عدي من مكانه ولملم أشيائه واردف بضيق طفولي.......
_لا وعلي أي يا أخويا أمشي أحسن أشوف حالي
شمس الدين بإبتسامه
متتأخرش النهارده يا عدي مروان ومراته وبناته جايين
عدي بإبتسامه سعيده لانه سيري أطفال إبن عمه وأخيه......
_طالما فيها ليالي وليليان مش هتأخر
إبتسم صهيب واردف بغمزه
_متنساش البورتيه يا فنان....
ابتسم عدي واردف بغمزه.....
_عنيا ليك يا كينج يلا السلام عليكم...
رددوا السلام بإبتسامه واردف شمس الدين بجديه
_أخبارك الصفقه اللي معاك أي!
إبتسم صهيب بثقه واردف بنبره واثقه كإبتسامته..
_عيب عليك يا بوص خدناها طبعا
إبتسم أبيه بفخر بعقليه ولده واردف.....
_طول عمري بثق فيك وفخور بيك يا صُهيب وعمري ما نسيت إنك السبب في ان إسم شمس الدين يبقي في السما......
قام صُهيب وقبل جبين أبيه واردف بإبتسامه
_البركه فيك وبتشجيعك ليا يا بابا أنا ولا حاجه من غير حضرتك!!
إبتسم شمس بحنان واردف...
_ربنا يباركلي فيك روح انت يا حبيبي عشان متتأخرش!!
وأنا ورايا مشوار صُغير كدا!
اردف صهيب بحزن
عارف يا بابا إنت رايح فين ربنا يرحمها
إبتسم أبيه بحزن وأردف
اللهم أمين يا أبني......
إبتسم صهيب واردف
يلا السلام عليكم
اردف شمس بإبتسامه
وعليكم السلام يا إبني
خرج صهيب من الباب الداخلي للقصر ليستلقي سيارته وينطلق الي وجهته صعد الي السياره وكاد أن ينطلق ولكنه عندما نظر جهه اليمين وجد الجنايني يبدو علي وجهه الارهاق والتعب فهبط سريعا وتوجهه إليه واردف بقلق
_مالك يا عم حسن
اردف حسن بإبتسامه هادئه ولكنها متعبه...
_مفيش حاجه يا إبني
اردف صُهيب وهو يربت علي كتفه.....
_لا في شكلك تعبان خالص
اردف حسن بإبتسامه
_حُكم السن يا بيه!
اردف صهيب بعتاب
_بيه أي يا عم حسن أنا زي إبنك يا راجل يا طيب....
إبتسم حسن بحب واردف بفخر للذي ربا صهيب وأخواته.....
_والله شمس بيه عرف يربي.....
إبتسم صُهيب واردف بحنان
_انت تروح يا عم حسن وأنا هجيب حد يشتغل مكانك..
هلع قلب الرجل الفقير قلقلا فذلك دخله الوحيد ليعول عائلته ويجهز إبنته فاردف بصوت مخنوق كإنه علي وشك البكاء........
_ليه يا إبني أنا كنت هرتاح بس شويه وهكمل أنا محتاج الشغل دا عشان أجهز بنتي
نظر إلي صهيب بحزن لحاله ولكنه أردف بحنان وهو يقبل جبينه..
_إهدي يا راجل يا طيب أنا عاوزك تروح بس عشان إنت تعبان وترتاح وبعدين بعد كدا مفيش شغل وأجرك هيوصل لحد عندك.
اردف حسن بجديه وعزه نفس يحسد عليها..
_لا يا بني أنا مباخدش فلوس غير من عرقي أنا آه كبرت بس عمري ما أمد إيدي وأطلب حاجه مش من تعبي ولا من شقايا..
اردف صهيب بعتاب إبن
هزعل منك كدا يا عم حسن أنا إبنك قبل أي حاجه تانيه وبعدين لو أنت بتشتغل في الحكومه وطلعت معاش بتاخد مكفأه نهايه الخدمه وبعدين عمري ما هشوفك تعبان وأسكت
جاء حسن ليعترض قاطعه صهيب بجديه وهو يقول
خلص الكلام يا راجل يا طيب روح أرتاح وقولي صحيح بنتك هتتجوز إمتي
اردف حسن بحزن شديد لعدم تمكنه لتكمله جهاز إبنته..
كمان ست شهور يا إبني
علم صهيب سر حزنه ولكنه اردف بهدوء
طب روح يا عم حسن وأنا يومين إن شاء الله وهاجي أشرب معاك الشاي
إبتسم حسن واردف
دا انت تنور يا إبني
قبل صهيب جبينه مره آخري واردف وهو يربت علي كتفه
يالا سلام يا راجل يا طيب
حسن بحنان
ربنا يجبر بخاطرك يا إبني
إبتسم صهيب وصعد الي سيارته
وذهب لمقر عمله الشركه الام شركه شمس الدين
صعد عبر المصعد بعدما ألقي التحيه علي موظفينه بالاسفل ليصعد لمكتبه
صهيب بجديه
ملف صفقه العمار جروب وفنجان قهوه يا دعاء لو سمحتي
دعاء بجديه
اوامرك يا ريس
دخل صهيب مكتبه وجلس علي مقعده بعدما خلع سترته وشمر أكمام قميصه حتي ساعده ليستطيع العمل بإريحيه
صهيب بالرغم من تواضعه وحنانه فهو جادي جداا صارم في عمله لكنه ليس بمتعجرف أو قاسي هو فقط لا يحب المزاح في العمل
دخلت دعاء بعدما طرقت الباب بإحترام وأذن صهيب لها بالدخول وضعت الملف الذي طلبه منها ووضعت فنجان قهوته واردفت بجديه
حضرتك عاوز حاجه تانيه...
صهيب بجديه
شكرا يا دعاء أتفضلي إنتي
خرجت دعاء لينصب هو علي عمله بتركيز شديد وهو يقلب صفحه صفحه يدرسها بتركيز وجديه تامه ومر ساعتان وهو منصب علي ذلك الملف حتي دلف بدون طرق كعادته ولكن صُهيب لم يرفع نظره حتي فهو يعلم من يستطيع فعل ذلك!!!!