رصاصة

3657 Words
المشهد الثالث عشر استيقظت من نومها ليضربها صداع مفاجأ وضعت يدها على رأسها بألم همست بإعياء " أشعر بصداع رهيب" شعرت بأنها بمكان غريب اتسعت عينيها بإدراك لقد اختطفها ياسر اليوم حينما كانت تجلس بسيارته فقد أخبرها بأنه يخشى ان يراها مروان أو احد كلابه معها لذلك صدقته تلفتت حولها لتجد ياسر مستندا على الكرسي يضع قدما فوق الأخرى ينظر إليها بابتسامة شامتة " صباحيتك مباركة عزيزتي" اتسعت عينيها بهلع أليست هذه الكلمة تقال للعروس صباح عرسها انزلت بصرها لتجفل وترفع الغطاء تخفي به جسدها عن انظاره الو**ة ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت " ماذا فعلت" صمتت قليلا وقالت " هل.." لم تستطع إكمال جملتها ليصفعها بإيماءة من وجهه إيماءة ضربتها بمقتل هل وصلت به الدرجة لان يفعل هذا بها جلس إلى جوارها وابعد خصلاتها عن وجهها وقال بهدوء " لقد كنتِ جميلة جميلة للغاية" فاقت من صدمتها على لمساته لشعرها وكلماته التي كانت تلدغها كالأفعى السامة دموعها تتساقط رثاءً على نفسها وحياتها ماذا سيفعل مروان حينما يعلم ماذا ستفعل هي هل تستطيع العيش بعد ما حدث صفعت يده بعيدا عنها وتماسكت ووقفت بشجاعة ترتدي ثيابها ودموعها تشيع أحلاما كانت رسمتها لنفسها تمدد على الفراش خلفها وقال بتسلية وشماتة " أخبري والدك اننا متعادلان الأن هو خطفني وأنا اختطفت ابنته هو ضربني وانا ...." صاحب كلماته نظرة لجسدها تبعتها غمزة و**ة احنت رأسها وكادت تخرج من الغرفة فتبعها صوته الغاضب " اه لا تنسي اخبار مروان ان قصتي معه لم تنتهي بعد" اكملت سيرها تجر قدمها بخيبة وحسرة على ما حدث لها لا تدري أين تذهب هل تذهب إلى مروان ام تذهب لمنزل والدها أخذتها خطواتها لمنزل مروان الذي كان يجلس في انتظارها ووالدته بجواره يبدو بأنها تطمئنه حينما رآها هب واقفا وجذبها من يدها وسحبها خلفه خارج المنزل اوقفه صوت والدته القلق " مروان ترفق بها بني فمازالت صغيرة " اكمل سيره يجرها خلفه وأركبها السيارة بقسوة واتجه إلى منزلهم الجديد دفعها بالداخل واغلق الباب خلفهم وقال بحدة " أين كنت لقد بحثت عنك بجميع أرجاء الجامعة ولم أجدك " لم تتحدث فقط تنظر إليه بحزن قلبها ينزف بألم وقالت بصوت ميت " طلقني مروان" " ماذا" سالت عبراتها دون ان تستطع منعها وقالت " طلقني فأنا لم أعد أنفعك" ضحك باستهزاء " هل عدت لحبيبك ولم تصيري تريدين البديل ولكن عذرا انستي فحبيبك هذا خائن انظري" أخرج هاتفه من جيب سترته ليناوله لها ليريها الفيديو الخاص بياسر أشاحت برأسها بعيد فقد فات الأوان بالفعل فقد علمت من هو بأبشع الصور التي يمكن تخيلها " ماذا الا ترغ*ين برؤية حبيب القلب وهو ي**نك" تن*دت بحزن فحبيب القلب لا يعلم انها تحبه ولكنها لا تريد جرحه لا تريد إهدار كرامته فزوجته سبقه إلى جسدها شخص آخر تن*داتها جرحته فقد ظن انها مازالت تحب ياسر ولا ترغب برؤية خيانته التفت ليدخل غرفته فقد استلم الشقة أمس وأراد ان يفرحها بدخولها اليوم تسمر مكانه بغضب يتصاعد جعل رأسه يغلي "طلقني مروان" التفت إليها وقال بغضب شديد وحدة " لن أفعل يا سما واعلمي بانك ستصيرين زوجتي بالمعنى الحرفي للكلمة كما أخبرتك بعد الفصل" انهى كلماته وأغلق الباب خلفه بحدة خلعت قلبها سقطت على ركبتيها تبكي بحسرة لقد فقدته لقد فقدت مروان للأبد كتمت شهقاتها بيديها حتى تمنع من وصولها إليه """"" قبض قلبها حينما رن هاتفها ورأت اسم المتصل رفعت الهاتف إلى أذنها بيد مرتعشة فأجابت بصوت مهزوز "مرحبا أبي" اتاها صوته الملهوف والقلق " سما ابنتي كيف حالك هل انتِ بخير" أرادت ان تصرخ بما بداخلها وتخبره بأنها ليست بخير لما لم يتركها لتموت حينما اصرت على الزواج من هذا الحقير لما أجاب طلبها وكاد يزوجها له صرخات بداخلها ترغب بالخروج قلبها يقطع بسكين حاد تمالكت نفسها وقالت " بخير أبي " " أشعر بقلبي يخبرني بأنك لست بخير سما ابنتي اخبريني هل انت حقا بخير" " أجل والدي ولكني متعبة قليلا وأرغب بالراحة تصبح على خير " تن*د بقلق وقال " تصبحين على خير" اسندت نفسها وقامت لتجد الغرفة التي ستنام بها وقفت طويلا أمام غرفة مروان وقالت " كم سأشتاق إليك كثيرا يا مروان عندما ستتركني فأنا لا امتلك الشجاعة لأتركك" التفتت ووجدت ضالتها غرفة نوم واسعة يبدو بأنها الغرفة الرئيسية بسرير مزدوج كم ستفتقد السرير الضيق الصغير الذي كان يجمعها بمروان القت نفسها على الفراش وذهبت بنوم يملأه الكوابيس عن حية تبتلعها واشياء أخرى """"" استيقظت من نومها لتجد والدها يجلس عند رأسها يمسح على شعرها بحنان تمنت ان يكون ما حدث لها كابوس ابتدأ بحلم لقياها بمروان وانتهى بكابوس فعلة ياسر التفتت لترتمي بين أحضان والدها وتقول ببكاء " أبي أشعر بالألم أشعر بقلبي يتمزق ساعدني أرجوك" جذبها والدها إليه وشد من احتضانه لها وقال بقلق " طفلتي ماذا حدث لم انت هكذا" ظلت تصرخ ببكاء وتضرب على قلبها بألم جعل قلب والدها يتفطر عليها ويبكي معها " هنا يا أبي هنا يؤلمني ساعدني أرجوك" شعر مروان بالألم لأجلها يعلم بأنها تبكي لأنها لا تريده وتريد ياسر ألهذه الدرجة يأثر بها يعلم بأنها ترغب بالخلاص منه ولكنه يحميها بإبقائها في عصمته يحميها من خطر ذهابها إلى و*د يدعى ياسر صوت بكائها وصرخاتها وتوسلها لوالدها اعلمه بأنها بنار ياسر أفضل لها من الموت فإن بقت على هذه الحالة من المحتمل أن تموت " سما " صوته زاد من ألمها جعل بكائها يزداد واحتضانها لوادها يزداد فظن بأنها تكره حتى سماع صوته " انا أسف حقا سأفعل ما تريدين سأعطيك حريتك ولكن لا تفعلي بنفسك هكذا" صرخة بلا ص*رت منها ووقعت بعدها مغشيا عليها حملها مروان مسرعا وأخذها الى الطبيب فأخبرهم الطبيب أنها أصيبت بصدمة عصبية حادة وتحتاج إلى الراحة لم يدخل عليها مروان طيلة الشهر الذي مكثته بالمشفى خوفا من ان يحدث لها مضاعفات إن رأته افتقدته كثيرا ولكنها لا تملك الحق برؤيته الأن وجود ياسمين ووالدها بجانبها خفف عنها ألمها كثيرا ولكن اشتياقها لمروان لم ينضب يوما اليوم هو موعد خروجها من المشفى اسندتها ياسمين من جهة ووالدها من الجهة الأخرى رأت مروان يقف بعيدا ينظر إليها بشوق ولكنه يخشى الاقتراب لاحظ والدها نظراتها المشتاقة لمروان ولكنه تساءل ماذا حدث لتقع ابنته في تلك الصدمة لقد أخبره مروان عن معرفتها بخديعتهم لها وعن خناقته معها قبل سقوطها بيوم انه يعلم ابنته جيدا ويعلم هذه النظرة بعينها انها تحب مروان ولكن يبدو بأن تأثير كذبتهم عليها كانت أقوى مما يتخيل ولكنها لم تسقط إلا حين أبدى مروان موافقته على تطليقها إذن فهي حقا تحبه أخبر مروان ان يأخذ زوجته لمنزله وليعتني بها جيدا وألا يتركها مجددا لأنه لن يستطع البقاء بقربها كثيرا شعرت بأن والدها يبعدها عنه للمرة التي لم تعد تعرف عددها لذا ستضطر للعيش بجوار مروان كصديقين إلى ان يتركها هو أو يمل من صداقتها ويتزوج بغيرها فهي أبدا لن تتركه يعلم عن أمرها حتى لا تجرحه وصلت المنزل ومعها ياسمين ومروان الذي طلب من ياسمين البقاء بجوار سما لتعتني بها جيدا فقد علم بأنها تعلم كل شيء عن علاقتهما وليس هناك داعي للتصنع أمامها وهي تعلم لذا لن يكون هناك حرجا ان طلب منها المكوث معهما حتى يمنع نفسه عن سما وتكون هي رادع له انتهى الفصل الدراسي استطاعت سما ان تتعايش مع مشكلتها وتبتسم مؤخرا عادت إلى المنزل فوجدت مروان يجلس على المنضدة يلتحف بالغطاء ويضع المدفأة أمامه لأصابته بالبرد الشديد الذي منعه من الذهاب لعمله جلست إلى جواره ووضعت يدها تتحسس جبهته التقت نظراتهم لثواني سرعان ما أشاحتها سما بعيدا عنه وجلست إلى جواره وقالت بمرح " لقد انتهت الامتحانات أخيرا استطيع مشاهدة التلفاز أخيرا" ابتسم لها وقال " هنيئا لك " عاد بنظراته إلى التلفاز فالهواء يبدو مشبع بالشحنات المتوترة من حولهم وجودها بجواره جعله يرغب بضمها وبشدة لقد منع نفسه عنها كثيرا منع نفسه ان تذهب إلى غرفتها ليلا ألاف المرات وها هي تعاقبه بابتسامتها واقترابها منه بأنفاسها التي تلفح وجهه وهي تضع يدها كل دقيقة لتتلمس جبينه ألا تشعر به يعلم بانها تحب غيره ولكنه يشعر بانجذابها نحوه بتوتر لمساتها له ..اجفلت حينما كادت ان تلمس جبينه حينما أمسك كفها يمنعها التفت إليها وقال بصوت أجش " يكفي تعذيب ألا تشعرين بي" نظرت إليه بعدم فهم وضمت شفتيها بتعجب سحبها أكثر حتى وقعت بين أحضانه والتهم شفتيها بقبلة جائعة أرادت ان تقاومه ارادت ذلك وبشدة ولكنها تشتاق لقربه كثيرا استسلمت له وللمساته الحانية التي غيبت عقلها تماما عن انها باستسلامها هذا سيكشف أمرها ____ المشهد الرابع عشر شعر بطعم دموعها المالحة بين شفتيه فابتعد عنها مسرعا وقال بقلق " سما " رمت نفسها بين أحضانه وقالت بشهقات " اسفة مروان لا أستطيع " ملس على شعرها وظهرها بحنان وقلبه يدمى داخل ص*ره لقد ظنها ترغم نفسها على قربه ولكنه لا يعلم بأنها ترغم نفسها على الابتعاد عنه " لا ترغمي نفسك سما لا ترغمي نفسك حبيبتي" هل قال حبيبتي ام ان قلبها يتوهم بعد ان هدأ بكائها أبعدها عنه وابتسم لها وقال " سأذهب لأرتاح قليلا" سحب الغطاء ودخل إلى غرفته لسان حاله يسأله ألن تنهي هذه المهزلة يا مروان ألا يكفيك ما توصلت إليه بخسارتك لقلبك ولن تحصل على قلبها ما حييت إلى متى ستسمر بهذه اللعبة إلى ان تخسر روحك كما قلبك بقيت مكانها تنظر لغرفته لبابه المغلق تعلم بأنها جرحته ولكنها ليس بيدها حيلة أخرى لا تستطيع إخباره بما فعل بها ياسر هي أجبن من ان تفعل """" حضر مروان الإفطار وطرق الباب ورسم الابتسامة على وجهه وضع صينية الطعام أمامها وقال " حضري نفسك لتذوق افضل فول ستأكلينه على الإطلاق " ابتسمت بمرح وقالت " سنرى إذن " نظر إليها قليلا وقال بجدية " سما أرغب بالتحدث إليك" قالت وهي تضع لقمة في فمها " ماذا" زفر انفاسه يستجمع شجاعته لما سيقوله فيجب ان تنال حريتها لتبدأ حياتها من جديد " لننفصل" اتسعت عينيها ووقفت يدها التي كانت ستضع اللقمة في فمها على بعد شعرة منه " ماذا" نظر إلى الجانب الآخر وقال " السبب من زواجي بك انتفى فلا حاجة لنا بالتمثيل أكثر" لقد تحدث إلى والدها بالأمس وأخبره بما تعانيه سما من العيش بقربه أخبره بانه لا يستطيع ان يمسك بها اكثر من ذلك هو لا يتخلى عنها ولكنه لا يستطيع حبس حريتها اكثر فقد اتفقا على ان يحلا أمورهما بعد انتهاء الفصل الدراسي وها هو انتهى وسما لم تحبه ويبدو بأنها لم تعد تريده وافقه والدها الرأي في أمر انفصالهما فالأن هو لاحظ نضوج ابنته طيلة الفترة الماضية وهو يراقبها جيدا بعد انهيارها الأخير فوجد بأنها اصبحت أكثر نضجا قالت بصوت متقطع " هل .. هذا بسبب ما حدث بالأمس" نفى برأسه " انا لن احبس حريتك اكثر من هذا فقد مر عام بالفعل منذ زواجنا " وضعت الطعام من يدها وأمسكت يده وقالت وهي تهز رأسها بقوة " لا أريد انا لا أريد" ضيق عينيه بحيرة من أمرها انه يقدم حريتها لها وترفضها لماذا " ماذا " " أرجوك مروان لا تبعدني عنك فأنا لا أطيق بعدك" نظر إليها مطولا وقال " ماذا تعني هل ترغ*ين بإتمام زواجنا" صمتت لدقيقة شعر بأنها سنوات قلبه ينتظر ما ستنطق به لسان حاله يدعو بأن تخبره برغبتها بإتمام زواجهما ولكنها فاجأته بالنفي برأسها " لا انا فقط أرغب ان نكون أصدقاء فقط" انتفض واقفا وهتف بها وهو يلوح بيده ويقول " وماذا عني ها ماذا عن رغباتي ألا ترين ابعد من سما ألهذه الدرجة انت أنانية" هزت رأسها بنفي وعينيها تذرفان الدموع نظر إليها بازدراء وخرج من الغرفة والمنزل بأكمله والغضب الشديد يتصارع بداخله ....... وقف خلف احدى الأشجار ينظر إلى مروان الذي تحيط به هالة الغضب ابتسم ساخرا على الفرص الكثيرة التي تتاح له طالبة منه انتهازها نظر إلى الطابق العلوي الذي تمكث به سما وقال هنيئا لي بك سما """""" أخذت تنظر إلى الطعام الذي أعده لها مروان بحزن هل اقتربت النهاية هل سيبتعد عنها لا مروان أرجوك رنين جرس الباب أجفلها وقبض قلبها لا تعلم لماذا ولكنها تشعر برغبة في الاختباء وعدم فتح الباب مطلقا فتشعر بأن شيئا ما سيحدث ان قامت بفتحه توقف الجرس عن الرنين مما جعلها تتنفس الصعداء ولكنه عاد ليسطع بأرجاء المنزل ثانية مما اضطرها على النهوض قالت بصوت مرتجف " من الطارق " لم تستمع ردا مما زاد من توترها وخوفها وضعت سلسلة الحماية بالباب وفتحته ببطء فتحة صغيرة تسمح لها بالرؤية اتسعت عينيها بذعر ورجعت خطوات للوراء وهي تضع يدها على فمها من أثر الصدمة مد يده وفتح السلسلة وخطا بخطوات بطيئة تجاهها قالت بصوت متقطع " م ماذا تريد" ابتسم بخبث حتى وصل إليها وأمسك يدها المرتجفة " أنت هي ما أريد" هزت رأسها وقالت تترجاه " أرجوك ياسر أخرج من حياتي فيكفي ما فعلته بي" رفع يديه يلمس وجنتها وقال وهو ينظر إليها " لما لم تخبريهم بما فعلت يبدو بأنك ما زلت تحملين مشاعر لي" صفعت يده بعيدا عن وجهها فهي تشعر بالاشمئزاز منه والغضب " أي مشاعر تتكلم عنها مشاعري نحوك الان هي الاشمئزاز فقط الاشمئزاز " هل أثنت عليه لتزداد ابتسامته بهذه الطريقة كيف كانت ستربط نفسها بشخص مثله كيف كانت ستضحي بحياتها لأجله يا إلهي كم كانت غافلة " لا يهم ما تشعرين به نحوي المهم هو ما أشعر أنا به نحوك وأنا أريدك سما حقا أريدك لم أرد امرأة مثل ما أريدك من قبل" احنى وجهه ليقبلها ابعدت شفتيها عنه مسرعة فقال بغضب "سما لا تجبريني على استعمال العنف معك" نظرت إليه بحقد وقالت بصراخ وجهها أحمر من شدة الغضب وعروقها منفرة " سأفضحك سأصرخ وستكون هذه نهايتك" ضحك بصوت مرتفع جعل رأسه يعود للخلف " أنت أجبن من ان تفعليها سما لو كنت تستطيعي لفعلتها سابقا لقد أخطأت حين ظننتك ستخبرينهم وها أنا الأن أصلح خطأي" ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت " ماذا تقصد" " انت جبانة سما وقد ظننتك ع** ذلك لذلك لم أفعل بك شيء وها انا ذا الأن لآخذ ما هو حقي" دفعته عنها مسرعة وكادت ان تخرج من المنزل لولا ان جذبها من شعرها وأسقطها أرضا يديها تضربه وقدميها كتم صرخاتها بفمه حاولت إبعاد شفتيها عنه لكنه ثبتها بيده ويده الأخرى مزقت ملابسها قال بهستيريا " أقسم بأنك ستكونين أفضل حالا معي سما انا أحبك اهدأي حبيبتي" صراخها صم أذنيه فأغلق فمها بيده وهي تقاومه بكل شراسة عضت يده فصفعها بقوه على وجهها صفعات متتالية لم تكن عن المقاومة جذبها من شعرها خلفه ويده تكمم وجهها ليجد شيئا يكبلها به استطاعت الإفلات منه حينما عضته للمرة الثانية وجرت باتجاه المطبخ وأمسكت السكين بيدها المرتجفة وقالت بشراسة " أقسم سأقتلك ياسر إن اقتربت مني " اقترب منها بخطوات حذرة وهو يقول " سما سما سما ما تفعلينه لا طائل منه فانا أعرفك جيدا انت لا تستطيعين إيذاء نملة" لوحت بالسكين أماما وجهه وقالت " بلى استطيع ان كانت هذه الحشرة ترغب باغتصابي فبالتأكيد سأفعل " صرخت بقوة حينما وصل إليها أخيرا ........ وضعت حقيبتها على الكرسي خلفها وجلست تناظره بقلق وقالت " ماذا بك مروان " نظر إلى النيل بجواره وقال بحزن " أسف لشغلك عن محاضراتك ياسمين" هزت رأسها بابتسام " لا عليك مروان لا عليك أخي" نطقها لكلمة اخي بعد ما تشعره نحوه كان شديد الغرابة على مسامعها هل هي حقا تعتبره أخا لها " أشعر بالغضب ياسمين أشعر ببركان داخلي يريد الانفجار لماذا فعلت بنفسي هكذا هل أعاقب لتخليي عن سلمى" مدت يدها وأمسكت بيده الموضوعة على الطاولة أمامه " سلمى ماتت مروان وانت يجب أن تعيش حياتك بعدها " ابتسم بحزن وقال " إذا لما أعاقب هكذا لما أحبها هكذا لماذا" سحبت يدها بعيدا عنه حينما أتى النادل ووضع لهم طلباتهم المعتادة قهوة مروان وشاي ياسمين " لقد طلبت لك الشاي هل ترغ*ين بشيء آخر" نظرت إليه بعاطفة وكادت دمعة تفر من عينها لشعورها ألا أحد سيفهمها سواه " لا انت تعلم بمدى حبي للشاي " " مروان أنت تزوجت سما وانت تعلم بحبها لشخص آخر فيجب عليك التحمل حتى تأتيك بنفسها " زفر بقوة " لقد انتظرت طويلا" " لا عزيزي أمر القلوب ليس بهذه البساطة أنت لم تبدأ بعد" نظر إلى النيل ثانية ولسان حاله يقول ليس بهذه البساطة " أنت محقة" قالت بمرح وهي تعدل حجابها بخيلاء " أنا دائما محقة" " لماذا لم أتزوجك إذا" ضحكت بقوة وقالت " لكنا قتلنا بعضنا من اليوم الثاني" أشار لها بيده حتى يجيب الهاتف ولكن يداه توقفت قليلا وهو يرى اسم المتصل سما زوجته هل تتصل به لتخبره بموافقتها على الفراق أم تتصل به لتخبره بأنها لن تنفصل عنه أجاب الهاتف ووضعه على أذنه فأتاه صوتها المرتجف وهي تلهث وتقول بصوت متقطع " ل لقد ... ق.. قتلته" ____ المشهد الخامس عشر انتفض مروان واقفا وأمسك مفاتيحه وانطلق مسرعا لحقت به ياسمين وهي تسأله " ماذا حدث" لم يكن معها قلبا وقالبا كان بالاتجاه الآخر بجوار سما بروحه حاول معرفة ما تقوله حاول فهمها وكأنها كانت تتكلم بلغة غريبة لغة غير مفهومة حينما أخبرته بأنها قتلت أحدا ما الذعر تملكه حاول الاستفهام منها ولكنه لم يسمع منها شيء غير كلمتين مهزوزتين ظلت تقولهما بهستيريا " لقد قتلته" ركبت ياسمين إلى جواره في سيارته الصغيرة وأمسكت بيده التي شعرت باهتزازها قاد السيارة مسرعا ولكن زحمة السيارات أوقفته شتم بداخله ولكنه لم يستطع الانتظار خرج من السيارة مسرعا وركض بأقصى سرعة لديه لم يبالي بهتاف ياسمين من خلفه كل ما في رأسه هو سما وهو ان تكون بخير يا إلهي اجعلها بخير لأجلي وصل إلى المنزل أخيرا ترجل من السيارة الأجرة التي أوقفها ما ان خرج من الزحام وصعد الدرج ركضا الباب مغلق كما هو ارتعش قلبه بخوف طرق الباب كثيرا لكن دون فائدة لقد ترك مفاتيحه بالسيارة أخرج المفتاح الذي تركه احتياطا تحت المزهرية الموضوعة بجوار الباب فتح الباب أخيرا واندفع داخل المنزل وجدها تجلس القرفصاء شاخصة بصرها كل خلية بجسدها ترتجف تضم ساقيها إلى ص*رها اقترب منها وحين اقترب أكثر لمحه ياسر ممدد على الأرض بجوارها مسجى في دماءه بجوار المطبخ حينما لمحه علم بأن هذا الجسد قد فقد آخر رمق في الحياة نظر إلى وجهها وجد آثار الهجوم الوحشي الذي تعرضت له على جسدها يديها ووجهها لم تخفي نفسها حتى الآن قبضة فولاذيه اعتصرت قلبه لعدم تمكنه من حمايتها هتف صوت قاسي بداخله لقد ضاعت وهي معك مروان لم تستطع حمايتها سحبها إليه فوقعت بين أحضانه كأنها فقدت الحياة مع ياسر كأنها لم تقتله هو بل قتلت نفسها قربها إليه أكثر وهتف بحزن " اسف سما أسف" " لم يلمسني لم يفعلها" ظن مروان انها تقصد بانه لم يلمسها الان ولكنها كانت تقصد بانه لم يلمسها مطلقا """": طرقات مفزوعة على باب المنزل جعلته يدرك حجم ما يحدث الان فتح الباب مسرعا فوجده طارق والد سما بوجه شاحب ينظر إليه بقلق فقد اتصل به مروان وأخبره على ما حدث جالت عينيه بالمنزل حتى وقعت عينيه على ابنته الجامدة مكانها وعلى يديها آثار دماء ياسر اندفع نحوها وهزها بقوة بخوف على ابنته " سما ابنتي افيقي ارجوك ابنتي " تحركت حدقتيها بتشوش ولم تلبس ان سقطت بين يديه فاقدة للوعي ولما يحدث حولها جذبها مروان من يدي والدها الذاهلتين واندفع بها خارجا وحملها للمشفى لم يدرك مدى نحولها سوى الأن لقد ذبلت حينما أصبحت تحت رعايته ماذا فعلت بك يا سما حتى تصيرين بهذا الشكل من وردة كاملة التفتح لأخرى ذابلة لا حياة فيها هل بي عطب ما حتى يحدث لمن أحبهم كل هذا ..... جلس إلى جوارها بعد ان أعطاها الطبيب المهدئ بعد ان كادت تصم آذان الغادي والرائح بصراخها تتلوى تحت أيدي المرضين كأنها مازالت تتعرض للاغتصاب وتقاومهم زفر مروان بألم و تمنى لو كان هذا الو*د ما زال على قيد الحياة حتى يقتله بنفسه لاحظ دمعة متألمة نزلت من عين والدها تعارضت مع صرامة وجهه فرفع يده مسرعا كي يمحيها أمسك والدها كتف مروان دون ان ينظر لعينه وقال بصوت ضعيف لم يسمعه منه قبل ذلك " سأذهب إلى المرحاض" ما أن وقف طارق عن كرسيه شعر بألم مبرح في قلبه وعدم قدرة على التنفس جذب ربطة عنقه مسرعا واسند نفسه على الكرسي خلفه هب مروان واقف ما ان رأى ما يحدث مع حماه ورئيسه ولكنه لم يستطع اللحاق به حين سقط وأسقط الكرسي معه وخرجت منه آهه خافته خرجت بروحه معها """"""" عاد مروان إلى المشفى منهكا فقد كان عزاء الوزير منهكا للغاية لثلاثة أيام لم يذق بهم مروان طعما للراحة كانت تصحو سما وتفعل ما تفعله منذ ان قتلت ياسر تصرخ وتأخذ المهدئ وتعود للنوم وضع يده على كتف والدته التي كانت تقرأ في مصحفها بجوار سرير سما وتملس على شعرها التفتت إليه والدته وأمسكت بيده الموضوعة على كتفها وقالت بحنان وقلق " لماذا أتيت يا ولدي كان عليك الذهاب لتنال قسطا من الراحة" جذب مروان ربطة عنقه وهو ينظر إلى سما الغافلة عما ينتظرها " أنا بخير أمي سأرتاح بجوار سما يمكنك الذهاب الأن " حاولت والدته ثنيه عن قراره ولكنه رفض طلبها فما كان منها سوى ان انصتت لكلامه وذهب مع أخيه الاصغر مراد """""" جلس على الكرسي الذي كانت تجلس عليه والدته منذ دقائق ينظر إلى سما الملاك الحزين حتى بعد ان أخذت المهدئ ولكنها ما زالت حزينة متألمة يعلم هذا من تقطيب حاجبيها وتجعده نغز مروان جبينها بسبابته فراحت تقطيبة الألم عن وجهها جذب يدها بين راحتيه وقال بألم " كم الحياة قاسية على ملاك مثلك " تذكر أول يوم التقاها به طفلة جميلة بذ*لي حصان في الثامنة عشر من عمرها ابتسامتها تنير العالم كيف تحولت هذه الابتسامة لهذا الكم من الألم وما زال الأصعب آتيا يا الله كم أشفق عليك صعد على الفراش بجوارها وسحبها حتى نامت على ص*ره ونام إلى جوارها خائفا مما سيحدث لها في الغد فيبدو بأن المصائب تنجذب إليها انجذابا غير مقدرة كم هي رقيقة هشة ضعيفة لا تستطيع التحمل """"""" استيقظت سما هذا الصباح وللمرة الأولى تشعر بالأمان ولا تشعر بالأيدي تنتهكها وجدت نفسها بين زراعي أحدهم ولكنها لم تشعر برغبة ابعاد تلك اليدين الدافئتين عنها أتراها تكون يدي والدي لم ترد فتح عينيها حتى لا يفاجئها الواقع بشيء آخر حتى لا يفاجئها بأن هذه اليدين ليست موجودة وهذا الدفء الذي يتخلل إلى أعماقها ليس سوى حلم حاول عقلها الباطن احضاره ليشعرها بالأمان ولكنها شعرت بالفضول لترى ان كان هذا حقيقة أم خيال وهذا الدفء والأمان الذي تشعر به موجود بالفعل فتحت عينها أخيرا فرأته ممدد إلى جوارها يتنفس برتابة وأنفاسه تصل إليها يبدو عليه الإعياء الشديد طرق قلبها بداخلها وهي تراه بهذا القرب إلى جوارها فتح عينه مرة واحدة على اتساعهما فرآها تنظر إليه بعينيها الرقيقتين الذابلتين الذي ما زال الخوف يملأها سؤال ص*ر منها جذبه إلى واقع غير مريح واقع أليم لا يستطع الرد عليه فيما سيجيب هذا السؤال " أين أبي" صمت طويلا محاولة من عقله لإيجاد أي مهرب يخبرها به وتساءل أيخبرها الحقيقة أم تراه ينتظر لم يجبها فقام مسرعا راسما فرحة باهتة على ملامحه لم تصل لعينيه " انت بخير الأن يجب ان أخبر الطبيب" وخرج من الغرفة مسرعا دون ان ينتظر ردها أغلق الباب خلفه وأسند رأسه عليه وهو وللمرة الأولى لا يعلم ماذا سيفعل لأول مرة يجد نفسه عاجزا عن الكلام عن النطق """"" أسقطت القضية للدفاع عن العرض سألته للمرة التي لا تعرف عددها حينما قدم إليها ليبشرها بإسقاط القضية ..عن والدها حاول التهرب كما يفعل معها دائما ولكنها أمسكت بيده قبل ان يغادر وسألته ثانية بثبات " أين والدي مروان هو لم يكن ليتركني طيلة هذه المدة إلا إذا اصابه خطب ما مروان أرجوك هل هو مريض" هتف صوت حاقد كفحيح الافعى بشماتة وهي تدخل من الباب " لقد مات والدك كما قتلت ابني مات هو الآخر وانت أيضا يجب أن تموتي" اخرجت مسدسها مصوبة إياه نحو سما وصوت الرصاصة الخارجة منه تخترق الآذان فتصمها
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD