اتسعت عينيها بصدمة وهي ترى سكرتيرته تقف أمامه لا يفصل بينهما بضع انشات نظر خالد إليها بلا مبالاة وقال
" فلتجلسي قليلا "
جلست ضحى بحدة على الكرسي المقابل لمكتبه تنظر إليهما بحقد ترغب بتمزيق وجههما بأظافرها.. انهت السكرتيرة وضع رابطة العنق له فابتسم لها بامتنان قائلا
" شكرا لك سميرة فلتذهبي لمكتبك"
شعرت بألم في راحة يدها تفحصتها فوجدتها جرحت من أثر أظافرها المغروسة بها رفعت عينين غاضبة إليه راقبته وهو يجلس خلف مكتبه بأريحية شديدة
" ماذا يحدث بالضبط"
ضيق عينيه بتعجب
" ماذا"
ضمت شفتيها وزفرت بقوة
" ماذا كنت تفعل مع سكرتيرتك"
ترك ما بيده ونظر إليها متفاجئ من غضبها
" وما شأنك انت"
لوحت بيدها امامه وقالت
" ما شأني ها ما شأني الست زوجتك على ما أظن"
حاول بشتى الطرق اخفاء ابتسامته عنها وقال وهو يهز رأسه
" حسنا لأنك زوجتي سأخبرك كانت تضع ربطة عنقي "
" واه أذهلتني بردك اللامبالي هذا تضع ربطة عنقي وهل هذا يصح يا هذا"
مسح وجهه بضيق وقال
" لا أعرف كيف أضعها"
" سأضعها لك وليكن في معلوماتك سأهبط عليك دائما فجأة بهذا الشكل لأرى صنيعك"
تفحصها بعينيه الخضراء وقال
" هل أشم رائحة غيرة"
" لتراها كما تشاء ولكن بيني وبينك لا وجود لأي مشاعر سوى الكراهية "
اعتدلت في جلستها وقالت
" ماذا تريد"
" كنت أود سؤالك إن كان العمل يناسبك أم لا"
" هزت رأسها برضا وقالت
" يناسبني لا تتوقع مني شكر أو شيء من هذا القبيل اليس كذلك"
اجابها باقتضاب وهو ينظر إلى الورق على مكتبه
" لا، يمكنك الذهاب"
اثناء مغادرتها لم تنسى رمق السكرتيرة بحدة تعجبت منها السكرتيرة
......
دخلت غرفته فوجدته يرتدي ثيابه ذهبت إلى داخل الغرفة بلا مبالاة وجلست على حافة الفراش ووضعت قدما فوق الأخرى لتداري خجلها واقتحامها لغرفته لقد شعرت بالغضب لرؤية سكرتيرته بهذا القرب منه لذا أرادت هي ان تكون أقرب اليه منها وتختار ثيابه أيضا لا تضع الربطة حول عنقه فقط.. أمال وجهه للجانب ضاما شفتيه بتعجب ما أن رآها ولكنه لم يعقب على الرغم من أن فضوله يقتله ارتدى قميصه والتفت وبيده ربطة عنقه يرفعها أمام وجهها دون حديث .. قامت من الفراش وتقدمت نحوه بخطوات مرتبكة تحاشت خلالها النظر إليه أمسكت الربطة من يده وحاولت العديد من المرات ان تربطها له ولكنها لم تستطع لا تعلم كيفية ربطها كم بدت خرقاء أمامه ونظراته التي لا يتوانى عن رمقها بها تربكها أكثر من عدم تمكنها من ربطها له ابتعدت عنه بحدة وسحبت الربطة في يدها وقالت بغضب
" لا أستطيع فلتذهب إليها لتربطها لك"
ابتسم لها وقال بصوت أجش
" لن أرتديها حتى تلبسيني إياها بنفسك "
رش عطره وغادر إلى العمل.. جلست على فراشه ثانية ووضعت يدها على قلبها وقالت ماذا يحدث .. أخذت نفسا عميقا تتشمم رائحة عطره لا تدري متى أصبح عطرها المفضل بعد ان كان يخنقها قامت عن الفراش ببطء وفتحت دولابه تتلمس ملابسه ابتعدت عن الدولاب بحدة وقالت لنفسها " ماذا يحدث لك بحق السماء لم أصبحت بهذه الحالة"
"""""
" سائد لم انت هنا مجددا "
ابتسم لها وقال
" اتيت لرؤيتك "
قالت بتعجب
" لرؤيتي انا لماذا"
" هل صديقتك التي كنت تودعينها قبل رؤيتك لي متاحة"
قالت بمرح وعينيها تبتسمان بخبث
" ماذا يحدث هنا ها هل أصاب سهمها قلبك"
ابتسم لها وقال
" أنت تهولين الأمور"
التف حول سيارته وقال
" هيا ضحى ألن تأتي"
" لا لن أركب معك مطلقا انا لست متنازلة عن حياتي"
ابتسم وهو يهز رأسه
" حسنا أعطني رقم هاتفك"
" ليس لدي"
اتسعت عيناه بذهول كيف لفتاه بمثل عمرها لا تحمل هاتف أم هل أخاه صادره منها ويضيق الخناق عليها كما يفعل معه
"كيف هذا"
ابتسمت له وقالت
" لا أحب حملهم سأذهب الأن"
" ضحى اصعدي وأقسم سأخفف السرعة"
ابتسمت له وعادت لتركب معه
" هل جنون السرعة متفشي بعائلتكم ام ماذا"
" انا فقط أحب المغامرة أما أخي فيقود سيارته كالسلحفاة"
إذا يبدو بأنه الوحيد الذي لا يعلم بشأن قتل خالد لوالدها صحيح فهو لم يكن بالجوار طيلة مكوثها بمنزلهم إذا هم أخفوا عنه أمر أخاه
" هل تحب السباقات مثل أخيك "
نسي أمر والدها وقال
" كثيرا ولكن خالد لا يفعل"
سؤال واحد فقط ويتضح كل شيء وتواجهه حسنا
" هل غيرت سيارتك"
" كيف علمت"
ابتسمت له وقالت
" ليست تلك السيارة التي كنت تقودها حينما كنت معك بالمرة السابقة"
هز رأسه بالمعرفة وقال
" أجل أنا لا أحب أن تبقى سيارة معي لمدة طويلة"
السؤال قادم هيا ضحى تشجعي
" هل بدل أخاك سيارته قريبا"
"أخي لا..."
قطع كلامه لقد تذكر مع من يتحدث أدار عينيه بشك هل تعرف شيئا هذه الفتاه يجب ان يعلم حسنا لننفذ الخطة إذا .. خبت نظرة التحفز بعينها وتراجع جسدها المتحفز للهجوم تدريجيا على الكرسي بخيبة أمل .. سأنزل لأشتري لنا بعض العصير حقن العصير بالم**ر وأعطاه لها وصلا إلى منزلها أوقف سيارته وقال
" هيا لن أتركك حتى تشربي العصير "
ابتسمت له وقالت
" حسنا"
نظراته تتابعها بتحفز وهي تشرب العصير انهته والتفتت إليه وقالت
" هل أذهب الأن "
اومأ برأسه وقال
" حسنا"
ضحكت بشدة وقالت وهي تشير نحوه
" كيف أصبحت اثنان يوجد اثنان منك"
ابتسم بمكر وقال
" ماذا تعرفين عني"
هزت راسها
" انك .."
طرقات على نافذة سيارته جافلته .. فتح شباك النافذة وهو يلعن حظه الذي جعل أخاه يأتي في هذه اللحظة بالذات ولمنه ابتسم بخبث وقال لنفسه حسنا لنرى ماذا ستفعل حين ترى زوجتك تجلس بسيارتي مخمورة هل ستتنازل عن مساليتك البغيضة تلك وتظهر حقيقتك الأكثر بغضا أم ماذا
" لم انت هن.."
قطع حديثه وهو يرى زوجته تحاول فك حجابها بحركات خرقاء وتضحك بطريقة غريبة التفت مسرعا حول السيارة وأخرجها ونظر إلى أخاه بغضب
" ماذا فعلت بها"
غمزه سائد وقال
" اشكرني لاحقا أخي"
وانطلق مسرعا بسيارته .. سمع همهمتها وهي تستند على ص*ره خطواتها متعثرة مما جعله يحملها بين ذراعيه ويصعد بها وصل إلى شقته بعد عناء لقد أرهقته هذه الفتاه بقربها وهي تتحسس وجهه أحيانا وأخرى تلعب بشعره أوقفها أخيرا وجذب مفتاحه ليفتح الباب .. توعد اخاه بداخله لقد تعدى كل الخطوط هذه المرة فليفعل كل شيء وسيسامح إلا العبث بزوجته
" خالد"
قالتها وهي تسحب وجهه نحوها وهو يضعها بالفراش
" أكرهك"
أغمض عينيه وابعد يديها عن رقبته ودثرها جيدا ابتسم وهو يراها تنام كطفلة صغيرة لا تحمل في قلبها اي الم او هم او شيء يدعى كراهية خرج من غرفتها ينوي مغادرة الشقة بغضب شديد وجهته محددة .
مأن فتح له سائد الباب حتى عاجله بلكمه في وجهه وقال بغضب وهو يشير سبابته إليه
" أسامح لك اي شيء سائد إلا زوجتي"
قال سائد ببراءة مصطنعة
" ماذا فعلت انا هي من سحبت العصير مني لتشربه"
زفر خالد بغيظ وأشر في وجهه ثانية
" أنا أحذرك"
عاد إلى المنزل وهو يظن بانه سيجدها نائمة ولكنه وجدها تنام على جانبها تضم الغطاء إلى ص*رها و تبكي بشدة ركض نحوها ووقف بجوار الفراش واخذ يمسح على شعرها بصمت التفتت تنظر إليه بوجه وأنف محمران وبعينيها نظرة عتب ... تجاهل نظرة العتب بعينها وقال
" كيف حالك"
قالت بنبرة غير متزنة فمازالت تحت تأثير الم**ر
" أشعر بالبرد "
ابتعد عنها فانتفضت جالسة وقالت
" إلى اين"
" سأشعل لك المدفئة"
فاجئه الحزن في صوتها
" أنا خائفة خالد"
" لم أنت خائفة"
تجاهلت الرد على سؤاله وأكملت
" سأموت إن احببتك خالد انت تتسلل إلى داخلي ا****ة"
زفر بحزن لا يجب لن تفعل ستموت فعلا إن أحبته سيقتلها الحقد
" لا تفعلي إذن اكرهيني ضحى اكرهيني بكل ما فيك بأبعد ما فيك"
قالت وهي تحاول فتح عينيها
" ليتني استطيع تلك القبلة التي لم تكملها احلم بانك تفعلها يوميا أراك تفعلها "
نظر إليها بغرابة مشاعرها تجتاحه وقفت تتجه نحوه بخطوات متعثرة وهي تقول
" ألن تفعلها حقا"
قال بصوت ضعيف
" ضحى عودي للفراش لثد تأخر الوقت"
وصلت إليه واستندت على ص*ره
" عيناك لونهما أخضر لو انجبنا أطفال سيصبح لونهما مثل عينك ام عيني"
" ضحى اذهبي لتنامي"
عبست ورفعت اصبعها الابهام تلامس شفتيه وتقول
" هل جربت مرة ان تموت لأجل قبلة انا حقا افعل الأن"
هز رأسه بعدم رضا وحملها ووضعها بالفراش ونحنى ليقبل جبهتها وقال
" نامي طفلتي نامي سامحه الله من جعلك هكذا"
........
استيقظت ضحى في الصباح تمسك رأسها من شدة الألم .. فتحت باب غرفته فرأت خالد يحضر المائدة وقال
" اجلسي فقد اعددت الإفطار لأجلك"
رمقته بضيق وقالت
" لا أريد"
ذهب إليها وأمسكها من خصرها وقال بمشا**ة وهو يقترب منها أكثر مما أدى إلى تسارع نبضات قلبها
" إذا ماذا تريدي ها أخبريني فأنا مستعد الأن لفعل ما تريديه تماما"
اشتعل الغضب بعينيها ورمقته بتحذير وقالت بخفوت وشراسة
" ابتعد عني"
" ماذا ألا ترغ*ين بقبلتي الأن "
دفعته بحدة مما جعلها تتراجع للخلف حتى كادت تقع
" هل جننت"
نظر إليها بحدة وقال
" بل أنت كيف تسمحي لنفسك ان تشربي مثل تلك الأشياء"
ضيقت عينها اليسرى بتعجب وقالت
" أي أشياء ؟ "
نظر إليها بتمعن فعلم انها لا تعلم وان أخاه كذب عليه
" لا شيء "
التفت ليذهب ولكنه التفت إليها ثانية وقال
" لا أريدك ان تري أخي ثانية"
كتفت يديها أمام ص*رها وقالت بسخرية
" وهل تظنني سأفعل ما تريده"
حذرها بنظراته وقال
" لا تجادلي ضحى فأخي شخص عابث فأمس أعطاك شراب م**ر وليعلم الله ماذا سيفعل في الغد"
" ماذا"
قال وهو يبتعد هذه المرة
" هذا ما حدث بالفعل عزيزتي "