عادت إلى المنزل عينيها منتفخة من شدة البكاء ما ان اغلقت الباب توجهت إلى غرفته لتطمئن عليه على الرغم من أن آخر شيء ترغب به الان هو رؤيته رؤية من تسبب بجعل والدها تحت التراب من ابعد والدها عنها إلى الأبد كان الباب مفتوح ورأت شخصا آخر ظهره للباب يتحادث هو وخالد بتركيز شديد طرقت الباب فانتفض هذا الشاب واقفا ملامحه مذعورة عينيه متسعة بشدة تعجبت من حركته ونظرت إلى خالد وقالت
" ارى بأن لد*ك ضيف "
ثم التفتت تنظر إليه وقالت برقة وابتسامة
" اسفة لم أكن اعلم بمجيئك مرحبا بك"
تنفس سائد الصعداء يبدو بأنها لم تتعرف عليه كوالدها قال بمرح
" مرحبا زوجة أخي"
قال خالد من خلفه ونظراته مثبتة على ضحى يستشف ان كانت علمت شيء ام لا
" يمكنك الذهاب الأن سائد"
نظرت إليه ضحى بتعجب يا له من عديم الذوق كيف له ان يطرد أخاه بهذه الطريقة .. مسح سائد على رأسه وقال بمرح
" حسنا سأذهب مبارك لك زوجة أخي اسف لقد اتت متأخرة"
امتعضت من مباركته لها الا يعلم بفعلة أخاه لماذا إذا يبارك لها ردت عليه بسخرية
" شكر الله سعيك"
ابتسم خالد لردودها الو**ة هذه الفتاة ستقتله يوما ما بلسانها السليط هذا التفت سائد إلى أخاه وعلى وجهه نظرة اعتذار وقال
" حسنا أخي سأذهب الأن"
ناداه خالد من خلفه
" سائد ارجوك لا تفتعل المشاكل اليوم فانا متعب للغاية"
أومأ سائد برأسه اما هي فقالت بتهكم سمعه الأثنان
" انظروا من يتحدث عن المشاكل"
نظر إليها سائد مطولا وذهب مسرعا … نظرت إليه ببرود وقالت
" كيف انت"
نظر إليها بتهكم وعاد لينظر إلى الورق بين يديه
" وكأنك تهتمين"
" تبدو بخير"
وغادرت إلى غرفتها نظر في أثرها وزفر انفاسه التي حبسها عندما رآها خلف أخاه كيف لم تعلم بشأنه هل كانت بحالة صدمة كبيرة حتى لا تدرك الفاعل
""""":
ليلة الحادث
" السيد سائد ذاهب للتسابق الأن سيدي"
وقف عن مكتبه وأخذ مفاتيحه وركض مسرعا خارج المكتب لحقت به السكرتيرة وأخذت تناديه دون أن يجيب ولسان حاله يقول هذا الأ**ق سيودي بنفسه إلى التهلكة
" لماذا لم تمنعه كما أخبرتك"
" حاولت سيدي ولكنه ذهب رغما عني"
" ولماذا لم تفعل بالقوة فلتلقي بعضلاتك تلك بالقمامة"
قاد سيارته مسرعا ولحق بأخيه ولكن ارتطام انحراف السيارة وتوقفها بعيدا جسد كاد يصل إلى السماء ثم هبط إلى الأرض أوقف سيارته مسرعا قرب سيارة اخيه وسحبه من السيارة وأعطاه مفاتيح سيارته وقال مسرعا
" اذهب من هنا هيا"
نظر سائد إلى أخاه لثواني ولكنه سرعان ما ركض إلى السيارة الأخرى وقادها هاربا كما هرب الآخرين
كان الجمع مشغولا بالرجل المسجى بدمائه لذلك لم يشاهدوا ما حدث
""""""
عاد من العمل وجدها تجلس ارضا تراجع ما فاتها من المحاضرات نظرت إليه بطارف عينها وعادت تنظر إلى المذكرات بين يديها قال يشا**ها
" السلام لله"
قلبت عينيها دون ان تنظر إليه ذهب وجلس إلى جوارها تشنج جسدها فقامت مسرعة وأخذت تلملم حاجيتها امسك يدها مسرعا وقال
" ارغب بالتحدث معك"
اغمضت عينيها بضيق من لمسته وقالت
" يدك"
رفع يده مسرعا وقام ليقف لا تعلم لما أصبح النظر بعينه يتعبها هكذا لا تعلم لم أصبحت تشعر بهذا الارتباك من مجرد النظر لعينيه
" صاحبة الشقة التي كنت مستأجرين لديها ترغب ان تذهبي لتأخذي حاجياتك منها"
التمع الغضب بعينها وقالت
" ماذا هذا ليس من حقها"
بلل شفته السفلى وقال
" لقد قالت بأن والدك لم يدفع الإيجار منذ سبعة اشهر وانه كان سيخلي المنزل لأنها ستزوج ابنها بها"
""""""
" هيا اصعدي إلى السيارة"
تجاهلته وابتعدت عن مكان وقوفه بالسيارة تن*د بضيق وتبعها حيث تقف
" اقسم إذا لم تصعدي الآن لأحملك و أضعك بها رغما عنك"
تجاهلته وأشارت إلى تا**ي رأته يقترب نزل من السيارة مسرعا وأغلق الباب الذي فتحته لتركب وحملها واركبها رغما عنها اتى سائق التا**ي خلفهم فقال خالد بهدوء
" انها زوجتي"
نظرت إليه بحنق وكتفت يدها إلى ص*رها ونظرت إلى الأمام بحنق كادت ان تضع يدها على قلبها الذي جن منذ ان حملها كيف لها ان تتركه يحملها ولا تفعل شيء كيف لم تصرخ به كيف لم تضربه لماذا هذا الارتباك أوقف السيارة أمام منزل والدها رمقته بغيظ ما ان رأته يصعد خلفها ما ان دخلت الشقة قابلتها رائحة والدها نست وجوده خلفها لم تشعر بيده التي امسكت بكتفيها تساندها تقدمت وذكرياتها مع والدها تتوافد في رأسها هنا وهو يمسك لها الطعام لتأكله قبل ذهابها وهنا حينما اعترض عن الخصلة التي ظهرت من شعرها وهناك حين منعها الخروج اعتراضا منه على المكياج الذي تضعه طفلته العنيدة التي رفضت مسح المكياج عن وجهها ولم تذهب ...
علت شهقاتها فلفها خالد إليه وضم رأسها إلى ص*ره ولدهشته لم تمانع بل تعلقت به كطفل يبكي بحض والده .. حسنا يجب اخراجك من حالة الحزن هذه حتى ولو كان بجعلك تغضبين حتى ولو كنت ستخرجين غضبك هذا علي
" ضحى "
لم تبدر منها أي ردة فعل فناداها ثانية
" ضحى انت تفسدين قميصي الأن"
ابتعدت عنه مسرعة بغضب منها ومنه هذا الو*د يقلق على قميصه العفن هذا ولا يهمه مصابها .. تناست من هو وما يمثله لها اخذت اقتربت منه مسرعة ومسحت انفها بص*ره وبالفعل افسدت قميصه أراد ان يغضبها فكان الغضب من نصيبه فقال بحدة مشيرا بيده وهي تهرب مسرعة إلى غرفتها
" انت عودي إلى هنا في الحال"
دخل الغرفة خلفها فوجدها تجلس امام الفراش تحتضن حذاء صغير في يدها وتبكي نظرت إليه وقالت
"لقد كان هذا الحذاء هدية امي قبل موتها لم اشعر بموتها حقا لوجود والدي والأن انا وحيدة لا احد يخفف عني "
جلس إلى جوارها واحتضن رأسها فوق كتفه وقال لنفسه حسنا الطريقة الأخرى لم تشغلها عن حزنها حسنا خالد تشجع ونفذ الطريقة الأخرى اغمض عينيه لما سيناله حين ينفذ ما برأسه اقترب برأسه منها حتى صارت انفاسهما مختلطة هل قال لنفسه ضحى ارجو بأن لا يكون عقابك قاسي اقترب بشفتيه اكثر من شفتيها
#اغفري_لي 6
اقترب بشفتيه اكثر من شفتيها .. نظرت إليه بذهول مثبتة رأسها وتنتظره يا إلهي ضحى أوقفيه اصفعيه ماذا حدث لك وكن كان ردها ان اغمضت عينيها توقف أمام شفتيها ينظر إليها بتعجب شفتيه تتحرك ترغب بشفتيها ابتلع ريقه بصعوبة وانفاسها تلفح وجهه ماذا بها هل هي حزينة لتلك الدرجة ام خائفة من الوحدة شفتيها امام عينيه كالماء ولكنه صائم ابتعد عنها مسرعا فلقد أثرت به هذه الطفلة جعلته يرغبها وهذا شيء ليس طبيعي ليس طبيعي البتة وقف مسرعا وقال
" سأنتظرك بالخارج"
رمشت بعينها تنظر إليه عقلها يلعنها وجدت يدها ترتفع وتصفع نفسها بقوة آلمتها ولكنها لم تكتفي من هذه الصفعة فقط رفعت يدها الأخرى وصفعة نفسها للمرة الثانية ضمت قبضتها وأخذت تضرب بها جسدها وتصرخ بألم ... سمع صراخها فنظر إليها هاله ما تفعله ذهب إليها مسرعا وأمسكها من معصميها وهزها بقوة قائلا
" ماذا تفعلين"
حاولت التملص منه وهي تصرخ
" ابتعد عني"
صاح بها
" ضحى"
رفعت إليه عين غاضبة تكاد تقتله
" ماذا تريد هل ترغب بإذلالي اكثر من هذا"
قال بتعجب وهو يضيق عينيه
" إذلالك!"
" اجل لماذا توقفت لماذا ها اخبرني"
" لو فعلتها لكرهتِ نفسك أكثر ايتها الغ*ية انا اعلم بأنها لحظة وهن أصابتك لحظة عدم استيعاب وحين يعود إليك وعيك ستكرهينني أكثر وتكرهين نفسك"
قالت بتعجب
"وهل يهمك!"
" بالطبع يهمني انا اعتبرك اختي الصغيرة واحيانا ابنتي ضحى مسؤولة مني"
نظرت إليه بحقد وقالت
" ابنتك ؟"
ضحكت بسخرية يملأها الحقد
افق لنفسك يا سيد انت قاتل والدي بما يعني عدوي بل ألدهم "
استطاعت في هذه اللحظة نزع يدها منه ووقفت ومسحت دموعها بإباء وذهبت إلى غرفة والدها لا تعلم كيف ستلملم حاجياته لم يعيشا بهذا المنزل طويلا ولكنها تشعر بأن روح والدها بكل ركن من أركانه رفعت الوسادة فرأت وصية والدها التي دائما ما يضعها تحت الوسادة ويجددها يوميا وممنوع عليها فتحها قبل موته فتحت الظرف لتقرأ وصية أبيها
" ضحى أنا لا أعلم كيف يكتبون الوصايا ولكني عاهدت نفسي ان لا أتوانى عن كتابتها لقد أتتني والدتك أمس بالمنام كانت أخبرتني بأننا سنجتمع قريبا لقد ذكرت بأنك ستكونين بخير لذلك ابنتي لو انني قد فارقت الحياة اليوم فهناك شيء ارغب بإخبارك به انا مدين بمبلغ (...) ايجار للسيدة سوزان هي لديها مبلغ تأمين الشقة فيمكنها أخذه منه لقد اخبرتني بإخلاء المنزل أول امس لأنها ترغب بتجديدها لا اعلم كيف سأتركك ولكن انا اثق بوالدتك واثق بقول الله تعالى (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ) انا أحاول ان انفذ هذه الآية لذلك لا تقلقي ستكونين بخير استودعك الله حبيبتي)
خرجت من المنزل تبعها خالد والحمالين يحملون الأثاث
" ضحى أعطني المفتاح حتى اسلمه لصاحبة الشقة"
تجاهلته وطرقت الباب المجاور لبابها خرجت سيدة طويلة تكاد تصل لحافة الباب ونحيفة ايضا سحبت ضحى إلى ص*رها بقوة وأخذت تربت على ظهرها وتقبلها
" اقسم يا ابنتي بأنه لولا زواج خليل ولدي لما طلبت منك الشقة ابدا او من والدك رحمه الله"
هزت ضحى رأسها بحزن وقالت
" بك الخير سيدة سوزان آسفة لأننا اطلنا عليك فقد كنت بحالة صدمة ولم استطع المجيء سوى اليوم"
كذبت لم ترغب بدخول شقة والدها وما زالت تتزوج بهذا الرجل لم ترغب بدخولها قبل ان يدخل هو السجن حينها ستعود إلى والدها وتفتح وصيته وتنفذها تن*دت بحزن وأخرجت المفتاح وسلمته للسيدة وغادرت ألقت نظرة ثانية على المنزل خلفها تودعه وتتساءل ماذا سيحدث لها لاحقا ركبت السيارة بنفسها هذه المرة وجلست بالأمام ما ان ركب إلى جوارها سألته
" انا اشعر بالوحدة اشعر بالحزن اشعر باليتم وأكرهك بشدة "
اغمض عينيه واومأ برأسه وأدار المحرك بهدوء دون ان يعلق
" انت لم تجرب ما اشعر به ألست كذلك"
زفر بقوة وهو يخرج بسيارته من هذا الحي الضيق تتبعه العربة المحملة بالأثاث البسيط تحمل كل ما تملك ضحى بهذا العالم
" لقد جربت"
" هل والدتك متوفية "
" نعم"
التفتت تنظر من نافذة السيارة فتحتها ليصفع الهواء البارد وجهها وقالت
" كيف ماتت"
" لقد غرقت وهي تنقذني"
التفتت إليه مسرعة متفاجئة من كلمته ونبرته التي تحمل بداخلها الكثير من الذنب
" ماذا
"كما سمعت"
" هل تشعر بالذنب لموتها"
تن*د بتعب ص*ره مثقل به
" كثيرا"
" هل تشعر باليتم"
" انا لست طفلا"
" انا طفلة وانت سرقت أبي لكم أود قتلك الأن انت سرقت دعمي "
أخرجت راسها من نافذة السيارة وصرخت من داخله
" اه سأموت بدونك أبي "
وصلا إلى المنزل أخيرا أخلى خالد إحدى الغرف ليتم وضع الأثاث بها
" ارغب بالعمل"
" حسنا"
لم يجادلها هذه المرة يعلم بعذابها ويعلم بكبريائها لن تقبل ماله لقد أصبح يعلم كل شيء عنها الآن
" لدي عمل لك"
كادت تذهب ولكنها وقفت ما ان قال كلمته التفتت إليه دون ان تسأل
" نريد موظفة استقبال بالشركة "
" حسنا"
قالتها والتفتت مغادرة ووقف هو يتذكر ما حدث بنهما طيلة اليوم
""""""
" سائد لماذا انت هنا"
قالتها ضحى بمرح وهي تتجه نحو سائد الذي يستند إلى سيارته أمام جامعتها
" ضحى هل تدرسين بهذه الجامعة"
" نعم"
ابتسم لها وقال
" بالتوفيق "
هزت رأسها بتساؤل وقالت
" لم تخبرني لم انت هنا"
" انتظر صديقتي "
" حسنا سأذهب"
كادت تذهب ولكنه ناداها قائلا
" هل حقا ستعملين بشركة والدي"
التفتت إليه مبتسمة وقالت
" نعم سأستلم العمل اليوم"
ابتسم لها وقال وهو يبتعد عن سيارته ويقول
" حسنا اصعدي لأوصلك"
ضيقت عينيها بتعجب
" ماذا عن صديقتك"
وضع نظارته على عينه وقال
" لقد تأخرت خمس دقائق كاملة ويكفيها هذا القدر فهناك المزيد منها هيا اصعدي"
هزت كتفيها وضمت شفتيها بتعجب وركبت بجواره.. انطلق بالسيارة مسرعا .. دق قلبها بشدة فزعا فيكاد يطير بسيارته تمسكت جيدا بمقبض السيارة وهي تصرخ
" سائد هدئ السرعة أرجوك"
ضحك عليها بشدة وقال
" أيتها الجبانة"
" انظر أمامك ستقتلنا بسرعتك تلك"
وصلا إلى الشركة بأسرع طريقة تخيلتها نزلت من السيارة تكاد تقف على أقدامها فقالت له
" فلتتفل على قبري إن صعدت سيارتك ثانية"
ضحك من خلفها وقال
" كثيرات يتمنين ان يصعدن سيارتي مثلك وانت تقولين لن تفعلي ثانية يا لك من جاحدة"
هزت رأسها بغيظ منه وتجاهلته داخلة إلى مبنى الشركة لحق بها وهو يبتسم لهذه ويغمز لهذه وهو يقول
" أخي سيقتلني ان علم بأني أوصلت امرأته بهذه السرعة"
" ربما سيعطيك جائزة فكلانا يرغب بالتخلص من الآخر "
ابتسم لها والتفت مغادرا وقال
" حسنا ضحى أراك"
اومأت برأسها وسألت عن مكتب زوجها ... خالد
كان يقف داخل المصعد ومعه كوبا ورقيا من القهوة بيد وباليد الأخرى يحمل حقيبة أوراقه ليغادر الشركة ويستند بظهره على حائط المصعد فتح الباب فوجدها تقف أمام تفاجأ بها للوهلة الأولى ولكن سرعان ما تذكر سبب وجودها تصنع اللامبالاة وقال
" لقد نسيت أمر توظيفك اليوم فلتذهبي للطابق الثالث وتسأليهم بشأن الوظيفة وتخبريهم باسمك فقد أخبرتهم عنك "
نظرت إليه بتعجب فهو لم يلقي عليها التحية او حتى لم ينظر إليها ... قال كلماته ولم ينتظر منها ردا وغادر ولكنه توقف على بعد خطوات وناداها قبل ان تدخل المصعد
" ضحى لا داعي لإخبار أحد عن علاقتنا "
أشرت برأسها بغضب وقالت
" بالطبع"
واغلقت باب المصعد