خرج خالد من عند الطبيب الذي ذهب إليه ليطمئن عن حالة أخيه .. تسمر مكانه ما ان وجد سرير ضحى خاليا منها والمحلول ينقط على أرضية الغرفة التفت خارجا من الغرفة يبحث عنها بجميع أركان المشفى فوالده لن يفعلها أليس كذلك؟ فهو يخشى المسائلة بعد ان قام بالتبليغ عنه بشأن محاولته لقتلها.. ولكن قدماه قادته إلى غرفة سائد فوالده هناك ولا أحد لديه معها عداوة غيره
" اين ضحى؟"
رمقه والده بسخرية وقال
" هل نسيت غرفتها"
" أبي ا****ة انت من اختطفها أليس كذلك"
صاح به والده
" تأدب يا ولد كيف تلعن أمامي"
اغمض عينيه قليلا بغضب بخوف يكاد يفتك بهيخشى ان يكون أصابها مكروه
" سأبلغ عنك"
ضحك والده ضحكات متقطعة وقال ساخرا
" فلتفعل إذا فلدي الاف يشهدون بأنك من اخفاها "
سخرية امتزجت مع غضب وهو يقول
" انا ولمَ؟ سأفعل"
" لأني طردتك منذ يومين أمام الموظفين ولدي من يشهد أيضا لأنك تطاولت علي حين أخبرتك بأن أخاك من سيمسك الفرع الرئيسي لذا انت قررت الانتقام"
تابع كلماته بوضع قدم فوق الأخرى وابتسامة متلاعبة ارتسمت على وجهه .. عاد أخاه في هذه الأثناء من غرفة الأشعة وللغرابة لم يكن والده معه كأنه كان ينتظر قدومه ... نظر إليه سائد بعتب والممرضة تدفعه على الكرسي المتحرك لعدم قدرته على الحركة حاليا
" اتيت أخيرا"
نظر إليه خالد بغضب وكاد يذهب لولا مناداة سائد له
" أخي لقد حاولت قتلي"
التفت إليه خالد هذه المرة بانتباه كامل فهذا الأمر يرغب بسماع تفسير منطقي له ولما يتهمها
" كيف"
" لاحقا حينما اسمع تفسيرها"
نظر إليه خالد بحد وابتعد غاضبا فوصله صوت والده
" عد إلينا يا خالد وتنازل وابتعد عنها وسأعيد أمانتك ولكن ليس لك لحياتها مع مبلغ جيد تقضي به ما تبقى من عمرها "
تابع خطواته وفي عينيه نظرة تصميم ألا يتنازل عن شيء ولن يترك والده يتمادى في الظلم أمسك بحارس والده وذراعه الأيمن بذراعه أمام دافعا به للحائط وسحب منه مسدسه ووضعه أسفل جانبه الأيمن وقال
" أستطيع قتلك ولن يحدث لي شيء فأبي سيستطيع إخراجي طما الشعرة من العجين فأنا ابنه أليس كذلك"
غامت عينيه وقال بغضب
" أين ضحى"
قال مدعي عدم الفهم
" هل هي ليست بغرفتها انا حقا لا أعلم فأنا لا أحرس غرفتها"
أومأ خالد برأسه وقال
" حسنا لنجرب هل سيفعل والدي معي مثلما يفعل مع سائد"
خرج والده في هذه اللحظة والشرر يتطاير من عينيه ما ان أخبره الحارس الآخر بشأن خالد فقد هرع الحارس الآخر إلى إبراهيم الدسوقي ولم يحاول التدخل خشية من أن يصيبه بطش خالد ولن يكون له دية
" اتركه يا خالد "
نظرات خالد الغاضبة مصوبة على الحارس الذي ينظر إليه باستهزاء وسخرية يخبره بها بأنه لن يستطيع إيذائه وضحى معه ويعلم كل شيء عنها وهو سيبقى هنا دون ان يستطع فعل شيء .. ابتسم خالد وابتعد عنه ببطء اربك ممدوح وتركهم وغادر .. نظر إبراهيم إلى الحارس الآخر وقال
" لا تدعه يبتعد عن ناظريك "
اومأ الحارس برأسه وركض مسرعا خلف خالد الذي اختفى أثره ما ان ذهب ولم يستطع إيجاده
""""""
وقف خالد خلف الباب ينظر إلى الحارس الذي حاول تتبعه وهو ينظر يمينا ويسارا بحثا عنه وفي الأخير ركض مبتعدا خرج خالد بهدوء ضحى مازالت هنا بهذه المشفى فحارسا والداه هنا إذن هي هنا ولكن أين أغمض عينيه بتعب وقال
" أين أنت يا ضحى أين أنت يا حبيبتي"
"""":::::
وكأنه ناداها فتحت عينها أخيرا تنظر حولها فاجأها الضوء ولكنها لم تغمض عينيها ظلت تنظر إليه بقوة بتحدي تتذكر آخر لحظاتها مع سائد بالسيارة ترى والدها يقف أمام السيارة ينظر إليها بحزن فما كان منها إلا أنا صرخت مرتعبة وقالت
" انتبه "
يديها حاولت تحريك العجلة حاول سائد ابعاد يدها عن عجلة القيادة ولكن عينيها اتسعت بقوة وهي لا ترى والدها لقد صدمه ثانية قالت بحقد وهي تضربه ويديها تضربه بقوة وتصرخ به وتقول
" سأقتلك"
التفت ينظر إليها بصدمة ولكنه تدارك نفسه ما ان سمع صفير سيارة نقل مسرعة نحوهما يديه حاولت عبثا التحكم بالسيارة وهي تدور حول نفسها وتنقلب بهما وتقع هي في ظلام لم ترعب بالاستيقاظ منه ولكنها استيقظت حينما شعرت بأن أحدهم يناديها حاولت النهوض لكنها وجدت يدها مكبلة بالفراش وقدميها أيضا صرخت بوهن ولكن لا أحد هب لنجدتها حاولت كثيرا ولكن التعب استبد بها وماهي إلا دقائق ووجدت امرأة ترتدي الأبيض يبدو بأنها ممرضة من لباسها سألتها
" أين انا"
لم تعرها الممرضة اهتمام وحقنت شيء ما بذراعها وشيئا فشيئا عاد إليها الظلام فمرحبا به
"""""
اتعبه عقله من كثرة التفكير بمكان وجودها هل استنتاجه صحيح ولكن بغلَي والده لم يتركا مكانهما منذ يومين كأنهم لا ينامون لقد بحث بكل شبر بالمشفى ولم يجدها قلبه مقبوض خوفا عليها هل يتنازل عنها ولكن ان فعل سيقتلها والده هو لن يتركها تحيا ..أم هل قتلها بالفعل؟ ألم ضرب رأسه حينما مرت تلك الخاطرة به ضرب الحائط بقبضته بقوة أدمته يرغب بضرب هؤلاء الاثنان بما فيهم والده حتى يخبراه بمكانها ولكنه يعلم ان هذان البغلان لن يخبراه ولو قتلهما فهما بغليه الأوفياء
""""""
" أبي أرغب برؤية ضحى"
كان واده يقرأ في الجريدة وقال بهدوء
" خالد لن يوافق على زيارتك لها"
تن*د سائد قائلا
" أرغب بسؤالها لماذا؟"
" توقف عن التفكير بتلك الدخيلة بني فسيرتها تغضبني"
نظر سائد للأمام وقال بشرود
" ليست هي الدخيلة أبي بل نحن من دخلنا حياتها السعيدة عنوة وحولناها إلى جحيم مستعر"
تن*د إبراهيم وهو ينظر إلى الجريدة وقال لنفسه
"( إذا يجب ان نخرج منها جميعا")
"""""
يبدو بأنه وجد الخيط المتصل بضحى نظراته مسلطة على الممرضة التي تتحدث مع ذراع والده الأيمن وحارسه الشخصي .. نظر الحارس يمينا ويسارا ودفع إليها بشيء ما وضعته بجيبها وذهبت مسرعة
"""""
مرت بجواره يا لعجائب القدر لقد كان يخشى ان لا تفعل وحينها لن يتمكن من اللحاق بها ولكنها يسرت الأمر عليه كثيرا لم تأخذ حذرها منه وهو يصعد معها نفس المصعد رمقته بتعجب لأنه لم يقم بالضغط على أي الأزرار ولكنها لم تهتم توقف المصعد بالدور الرابع يلي الدور الذي هم به وأخذت تجيء وتذهب بين غرف المرضى وكلما دخلت غرفة دخل بها دون ان يجدها هل يبحث وراء الشخص الخاطئ ام هل هي تعلم بشأنه رآها تبتسم بسخرية ما أن خرجت وتقابلت عيناهما وعادت على تجاهلها له بدلت ثيابها وكادت تخرج ولكنه كان يقف بانتظارها أمام الباب صدمت ما أن رأته ولكنه لم يتركها تنصدم كثيرا وهو يدفعها داخل الغرفة ثانية .. وضع يده على فمها قبل أن تصرخ وقال وهو يصوب مسدسه نحوها
"إياك ان تصرخي أين ضحى"
ضيقت ما بين حاجبيها وقالت بخوف
" من ضحى"
" من اتفقت مع الحارس على خطفها"
زاغت عينيها قليلا وقالت بتلعثم
" انا لم أف.."
" لا تكذبي لقد سمعتكما"
هزت رأسها بنفي .. سحب فوهة المسدس وقال
" حسنا سأعلم بدونك وداعا "
كاد أن يضغط على الزناد فقالت مسرعة
" إنها هنا بهذه الغرفة "
" هل تظنين بأنه يمكنك خداعي"
" لا أنا لا أفعل فهنا غرفة أخرى بالداخل هي بها"
دفعها بعيدا عنه وبحث بعينه فوجد باب آخر لغرفة أخرى سار مسرعا نحو الباب ليفتحه ولكنه سقط أمامه والممرضة تبتسم بحقد وبيدها حقنة كانت غرزتها في زراعه ..آخر ما سمعه هو قولها
" أ**ق"