الفصل الخامس

2685 Words
بعد يومين كانت ماي قد تناولت العشاء مع داني ثم عادت لغرفتها حاملةً أحد الكتب أخذته من مكتبة والدها قبل أن تصعد, تريد أن تقرأ كعادتها قبل النوم.. أثناء إنشغالها بالقراءة, سمعت بعض الطرقات على نافذة الشرفة, انتفضت بخوف, تنظر حولها بإرتياع تبحث عن شيء ما, لكن عادت الطرقات مع صوت هامس:" ماي.. هذا أنا افتحي.." اتسعت عيناها تفغر شفتيها متمتمة بذهول:" جوي..." صاحبت حديثها بتحركها إتجاه النافذة بخطوات آليه دون تفكير, ليطالعها وجهه بإبتسامة واسعة.. فتساءلت بذهول لم يغادرها:" جوي ماذا تفعل هنا؟.." _لقد أتيت لرؤيتكِ.." همست بإرتياع تتحرك حدقتاها بإهتزاز:" ألم أقل لك لا تأتي.. داني بالمنزل.." زفر بحنق, ثم قال بنزق:" افتحي النافذة أولاً.." هزت رأسها قليلاً, ثم فتحت النافذة ليدلف سريعًا, مبتسمًا و كأنه قد حقق فوزًا ساحقًا.. فغرت ماي شفتيها لتتحدث, لكنه قاطع حديثها قبل أن تبدأ بقبلة حارة بث بها شوقه إليها, لم تشعر بنفسها إلا و هي تذوب معه تبادله قبلته بشوق شديد.. ثم ابتعد عنها لاهثًا, قائلاً بصوت أجش:" اشتقت إليكِ.." لم تستطع الرد من هول مشاعرها, لم تكن تعلم أنها تشتاقه بهذه الطريقة.. تطلع حوله متفحصًا غرفتها بإبتسامة ملتوية, قبل أن يعود بنظره إليها, هامسًا بصوت ممطوط مغوٍ:" غرفتكِ جميلة.." اشتعلت وجنتاها تسبل جفنيها بعيدًا عنه عينيه, ثم قالت:" جوي داني هنا.. لم يكن عليك القدم.. إن وجدك هنا....." قاطعها بقوة:" لا أهتم لما سيحدث.. أنا فقط أردت رؤيتكِ.." تن*دت ماي بتثاقل, هامسة بأسى:" و أنا أيضًا أردت رؤيتك جوي.. لكن أنت تعرف.." عقد حاجبيه بتعجب, ثم تساءل بحيرة:" ماي لم يكن هذا حديثكِ.. حين اتصلتِ بي كنت تطوقين لرؤيتي و لم تهتمي لما سيحدث.. ماذا حدث لكِ؟.." رفعت يدها تتخلل بأصابعها خصلات شعرها, قائلة:" لا أعرف فقط أنا...." قاطعها بإبتسامة يلف ذراعه حول خصرها, هامسًا أمام شفتيها بصوت ناعم:" حسنًا يكفينا حديثًا.. لقد أتيت و هذا ما يهم.. والآن لنعيد الترحيب بشكل أفضل.." لكنه قبل أن تصل شفتاه إلى شفتيها, سمعا صوت داني يهتف:" ماي.. لقد أحضرت لكِ مشروبكِ المفضل.." انتفضت بهلع تدفع جوي بعيدًا, هامسة بعينين متسعتين إرتياعًا:" داني.. جوي اختبئ فورًا.." زم جوي شفتيه بقوة, شاتمًا من بين أسنانه دون صوت, ثم تحرك بخطوات ساخطة إتجاه النافذة المفتوحة قليلاً يختبئ.. دلف داني بإبتسامة بشوشة, هاتفًا بمرح:" حسنًا عزيزتي.. هيا لقد أعددته بنفسي, و سأبقى معكِ طوال الليل حتى تنامي.. كيف حال ذراعكِ الآن؟.." ارتباكها كان واضحًا, ابتلعت ريقها بصعوبة, هاتفة بلهجة سريعة:" بخير.. أنا بخير عزيزي.. لا تشغل بالك بي.. اذهب و استمتع بليلتك.." عقد حاجبيه ينظر إليها بتعجب, قائلاً:" ماي ماذا بكِ؟.. لقد طلبتِ مني أن أبقى معكِ الليلة ما الذي بدل رأيكِ هكذا؟.." اتسعت عيناها متسائلة ببلاهة:" من أنا.. لا لا.. أنا بخير.. هيا اذهب.. أنا سآخذ حمامًا.. ثم اذهب للنوم في الحال.. هيا داني.. هيا.." _ و لكن أنتِ..... تكاد تبكي من الخوف أن يلمح داني جوي, بل كلها يرتجف فهي لم تعتد أي ظروف مشابهة كهذا الأمر.. لذلك ابتسمت بتوتر, تتحرك دافعة داني للخارج, قائلة:" هيا داني.. أنا بخير صدقني.. سأنام بعد قليل.." حين وصلا لباب الغرفة يقف داني خارجها نظر إليها بريبة, ثم قال بإستسلام:" حسنًا.. كما تشائين, لكن سأظل مستيقظًا إن أردتِ أي شيء فقط نادني.." ابتسمت بوجهه بغباء, ثم أغلقت باب غرفتها سريعًا بالمفتاح, تزفر بقوة وقد تهدل كتفيها كأنها كانت بمعركة ما.. ثم تحركت بخطوات متثاقلة, هاتفة بصوت خافت:" جوي تستطيع الخروج الآن.." خرج من مخبأه, ينظر إليها بتأفف, ثم قال بحنق:" لِمَ لم يسافر مع عائلتكِ؟.." ضحكت بخفوت من منظره الحانق, ثم قالت بهدوء:" داني لا يحب تركي بمفردي, هو مسئول عني بكل شيء.. و والداي يقلقان بشلأن تركي بمفردي.. جوي عليك الذهاب الآن.." لكنه لم يعر حديثها بالاً, يقترب منها بعينين لامعتين, و هي تتراجع للخلف بتأهب, و بلحظة باغتها ممسكًا بذراعها يقربها إليه, فتأوهت بألم, مغمضة العينين بعلامات وجه متقلصة.. عقد حاجبيه بدهشة, متسائلاً بقلق:" ماي.. هل أنتِ بخير؟.. ما به ذراعكِ؟.." صاحب حديثه مع رفعه لذراعها يتفحصه و لم يكن منتبهًا له من قبل.. بلحظة توحشت عيناه بقتامة مرعبة, جعلتها ترتجف, يهتف بشراسة:" هل هم من فعلوا بكِ ذلك.. تبًا.. سأقتلهم.." ارتجفت شفتيها بهلع, و هي تراه يندفع إتجاه باب الغرفة, لتركض ممسكة بذراعه قبل أن يفتح الباب, هامسة:" جوي.. ما الذي تقوله بالطبع لا.. عائلتي لا يمكن أن تؤذيني.." نبرته الغاضبة مع عروقه النافرة تكاد تنفجر من اشتعاله, يزجرها بحدة:" لا تكذبي ماي.. لا بد أنهم قاموا بفعل ذلك للقاءك بي.. يا لهم من أوغاد كيف يكونوا بهذه القسوة عليكِ.. بالطبع فهذا ليس بجديد عليهم.." _صدقني ليس هم.. _إذًا من!.. نبرته الشرسة أفزعتها, فأطرقت برأسها هامسة:" كنت بالمطبخ و لم انتبه للمياه الساخنة فآذيت نفسي.." رفعت رأسها تنظر إليه بعتاب, متسائلة:" جوي عليك أن تصدق أن عائلتي لا يمكنها أذيتي.. ماذا حدث بينكم لتقول هذا؟.." كور قبضتيه بغضب يحاول التخفيف من حدته معها, الحديث عن عائلة ويلر يصيبه بالجنون, فهم يتحولون لمتوحشين حين يهدد أحدهم مخططاتهم.. لن ينسى أبدًا ما فعلوا بعمه نيلسون, كان قائد العشيرة رغم صغر سنه, لكنهم قتلوه, و أقسم هو على الثأر منهم, لا يمكن أن يدع مقتل عمه يذهب دون عقاب.. لكنه يحب ماي.. ماذا عليه أن يفعل!.. زفر بقوة ثم عاد ينظر إليها بإبتسامة معتذرة:" آسف ماي.. لم أقصد إزعاجكِ.." ثم رقت نظراته, يتلمس ذراعها برقة, هامسًا بأسى:" يبدو مؤلمًا.." ابتسمت برقة, هامسة بنعومة:" ليس كثيرًا لقد تحسن عما سبق.." لكنهما انتفضا سويًا حين سمعا.. _ماي هل تتحدثين مع أحدهم؟.." همست ماي هذه المرة بإرتياع متوسلة:" جوي اذهب من فضلك.." أغمض عينيه بنفاذ صبر شاتمًا يكاد يخرج ليقتل داني الذي يترصده قاطعًا عليه لحظاته مع ماي.. زفر بغيظ, ثم قال بحنق:" حسنًا سأذهب الآن لكن متى سأراكِ مجددًا.." و كما فعلت مع داني سابقًا, دفعت جوي للنافذة, هامسة:" سأهاتفك فيما بعد هيا.. هيا اذهب.." عبس بوجهه بضيق, ثم انحنى يقبل شفتيها قبلة خاطفة, قائلاً:" حسنًا.." يخرج من النافذة يقفز برشاقة من حيث جاء.. و على طرقات داني الملحة فتحت الباب, و داني يتساءل بينما يمشط غرفتها بعينيه:" لِمَ أغلقتِ الباب؟.. و لِمَ النافذة مفتوحة؟.." أخذت نفسًا عميقًا تزفره بقوة, ثم قالت:" لا شيء, كنت أقف بالنافذة اشم بعض الهواء.. ماذا تريد؟.." _ لا شيء فقط سمعت بعض الأصوات.. لا بأس هيا ادخلي و اغلقي النافذة كي لا تصابي بالبرد.. ارتفع حاجبها بتعجب, برد بفصل الصيف, غريب.. لكنها لم تعلق على حديثه, تومئ برأسها موافقة, قائلة بهدوء:" تصبح على خير.." ************** على الطرف الآخر كانت عائلة ويلر مجتمعة تتناقش بشأن عائلة تيرنر و مارك يبدي قلقه بشأنهم.. فقال:" أنا قلق بشأنهم.. قد يفسدون المعاهدة.. فأبناءهم متهورين.." همهمات كانت تتحدث من حوله, ثم صوت أحدهم يتسائل بترقب:" هل قاموا بشيء ما؟.." هز مارك رأسه نفيًا, يقول:" ليس بعد.. لكن أبنائي أيضًا غاضبين بسبب تلك القوانين.." ليهتف آخر بصرامة:" عليك أن تلجم أبناءك مارك من القيام بأي مشكلة.. عائلة تيرنر قوية, و أبنائها كذلك.. في الوقت الحالي ليس لدينا القوة الكافية لمجابهتهم.." **ت عم القاعة مع بعض النظرات الحانقة, في الوقت الحالي عائلة تيرنر تفتقر إلى القوة اللازمة, الجيل الحالي لم يورث القدرات و القوة السحرية اللازمة للدفاع عن العائلة, و من يمتلك القوة تم تحجيمها و منعه من ممارستها حتى يحين الوقت, و ألا يستخدمها في لصالحه يؤذي بها غيره.. انطلق فجأة صوت من آخر القاعة قائلاً:" يمكننا إذا استخدمنا......" لكن صوت جينيفر قاطعه قبل أن يبدأ ناظرة إليه بغضب:" لا يمكننا. هذه مجازفة كبيرة.." لم يكن ذلك سوى قريب لهم دومًا يحاول أن يتحدث عن قوى ماي التي سمع عنها البارحة أيضًا ليقترح الأمر.. فتساءل آخر:" هل تقصد قوى ماي؟.." هز لوك رأسه موافقًا, يقول بجدية, ناظرًا لمارك و زوجته بتحدِ:" أجل.. قوتها كبيرة, يمكنها أن تقضي على عائلة تيرنر جميعًا.." زفر مارك بقوة, ثم قال بقلق يداريه خلف نبرته الحازمة:" لكنها لا تعرف استخدام قوتها, بل لا تعرف عنها من الأساس.. قد تقتل نفسها بواسطتها.." و هنا صدح صوت الجدة قاطعًا:" مارك محق.. هذا خطر جدًا, لا تستطيع التحكم بقوتها, و يمكنها ألا تتحملها فتؤذي غيرها و نفسها.. و تكون النتائج ع**ية.. لا نستطيع المجازفة.." لكن لوك عاد يقول بعناد حانق:" نستطيع تدريبها.. عليها أن تعرف قوتها ل......" لتقاطعه الجدة بصرامة أكبر:" قلت لن يحدث.. لا يجب عليها معرفة قوتها إلا في الوقت المناسب.." ثم التفتت لمارك قائلة بجدية:" لا يجب علينا **ر المعاهدة.. و كل شيء سيكون على ما يرام.. لا تنسوا أننا قتلنا فردًا منهم من قبل.. وإن استخدمنا القوة لا نعرف ما هي العواقب لذلك.." هز الجميع رؤوسهم موافقين, لكن جينيفر عادت تقول بقلق:" ماي ليست بخير.. أظن أن تعويذة الحماية الخاصة قد بدأ مفعولها ينتهي.." فهتف لوك بإصرار:" يبدو أن قوتها تأبى التحجيم.. دعونا نستخدمها و ننهي الأمر.." نهضت الجدة هاتفة بنفاذ صبر:" قلت لن يحدث.. ستقتل نفسها إن فعلنا ذلك.. سنعيد تعويذة الحماية.." _لكن قوتها ستتحرر من جديد.. _إن علم أحدهم عن قوتهاه ستكون عرضة للخطر.. _علينا أن نحجم قوتها مرة أخرى.. أو أن نأخذها.. هتفت جينيفر بإرتياع:" لا يمكنكم أخذ قوتها.. إن فعلتم ذلك قد لا تنجوا.." تن*دت الجدة بتثاقل, قائلة بقلة حيلة:" أخشى أننا بالنهاية سنضظر إلى ذلك.." عقد مارك حابيه, قائلاً بإعتراض:" لكنها لا تزال صغيرة.. و لن نسمح بأذيتها.." كتمت الجدة أنفاسها قليلاً, ثم زفرتها قائلة بهدوء:" لا تقلقا سنحاول صنع تعويذة أقوى هذه المرة.. لا يمكننا المجازفة.. هيا لقد انتهى الإجتماع.." منهية إياه بقوة, لا تريد أن تذيع التوتر بأركان العائلة و يتململ البعض من فرط الحماية المفروضة على ماي.. مرجعين الأمر لأنها حفيدتها, لكن تلك القوى إن لم يتم السيطرة عليها بطريقة مناسبة قد تؤدي لهلاك الطرفين.. ********* بعد الإجتماع و رحيل الجميع جلست والدتها معها مطمئنةً إياها قائلة:" لا تقلقي عزيزتي.. سنساعد ماي.." لكن فجأتها جينيفر بنبرتها الغاضبة مهددة:" عليكِ بفعل ذلك.. لأنني لن أسمح لأحدهم الإقتراب من صغيرتي مهما كان الثمن.. لن أسمح بفقدانها مرةً أخرى.." زجرها مارك معنفًا:" راقبي حديثكِ جينيفر.. لا نستطيع معارضة العائلة بأي حال.." نظرت إليه غير مصدقة, هاتفة بذهول:" أنت لن تسمح بذلك أبدًا مارك.. لن تدعهم يقتلوها.. أو يحتجزوها بسجن أليس كذلك؟.." هتفت الجدة بصرامة:" هذا لن يحدث.." فعاد مارك يقول بقلق:" لكن قبل يومين استيقظت صارخة تتحدث عن أحد يهاجمها, وتلك العلامات على ذراعها, هذا مثير للقلق.." تن*دت الجدة بتعب, ثم قالت بإرهاق:" علينا أن نقوم بالتعويذة بأقرب وقت.." *********** بالبلدة قابلت ماي جوي صدفة حين كانت متجهة إلى المكتبة, لم تره منذ تلك الليلة, و هو يصر على مقابلتها, تشعر بالقلق الشديد من رؤية داني لهما, عائلتها لا تزال مسافرة, و داني يراقبها بقلق لا تدري سببه, و الآن جوي.. همست تجول يعينيها المكان:" جوي علينا أن نكون حذرين فداني....." لكنه قاطعها بعصبية:" ماي أنا أريد رؤيتكِ طوال الوقت.. لكن العداء بين عائلتينا....." قطع حديثه يزم شفتيه بقوة, يكاد ل**نه ينفلت بالحديث عن العداوة.. فعقدت حاجبيها مرددة:" العداء بين عائلتينا!.. عمَ تتحدث جوي؟.." زفر بحنق, ثم ابتسم قائلاً بمواراه:" لا شيء أنا فقط غاضب من الوضع الحالي.." ابتسمت برقة, قائلة بمواساه:" لا تقلق عندما يعود أبي سأتحدث معه بالأمر.. و هو سيوقف أخويّ عند حدهما.." لم تنتبه للإبتسامة الساخرة التي اعتلت ثغره, مع تلك النبرة التهكمية:" بالطبع سيفعل.." لكن صوت داني الذي فاجأهما من خلفهما حين كان مارًا مع بعض الأصدقاء و لمحهما يقفان.. جعلها تنتفض بهلع:" ماي.. ماذا تفعلين!.. هل هذا ما أخبرتكِ إياه؟.. و أنت أيها الحقير ألم أحذرك من الإقتراب منها.. سأقتلك.." و صاحب حديثه بلكمة وجهها لوجه جوي جعلته يرتد للخلف بقوة مترنحًا.. فوجئ الجميع بثورة داني الغير متوقعة و بدءه للشجار, أما جوي فقد جن جنونه و انقض عليه، و كعادتهما كان شجارًا عنيفًا.. لم يستطع أحدهم إبعادهما سوى ماي التي صرخت بقوة:" توقفا.. توقفا.. أنتما كالأطفال ما هذه التصرفات المشينة.." ابعدتهما تقف بينهما بتحفز.. هتف داني لاهثًا بشراسة:" اقترب منها مرة أخرى.. و سأنهيك.. هذا آخر تحذير لك.." ثم سحب يد ذراع ماي بقوة متجهًا إلى المنزل.. و هناك كان يرغي ويزيد بغضب جعل ماي تنظر إليه بغرابة.. نظر إليها هاتفًا بجنون:" هل هذا ما اتفقنا عليه.. انا أخبرتكِ ألا تقابليه و أنتِ بكل بساطة تفعلين الع** تمامًا.." عقدت حاجبيها متسائلة بنفاذ صبر:" أنا لا أفهم سر غضبك هذا!.. أنا أحبه لِمَ لا تفهم.. ما الضرر من ذلك؟.." صرخ بغضب جعلها ترتد للخلف بذهول:" توقفي عن قول هذا.. إن علمت العائلة بما تقولينه ستعاقبين.." _ماذا!.. أعاقب لأنني أحب!.. و ما علاقة العائلة بالأمر.. ص*ره يعلو ويهبط بصورة ملحوظة يلهث بقوة, يشد شعره يكاد يقتلعه من جذوره, يدور حول نفسه كنمر حبيس.. ثم عاد بقول بإرهاق:" تستطيعين أن تحبي أي شخص إلا هذا ماي أتفهمين.. عائلته أعداء لنا.." حديثه و حديث جوي يطرق رأسها بعدم إستيعاب, ما سر هذا الحديث الغامض, بل من أين يعرفون بعضهم البعض.. ترجمت أفكارها متسائلة بفضول متحير:" هم أعداء لنا.. كيف و لماذا؟.. نحن لم نأتِ لهنا سوى منذ بضعة أشهر.." رفع وجهه للأعلى يتنفس بتثاقل, ثم عاد يقول بصرامة قاطعة:" ماي لا تسألي عن شيء, فقط نفذي ما أقوله فقط.." تجهم وجهها بغضب, وهتفت بنفاذ صبر:" سأخبر أبي بما تفعله عندما يعود.. و......" قاطعها داني الذي اندفع يمسك بذراعها, قائلاً بتحذير مخيف:" إياكِ أن تفكري حتى بالحديث عن الأمر.. إن علم أبي ستكونين بوضع سيء للغاية.." ترك يدها سريعًا يكاد ينفجر غضبًا, راحلاً بخطوات ساخطة يحتاج لإستنشاق الهواء.. لكنها لم تأبه لحديث أخيها, منتظرة عودة والديها بفارغ الصبر, في اليوم التالي حين عادا.. كانت جينيفر قلقة للغاية, كم تناقشت مع مارك أن يخبرا ماي بحقيقة قوتها بعد ما حدث, لكنه نهرها بقوة ألا تتحدث بالأمر, عليهم أن ينتظروا قرار العائلة و لا يتحركوا خلف عواطغهم مهما حدث.. العائلة لن تضر ماي مهما حدث.. لكن قاطع حديثهما بعد الترحيب بهما وجود ماي التي حاولت الحديث سريعًا شاكية إليهما أفعال داني و جيفري أيضًا.. مخبرةً إياهما عما فعلاه مع جوي.. و أنها تواعده و تعتقد أنها تحبه, لكن داني يهاجمها دومًا مانعًا إياها من مقابلته, قائلاً أن عائلتهما أعداء.. عبس مارك بوجهه بتركيز, متسائلاً:" ماي.. من ذلك الشخص و من هي عائلته.." تن*دت ماي قبل أن تخبره:" جوي.. جوي تيرنر.. أنا......" تلك اللحظة التي ارتسم الذهول على ملامح والديها بشدة, قاطعها صراخ مارك الغير مصدق:" ماذاااا.. جوي تيرنر.. كيف تعرفتِ عليه, و متى قابلته؟.. و أخويكِ على علم بذلك!.." ابتلعت ريقها بصعوبة, و قالت بتوتر:" لقد قابلته بالبلدة وتعارفنا.. و حين رأني داني تشاجر معه.. و جيفري......" صوت مارك الصادح بجنون:" داني.. جيفري تعالا إلى هنا في الحال.." بلحظات كان كل منهما أمامه, و هو يهتف بغضب مخيف:" جوي تيرنر.. و لم يخبرني أحدكما.. كيف تجرؤ على إخفاء الأمر داني؟.." رمقها داني بعينين محتقنتين بغضب, متمتمًا من بين شفتيه:" تبًا ماي.." لكن زجره مارك بعصبية:" تحدث معي داني.. منذ متى تخفي عني حدث هام كهذ!.." زفر داني بقوة, ثم قال بخفوت:" أبي لقد منعت ماي من رؤيته, كنت أظن أن الأمر لا يستحق.." لكن مارك كان قد فقد أعصابه ليقول بغضب:" من تكون لتقرر ما الهام أو غير ذلك.. أنت تنفذ الأوامر فقط.. أفهمت!.." انحنت زاويتي عينيه بألم واضح, يسبل جفنيه, هامسًا بخنوع:" أجل سيدي.." لكن ماي من هتفت بعدم فهم هذه المرة:" كل هذا بسبب مواعدتي لأحدهم!.." فعاد مارك ببصره إليها قائلاً بصرامة:" هذا ليس أي أحد.. هذا الشخص لا يجب عليكِ مقابلته أبدًا بعد الآن.." _لكن.. أنا أحبه.. هذه المرة صرخ بقوة:" قلت يكفي.. لن أتحدث بهذا الموضوع مرة أخرى بعد الآن.. جوي تيرنر لن تريه مجددًا.. إلى غرفتكِ الآن.." بخطوات ساخطة ركضت باكية إلى غرفتها لا تعرف ما سبب كل هذا الجنون, المنزل بحالة من الفوضى, و جينيفر تقف تراقب الجميع غير قادرة على التفوه بكلمة, تكاد تسقط فاقدة للوعي من هول ما تسمعه.. و لم ينتبه أحدهم إليها و هي تخرج من المنزل سريعًا.. ماي وجوي تيرنر.. و خاصةً بهذا الوقت العصيب!.. عاد مارك يهتف بصرامة بداني:" أما أنت عليك أن تكون أكثر حذرًا, و مهمتك منع شقيقتك من رؤية ذلك الشاب.. أفهمت؟.." أومئ داني برأسه, قائلاً بجدية:" حسنًا أبي.. سأفعل.. آسف لإخفائي الأمر عنك.." ثم انصرف من أمامه.. *************** لا تدري كيف قادتها قدماها إلى ذلك المكان, تقف أمام شاهد القبر تتطلع إليه ب**ت مهيب.. لم يقطعه سوى ذلك الصوت الساخر من خلفها:" السيدة جينيفر هنا!.. يا لها من مفاجأة.." التفتت تنظر إليها بنظرات خاوية بوجه شاحب, هامسة:" إيزابيل.." رفعت ذقنها بشموخ, عيناها مشتعلتان رغم برود ملامحها, متسائلة بفظاظة:" ماذا تفعلين هنا؟.." صوتها الواهن تساءل:" هل كنتِ تعرفين أن ماي على علاقة بجوي تيرنر؟.." ارتفع حاجباها بدهشة مصطنعة, ثم قالت بسخرية:" أنا... و كيف لي بمعرفة ذلك!.." لكن عادت جينيفر تقول بعذاب:" هل لكِ يد بالأمر لتنتقمي مني؟.." عيناها القاتمين أخافتاها, و نبرة إيزابيل الباردة بطريقة أرعبتها:" و هل فعلتِ شيء لي لأحاول أذية ابنتكِ خالتي؟.." اختض جسدها بقوة, مع إهتزاز حدقتاها بنظرات زائغة, تهمس بهذيان:" إيزابيل لم......" لكن قاطعتها إيزابيل بقوة شرسة:" ليس لي علاقة بعائلتكِ و لا أريد أن يكون لي.. لقد اكتفيت منكم جميعًا.. عليكِ أن تظلي بقية حياتكِ بهذا الرعب المرسوم على ملامحكِ, و انتظري إنتقام القدر منكِ و من عائلة ويلر جميعًا.. تذكري دومًا إيما ويلر و ماذا فعلتم بها.. هل لا زلتِ تتذكرين شقيقتكِ خالتي!.." فغرت شفتيها تشهق تكاد تصاب بنوبة قلبية من نظراتها المخيفة, لا تستطيع الحديث, وإيزابيل تواليها ظهرها تتحرك مبتعدة, قائلة بلا مبالاة مرعبة:" لا أهتم بابنتكِ الحمقاء.. لكن انتبهي لها و إلا فقدتها.." ************** انتهى الفصل الخامس قراءة ممتعة
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD