جن جنون جيفري, يمسك بذراع ماي بقسوة آلمتها, فتطلق صيحة مع أنتها؛ جعلت عينا جوي تتوحشا بقتامة, يتحفز جسده لينقض على جيفري صارخًا:" ابتعد عنها.."
مصاحبًا حديثه بجذب ذراع ماي إتجاهه, يبعدها عنه, منقضًا على جيفري يطرحه أرضًا ليعودا للشجار..
هتفت ماي باكية مما يحدث:" أرجوكم توقفا عن الشجار.."
شهقاتها المتوسلة لم تصلهم و لم يعيروها إنتباهًا, لكن تلك الأصوات التي داهمت رأسها جعلتها تشعر بألم حاد كاد يغشي عينيها, ي** أذنيها طنين حاد, لم تتحمله فسقطت مغشي عليها..
أجفل كل من داني و جوي يهرعان إلى ماي, لكن كان داني أسرع يتلقفها, يدفع يد جوي بعيدًا, صارخًا:" لا تلمسها.."
ثم حملها متجهًا إلى السيارة, يضعها بالمقعد الخلفي, محاولاً إفاقتها بتوتر, حين استعادت وعيها؛ و همت بالحديث بوهن, نظر إليها نظرة صارمة, ثم عاد يجذب جيفري يدخله السيارة بالقوة..
يقودها سريعًا بغضب, ينظر من خلال المرآه إلى ماي من**ة الرأس بتوتر شديد, و جيفري يرغي ويزيد متوعدًا بجنون لأبناء تيرنر..
لكن داني التفت إليه قائلاً بجدية:" توقف عن الحديث.. لن نخبر أحدًا بما حدث.."
التفت إليه جيفري بجسده بحركة عنيفة, هاتفًا بعصبية:" ما الذي تقوله, سنخبر أبي بما حدث.. أؤلئك الحقيرين لقد كادوا أن....."
لكن داني قاطعه بصرامة:" قلت لن يكفي لن نخبر أحدًا.. أفهمت!.. أسمعتِ ماي إن عرف أبي بالأمر سيكون كارثة.."
نظر إليها بعينين محذرتين جعلتاها تهز رأسها ب**ت تشيح بوجهها ناظرة للنافذة بجوارها, نظرة داني تعني الكثير و عليها ألا تناقشه الآن..
زم جيفري شفتيه, يجذ على أسنانه بغضب يكاد يسحقهم, داني يفكر بشيء ما لقد قال هذا، و لن يتراجع, ترى ماذا يحدث, تلك الغ*ية شقيقته أي حماقة أوقعت نفسها بها!..
كان تنفسه يتسارع مع قبضتيه المشتدتين على مقود السيارة, جوي تيرنر يواعد ماي, تبًا عليه أن يجد حلاً للأمر قبل أن يعرف والده بما حدث, و إلا لن تكون العواقب حميدة, ماي مسئوليته و هو لم يهتم بها بما ينبغي..
جوي تيرنر سأصليك الجحيم إن فكرت بأذية ماي..
**********
جنون.. جنون إجتاحه جعله يغلي غضبًا.. يدور حول نفسه كحيوان مفترس بقفصه..
الفتاه التي أحبها ليست سوى عدوته, لقد خُدع ووقع بحبها, هو الذي يمقت عائلة ويلر، و يمني نفسه بالقضاء عليهم يسقط بهاوية عشق ابنتهم, شقيقة داني و جيفري..
يكاد يحطم ما حوله من غضبه, هل كانت تعرف بالأمر و خدعته!,
هل تعرف بالعداء بين العائلتين و اتفقت على أن تتلاعب به, هل قبلتها له هي مجرد مسرحية هزلية ليسقط في شباكها لتسخر منه..
أفكار سوداء تجتاحه, و عليه أن يعرف أجوبة لما يفكر به و إلا ستكون العواقب وخيمة..
أسبوع مر على تلك الحادثة, و لم يتحدث إلى ماي, و لم يطلبها هو بدوره, يفكر بما حدث..
صوت هاتفه الذي صدح بغرفته, جعله ينتبه, يتحرك بغضب, ليجد المتصل ماي..
ضغط زر الرد سريعًا يستمع للطرف الآخر ب**ت..
هتفت ماي سريًا بلهفة:" جوي.. جوي إنها أنا.. لم أستطع الحديث معك.. لقد كنت مراقبة.. جيفري و داني يمنعانني من الحديث.."
كل غضبه تبخر حين سمع صوتها, فهمس بإشتياق مؤلم, غريب حتى عليه:" ماي.. هل هذه أنتِ!.. لقد اشتقت إليكِ.. هل أنتِ بخير؟.."
ارتجفت شفتاها, مع لمعت عينيها بالدموع, قائلة بتحشرج:" و أنا أيضًا اشتقت إليك.. جوي ماذا حدث.. لِمَ تشاجرت مع إخوتي!.. لِمَ تفاجئتم حين رأيتم بعضكم البعض؟.."
ارتفع حاجباه دهشة, و من ثم تساءل بحذر:" ألم تعرفي!.."
هزت رأسها نفيًا كأنه يراها, قائلة بحيرة منهكة:" أعرف ماذا؟.. لِمَ تتحدثون جميعكم بالألغاز؟.."
هز رأسه ينفض تلك الدهشة التي اعترته, لِمَ لم تخبرها عائلتها عن تلك العداوة بينهما!..
بل لم يخبرها أخويها عن شيء, تنحنح قائلاً بشرود:" لا شيء ماي.. هل أنتِ بخير؟.."
شهقتها الباكية وصلته لتزيده لوعة, تقول بعذاب:" بخير.. لكن اشتقت إليك.. هل يمكنني رؤيتك!.."
عقد حاجبيه بتعجب, ثم قال:" لقد اشتقت إليكِ أيضًا ماي.. اتوق لرؤيتكِ.. لكن ماذا عن أخوتكِ!.."
شيء غريب اشتعل بداخلها, جعلها تهتف بتمرد:" لا أهتم.. أنا أحبك, و لا شيء سيمنعني عن رؤيتك.. هل أنت خائف من إخوتي؟.."
عبس بحنق, رغم ذلك القلق الذي ينتابه, مفسرًا بقوة:" بالطبع لا.. لكني خائف عليكِ.. أخاف أن تصابين بأذى.."
تن*دت بتثاقل, تقول بخفوت مفكرة:" لا أستطيع الخروج من المنزل دون مرافقة داني أو جيفري هذه الفترة.. لكن والديّ سيسافران بعد يومين و معهم جيفري, و لكن داني يرافقني و سيبقى معي.."
_سآتي أنا للمنزل..
صيحتها المستنكرة, مع صوتها الهلع:" ما الذي تقوله!.. لا يمكنك بالطبع..إن رآك أحدهم ستقع بمشكلة و أنا سأعاقب.."
عاد يهتف بجدية حازمة:" سآتي إليكِ و هذا قراري لا تقلقي سأتوخى الحذر.."
لم يصله جوابها, فعاد يهتف:" ماي.. ماي.."
لكنها قالت مسرعة, قبل أن تغلق الهاتف:" عليّ الذهاب أمي تنادي للعشاء.. وداعًا.."
هتف جوي مسرعًا:" أراكِ فيما بعد.. أحبكِ.."
_ أحبك أيضًا..
**************
على مائدة العشاء كان كل من مارك, جينيفر, و ماي يأكل ب**ت لا يقطعه سوى أصوات أدوات المائدة, مع غياب داني و جيفري..
ماي تتطلع للطعام بوجوم شديد لا تأكل..
انتبهت جينيفر إليها, متساءلة برقة:" ماذا هناك ماي!.. لِمَ لا تأكلين؟.."
رفعت وجهها تنظر إليها بعبوس, هاتفة بحنق:" ما هذا أمي!.."
نظرت إليها بدهشة, قائلة:" هذا طعامكِ المفضل حبيبتي.. لقد حضرته خصيصًا لكِ.."
زمت شفتيها بغضب, هاتفة بحدة:" لم أعد صغيرة أمي لقد كبرت.. كفوا عن معاملتي بهذه الطريقة.."
همست جينيفر بحيرة:" ماذا دهاكِ حبيبتي!.. ماذا حدث!.."
تشعر بغضبها يتصاعد بداخلها و لا تعرف السبب سوى أنهم يعاملوها بطريقة حمائية و كأنها طفلة لم تتجاوز الرابعة, يفرضون عليها دومًا ما تفعله.. متى سيلاحظون أنها كبرت و ما عادت تلك الصغيرة..
لكنها أجفلت على صوت مارك المعنف:" ماي.. تأدبي في الحديث مع والدتكِ.."
هتفت بغضب:" لا أحب هذا الطعام.."
_لا تكوني كالأطفال و تناولي طعامكِ..
_لا أريد..
نظر إليها مارك بصرامة, قائلاً بحدة:" إذًا اصعدي لغرفتكِ.."
نهضت بحركة عنيفة, تدفع كرسيها بغضب, تتحرك بخطوات ساخطة تصعد الدرج لغرفتها..
بعد صعودها إلى غرفتها وسط عاصفة غضبها, التفتت جينيفر إلى مارك,
قائلة بإرتياع:" هذا ليس جيدًا مارك.. ماي لا تبدو بخير.."
زفر مارك بإنزعاج, يشعر بذلك أيضًا منذ فترة تتصرف بطريقة غريبة, ربما تكون قوتها هي السبب بذلك, عليه أن يستشير العائلة بما يحدث, من الجيد أنهما سيسافران إلى العائلة لحضور إجتماعهما المعتاد, و يخبر الجدة بما يحدث..
رفع رأسه ينظر لزوجته الهلعة, قائلاً بهدوء مطمئنًا:" لا تقلقي حبيبتي.. كل شيء سيكون على ما يرام.." مد يده يمسك بيدها الموضوعة على الطاولة ضاغطًا عليها برفق..
لتبتسم لعينيه بتوتر, تخاف على ماي بجنون, صغيرتها التي عانت قديمًا خوفًا من فقدانها, لكنها تثق بمارك, لن يسمح بأي مكروه يصيب صغيرتها الغالية.. و الجدة أيضًا ستفهمها ما يحدث..
**********
بعد منتصف الليل استيقظ منزل ويلر بذعر على صرخات ماي القوية, مندفعين إلى غرفتها ليجدوها تتلوى باكية بوجه أحمر العرق يتصبب من جسدها.. أسرع إليها داني يرى ما بها بذعر, يتفحصها,
متسائلاً بهلع:" ماذا بكِ ماي؟.. بِمَ تشعرين؟.."
لم تستطع إجابته, تبكي بألم, تضم ذراعها لص*رها تشهق كالأطفال..
أسرعت جينيفر تلتف بإتجاه السرير الآخر هاتفة بوجه شاحب:" ماذا بكِ صغيرتي!.."
اتسعت أعين الجميع حين أمسك داني بذراع ماي الذي كانت تحتضنه صارخة بخوف تضم جسدها متكورة بوضعية الجنين..
ليجد ذراعها و كأن أحدهم قد أمسك بها مخلفًا مكان أصابعه حروق مريعة..
هلع أصاب داني يتلقفها بين ذراعيه محاولاً تهدئتها رغم خوفه الذي يجعله لا يستطيع الإتيان بشيء..
و جينيفر تمسد على ظهرها بذعر, هاتفة بإختناق باكِ:" ماذا حدث ماي؟.."
جسدها يختض بشدة, ملامح وجهها المذعورة بشحوب يحاكي الأموات تكاد تفقد الوعي رغم تشبثها بداني بقوة..
تحاول الحديث تنظر بهلع حولها كأنها تبحث عن شيء ما..
ثم قالت بصوت لاهث متقطع بألم واضح:" ك.. كان هناك شخص.. شخص بغرفتي.. لا.. لا بل كانوا أكثر.. كانوا يتحدثون بوقت واحد.. غاضبون.."
**تت تأخذ أنفاسها المخطوفة, ثم عادت تبكي, هاتفة بهذيان:" لم أفهم ماذا يريدون.. و هناك فرد منهم لقد.. لقد حاول قتلي.."
اهجشت بالبكاء بعنف, تدفن وجهها بص*ر داني, قائلة بإختناق يكاد يفهم:" حاولت الهرب منه و لكنه أمسك بي.. لقد أحرق ذراعي.. أشعر به يشتعل.. هذا مؤلم بشدة.."
نظر كل من مارك و جينيفر لبعضهما البعض بقلق شديد,
تن*د مارك بروية, ثم قال بهدوء:" لا تخافي حبيبتي.. مجرد حلم سيء.."
نظرت إليه بعينيها الدامعتين, متسائلة بعدم فهم:" كيف.. كيف لمجرد حلم أن يكون بهذه الواقعية.. ثم يدي.. يدي أبي....."
اختنقت كلماتها بسبب بكائها المتألم, فشدد داني بإحتضانها و ملامح وجهه متألمة لألمها, ثم قال بمواراه:" ماي حبيبتي.. قد يكون لد*كِ حساسية من شيء ما قد تناولته اليوم.."
عقدت حاجبيها بعدم إقتناع, فابتسم بتوتر, مضيفًا بحنكة:" أتذكرين حين كنتِ صغيرة و استيقظت من النوم بذراع م**ور.. ظننتِ أن هناك من هاجمكِ, و اتضح أنك سقطتِ من الفراش.."
هزت رأسها إيجابًا,
فهمس بصوت مطمئن:" لا تخافي هو مجرد كابوس.. هيا عودي للنوم.."
كور مارك قبضتيه بغضب يحاول كبت إنفعالاته, يزفر بقوة, ثم قال بهدوء مصطنع:" هيا جميعًا للنوم.."
لكن ماي نظرت إليهم بذعر, هاتفة:" لا لا أريد البقاء بمفردي.."
و قبل أن تتفوه جينيفر بكلمة, قال داني:" لا تخافي حبيبتي سأبقى معكِ الليلة.."
ثم نظر لوالدته التي ظهر الإمتعاض على وجهها, فقد كانت تريد البقاء معها, لكن داني لم يتح لها المجال..
ثم عاد بنظره لماي الخائفة يبتسم برفق, ليخرج الجميع من الغرفة مغلقين الباب خلفهم, و ماي تتشبث بداني كأنه طوق نجاه, و الأخير يبثها ما تريده من أمان..
مستندًا برأسه لظهر الفراش أصابعه تتخلل خصلات شعر رأسها المتوسد ص*ره برتابة جعلت النوم يداعب جفنيها..
رغم رقة أنامله لكن عيناه كانتا قصة أخرى تحمل من الغضب ما يفوق التحمل, و الألم ما يجعل قلبه ينصهر صهرًا, خوفًا, قلقًا, و حزنًا..
متمتمًا من بين شفتيه بصوت معذب:" إيزي.."
*************
لم تستطع جينيفر الصبر للصباح و هاتفت والدتها سريعًا تخبرها ما حدث مع ماي بالليلة, مخبرةً إياها عن خوفها مما قد يحدث, مستفسرة عن الحلم الذي راود ماي و تلك الأصابع التي حرفت ذراعها, لكن والدتها لم تخبرها بأي شيء على الهاتف, آمرةً إياها أن تسرع بالحضور مع مارك لحضور الإجتماع, ثم أوصتها ببعض الأعشاب لتخلطها بشراب ما تعطيه لماي في الحال..
نفذت جينيفر ما قالته والدتها سريعًا, و أعطت الكوب لداني الذي بدوره قام بإعطاءه لماي..
في الصباح استيقظت ماي متسائلة عن وجود داني بغرفتها, ليخبرها أنها قد آذت نفسها البارحة بالمطبخ أثناء تحضيرها مشروبها الساخن, و بكت كثيرًا, فبقى بجوارها طوال الليل..
حين استيقظت لم تتذكر أي شيء عن حلم الليلة الماضية و كأنه محي من ذاكرتها و لم يتبقى سوى ألم ذراعها, الذي أخبرت جينيفر داني أن والدتها قالت أن هذه الأعشاب ستنسيها ما مرت به الليلة السابقة, و قاموا بإختلاق تلك القصة و صدق الجميع عليها..
لم يستطع مارك و جينيفر البقاء أكثر و حملا متاعهما و معهما جيفري و سافروا جميعًا تاركين ماي و داني بالمنزل ليعتني بها, و كم كان أكثر من مرحب بالأمر..
**********
بعد يومين كانت ماي قد تناولت العشاء مع داني ثم عادت لغرفتها حاملةً أحد الكتب أخذته من مكتبة والدها قبل أن تصعد, تريد أن تقرأ كعادتها قبل النوم..
أثناء إنشغالها بالقراءة, سمعت بعض الطرقات على نافذة الشرفة, انتفضت بخوف, تنظر حولها بإرتياع تبحث عن شيء ما, لكن عادت الطرقات مع صوت هامس:" ماي.. هذا أنا افتحي.."
اتسعت عيناها تفغر شفتيها متمتمة بذهول:" جوي..."
صاحبت حديثها بتحركها إتجاه النافذة بخطوات آليه دون تفكير, ليطالعها وجهه بإبتسامة واسعة..
فتساءلت بذهول لم يغادرها:" جوي ماذا تفعل هنا؟.."
_لقد أتيت لرؤيتكِ.."
همست بإرتياع تتحرك حدقتاها بإهتزاز:" ألم أقل لك لا تأتي.. داني بالمنزل.."
زفر بحنق, ثم قال بنزق:" افتحي النافذة أولاً.."
هزت رأسها قليلاً, ثم فتحت النافذة ليدلف سريعًا, مبتسمًا و كأنه قد حقق فوزًا ساحقًا..
فغرت ماي شفتيها لتتحدث, لكنه قاطع حديثها قبل أن تبدأ بقبلة حارة بث بها شوقه إليها, لم تشعر بنفسها إلا و هي تذوب معه تبادله قبلته بشوق شديد..
ثم ابتعد عنها لاهثًا, قائلاً بصوت أجش:" اشتقت إليكِ.."
لم تستطع الرد من هول مشاعرها, لم تكن تعلم أنها تشتاقه بهذه الطريقة..
تطلع حوله متفحصًا غرفتها بإبتسامة ملتوية, قبل أن يعود بنظره إليها, هامسًا بصوت ممطوط مغوٍ:" غرفتكِ جميلة.."
اشتعلت وجنتاها تسبل جفنيها بعيدًا عنه عينيه, ثم قالت:" جوي داني هنا.. لم يكن عليك القدم.. إن وجدك هنا....."
قاطعها بقوة:" لا أهتم لما سيحدث.. أنا فقط أردت رؤيتكِ.."
تن*دت ماي بتثاقل, هامسة بأسى:" و أنا أيضًا أردت رؤيتك جوي.. لكن أنت تعرف.."
عقد حاجبيه بتعجب, ثم تساءل بحيرة:" ماي لم يكن هذا حديثكِ.. حين اتصلتِ بي كنت تطوقين لرؤيتي و لم تهتمي لما سيحدث.. ماذا حدث لكِ؟.."
رفعت يدها تتخلل بأصابعها خصلات شعرها, قائلة:" لا أعرف فقط أنا...."
قاطعها بإبتسامة يلف ذراعه حول خصرها, هامسًا أمام شفتيها بصوت ناعم:" حسنًا يكفينا حديثًا.. لقد أتيت و هذا ما يهم.. والآن لنعيد الترحيب بشكل أفضل.."
لكنه قبل أن تصل شفتاه إلى شفتيها, سمعا صوت داني يهتف:" ماي.. لقد أحضرت لكِ مشروبكِ المفضل.."
انتفضت بهلع تدفع جوي بعيدًا, هامسة بعينين متسعتين إرتياعًا:" داني.. جوي اختبئ فورًا.."
زم جوي شفتيه بقوة, شاتمًا من بين أسنانه دون صوت, ثم تحرك بخطوات ساخطة إتجاه النافذة المفتوحة قليلاً يختبئ..
دلف داني بإبتسامة بشوشة, هاتفًا بمرح:" حسنًا عزيزتي.. هيا لقد أعددته بنفسي, و سأبقى معكِ طوال الليل حتى تنامي.. كيف حال ذراعكِ الآن؟.."
ارتباكها كان واضحًا, ابتلعت ريقها بصعوبة, هاتفة بلهجة سريعة:" بخير.. أنا بخير عزيزي.. لا تشغل بالك بي.. اذهب و استمتع بليلتك.."
عقد حاجبيه ينظر إليها بتعجب, قائلاً:" ماي ماذا بكِ؟.. لقد طلبتِ مني أن أبقى معكِ الليلة ما الذي بدل رأيكِ هكذا؟.."
اتسعت عيناها متسائلة ببلاهة:" من أنا.. لا لا.. أنا بخير.. هيا اذهب.. أنا سآخذ حمامًا.. ثم اذهب للنوم في الحال.. هيا داني.. هيا.."
_ و لكن أنتِ.....
تكاد تبكي من الخوف أن يلمح داني جوي, بل كلها يرتجف فهي لم تعتد أي ظروف مشابهة كهذا الأمر..
لذلك ابتسمت بتوتر, تتحرك دافعة داني للخارج, قائلة:" هيا داني.. أنا بخير صدقني.. سأنام بعد قليل.."
حين وصلا لباب الغرفة يقف داني خارجها نظر إليها بريبة, ثم قال بإستسلام:" حسنًا.. كما تشائين, لكن سأظل مستيقظًا إن أردتِ أي شيء فقط نادني.."
ابتسمت بوجهه بغباء, ثم أغلقت باب غرفتها سريعًا بالمفتاح, تزفر بقوة وقد تهدل كتفيها كأنها كانت بمعركة ما.. ثم تحركت بخطوات متثاقلة,
هاتفة بصوت خافت:" جوي تستطيع الخروج الآن.."
خرج من مخبأه, ينظر إليها بتأفف, ثم قال بحنق:" لِمَ لم يسافر مع عائلتكِ؟.."
ضحكت بخفوت من منظره الحانق, ثم قالت بهدوء:" داني لا يحب تركي بمفردي, هو مسئول عني بكل شيء.. و والداي يقلقان بشلأن تركي بمفردي.. جوي عليك الذهاب الآن.."
لكنه لم يعر حديثها بالاً, يقترب منها بعينين لامعتين, و هي تتراجع للخلف بتأهب, و بلحظة باغتها ممسكًا بذراعها يقربها إليه, فتأوهت بألم, مغمضة العينين بعلامات وجه متقلصة..
عقد حاجبيه بدهشة, متسائلاً بقلق:" ماي.. هل أنتِ بخير؟.. ما به ذراعكِ؟.."
*************
انتهى الفصل الرابع
قراءة ممتعة