الفصل الثالث

2183 Words
_داني لِمَ أرى حزن بعينيك؟.. هناك ما يزعجك.. إبتسامة حزينة تلونت على ثغره, يسبل جفنيه مفكرًا بإيزابيل و حديثها معه, نظراتها المشتعلة, لكنه عاد ينظر إلى ماي بنظرات رقيقة رغم ذلك العذاب بعينيه, يرفع يده يربت على وجنتها, هامسًا:" لا شيء حبيبتي.. لا تشغلي بالكِ.. و الآن اخبريني بما تريدين.." تحركت حدقتاها بإرتباك خفيف, تفرك يديها بتوتر.. شجعها داني قائلاً برفق:" هيا ماي.. يبدو أنكِ تخفين شيئًا ما.. تبدين مختلفة هذه الفترة.." عضت على شفتها السفلى بقوة, ثم قالت سريعًا:" داني لقد تعرفت على شخص ما, و أظن أنني أحبه.." ارتفع حاجبي داني بذهول, مرددًا بإنشداه:" ماذا؟.. تعرفتِ على أحدهم, و تحبينه!.." أومأت برأسها إيجابًا, لينفض ذهوله, هاتفًا بلهجة سريعة:" من يكون, و كيف تعرفتِ عليه, و كيف؟.." ضحكت ماي بتوتر, ترفع يدها هاتفة:" اهدأ داني ماذا بك!.. لقد تعرفت عليه بعد عودتنا إلى هنا.. نخرج معًا منذ فترة, إنه شخص جيد.. ربما حين تقا**ه تظنه خشن الطباع, لكن حين تعرفه جيدًا ستحبه هو شخص رائع.." ارتفع حاجب داني, يهتف ضاحكًا:" يا إلهي لقد بتِ تختلقين له الأعذار و تدافعين عنه منذ الآن!.. لكن عليّ أن أقا**ه أولاً لأحدد بنفسي.. ما اسمه؟.." _جوي.. عقد داني حاجبيه مضيقًا عينيه بتفكير, يردد إسمه همسًا, ثم قال بهدوء:" حسنًا عزيزتي.. سأقا**ه لأحكم بنفسي إن كان جيدًا أم سيئًا. لأطمئن أن صغيرتي بخير.." ابتسمت بإمتنان, هامسة برقة:" شكرًا لك داني.." هز رأسه بخفة, ثم مال برأسه للجانب مقبلاً وجنتها بحنان, قائلاً:" و الآن اذهبي لتنامي, و سأخبركِ متى سأقا**ه فيما بعد.. تصبحين على خير حبيبتي.." نهضت ماي من جواره بإبتسامة مشرقة, قائلة:" تصبح على خير.." و تحركت من غرفته متجهة لغرفتها, تابعها داني حتى أغلقت باب الغرفة خلفها, مع إبتسامة صغيرة على شفتيه, الصغيرة ماي تحب أحدهم, سيقا**ه و يعرف من يكون, ماي عليه أن يحافظ عليها فهي أكثر من أخت بالنسبة إليه, ربما إن أخبرت أحد غيره عما تشعر به لإستخف بحديثها, لكنه يعرف جيدًا معنى الإستهتار و الإستهانة بمشاعر و قلوب الآخرين, فقلبه لا يزال يحترق شوقًا و لوعةً بعيدًا عن إيزابيل, و هم ظنوا أنها مشاعر طفولية حمقاء ستختفي مع مرور الوقت.. بغرفتها تستعد للنوم تشعر بالإرتياح بعد حديثها مع داني, إبتسامة ناعمة ترتسم على شفتيها, داني استمع إليها برحابة ص*ر كعادته, كم هي محظوظة به, لكن ما يزعجها تلك النظرة الحزينة بعينيه, تشعر بأن هناك خطب ما يؤرقه منذ أن عادوا للبلدة, لكنه لا يتحدث معها بهذا الشأن, لم يكن كتوم بهذا الشكل من قبل, بل يخبرها بمكنونات قلبه و ما يشعر به.. قطع تفكيرها رنين هاتفها.. نظرت إلى شاشة الهاتف, فوجدته جوي.. اتسعت إبتسامتها, تضغط زر الرد, هامسة برقة:" مرحبًا.." وصلها صوته الرخيم الهادئ:" مرحبًا.. لقد هاتفتكِ منذ قليل و لم تردي.." _لماذا؟.. إبتسامة عذبة تلونت على شفتيه, قائلاً:" لم استطع النوم دون أن أستمع إلى صوتكِ.. اشتقت إليكِ.." تلك الإبتسامة البلهاء المتسعة على شفتيها تكاد تتحول لضحكة سعيدة, تقول برقة:" و أنا أيضًا.." _أين كنتِ؟.. همست:" لقد كنت مع داني.. أخبرته عنك.. يريد مقابلتك.." تسائل بترقب:" ماذا أخبرته عني؟.." همست سريعًا:" أخبرته الكثير, و أعتقد أنني...." قطعت كلماتها لم تكملها, ليحثها على الحديث, بفضول:" ماذا قلتِ له ماي؟.." _لا شيء, فقط تحدثنا.. _ماي.. نبرته الممطوطة بإسمها, مع همسه المداعب:" هيا اخبريني ماذا تعتقدين؟.." عضت على شفتها السفلى بقوة, وجنتاها مشتعلتان خجلاً, تهمس بصوت يكاد يصله:" أعتقد أنني أحبك.." فاجأتها نبرته التي تغيرت بجدية, قائلاً:" لكن أنا لا أعتقد أنني أحبكِ.." اتسعت عيناها بذهول, هاتفة بإنشداه:" ماذاااا؟.. لا بد أنك تمزح.." هز جوي رأسه نفيًا, هاتفًا بقوة:" أنا لا أمزح.. أنا لا أعتقد أنني أحبكِ ماي.." جف حلقها ببشدة تشعر بدقات قلبها تتباطئ من حديثه.. ليصلها صوته الواثق:" أنا متأكد من حبي لكِ.. أنا أحبكِ ماي.." رمشت بعينيها عدة مرات, تستمع إلى حديثه يعيد عليها كلماته مرة تلو الأخرى, و حين استطاعت الحديث, ضحكت بعصبية, هاتفة بتوتر:" لا تفعل ذلك ثانية جوي, لقد كدت أصدق مزحتك السخيفة.." ابتسم, هاتفًا بإعتذار:" آسف عزيزتي إن كنت أزعجتكِ.. لم أقصد.. هل سأراكِ غدًا؟.." _لن أستطيع.. همس مستعطفًا بصوت ممطوط:" ماي.. أرجوكِ لم أعد أستطيع البقاء يومًا دون رؤيتكِ.." عضت على شفتها السفلية بحيرة, لقد أصبحت تخرج كثيرًا هذا الفترة حتى أن والدتها قد لاحظت الأمر و تساءلت, و لكنها لم تخبرها بشيء, فقط تنتظر حتى يقا**ه داني و بعد ذلك تخبر الجميع.. لكن مع همسته الناعمة الملحة مرة أخرى لم تستطع الرفض, و همست بقلة حيلة:" حسنًا جوي.. أراك غدًا بمكاننا المعتاد.." إبتسامة مشرقة شقت وجهه, و قال بصوت مثقل بعاطفته:" تصبحين على خير.. أحبكِ.." إبتسامة خجول ارتسمت على شفتيها, تهمس برقة مترددة:" و أنا.. و أنا أيضًا.. تصبح على خير.." ثم أغلقت الهاتف تضمه إلى ص*رها متن*دة بحالمية, جوي و حديثه الرقيق يجعلها بعالم آخر, لقد اقتحم حياتها بقوة ليكون بهذه الفترة القصيرة شيء مسلم به بحياتها, و كأن هناك رابط غريب يجمعهما.. ترى هل قبلتها كانت مجرد صدفة؟.. أم أن القدر هو من جمعهما سويًا!.. *********** بعض الأقدار تلقي بك بطريق قد تظنه ممهدًا, لكن حين تبدأ أولى خطوات السير تجد أنك تسير بمتاهة كبيرة كلما خرجت من بوابة ظننتها بوابة الخروج للنجاة, تجدها بوابة لعالم آخر غامض إن لم تنتبه بخطواتك ستزل قدمك لتسقط في هوة ساحقة لا نجاة منها.. يوم زفاف سامانتا و روبين كان الجميع على قدم و ساق بالمنزل, وقد تزينت الحديقة الكبيرة لتكون مكان الإحتفال, و إتمام مراسم الزفاف.. عادت إيزابيل قبلها بيومين للمنزل, و رحب بها مايسون بحرارة كعادته.. حين لم تهبط صباحًا للمشاركة في التجهيزات و اللمسات الأخيرة, أمر مايسون كلارك أن يصعد ليناديها, فصعد سريعًا يطرق الباب عدة مرات؛ و لكن لا مجيب.. ففتح الباب بحذر مناديًا:" إيزي.. إيزي أين أنتِ؟.." دلف للداخل يتطلع حوله لكنه لم يجدها فإنتابه القلق, و هم بالخروج ليخبر والده, لكن قبل أن يخرج وجد باب حمام غرفتها يفتح, تخرج منه إيزابيل لاهثة بوجه أحمر كأنها كانت تركض أميالاً.. مهمهمة من بين أسنانها بغيظ:" كم أكرههم تبًا لهم.." أجفلت حين وجدت كلارك بغرفتها يتطلع إليها بحاجبين معقودين مضيق عينيه بتركيز, فهتفت بتوتر تتطلع حولها بإرتياع:" كلارك.. ماذا تفعل هنا؟.." أجابها و لا زال وجهه على نفس الحال:" أتيت لأناد*كِ.." ثم اقترب منها بخطوات متأنية, يتفحصها, متساءلاً:" أين كنتِ؟.." ابتلعت ريقها بصعوبة, قائلة بإرتباك:" كنت بالحمام.. ألم تراني أخرج منه منذ قليل!.." ارتفع حاجبه بشك, يقترب منها أكثر يتفحص هيئتها, ثم مد يده إتجاه شعرها, يمسك بورقة شجر خضراء, متسائلاً:" لم تكوني بالغرفة حين دلفت إليها.. من أين وصلت لكِ هذه الورقة!.." اهتزت حدقتاها بإرتباك, تتقافز دقات قلبها, هاتفة بحدة:" ما شأنك أنت كلارك؟.. ألا تظن أنك تتدخل فيما لا يعنيك!.." زفرت بقوة, ثم قالت مبررة:" لقد خرجت للركض بالغابة فجرًا, و عدت قبل إستيقاظ الجميع.. و الآن اتركني لأنهي ملابسي و أهبط.. هيا ارحل من هنا.." رمقها بنظرات غريبة, ثم أولاها ظهره يخرج ب**ت.. في حين تنفست هي الصعداء تضع يدها على ص*رها موضع قلبها تزفر بإرتياح, سارعت لتبديل ملابسها لذلك الفستان الأزرق السخيف بنظرها, لا تحب تلك الفساتين أو التنورات النسائية, تمقتهم, و تعشق إرتداء ملابس بسيطة عملية, بنطال يعلوه قميص و كفى؛ لكنها مرغمة اليوم على إرتداء فستان سيجعلها طوال اليوم تعاني من الإختناق.. سامانتا و زفافها, تبًا للجميع.. **************** مساءً حضرت ماي إلى منزل عائلة تيرنر, و استقبلها جوي بسعادة جلية, يمسك بيدها يدور بها هنا, و هناك.. يراقصها هامسًا بأذنها ببعض الكلمات المداعبة, فتشتعل وجنتاها بحمرة الخجل, لم تسمع حديث كهذا من قبل, عائلتها كانت تضعها بدائرة حماية مشددة لا تعرف سببها.. بعد ذلك أخذها جوي ليعرفها على والديه, يخبرهم أن تلك الفتاه هي صديقته الجديدة, فيمازحه كلارك مشا**ًا, أنها أكثر من صديقة تلك التي يتحدث معه دومًا عنها.. رحب مايسون و لويزا بها سريعًا نظرًا لإنشغالهما, و لكن هناك شيء ما تشعر به منذ أن وصلت لهذا المنزل, رغم تواجد جوي بجانبها؛ إلا أنها لا تشعر بالإرتياح, هناك شيء غريب يجعلها تشعر بالريبة لا تدري ما سببه.. ثم تلك النظرات المسلطة عليها من تلك الفتاه صاحبة الفستان الأزرق, عيناها بهما نظرة مخيفة متوحشة جعلتها تبتلع ريقها بصعوبة تحيد بعينيها عن قصد تتطلع حولها برهبة.. شعر جوي بتوترها, و لكنه لم يعلق مصطحبًا إياها لتهنئ أخته بالزفاف.. اصطحب جوي ماي بسيارته بعد وقت قصير من حفل الزفاف, و لكنها كانت صامتة على غير العادة تطرق برأسها للأسفل.. رمقها بطرف عينه, ثم تساءل:" ماي.. هل أنتِ بخير؟.. هل حدث شيء بالحفل!.." أجفلت على صوته, ترفع رأسها تنظر إليه بتوتر, هامسة:" لا شيء.. لا أعرف ماذا دهاني.. ربما كنت متوترة من مقابلة عائلتك فقط.." عادت تبتسم برقة, قائلة:" لا عليك.. عائلتك جميلة.. أتوق من الآن لتعريفك لعائلتي.." ابتسم يومئ برأسه موافقًا, ثم همس:" و أنا أيضًا أتوق لذلك.." ************ كانت تتحدث بالهاتف حين وجدت جوي يدلف للحفل مع تلك الفتاه عقدت حاجبيها بتدقيق, مخبرة مهاتفها بأن ينتظر قليلاً.. اتسعت عيناها بذهول حين تعرفت على هوية تلك الفتاه, ماي ويلر شقيقة داني.. تبًا أي مصيبة ستقف على رؤوسهم.. تعريف جوي لها على أنها حبيبته, ذلك الأ**ق ماذا يفعل؟.. هل يتلاعب بالفتاه, و كيف يسمح له داني بذلك!.. اشتعلت عيناها بجنون شرس, ترمقهما بوحشة مخيفة, جوي ستقتله حتمًا, يبدو أن عمها العزيز لا يعرف هوية الفتاه؛ و إلا لكان قُلب الزفاف لكارثة حقيقية.. أجفلت على صوت محدثها الذي نسته في خضم تفكيرها, قائلاً بقلق:" إيزي.. ماذا هناك؟.." جذت على أسنانها بغضب, هاتفة بعصبية مشتعلة:" ماي هنا.." صيحة غير مصدقة انطلقت من الهاتف؛ جعلتها تبعده عن أذنها بإنزعاج, هاتفة بعد لحظات:" لقد اخترقت طبلة أذني.. سأصاب بال**م.." **تت تستمع للطرف الآخر, قبل أن تقول بتنهيدة:" حسنًا سأفعل.." تغيرت ملامحها للجنون هاتفة بشراسة:" لا تذكرني بما حدث صباحًا, بسببك كدت أن أقع بمشكلة, لن نتقابل مرة أخرى بالغابة قد يرانا أحدهم.. لا أريد......." مع إبتسامة رقيقة غيرت ملامحها الشرسة للنقيض, وهمسة ناعمة:" و أنا أيضًا اشتقت إليك.." تستطيع أن يتغير مزاجها بين اللحظة و الأخرى, همستها الرقيقة السابقة منذ ثانية, تحولت حانقة, و هي تقول:" أنت سخيف للغاية.. كيف لي أن أقابلك الآن.." صوته الناعم الخبيث تسلل هامسًا بتوسل:" إيزي.. أنا أشتاق إليكِ كثيرًا.. لن تبخلي عليّ برؤيتكِ بفستان و لو مرة واحدة.. يكفي أننا نتقابل سرًا.. أموت بعيدًا عنكِ.." تأففت بملل, ها هو قد عاد لنبرته الناعمة, و حديثه السخيف عن الحب, عاشق أ**ق؛ لكنها لا تستطيع الإستغناء عنه, تن*دت بإستسلام, قائلة بخفوت:" حسنًا.. دقيقة واحدة لأعود لهذا الحفل البائس.." وصلتها همهمته الممتعضة:" تكرهين كل شيء حولكِ.. لا يعجبكِ شيء, ساخطة.. لا أعرف ماذا تحبين!.." همست بشراسة متوعدة:" سمعتك.. سأريك.." ثم هتفت كأنها تذكرت فجأة:" هل أخبرتك أن العروس المبجلة حامل بالشهور الأولى.. و عمي لا يعرف.." ضحكة متسلية كان رده, ثم قال متمنيًا:" كم أتمنى رؤية أطفالي منكِ.." و كان ردها صوت ساخر, مرافقًا قولها المعتاد:" تحلم.. أنا أكره الأطفال.. انتظرني لكن لا تقترب.." أغلقت الهاتف سريعًا, تتلفت حولها لكنها لم تجد ماي و جوي, تمتمت بكلمات غير مفهومة, قبل أن تتسلل خارج الحفل من الباب الخلفي.. ********* مر أسبوع على زفاف سامانتا, و عاد الجميع لأعمالهم و أنشطتهم المختلفة.. كان جيفري يقف مع إحدى الفتيات يتضاحكان, يقترب منها جيفري حد الإلتصاق, يهمس لها ببعض الكلمات يغمزها بين الحين و الآخر.. كان كل من جوي و كلارك يسيران بالبلدة متجهان إلى المقهى لمقابلة بعض رفاقه, و جوي سيقابل شقيق ماي اليوم, يتحدثان بهدوء.. لكن كل ذلك تبخر حين اندفع إليه كلارك صارخًا, دافعًا إياه بعيدًا عن تلك الفتاه التي ما كانت سوى صديقته.. جن جنون جيفري دافعًا كلارك بعنف ردًا على مافعل, و تعالت أصواتهما, التي خرج إثرها داني سريعًا من المقهى المجاور, حيث كان جالسًا مع ماي يتحدثان ينتظران حضور جوي, فقد اتفقت معه ماي على أن يقابل داني اليوم.. تشابكت الأيدي دون أي إعتبار لحديث الكبار بعدم الشجار, و تعالى السباب, مع تجمع بعض الرفاق محاولين فض الشجار.. أثناء ذلك خرجت ماي لترى ما يحدث.. تسمرت مكانها بعينين متسعتين حين رأت أخويها يتشاجران مع جوي و شقيقه, ثم انتفضت تندفع بينهم, هاتفة بهلع:" ما الذي يحدث هنا داني؟.. ماذا تفعل.. جوي لِمَ تتشاجرون!.." نظر إليها كل من داني و جوي, هاتفان بصوت واحد:" من أين تعرفيه؟.." عقدت حاجبيها بدهشة, مجيبة بتلقائية:" داني أخي.. هذا جوي من كنت أحدثك عنه.." _ماذااااااا؟.. لا تدري أي منهما قد صرخ بهذا الشكل.. لكنها وجدت داني يجذب ذراعها إتجاهه, قائلاً بحدة آمرًا:" ماي ابتعدي عنه.. و أنت أيها الحقير لا تقترب منها.." اشتعلت عينا جيفري بجنون, يتحرك إتجاه جوي, هاتفًا بشراسة:" أنت أيها الوغد.. كيف تسمح لنفسك بالإقتراب من شقيقتي.. سأقضي عليك.." اندفع كلارك يقف أمامه, هاتفًا بقوة مخيفة:" حاول أن تفعل ذلك.." مع إشتعال الجميع عاد أربعتهم للشجار و التشابك, و ماي تهتف بإرتياع أن يتوقفوا.. لكن لا أحد يعيرها إنتباهًا, فصرخت بقوة أجفلتهم:" كفى كفى كفى.. ابتعدوا عن بعضكم البعض.." تراجع الجميع لاهثًا بقوة, ينظروا لبعضهم بشراسة متوعدة.. و جيفري يقول من بين أسنانه بتوعد:" اقترب منها و سأقتلك.." لكن ماي هتفت بحدة, عيناها تبرقان بغضب عاصف:" توقف جيفري.. ليس من حقك أن تخبرني من أواعد.. هذه حياتي لم أعد صغيرة.." جن جنون جيفري, يمسك بذراع ماي بقسوة آلمتها, فتطلق صيحة مع أنتها؛ جعلت عينا جوي تتوحشا بقتامة, يتحفز جسده لينقض على جيفري صارخًا:" ابتعد عنها.." مصاحبًا حديثه بجذب ذراع ماي إتجاهه, يبعدها عنه, منقضًا على جيفري يطرحه أرضًا ليعودا للشجار.. هتفت ماي باكية مما يحدث:" أرجوكم توقفا عن الشجار.." شهقاتها المتوسلة لم تصلهم و لم يعيروها إنتباهًا, لكن تلك الأصوات التي داهمت رأسها جعلتها تشعر بألم حاد كاد يغشي عينيها, ي** أذنيها طنين حاد, لم تتحمله فسقطت مغشي عليها.. أجفل كل من داني و جوي يهرعان إلى ماي, لكن كان داني أسرع يتلقفها, يدفع يد جوي بعيدًا, صارخًا:" لا تلمسها.." ثم حملها متجهًا إلى السيارة, يضعها بالمقعد الخلفي, محاولاً إفاقتها بتوتر, حين استعادت وعيها؛ و همت بالحديث بوهن, نظر إليها نظرة صارمة, ثم عاد يجذب جيفري يدخله السيارة بالقوة.. يقودها سريعًا بغضب, ينظر من خلال المرآه إلى ماي من**ة الرأس بتوتر شديد, و جيفري يرغي ويزيد متوعدًا بجنون لأبناء تيرنر.. لكن داني التفت إليه قائلاً بجدية:" توقف عن الحديث.. لن نخبر أحدًا بما حدث.." ********** انتهى الفصل الثالث قراءة ممتعة
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD