الفصل السادس

2234 Words
حين عاد والداها من السفر أسرعت ماي تُرحب بهما، ثم حاولت الحديث سريعًا شاكية إليهما أفعال داني و جيفري أيضًا.. مخبرةً إياهما عما فعلاه مع جوي.. و أنها تواعده و تعتقد أنها تحبه, لكن داني يهاجمها دومًا مانعًا إياها من مقابلته, قائلاً أن عائلتهما أعداء.. عبس مارك بوجهه بتركيز, متسائلاً:" ماي.. من ذلك الشخص و من هي عائلته.." تن*دت ماي قبل أن تخبره:" جوي.. جوي تيرنر.. أنا......" تلك اللحظة التي ارتسم الذهول على ملامح والديها بشدة, قاطعها صراخ مارك الغير مصدق:" ماذاااا.. جوي تيرنر.. كيف تعرفتِ عليه, و متى قابلته؟.. و أخويكِ على علم بذلك!.." ابتلعت ريقها بصعوبة, و قالت بتوتر:" لقد قابلته بالبلدة وتعارفنا.. و حين رأني داني تشاجر معه.. و جيفري......" صوت مارك الصادح بجنون:" داني.. جيفري تعالا إلى هنا في الحال.." بلحظات كان كل منهما أمامه, و هو يهتف بغضب مخيف:" جوي تيرنر.. و لم يخبرني أحدكما.. كيف تجرؤ على إخفاء الأمر داني؟.." رمقها داني بعينين محتقنتين بغضب, متمتمًا من بين شفتيه:" تبًا ماي.." لكن زجره مارك بعصبية:" تحدث معي داني.. منذ متى تخفي عني حدث هام كهذ!.." زفر داني بقوة, ثم قال بخفوت:" أبي لقد منعت ماي من رؤيته, كنت أظن أن الأمر لا يستحق.." لكن مارك كان قد فقد أعصابه ليقول بغضب:" من تكون لتقرر ما الهام أو غير ذلك.. أنت تنفذ الأوامر فقط.. أفهمت!.." انحنت زاويتي عينيه بألم واضح, يسبل جفنيه, هامسًا بخنوع:" أجل سيدي.." لكن ماي من هتفت بعدم فهم هذه المرة:" كل هذا بسبب مواعدتي لأحدهم!.." فعاد مارك ببصره إليها قائلاً بصرامة:" هذا ليس أي أحد.. هذا الشخص لا يجب عليكِ مقابلته أبدًا بعد الآن.." _لكن.. أنا أحبه.. هذه المرة صرخ بقوة:" قلت يكفي.. لن أتحدث بهذا الموضوع مرة أخرى بعد الآن.. جوي تيرنر لن تريه مجددًا.. إلى غرفتكِ الآن.." بخطوات ساخطة ركضت باكية إلى غرفتها لا تعرف ما سبب كل هذا الجنون, المنزل بحالة من الفوضى, و جينيفر تقف تراقب الجميع غير قادرة على التفوه بكلمة, تكاد تسقط فاقدة للوعي من هول ما تسمعه.. و لم ينتبه أحدهم إليها و هي تخرج من المنزل سريعًا.. ماي وجوي تيرنر.. و خاصةً بهذا الوقت العصيب!.. عاد مارك يهتف بصرامة بداني:" أما أنت عليك أن تكون أكثر حذرًا, و مهمتك منع شقيقتك من رؤية ذلك الشاب.. أفهمت؟.." أومئ داني برأسه, قائلاً بجدية:" حسنًا أبي.. سأفعل.. آسف لإخفائي الأمر عنك.." ثم انصرف من أمامه.. *************** بغرفتها ترتمي بجسدها على الفراش تدفن وجهها بالوسادة تبكي بقوة, رد فعل والدها فاجأها بشدة, لم تكن تظن أنه سيقول لها ذلك, فقد ظنت أن والدها سيدعمها و يكف تسلط داني و جيفري عنها, لكنه وبخها بقسوة و منعها من رؤيته.. لِمِ يفعلون ذلك؟.. ما سر هذه الثورة!.. فُتح باب الغرفة سريعًا, يدلف داني بوجه متجهم غاضب, معنفًا بحدة:" ماذا فعلتِ ماي؟.. لقد أفسدتِ الأمر تمامًا.. أبي غاضب للغاية.." رفعت وجهها الأحمر الباكِ, هاتفة تشهق بإختناق:" أنا.. أنا لا أفهم.. لِمَ تفعلون ذلك؟.. ما سر هذا الغضب؟.. عن أي عداء تتحدثون؟.." رؤيته لها بهذه الحالة من الإنهيار جعلته يزفر بحنق, يرفع يده ممررًا أصابعه بخصلات شعره, مشيحًا بوجهه, يقول بضيق:" لا أعرف ماي.. فقط نفذي ما قاله أبي فقط.." تهدل كتفاها ببؤس تنظر إليه بحزن, جعله يجذ على أسنانه يتحرك إتجاه الفراش يحتضنها بقوة, و هي تدفن وجهها بص*ره باكية بألم اندفع منها إلى قلبه ينكئ جراحًا هو أكثر العالمين بها.. ************ عقله يكاد يشتعل من الغضب و القلق, ها هو الماضي يعيد نفسه مرة أخرى, كيف لها أن تحب جوي, بل كيف ألقاه القدر بطريقها, لا يصدق أن ما فعله كله قد يضيع بلحظة تهور أو غباء, جوي ذلك الأ**ق كيف له أن يواعد ماي؟.. هل جن و نسي القوانين!.. لم يستطع الإنتظار في المنزل يفكر بإرتياع عليه أن يقوم بخطوة صارمة توضح الحدود و إلا فلتحملوا العواقب.. فوجئت عائلة تيرنر بوجود مارك ويلر أمام باب منزلهم؛ فهذا ليس معتاد أبدًا.. لكن ما إن رأى مارك جوي حتى اندفع هاتفًا بغضب بتحذير:" جوي تيرنر سأقولها مرة واحدة.. اقترب من ابنتي مرة أخرى و ما سيحدث ستكون العاقبة وخيمة.. أنت تعرف القوانين.. إن أردت فض المعاهدة قم بع** ما أقوله.. احذرك.." كان الجميع يقف مبهوتًا من حديث مارك و تهديده, لكن مايسون هتف متساءلاً:" ما الذي يحدث هنا؟.. ماذا تريد مارك؟.." زم مارك شفتيه بقوة, يرفع سبابته بوجه مايسون, قائلاً بشراسة:" ابعد ابنك عن ابنتي مايسون.. إن كنت تريد بقاءه حيًا.. لا نريد مزيدًا من الدماء.." ثم نظر خلف مايسون ملقيًا نظرة عابرة قبل أن يرحل بخطوات ساخطة على إيزابيل الواقفة تشاهد الحدث بعينين قاتمتين بشراسة تكاد ترديه صريعًا من حديثه, تعتصر قبضتيها بقوة ذلك الو*د الحقير كيف يجرؤ على الحديث عن والديها هكذا مقللاً من إحترامهما وذكرى حبهما.. حسنًا عائلة ويلر لقد باتت كفة ميزانكم ثقيلة جدًا بأفعالكم.. سترون.. التفت مايسون إلى جوي, متسائلاً بترقب مخيف:" هل هذا صحيح جوي؟.. أتقابل فتاه من عائلة ويلر!.." ثم اتسعت عيناه بقوة مستطردًا بعدم تصديق:" لا تقل لي أنها تلك الفتاة التي أحضرتها لزفاف شقيقتك!.." ضحكة ساخرة خرجت من إيزابيل, مؤكدة بتهكم مستفز:" هي بعينها عماه.. صغيرة مارك ويلر.. بل مدللة العائلة بأثرها.." التفت جوي برأسه يرمقها بنظرة شرسة قاتمة, يزجرها بحدة:" لا تتدخلي.. لم أكن أعلم أنها من عائلة ويلر إلا بعد أن أحببتها.." التوت زاويتي شفتيها بإبتسامة مستهزئة, تهز كتفها بلامبالاة, قبل أن تواليه ظهرها, صاعدة الدرج وتلك الإبتسامة تتحول لأخرى متسلية وهي تستمع صوت مايسون الصادح بغضب يعنف جوي.. _كيف تجرؤ على قول هذا الحديث؟.. هل جننت!.. زفر جوي بحنق, يقول بنفاذ صبر:" لم أكن أعلم هويتها.." ليصدح مارك مرة أخرى:" و ماذا بعد أن علمت!.. لِمَ لم تبتعد عنها؟.." _ أنا أحبها لا أستطيع الإبتعاد عنها.. عينا مايسون بقتامتهما المخيفة, زادتا وحشية وجهه مع هيئته الضخمة, و صوته الذي يرعد بأرجاء المنزل:" كيف تقول هذا, أنسيت ما حدث قديمًا.. و عمك....." قاطعه جوي بقوة:" لم أنسَ بالطبع, و لن أدع الأمر يمر هكذا يومًا ما سأنتقم منهم.." هز مايسون رأسه بيأس, ثم قال آمرًا:" أنت غبي.. لكنك ستتبع أوامري دون اعتراض, و إلا ستعاقب.." **************** لن يستطيع تركها بالبلدة أكثر من ذلك.. عليه أن يرسلها إلى الجدة لتقوم بعمل تلك التعويذة, بل و تصرف عنها تفكيرها بجوي تيرنر.. رغم حديثه و تهديده لجوي إلا أنه قلق للغاية, ذلك الفتى يبدو مصرًا, رغم أن مايسون سيمنعه بالتأكيد إلا أن أبنائه لن يتوقفوا, ما إن يروا بعضهم البعض سيحد العديد و العديد من المشكلات, ماي عنيدة في بعض الأحيان و لن تتوقف دون أن تعرف السبب.. سبب ذلك العداء, لكن ليس الآن.. لم يحن وقت معرفتها بأي شيء.. ما يحدث الآن يهدد كل ما فعله من سنوات.. كل ما أخفاه عن الجميع سيكشف, و لن يكون بصالحه أو صالح عائلته.. جينيفر تبدو في حالة من الهلع و الخوف الشديدين, شاحبة الوجه بطريقة مريعة, يعلم تعلقها بماي و خوفها عليها, إن حدث شيء لها هذه المرة ستنهار و لن تستطيع أن تستمر.. زفر بقوة يقترب منها قائلاً بإقتضاب:" سأرسل ماي لوالدتكِ.." أجفلت من شرودها بحديث إيزابيل السابق, ترفع وجهها تنظر إليه بدهشة, متسائلة بإرتياع:" لماذا؟.. هل حدث شيء!.." زم شفتيه بقوة من وجهها الذي شحب بطريقة مخيفة, اقترب يجلس بجوارها, يمسك بيدها, قائلاً بهدوء مصطنع:" لا تخافي جينيفر.. لن أسمح لشيء يبعدها عنكِ.. لكن علينا أن نقوم بالأمر حتى نوقف قوتها التي بدأت بالظهور.. اتفقنا مع والدتكِ بإرسالها.. قد يكون ذلك جيدًا بالوقت الحالي.." هرت رأسها بلا تعبير بعينين شاخصتين, هامسة بصوت شبه باكِ:" أنا خائفة.. شيء واحد يرعبني.. إن علم أحدهم الحقيقة سيكون ذلك خطيرًا.." مد يده يمسك بذقنها يواجهها بنظراته القوية, مع نبرة صوته الحازمة:" لن يعرف أحد.. كلما أسرعنا بإرسالها لهناك كلما أبعدنا ذلك الخطر.. هيا حبيبتي اذهبي لتخبريها بما اتفقنا عليه سابقًا.." ابتلعت ريقها بصعوبة تومئ برأسها موافقة رغم نظرتها المتوجسة, فابتسم مشجعًا لها, مربتًا على وجنتها برفق.. قد يكون حازمًا مع الجميع بل صارمًا بطريقة مخيفة معروف بالعائلة بقوته, فقد استحق لقب قائد بجدارة.. إلا مع جينيفر, حبيبته التي لا يمكنه مقاومتها, طوال سنوات عمره منذ أن رأها و عشقها و هي نقطة ضعفه الوحيدة, لأجلها فقط يمكنه فعل أي شيء حتى و إن كان مخالفًا للقوانين, حزنها يؤلمه بشدة.. عيناها توحيان بما بداخلها من أسى و ألم, يجعله يفعل ما بوسعه لإزالته, و هذا ما سيفعله حتى نهاية حياته.. ************* لا يمكن أن يحدث ذلك, هل حقًا هما جادين بالأمر؟.. فقط لأنها تحب أحدهم سينفوها بعيدًا, كيف يفكرون!.. لا هي ليست لعبة بيدهم يحركوها أينما يريدون, حديث والدتها بإرسالها لجدتها أثار غضبها بشدة, سيرسلاها هي و داني لهناك لبعض الوقت فقط ليبعداها عن جوي.. أي جنون هذا!.. صوتها الغاضب جعل مارك, و داني يأتيان مسرعًين إلى الغرفة لمعرفة ما يحدث.. هتف مارك بقوة:" كفي عن الصراخ, لقد أخبرتكِ والدتكِ بالأمر, لا داعي للغضب.." التفتت تنظر إليه هاتفة بعصبية:" بل يكفي.. أنت, أمي, داني, و حتى جيفري تخبرونني بما يجب عليّ فعله, و أنا يجب أن أنفذ دون أدنى إعتراض, لكن يكفي لن أفعل بعد الآن.. لن أرحل.." اشتعلت ملامح مارك غضبًا, فغر شفتيه ليعنفها بقسوة, لكن سبقه داني قائلاً:" ماي لقد طلبتكِ الجدة.. تريد أن تراكِ.." ضحكت بإستنكار, قائلاً بتهكم:" بالطبع, و لم ترد رؤيتي إلا بعد ما حدث.." أطرق بنظراته للأسفل يزفر بضيق, ثم قال:" لقد طلبت مني أن نذهب أنا و أنتِ سويًا.. أنت تعرفين أنها تحبكِ بشدة و هي....." اتسعت عيناها بشدة, تبتلع ريقها بصعوبة, هاتفة بخوف:" هل هي بخير؟.." يجذ على أسنانه بشدة من كذبه, لكن لا خيار آخر أمامه عليه أن ينفذ الأوامر, و هذا أيضًا لصالحها هي أولاً.. رسم معالم الأسى على وجهه قائلاً بقلة حيلة مصطنعة:" لم أرد أن أخبركِ هنا.. في الواقع هي مريضة بعض الشيء, لهذا تريد رؤيتكِ.. إن لم تريدي الذهاب فلا بأس.." نظر والداه إليه بدهشة لكنهما لم يعلقا.. داني الوحيد الذي يستطيع ترويض ماي و التصرف معها, منذ الصغر و هو من يهتم بها, بل يواليها كل الرعاية.. لم ينفصل عنها يحبها, يحافظ عليها, بما أوصاه والداه برعايتها, لكنه ما كان يفعله مبالغ فيه.. وحدها جينيفر تعرف السبب, ماي أمانته الصغيرة التي يكفر بها سيئة إبتعاده و تخليه عن إيزابيل, كأنه بما يفعله و يهتم بماي يعوض ما فقده مع إيزابيل.. عقدت ماي حاجبيها بحزن, قائلة بعتاب:" لِمَ لم تخبروني سابقًا؟.. جدتي تحتاجني.. سأذهب بالطبع.." نظر والدها إليها بعتاب مصطنع, معنفًا برفق:" ماي لم أكن لأرسلكِ بعيدًا لأي سبب, أنتِ ابنتنا.." ن**ت رأسها بحرج, من إنفعالها هامسة بإعتذار:" أنا آسفة.. سأحضر حقيبتي لأسافر بأقرب وقت.." ************* " مرحبًا جوي إنها أنا مرة أخرى، لقد اشتقت إليك كثيرًا.. لا أعرف لِمَ لا ترد على مكالماتي؟.. أرجوك اجبني.. سأسافر لجدتي بعد غد و أتمنى أن أراك قبل السفر.. لا أعرف متى سأعود من فضلك عاود الإتصال بي مرة أخرى.." ربما كانت هذه الرسالة العاشرة التي أرسلها إليه, لكنه لم يرد عليها منذ أن علم والده باﻷمر، مع تهديد مارك له، و هو صارم بشدة لا يمكنه الإتصال بها.. يستمع إلى رسائلها بقلب متألم يمنع نفسه بشق الأنفس عن الرد، صوتها يعذبه بشدة، يشتاق إليها و لرؤيتها، لكن مايحدث الآن مع والده ليس جيدًا.. عليه أن يتوخى الحذر و إلا عوقب و حدث ما لا يحمد عقباه.. أما عنها تشعر بالحزن لعدم حديثه معها هل سيتخلى عنها و ينفذ أوامر والدها؟.. لم تكن تظن أن جوي سيتركها بهذه السهولة تلك الفكرة تؤلمها بشدة، لكنها تعود و تعطيه العذر بأن هناك ما يمنعه من الحديث معها عليها ألا تتسرع بالحكم عليه.. اليوم ستسافر مع داني كم تود رؤيته و لو لثوانٍ معدودة، زفرت بيأس تمسك الهاتف مرة أخرى لترسل له رسالة صوتية, بصوت حزين:" جوي أنا أعرف أنك تستمع إلى رسائلي لا أعرف ماذا يحدث معك.. لكني أحبك.. أريد أن اودعك فاليوم سأذهب.. أراك قريبًا.." تن*دت بقلة حيلة مع سماع صوت داني ينادي عليها ليخبرها أن موعد الرحيل الآن.. تحركت بخطوات متثاقلة تحمل حقيبتها، تخرج من غرفتها تغلق الباب خلفها، تهبط الدرج تتجه إلى داني الذي أخذ الحقيبة منها يضعها بالسيارة، و تستقل هي الكرسي الأمامي، و يصعد بجوارها داني خلف المقود لينطلقا بطريقهما.. أما جوي فكان يراقبها من بعيد داخل سيارته يرى وجهها المتجهم و النيران تستعر بداخله، كم ود لو ركض إليها يحتضنها، يمنعها من الإبتعاد عنه لكنها رحلت الآن و لا يدري متى سيراها مرة أخرى.. أدار محرك سيارته يقودها بسرعة مجنونة متجها إلى بار متواجد بأحد أطراف البلدة بعد أن شرب و شرب حتى ثمل تشاجر مع أحدهم مخرجًا شحنة غضبه به، يكاد يقتله إلا أن البعض أبعدوه حتى أتت الشرطة و اعتقلته، ليقضي ليلته بالمخفر حتى الصباح الذي أتى مايسون ليخرجه يأخذه معه للمنزل، يعنفه بعصبية:" أيها الأ**ق الغ*ي لقد كدت تفقد السيطرة و تقتل أحدهم، كيف فعلت ذلك؟.. أنا لا أصدق ما تفعله من حماقات.." أما لويزا كانت تنظر إليه بإمتعاض و وجه متجهم، قائلة بإستياء:" جوي لا أصدق حقا ما تفعله.. بل تشرب أيضا كم مرة أخبرناك أن الشراب يفقد السيطرة و قد تؤذي من حولك!.. يعاني من الصداع أثر الشرب و هما يسمعانه محاضرة مملة، رفع وجهه يقلب عيناه بملل، قائلاً برعونة:" حسنًا و ماذا بعد؟.. هلا انهينا تلك المحاضرة البائسة.." لكن مايسون اتجه إليه يدفع كتفه بغضب قائلاً:" كف عن التصرف بتهور أقسم أنني سأعاقبك شر عقاب.." أي عقاب أشد عليه من إبعاده عمن يحب!.. أن يستمع إلى رسائلها و لا يستطيع الرد؟.. أن يراها امامه و لا يستطيع الإقتراب منها!.. هل هناك عقاب أشد من ذلك!.. كل هذا دفعه للصراخ بجنون: يكفي لم أعد احتمل.. لقد منعتني من رؤيتها و ها قد رحلت الآن.. كل شيء تخبرني إياه علي أن أنفذه دون إعتراض، لقد أخبرتي أن أنساها لكني لا أستطيع أنا أحبها أبي.." خرجت كلماته الأخيرة بحرقة يض*ب ص*ره موضع قلبه بقبضة يده، مضيفا بقهر:" لم أجب على رسائلها.. أستطيع تحمل أي شيء لكن رؤيتها ترحل جعلتني أموت لقد اخذت قلبي معها، احترق أبي لكنك لا تشعر لأنك بلا قلب.. لن أفعل بعد الآن أحبها و سأحدثها و لن ابتعد عنها.." عينا مايسون المتسعتين بطريقة مرعبة كادتا تخرجان من محجريهما يستمع إلى جوي يهذي بهذا الحديث، فيقول بعدم تصديق:" كيف تجرؤ على هذا القول؟.. ستتبع الأوامر يمكنك أن تحب أي أحد إلا ابنة ويلر.." انتفض جسد جوي بقوة، صادحًا بنفاذ صبر:" أوامر.. أوامر.. أوامر.. كل ما تقوله أوامر.. و عليّ تنفيذها، لكن ليس بعد الآن سأفعل ما أريده أنا, و ليس ما تريده أنت أسمعتني؟.." ************* انتهى الفصل السادس قراءة ممتعة
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD