المقدمة الفصلين الأول والثاني
ممر اكرايوس
المقدمة :
في قارب خشبي صغير اخذت كارلا تجدف بكل قوتها لعلها تصل الي اي مكان تختبئ به بسرعة فهي لم تعد تتحمل هي تعلم ان قرارها بالهرب توابعه جسيمة و لكنها قررت و انتهى الامر
كانت تشعر بالتعب و الارهاق فيدها الصغيرة لا تتحمل مشقة التجديف ، الا انها لم تهتم خاصة مع ازدياد قوة الامواج مما اخافها و جعلها تحاول الاسراع اكثر خاصة، و فجأة وجدت بوادر يابسة تلوح في الآفاق و لكن كلما حاولت الاسراع كلما زادت الامواج حتى شعرت بأنه لا فائدة و قد استنفذت كل قواها و بدأت يدها تتخدر و ترفض حديث عقلها الذي يحثها على الاستمرار في التجديف لعلها تصل اليها
بينما هذا الصراع يدور داخلها كان هناك صراع آخر بين القارب الصغير و بين الامواج التي قررت فجأة حسم الصراع لصالحها و قد اندفعت الموجه تلو الاخرى لتدمر ثبات القارب ليترنح بقوة و يترنح معه قلب كارلا التي تيبست اطرافها و لم تعد تتحكم في اطرافها و سقطت في الماء
اصطدمت بالماء وقد تملك منها الرعب للحظات ثم اخذت تحاول السباحة كي تصل الى الشاطئ و تنجو بنفسها و لكن كلما حاولت كلما ازداد عنف الامواج حتى اعتقدت ان النهاية قادمة لا محالة فاغمضت عينيها و استسلمت للموجة و هي تأخذها للأسفل و غابت عن الوعي
...........
بينما كان ستيفان يمارس رياضته المفضلة السباحة بالقرب من جزيرة لافلي ذلك الشاطئ الذي اكتشفه بالصدفة بينما كان يقوم بجولة بالقارب و من وقتها و قرر ان يكون هو مخبأه السري الذي يلجأ اليه كلما اراد الابتعاد عن كل الضغوط المحيطة به لكي يتخلى عن قناعه _ذلك القناع الذي يرتديه للتعامل مع المحيطين به في عالمه _ و يعيش على طبيعته و لو لأيام قليلة او حتى ساعات تعينه على تحمل كل ما يحدث حوله
كان قد تعب من السباحة و قرر العودة و لكن في نفس اللحظة رأى شئ خشبي لم يتبين ما هو في البداية ، فاقترب بسرعة و كلما اقترب اكثر و قد اتضحت الرؤية اكثر لقارب صغير و قد تدمر اصبح قاب وقوسين او ادنى من الغرق و بالقرب منه حركات طائشة في الامواج و كأن احدهما يحاول انقاذ نفسه من الغرق
كان يحاول الاسراع بقدر الامكان و قد استجمع كل قوته خاصة بعدما رأى هدوء الحركة بجانب القارب مما يدل ان صاحب القارب قد استسلم للغرق ، اخذ يسبح بمهارة و قد ساعدته عضلاته و قوته الجسمية في قطع المسافة بسرعة
و بمجرد وصوله بجانب القارب حتى غاص تحت الماء و هو يحاول العثور على صاحب القارب و قد شعر بأن الرؤية مشوشة فصعد الى السطح مرة اخرى ليلتقط انفاسه بقوة و يغوص ثانياً لمسافة ابعد ، حتى رأى شبح لفتاة تبدو في اوائل العشرينات و قد بدت بشرتها شاحبة للغاية فاخذ يقترب منها و بمجرد اقترابه امسك بيدها و اخذ يسحبها بقوة للأعلى
وصل لسطح الماء و اخذ يلتقط انفاسه و هو ينظر اليها بقلق و قد شعر من هيئتها بأنها فارقت الحياة ، اخذ يسبح بها الى الشاطئ و هو يلتفت الى الطريق تاره و اليها تاره اخرى لعله يرى عليها اي مظهر من مظاهر الحياة
وصل الي الشاطئ و جعلها تستلقى على الارض و اخذ يحاول اجراء عملية التنفس الصناعي لها و لكن بلا جدوى ، اخذ يحاول مرة اخرى و هو لم يفقد الامل ، لتشهق هي بعنف و هي تطرد الماء من جوفها محاولة التقاط انفاسها
تنفس الصعداء و هو يراها بخير بينما هي اخذت تسعل بقوة و هي تحاول التحرك ليثبها هو بقوة : لا تتحركي كثيرا انتظري حتى تلتقطي انفاسك اولاً
حاولت هي استجماع قوتها و هي تجاهد لفتح عينها و التركيز على الشخص الذي يتحدث معها
اخذت ترفرف بعينها فاصطدمت اشعة الشمس بها لتغلقها سريعا ثم تعيد فتحها على مهل لتصطدم زرقة عيناها بالياقوت الاخضر لعينيه الذي سرعان ما اشتعل بقوة و بمجرد رؤيته لها فإن كانت ملامحها البريئة قد جذبته قليلا فعيناها قد اسرته تماما فنظر اليها باعجاب واضح و قد غامت عيناه بالمشاعر
بينما نظرت هي اليه برهبة و هي تجد نفسها امام احد ابطال المصارعة الرومانية هكذا كان انطباعها الاول عنه ، فبنيته القوية و عيناه المشعة سلطة و قوة جعلتها تخشاه قليلا ثم ادركت نظرة الاعجاب في عينيه فابتسمت بسعادة و هي تشعر بالفخر لكونها استطاعت اثارة اعجاب الفتى المصارع
ادرك هو معنى نظراتها فنظر اليها باستخفاف و سألها هل هي بخير ام لا ، لم تسمعه في البداية و هي غارقة في تأملاته فتحدث بقوة و نبرة حادة : توقفي عن تلك الابتسامة البلهاء و اجيبيني فلقد اضعتي الكثير من وقتي ، هل انتي بخير ؟
ابعدته كارلا بعنف و هي تقول بغضب مشتعل : من هي البلهاء يا ا**ق ؟ ثم المعذرة على اضاعة وقتك الثمين و لكن اخبرني رجاء هل تخطط لغزو العالم مثلا ام اي شئ خارق تخطط له هنا ؟ و انا قد احبطت تخطيطاتك ، اخبرني
نظر اليها ستيفان بقوة ثم سرعان ما ابتسم بسخرية : لا احتاج للاجابة فوقاحتك تلك تدل انك بخير حال ، و الان هيا غادري الجزيرة سريعا كي استطيع انجاز خططي العظيمة الخارقة
اشتعل الغضب بداخلها فصرخت به بعنف : يالك من وقح للغاية كيف تتحدث معي بهذا الشكل ثم اخبرني من انت حتى تطردني ؟ هل تملك تلك الجزيرة من الاساس ليسعك التحكم فيمن يأتي اليها ؟
ثم نظرت اليه باستخفاف : و لماذا اشغل نفسي بالحديث معك من الاساس القدر جاء بي الى هنا و انا من ستقرر متى سأغادر
غادرت مسرعة فظل هو ينظر الى خطواتها الغاضبة و هي تسير مبتعدة ليبتسم بثقة : يبدو انك لست بتلك البراءة التي تبدو على وجهك ؟ حسنا اذهبي حيثما شأتي فستعودين لانني انا الوحيد الذي اقطن هنا على الجزيرة
ثم ضحك و هو يتحدث الى نفسه : يبدو ان اقامتك هنا ستكون صاخبة يا ستيفان و ليست كما تتوقع
.. . ........
الفصل الاول
تحركت كارلا بغضب و هي تشعر بالعصبية الشديدة من ذلك المتعجرف مجهول الهوية الذي استطاع ببساطة اخراجها عن طورها المعهود فدائما ما كانت تلقب بملكة الجليد لبرودها الشديد و لكن اتى ذلك الغريب في ثواني ليحيل ذلك الجليد الى نيران هددت باحراق كل ما حولهما
كانت تسير بخطوات واسعة مبتعدة عنه و هي مازالت تغلى من الغضب كلما تذكرته و بعد مرور بضعة دقائق التفتت الى الخلف لم تجد للبحر اي اثر شعرت بالراحة لوهلة الا انها بمجرد ادراكها للمكان من حولها حتى شعرت بالفزع
فلقد كان المكان ملئ بالاشجار الضخمة و قد تكاثرت اغصانها فلم تسمح الا بمرور القليل من اشعة الشمس ، اخذت تستجمع شجاعتها لعلها تصل الى اي مكان آمن خاصة ان الشمس ستغرب قريبا لتتحول تلك الغابة الى مكان موحش للغاية
اخذت تسرع في خطواتها و هي تركز في طريقها لعلها تصل الى اي اثر يدل على وجود اي شخص على تلك الجزيزة حتى لو كان ذلك الا**ه المتعجرف
مر الوقت سريعا و هي تحاول الوصول لعلها تصل الى اي مكان و لكن لا يوجد اي امل ، بدأت الشمس في الاستعداد للغروب و قد نجحت الاغصان وقتها في حجب الضوء الا من شعاع بسيط مما اثار الرعب في نفسها فحاولت الاسراع اكثر و فجأة سمعت صوت فحيح جعل فصائلها ترتعد و هي تتخيل ما يمكن ان يكون ذلك الصوت فأسرعت في خطواتها و لكنها لقلة الضوء لم تنتبه لجذع الشجرة الضخم فوقعت على الارض و هي تصرخ بعدما شعرت بشئ يغرش في قدميها : اوه يا الهي
سمعت ذات الصوت يقترب منها اكثر و يصاحبه صوت ت**ر الاغصان و كأن احدهما يتبعها شحب وجهها للغاية و هي تشعر بالفزع لما ينتظرها في هذا المكان ، حاولت الوقوف على قدميها كي تكمل المسيرة و قد تغلب خوفها على آلامها
اخذت تتحرك بتروي و هي تحاول الاعتماد على ساقها اليمنى اكثر و قد سارت في ع** اتجاهها القديم حتى لاحظت من بعيد اضاءة بسيطة مما جعلها تسرع في خطواتها متجاهلة الم قدميها لتعرف ماهية تلك الانوار
اخذت تقترب و كلما اقتربت اكثر كلما تسلل الى انفها رائحة شهية للغاية لم تتحملها معدتها التي اخذت تص*ر اصواتا عالية مطالبة بالطعام
وصلت كارلا الى مكان الانوار فوجدت كوخ خشبي مكون من طابقين يبدو فخم للغاية ، دلفت الى الكوخ فوجدته منظم بعناية تدل على رقي صاحبه يشتمل غرفة للجلوس و مطبخ و كلما اقتربت كلما تصاعدت رائحة الطعام الشهية و نفذت الى انفها فظلت تدور في انحاء المكان لتعرف اين صاحبه و لكن لا شئ فاقتربت من الطاولة التي كانت تحوى الشموع التي تنير المكان و جلست على الكرسي و اخذت تأكل بتلذذ ملبية نداء معدتها التي تأن من الجوع
.......................
على الجهة الاخرى كان ستيفان يسير في الغابة ممسكا ب*علة نار لتضيئ طريقه حتى يعرف ما مص*ر تلك الاصوات و الصراخات التي انطلقت بجواره منذ قليل و خمن بانها تلك الفتاة الغامضة التي رآها اليوم
ظل يسير فلم يجد شئ فعاد ادراجه الى الكوخ مرة اخرى لكي يكمل تناول طعامه في انتظار ان تأتي تلك الفتاة مرة اخرى
و بمجرد دخوله للكوخ وجدها تجلس على الطاولة تتناول الطعام بشهية ابتسم لمظهرها البرئ فقد كانت ثيابها تقليدية الا انها تبدو كما لو انها من طبقة الارستقراطية و قد كانت تمتلك سحر خاص استطاع اسره لثوان الا انه سرعان ما استعاد سخريته مرة اخرى : اعتقدت ان هناك قطة قد هجمت على كوخي و لكن ليس كوخي فقط بل و طعامي ايضا
نظرت اليه كارلا بفزع لتترك المل*قة من يدها سريعا و تحاول ابتلاع باقي الطعام بسرعة فتسعل بشدة و قد وقف الطعام في حلقها
اسرع هو ليجلب لها كوب ماء و هو ينظر اليها ببرود: اهدئي لا داعي لكل ذلك الخوف
شربت كارلا الماء بسرعة و هي تحاول التقاط انفاسها و بمجرد ان هدأت قليلا التفتت له بغضب : انا لست خائفة كل ما في الامر انك دخلت فجأة بدون استئذان و لم اشعر بخطواتك
نظر لها ستيفان بسخرية: بالفعل لم تشعري فقد كنتِ تلتهمي الطعام
احمرت وجنتيها و هي تشعر بالاحراج و كادت ان تجيبه بعصبية لكنه سبقها و هو يكمل : ثم انه هل من الطبيعي ان استئذن قبل ان ادخل منزلي ؟
كارلا بعصبية : منزلك منزلك ، كم تريد ثمنا لهذا المنزل ؟
ستيفان امعانا في استفزازها و قد سادت نظرته العبث و الاغواء: اريدك انتي
صدمت كارلا من وقاحته ظلت تنظر حولها فلم تجد الا كوب الماء فامسكته لتقذفه عليه : وقح و و*د حقير
و لكن قبل ان تلقيه عليه امسك يدها و هو يتحدث بنبرة قوية : لا تتمادي يا فتاة فانتِ هنا على ارضى و مصيرك بيدي و اذا اردت ان انالك هنا لا يوجد من يمنعني (و اكمل و هو ينظر لها من اعلى لاسفل) و لكن لا تقلقي انتي لست من نوعي المفضل فلا تقلقي
حاولت كارلا ان تتمالك اعصابها و قد ادركت انها امام احد اكثر الاشخاص برودا و استفزازا على وجه الارض و لذلك فان محاولتها لاستفزازه لن تنجح الا باحراق اعصابها و التي هي على المحك من الاساس
هدأت قليلا و تحدثت بتفاهم : و انت ايضا لست من نوعي المفضل انا و انت فقط على هذه الجزيرة و حتى نعيش بسلام يجب ان نتفاهم سويا
وهل تنوين البقاء هنا؟( ستيفان بتساؤل)
كارلا بحيرة: لا اعلم .
نظر اليها ستيفان بتمعن و هو يحاول سبر اغوارها و جلس على الكرسي المقابل امامها ليتسائل: ما هي قصتك ؟
كارلا بادراك: اعتقد انها نفس قصتك ، كلانا هنا من اجل الراحة من كل شئ
و قبل ان تكمل وجد ستيفان من يطرق الباب بقوة جعلت كارلا تقف بسرعة و قد اصابها الفزع ، تلك السرعة التي تسببت في زيادة الم قدمها فصرخت بقوة اثارت خوف ستيفان الذي اقترب منها بقلق ليتسائل عما بها و اما هي فاستمرت في الصراخ و قد استنفذت قدرتها على التحمل
تعالى الصراخ اثار فزع من كان بالخارج فدفع الباب بعنف ليجد ستيفان يحتضن كارلا و قد بدا متوترا و قلقا للغاية فتحدث بقوة: ستيفان ، ماذا هناك؟
ستيفان : بيدرو ، ماذا تفعل هنا ؟
بيدرو: سأخبرك لاحقا ،و لكن ماذا هناك؟( اكمل بعبث غامزا ستيفان) و من تلك ؟
قاطعته كارلا بالم:قدمي تؤلمني كثيرا لا اعلم ماذا بها؟
مددها ستيفان على الاريكة و امسك بيدرو بقدمها ليفحصها ليجد ان زجاجة قد غرست بها فيشدها بقوة تصرخ على اثارها كارلا فيربت بيدرو على قدميها : اعتذر عن المك و لكن انتي بخير الان
كارلا بدأت تهدأ قليلا ثم نظرت اليه بامتنان و هو يكمل تنظيف الجرح : اشكرك كثيرا
بيدرو : ارتحي اليوم فقط و كل شئ سيكون بخير في الصباح سررت بالتعرف اليك يا فاتنتي.........
كارلا بابتسامة: ادعى كارلا و انا سررت ايضا بالتعرف اليك بيدرو
ستيفان بغيظ: و انا سأكون مسرورا اذا عرفت سبب مجيئك الان بيدرو
نظر اليه بيدرو بعبث: سأخبرك في الخارج هيا نذهب و نترك كارلا ترتاح
بمجرد خروجهما تحدث بيدرو بعبث : ألذلك السبب ترفض العودة؟
ستيفان : اي سبب؟
بيدرو: تلك الفاتنة التي كنت تحتضنها منذ قليل
ستيفان بعصبية : بالطبع لا اخبرتك انا اريد الراحة قليلا اليس من حقى؟
بيدرو: بلى بالتأكيد و لكن يا ابن العم انت منذ اسبوعين هنا و والدك اليوم طلبني ان اخبرك ان تعود غدا لانك تعلم ان الاوضاع غير مستقرة في المملكة خاصة مع الحرب الذي تشنها مملكة لايوس على الدول المحيطة بنا
ستيفان : انا اعلم وانا اخبرت والدي ان الحل ان نتحالف اما مع لايوس او اكرا ، حسنا اخبره انني سأعود و لكن اعطيني يومين
بيدرو : حسنا سأخبره ان ستيفان ظهرت له بعض الامور الهامة ( و هو ينظر الى كارلا من النافذة ) و سينهيها اولا ثم يعود ، اتعرف يا صديقي لو كنت مكانك لم اكن لاعود ابدا
ستيفان :اتعرف يا بيدرو لا اعلم لما اتحملك ؟
بيدرو: لانك تعلم انك لن تجد حولك من يحبك و يتمنى لك الخير مثلي ، ساغادر الان
ثم دلف الى الداخل مرة اخرى و هو يقترب من كارلا و هو ينحني ليمسك بيدها و يقبلها: تحياتي لكِ سيدتي الجميلة سررت برؤيتك
كارلا بخجل : و انا ايضا
غادر بيدرو بينما بقى ستيفان ينظر لكارلا : انا سأغادر غدا
كارلا بقلق : الى اين ستذهب؟
ستيفان : سأعود الى اكواريوس و سأخذك معي و اعيدك من حيث جئتي
كارلا : و من قال لك انني ارغب بالعودة؟
ستيفان :لست بحاجة ليقال لي ، ذلك هو الطبيعي ان تعودي الى موطنك
كارلا : و ماذا اذا لم يكن لي موطن ؟ماذا اذا كنت اعيش بلا هوية؟
ستيفان باستغراب : بلا هوية ؟ كيف ذلك ؟ الا تعرفين موطنك ؟ ام انك فقدتي الذاكرة في الحادث الذي حدث لكِ في الصباح ؟
كارلا : ياليتني افقد الذاكرة بالفعل و لو لدقائق او ايام او حتى لبقية حياتي لأعيش كما ارغب انا ، لأعيد ملئ ذكرياتي بما احب وليس بما ارغمت عليه
نظر اليها ستيفان بمرارة : اتفهمك ، و لكن ماذا لو كانت حياتي كلها ارغام ؟
كارلا : لن استسلم لها و سأهرب من كل شئ حتى اجد نفسي و اعيش لها فقط فالعمر قصير و انا قررت التمتع به و لذلك لن اعود الان و سأعود وقتما اشعر بالراحة التي ستعينني على تلك الحياة التي تنتظرني
نظر اليها ستيفان باعجاب لم يستطع اخفائه و هو يتحدث : اتمنى لو استطيع ان افعل مثلك
كارلا: تستطيع كلما شعرت ان طاقتك اوشكت على النفاذ تعال الى هنا و اعد شحن طاقتك مرة اخرى ، و اعتبرني شريكتك في جريمة الهرب
مدت يدها اليه فالتقطها بسعادة و هو يخبرها: يسعدني ان تكوني شريكتي ، و للحقيقة انا مسرور كثيرا بحديثك ، هيا اصعدي لاعلى لتنامي و انا سأغادر غدا و احاول العودة في اقرب وقت لا تقلقي
في الصباح غادر ستيفان المكان _و قد ترك لكارلا ما تحتاجه من طعام وشراب _و بداخله شعور يحثه على عدم تركها ، للمرة الاولى في حياته يشعر انه منجذب لفتاة لطالما كانت علاقاته المتعددة تسبب له مشكلة مع والده الذي كان يرغب في استقرار ولده و وريثه الشرعي و يخشى عليه من خداع و مكر النساء الا ان ستيفان كان مسيطرا في كل علاقته و لكن جاءت تلك الجنية الصغيرة لتهدد سيطرته و ثباته بمجرد رؤيتها
وصل الى مملكة اكواريوس و بالتحديد الى القصر حيث يوجد والده سيرجو و بمجرد دخوله انحنى له خادمه المطيع خوليو : انرت المكان بوجودك سيدي ، مولاي يريدك في امر هام الان
ستيفان بابتسامة: حسنا خوليو
دلف ستيفان الى حجرة الجلوس و هناك وجد والده يجلس على كرسي العرش و بمجرد رؤيته حتى اقترب منه بشموخ و بينما هو يقترب نظر اليه ستيفان بتمعن و هو يدرك ان الامر هذه المرة خطير بالفعل فوالده يبدو كأنه قد كبر عشرة سنوات مرة واحدة و قد بدت نظرته قلقة متوترة على غير العادة فدائما ماكانت نظراته جامدة قوية الا ان هذه المرة اختلطت القوة بالخوف فتحدث ستيفان بادراك : والدي ماذا هناك مظهرك لا يريحني ؟
سيرجو و هو يشير للخادم بالخروج و بمجرد خروجه حتى تحدث بقلق: الحديث اليوم لا يجب ان يعرفه احد غيرنا ، الوضع في المملكة اصبح صعب للغاية يا ستيفان للاسف اكواريوس قوية الا انها لن تتحمل و خاصة اي احتلال الان فانت تعلم ان الحرب بيننا و بين لايوس قد كلف*نا الكثير و قد خسرنا العديد من جنودنا وقتها و لكن المعاهدة بيننا هي التي جعلتنا نستمر الي يومنا هذا
كان ستيفان يستمع باهتمام فأكمل والده : في الاوان الاخيرة استطاعت لايوس السيطرة على كل الممالك المحيطة بنا ماعدا مملكتنا و مملكة اكرا , و قد وصلتني انباء ان مملكة اكرا تجهز لشن هجوم علينا
ستيفان بتفكير : حسنا يا والدي الحل بسيط نحن و اكرا دولتان متجاورتين و بالرغم ان اكرا مساحتها شاسعة و جيشها ضخم الا اننا اقوى لاننا نمتلك اسلحة افضل و لايوس تعتبر هي الحاكمة الفعلية للمنطقة اي اننا اذا تحالفنا مع لايوس سنكون بهذا قد حوطنا اكرا من كل جانب و عندها سيفكر حاكمها مئة مرة قبل شن حرب علينا نتيجتها محسومة بالتأكيد
ابتسم له والده بسعادة : افتخر بكونك ولدي جعلك الله لي سندا و عونا دائما
احتضن ستيفان والده بسعادة و قد شعر بالفرح لعودة الابتسامة لوالده مرة اخرى
.......................................
مرت ثلاثة ايام و كانت كارلا تشعر بالراحة و السعادة و تحاول الاستمتاع بوقتها على قدر المستطاع الا انها كانت تشعر و كأنها سعادة ناقصة ينقصها وجوده
حاولت تناسي الامر و هي تستغرب لما يشغل تفكيرها من الاساس و ذهبت للسباحة فالجو رائع اليوم
كانت تسبح بحماسة كبيرة ثم قررت الخروج و الجلوس على الشاطئ لتستمتع باشعة الشمس الدافئة و فجاة شاهدت من بعيد قارب يقترب منها ابتسمت بسعادة و هي تعتقد انه ستيفان و وقفت تنتظر مجيئه و لكن كلما اقترب القارب اكثر كلما ظهر القادم بشكل اوضح مما جعلها تشهق بصدمة و خوف من القادم : يا الهي ، انقذني
...........
الفصل الثاني
وقفت كارلا تنظر للقارب و هو يقترب من اليابسة برعب شديد .
و على القارب كان يقف بعصبية شديدة و قد احمرت عيناه من الغضب بطريقة اثارت خوف كارلا خاصة عندما اقترب القارب من اليابسة كثيرا فقفز هو بقوة كنسر جارح يجهز نفسه للانقضاض على فريسته لتهتف هي بفزع: روبن!
لم يهتم روبن بملابسه التي تبللت و اتجه اليها بعصبية شديدة و امسكها من ذراعها بقوة و هو يهتف : بينما الجميع يموت قلقا لغيابك انتي تجلسين هنا تتمتعين اتعرفين حالة والدك ش*يقتك حالتي انا ؟ ام اننا لم نكن ضمن حساباتك على الاطلاق؟
كانت كارلا تنظر له بصدمة و قد اخافها انفجاره فهي دائما تراه بارد متحكما في اعصابه مما جعله صديقها المفضل و كاتم اسرارها فحاولت استعطافه : روبن ارجوك دعني اوضح لك الامر
روبن : لا لقد طفح الكيل يا كارلا انتي لا تهتمين الا بنفسك و بتحقيق رغباتك فقط تتعاملين بأنانية و كأن العالم يدور حولك انتِ ، هيا لنعود و احيطك علما ان والدك لن يمرر لكِ الامر بسهولة هذة المرة فهو ايضا قد سئم من دلالك
كارلا :روبن انا .........
روبن بعصبية: هيا نتحرك بسرعة انتي لا تعلمين ماذا كان سيكلفنا غباءك و تهورك ؟
تحركت كارلا الى القارب و قد كانت مترقبة رد فعل والدها فهي تعلم انه رغم طيبته الا انه صارم للغاية عندما يخص الامر عائلته الصغيرة
حاولت كارلا ان تتمالك نفسها و تستجمع قوتها للقاء والدها و كذلك كان روبن الذي حاول ان ظلت ملامحه متجهمة كثيرا ، كاد قلبه ان يلين قليلا بابنة عمه بعدما رأى نظراتها الحزينة و دموعها التي تأبى النزول لكنه تذكر حالة الهيستريا التي اصابت والدها و ش*يقتها كيارا و رؤيتها تستجم في تلك الجزيرة جعلته يقسي قلبه لكي تتوقف عن العبث و تكبر قليلا و تفهم المخاوف المحيطة بها من كل جانب
ظل روبن يجدف حتى وصل الى اكرا بعد وقت ليس ببعيد و بمجرد وصوله اتجه سريعا الى القصر حتى وصل الى غرفة الملك ادوارد حاكم اكرا
دلف الى الحجرة فالتفت اليه ادوارد بلهفة فابتسم له : وجدتها ياعمي لا تقلق
نظر اليه بجمود و تحدث بنبرة قوية : و أين هي ؟
اخبره روبن بانها كانت في احدى الجزر القريبة من اكرا فصرخ ادوارد مناديا عليها بحدة و عصبية شديدة :كارلا
شعرت كارلا بالفزع من صوته و لكنها حاولت التحلي بالثقة قليلا و دلفت الى الحجرة و هي تنظر الى الارض تخشى النظر اليه حتى لا يصدمها بقسوته التي ظهرت واضحة في نبرته و هو يسأل عليها
نظر اليها ادوارد نظرات زائغة و قد اخذ يقبض على يديه حتى برزت عروقه للغاية ثم نظر الى الحارس و تحدث بعنف كبير: اخرج الان
خرج الحارس و في نفس اللحظة جاءت كيارا و هي تهتف بسعادة : الحمد لله انكِ بخير و عدتي الينا
و قبل ان تقترب منها تحتضنها ارتفع صوت والدها عاليا : كيارا توقفي الان
ثم اخذ يقترب من كارلا التي حبست انفاسها من الخوف و هي تتخيل انه سيعنفها على فعلتها الا ان ردة فعله صدمتها فلقد ارتفعت يده ليصفعها بعنف
نظرت اليه كارلا بصدمة و قد اخذت دموعها تهطل بغزارة بينما جمدت الصدمة اطراف روبن و كيارا فتلك هي المرة الاولى التي يفعلها
كاد ان يفعلها ثانية و لكن كيارا امسكت بيده و هي تترجاه : ابي ارجوك توقف
دفعها بيده بعنف كادت ان تقع الا ان روبن امسكها و هو يرى وجها اخر للملك ادوارد امامه ، امسكها ادوارد و اخذ يهزها بعنف ثم بعد ذلك لم يتمالك نفسه و احتضنها بعنف و هو يتحدث بنبرة مرتعشة : الا تفهمين ما اعانيه لكي اؤمن لكي حياة هادئة انتي و ش*يقتك ، الا تفهمين ماذا تكلفني فكرة فقدانك ؟ انا اصنع المستحيل و اتحمل كل المخاطر كي احقق لكي كل ما تتمنيه ماذا ينقصك كي تفعلي فعلتك تلك ؟
كارلا بهستيرية : ينقصني ان اشعر بأنني انسانة عادية اخرج وقتما اريد و افعل ما اريد ، الا اشعر انني مراقبة في كل افعالي ، ان يعاملني الجميع على انني كارلا فقط و ليست الاميرة كارلا صدقني ابي انا اقدر ما تفعله و لكن لا استطيع منع نفسي من التفكير من التمتع بحياة بسيطة حتى و لو لعدة ايام فقط و هو ما قررت فعله عندما غادرت كنت سأعود اقسم لك و لكن بعدما اهدأ قليلا
ادوارد و هو يربت على كتفها و يحتضنها بعنف و كأنه يريد ان يخبئها من اي الم او حزن تعيشه : خطأ يا ابنتي تحدثي معي و كنت سأجعلك تذهبين حيث تريدين و لكن اخبريني حتى اكون مطمئن انكِ بأمان
كارلا: انا اسفة يا ابي صدقني لم اقصد ان اسبب لك كل هذا القلق .
ادوارد : حسنا و لكن تلك المهلة الاخيرة لكِ ، افهمتي و الان هيا اذهبي مع ش*يقتك
ذهبت كارلا مع كيارا بينما وقف روبن ينظر الى عمه ثم نظر الى الباب ليتأكد من خروجهما ثم التفت اليه ليقول : عمي انا اتفهم خوفك و قلقك و لكن لم يكن هناك سبب لما حدث
جلس ادوارد على الكرسي و كأن قدميه خذلته و لم يعد يستطع الوقوف و سكت قليلا ثم تمالك نفسه : اعرف و لكن انا اعتقدت انني فقدتها ، والدتها كانت تساندني في كل وقت بعد موتها شعرت بانني خسرت جزء من قوتي الا انني لازالت اتذكر كلماتها ان احافظ على كارلا و كيارا و الاوضاع في اكرا لا تبشر بخير انت تعلم ان لايوس تسيطر على كل الممالك المحيطة بنا و نحن لا نمتلك اسلحة قوية الا ان سلاحنا الحقيقي في قوتنا البشرية فجيشنا كبير و لكني اخاف
روبن : انا اتفهم مخاوفك و لكن صدقني ما دمت محبوبا بين الشعب ستضمن دائما ولائهم لك و بالتالي ستظل مركز قوة لاننا معا ، بالمناسبة عمي انا اقترح ان نبذ الخلاف و نتحالف مع اكواريوس
قاطعه ادوارد بعصبية : لا لايمكن ان نتحالف ثانيا
روبن باستغراب لعصبيته: لماذا ؟
ادوارد بقوة: لا تسأل ، و لكن اعلم ان ما حدث قديما خطأ و لكن لايمكن اصلاحه و لذلك توقف عن الحديث عن هذا الامر مرة اخرى
...........................
بعد مرور اسبوعين استطاعت كارلا ان تقنع والدها ان تعود مرة اخرى الى جزيرة لافلي و طمأنته بأنها تحت رعاية روبن
ذهبت الى هناك و وصلت الى الكوخ كان ستيفان جالس شاردا في الفضاء و في طريقها الى هناك وجدت كلب ضخم واقف امام المنزل و بمجرد رؤية الكلب لها حتى اسرع يعدو اليها بقوة اثارت رعبها فهربت مسرعة و هي تصرخ : انجدوني انجدوني
سمع صراخاتها ستيفان فخرج بسرعة و اخذ ينادي على الكلب بقوة : روي , روي
كاد الكلب ان ينقض على كارلا الا انه عندما استمع لنداء صاحبه عاد اليه بسرعة راكضا ، اقترب منه ستيفن و اخذ يداعبه بيده كل ذلك تحت انظار كارلا التي اقتربت منهما بحذر ليبدأ الكلب في النباح مرة اخرى فينذر اليه ستيفان بحب : انها صديقة روي لا تقلق
ثم ينظر اليها بقوة: و انتي هيا اقتربي
كارلا بخوف : لا لن اقترب و ابعده من هنا
ستيفان قيده و قام بربطه في احد الاركان و ثم نظر اليها بسخرية : هيا تحركي هو لن يلحق بكِ
اخذت كارلا تعدو بسرعة و لحقها ستيفان بينما لما يستطع تمالك نفسه من الضحك بصوت عالي اثار استياء كارلا: على ماذا تضحك ؟
ستيفان : عليكي فجسدك جسد فاتنة في العشرين بينما عقلك طفلة صغيرة لم تتجاوز الرابعة او اكثر
كارلا و هي تدق الارض بقدميها : اتعرف انا الحمقاء لانني عدت الى هنا ثانيا ، سأغادر الان .
نظر اليها ستيفان باعجاب و هو يرى برائتها ليهتف بقوة : حسنا اعتذر منكِ هيا اجلسي و اخبريني لماذا غادرتي ؟
كارلا : حدث امر طارئ لدى و اضطررت العودة ، و لماذا تسأل ؟ هل افتقدتني ؟
ستيفان : بالتأكيد لا و لكن احيانا الشخص يحتاج الى مص*ر ازعاج حتى لا يشعر بالملل
شعرت كارلا بالعصبية و هي تهتف بصوت منخفض : ا**ق
جلسا سويا يتناولان الغذاء ثم تحدثا سويا فتحدث ستيفان : اتعرفين ربما تبدين صغيرة قليلا الا انكِ عندما تحدثتي عن مشاعرك و اسباب هروبك لم استطع الا ان اشعر بالاعجاب بشجاعتك على اتخاذ قرار الهرب ، انتِ في الثالثة و العشرين من عمرك و قررتي بينما انا في الثلاثين من عمري و لم امتلك شجاعة اتخاذ ذلك القرار الا الان .
كارلا: انا لست خارقة كل ما في الامر انني قررت ان اتوقف عن رثاء نفسي و احاول ان امتعها قليلا حتى و لو عن طريق الهرب قليلا فالسعادة الحقيقية شعور نفسي يبدأ من داخلك و انا قررت ان اتحلى بها
نظر ستيفان اليها باعجاب :بالفعل انتي محقة تماما في رأيك
ظل ينظر اليها لدرجة اثارت ارتباكها فقررت تحويل مسار الحديث : و الان اخبرني ما الذي حدث عندما جاء بيدرو فيبدو انه اخبرك خبر ليس جيدا
ستيفان : بالفعل كانت هناك بعض المشكلات في اكواريوس و تطلب الامر حضوري لحلها
كارلا : و ما علاقتك انت بحل المشكلات؟
ستيفان : علاقتي انني ابن الحاكم و ولي العهد القادم
.........................................
بينما كانت كيارا تسير في الحديقة شعرت بحركة غريبة في القصر و الخدم يتجهون الى حجرة جناح والدها ثم جاءت الخادمة اليها لتخبرها : مولاتي ان الملك سقط على الارض فاقدا للوعي ولا نعلم السبب
اسرعت كيارا تعدو الى الداخل و هناك وجدت روبن يقف مع الطبيب الذي اخذ يقوم بفحصه ثم اعطاه الدواء و خرج ليتحدث مع روبن : قلبه متعب للغاية و انا اخبرته من قبل انه لم يعد يتحمل كم الضغوطات المحيطة به لكنه لم يهتم ، صدقني حالته تزداد سوءا و اذا استمر الامر على هذا الشكل ستكون النتيجة واحدة و انت تعلم ماذا اقصد ؟
ظلت كيارا تبكي و هي تمسك بيدي والدها الذي اخذ يحاول الابتسام و يطمأنها الا ان نبرته كانت ضعيفة للغاية : اهدئي يا ابنتي انا بخير لا تقلقي والدك لن يموت بتلك السهولة
كيارا بلهفة : لا تقل ذلك انت ستكون بخير لا تقلق
جاء في تلك اللحظة روبن و ربت على كتف كيارا بهدوء و هو يحاول طمأنتها ليتحدث والدها بنبرة ضعيفة و لكنها حازمة : كيارا يا ابنتي اخرجي قليلا انا اريد روبن في امر هام
خرجت كيارا و لكنها وقفت على الباب و قبل ان تخرج سمعت حديث والدها فشعرت بالترقب لما يريده ليصدمها والدها بما قاله لروبن ، لم تنتظر لسماع باقي الحديث و هربت مسرعة الى غرفتها و اغلقت الباب و جلست تبكي بهستيريا ثم وقفت و هي تنظر للمرأة و كأنها اتخذت قرار هاما .
.............................
في اليوم التالي بينما كانت كارلا و ستيفان يسبحان سويا و كلما مر الوقت كلما شعرت بانها تعلقت بستيفان اكثر حتى انها تغاضت عن كونه من اكواريوس بالرغم علمها ان والدها لا يحب تلك المملكة و هي لا تعلم السبب و لا تريد ان تعرفه ، كل ما يهمها الان ان ستيفان هو اول شخص يجذبها لهذة الدرجة
بينما هي تفكر اقترب منها ستيفان و اخذ يرشها بالماء ثم اخذ يقترب منها بعيون تلمع بالرغبة مما اصابها بالتوتر فهربت منه و هي تخبره: انا جائعة، هل تذهب لتجلب لنا الطعام ؟
اومأ ستيفان بسعادة و هو يستجيب لمحاولتها في تأجيل تقاربهما فهي صغيرة و خرج من المياه و اتجه الى الكوخ بسرعة ليجلب الطعام
في نفس اللحظة اقترب قارب يحمل روبن فشعرت كارلا بالفزع فهي لا تريد ان يراه روبن فأسرعت تسبح اليه و بمجرد وصوله نظرت لهيئته التي لا تبشر بخير و تسائلت بقلق بالغ : ماذا هناك روبن ؟
روبن : والدك مريض للغاية و يريد حضورك الان
كارلا بفزع :ماذا يا الهي ؟ هل هو بخير؟
روبن : للاسف لا قلبه متعب للغاية
شهقت كارلا بفزع ثم اخذت تحاول الصعود للقارب و هي تنظر لروبن : ساعدني روبن امسك يدي
روبن : و لكن انتي لا ترتدين ملابسك ؟
نظرت كارلا لهيئتها ثم اسرعت الى الشاطئ و ارتدت ملابسها بسرعة و عادت الى روبن : هيا روبن اسرع
و بالفعل انطلق روبن و كارلا بالقارب و ابتعدا سويا و في نفس اللحظة وقف ستيفان بين الاشجار يتابع القارب و هو يتحرك و النيران تشتعل في عينيه و هو يتسائل عن من هو ذلك الشخص الذي غادرت معه