الفصل الثاني عشر
ارتفع الصوت مرة اخرى فرفرف الجميع باهدابهم مرة اخرى و كانت الرؤية مشوشة للغاية
شيئاً فشئ اخذت الرؤية تتضح شيئاً فشئ لتهتف سلوفينيا بسعادة : لقد فعلتها يا اندرويوس
ثم اسرعت تحتضنه بتلقائية و هي تُتَمتِم : اشكرك كثيراً
تجمد اندرويوس من فعلتها الا انه سرعان ماتجاوب معها و احتضنها بسعادة
كانت هي اول من ادركت ماتفعل فابعدته و قد اصطبغ وجهها باللون الاحمر القاني لتتحدث باحراج : انا اسفة لقد شعرت بالحماسة
اندرويوس : و انا ايضا
ليتصاعد صوت روبن : عمل رائع يا اندرو اذهب يا هاري في الخفاء لتفقد الاحوال هناك و انا سأذهب لأُعلن حالة الاستنفار في الجيش
اندرويوس : ربما ليس هناك وقت انا سأذهب مع هاري لربما يكون الأمر خطراً للغاية
ثم امسك سيفه و حقيبة بها قنابل كانت لدى احد الحرس و هو يقول : سأذهب الان هيا هاري
روبن بسخرية: اندرويوس انت لست ذاهباً في رحلة صيد توقف عن تهورك
اندرويوس : احياناً التهور يكون مطلوباً في تلك الاوقات و الآن هيا هاري
نظر الجميع الى الباب الذي يصل بهم الى وسط اكواريوس و بالتحديد داخل القصر الحاكم و اعينهم مُعَلّقة بهاري و اندرويوس ينتظرون منهما اي خبر يطمأنهم على ستيفان و على ما يحدث داخل اكواريوس
……………….
كانت المعركة مميتة بين الجيشين و قد وقف ستيفان بِوَهنٍ و هو يشعر ان النهاية باتت قريبة فعدد كبير من جنوده قد تم قتلهم و المتبقى قد خارت قواهم و عاجلاً ام آجلاً سيرفعون راية الاستسلام
كاد ستيفان ان يقع على الارض بعدما خارت قواه و لكنه تماسك بكبرياء و عنفوان و هو يفكر بأنه لا خيار امامه الا القتال حتى و لو كان الموت هو الاقرب اليه يكفى ان يموت شامخاً كما اعتاد دائماً
ليرتفع صوت راموس بسخرية : اخيراً اتت ساعتك يا ستيفان لا تتصور سعادتي بك الآن و انت مذلولاً هكذا امامي
شعر ستيفان بالدماء تتدفق في شرايينه تحثه على قتل ذلك الا**ق المتباهي و لكنه فكر قليلاً بأنه لا وقت للتهور خاصةً مع حالته تلك فتسلح بالقوة و ابتسم بالرغم من ألمه و هو ينظر الى راموس و يقترب منه بقوة اخافته ليقول بهدوء ظاهري : الازلت تعاند و لا تريد الاعتراف بهزيمتك ابداً
ستيفان بلهجة صارمة و قوية : انا لن اُهزم ابداً او على الاقل لن اُهزم على يد غ*ي مثلك
و اشهر سيفه في وجهه و قد وصل لدرجة الغليان من الغضب تجاهه
ارتبك راموس للحظة و لكنه تمالك نفسه سريعاً و هو يبارزه بسيفه و يستغل حالة ستيفان الجسدية و الجروح التي تملأ جسده لكي يحظى بانتصار لم يكن ليحدث ابداً الا بسبب تلك الاصابات التي اثرت على كفاءة ستيفان
حاول ستيفان تفادي الض*بات و لكن كلما حاول اكثر كلما خارت قواه اكثر حتى اتت النهاية عندما اصابه راموس في ص*ره ليقع على الارض ينزف بغزارة
ضحك راموس بسعادة و تشفى : الغ*ي هزمك يا ستيفان
ستيفان بصوت حاول ان يبدو قوياً الا انه بدا متقطع من الألم : الغ*ي لن يفوز ابداً حتى لو قتلتنا المتبقى منا لن يتركك تهنأ بفعلتك فأكواريوس شعب تغذى على الحرية و عشقها و لن يقبل ان تُسلب منه على يد شخص مثلك
صرخ راموس بعصبية شديدة و هو يمسك بسيفه ليغرزه في قلبه و لكن و فجأة قبل ان يفعلها سمع صوت انفجار ضخم و دخان كثيف ملأ ارجاء المكان
بينما ستيفان استسلم للاغماء بعدما فقد القدرة على الاستمرار و هو يمنى نفسه ان يموت بدلاً من ان يقع اسير في يد ا**قاً اخر
…………….
كان ستيفان يسير في صحراء واسعة و قد كان العطش و الجوع ينهشان جسده
و كان يتخيل بئر للماء و كلما اقترب يجده مجرد وهم و سراب
خارت قواه و كاد ان يسقط على الارض الى ان رأي بحيرة قريبة فتحامل على نفسه حتى وصل الى هناك و كاد ان يشرب منها الا انه وجدها تتحول الى بحيرة دماء حاول معرفة مص*رها ليجدها تخرج منه هو
فسقط على الارض و كاد ان يستسلم للموت عندما ارتفع صوتها ينادي بإسمه صارخةً: ستيفان قاوم لا تستسلم انا انتظرك
ليرفرف باهدابه فيجد كارلا واقفة تحمل كوب كبير من الماء و تقربه منه لتهتف بحب : انا اتيت من اجلك و لن اتركك ابداً مهما حدث لذلك قاوم و عُد إلَيَّ مرةً اخرى
و اغمض ستيفان عيناه و قد استسلم للارهاق و التعب ليرتاح قليلاً و هو لا يعلم اهي راحة ابدية او مجرد وقت
ليرتفع صوت كارلا و اصوات اخرى تخالط صوتها تناديه برجاء و لهفة: ستيفاااان
… ……...
كانت كارلا و سلوفينيا تُتابعان الطبيب و هو يحاول اسعاف ستيفان الذي كانت حالته سيئة للغاية و كاد ان يستسلم للموت الا انه قاوم في اخر لحظة و تمسّك برغبته في الحياة و كل منهما منهارة سلوفينيا تبكي بقوة بينما كارلا تحاول التماسك الا ان دموعها سقطت كالشلال
بعد وقت طويل مر عليهم و كأنه سنوات عديدة خرج الطبيب ليخبرهم ان حالته مازالت خطرة
في المساء كان الجميع نائم حتى سلوفينيا التي كانت مُصِرَّة على السهر بجانبه و رعايته الا ان كارلا استطاعت اقناعها بصعوبة ان ترتاح قليلاً و تركته تحت رعاية ممرضتها و وصيفتها سيمون
تحركت كارلا بخفة و حذر حتى وصلت الى حيث يوجد ستيفان الذي كان راقداً بهدوء يناقض شخصيته المليئة بالتفاؤل و المشاغبة بوجه شاحب و ضعف شديد
حاولت التماسك الا ان بمجرد اقترابها منه حتى اخذت دمعاتها تخونها و انهمرت كالسيل : اتعرف شئ بعدما فعلت فعلتك و خُنتني حاولت ان اكرهك و اعتقدت انني قد نجحت في ذلك و شفيت من حبك .
لحظات و سقطت على الارض بجواره لتهتف بانهيار: حتى بعد انفصالنا و حتى و انا اضع بيدي خاتم رجل غيرك لا اتحمل رؤيتك بهذا الشكل ارجوك قاوم يا ستيفان قاوم و افتح عينيك لا تتمادى في عذابي انا رضيت ببعادنا لانك بخير فقاوم يا ستيفان و صدقني عندها سأعذبك اضعاف ما اشعر الآن لكن و انت قوى كما عهدتك
ثم امسكت بيده و ربتت عليها : عد الينا يا ستيفان فالضعف لا يليق بك
التفتت كارلا لتغادر و هي تجفف دمعاتها و لكن تجمدت اوصالها و شحب وجهها و هي تجد اندرويوس امامها
كارلا بارتباك و خجل: انا ….انا ….
كانت نظرات اندرويوس مصدومة الا انها كانت جامدة و تساءلت كارلا بتوتر عن تفسير تلك النظرات
كادت ان تتحدث الا ان اندرويوس قاطعها بنبرة جامدة : تعالى لنتحدث قليلاً في الخارج
الفصل الثالث عشر
في حديقة القصر وقفت كارلا و هي تشعر بالذنب و قد كانت تفرك يديها بقوة من التوتر فبدت كطفلة لوثت ثيابها و تنتظر ال*قاب من والدها
تحدث اندرويوس بنبرة قوية : اجلسي كارلا
كارلا بخفوت: انا بخير هكذا ، اندرويوس انا اسفة
اندرويوس بعصبية : على ماذا ؟ على خداعك لي ؟ ام على انك اختارتني بديل لستيفان ؟ ان على ماذا ؟
كانت نبرة اندرويوس غاضبة و لكنها لم تكن مريرة و كذلك نظرته التي كانت تلمع بالكبرياء و ليس الصدمة و المرارة
فاستجمعت شجاعتها لتسأله : انا اعتذر يا اندرو و لكن صدقني لم اقصد التقليل منك ابداً و لكن احياناً نتخذ قرارات مصيرية في اشد لحظاتنا صعوبة و لا ندرك عاقبة تلك القرارات الا متأخراً
تن*د اندرو : انا اتفهمك و انا اسف لانفعالي و لكنك تعلمين كبريائي و غروري فلم اتحمل فكرة البديل تلك حسناً لننسى ما حدث و نفكر فيما نفعل
كارلا بحزن: انا لا اريد خسارتك
اندرو: احيانا قد تكون وراء الخسارة م**ب كبير و انا اعتقدت اننا ربما قد خسرنا بعضنا البعض كأحباء الا اننا يمكن ان نكون اصدقاء افضل
مد يده اليها و هو يقول : هل توافقي ؟
صافحته كارلا بحب و اكملت : بالتأكيد اوافق ، سامحني اندرو
اندرويوس: اسامحك لانك لم تفعلي شئ انتي فقط خضعتي لمشاعرك و للاسف عندما تدخل المشاعر على حسبة ال*قل ترغمه على اتباع قوانينها …….
كاد ان يكمل حديثه الا انه لمح سلوفينيا واقفة تتابعهما من شرفتها و قد اخذ شعرها يتطاير بف*نة خ*فته و اربكت مشاعره
نظرت اليه كارلا بتعجب سرعان ماتحول لابتسامة عابثة و هي تهتف : يبدو انني لست الوحيدة التي اصبحت تخضع لقوانين المشاعر
اندرويوس بارتباك : ماذا ؟
كارلا بمكر : جميلة جداً هي سلوفينيا
اندرويوس بهيام و هو ينظر اليها مرة اخرى: بل فاتنة
قهقهت كارلا و هتفت مداعبة : و ماذا ايضا ؟ يا الهي و انا التي اعتقدت انك تجهل فن المغازلة الا انه من الواضح انك كنت بحاجة لمن يحفزك ….
قطعها اندرويوس باحراج نافياً: انتي تصنعين قصة من وحي خيالك
قطعته كارلا بقوة: الم نتعهد على اننا سنظل اصدقاء فلما الانكار الان
اندرويوس : لا يوجد شيء من الاساس لكي انكره ، كل ما في الامر انني منذ رأيتها و كأن هناك شعلة اخترقتني اضاءت تلك المنطقة المظلمة بداخلي و التي اخبأ بها مشاعري فأصبحت احب رؤيتها مشا**تها هيئتها عند تغضب ، بعدما رأيتك انتظرت الشعور بالمرارة و الحزن و لكن لا اعلم كل ماشعرت به هو جرح الكرامة فقط
تن*دت كارلا : كلانا وافق على هذا الزواج استنادا الى ال*قل و لكن يبدو ان مشاعرنا لها رأي اخر
اندرويوس : معكِ حق
كارلا : حسناً اذاً انتهينا كأحباء و لنبدأ صداقتنا بطلب خاص اتمنى الا تخبر احد عن انتهاء الخطبة
اومأ اندرويوس برأسه موافقا و هو يتفهم كارلا و يعلم انها تريد ان تنتظر من ستيفان الخطوة الاولي هي تخشى ان يشعر انها انفصلت لاجله و تريد عودة علاقاتهما مرة اخرى بينما هي تريده ان يحاول اصلاح ما افسده بغبائه و تسرعه
…………….
كان ستيفان واقعاً على الارض يحارب الاغماء لتخترق تلك الجملة الضباب الذي يحيط بعقله و هو يستمع الى حاكم لايوس هاتفاً بسعادة : فلترقد بسلام مع والدك و سأخبرك بسر صغير انا من قتلت والدك لا ادوارد
انتفض جسد ستيفان بقوة فأسرعت اليه سلوفينيا بفزع : ستيفان
رفرف ستيفان بأهدابه ببطء و بدأت الصورة تتضح شيئا فشئ فرأى نفسه في غرفة واسعة تبدو فخمة للغاية بمجرد النظر الى د*كورها ثم التفت بنظراته فوجد سلوفينيا تنظر اليه بخوف تتخلله السعادة لانه استفاق اخيراً فابتسمت من بين دموعها و هي تحتضنه بحب بنبرة حانية خائفة: الحمد لله على سلامتك اخي ، انا لم اكن سأتحمل خسارتك صدقني
ابتسم ستيفان بالرغم من المه و حاول ان يستجمع قواه و هو يتحدث بنبرة حاول جاهدا ان تبدو قوية الا انها بدت خافتة: انا بخير لا تقلقي لن استسلم للموت بسهولة لا تخافي ابدا ، اين نحن ؟ و كيف وصلت الى هنا ؟
سلوفينيا : نحن في اكرا ...
و قبل ان تكمل دلفت كارلا الى الغرفة و نظرت الى ستيفان بسعادة لم تستطع اخفائها لانه استفاق
بمجرد التقاء نظراتهما حتى تشبعت نظرة ستيفان بالمرارة و الحزن ثم نظر الى سلوفينيا و تحدث بحزن : سلوفينيا معذرة و لكن اريد التحدث مع كارلا على انفراد
ابتعدت سلوفينيا تاركة المجال لكارلا فاقتربت كارلا منه و وقفت تترقب حديثه و نبضات قلبها قد وصلت لاقصى معدلاتها تكاد تجزم ان ستيفان قد يسمع صوتها لو اقتربت اكثر فحافظت على مسافة بينهما و كذلك حتى لا تخونها مشاعرها و تحتضنه فرحةً بعودته
بدأ ستيفان الحديث بنبرة متقطعة : كارلا انا اعتذر ، اعتذر لانني ظلمتك من البداية ….
كان يلتقط انفاسه بصعوبة بين كل كلمة فشعرت كارلا ان الحديث يرهقه فقطعته برجاء: ستيفان ارتاح الان انت متعب و نتحدث لاحقا
ستيفان بقوة : لا الان سأخبرك بما في قلبي، ( ثم اكمل بمرارة وتعب ) انا علمت الحقيقة و اعلم انني تأخرت في معرفتها
كارلا بمرارة : انت علمت الحقيقة و لكن للاسف بعد فوات الاوان بعدما فقدت حبي و مشاعري تجاهك بسبب افعالك
ستيفان بعصبية : لم افقده نظراتك تجاهي و اللمعة في عينيكي لا تزال كما هي لم تتغير
كارلا بعنف : و لكن انا تغيرت
زفر ستيفان بحزن ثم تحدث بالم : صدقيني كارلا انا لم احب غيرك و سأنتظرك و انا على استعداد لتحمل كل شئ من اجل ان تعودي لي ثانيةً
كارلا بسخرية : ستنتظر طويلاً
ستيفان : لا بأس بالانتظار اذا كان استعادة حبك و قلبك هي ما سأحصل عليه في النهاية
دلف الملك ادوارد الى الغرفة و اقترب من ستيفان الذي بمجرد رؤيته حتي تحدث بمرارة : من الجيد انك اتيت مرة اخرى انا اعتذر لانني اتهمتكم بقتل والدي و لكن
الملك ادوارد بحكمة و كبرياء : و لكن الغضب دائماً هو العدو الاول للتفكير و انت اص*رت حكمك و اعتقد انك تحملت نتيجة حكمك بما فيه الكفاية لذلك انا اقبل اعتذارك ، اهتم بصحتك حتى نفكر معاً في حل لإيقاف لايوس فللأسف كل منا بمفرده لن يستطع فعلها
………………
بعد فترة من الوقت قضتها اكرا في الاستعداد لبدء الحرب لاستعادة اكواريوس مرة اخرى
وقف كل منهم يودع اسرته قبل ذهابهم
_ اندرويوس
كانت سلوفينيا واقفة في الممر تتأمل الجنود المتأهبين للحرب بحماس و هي تمنى نفسها ان ينجحوا في استعادة اكواريوس ثم نظرت للسماء و هي تناجي ربها ان يتم ذلك على خير
اقترب اندرويوس منها بابتسامة: لا تقلقي سنربح الحرب باذن الله
التفتت سلوفينيا اليه ثم تحدثت بثقة : انا اثق في ستيفان كثيراً و اثق انه سيستعيد اكواريوس
اندرويوس مازحاً : ستيفان فقط ؟
ابتسمت سلوفينيا : لا انا اثق بكم جميعاً فروبن قائد بارع و انت تخفي داخلك الكثير من القوة و لكنك شخص رائع و لذلك سأتحدث معك بجدية صدقني اخي يحب كارلا و سيحارب بأقصي طاقته لاستعادتها
ابتسم اندرويوس بثقة : على الرحب و السعة اخبرك سراً سأشعر بالسعادة فانا ايضا اريد الالتفات لحربي الخاصة
غمزها بعبث و اتجه الى جنوده بابتسامة سعادة و ثقة
.........
_ ستيفان
كانت كارلا جالسة في غرفتها عندما دلف ستيفان الى الغرفة مغلقاً الباب خلفه بسرعة اثارت خوفها
فالتفتت اليه بفزع سرعان ماهدأ قليلا و هي تجد ستيفان واقفا امامها فتحدثت بقلق : ماذا هناك ستيفان ؟
ستيفان بنبرة حانية : لا شئ انا فقط اردت الحديث معك
كارلا بضيق و هي تتجه الى الباب مغادرة: لا لايوجد حديث بيننا
امسكها ستيفان من يدها و ادارها بعنف لتصطدم بص*ره و تحدث بعصبية : كارلا توقفي عن الانكار توقفي عن تزييف الحقائق ( ثم اكمل بنبرة مريرة ) انتِ اردتي عقابي و لكن صدقيني لقد عوقبت بما فيه الكفاية يكفى انني اراكي معه يمازحك و يغازلك و احترق من الداخل من الرغبة في الفتك به لأخبره انكِ ملكي انا و لكني اتحمل لأجلك
ظلت كارلا صامتة امام انفجاره و داخلها يرقص من السعادة الا انها تصنعت الع** و هي تهتف بلا مبالاة : انا لا اصدقك
ستيفان : بلى صدقيني انا تعلمت الدرس جيداً يا كارلا و الآن اريد الوقوف على ارض صلبة فقد سئمت من التمني اذا كانت امنيتي قابلة التنفيذ و التحول لواقع اخبريني بينما اذا كانت مجرد وهم فارفقي بحالتي و اخبريني ربما عندها استطيع التوقف عن حبك
ظلت كارلا صامتة و قد وجدت ان الكلمات تخونها حاولت ان تتكلم اكثر من مرة و لكن و كأن انفجار ستيفان اصابها بالتجمد
فَسَّرَ ستيفان تجمدها على انها ترفضه فهمس بمرارة : حسناً لقد علمت الرد
فتح الباب و قبل ان يخرج من الباب ارتفع صوت كارلا قائلة بلهفة : انا انهيت خطبتي من اندرويوس منذ فترة
التفت اليها ستيفان بصدمة ثم سرعان ماتحولت نظراته الى سعادة فابتسم لها بحب ثم غادر الى الاسفل ليلحق بجيشه
.........
روبن
كانت كيارا تحتضن روبن بحزن : هل يجب ان تذهب ؟
روبن و هو يحاول تهدئتها بينما يقبل رأسها : اهدئي يا وردتي ، ستكون فضيحة ( القائد الذي تخلى عن جيشه و سقط في بحر العسل مع زوجته )
حاولت كيارا الابتسام ثم تحدثت بحزن :انا خائفة يا روبن ، ارجوك كن بخير لاجلي فانا لا استطيع الحياة بدونك
روبن بحب و هو يشدد من احتضانها : انا بخير و سأكون دائما مادمتي الى جواري .
كيارا بنبرة باكية : فليحفظك الله لي دائماً و ابدا
ثم نزعت قلادتها التي كانت ترتديها على رقبتها و تتدلي منها في النهاية قطعة زمردية
ثم اقتربت من روبن و ساعدته في ارتدائها و هي تقول بحب: تلك القلادة اخبرتني امي ان ارتديها دائما كي احصن نفسي فارتديها الآن كي تحصنك ضد الشرور و تعيدك لي سالماً
نظر اليها روبن بحب و لكنه تحدث بجدية : و لكن تلك هديتك من والدتك
شددت كيارا من احتضانه : حافظ على نفسك لانها نفسي ، مايصيبك يصيبني
ظل روبن يحتضنها بحب حتي هدأت قليلا فاتجه هو الى حيث يتجمع الجيش في انتظارهم و هو خائف من القادم الذي يعتقد انه لن يكون سهلاً ابداً
...........
تجمع العديد من الجنود امام الممر و وقف ستيفان يلقى كلمة السر
تم فتح البوابة و دلف جميع الجنود من الممر سريعاً و عدد من الجنود من خلفه يجهزون القنابل لالقائها بسرعة بمجرد دخولهم
و بالفعل بمجرد فتح الممر حتى اطلق الجنود القنابل بغزارة فتحولت المملكة الى سحابة بيضاء من الدخان الكثيف و دلف باقي الجنود بسرعة كبيرة كانوا قد تدربوا عليها
للوهلة الاولى ساد الارتباك صفوف جيش لايوس الا انه في ثواني قد استعادوا السيطرة مرة اخرى خاصة و ان جيشهم كان مستعد لتلك الحرب و قد انضم عدد كبير من شعب اكواريوس الى الجيش خوفاً من تكرار مأساة وزيرهم و تهديد ملك لايوس لا يريح عقولهم ( من سيتخاذل او يتهاون في الدفاع ضد اكرا يجب ان يتذكر جيداً هيئة وزيركم السابق و العربة تجره كالشاة و يتأكد بانه سيكون التالي و لدينا من العربات ماتكفي الجميع اما من سيحارب معنا سيربح و سينال خيراً هو و اسرته )
كانت الحرب على اشدها و قد كان صليل السيوف هو الصوت المسموع في المعركة
كان ستيفان يقاتل بشراسة مع خريستو ولي العهد و ابن حاكم لايوس كان ستيفان بالرغم من براعته الا ان الاصابة الاخيرة جعلته يفقد جزء من طاقته و هذا ما استغله خريستو بقوة و انهال عليه بالض*بات الواحدة تلو الاخرى و قد كان ستيفان يصد الهجوم و فجأة انهالت عليه ض*بة قوية اسقطت سيفه و وقع على الارض
فاشهر خريستو سيفه في وجهه و رفعه لاعلي و هو يستعد لوضع حد لحياة ستيفان
و قبل ان يهبط بالسيف على ستيفان منهياً حياته ، بسرعة البرق جاء روبن بسيفه و طعنه في قلبه اودت بحياته على الفور
نظر ستيفان اليه بامتنان ليبدله روبن الابتسامة التي سرعان ماانمحت سريعا و هو يتحدث بجدية : يجب ان ننسحب ستيفان الاستمرار في القتال ليس من مصلحتنا
ستيفان بحزن : معك حق للاسف شعب اكواريوس ضدنا لن نربح ابدا حتي يحدث الع** و نحارب معا يداً بيد لطرد لايوس من المملكة....
و قبل ان يكمل ارتفع صوت انفجار قوى يدوي في الارجاء
اتجه كل من روبن و ستيفان الى مكان الانفجار فوجد هناك العديد من الجثث المتفحمة لجنودهما ، تناقلت انظارهما بين الانحاء فوجدا اندرويوس يسير بخطوات متعرجة و يده تنزف بغرازة يحاول الهرب بعيدا عن النيران
اشار اليهم روبن علامة الانسحاب فاتجه الجميع الى الممر بينما وقف روبن مع بعض الجنود و اخذوا يلقون بالباقي من القنابل على جنود لايوس لتعطيلهم و تشتيت انتباههم عن الباقي حتي يستطيعوا النفاذ الى الممر بسرعة و قد كان جنود لايوس يطلقون القنابل مما جعل الساحة تبدو ككتلة نيران
دلف الجميع بسرعة بعدما اطلق ستيفان كلمة السر و انتظر ان يأتي روبن و عندما تأخر خرج ليلحق به ثواني وارتفع صوت انفجار ضخم اثار فزع الجميع ، فجأة دلف ستيفان بسرعة للممر ملقيا كلمة السر فنظر اليه اندرويوس بتعجب : روبن
ستيفان بحزن : لم يكن بوسعي الانتظار اكثر من ذلك ، و لكن باذن الله سيعود
نظر اليه اندرويوس برجاء و اتجه الجميع عائدين الى اكرا و قد بدت على وجوههم اثار تلك الحرب
............
في نفس اللحظة كان ملك لايوس ينظر الى جثة ابنه بحسرة شديدة سرعان ماتحولت الى غضب شديد و هو يهتف بوزيره : اين ذهبوا
الوزير بارتباك : لا نعلم للاسف لقد توقفت اثار الاقدام عند الجدار و لا نعلم كيف اختفوا
ملك لايوس بغضب جارف : يومان فقط اذا لم تصل للسبب سترى مني وجه لم تعرفه ابدا و بالتأكيد هو لن يعجبك هيا اذهب
غادر الوزير بخطوات متسرعة بينما ظل ملك لايوس ينظر للجثة و هو يهتف بغل شديد : لقد كتبت اكرا نهايتها و نهاية روبن بفعلتها تلك مهما اختبأتم سأصل لكم و عندها لن ارحمكم و سيدفعون ثمن فعلتهم بك يا بني
بعد قليل دلف الوزير بوجه مشرق و هو يهتف بسعادة : مولاي لدينا خبر رائع لك
ثم اخبره بما عرفه فشعر ملك لايوس بالصدمة ثم سرعان ماابتسم بسعادة و تشفى ثم نظر لولده و قبله بحزن ثم سرعان ماتحول لسعادة : لقد قام الزمن بمداوة جرحي سريعا و لكن غليلي لم يشفى بعد
ثم نظر لوزيره و هتف بثقة: احضر صندوق ضخم فهناك هدية و يجب ان تصل لاصحابها في اقرب وقت
........
و على الجانب الاخر كانت كيارا قد فقدت اعصابها بسبب اختفاء روبن و قد انعزلت عن الجميع و هي تحملهم مسئولية اختفائه انهم تركوه و غادروا بدونه
بينما هي جالسة شاردة في الفراغ دلفت الخادمة اليها : مولاتي ، هناك طرد قد جاء اليكي
ثم اعطتها الرسالة فأمسكتها كيارا بخوف و قلق و قد انتباها شعور سئ حيالها
فتحتها بحذر فوجدتها : ( اتمنى ان تعجبك هديتي )
اسرعت الى الاسفل حيث تم وضع الهدية وصلت الى هناك وبمجرد رؤيتها حتي شحب وجهها و شعرت بانقباضة في ص*رها و هي ترى امامها تابوت ضخم
استجمعت شجاعتها و قامت بفتحه بحذر شديد شحب وجهها للغاية و هي تجد نفسها امام جثة محترقة بالكامل اغمضت عيناها بصدمة و قد اصبح وجهها يحاكي الموتى في شحوبه
و لكن شيئا ما يتوهج على ص*ر تلك الجثة هو ماجعلها تفتح عيناها مرة اخرى فوجدت القلادة التي كان روبن يرتديها تزين ص*ر الجثة
ظلت تنظر اليه بصدمة و نظرتها انتقلت من ص*ره الى الخاتم الذي يزين يده و فجاة دوت صرخاتها تكاد ت** الاذن و هي تهتف بحرقة : رووووبن
ثم وقعت على الارض مغشيا عليها ...
……………..