الفصل الثاني

2212 Words
نظر سليم حوله في جميع أركان المطار حتى يرى صديقه البا**تاني "عبد الله" الذي تعرف عليه قبل بضع سنوات من خلال الفيس بوك ولكنه لم يجده فتعجب بشدة ولكنه ابتسم بعد لحظات بعدما رأى عبد الله يقترب منه قائلا: -"حمدا لله على سلامتك يا رجل ، أرجو أن تكون استمتعت برحلتك". صافحه سليم بحرارة: -"سلمك الله من كل شر يا صديقي ، الرحلة كانت جيدة إلى حد ما". ساعد عبد الله سليم في حمل الحقائب ورافقه إلى البناية التي استأجر بها شقة صغير حتى يقيم بها سليم أثناء فترة مكوثه في نيويورك. فتح عبد الله الشقة وأدخل الحقائب ثم أخذ يرافق سليم ويريه كل شيء ورص معه أغراضه ثم استأذن وغادر. كاد سليم يخلد للنوم ولكنه تذكر أنه لم يهاتف عائلته فنهض بسرعة وتحدث مع خاله ووالدته وطمأنهما على وضعه وأخبرهما أن كل شيء بخير ولا يوجد داعي ليقلقا عليه. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ خيم الليل وبدأت الأضواء تنتشر والناس يتوافدون في تلك القاعة التي يقام بها عرض أزياء لماركات مشهورة وعالمية تجلب اهتمام العديد من رواد الموضة والأزياء. جلس الناس وبدأ العرض بخروج أول عارضة وسيرها فوق البساط الأحمر وتبعتها عارضات أخريات إلى أن حان دور تلك الشقراء الفاتنة التي تصلبت جميع الأعين عليها عندما خرجت وسارت أمام الجميع بملامح جامدة وحركات مدروسة بعناية فائقة وكأنها إنسان ألي ينفذ التعليمات التي تم برمجته عليها. نظر الحضور إلى تلك الفتاة ليس لروعة الفستان الذي كانت ترتديه وإنما لجمالها الآخاد الذي جعل جميع النساء المتواجدات ينظرن لها بحنق وغيرة واضحة ووصل الأمر ببعضهن إلى شتم وسب منظم العرض ؛ لأنه اختار فتاة بهذا الجمال ودسها وسط العارضات. كبحت أماندا تلك الابتسامة الواثقة التي كادت تشق طريقها إلى شفتيها فهي تعلم جيدا مدى جمالها الذي يسلب قلوب الرجال ويجعلهم مهووسين بها ولكنها لا تكترث لمشاعر هؤلاء المعجبين فهي تستغل هذا الجمال من أجل تحقيق مصالحها الشخصية وليس من أجل الحب والغرام ؛ لأنها وببساطة شديدة تكره الرجال ولا تحتمل التواجد بمفردها بالقرب من رجل لفترة تتعدى بضع دقائق إلا في بعض الحالات الطارئة. انتهى العرض وتقاضت أماندا راتبها نظير مشاركتها في هذا العرض الذي أحدثت به زلزال بين الحضور على الرغم من أنها لم تكن العارضة الأساسية. تقدمت العارضة الأساسية من أماندا وهتفت بحقد: -"أعتقد أنك سعيدة الآن يا أماندا بعدما جلبت أنظار الجميع نحوك أثناء العرض". ابتسمت أماندا بزهو و ***ة انتصار فقد راهنت جميع العارضات المشاركات أنها سوف تخ*ف الليلة أنظار الجميع ولن ينظر لهن أحد بسبب وجودها وسطهن: -"أوه عزيزتي ، لا تقولي أنك غاضبة ؛ لأنه لم يهتم بك أحد ، استمري وحاولي مرة أخرى ربما ينظر لك أحد ويعجب بك". هزت أماندا كتفها وتابعت باستهزاء: -"التجاهل وعدم الاهتمام شيء مؤسف بالفعل ولكن ليس ذنبي أنك ق**حة يا ريتا". استفاقت ريتا بعد لحظات من صدمة كلمات أماندا الجارحة وأرادت أن تصفعها ولكنها لم تستطع ؛ لأن أماندا غادرت وتركتها تتلظى بنيران غيظها. ض*بت ريتا الحائط بجوارها وتمتمت بتوعد: -"سوف أجعلك تدفعين ثمن تلك الإهانة غاليا يا أماندا". وصل هذا التوعد إلى مسامع بعض الفتيات ولكنهن لم يكترثن كثيرا بل وصل الأمر بالبعض إلى السخرية من ريتا ولم تعلم أيا منهن أن هذا الوعد سيتحول إلى لعنة تنغص حياة أماندا وتجعلها تخسر الكثير. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ -"أنا مش قادرة يا فائد ، قلبي متوغوش على سليم ومش مرتاحة خالص وهو بعيد عني". نطقت ليلى تلك العبارة فض*ب فائد كفيه ببعضهما واستغفر ربه قبل أن يتحدث بحنق: -"يا ليلى حرام عليكِ كده ، أنتِ محسساني أن ابنك لسة طفل عنده سنة ومحتاج الرضعة ، فوقي يا حبيبتي ، سليم بقى خلاص شاب طول بعرض ويقدر أنه يعتمد على نفسه". هتفت ليلى باستعطاف: -"طيب عشان خاطري خليني أكلمه أطمن عليه". نظر لها فائد بدهشة قائلا باستنكار: -"أنتِ بتهزري يا ليلى؟! احنا لسة مكلمين سليم من ساعتين وقال أنه وصل وأن عبد الله صاحبه وداه الشقة اللي هيقعد فيها". ربتت منى على كتف ليلى وحاولت أن تهدئ من روعها فهي أم مثلها وقد انتابها هذا القلق عندما زوجت كل من ابنتيها وشعرت بالخوف عليهما ؛ لأن هذه كانت المرة الأولى التي تنام في المنزل ولا يكون هناك أثر لهدير وهند. ابتسم فائد لش*يقته وقال: -"ابنك مبقاش صغير يا ليلى وبعدين أنا سافرت أمريكا لما كنت في عمر أقل من عمره ومكانش الموضوع مرعب أو مخيف بالشكل اللي أنت متصوراه ده". اتسعت حدقتي ليلى عندما تذكرت أمر تلك السفرية التي خاضها ش*يقها في شبابه والتي انتهت بعد فشل زيجته من تلك الفتاة الأمريكية. شعرت ليلى بالخوف عندما خطر في عقلها فكرة أن يقع سليم في الخطأ نفسه الذي سقط فيه فائد وهو أن يتزوج بفتاة أمريكية لا تعرف شيئا عن الحياء والشرف ولا يشغل عقلها سوى اللهو والعبث وشرب الكحول وتعاطي الم**رات. استشعرت منى ما يدور في خاطر ليلى فتمتمت بصوت منخفض للغاية حتى لا يسمعها فائد: -"اطمني يا ليلى ومتخافيش ، سليم عاقل وناصح مش غ*ي ولا أهطل زي خاله عشان يورط نفسه ويتجوز من واحدة ناشفة ومعصصة من اللي موجودين هناك". انفجرت ليلى في الضحك وشاركتها منى فنظر لهما فائد ببلاهة واستغفر ربه وطلب منه أن يلهمه الصبر على تلك المجنونتان اللتان تضحكان بدون سبب وله كل الحق في أن ينظر إليهما على أنهنا مختلتان عقليا ؛ لأنه لم يكن يعلم أنهما تضحكان عليه. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ ذهب سليم برفقة عبد الله إلى مسجد قريب وأدى صلاة العشاء ثم ذهبا إلى متجر المثلجات الصغير الذي يعمل به صديق عبد الله الز**ي والذي يدعى "محمود". ابتسم عبد الله وهو ينظر إلى المكان حوله وقال: -"بسم الله ما شاء الله ، هناك كثير من الزبائن هنا ولا يوجد غيرك يا محمود ، أين ذهب رفيقك ما**؟" تن*د محمود قائلا وهو يجهز طلب أحد الزبائن: -"ذهب إلى ت**اس حتى يعتنى بوالدته ؛ لأنها تمر بوعكة صحية وهي مريضة للغاية وسوف يعود بعد بضعة أيام". نظر عبد الله إلى سليم قائلا وهو يشير إلى إحدى الطاولات: -"يمكنك أن تجلس هنا وتنتظرني حتى أنتهي من مساعدة محمود ؛ لأنك كما ترى هنا كثير من الزبائن ولن يستطيع محمود أن يلبي جميع الطلبات بمفرده". هتف سليم بجدية: -"حسنا ، سوف أنضم إليكما وأساعدكما في العمل". انضم سليم وعبد الله إلى محمود وأخذوا يعدون طلبات الزبائن وفي تلك الأثناء حضرت جين وروز برفقة صديقتهما ماريا وجلسن على إحدى الطاولات. نظرت جين إلى القائمة وقالت: -"سوف أطلب مثلجات بنكهة الفانيليا ، ماذا عنكما؟" أجابتها روز قائلة: -"أنا سأطلب بالفراولة". هتفت ماريا بعدما رفعت نظرها عن القائمة: -"وأنا سأتناول المثلجات اليوم بنكهة الشوكولاتة". سجلت جين الطلبات وأعطتها لمحمود الذي ذهب وأخذ يجهزها. وقعت عيني روز على سليم فأشارت بإصبعها نحوه قائلة بذهول: -"انظرن يا فتيات إلى هذا الشاب الذي يساعد محمود وعبد الله في العمل". نظرت كل من جين وماريا إلى سليم ثم هتفت جين بعد برهة من التفكير: -"يا إلهي!! إنه يبدو عربيا ، أرجو ألا تأتي أماندا وتراه". سألتها ماريا بدهشة: -"وكيف علمتِ أن هذا الشاب عربيا؟ ربما يكون من با**تان مثل عبد الله". همست جين بصوت خافت: -"انظري جيدا إلى شكل الأحرف المكتوبة على قميصه ، صحيح أنني لا أعرف اللغة العربية ولكنني يمكنني أن أميز كلماتها إذا رأيتها أمامي". أومأت روز باقتناع: -"أنتِ محقة يا جين ، هذا الشاب عربي بكل تأكيد وهذا الشيء يظهر بوضوح في ملامحه فهو يشبه كثيرا رجال الشرق الأوسط". دلفت أماندا إلى المحل وكالعادة التفتت جميع الأنظار نحوها أثناء سيرها وجلوسها برفقة أصدقائها قبل أن تقول: -"مرحبا ، هل أعددتم حسابي معكن في الطلب؟" أومأن بالنفي فهتفت أماندا بحنق: -"نذلات من يوم يومكن ، سوف أنهض بنفسي وأسجل طلبي ضمن القائمة". ذهبت أماندا بسرعة لكي تسجل طلبها فتمتمت ماريا بقلق: -"يا إلهي!! سوف ترى أماندا الآن هذا الشاب العربي ولن تتركه وشأنه". نظرت كل واحدة منهن إلى الأخرى بترقب وتوجس من ردة فعل أماندا عندما تعلم بوجود شخص عربي يعمل في محل المثلجات المفضل لديها فهي سوف يجن جنونها بكل تأكيد بسبب كرهها الشديد للعرب والذي نما بداخلها بعدما علمت حقيقة أن والدها الحقيقي هو في الأصل رجل مصري تزوج من والدتها وتركها وهي تحمل بها في أحشائها. وصلت أماندا حيث يقف سليم فحمحمت ولكنه لم يلتفت لها بسبب انشغاله وهذا الأمر أغاظها فهمست بتأفف: -"أريد قطعة مثلجات بنكهة الفراولة وأضف هذا الطلب إلى قائمة أصدقائي هؤلاء". التفت سليم إلى مص*ر الصوت حتى يرى أصدقائها الذين تتحدث عنهم ثم هز رأسه دون أن ينظر إلى وجهها وملابسها الشبه فاضحة. تعجبت أماندا من ردة فعل سليم الغير متوقعة بالنسبة لها فهي لم تتعرض أبدا لموقف مشابه من قبل فقد صادفت العديد من الشباب الذين يغتنمون الفرص حتى يحدقون بها وهذا الأمر كان يضايقها بشدة ولكنها تضايقت أيضا عندما تجاهلها سليم وقام بغض بصره معلنا بذلك رغبة ص**حة في عدم النظر إلى ساقيها وذراعيها المكشوفتان. استشعرت أماندا وجود خطأ ما في ملابسها أو في زينة وجهها فذهبت بسرعة إلى المرحاض ونظرت إلى نفسها في المرآة ولكنها رأت أن كل شيء على ما يرام وليس بها شيء يدعو للنفور والتقزز. خرجت أماندا وهي تزفر بحنق وأخذت تنظر إلى جميع الشباب الجالسين في المحل وكما توقعت فقد كانوا يحدقون بها بنظرات تدل على مدى إعجابهم الشديد بها ، اتسعت عيناها عندما رأت أحد الشباب يغمز لها بعينيه والأخر يشير لها بيديه على أذنه كعلامة على رغبته في أخذ رقم هاتفها. أدارت أماندا رأسها بعدما منحت هؤلاء الصبيان نظرة مشمئزة تبرهن على نفورها الشديد منهم وتعجبت في نفسها من موقف هذا الشاب الغريب الذي غض بصره ولم يأكلها بعينيه مثلما فعل هؤلاء الفتية. اقتربت أماندا من طاولة أصدقائها واستمعت إلى صوت ماريا وهي تقول: -"أتمنى ألا تكون أماندا لاحظت وجود الشاب العربي الذي بدأ يعمل اليوم في المحل". رددت أماندا بحدة وهي تقبض على رقبة ماريا من الخلف: -"شاب عربي ويعمل هنا في المحل!! أخبريني أين هو يا ماريا وإلا سوف أض*بك بشدة وأعلقك من شعرك فوق أحد أعمدة الإنارة التي تملأ الشوارع". شهقت ماريا برعب ونظرت إلى جين حتى تنقذها من أماندا المجنونة التي يمكنها أن تنفذ تهديدها بالفعل ولكن **تت جين وض*بت رأسها بكفها وأشارت لماريا فيما معناه أنها عليها أن تتحمل بمفردها نتيجة ذلة ل**نها. هتفت أماندا بفحيح يشبه الطريقة التي تتحدث بها الساحرات الشريرات داخل أفلام ديزني: -"هيا يا صغيرتي ، تحدثي وإلا سوف أرمي بك في غابة مليئة بالمستذئبين ومصاصين الدماء". تحدثت ماريا بخوف عندما تذكرت فيلم الرعب الذي شاهدته الأسبوع الماضي وظهر به إحدى مصاصات الدماء بشكل ب*ع ومقزز جعلها تطفئ التلفاز وتذهب إلى المرحاض حتى تتقيأ من شدة الغثيان: -"حسنا اتركيني أولا وسوف أقول لك كل شيء". شددت أماندا من قبضتها على الجزء الخلفي من رقبة ماريا وهتفت بصرامة: -"لن أتركك قبل أن تقولي كل شيء ؛ لأنني أعرف جيدا أنك سوف تركضين إلى الخارج بسرعة الصاروخ بعدما أزيح يدي من فوق عنقك". ابتلعت ماريا ريقها قائلة بخوف: -"هناك شاب جديد رأيناه هنا قبل قليل يأخذ الطلبات من الزبائن ويوجد كلمات باللغة العربية على قميصه ولهذا السبب اعتقدنا أنه من الوطن العربي ولكننا لسنا متأكدين بعد من هذا الأمر". تركت أماندا رقبة ماريا وكادت تبحث عن هذا الشاب العربي ولكنها توقفت عندما رأت سليم أمامها يضع الطلبات فوق الطاولة وينصرف دون أن ينظر لها أو يحتك بها فكزت أماندا على أسنانها من شدة غيظها نتيجة تجاهل هذا الغريب لها. سحبتها ماريا من ذراعها وهمست بجوار أذنها: -"هذا هو الشاب العربي الذي كنت أتحدث عنه ولكنه ارتدي الآن مريلة فوق قميصه ولهذا السبب لا تظهر تلك الكلمات التي رأتها جين عندما أتينا إلى هنا". كزت أماندا على أسنانها وتذكرت في تلك اللحظة المعاناة التي مرت بها بسبب تخلي والدها عنها فقد تركها في عهدة أم مستهترة لم تهتم يوما لأمرها. -"هكذا إذن ، الوقح الذي تجاهلني قبل لحظات يعود أصله إلى عرق عربي ، سوف أجعلهم يطردونه من هنا على الفور وسوف أكون حريصة على ألا يجد عمل أخر". توجهت أماندا حيث يقف محمود الذي كان يرص بعض الطلبات حتى يقدمها للزبائن. -"أريدك أن تطرد هذا الشاب فورا وإلا سأحرص على ألا يأتي أحد إلى هذا المحل مرة أخرى". خرجت تلك الكلمات الصارمة من أماندا وهي تشير نحو سليم الذي لم ينتبه لها على الإطلاق. استغفر محمود بسره من نرجسية تلك الشقراء البغيضة التي تفرض شروطها على الجميع وكأنهم يعملون عندها ثم التفت خلفه حتى يفهم قصدها واتسعت عيناه بدهشه وكاد يضحك وهو يقول ببساطة: -"هذا الشاب لا يعمل هنا يا أماندا". سألته أماندا بحدة: -"إذا كان لا يعمل هنا كما تقول لماذا يقدم الطلبات للزبائن؟!" استغفر محمود بسره للمرة الثانية وهتف بهدوء يخفي خلفه هذا الغضب الذي ينتابه كلما تحدث مع تلك الفتاة المستفزة: -"سوف أشرح لك الأمر ، الجميع يعرف أن لدي صديق با**تاني يدعى عبد الله وهو يأتي دائما لزيارتي ومساعدتي في حال كنت بحاجة لذلك وهذا ما حدث اليوم فقد أتى عبد الله برفقة صديقه المصري حتى يجل**ن معي وقد قدما لي يد العون عندما وجدا أن هناك كثير من الزبائن ولا يوجد أحد غيري في المحل يقوم بخدمتهم". أعادت أماندا النظر إلى سليم مرددة بذهول: -"هل أتوهم أم أنك قلت بالفعل أن هذا الشاب يكون مصريا؟!" هتف محمود مستغربا ردة أماندا: -"أجل هو مصري واسمه سليم ، شاب محترم ومهذب للغاية ولا أظن أنه قام بمضايقتك حتى ترميه بتلك النظرات الكارهة". اصطدم سليم بإحدى الطاولات فوقعت محفظته وسقطت منها تلك الصورة التي التقطها لنفسه برفقة والدته وخاله قبل سفره. سليم لم يقم بمضايقة أماندا ولكنه يحمل ج*سية والدها الذي لم يكلف خاطره بالسؤال عنها والاطمئنان على حالها وليس هذا فقط بل تجمعه صلة قرابة به. اقتربت منه أماندا والتقطت الصورة الملقاة أرضا ثم نظرت إلى وجه والدها الذي يظهر بوضوح في هذه الصورة ثم سألت سليم بحدة: -"من يكون هذا الرجل؟" هتف سليم بهدوء متجاهلا وقاحتها فقد سمع الحديث الذي دار بينها وبين محمود وفهم أنها تنتمي إلى تلك الطائفة العنصرية التي تكره كل من يختلف عنهم: -"هذا خالي وهو يعد بالنسبة لي والدي الروحي". ابتعد سليم عنها بعدما رماها بنظرة مشمئزة فعادت أماندا إلى الطاولة وهي واجمة الوجه وأقسمت بداخلها على أن تحول حياة سليم إلى جحيم فهو ليس مجرد شاب عربي بل هو أيضا ابن عمتها. نهاية الفصل batol
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD