الفصل الأول
جهز سليم حقائبه حتى يعود إلى أرض وطنه الذي غاب عنه لبضعة أشهر كانوا بالنسبة له أصعب فترة على الإطلاق فهو لم يشعر بالراحة مطلقا بعدما جاء إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تلك المنحة التي أتته من إحدى الجامعات الأمريكية لكي يستكمل دراسته ويُحضر الدكتوراه في الهندسة الإلكترونية بعدما تفوق في جامعته وحصل على المرتبة الأولى وسط دفعته.
حمل سليم الحقيبة وهبط إلى الأسفل فتفاجأ بوجود أماندا التي وقفت أمامه معترضة على رحيله:
-"إلى أين أنت ذاهب يا سليم؟ لا يمكنك أن ترحل ، أنا لن أسمح لك بالذهاب".
رمقها سليم باستهزاء:
-"وكيف ستقومين بمنعي من الذهاب ، لقد حجزت التذكرة منذ بضعة أيام وطائرتي ستقلع بعد ثلاث ساعات".
صرخت أماندا بصدمة من ت**يمه على الذهاب بلا عودة:
-"وماذا عن منحتك وحلمك باستكمال دراستك ، هل ستترك كل هذا وترحل؟!"
نظر لها سليم بجمود مزق قلبها الذي وقع في حبه وهو الأمر الذي لم تتصور أن يحدث معها مطلقا فقد كانت في الماضي تكره العرب ولا تطيق سيرتهم ولكنها سقطت في عشق رجل جعلها تتغير بشكل جذري وتصبح فتاة مختلفة عن تلك الشخصية المغرورة التي اشتهرت بها لسنوات وسط أصدقائها.
رد سليم بشراسة دون أن يكلف نفسه عناء النظر إليها:
-"أجل سأترك كل شيء وأرجع إلى وطني لأنني لم أعد أحتمل البقاء في الدولة نفسها التي تقيمين بها".
أحرقت كلماته قلبها ولكنها أبت أن تستسلم وتتركه يبتعد عنها بسهولة فأمسكته من ذراعه تستجديه أن يبقى:
-"أرجوك لا ترحل ، أعدك أنني سأصلح كل شيء ولكن لا تتركني وتذهب ، سوف أتغير وأصبح الفتاة التي تريدها وسأتحلى بالصفات التي يجب أن تتوفر في المرأة التي تريدها أن تصبح زوجتك".
أزاح سليم ذراعها بعصبية شديدة قائلا بسخرية لاذعة جعلتها تلعن غبائها للمرة الألف:
-"أنتِ تريدن مني أن أبقى حتى تثبتين لأصدقائك أنك ربحت الرهان وجعلت الشاب العربي الغ*ي يقع في حبك ويعشق التراب الذي تسيرين عليه ولكن يؤسفني أن أقول لك أنك خسرتِ يا أماندا هذه المرة رهانك مع أصدقائك فأنا لم أحبك ولا أطيق رؤية وجهك ولم أسقط في فخك مثلما سقط قبلي العشرات من الأغ*ياء".
اندفعت الكلمات من فمها وصرخت مدافعة عن نفسها:
-"هذا الرهان السخيف كان في بداية تعارفي عليك أما الآن فأنا أحبك كثيرا وأريد أن أكمل حياتي معك إلى الأبد".
ظنت أن تلك الكلمات سوف تجعله يعيد حساباته ويعدل عن قرار الذهاب ولكن حدث ما لم تتوقعه فقد نظر لها سليم بسخرية قائلا:
-"أنا لا أريد أن يجمعني بك أي شيء على الإطلاق ، انظري إلى نفسك يا أماندا وأخبريني ما هو الشيء المميز الذي سيجعلني أتنازل وأقترن بفتاة رخيصة مثلك ليس عندها حياء أو شرف ولا يمكن أن تؤتمن على بيت وعائلة كما أنك ابنة امرأة مدمنة ووضيعة تقضي كل يوم مع رجل مختلف".
لم يعلم سليم كيف تفوه بتلك الكلمات المهينة في حق أماندا فهو لم يشعر بنفسه وهو ينعتها بالرخص على الرغم من معرفته أنها ليست كذلك وأيضا قام بمعايرتها بأفعال والدتها التي ليس لها أي ذنب بها.
رمقته أماندا بان**ار فقد عرفت الآن كيف ينظر لها الرجل الوحيد الذي أحبته في حياتها وتأكدت أنه يراها مجرد فتاة رخيصة وع***ة لا تصلح أن تكون زوجته ولا أم لأطفاله.
قرر سليم أن يستغل انهيارها ويبتعد بسرعة قبل أن تعترض طريقه مجددا ولم يتوقف حتى بعدما رأى دموعها وسمع شهقات بكائها بكلمات متقطعة تخرج من شفتيها.
وصل سليم إلى المطار وأنهى جميع الإجراءات قبل أن يصعد على متن الطائرة ويجلس على مقعده في انتظار إقلاعها والعودة بها إلى وطنه وعائلته الغالية.
أما عند أماندا فقد ظلت جالسة أمام البناية التي كان يقطن بها سليم ولم تكترث بقطرات المطر التي تساقطت عليها وأغرقت ملابسها فكل ما كان يتردد في عقلها هو تلك الكلمات المهينة التي نعتها بها سليم قبل ذهابه.
رخيصة معدومة الحياء والشرف ، تلك الكلمات القاسية التي ألقاها في وجهها قبل رحيله كان لها تأثير فظيع على قلبها الذي تحطم إلى أشلاء بعدما سمعت تلك الإهانات من مالك قلبها.
تعالت شهقات بكائها فهي على الرغم من الظروف القاسية التي مرت بها إلا أنها لم تكن رخيصة كوالدتها كما وصفها ، صحيح أنها متعجرفة ومغرورة ولعوب ولكنها مخلصة ويبدو أن سليم لم يلاحظ هذه الصفة بها بسبب مواقف الشد والجذب التي حدثت بينهما طوال الفترة الماضية.
مر بعض الوقت قبل أن تحضر اثنتان من أصدقاء أماندا وهما ، "جين" و "روز" اللتان قامتا باصطحاب أماندا معهما بالقوة بعدما رفضت السير برفقتهما طواعية.
ظلت أماندا حبيسة في غرفتها لأيام ترفض التحدث مع أحد فهي لا يشغل بالها في تلك اللحظة سوى الثأر لكرامتها التي دهسها سليم بمنتهى الشدة والقسوة قبل عودته إلى بلاده.
أخرجت أماندا صندوق أ**د من داخل الخزانة وفتحته ثم نظرت إلى صورة قديمة تجمع والدتها برجل يتميز بملامح شرقية أصيلة.
نظرت أماندا إلى الصورة بغل وقالت:
-"صحيح أنني عرفت هويتك منذ زمن طويل يا سيد فائد ولكنني سوف أبحث الآن عن عنوانك حتى أصل إلى ابن ش*يقتك الحقير وأنتقم منه بعدما أهان كرامتي ، أنتم تقولون في مصر أن الخال والد وهذا صحيح فقد **ر سليم قلبي مثلما **رت أنت قلب والدتي يا سيد فائد أو كما يجب أن أناد*ك ، أبي العزيز الذي سوف أجعله يدفع ثمن تلك الحياة القاسية التي عيشتها بسبب أنانيته".
مر ستة أشهر بذلت أماندا خلالهم كل ما في وسعها حتى تصل إلى عنوان والدها لكي تذهب إليه وتطالب بجميع حقوقها التي لم تحصل عليها أبدا وأيضا حتى تثأر من ذلك الو*د الذي اتهمها زورا بالعهر والفجر دون أن يعلم أنها تكون في الأصل ابنة خاله والسبب في جهل سليم لتلك الحقيقة هو قصة طويلة بدأت قبل سنوات طويلة عندما قررت والدته أن تتزوج من والده.
-"أنتِ متأكدة يا ليلى من قرارك ، فكري تاني يا حبيبتي قرار الجواز مش سهل ولا لعب عيال عشان تاخديه فجأة من غير أي تفكير".
قالها فائد وهو يجلس بجوار ش*يقته الوحيدة "ليلى" يحاول منعها من الموافقة على الزواج من "مختار" ذلك الشاب الماكر الذي لم يسترح له يوما.
ربت فائد على كف ليلى بحنو فهي أخته الوحيدة التي تركها والديه قبل موتهما أمانة في عنقه وهتف بلطف:
-"صدقيني يا ليلى رمضان بيحبك وهو شاب محترم وملتزم جدا وحافظ القرآن وهيصونك ويحافظ عليكِ ؛ لأنه بيعتبر أن كرامة الست من كرامة جوزها وأن اللي يجي على واحدة ميبقاش راجل".
استمعت ليلى إلى كلمات ش*يقها عن رمضان وكانت تؤيده بها ، فرمضان شاب لا يعيبه أي شيء باستثناء أنه أقل في الوسامة والثراء من مختار.
-"أرجوك يا فائد متضغطش عليا ، أنا مش حاسة أني هكون سعيدة مع رمضان وشايفة أن مختار هو الأنسب ليا".
هتف فائد بأسف وهو ينهض من جوارها:
-"تمام يا ليلى ، اللي تشوفيه يا حبيبتي ، أنا هتصل بكرة بمختار عشان أتفق معاه على ميعاد الخطوبة".
اتصل فائد بمختار واتفق معه على كل شيء وتمت الزيجة بسرعة كبيرة أمام رمضان الذي شعر بحزن وان**ار وهو يرى ابنة الجيران التي ظل يحبها طوال فترة الطفولة والمراهقة وهي تزف إلى رجل غيره والسعادة مرتسمة على وجهها.
انسحب رمضان من الحفل وعاد إلى منزله وقرر أن ينسى ليلى ويعتاد على فكرة أنها لن تكون له مهما حصل.
استطاعت والدة رمضان أن تقنعه بفكرة الزواج بابنة إمام المسجد التي يشهد لها الجميع بالأخلاق الرفيعة وامتثل رمضان في النهاية إلى اقتراح والدته وتزوج بنهى ابنة الشيخ كامل والتي كانت تحبه كثيرا وتدعو الله دائما في كل صلاة أن يجمعها برمضان.
لم تكن حياة ليلى وردية ورائعة مثلما كانت تتخيل قبل الزواج فقد كان زوجها جلفا وقاسيا والأسوأ من ذلك أنه بخيل ويشرب الخمور ع** رمضان الخلوق الذي لا يفوت فرضا من فروض الله وعند هذه النقطة استوعبت ليلى حجم الخطأ الكارثي الذي ارتكبته عندما وافقت على الزواج من مختار الذي كان سعيدا بغياب فائد وسفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
صحيح أن فائد كان يتحدث دائما مع ليلى حتى يطمئن عليها ولكنها لم تكن تخبره بأي شيء عن معاناتها حتى لا يتسبب هذا الأمر في خراب بيتها فقد أصبحت أم لطفل في الخامسة من عمره يدعى سليم ويجب أن تحتمل أفعال زوجها من أجل طفلها الصغير.
لم يكن رمضان يتصور أنه سوف يحب نهى وينسى ليلى وكأنه لم يحبها يوما واقتنع حينها في حكمة الله الذي أبعد عنه ليلى ليرزقه بنهى التي تحرص دائما على سعادته وراحته وإعانته على طاعة المولى عز وجل وقد حرص رمضان على تعليم أولاده أصول دينهم وتحفيظهم القرآن الكريم.
كانت ليلى تنظر دائما إلى نهى بغيرة فهي كانت ستعيش مرتاحة البال لو كانت استمعت إلى نصيحة ش*يقها ووافقت على الزواج من رمضان.
عادت ليلى إلى المنزل واندهشت بوجود امرأة غريبة ترتدي ملابس خفيفة وتجلس في غرفة نومها وفوق سريرها.
تقدمت ليلى نحوها وانتزعتها من فوق السرير وهي تصرخ في وجهها:
-"أنتِ مين يا ست أنتِ وإيه اللي جابك هنا؟!"
أتاها الجواب الجارح لكرامتها من مختار الذي أمسك بتلك المرأة وهتف ببرود:
-"الست دي تبقى مراتي زيك بالظبط ومش أقل منك في أي حاجة".
أمسكته ليلى من تلابيب قميصه وصاحت:
-"مراتك إزاي أنت اتجننت ولا شكلك كده ، أنت رايح تتجوز عليا وكمان وصلت بيك البجاحة أنك تجيبها هنا البيت وتخليها تنام على سريري!!"
شدد مختار من التمسك بزوجته الأخرى قائلا بجدية:
-"لازم تتعودي من هنا ورايح على وجود دعاء ؛ لأنها هتعيش هنا في البيت وهتاكل وتشرب معاكِ على نفس الترابيزة".
صرخت ليلى بشراسة تدافع عن كرامتها:
-"هي مين دي اللي تقعد معايا هنا في البيت؟! روح خد الزبالة بتاعتك وشوف أنت جايبها من أنهي خرابة ووديها فيها بعيد عني".
استقرت يد مختار على وجه ليلى بعدما هبطت بصفعة قاسية ألجمت ليلى وجعلتها غير قادرة على الحديث.
هتف محتار بتغطرس وهو يرمق ليلى بازدراء:
-"والله ده اللي عندي ، عاجبك أهلا وسهلا مش عاجبك اتفضلي غوري من هنا بألف سلامة".
-"أنا فعلا هاخد ابني وهسيبهالك م**رة".
منع مختار ليلى من أخذ سليم ثم جرها إلى الخارج وألقى بها ثم أغلق الباب بعنف ولم يعبأ بصراخها القادم من الخارج وهي تطالب بابنها ولم يكترث لبكاء سليم الذي ينادي على والدته.
عاد فائد من الخارج بعد مرور أسبوعين من طلاق ش*يقته والزج بها في الشارع وذهب كالثور الهائج إلى منزل مختار بعدما علم بما حدث.
فتحت دعاء الباب وهتفت بتهكم:
-"جاي تهبد الباب كده ليه يا بني أدم أنت؟ أختك وجوزي طلقها ورجعهالك ، عايز إيه تاني؟"
رمقها فائد بغل فهو يعرف جيدا أنها نسجت شباكها حول مختار وأوقعت به حتى تدمر حياة ليلى وتنتقم منه ؛ لأنه رفض الزواج بها.
دفع فائد دعاء ودلف إلى غرفة سليم وحمله وكاد يغادر به ولكن اعترض مختار طريقه وهو يصيح بغضب:
-"أنت واخد ابني ورايح على فين يا فائد؟! سليم هيفضل معايا ومش هيتحرك من هنا على أي مكان تاني".
رمقه فائد بنظرات كارهة ولولا أنه يحمل سليم في يده لكان انهال على وجه مختار بالض*ب المبرح.
احتضن سليم فائد وتمسك به أكثر فابتسم فائد وقال:
-"زي ما أنت شايف بعينك ، ابنك مش طايقك وعايز يجي معايا".
همست دعاء بجوار أذن مختار بنبرة ماكرة:
-"خليه ياخذه معاه ، الولد مبطلش عياط من ساعة ما أمه مشيت وممكن يجراله حاجة لو فضل على الوضع ده".
اعتقد مختار أن دعاء تقول تلك الكلمات بدافع الرحمة والشفقة ولم يكن يعلم أنها تريد أن تتخلص من سليم حتى لا تكون المسؤولة عن حضانته ورعايته.
ترك مختار طفله يذهب برفقة خاله بشرط أن تعفيه ليلي من مصروفات سليم وذلك بأن تمنحه تنازلا خطيا منها يؤكد إعفاؤه من مصاريف النفقة.
رمقه فائد باشمئزاز ووعده أنه سوف يمنحه ما يريد وهذا ما حدث فقد تنازلت ليلى لطليقها عن النفقة وفي المقابل تنازل مختار عن حق حضانة سليم.
اشترى فائد قطعة أرض كبيرة المساحة وبنى عليها منزل كبير ذو حديقة واسعة وأخذ ليلى وطفلها ليعيشا معه به وبعد مرور فترة قرر أن يتزوج مرة أخرى بعدما فشلت زيجته الأولى في أمريكا فقد تزوج من فتاة أمريكية تدعى "ناتلي" اتضح له فيما بعد أنها امرأة لعوب ومستهترة ومدمنة على شرب الكحول والم**رات وهذا الأمر لم يتحمله فائد فانفصل عنها وعاد إلى مصر بعدما طوى صفحتها من حياته.
تزوج فائد بمنى ابنة أحد أقربائه وأنجب منها فتاتين وهما ، هند ، وهدير ، وقد اعتبرهما سليم ش*يقتيه.
فكرت ليلى وقررت أخيرا أنها لن تسمح أن يصبح سليم نسخة من والده ولهذا السبب أخذته من يده وهو في الثامنة من عمره وذهبت به إلى الجمعية الشرعية التي تقع بجانب المسجد حيث يجلس رمضان برفقة بعض الأولاد ويقوم بتحفيظهم القرآن الكريم ويشرح لهم بعض أحكام الدين الإسلامي.
اقتربت ليلى منهم وهتفت بخفوت:
-"السلام عليكم ، أسفة على المقاطعة ولكن أنا كنت عايزة أسأل إذا كان ينفع أجيب ابني سليم عشان يحفظ قرآن ويتعلم الدين مع الأولاد دول".
أجابها رمضان بتأكيد:
-"طبعا تقدري تجيبيه هنا يا أم سليم ، ابنك سليم بسم الله ما شاء الله عليه ، كل الأطفال اللي معاه في المدرسة بيشهدوا ليه بالأدب والأخلاق وأخلاقه دي هتزيد لما يحفظ القرآن ويعرف أصول دينه ؛ لأن زي ما أنتِ شايفة قدامك الفترة دي ، احنا وصلنا لزمن موجود فيه ناس جاهلة بأبسط أمور دينها ومش عارفين أي حاجة وكمان بقينا بنشوف ف*ن تشيب شعر الرأس".
هتفت ليلى بأسف على سوء الأخلاق الذي انتشر بين بعض الناس:
-"عندك حق يا شيخ رمضان ، أنا والله لو كان فيه معهد أزهري هنا في البلد كنت قدمت لسليم فيه عشان يتعلم حاجة تنفعه".
ابتسم رمضان وهو ينظر لسليم وقال:
-"متقلقيش ، احنا هنا هنخليه يتعلم كل حاجة ، مش بس هيحفظ القرآن ، لا كمان هيحفظ الأحاديث وهنعلمه تفسير وهيعرف كمان أحكام في الفقه بالمذاهب الأربعة عشان يكون واعي لأبسط أمور دينه وده اللي احنا حريصين عليه هنا في الجمعية ، أننا نخلي الأولاد عندهم معرفة بدينهم لعل وعسى يكون العلم ده وسيلة تحميهم من ف*ن الدنيا".
وهكذا مرت السنوات يذهب سليم إلى الجمعية ويتعلم بها بجانب دراسته التي تفوق بها واستطاع أن يحقق حلمه ويحصل على مجموع يؤهله لكي يلتحق بكلية الهندسة.
أطلقت ليلى أغرودة عالية وهي تعانق سليم الذي رفع رأس العائلة واستطاع أن يجعلهم يفتخرون به.
اقترب فائد من ابن ش*يقته واحتضنه قائلا بسعادة:
-"ألف مب**ك يا هندسة".
ابتسم سليم لخاله الذي يعد بمنزلة والده فقد صدق من قال بأن الخال والد:
-"الله يبارك فيك يا خالي ، أنا عمري ما كنت هوصل للحلم ده لولا دعواتك أنت وأمي".
التحق سليم بالكلية وتفوق بها خلال سنوات دراسته فقد كان ينال المرتبة الأولى كل عام متفوقا على جميع زملائه وهذا الأمر كان سببا في أن يتم تعيينه معيدا في الكلية بعد انتهاء الدراسة ليبدأ رحلة استغرقت منه بضع سنوات في الدراسات العليا وفي تحضير رسالة الماجيستير والتي انتهى منها أخيرا بتقدير ممتاز ، وبدأ بعدها يخوض رحلة أصعب وهي الدكتوراه والتي جاءت له فرصة ذهبية عندما حصل على منحة ليأخذ الدكتوراه من إحدى الجامعات الأمريكية وهو الأمر الذي جعل ليلى تعترض في البداية ؛ لأنها لم تكن معتادة على غياب ابنها الوحيد ولكن تدخل فائد واستطاع إقناع ليلى بالأمر فتركت سليم يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليستكمل دراسته ولم يعلم أحد أن قلب سليم سيتعلق في المستقبل القريب بفتاة شقراء متسلطة وسوف يكون وجودها لعنة في حياته.
نهاية الفصل
batol