الفصل الثاني
نظر لؤي لبجاد الهابط من على الدرج بملل قائلاً
" أقبل يدك لا مواعظ و نصائح الأن الساعة قاربت على الواحدة فلتتركني أذهب لأستحم فأنا لا أطيق نفسي "
سأله بجاد بسخرية " و لم يا ترى لا تطيق نفسك هل سقط في مجرى للصرف الصحي "
التوى فم لؤي بق*ف قائلاً بحنق " تشبيهاتك مق*فة من أين تجلبها"
قال بجاد بمكر " هذا تشبيه مناسب لم أفكر به عن ما تفعله في المدينة .. هل تفعل ؟؟؟"
رد لؤي بنفاذ صبر " هل أقسم لك على كتاب الله أني لا أفعل ما تفكران به "
رد بجاد بسخرية " لا تفعل . و لكن لتعلم أي شيء تفعله مقارب يعد تحت نفس الشيء الذي نفكر به و له نفس الوزر "
اكفهرت ملامح لؤي و قال بحنق " حسنا شكراً لك للنصيحة سأنتبه فيما بعد على أفعالي "
قال بجاد بحنق " يا ثور و هل تفعل أي من تلك الأشياء "
دفعه لؤي جانباً على الدرج ليمر صعودا لغرفته قائلاً بعنف
" تبا لن أعيد ذلك فلتفكر بي كما تريد "
هبط بجاد الدرج ليدلف المطبخ و هو يتمتم بحنق " أ**ق "
كان آمر يعد الطعام فسأله بتعجب " ألم تقل أنك لست جائع و أخبرتني أصعد لأغفو "
قال آمر بلامبالاة " هذا للؤي فيبدوا أنه لم يتناول الطعام منذ الصباح . أجلس بما أنك مستيقظ سنتناول الطعام جميعاً "
جلس بجاد و ترك آمر يكمل ما يفعله . كان يضع البيض بعد أن خفقه على اللحم المقطع لقطع صغيرة و قارب على النضج . و قد جهز طبق ملئ بالجبن و الزيتون الأخضر و الخبز و بعض ثمار الطماطم المقطعة . سأله بجاد بجدية " ماذا تظن أنه يفعل في المدينة عندما يختفي هناك "
قال آمر بهدوء " لا أريد أن أظلمه و لكن لدي فكرة و إن كانت غير مؤكدة أنه يذهب للقاء أصدقاءه و لكن في أماكن مشبوهة و هذا ما يرفض قوله حتى لا أثور "
فكر بجاد بسخرية أماكن مشبوهة دون أن ينجرف معهم . قال بجاد بجدية " أمنعه من الذهاب لهناك و لنريح أنفسنا "
هز آمر رأسه نافيا " هذا سيجعله يتمسك بما يفعل أكثر الحل الوحيد هو اللعب على ضميره و أخلاقه و التذكير بما هو حلال و حرام "
زفر بجاد بحرارة " لم لا يبحث عن عروس و يريح نفسه
و يريحنا "
قال آمر ضاحكا بخفة " أنت واثق أنه يذهب ليفعل ذلك بالفعل ، بجاد نحن جميعاً تربية الجد لا تنس أننا جميعاً شببنا على ما زرعه بنا " أضاف عبارته الأخيرة بثقة
أومأ برأسه صامتا و نهض قائلاً " حسنا سنرى لاحقا ما يخفيه . سأذهب لأجلبه ربما غفي دون طعام خوفاً و تجنبا لحديثنا معه "
أومأ آمر برأسه موافقا و هو يكمل اعداد الطعام . يتذكر ذلك الوقت عندما كان مسافر للخارج يعمل هناك هو أيضاً تعرض لإغراءات كثيرة و لكنه لم ينجرف أو يضعف لا يظن لؤي يفعل ذلك هو يثق أن شقيقيه لهم نفس قناعاته و أخلاقه و مبادئه هو يثق بذلك .. يعلم أن لؤي متهور بعض الشيء و لكنه نال ما ناله هو من تربية و إن كانت شخصياتهم مختلفة هذا لا يعني اختلاف أخلاقهم .. حسنا ليعطيه الوقت ربما جاء من تلقاء نفسه و أخبره ما يفعله هناك . دلف مع بجاد و قال بحماس " اه الرائحة شهية كم أنا جائع "
ابتسم آمر بهدوء قائلاً " أجلس أيها القوي أنت تأكل أضعاف شارد أيها الشره "
قال بجاد بسخرية " و هو أنحفنا لا أعرف كيف "
قال آمر بمكر " ربما لا يحتفظ بالوزن الزائد مثلنا لهروبه للمدينة لعدة أيام ربما يحرق كل ما يكتسبه هناك و هو يمرح مع أصدقاءه"
أجاب لؤي بسخرية " و أنتم أيضاً مفترض عمل المزرعة يحرق كل ما تكتسبونه من دهون و التي لا يملك أي منكم منها شيء فلم هذا الحديث الخبيث الذي تتفوهان به قولا أني نحيف و قوما بتغذيتي فقط لأكون صلب مثلكم "
كان لؤي يعرف على ما يتحدثون بخبث فتجاهل حديثهم ببساطة أمسك بالخبز و تناول طعامه بنهم متجاهلا نظرات شقيقيه الحانقة إليه .
******************
قبلتها حلم بحرارة قائلة " أتيت مبكرة "
قالت دانية بسخرية " طلبت من خالد أخذ مكاني فلم يمانع "
رمقتها حلم بمكر قائلة " هل اشتم رائحة استغلال للمسكين خالد أم بداية قصة جديدة "
ردت دانية مستنكرة بعد انتهاء دوام حلم خرجن معا للذهاب للقاء ديم فاليوم هو يوم جمعتهم كان قد مر أسبوع على خطبة حلم من وسام و منذ ذلك الحين لم يتقابلا اليوم قررا الذهاب للسينما معا لمشاهدة فيلم جديد قبل العودة للمنزل و قد أخبرت حلم و دانية والديهم و لكن ديم لا يعرفان بعد ماذا كان ردها .
" لا جديدة و لا قديمة و لا يجمح خيالك لبعيد أنها مجرد خدمة و سأردها يوماً بالتأكيد "
قالت حلم خائبة " خسارة فالرجل وسيم و مرح و لديه كاريزما تخ*فك "
ضحكت دانية بسخرية " تخ*فك . خ*فك مارد على جناحه حبيبتي أنا لا أهتم بهكذا أمور "
سألت حلم حانقة " بم تهتمين إذن يا حمقاء "
قالت دانية برقة " أريد رجل يحبني مثلما كان أبي يحب أمي . إذا مرضت لا يتركني و إذا ... " تحشرج صوتها ليخرج مختنقا و هى تضيف
" و إذا مت ينتظر وحيداً ليلقاني "
أمسكت حلم بذراعها تقربها منها و هن يسيرون على الطريق لمقابلة ديم قائلة بصدق " أتمنى أن تجديه حبيبتي . مؤكد هو موجود في مكان ما ينتظر القدر أن يجمعكم "
قالت دانية باسمة بمرح لتخرج نفسها من الحزن الذي يقبض ص*رها " أما أنت مؤكد وجدته في وسيمك وسام "
لوت حلم شفتيها ساخرة و قالت " وسام خيار الماما حبيبتي ليس أنا و لكني أحاول تقبله حتى لا أكون خاسرة لدي فترة خطبة سأستغلها لذلك سأحاول و سأعصر على رأسي ليمونة لأتقبله أما إذا لم يحدث بعد ذلك فلا أظن أنه سيأتي يوم و أتقبله عندها سيكون لي حديث طويل مع السيدة عزة زوجة السيد أحمد منصور "
قالت دانية باسمة " مسكين وسام . هل سيمر باختبارات هيئة معك يا ترى "
ردت حلم ببراءة " حبيبتي لست متفرغة لأقوم بهذه الاختبارات كل ما سأفعله هو مراقبته و مراقبة تصرفاته و هل سأتقبله كشخص و أكمل معه حياتي أم سأجد الأمر مستحيل "
سألت دانية " لا أعرف لم وجع القلب هذا كنت رفضت و أنتهى الأمر و انتظرت أمك فارس أحلامك ليأتي . أنت في الخامسة و العشرون فقط و لست في الأربعون "
تن*دت حلم بحرارة " الأمهات المتسلطات يا حبيبتي لا تعرفينهم كم يصبحوا صعبي الارضاء "
**تت دانية بحزن لتنتبه حلم على ما تفوهت به فقالت بخجل
" دانية حبيبتي أنا أسفة . أقسم لك أني لم أقصد ... "
قاطعتها دانية باسمة بحزن " حبيبتي أنا أعلم بالطبع لا تعتذري"
قالت حلم بحزن " رحمها الله حبيبتي هى في مكان أفضل فقط لا تنسيها من دعاءك "
ردت دانية بصوت مختنق " أنا أفعل . أدعوا لها دوماً أنا و أبي "
قالت حلم " حفظه الله لك حبيبتي "
ردت دانية شاكرة " أمين حبيبتي . و الأن أسرعي لنرى ديم إن كانت ستذهب معنا أم سترفض السيدة أسمهان "
ضحكت حلم قائلة بشفقة " مسكينة ديم "
وصلن للمطعم الذي تعمل به . ليجدا مجد و ماجد يجل**ن على طاولة في الخارج و يتناولان المثلجات . ضغطت دانية على ذراع حلم لتنبهها لوجودهم فقالت حلم بملل " ضاع الفيلم الرومانسي الذي نوينا دخوله و سيكون أكشن من أجل السيدان مجد و ماجد "
ضحكت دانية بخفوت مع اقترابهم قائلة " سيكون أكشن عندما تجتمع ديم معهم في السينما "
قالت حلم بخسارة " ليتني جلبت وائل لكان جعلهم يلتهيان عنا"
وقفن أمام الطاولة و حلم تسألهم " ما الذي أتي بكم هنا "
قال مجد بملل " لم لا تكفون عن سؤالنا نفس الاسئلة كل مرة تعرفون ما أتى بنا "
أضاف ماجد " أضعنا تمريننا لليوم بسببكم و بسبب ذلك الفيلم التافه لتعلموا نحن لن نرى هذا الهراء سنرى ما يصبرنا على جمعتكم "
قالت حلم بحنق " ألم أخبرك ضاع فيلمنا "
*****************
ترجل من على حصانه و توجه إليه بحنق هذا الو*د يغفو في الظل و أنا أعمل عمله ألا يكفي ذهابه للمدينة كل عدة أيام
وكزه بجاد بعنف و هو مستلقي بجانب باب حظيرة الخيل على كومة قش من الذي يضعونه في الحظيرة للخيل ليدفئ المكان ، تذمر لؤي و استدار على جانبه متمتما بنعاس " أبتعد و أتركني أغفو قليلاً "
تركه بجاد و تحرك لداخل الحظيرة ليمسك بدلو مملوء بالماء البارد منذ ليلة أمس و سكبه على رأسه . شهق لؤي و راح ينفض الماء من على رأسه و ملابسه بعنف . ركله بجاد على ساقه قائلاً بأمر " أنهض أيها الأ**ق . لن نعمل ما عليك من عمل هنا و أنت تغفو كالبقرة التي وضعت صغيرها للتو "
نهض لؤي غاضبا و هو يقول بغيظ " تبا أيها الغ*ي ألم تجد غير هذه الطريقة لتوقظني لن أرحمك إلا إذا أغرقتك كما فعلت معي"
أمسك بالدلو و تحرك لداخل الحظيرة ليحضر بعض الماء ليغرق بجاد كما أغرقه أمسك بجاد بقميصه يمنعه من التحرك قائلاً بحنق " لا أيها الذكي لتقم بعملك أولاً و بعدها أغرقني بالماء "
قال لؤي بحدة " أقسم لن أفعل شيء إلا إذا أغرقتك كما فعلت معي كان يحاول التخلص من بجاد بعنف و الآخر ممسكا بقميصه بقوة استدار لؤي بعنف فتمزق قميصه في يد بجاد صرخ لؤي بغضب و هو يلقي الدلو و يمسك ببجاد ليسقط معا على القش
" أيها الو*د لقد مزقت أفضل قمصاني للعمل "
كان يضع يده على عنق بجاد ممسكا بياقة قميصه يشدها ليمزقه و لكن بجاد أمسك بيده يمنعه فضغط لؤي على عنقه مغتاظا ليختنق بجاد قائلاً " و لذلك لا تريده أن يتسخ أيها الأ**ق و تترك لنا نحن العمل الثقيل بأكمله أقسم لأمزقه أربا أربا لتعرف أن تغفو جيداً " دفعه بجاد ليسقط على القش و ألقي بجسده فوقه و هو يمزق ما تبقي من القميص .
ظلا يتشاجران على القش غير منتبهين لذلك الواقف ينظر إليهم بغضب حاملاً حزمة كبيرة من البرسيم كان يهم بإعطائها لسر قبل الخروج بها للمرعى لجلب الأبقار . ألقى الحزمة على الأرض و أمسك بعصا رفيعة طويلة يستعملها في توجيه الأبقار للحظيرة على ظهر سر و هبط بها على ظهر كل واحد منهم عدة ض*بات غاضبة . صرخ بجاد و لؤي و كل منهم ممسكا بظهره بيده يفركه بتألم . قال آمر بغضب " طالما ستتصرفان كالماشية ستعاملان كالماشية أيها الو*دان ماذا يحدث هنا لم تاركين العمل خلفكم مكوم يا حمقى "
تحدث كلاهما في آن واحد غاضبين " لم أعد صغير لتض*بني آمر"
نظر إليهما بسخرية و أجاب بحدة " تض*بان بعضكما كالصغار إذن تحتاجان للتأديب كالصغار "
كان كلاهما يفرك ظهره بألم يكاد ذراعه ي**ر من شدة ثنيه خلفه ليصل لمكان الض*بات . قال بجاد بحنق " هذا الو*د كان يغفو و رفع يده علي كوني أيقظته لينهي عمله "
رد لؤي بعصبية " أغرقني بالماء . أنظر إلي هل هذه طريقة "
رفع آمر العصا مرة أخرى و هبط بها على سيقانهما مرة أخرى قائلاً بغيظ " هيا تحركا على العمل ستضيعان الوقت في الحديث و الشكوى هل تظنان أننا في الروضة هنا تشكوان بعضكما "
تحرك كلاهما مبتعدين عن الحظيرة و صرخات الاعتراض تسبقهم و آمر يعيد ض*بهم ليعودان للعمل . قال بجاد للؤي بحنق " أقسم كل ض*بة أخذتها بسببك لأعطيها لك أيها الثور ال**ول أنت سبب تأخرنا في العمل كل يوم "
قال آمر خلفهم بغضب " أقسم لو وجدتكما تتشاجران مجدداً لقيدتكما كالخيل و حبستكما في الحظيرة للصباح تعرفاني جيداً أفعلها "
صعد بجاد على حصانه ليقوده تاركا المكان ذهابا للعمل و لكنه توعد هذا الأ**ق بحق كل ض*بة نالها من آمر الذي قال للؤي بحنق " المرة المقبلة التي لا تنهي بها عملك ستكون معلق على باب الحظيرة مغطى بالروث "
تذمر لؤي بحنق " أخي أقبل يدك فلترى لي عمل غيره ما ذنبي أنا تنظيف روثهم كل يوم لم أنت و بجاد تفعلان العمل الجيد و تتركان لي المنفر "
قال آمر ببرود " لأني و بجاد لدينا القسم الأكبر من العمل حلب الأبقار و إطعام الصغار و إخراج الماشية إلى المرعي و العودة للحظيرة و إطعامهم و تفقد حظيرة الخراف و إطعامهم و جمع البيض من حظيرة الدجاج و تنظيف حظيرة الخيل و إطعامهم و ماذا أيضاً يا آمر .. ها و سقي كل حيوان في المزرعة مرتين نهارا و ليلاً و أيضاً ..... "
قاطعه لؤي بعنف قائلاً " حسنا حسنا يكفي بالله عليك و أنا لا أفعل غير تنظيف حظيرة الأبقار و لكنه رغم كل ما قلته أكثر أمر منفر بالنسبة لي ليس لدي مساعد بينما أنتم لد*كم بكر و حسن و عمرو يساعدونكم "
ضحك آمر بخفة "و رغم ذلك هذه قسمة العدل . هيا تحرك يا خفيف لتكمل عملك و إلا "
أمسك لؤي بقميصه الممزق يشده بعنف ليداري جسده قائلاً
" حسنا آمر و لكن لتعلم هذا ظلم كبير أنت و بجاد تظلماني لأني الصغير بينكم و كما لكم مساعدين أريد واحداً لي "
قال آمر بسخرية فلتجلبه معك من المدينة و تعطيه أنت راتبه فما سندفعه له يناله عمرو لعمله بدلا منك وقت ذهابك للمدينة "
سب لؤي بخفوت فقال آمر ببرود " سمعتك و حسابك معي فيما بعد أكون رائق المزاج "
ظل لؤي يتمتم ببؤس و هو يسرع لينهي عمله " ا****ة على الأبقار على الخيل على المزرعة على الروث على هذا القميص "
نزعه بعنف و ألقاه على الأرض و رحل عاريا . تمتم آمر بسخرية
" أ**ق كبير "
أمسك بحزمة البرسيم و دلف للحظيرة قائلاً بمرح " سر حبيبتي لقد جئت "
سمع صهيلها كأنها تجيبه قائلة " أنا هنا "
دلف لحظيرتها و أشار بحزمة البرسيم قائلاً بمرح " أتيت لك بالحلوى حبيبتي "
رفعت سر رأسها تصهل بفرح ليتطاير شعرها ال**تنائي بهمجية حولها وضع آمر البرسيم أمامها قال " مستعدة للمرح مع الأبقار اليوم "
تجاهلت الطعام و اقتربت برأسها من ص*ر آمر تدفعه ضحك بمرح قائلاً " مهلا يا نحاسية لن نذهب قبل تناول الطعام هيا لحين أتفقد البقية "
تركها آمر و خرج ليرى باقي الخيل فهو يعلم أنها لن تأكل و هو يقف معها .
*****************
دلفت حلم للمنزل لتجد والدتها تقول بلهفة " ها قد أتت حلم وسام "
كادت تصرخ لا تريد أن تراه الأن يا إلهي ليس لها طاقة لتراه أو تتحدث معه . قالت حلم باسمة بفتور " مساء الخير جميعاً "
قال وسام ببرود " كم الساعة حلم . ألم تنهي عملك في الثانية و النصف اليوم "
جلست بهدوء على غير ما تشعر به من غيظ قائلة ببرود
" اليوم هو يوم جمعتنا أنا و الفتيات ألا تعرف و تخبرك أمي هذا روتين أسبوعي لي . هذا حتى تعلم وسام أنا أعشق الروتين و لا أحب التغير . تجدني أحب بعد العمل أعود للمنزل أتناول طعامي و أتمدد على الفراش أمسك بهاتفي و أتصفح الإنترنت و عندما أجد نفسي مللت أحب مشاهدة حلقة مسلسل هندي فهى تخرجني من هدوئي قليلاً و أنا أسب كلا البطلين من تضيعهم لوقت الحلقة في نظراتهم لبعضهم كالبلهاء فأكثر شيء أكرهه هو الرومانسية الزائدة تجعلني أشمئز فأغلق الهاتف و أغمض عيني لأستعيد هدوئي قبل أن تهاتفني ديم و دانية تثرثران على رأسي حتى أغفو لا أعرف عندما نتزوج كيف سأجد وقت لك بين جدولي المشحون فكما تعلم لن أترك العمل و بالطبع ديم و دانية أنهما كشقيقتين لي كوائل "
رمقتها عزة بحنق و والدها يكتم ضحكته بينما وائل ينظر إليه بشماته . قالت عزة بحدة " المشحون بالهراء . حبيبتي عندما تتزوجين أنت نفسك ستلقين جدولك هذا في أقرب مكب نفايات"
قالت حلم بهدوء متجاهلة وسام الفاغر فاه " لا أعرف أمي وسام وحظه لن أعدكم بشيء "
تثاءبت بتعب قائلة " أسفة و لكن لا أستطيع فتح عيني أكثر سأذهب لغرفتي "
قالت عزة غاضبة " الساعة الثامنة "
قالت حلم بحزن مصطنع " تعرفين اليوم كان لدينا مرور على المشفى فكان المكان كخلية النحل و لم أرتاح لدقيقة و أنا أمر على المرضى مع رئيس القسم و المديرين و هذا يحدث كل أسبوعين كما تعلمين .. تصبح على خير وسام المنزل منزلك "
تركتهم و ذهبت لغرفتها فلم يستطع والدها ال**ت ف*نحنح بقوة قائلاً " منور وسام بني "
******************
تخصرت ديم أمام والدها بعد عودتها من الخارج فاليوم لن تمرر هذا الأمر فقد سئمت حصارها بهذه الطريقة . رفع والدها رأسه قائلاً بهدوء " ماذا هناك حبيبتي . هل حدث شيء ضايقك اليوم مع صديقتيك "
قالت ديم بحنق " أجل بالطبع . حدث أن السيدان مجد و ماجد أصرا على دخول فيلم رعب و ليس أي رعب أنه فيلم عن رجل يعيش في مزرعة و يقوم بتقطيع ال**برين على الطريق و يصادف سوء حظهم المرور من طريق مزرعته . لقد كادت دانية تفقد الوعي و حلم ظلت تزفر بملل و كدت أتقيئ هناك لم كل هذا ؟؟لأن السيدة ماما تصر على حشرهم حشرا في لقاءاتي بصديقاتي لم يتبقى غير مجيئهم معي للعمل "
خرجت أسمهان تجفف يدها بعد أن قامت بتنظيف المطبخ بعد العشاء " هل هذا خطائي كوني أخاف عليكِ أن يصيبك سوء في الخارج و يكون معك من يحميكِ و يساعدك كشقيقيكِ "
ضمت ديم راحتيها بتوسل قائلة " أرجوكِ أمي أنا لست صغيرة حتى ترسلي معي حارسين شخصيين في كل مكان أذهب إليه . يكفي أصبحت سخرية للفتيات و هن يتحدثن عن الأمر . حتى أستاذ مجدى صاحب المطعم بدأ يسخر مني لذلك "
قالت أسمهان ببرود " لتتركي العمل ما بك متمسكة به فلتعملي بوظيفتك "
قالت ديم بحنق " و هل وجدت وظيفة شاغرة و لم أفعل "
ردت بحدة " ظلي في المنزل إذن لا حاجة لنا بعملك "
قال عبد الله بجدية " و هل تظل تطهو و تنظف حتى يأتيها خاطب و تضيع كل سنوات دراستها هباء "
" و هل تعمل بدراستها " سألت والدتها بسخرية
أجاب عبد الله بلامبالاة " بالطبع و لكن ليس بدوام كامل أنظرى لمطعمهم كلما ذهبت هناك أجده كأنه جديد و هذا بفضل ابنتي البارعة "
أشاحت أسمهان قائلة لتنهى الجدال العقيم و الذي تعلم جيداً أنهم سيخسرونه أمامها " هذا لا يهمني إذا لم يعجبها الوضع تمكث في المنزل لحين تتزوج كأي فتاة "
قال زوجها بحنق " في أي عصر تعيشين أنتِ "
ردت ببرود " في عصر الديناصورات عندما كان يأكل الكبير الصغير هذا العصر لا يختلف كثيرا "
زفرت ديم بحنق قائلة " هذا ظلم كبير يا بابا لا أعرف لم تتصور أن يحدث لي شيء وحدى أنا لست الفتاة الوحيدة التي تخرج للعمل . أنظر حلم و دانية و لم أرا أحدا من عائلتهم يفعلون معهم مثلما تفعل أمي "
قال عبد الله برفق " حسنا حبيبتي ليس باليد حيلة إذا لم تفعل ما برأسها وجعت رأسنا أصبري لعل الأمور تحل ثم أن شقيقيكِ ليسا سيئان لهذا الحد "
ردت ديم بمرارة " لا بالطبع يكفي أنهم لا يكفون عن الثرثرة عن المصارعة و الدراسة و تذمرهم من إجبار أمي لهم و لومهم لي "
ضحك عبد الله " حتى هم يفعلون "
ردت بحدة " بالطبع خاصةً عندما يضطران ليتخلوا عن تمرينهم من أجلي "
ربت عبد الله على رأسها قائلاً " حسنا حبيبتي أصبري قليلاً و ستحل "
تركت والدها و هى على ثقة أن لا شيء سيحل مع والدة كوالدتها برأسها العنيد ...
*******************
تمدد بتعب على الفراش بعد انتهاء يوم العمل و عودتهم للمنزل تناولا العشاء الذي أعده بجاد من الأرز و الخضروات و اللحم و تناولا كل منهم ما يعادل ثلاثة أكواب عصير تعويضا لم يفقدونه من سوائل طول اليوم متمثلة في العرق الذي تتشبع به ملابسهم بعد أن ينتهوا دون ثانية واحدة راحة . زفر آمر بحرارة شاعرا بالضيق لا يعرف كيف سيستمر هكذا هو و شقيقيه دون حياة أسرية طبيعية . كلما تحدث مع أحدهم ليتزوج يقا**ه بالرفض مرددين نفس العبارة التي سأئمها ، عندما تتزوج أنت أولاً ، و كأنه فتاة لا يصح أن تتزوج الكبيرة قبل الصغيرة بينهم . لم لا يقتنعا أنه لن يتزوج . هو لن يعيد التجربة مرة أخرى . يكفيه مرة واحدة و كادت تحطم حياته . لا أحد منهم علم ما حدث معه غير أنه كان سيتزوج عندما قرر العودة و فشل الأمر لرفض خطيبته العودة و العيش معه هنا كما حدث مع بجاد عندما رفضت الفتاة التي كان يحبها في الجامعة الاقتران به كونه سيكون معهم في منزل واحد كما فرض عليهم الجد في وصيته . لا يعلمان أنه بالفعل تزوج و كان يظن أنه سيكون خبر مفرح لهم عندما يعود معها و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن . لقد سافر هرباً و عاد هارباً و لكن ما يحزنه أنه أخفى هذا الأمر عنهم و لكنه لم يجد داع ليخبرهم و يحزنهم بعد ما حدث معه حقاً يشكر الله أن جده مات قبل أن يعلم ما حدث معه هناك بسبب تلك ال ....
تمتم بخفوت " ا****ة لم لا أنسى هذا فقط لم أظل أعذب نفسي بذلك "
نهض من على الفراش قائلاً بحدة " أحتاج لبعض الهواء مؤكد سأختنق هنا "
خرج من الغرفة و هو يرتدي قميصه هابطا من على الدرج مسرعا . وجد بجاد يخرج من المطبخ حاملاً دورق ماء عندما رآه سأله بتعجب
" لأين في هذا الوقت آمر "
قال بهدوء " سأسير قليلاً "
قال بجاد بحزم لعلمه أنه متضايق من شيء و يريد ابعاد تفكيره عنه بالسير " سأتي معك أنا أيضاً لا أستطيع النوم الأن "
قبل آمر على مضض و خرجا معا من المنزل فربما قبل أن يخبره ما يؤرقه ...
*******************
" تريد شيء أخر بابا " سألت دانية صابر باسمة و هى تعدل الوسادة خلفه ليستطيع الجلوس براحة ليقرأ قليلاً كما تعود قبل النوم . " لا حبيبتي . و لكن ما رأيك أن تجلسي معي اليوم نثرثر قليلاً أفضل من القراءة "
قالها و وضع الكتاب جانباً .. جلست دانية على طرف الفراش سألة " ثرثر ثرثر هل هناك أفضل من الثرثرة مع العم صابر مدير إدارة التعليم الأسبق "
ضحك صابر بخفة قائلاً بمكر " ربما لا تعجبك ثرثرتي اليوم "
رمقته بتعجب " و لم "
قال بهدوء "ربما كونه نوع الثرثرة الذي لا تحبينه "
قالت دانية بفهم " أها .. فهمت .. حسنا أخبرني جديدك "
قال صابر بجدية كأنه يلقي خبر هام و عاجل "اسمه آسر محمود و لديه من العمر ثمانية و عشرون . لديه شقة و يعمل مهندس مدني عائلته أناس طيبون و ليس لديهم غيره و يريدون أن يفرحوا به قريبًا يريدون عروس جميلة و على خلق و من أفضل من دانية الجميلة ابنتي "
قالت بحزن " هل تعني إن لم أكن جميلة لن يقبل بي "
قال صابر بضيق " دانية تعلمين أني لا أقصد ما فهمته الجمال ليس كل شيء ثم ربما لا تكوني جميلة بنظره فهل هذا ينفي أنك على خلق و جميلة الروح ربما أنا من أراكِ جميلة كونك ابنتي .. عموماً أعطيه فرصة لتتعرفا "
أجابت دانية بتوتر " لا أبي أنا لا أفكر في هذا الأن ربما فيما بعد أنا مازالت في الثالثة و العشرون لم أتعجل و أربط نفسي بشخص أخر و هناك أشياء كثيرة على فعلها و الزواج سيقيدني"
سألها بتعجب " يقيدك ؟؟ مثل ماذا "
قالت دانية باسمة " كأن اخذك في رحلة بحرية لمدة شهر كامل لا نخرج من البحر و نحن نجوب المواني و نلتقط صور في كل مكان نذهب إليه "
سألها صابر بسخرية " شهر و مواني "
ابتسمت بمرح " لتكون عدة أشهر إذن ماذا سيشغلنا أدعوا لي فقط أجمع المال اللازم لشراء الهدايا للفتيات حتى لا يسخرن مني و يقولون أني بخيلة "
ضحك صابر بمرح مال الهدايا هو المشكلة بالفعل . قال بأمر
" دانية . أذهبي اكتشفت أن القراءة أفضل من الثرثرة معك "
نهضت دانية باسمة بمرح " تصدق و أنا أيضاً سأذهب لأثرثر مع حلم قبل أن تغفو ربما سألتها ماذا تريد أن أحضر لها من هدية "
نظر إليها تخرج من الغرفة ليبتسم والدها بمرح قبل أن يمسك بكتابه ليبدأ قراءة
**★**★**★**★***★**★**★**★**