الفصل الخامس
وصلت ديم مبكرة كعادتها في الأيام الأخيرة و هى تعيد د*كورات المطعم كما تعودت في السنتين الماضيتين . كان مجدي يسمح لها بعمل كل ما تريده دون الرجوع إليه . كانت تعمل على تغير بعض اللوحات الفنية بأخرى مناسبة لذلك الد*كور الجديد من طلاء جديد و توزيع جديد للطاولات و بأغطية و مفارش جديدة و تلك الثريا الجديدة و تلك المصابيح الجديدة المنتشرة في جوانب المطعم . على شكل زهرة اللوتس بضوء أزرق و أحمر و أصفر ليسقط على الحائط فيعطي مظهرا هادئا غير مبهر . قال مجدي بهدوء و هو يشير للفتاة التي تساعدها لتأتي " ديم أريدك لبعض الوقت . هناك حديث هام يجب أن نجريه معا قبل بدأ العمل "
قالت ديم بتعجب من طلبه حديث ماذا يا ترى . " حسنا سيد مجدي "
قال بحزم " لمكتبي فوق ديم و أحضري كوبين عصير معك "
امتثلت لأمره و أحضرت العصير و صعدت خلفه وضعته على المكتب و جلست قائلة بجدية " ماذا هناك مجدي .. "
ارتبكت ديم و قالت متلعثمة " أسفة سيدي "
رمقها مجدي بتفحص هادئا قبل أن يبتسم متسائلا
" ديم هل تريني رجل عجوز بالنسبة لك "
ارتسم التوتر على وجهها هل سؤاله لزلتها الأن بقول اسمه مجردا من أي ألقاب كما تعودت " لم تسأل .. هل قلت شيء خاطئ في حقك سيدي "
قال مجدي بهدوء " لا . تعرفين أني أكبرك بسبعة عشر عاماً تقريباً كوني سأكمل الأربعون قريبًا "
لم تفهم أيضاً ما المطلوب منها قوله بعد حديثه هذا . سألت ديم بهدوء " ماذا هناك سيدي هل أنت متضايق مني في شيء "
هز مجدي رأسه نافيا و قال بصراحة دون لف أو دوران حول ما يريده من ديم فوالدته مازالت تسأله بإلحاح متى سيتزوج الفتاة التي أخبرها عنها .و هو لم يقرر حتى من هى تلك الفتاة .
" ديم أريد الذهاب لوالدك لطلب يدك هل لد*ك مانع "
اتسعت عيناها من المفاجأة و ظلت تنظر إليه فاغرة فاه قبل أن تقول بارتباك و حيرة . " ماذا قلت سيدي لست واثقة أني استمعت جيداً "
قال مجدي بهدوء " أريد الزواج بك ديم ما هو ردك "
قالت ديم بارتباك " لا أعرف . أنا ... "
تلعثمت و لم تستطع التحدث بشكل سوى لتخرج عبارة مفيدة فقال مجدي بجدية " سأعطيك الوقت للتفكير ديم أنا لست متعجل . و لكن أعلمي أن عملك هنا ليس علاقة له بحديثنا الأن و مهما كانت النتيجة لن يتغير شيء بالنسبة لنا "
نهضت ديم بارتباك و هى غير مستوعبة بعد أن مجدي طلبها للزواج حقاً . يريد أن يتزوجها هى . أضاف بحزم " إذا كان الفارق بين عمرينا مشكلة يمكنك ... "
قالت ديم مقاطعة حديثه " هذا ليس مشكلة سيدى "
كانت تريد فقط أن تخبره أنه ليس عجوزا كما يريد أن يخبرها . ابتسم مجدي بهدوء قائلاً " ستفكرين إذن .. حسنا تفضلي لتكملي العمل الأسبوع المقبل لدينا حجز هام لأفراد شركة لأول مرة تتعامل معنا و نريد أن نكون حسني المظهر و الخدمة معهم "
أومأت برأسها موافقة و خرجت قائلة " حسنا سأنهى كل شيء بسرعة "
كانت تريد اليوم أن ينتهي بسرعة بالفعل لتخبر الفتيات بم جد معها ...
*******************
سأله بجاد بتوتر " هل أنت بخير آمر "
كان قد مر أسبوع كامل على الحادث و قد بدأ يتعافى من تحطم أضلاعه ليستطيع الحديث دون جهد أو شعور بالألم شديد . كان بجاد و لؤي يحاولان إخباره عن ما حدث خاصةً أن الطبيب أخبرهم ليفعلوا عندما سأل لم لا يشعر بقدميه و لا يستطيع الحركة . أضطر الطبيب لأخباره أنه من فعل الأدوية التي يأخذها و قد نبه بجاد إذا لم يستطع أن يخبره يترك له هذه المهمة و لكن بجاد رفض ذلك . و ها هو يري شحوب وجهه أخيه فينقبض قلبه . منذ أفاق و هو بحال غريب . صامت شارد لم يسأل إلا على سر و عندما طمأنه بجاد عاد لل**ت .ثم فجأة يعود غاضب متذمر عندما يتساءل متى سيشفي و يخرج من المشفى . نافذ الصبر .. رد آمر بعصبية " سألتني هذا السؤال لمائة مرة خلال الأيام الماضية . لم لا تعلمني متى سأعود للمنزل "
نظر بجاد للؤي بتوتر فلاحظ آمر ذلك فصرخ عليهم . " لا تنظرا لبعضكما هكذا . و كأن هناك ما تخفيانه عني . هيا تحدثا . ماذا هناك "
قال لؤي بارتباك " لا شيء أخي . كل شيء بخير معنا "
ماذا يخبره تبا لم الأمر صعب حد الموت هكذا . قال آمر بحزم
" حسنا ساعداني للجلوس تعبت من الاستلقاء هكذا كالجثة "
قال بجاد بقلق " أخي هذه ليست فكرة جيدة . أنت لم تشفى بعد"
رد آمر بحدة أمراً " بل أنا بخير الأن ساعداني على النهوض أيها الو*دان "
وجد لؤي يبكي بحرقة و لم يستطع تمالك نفسه و هو يرى حال أخيه . سأله آمر بريبة " ماذا هناك . ماذا تخفيان عني . ا****ة عليكما . أقسم إن لم تنطقا لنهضت بنفسي و أبرحتكم ض*با "
كان يتحرك بعصبية على السرير معتمدا على ذراعيه محاولا النهوض و لكنه لم يستطع . أمسك بجاد بجسده يمنعه و هو يقول بحزم " اهدئ آمر ستسوء حالتك بالله عليك "
دلف الطبيب ليجد بجاد يحاول تهدئته . فقال بحزم " ماذا يحدث هنا "
قال آمر بغضب " أريد الخروج من هنا . هيا ساعدني لأنهض و كف عن إعطائي تلك الأدوية التي تجعلني كالجثة هكذا و إلا سأبلغ عنكم الشرطة "
قال الطبيب بحزم و هو يخرج لؤي الباكي و بجاد الخائف قائلاً
" تفضلا خارجا لو سمحتما أنا و السيد آمر لنا حديث معا "
قال بجاد بقلق " سيدي أرجوك "
قال الطبيب بحزم " الحالة تحت رعايتي و أنا المسؤول عنها لذلك رجاءاً تفضلا لأهتم بها "
خرج لؤي و بجاد على مضض و أغلق الطبيب الباب خلفهم بهدوء و هو ينظر لآمر بحزم " سيد آمر أنصت إلي جيداً فهذا لصالحك "
******************
كان بجاد و لؤي يقطعان الممر الصغير بعصبية و قلق و الطبيب في غرفة شقيقهم و للأن لا صوت ص*ر عنه . هل عليهم أن يرتاحا لذلك أم ينتظرا الانفجار . لم يفكروا كثيرا و صوت شقيقهم يرج المشفى هاتفا باسمي كل منهم كصوت الرعد
"بجاد . لؤي "
اندفعا للغرفة ينظران إليه بخوف . كان الطبيب هادئ متجاهلا ثورته و هو يقول لأخويه بأمر " تعالا ساعداني لأقف على قدمي هذا الخرف لا أعرف ماذا يقول عن ما حدث لي "
مط الطبيب شفتيه ببرود كأنه معتاد على سب المرضى له و نعته بالخرف . قال بجاد بحزن و صوته يخرج مختنق " أخي أرجوك أهدئ "
صرخ آمر بعنف " قلت ساعداني لأنهض ا****ة عليكما لم تقفان هكذا كتمثالين من الشمع "
قال الطبيب بهدوء " سيد آمر . رجاء أهدئ أنت تعلم أني لست خرف و لا أكذب عليك . سيد آمر أول طريق للشفاء هو حالتك النفسية المطمئنة و المواظبة على العلاج لحين موعد الجراحة "
تجاهل آمر حديثه و سب شقيقيه محاولا الاستناد على يديه لينهض قائلاً " أيها الو*دان تحركا و ساعداني . أريد العودة للمنزل . يجب أن أخرج من هنا . يجب أن أنهض لأذهب "
خرجت شهقة بكاء من لؤي و هو يشاهد عصبية أخيه و عدم تقبله لوضعه .. قال بجاد ببؤس " أرجوك أخي أهدئ و ستكون بخير هى عدة أشهر فقط و ستعود بخير "
تمتم آمر بهذيان و لم يعد يسيطر على كلماته لتخرج غير مفهومة " عدة أشهر .. عدة أشهر ماذا . يجب أن أخرج الأن . الأن . هى تنتظرني . يجب أن أذهب إليها . يجب أن أصل إليها . أنها ... "
يا إلهي بيسان . ابنتي في خطر يجب أن أذهب إليها لن يجدها غيري .. " ساعداااااني .. أيها الغ*يان ساعداني .. يا إلهي لا أرجوك " صرخاته تتوالى لترج المكان و هو يتحرك بهيستريا في فراشه
أمسك به بجاد بقوة يمنع تحركه و لؤي ينظر إليه مصدوما مرعوبا مما سيأتي و هو يهذى كالمجنون لا يفهما منه شيء . تقدم الطبيب بعد أن ضغط زر استدعاء قائلاً " أبتعد عنه "
صرخ آمر و هو يدفع بجاد بوحشية ليتركه " أتركني . أنا سأنهض بنفسي . أيها الكاذب أنا مازالت معافي أنا أستطيع السير أنتم كاذبون .. كاذبون ا****ة عليكم جميعاً لن أرحمكم أخرجوني من هنا .. سيريييين .. سيريييين .. لاااا دعوني أذهب أرجوكم سيريييين "
كان صراخه يتعالى حتى تجمع بعض المرضي في الخارج يشاهدون ما يحدث نفس الوقت الذي أندفع ممرضين لمساعدة الطبيب على السيطرة عليه و أخوية يمسكان ببعضهما بخوف و ألم مرتعبين على شقيقهم لا يفهمان بما يهذى به و من تلك التي يدعوها .الأن لن يفكر أي منهم بما يتفوه به و هو في هذه الحالة أتت ممرضة أخرى تحمل بعض الأدوية ليمسك الطبيب بحقنة و هو يملئها من زجاجة صغيرة و يحقن بها آمر الذي تهالك من كثرة التعب و حركته خفتت و ل**نه يتحرك بتثاقل حتى ما عاد مفهوم ما يقوله .. غير اسمها الذي ظل يردده حتى غاب عن الوعي ..
نظر الطبيب إليهم بشفقة قائلاً و هما متمسكين ببعضهما كطفلين صغيرين " سيتقبل الأمر في النهاية و لكنه محتاج بعض الوقت و أنتما عليكما مساعدته "
أومأ كلاهما برأسه و عبراتهم تتساقط ب**ت . يعدان نفسيهما لم هو قادم مع شقيقهم .. و طلب الطبيب يبدوا مستحيل مع شخص كآمر لا يتقبل مساعدة أحد
*******************
كانت دانية و حلم تنظران إليها بخبث و نصر و الأخيرة تقول
" كنت أعلم أن هذا سيحدث وقت ما "
سألت ديم بتعجب " لم كنت تظنين ذلك "
قالت دانية باسمة بخبث " حبيبتي أنت لم تنتبهي لنظراته لك عندما نكون هنا و ننتظر أن تنتهي من العمل . كانت نظراته تتبعك كل مكان . "
تعجبت ديم " حقاً لم أنتبه لذلك "
قالت حلم باهتمام " أخبريني إذن بماذا ستجيبينه "
ردت ديم بحيرة " لا أعرف و لكني لا أريد أن أكون سببا لحزن له . فهو كان يتحدث معي و كأنه يثق أني سأرفضه لفارق العمر بيننا و هذا شيء محزن لأي كان "
ضحكت دانية و حلم و قالت الأولى بسخرية " حبيبتي العطوفة هل ستوافقين شفقة "
ردت ديم بحزم " لا . فالسيد مجدي رجل جيد و لكني ... لا أعرف بما أشعر تجاه الطلب " أضافت بحيرة
قالت حلم بجدية " كما قال عزيزتي فكري فقط و بعدها قرري . هذا القرار يجب أن تتخذيه بنفسك و لا تتأثرين برأي أحد أي كان أو تدعي أحد ليجبرك على ما تريدينه "
نظرت إليها دانية بسخرية فقالت حلم بضيق " ماذا هذا ما أنصحها به أن لا تقع في نفس خطائي "
سألتها ديم " ماذا فعلت مع وسام حلم "
قالت حلم بحزن " لا شيء . منتظرة أن يتحدث والداي مع أمي لأستطيع أن أخبره عن حقيقة مشاعري نحوه "
ردت دانية شاكرة والد مثل والدها " حمدا لله أني لا أتعرض للتنمر من والدي مثلما تفعلين مع والدتك"
ضحكت حلم و ديم و الأخيرة تجيب " معك حق خالتي هكذا بالفعل "
أتى مجد و ماجد فقالت حلم بسخرية " ها قد أتى الحارسين الشخصيين الماديين مفرقي ا****عات "
رد مجد بضيق " لن نصبر على حديثكم هذا طويلاً سنخبر أمي بما تضايقانا به "
ردت ديم غاضبة " أجلس يا أ**ق سأبدل ملابسي و أتي و لتعلما سنوصل دانية و حلم أولاً "
تركتهم و تذمر شقيقيها يسبقها للداخل .
*******************
مرت الأيام و الوضع كما هو على ديم في العمل أخذه فرصتها بالتفكير . بينما عند دانية مازالت حياتها هادئة و علاقتها بوالدها أكثر من جيدة مستمرين في روتينهم اليومي من الثرثرة قبل النوم و المزاح و طلبات الخاطبين التي ترفضهم دانية قبل أن تراهم و تقبل والدها لقرارها بينما عند حلم حسمت أمرها و فضلت أن تحادث وسام حين يعود من سفرته القصيرة من مهمة عمل للشركة التي يعمل بها و هذا ما أخبرته لوالدها الذي وافق على مضض . كانت الفتيات يتقابلن كل يوم تقريباً و لكن يومهم المخصص هو نهاية الأسبوع بعد دوام حلم ليذهبوا للسينما لمشاهدة فيلم أو السير و تناول الطعام و هذا ما يفضله الولدين . كان وائل يأتي معهم أحياناً ليشغل الولدين عن فرض تحكماتهم على نزهتهم و الابتعاد عن ضغط دراسته هو أيضاً .. بينما عند الأخوة كان الوضع غير محتمل . بعد أن أطمئن الطبيب على حالة آمر سمح له بالعودة للمنزل مع استمرار العلاج الطبيعي حتى لا تضمر عضلاته لحين موعد الجراحة . و لكن عودته للمنزل لم تهدئ من ثورته بل زادتها خاصةً عندما كان يأتي موعد علاجه فيحدث مشكلة و يتعرض للممرضة بالسب و الصراخ . لتتكرر مأساتهم و هم يبحثون عن من تقيم معهم . حتى وجدوا السيدة سلوى ممرضة متمرسة و قد وافقت لتظل معهم فهي قد تخطت الخمسين و مازالت تحب عملها . كانت تتعامل مع آمر برفق ملتمسة العذر لحالته النفسية و لكن بعد أن تكررت اهانته لها و رفضه العلاج حسمت أمرها لتترك العمل قائلة لبجاد " أخيك لا يحتمل . ألا يكفي حديثه الوقح معي غير محترم فارق العمر بيننا أيضاً لا يتقبل العلاج . أسفة لن أظل هنا ألا يكفي تحملي لابتعادي عن الحياة و المدينة بسبب بعد المزرعة عن العمران "
و رحلت ليذهب بجاد لآمر جاثيا أمامه ممسكا بيده و هو جالس على مقعده شارد الذهن " آمر أخي لم تفعل ذلك . ألا تريد أن تشفى "
التفت إليه آمر بجمود " أنا بخير . لا أحتاج لعلاج فقط حددا لي موعد الجراحة لأذهب من هنا سريعًا "
قال بجاد بحزن " تذهب لأين آمر . هل ستتركنا . ماذا يحدث معك أخي " أضاف بيأس
دفع آمر يده بعيداً قائلاً بحزم " أريد البقاء وحدي "
نهض بجاد بحزن لا يريد تركه و لكن لا يريده أن يثور . خرج من الغرفة .فدفع آمر مقعده تجاه الفراش ليرفع طرفه ممسكا بتلك الصورة . لمعت عيناه بالدموع و شعوره بالعجز يقتله ضمها لص*ره و هو يتمتم ببؤس " لماذا فعلتِ ذلك بي سيرين لماذا . لم"
*******************
هبطت راكضة من على الدرج و هى تسبه بغضب " أيها الو*د المتوحش أنت لا تستحق أي شفقة أو اهتمام لن أظل هنا لدقيقة واحدة "
كان بجاد و لؤي جالسين يستمعان للحديث المكرر خلال الشهر الماضي من أكثر من ممرضة . و حين يهدئن و يسأل بجاد عن ما حدث ليطلبن الرحيل . يدعين أن المكان لا يروق لهم لبعده عن المدينة . الخامسة بعد السيدة سلوى . قال بجاد بحنق للؤي
" أنت من سيحضر واحدة هذه المرة "
قال لؤي بتذمر لم أنا ألا يكفي أذهب لأوصلهن لمنازلهن كلما تركت أحداهن العمل "
قال بجاد بحدة " و أنا من أحضرهن و لا تنس أنك تظل يوم في المدينة و تعود اليوم التالي و لا أعرف ماذا تفعل هناك و بأي حق تتركنا في هذه الظروف و تذهب لترى أصدقائك "
ارتبك لؤي بضيق قائلاً " و من أين أحضر واحدة لتظل معنا هنا كل من تعرف عن بعد المزرعة ترفض و من تأتي تريد المجيء للمرح لبعض الوقت و يهربن ما أن يلتقين بآمر "
قال بجاد بجدية " أذهب للمشفى الذي كان به آمر هناك ممرضات جيدين أخبرني عنهم الطبيب فلتتحدث مع إحداهن و لتأتي بها "
نهض لؤي بحنق . " حسنا و أنا أوصل تلك الحمقاء التي تجمع أشياءها الأن .."
********************
قالت دانية باسمة لوالدها " اليوم لا تقلق إن تأخرنا فسنذهب لنرى فيلم ثم نذهب للسوق "
قال صابر ساخراً " إن تأخرنا . اعتدت على الحديث عنكن جميعاً كأنكن ستعودن معا للمنزل "
ابتسمت دانية بمرح " هل تعلم هذا ما أتمناه . أن نعيش أنا و أنت و ديم و حلم معا في منزل واحد "
قال صابر ضاحكا " لم لا أتزوج كلتاهما لتحققين أمنيتك "
انفجرت دانية ضاحكة بمرح قائلة " ليس لهذا الحد ربما نتزوج ثلاثة أخوة ما رأيك في هذا الحل "
قال والدها باسما بمرح " حل معقول و لكن أين ستجدونهم و قد خطبت حلم لوسام و ديم كما أخبرتني ستوافق على مجدي "
أجابت بلامبالاة " لم يتزوجا بعد لا شيء مستحيل "
قال صابر بحنان " كل ما أريده سعادتك فقط "
اقتربت من والدها لتقبله على رأسه بقوة و هى تندس بص*ره
" أحبك أبي . حمدا لله على وجودك في حياتي "
ربت صابر بحنان و قبل رأسها بدوره قائلاً " و أنت أيضاً حبيبتي حمدا لله على وجودك في حياتي "
ابتعدت عنه قائلة سأذهب لأستعد للذهاب لديم حتى نذهب لحلم"
راقب انصرافها مبتسما و قلبه يدعوا لها بالسعادة .
*******************
لوحت لهم بالورقة المالية قائلة بمكر " كل واحد منكم واحدة إذا وافقتم "
نظر مجد لماجد بتساؤل و الأخير يقول " و ماذا سنقول لأمي عندما نعود للمنزل "
قالت ديم بلامبالاة " لن تعودا وحدكم سنعود معا . فقط ستنتظرانني مع وائل و عندما ننهي نزهتنا سأتي و نعود معا و لا أحد سيعلم بذلك ماذا قلتما "
خ*ف مجد الورقة فئة خمسين و قال بحزم " موافقان "
تمتم ديم بسخرية و ماجد يمد يده إليها لتعطيه بدوره
" ماديان "
*******************
قال لؤي بجدية " ستأخذين ما تريدينه صدقيني ثم المكان ليس بعيداً عن هنا "
قالت الفتاة ببرود " لا أستطيع . خطيبي لن يقبل مكوثي مع رجال أغراب في مكان نائي و لو من أجل وظيفة "
زفر لؤي بضيق " شكراً لك . سأذهب للطبيب الأن ليجد لي أخرى"
قالت الفتاة بلامبالاة " لتكن واحدة كبيرة لتقبل عائلتها أن تذهب معك "
أومأ برأسه موافقا و خرج بدلا من الذهاب للطبيب خرج من المشفى و ذهب لذلك المشفى الذي أخبره عنه صديقه سالم وقت كانوا في ذلك الملهى . أنه به ممرضات متخصصات للعلاج الطبيعي فابن عمه كان هناك لإصابة ذراعه و أحتاج للعلاج لعدة أشهر و كان يذهب هناك و لديهم ممرضة جيدة تدعى حلم تعمل هناك و أنه سيجد قائمة بطاقم القسم بأكمله من أطباء للممرضات على باب الطبيب بمواعيد دوامهم و انتهاءه كنوع من المساعدة لمن يأتي للسؤال عن أي منهم . .. عندما وصل للمشفى سأل عن قسم العلاج الطبيعي لتدله الفتاة ليصعد هناك و يتوجه لباب الطبيب ليجد تلك القائمة بالفعل كما أخبره سالم تمتم بخفوت " كل هؤلاء مؤكد ستقبل واحدة منهم العمل "
فكر قليلاً تبا لا يظن ذلك له يومين هنا يبحث عن واحدة . حسنا ليري تلك الحلم و يتحدث معها .. علم أن دومها سينتهي بعد قليل فخرج من المشفى لينتظر في الخارج وقف بجانب سيارته ينتظر عندما وجد فتاة جميلة ب*عر أ**د طويل ترتدي سروال جينز غير محكم و قميص طويل يخفي جسدها غير مظهرا لمفاتنا . زفر لؤي بحرارة و هو يستمع لحديثها مع الحارس قائلة
" أراك السبت المقبل عم حسني "
رد الرجل باسما " أراك السبت آنسة حلم "
تمتم لؤي براحة " يا لحظك الجيد لؤي . ها هى أتيه تجاهك أيضاً دون أن تبذل جهودا لذلك "
كانت حلم تتجه لموقف السيارات لتنتظر ديم و دانية . عندما وجدت ذلك المبتسم يقول بهدوء " هل أنت تعملين هنا آنسة "
نظرت إليه بتعجب " نعم سيدي هل هناك ما أقدمه لك من مساعدة "
قال لؤي باهتمام " تعملين في المنازل مقيمة "
راقبت حلم الطريق انتظارا لديم و قالت بهدوء " لا سيدى لا أعمل في المنازل "
زم لؤي شفتيه بضيق ها هو سيمر بنفس الحوار الذي يمر به خلال اليومين الماضيين و لا نتيجة . قال لؤي ببرود " حسنا آنسة هل لك أن تخبري أخي الجالس في السيارة بذلك فهو لم يصدقني عندما أخبرته أنه عليه البقاء في المشفى أفضل من المنزل "
قالت حلم بتوتر " أعتذر منك يا سيد لا شأن لي يصدق أو لا يصدق "
قال لؤي برجاء مصطنع " أرجوكِ آنسة فقط كلمتين و تذهبين "
قبلت حلم على مضض عندما رأت ديم التي أشارت لها باسمة و هى تقترب بسيارتها لتجد مكان توقفها به فتوجهت معه للسيارة الكبيرة التي تشبه سيارات السباق للصحراء الرالي أشار للباب الخلفي قائلاً و هو يفتحه
" هنا أخبريه "
انحنت حلم لتنظر للداخل عندما شعرت بض*بة على رأسها جعلته يدور و دفعته داخل السيارة باغتتها و لم تمهلها لتصرخ تفاجأت ديم بالرجل يدفع حلم داخل السيارة و يغلق الباب بعنف و هو يركض ليجلس خلف مقعد القيادة و يدير السيارة . صرخت ديم بفزع " حلم "
سألت دانية بحدة " ماذا بها "
عادت ديم لتضغط على المكابح قائلة بفزع " خ*فت "
******************
" أنتبهي ديم ستفعلين حادث "
كانت ديم تقود السيارة مسرعة دون تفكير خلف السيارة التي بها حلم . و التي كانت تتمايل على الطريق بدورها لا تعرف السبب لذلك . قالت ديم بقلق " يا إلهي يبدوا أن الرجل سكير أنظرى للسيارة تكاد تنقلب على الطريق "
قالت دانية بخوف " لنطلب الشرطة أو أي من والدينا لينجدونا "
قالت ديم و هى تسرع خلف السيارة و قد بدأت تخرج من المدينة للفراغ و لا حياة تقا**هم ." لنعرف على الأقل لأين يأخذ حلم هو رجل واحد و نحن ثلاثة مؤكد سنتغلب عليه فقط نصل إليها "
في هذا الوقت كانت حلم تمسك بعنق لؤي تحاول ايقافه و لكنها لم تستطع لدفعها عنه كلما أمسكت به و السيارة تترنح تحت يده القابضة على المقود بقوة " توقفي أيتها اللعينة "
صرخت به حلم " هل تظن أني سأتركك تخ*فني أيها الو*د "
رد لؤي و هو يدفعها عنه ثانياً لتسقط على المقعد الخلفي " توقفي أيتها الحمقاء و سأخبرك فيما أريدك "
ردت حلم بغضب " مؤكد تظن أني سأسمح لك بلمسي أيها الو*د سأقتلك قبل أن تلمسني "
استدار لؤي غاضبا مطمئنا لخلو الطريق أمامه من السيارات و ض*ب حلم مجدداً عندما أمسك ب*عرها ليض*ب رأسها برأسه بقوة ترنحت أثر الض*بة لتتهالك على المقعد فاقدة للوعي و لؤي يفرك جبينه بألم قائلاً " تبا لك أيتها العنيدة "
*****************
سألت دانية ديم بخوف و هى مازالت مستمرة في مطاردة السيارة " لمتى سنظل خلفها ديم الليل بدأ يطل علينا و مؤكد ينتظرون عودتنا للمنزل "
قالت ديم بحدة " أنظرى لأين يذهب بحلم "
نظرت دانية لتلك اللافتة الكبيرة التي تشير بسهم لطريق غير ممهد مكتوب عليها مزرعة العامري , قالت دانية بجدية
" لنعود و نبلغ الشرطة عن مكانها "
هزت ديم رأسها نافية " لن أعرف أن أصف لهم الطريق "
قالت دانية " سنخبرهم عن اللافتة "
ردت ديم بحزم " لا ربما أزالاها ماذا سنفعل حينها ستكون حلم ضاعت "
أستمرت في القيادة لتجد السيارة الكبيرة تدلف من بوابة كبيرة فذهبت خلفهم حتى توقفت السيارة و نظر لؤي للمقعد الخلفي لينظر لحلم الفاقدة الوعي عندما أنتبه للسيارة المسرعة التي توقفت على مقربة و صوت فتاة يقول بغضب " أيها الخاطف لن نسمح لك بإيذاء حلم "
هبط لؤي مسرعا و هو يصرخ بغضب " من أي جحيم أتيتن "
كانتا فتاتين ترجلن من السيارة ليقفن أمام لؤي يقولان بغضب في آن واحد " ماذا تريد من حلم "
صرخ لؤي بغضب و هو يمسك بهما من ذراعيها مطمئنا لوجود حلم في السيارة فاقدة للوعي . " تبا لكما من أي مصيبة أتيتن"
صرخ مضيفا و هن يصرخن بخوف من قبضتيه القويتين على ذراعيهما " بجاد أفتح الباب "
فتح الباب و بجاد يقول بحنق " ماذا هناك ... "
نظر للمسك بهما و تصرخان بعنف و كل منهم تض*به على ذراعه الممسكة بها قائلاً " من هاتين "
دلف لؤي و توجه لغرفة الممرضة و قال لبجاد " أفتح الباب و سأخبرك "
فتح بجاد الباب و دفع لؤي الفتاتين للغرفة قبل أن يغلقها قائلاً بحزم " هناك واحدة أخرى "
**★**★**★**★**★**★**★**★**★**