صقلية, إيطاليا:
....
دلف الى الملهى الليلي الرث الوضيع ليزم شفتيه بق*ف واشمئزاز..
اخذ يفتش بعيونه المتفحصة بين الطاولات حتى وقعت عيناه على الشخص المنشود, ادار رأسه لرجاله وهو يعطيهم الاشارة بطرف عينيه, وسرعان ما انقضوا ينتشلون ذلك الرجل الذي دب الذعر بقلبه ما ان رأى الدون ثيو بعينيه الفزعتين!
.....
مقيد على كرسي بغرفة مظلمة, ملابسه ممزقة, عيونه ووجهه متورمة, انفه وفمه يسيل منهما الدماء.. والجلي بأن هذا الرجل قد نال قسطا لا بأس به من العذاب..
"ارجوك... لماذا تفعل هذا لي؟" سأل من بين شفتيه المتورمتين وانفاسه المرهقة من شدة الض*ب.
"اه بربك توقف عن التمثيل.. انا اكره ان العب هذا الدور فأنت تعلم فرناندو! من الذي اوشى لذلك المحقق المبتدأ بأمر الشحنة الصادرة يا ترى؟ او كنت تظن بأنني لن اعرف؟ هل تعتقد بأنني بهذا القدر من الغباء ايها الا**ق!" صرخ ثيو بنفاذ صبر ليكور قبضته فتعانق فك فرناندو مما جعل ل**به الممتزج بالدماء وبعضا من اسنانه تسقط أرضا!
"أرجوك, سامحني... أرجوك!" توسل لتختلف نبرة صوته من التساؤل للحسرة والترجي.
"انت تعرف بأنني لا اعطي فرصاً ثانية.. ام هل نسيت مع من تعبث؟" هز اكتافه ببديهية.
امتدت يده لوراء ظهره ملتقطا سلاحه, اتسعت حدقتا فرناندو وسرعان ما امتلأت عينيه بالدموع..
"ارجوك, لدي طفلة... ارجوك لا تقتلني انا اسف, اعدك انك لن ترى وجهي مجددا ولن تضطر للتعامل معي مرة اخرى... لكن دعنى اعيش لأجل ابنتي"..
انهمر بالتوسلات والصراخ والترجي, عمت الفوضى تلك الغرفة الصغيرة المحتشدة بثيو واثنين من رجاله وفرناندو الموضوع على الكرسي بقلب الغرفة.. صوته يملأ المكان ويرتفع شيئا فشيئا والذعر يتملكه بالكامل... وصوتا واحدا فقط.. قضى على كل تلك الفوضى... كان ذلك صوت رصاصة ثيو التي استقرت برأسه لتفجره ف*نثر دماغه في ارجاء المكان حتى غطى ملابس ثيو ووجهه بعضا منها..
"هذه عاقبة كل من يعبث مع الدون كاستيليوني... نظفوا المكان." اشار لجثة فرناندو عديمة الرأس والارضية الممتلئة بالدماء ثم خرج.
~~~*~~~
يجلس في البار المفضل لديه, مكان لا يقصده الا ذوي الطبقة المخملية.. يرتدي تي شيرت بيضاء, سروال جينز وجاكيت جلدي اسود.. يضع قدما على قدم ويتناول مشروبه المفضل وهو يراقب الناس من حوله يرشقونه بنظرات مختلفة.. منها الاعجاب, منها الخوف, ومنها الرغبة..
اقتربت فتاة سمراء ب*عر بني طويل وعيون عسلية, طويلة القامة ذات خصر نحيل, ترتدي فستانا قصيرا يكشف عن ساقيها مما جعل ثيو يحدق بها من اخمص قدمها حتى اعلى رأسها...
"هل الكرسي محجوز؟" سألت وهي تقضم شفتها السفلى اغراءا ورغبة.
"لا.. يمكنك الجلوس" اشار بعينيه لها وهو يعبث بحافة كأسه بشفتيه.
"مرحبا, انا مونا..." مدت يدها له لتسلم عليه لكنه اكتفى بالتحديق بها.
"وانا اكره التعريف عن نفسي, فلا احد يجهل من اكون!" رفع حاجبيه بتباهي جعل الفتاة تسحب يدها وتنكمش على نفسها.
"سمعت الفتيات يتحدثن عنك, قلن ان اسمك ثيو.. انا سائحة لذلك اسفة ان لم اعرفك" هزت اكتافها محاولة ان تخفي تورد وجنتيها بسبب خذلانه لها.
"سررت بلقاءك مونا, من اين انتي؟"..
اندمج بالحديث معها, لم تكن تلك الفتاة التي قد ينخرط معها بحديث مهم او يشده.. لكنه يعرف ماذا تريد, ويعرف ماذا يريد تماما.. لذلك لم يعارض على ان يناقشها بمواضيعها السخيفة..
ومن المواضيع التافهة الى الاكثار من المشروب الى غرفة في الفندق..
يضاجع تلك الاجنبية كما لم تفعل من قبل! التهمها كوحش كاسر, بعنف ولذة... لم تستطع ان تنكر وهي بين ذراعيه بأنه افضل رجل مارس معها الجنس في حياتها..
هذا الرجل يعرف كيف يقبلها وكيف يلمسها تماما, كيف يمكن له ان يكون حسن المظهر, ويعرف كيف يعامل امرأة في ان واحد؟
لم ترغب لهذا الوقت الذي يمر بينهما ان ينتهي.. ارادت ان تفعلها معه مرة ومرتين ومائة مرة... كل يوم... لا تريد لأحد اخر غيره ان يلمسها... هي لم تشعر بأنها على قيد الحياة بهذا القدر.. الا معه!
~~~*~~~
لوس انجلوس:
...
دفعت الباب بقدمها بصعوبة بالغة, تابعت العملية بدفشه بظهرها ثم انزلقت للداخل وهي تحمل اللوحة الكبيرة بين ذراعيها النحيلين..
من اخر القاعة الكبيرة الممتلئة باللوحات الفنية والالوان المتناثرة مع ادوات الرسم هنا وهناك, رفع عينيه الزرقاوين عن لوحته ووضع جميع تركيزه حيث تلك الفوضى..
ثغر فاهه بصدمة لينهض على الفور راكضا حيث كتلة الازعاج المتنقلة على قدمين..
"حسبك كات... اعطني سأحملها عنك" امسك باللوحة على الفور ليأخذ الحمل بدلا منها.
"اوه يا الهي اليكس.. كان علي ان اتصل بك منذ نزولي من السيارة.. كدت اموت!" تأوهت وهي تمسح قطرات العرق المتكورة على جبينها.
وضع الي** اللوحة على احدى الستاندات الفارغة, استدار على عقبيه لينظر بعينيه الزرقاء حيث كات, اقتربت منه فاردة ذراعيها له.. تبادلا عناقا سريعا وقبلة على الوجنتين..
"لوحة جديدة؟" سأل الي** بلهفة وعينان لامعتين.
اومأت كات برأسها على الفور لتتسع ابتسامة ذلك الوسيم..
"واخيرا.." اضاف وهو يطلق تنهيدة طويلة مرتاحة جعلت كات تعض شفتيها بحرج وخجل.
سحب الغطاء عن اللوحة دون اي تردد وانتظار. اخذت عيناه تلتهمان تلك التفاصيل الدقيقة الحية في لوحتها حسنة الصنع, ض*بات الفرشاة كانت من صنع انامل رقيقة ومبدعة, غرقت عينا الي** ببحر من البريق واللمعان, تسارعت خفقات قلبه وهو يتأمل كل زاوية وثنية من ثنايا هذه النافورة الحجرية وما يحيطها من طبيعة خلابة وحده الرب قادرا على صنعها..
"ما رأيك؟؟" سألته بنفاذ صبر, لم تتركه يتأملها كما يريد.. يستطيع ان يحدق بها الى الابد دون ان يتذمر منها.
ارتجفت اوصالها وهي تلاحق عينيه محاولة ايجاد اي تلميح او اجابه عن رأيه بهذه اللوحة, اخذت تعبث باصابعها, وكم رغبت بقضم اظافرها علها تخفف هذا التوتر..
"ما... ما رأيك.. الـ..ي**!" تلعثمت واختنقت بكلماتها, عادة سيئة تراودها كلما تتوتر او تخاف.
"اهدأي كاتلين روسو... هذه اروع وافضل لوحة رسمتها على الاطلاق... لقد... عشقتها!" ما زال يفرق شفتيه حتى كاد ل**به يسيل, احد ما نسي ان يبتلع ريقه!
لف ذراعه حول كتفيها ليجذبها بعناق جانبي دون ان يمزق نظراته بعيدا عن اللوحة. مسح على كتفها بنعومة حتى يهدأ من روعها, مذ تلعثمت ولم تعد تستطع التحدث عرف بأنها قلقة وخائفة لذلك لم ينتظر طويلا حتى يجيبها على ما ارادت..
"حقا.. لقد طمأنتني!" اطلقت سراح انفاسها التي كانت رهينة الموقف.
"هذه اللوحة تشبهك كثيرا كاتي.. لد*ك ب**ة مميزة, حتى انني استطيع ان احزر لوحاتك من بين المليون" قال بتباهي مما جعله يحصل على دحرجة عينين من قبل كات.
"وكيف هذا؟" رفعت حاجبها بتحدي.
"تضعين جزء منك في كل لوحة, لكنك وضعت كل ما يخصك هنا... ارى وجهك بين ض*بة كل فرشاة واخرى... رسمتي نفسك, لكن بدلا منك جسدتي نفسك على هيئة نافورة حجرية.." قال بطريقة درامية وهو يحدق بعينيها بطريقة عميقة جدا جعلتها ترتعش.
"لست افهم حقا!" انكمشت على نفسها وهي تشعر بالخطر يهدد بفضحها.
"تركك من حولك وحيدة, مهجورة... ولا يعرفون كم انك متألقة وجميلة.... مزهرة وخلابة كحديقة عجز عن ازهارها حتى فصل الربيع.. اغ*ياء جدا... لأنهم لو نظروا للوراء قليلا وعن كثب... سيعرفون قيمة واهمية ذلك الكنز الدفين المتروك للعراء والوحدة...
النافورة وانتي... تركتما مهجورتين للزمن, مزهرتين ومتألقتين... لكن لا يوجد احد ليرى ذلك او ليعرف قيمتكما... هل فهمتي قصدي كات؟" اشاح بنظره عن اللوحة لتقع عيناه على كات... او حيث كانت!
وكل ما رآه هو طيفها الذي يعصف خارج القاعة, ركض من وراءها وهو يعض ل**نه ويتمنى لو انه لم يقل ما قاله!
بحث عنها في الخارج ليجدها تجلس على السلالم,تعانق قدميها ضد ص*رها وتخنق عبراتها..
"انا اسف, ما كان علي قول ذلك.. ارجوك سامحيني!" تقوس حاجبيه بحزن, جلس بجانبها ووضع يده على كتفها.
"لا بأس.. انت لم تقصد اي سوء بذلك..." اخفت وجهها بين خصلات شعرها الطويلة, اشاحت رأسها جانبا واخذت تمسح دموعها كي لا يراها ما**.
"ارجوك, هل انتي تبكين؟؟؟ ا****ة علي وعلى ل**ني الطويل! " امسك بذقنها ليدير راسها فرأى عينيها الحمراوين ودموعها التي تبلل وجنتيها.. " اكره ان ارى هذا الجمال الاخاذ حزين ويبكي... وان لم تتوقفي عن البكاء ساتغزل بك الى مالا نهاية! القرار بيدك" هز كتفيه بمزاح, وكما ينجح دائما... نجح هذه المرة فحقق ابتسامة صغيرة على شفتيها الممتلئتين الورديتين.
"كل ما في الامر هو انك تحفظني رأسا على عقب, وتستطيع قرائتي من بين السطور" قضمت شفتها السفلى بتوتر..
"اكيد, نحن معا منذ الاعدادية, ولدينا نفس الميول والهواية... وانتهى بنا المطاف هنا في المرسم الخاص بالسيد جوزيف... وعلى ما اعتقد يوجد لدينا معرض علينا القيام به.. وهذا ليس وقت البكاء" مسح دموعها المترقرقة من بحر عينيها الزمردي..
اومأت له برأسها ونهضت... لكن تلك النيران التي بقلبها لم تخمد ولن يستطيع اخمادها احد... كيف لشاب غريب تماما عنها, يستطيع ان يفهمها ويعرفها ويحللها وكأنه يقرأ كتابا.. بينما عائلتها... دمها ولحمها.... لا يستطيعون... او الجزء المؤلم اكثر هو انهم لا يريدون!
~~~*~~~
صقلية:
....
استيقظ وهو يشعر بصداع حاد, لكنه مألوف!
نظر من حوله ليتذكر شيئا فشيء اين هو وماذا يفعل.. نهض عن السرير ليرتدي ملابسه, وضع مائة يورو على الطاولة بجانب السرير, تفقد هاتفه لبعض الوقت ثم قرر ان يغادر تاركا تلك الفتاة العارية التي تغط بنوم عميق تحت الملاءة..
"الى اين؟ هل تهرب مني؟" همست فجأة بصوتها الناعس ليستدير ثيو على الفور.
"لست من النوع الذي يهرب, تنامين بسلام لم ارغب بازعاجك" هز اكتافه ببساطة.
نهضت وهي تلف الملاءة حول جسده وتعطيه ابتسامة صباحية مشرقة, لكنها سرعان ما تحولت لنظرة حادة ومصدومة عندما حدقت بالطاولة راغبة بمعرفة الساعة, وما رأته بجانب هاتفها كان شيئا جعل وجهها يسقط بخجل. تملكها الغضب فاستدارت على الفور وهي ترشقه نظرات قاتلة كالرصاص.
"ما هذا؟؟" رفعت النقود وهي تلوح بها في وجه ثيو.
"نقود.." اجابها باستفزاز وملامح وجهه الباردة لا تتغير.
"انا اعرف انها نقود... لماذا.... لماذا تضعها هنا؟" اشارت للطاولة وهي ترتجف.
"عربون شكر عن المتعة التي حظيت بها الليلة" اقترب منها ليقف امامها مباشرة فنهضت لترى وجهه عن قرب.
"لكنني لست ع***ة ثيو!" صرخت به واللون القرمزي يصبغ وجهها من شدة الغضب.
"اوه عزيزتي... كلكن كذلك بالنسبة الي" انحنت شفتيه بابتسامة **ولة خبيثة وهو يغرز اصابعه في وجهها بقوة وعنف.
تصلبت الفتاة بمكانها, خطأها كان بأنها صرخت بوجهه, وهو لا يجرؤ على ان يصرخ بوجهه احد! دفعها للوراء لتسقط على السرير وهو يرمقها نظرات شيطان مخيفة, او ربما الشيطان بحد ذاته يخاف من الطريقة التي يحملق بها هذا الوحش البشري عندما يغضب..
انكمشت على نفسها وهي تشعر بدموعها الدافئة تعانق وجنتيها انزلاقا حتى ذقنها. اما هو فاكتفى بأن يعطيها لمحة جيدة من ظهره وهو يغادر المكان دون ان يتأثر بأي قطرة من دموعها.. هو ببساطة... لا يهتم!
.....
طرق الباب بضعة مرات ثم دخل عندما اذن له البارون بذلك...
اقترب منه ليجلس بجانبه على الاريكة الجلدية بكل اريحية, ارسل البارون بطلبه قبل نصف ساعة فاتى مسرعا ليترك كل شيء بيده, وها هو ينتظر الاوامر.
"ماذا تريد ابي؟" سأل ثيو ونظراته تتنقل بين والده والملف الموضوع على الطاولة امامه.
"هل تذكر السيد بيرنارد روسو؟ رجل الاعمال الذي قام بزيارتنا قبل خمس سنوات. " سأل البارون كاستيليوني بطريقة مبهمة.
"ليس كثيرا... اوه~ رجل الاعمال ذاك من لوس انجلوس.. تذكرته الان, ما خطبه؟" حك ثيو مؤخرة عنقه وهو يتذكر ذلك الايطالي الامريكي.
" لقد استدان منا مبلغا لا بأس به, كان يدفع لنا بانتظام حتى العام الفائت.. توقفت دفعاته عن الوصول وتراكم المبلغ مع الفوائد, يبدوا ان هذا الرجل يتمرد علينا وهو بحاجة لفركة اذن حتى يتذكر مع من يتعامل.. اعطيته فرصة وقلت ربما تدهورت اوضاع هذا الرجل ولم يعد قادرا على تسديد الدفعات, لكن بعد البحث اكتشفت بأنه في القمة بمجاله واوضاعه ممتازة, لكن يبدوا بأنه قد شكل بعض المعارف وبعض الرجال من حوله لذلك هو يتطاول علينا ويتمرد بكل جرأة ودون خوف..." شرح البارون قضيته وهو يناول ثيو الملف القابع امامه.
"هل تريدني ان القنه درسا لا ينساه ابي؟" وها هو الوحش البشري عاد للظهور من جديد, مع ابتسامته المثيرة للقشعريرة.
"اريدك فقط ان تذكره من نكون, وانه اختار الجانب الخاطئ... ستذهب لمنزله كضيف عادي امام عائلته.. لمدة اسبوع, اريدك ان تعود مع كل ما يدين لنا به مع الفوائد, ولن نقبل نظام الدفعات بعد الان... سيعطيك كل شيء كاش" اسودت عينا البارون والغضب يتملكه..
وانتقل ذلك السواد لعقل ثيو, الذي بات يتخيل اب*ع انواع العقاب والالم الذي سيحله على السيد روسو وعائلته الصغيرة..
على ذلك الايطالي الامريكي ان يحذر... فها هو لوسيفر بذاته قادم اليه ليحصل دينه... وكم سيتمنى لو انه لم يولد حتى!
~~~*~~~
شووو رأيكم هلء؟؟؟؟
توقعاتكم للبارتات الجاية؟؟
رأيكم بالتفصيل الممل على البارت :)
لا تنسوا الفوووت والكووومنت حبيباااتي
بحبكم كتيييييررررر
#سونا