〖PAℛT: 3〗

1856 Words
~~~*~~~ انكمشت اصابعها على بطاقة الدعوة وهي ترتجف بخوف.. كيف ستعطيه اياها؟ كيف سيتقبل الموضوع؟ هل سيسخر منها؟ ام سيكون مشغولا جدا للحضور؟؟ لكن هذا هو الحدث الاهم في حياتها حتى الان... وان لم يكونا بجانبها في هذا اليوم.. لا يمكنها ان تتخيل الامر حتى! طرقت الباب لتجذب انتباه والدها بوقوفها هناك, اشار لها بالدخول ففعلت على الفور. "ما الامر كاتلين؟" سألها والدها لتعود نظراته الى الملفات التي يعبث بها. "بابا... احضرت لك بطاقة دعوة..." تسارعت خفقات قلبها كعزف طبل افريقي همجي حتى وصل اذنيها فلم تعد تسمع حتى صوتها. "وما المناسبة؟؟" رفع حاجبه وهو يعطيها كامل تركيزه الان. "لـ... لقد... المعهد الـ..ذي اعـ.. اعمل به... سيقيم معرضا فنيا للـ.. اللوحات, وستكون رسوماتي بأحدى ز...زوايا.. المـ..عرض!" اخذت تتلعثم وتختنق بجملها وكلماتها. "رسوماتك؟ ستكون موجودة في المعرض؟ هذا مثير للاهتمام حقا.. سأرى ان كان بأمكاني الحضور, ضعيها هناك, سأعطيها للسكرتيرة لتخصص وقتا للمعرض حسب جدول عملي." ابعد نظراته عن البطاقة وهو يناولها لكات. وضعتها على الطاولة حيث اشار ثم استدارت على كعبيها لتغادر مكتبه المنزلي... لا يمكنها ان تكون حزينة... على الاقل قال سأحاول! اتجهت لغرفة بيلا, طرقت الباب لكن لم يكن هناك من مجيب... استسلمت وهي تزلق البطاقة من تحت الباب ثم اتجهت لغرفتها... ملجأها الوحيد وحصنها المنيع... هنا فقط.. هي تشعر بالانتماء والامان! ~~~*~~~ مطار LAX: .... هبطت الطائرة بعد رحلة طويلة من ايطاليا حتى الولايات المتحدة الامريكية... تحديدا من صقلية حتى لوس انجلوس.. لكنها لم تكن رحلة مرهقة حقا للدون كاستيليوني.. كيف ستكون كذلك وهو في طائرته الخاصة, مع مشروباته المفضلة, حارسين شخصيين في قمرة منعزلة عنه, وثلاثة مضيفات طيران رائعات الجمال ومثيرات بجنون؟! اعتقد يمكنكم تخيل البقية! ركب سيارته المرسيدس الفارهة مع شوفيره الخاص, ليست اول زيارة له للمدينة, كما انه يوجد فرع لشركتهم هنا... اضافة لمجموعة تابعة من المافيا الخاصة بهم! فتح الملف ليتفقده مرة اخيرة قبل البدء بمهمته, قرأ كل شيء عن السيد روسو, كل شيء عن ابنته المثيرة جدا بيلا روسو... سيدة اعمال ناجحة وجذابة مثلها, مغرورة جدا كما كتب في سيرتها الذاتيه, لكن الدون كاستيليوني يعرف تماما كيف يتعامل مع هذا النوع من النساء! اما بالنسبة للفرد الثالث والاخير من العائلة... فكانت المعلومات قليلة ومبهمة جدا! حتى صورتها غير واضحة كما ينبغي. فقط صورة لها بقبعة شتوية ونظارات شمسية. ترتدي جاكيت ثقيل وتسير بالشارع, هذه الصورة من التقاط بابارازي دون شك! كل ما يعرفه هو انها خريجة ادارة اعمال بمعدل متوسط, لا ممارسات للمهنة, والهوايات لم يذكر شيئا كثيرا... فقط جملة واحدة... رسامة! دحرج ثيو عينيه بملل, هذه الفتاة لا تشبه شقيقتها بأي شكل من الاشكال! بيلا كتلة من الاثارة والتحدي وعاشقة للاضواء, بينما الاخرى تبدوا كحمقاء منعزلة عن العالم تماما! "اعتقد بأنني سأحظى بالكثير من المتعة هناك, اكثر مما تخيلت" انحنى للوراء ليأخذ قيلولة قصيرة حتى يصل للفندق. "هل قلت شيئا سيدي؟" سأل الحارس الذي يجلس بجانب الشوفير عندما سمع تمتمة ثيو. "لا... فقط جد لي معلومات اكثر عن كاتلين روسو... لا يجب علي ان اتساهل مع اي احد منهم." قال وهو مغمضا عينيه ولم يكلف نفسه عناء فتحهما.. "حاضر سيدي, على الفور..". ~~~*~~~ تجلس على الكرسي في غرفة المرسم ولم تتوقف عن قضم اظافرها.. "عليك ان تتوقفي" تن*د الي** وهو يمسك بيدها ليسحبها برفق بعيدا عن فمها, ولكنه احتفظ بها داخل يده التي احتوتها بكل دفئ. "هل.. تـ...تعتقـ..د بأنـ...." بدأ التلعثم والتوتر يأكلانها فلم تعد تقوى على نطق جملتها حتى تدخل الي** وهو يعرف ماذا تريد ان تسأل. "لا تقلقي... سواءا حضرا ام لا.. انا هنا ومعك لأجلك... توقفي عن القلق وفكري بنفسك, انهضي ودعيني ارى فستانك هيا, لم ارك بواحد منذ ازل!" القى نكته كعادته ليخرجها من التوتر. سحبها من يدها لتنهض, جعلها تستدير حول نفسها ليأخذ نظرة كاملة حول فستانها, قضمت شفتيها بخجل, توردت وجنتيها على الفور وهي تنكمش على نفسها اكثر واكثر.. هي لم تكن محط الاهتمام من قبل ولم ترغب بذلك! "تبدين جميلة جدا كاتي.. رباه اين نجد جمالا طبيعيا كهذا؟" زاد من تملقه وغزله مما زاد وضعها سوءا. "ارجوك توقف!" دحرجت عينيها وهي تشعر بحرارة وجهها ترتفع اضعافا! لم تكن تضع اي قطرة ماكياج, عينيها الزرقاوين الواسعتين ورموشها الطويلة كفيلتين بجعلك تقسم بأن هذه العيون اجمل ما شاهدت عينيك! شفتيها الورديتين وبشرتها الخالية من الشواب مثالية بشكل طفولي, لم تسرح شعرها بطريقة معقدة بل تركته مموجا مع جعل غرتها على هيئة ظفيرتين صغيرتين تمتدان من جبينها للوراء حتى اخر شعرها, فستانها لم يكن ذلك الت**يم العالمي او المثير للاهتمام.. فقط فستانا ابيضا يليق ببساطتها وعادي جدا مع حزام ابيض واسود يعانق جذعها النحيل بعناية, حذاء اسود بكعب منخفض و بعنق حتى الكاحل مرصع بالكريستال.. ترددت كثيرا بارتداءه لكنها ظنت بأنه لن يهتم احد بما قد تغطي قدميها.. لن يتعرف عليها احد اصلا! هي لن تتجول في المعرض متفاخرة بأن هذه رسوماتها.. المهم هو ان ترى علامات الاعجاب في عيون المتف*جين على لوحاتها.. فقط لا غير! "هيا المعرض سيبدأ بعد خمس دقائق, علينا ان نكون متواجدين قبل الضيوف" قال وهو يلقي بطاقتها الشخصية الخاصة بالمعرض لتضعها حول عنقها تجنبا للمتاعب في يوم مزدحم كهذا. ارتداها وهي تومئ له, ثم خرجت من المرسم حتى قاعة العرض الموجودة في نفس المبنى لكن بطابق مختلف... لم تتوقف عن الارتجاف, متوترة جدا... هل سيحضر والدها وبيلا؟؟ ماذا سيكون رأي الناس برسوماتها؟ هذه اول مشاركة حقيقية لها بمعرض ما! السيد جوزيف لم يتوقف عن مدح لوحاتها المعروضة, لكنها تؤمن بأن الناس اذواق, تخشى ان تتلقى ردا سلبيا يفقدها ثقتها وعزيمتها بنفسها, من يعرف؟ قد تعتزل الرسم ان سمعت برأي كهذا! "سيحبون لوحاتك, تحلي ببعض الثقة والايمان!" دحرج الي** عيونه لردة فعلها المبالغ بها, هو يحفظ هذه الفتاة عن ظهر قلب ويعرف ما تفكر به بمجرد النظر في عينيها النقيتين اللتين تع**ان كل شيء كالمرأة.. واضحة جدا! "احيانا اعتقد بأنك تسكن بداخلي وتقرأ افكاري!" لطمت كتفه وهي ترسم ابتسامة خائفة على شفتيها المرتجفتين. "انتي نقية جدا, ليس ذنبي كونك واضحة" هز اكتافه وهو يدخل المصعد لتدخل كات من وراءه. ~~~*~~~ امسك بقميصه ليرتديه مغطيا ص*ره العاري, الممتلئ بالندبات المتفرقة والوشوم التي تعانق كتفيه, بعضا من عنقه وجزءا من خصره امتدادا لظهره.. اقفل الازرار بالتدريج وهو يحدق بأنعكاسه في المرآة, وتلك الابتسامة الخبيثة الشيطانية لا تغادر شفتيه, لديه انطباع اولي هام عليه تركه الليلة! حصل بطريقة ما على دعوة لحضور معرض الفنون الخاص بمعهد LA.. ستكون الانسة كاتلين روسو مشاركة في هذا المعرض مما يعني بأن السيد روسو وابنته الكبرى سيكونان هناك دون ادنى شك! وضع بعض الكولونيا ورشة من عطره المفضل ثم ارتدى سترته الجلدية.. تفحص وجهه ذو الذقن العشوائية الخفيفة, وبخطوات الدون كاستيليوني الواثقة استدار ليخرج من غرفة الفندق الخاصة به. .... وصل المكان المحدد بعد قيادة استمرت نصف ساعة.. المعرض قد بدأ بالفعل قبل ربع ساعة. حدق بالمبنى الغير مرتفع جدا, والذي يبدوا وكأنه قديما وقد حافظ على عراقته ومكانته بالرغم من التطور المحيط به.. "واخيرا وصلت" سمع صوت مألوف جدا لديه.. التفت ليساره لتقع عينيه على واحد من اقرب الرجال على قلبه. "كريستوفور... العاهر الذي يظهر مرة في السنة" قال لتنف*ج شفتيه بابتسامة... ابتسامة حقيقية! "قررت الظهور اخيرا لأكون بجانبك اثناء زيارتك.. سمعت من رجالي انك ستكون هنا ولم ارغب بتفويت الفرصة" اضاف وهو يتمايل بخطواته بتفاخر وعندما اقترب من ثيو التفت ذراعيهما حول بعضهما في عناق رجولي ودود. "اشتقت لك ايها الو*د" قال ثيو بعد ان فض العناق ليلكم كريس على كتفه بشدة. "هل ترغب بالبقاء هنا ومغازلتي؟ اعتقد انه لد*ك عرض لحضوره" تأوه كريس وهو يضع يده مكان لكمة ثيو. "ما زلت وضيعا كما انت" هز ثيو اكتافه وهو يسير متجاوزا كريس للدخول للمبنى. ~~~*~~~ بعد مرور ساعة على المعرض: ... "لم يحضرا..." شبكت اصابعها بعناق مرتعش وهي تشعر بعيونها تهدد بخطر الهطول. "لا بأس.. ربما تأخرا.. ما زال الوقت مبكرا! المعرض بدأ قبل ساعة فقط!" حاول الي** جاهدا على دعم كات كي لا تنهار.. والدها وبيلا لم يأبها بالحضور, او حتى بأرسال الزهور! "لا.. هما لن يأتيا.. دائما يفعلان ذلك.. المعرض ليس مهما بالنسبة لهما... لا شيء يخصني كذلك!" بدأت شفتيها بالارتجاف بقوة وبكل ثانية تمر الدموع تهددها اكثر فاكثر. "كات.. انظري الي... كل شيء سيكون بخير, حسنا؟ ماذا اذا... لم يأتيا ليس مهما.. استمتعي بالنجاح الذي حققته.. انظري من حولك, كم الناس يحبون اعمالك, رسوماتك وما قمتي به.. انتي مبدعة.. رائعة.. مذهلة.. واستطيع التحدث حتى الغد عن مدى روعتك دون توقف, سيري بين الناس واسمعي اراءهم حول لوحاتك, لا تستسلمي لليأس.. حسنا؟" اقبض على وجهها بين كفيه وهو يحدق بعيونها يعزز الطاقة الايجابية بداخلها كي تتوقف عن الخوف وفقدان الامل.. ظن بأنه نجح, نوعا ما, خصوصا بعد ان اومأت له بالموافقة, مسحت عيونها المترقرقة بذلك السائل الشفاف الذي جعل مقلتيها تكتسيان باللون الاحمر وتع**ان بريقا حول عينيها الزرقاوين لتزيد من حدتهما.. اخذت تسير بين الناس محاولة استراق السمع لارائهم عن لوحاتها, وبالفعل كما وعدها اليكس.. شعرت بالثقة والطاقة الايجابية ترتفع بداخلها شيء فشيء لتعانق شفتيها ابتسامة رقيقة. تابعت السير بخطوات صغيرة جيئة وذهابا لتسمع اراء الناس المختلفين في كل مرة... حتى استوقفها ذلك الصوت الرجولي بنبرته الانجليزية ذو اللكنة المميزة... "اجنبي, ذوق مختلف.. لنرى ما رأيه" فكرت بداخلها وهي تقف وراءه, تشبك اصابعها ببعضها البعض, تترقب رأيه بتلهف ونفاذ صبر.. وبدأ بالتعبير عن رأيه " اتعرف ثيو.. اعتقد بأن فنان هذه اللوحة مختل عقلي!" قال وهو يخنق ضحكة واضحة من نبرته المتهكمة. "ولم هذا القول؟ اتحفني" علق ثيو ببرود وهو يرفع حاجبه, وشعرت برغبة لمعرفة الاجابة هي ايضا. "ربما ليس مختلا ولكن لا بد من انه يعاني من مشاكلا نفسية, او ربما من الوحدة! هكذا افسر رسمه للنافورة وحيدة في العراء, محاولا تجميل واقعه المؤلم بتلك الشجيرات والازهار التافهة الموجودة بخياله فقط.. ربما عائلته تخلت عنه في طفولته, ربما لم يعرف والدته او والده حتى.. او ربما هو مجرد ثري فاسد لا يجد والديه وقتا لرعايته.. من طريقة الرسم اعتقد بأن الرسام هو امرأة.. التفاصيل والالوان الزاهية وطريقة التنسيق توحي بذلك.. امرأة وحيدة ومهجورة تحاول ان تواسي نفسها.. " قهقه عندما انتهى من التعبير عن رايه الصريح والتفت لصديقه. "او ربما ع***ة تشعر بالوحدة في ليلة بدون رفيق سرير." علق ثيو مجددا على رأي صديقه, الجليد وصوته رفيقان باردان جعلا القشعريرة تسري في جسدها. "ربما... " هز اكتافه معجبا برأي صديقه. استدارا ليغادرا.. فمن يبحث عنهم الدون لم يظهروا والواضح انهم لن يفعلوا وانتظاره ذهب سدى. عندما استدارا وقعت عيونهما على تلك الفتاة.. ترتدي فستانا ابيضا, طويلة القامة ب*عر مموج.. وجه خالي من الماكياج, لكن بعيون مليئة بالتعابير! عينيها حمراوين محتقنتين بالدموع.. وقفت لتسمع وليتها لم تفعل! ليتها لم تسمع ما قاله فهذا الوضيع تمكن من تفسير لوحتها على اكمل وجه لكن مع توجيه الكثير من الاتهامات الخالية من الصحة... من هو ليحكم عليها؟ من هو ليتحدث عن عائلتها او مشاعرها؟ من هو بحق ا****ة لوصفها بالمختلة عقليا؟ بأي حق فته فمه الوضيع وتحدث عنها بالسوء؟؟ رغبت بالصراخ في وجهه لتنهال عليه بالشتائم من كل زاوية... رغبت بأن تخبره بأنه ليس لديه الحق للتحدث عنها وعن لوحاتها فهو لا يعرف من تكون او ما الحياة التي تعيشها حتى يحكم عليها... ولكنه كان محقا بنقطة واحدة.. انها فتاة بائسة تحاول تزيين الحياة من حولها حتى تستطيع مواصلة العيش! رفع ثيو حاجبه وهو يرمق تلك الفتاة نظرات غريبة, لم يستطع فهم لماذا تقف هناك لتحدق به وبـ كريس بعيونها الزرقاء التي تقول الكثير.. ترشقهما بنظرات توجه اصابع الاتهام نحوهما وتلقي اللوم عليهما, نظراتها نحو كريس تصيب المرء بالقشعريرة... المرء لا هو! .. لكنه لا يفهم لماذا؟ او كيف تمكن من فهم تلك النظرات التي حركت بداخله شعورا غريبا لم يخالجه من قبل.. ما الذي فعله صديقه لهذه الفتاة حتى تقتله بنظراتها هكذا؟ عقد حاجبيه وهو يطرد كل ما خالجه من شبح لمشاعر ميتة.. هز اكتافه لتعود تلك الابتسامة المتفاخرة ثم سار مبتعدا برفقة صديقه المجفل من نظراتها متجاهلا تلك الفتاة التي بقيت متسمرة مكانها.. وفي طريقه للرحيل, لم يكن بوسعه سوى ان يدير رأسه ليلقي نظرة اخيرة على تلك الفتاة التي بات ظهرها يقا**ه الان, تطأطأ رأسها وقبضتيها ترتجفان.. تروي الف حكاية حزينة بطريقة وقوفها.. تمكن من تحليل ذلك فقط من خلال النظر اليها لبضع ثواني.. لكنه لا يأبه.. فهي لا تهمه بأي شكل من الاشكال.. هو لا يعرفها حتى...فقط طريقة نظرها الى كريس... كان بها شيء ما, لم يستطع تجاهله! ~~~*~~~ للأسف لسة الاكشن ما بلش لكن عنا اللقاء الاول للابطال :))))))) رأيكم بالبارت ضرووووري لا تنسوا الفوت والكومنت ^_^ بحبكم كتير #سونا
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD