bc

أسرار يوسف

book_age12+
24
FOLLOW
1K
READ
drama
tragedy
twisted
sweet
like
intro-logo
Blurb

من فعلها؟ هل يوجد من يكره يوسف الي الحد الذي يخاول تدمير عمل حياته؟ هل يكرهه احد إلي الحد الذي يدمر به حب حياته؟

تتحدث الرواية عن يوسف ومريم وعلاقة يشوبها القلق والتوتر مع الذنب الدفين بسبب أسرار يوسف الدفينة التي كلما ظهر منها شيء تبتعد مريم عنه

chap-preview
Free preview
أسرار يوسفبقلم مها آدم الحب هو أن أعاتبك وتعاتبني على أصغر الأخطاء..هو أن أسامحك وأن تسامحني على أكبر الأخطاء..محمود درويشالفصل
الفصل 1 العودة على أحدى مقاعد القطار المتجه من الإسكندرية إلى القاهرة, سندت "مريم" رأسها على إفريز النافذة تحلم بواحدة من تلك الأحلام عندما تشعر بكل شيء حولك فلا تعلم هل أنت نائما حقا أم لا تحاول قول شيئا ما وكأن هناك شخصا أمامها تحدثه, بالفعل مريم تحلم بشخص تتحدث معه, شخص لم تراه منذ وقت طويل, أخيها "عماد" يجلس أمامها مبتسما ابتسامته البريئة, أخي الحبيب مر زمن منذ أن زرتني يبتسم "عماد" مرة أخرى, ممسكا بحقيبة ظهره ليخرج منها شيئا ما, اعتدلت في جلستها لترى ما يخرجه, أنها كرته, كرته المحببة, كرة قدم قديمة نوعا ما, أخذ يتقاذفها بين يديه, لترى مريم توقيع أحد أحب اللاعبين إلى قلب أخيها, الكابتن حسام حسن, كانت أحدى أقدم الذكريات لديها, ففي أحد الأيام عاد أبيها من الخارج مصطحبا أخيها الأكبر من أحدى مباريات الدوري حيث فاز النادي الأهلي وأستطاع أخيها الحصول على توقيع الكابتن حسام حسن, مازالت تتذكر فرحه أخيها وضحكات أبيها وأمها في تلك الشقة الصغيرة في حي الزيتون اهتز القطار فجأة فأختل توازنها لتستيقظ, هل كنت نائمة حقا, أحست بالألم في رقبتها فاعتدلت ونظرت إلى المكان الذي كان يجلس به أخيها في الحلم, لم تدري متى تساقطت تلك الدموع على وجنتيها, مسحتهم ونظرت إلى النافذة, نوعا ما هي سعيدة فلم تري أخاها في أي حلم منذ سنوات باستثناء تلك الكوابيس عن لحظة وفاته كوابيس كانت تدعوا الله كل ليلة آلا تراها, ولكنها كانت تراها, أخبرتها أحدي صديقاتها التي كانت تدرس علم النفس أن كلما حاول الإنسان أبعاد تفكيره عن فكرة ما فالفكرة تسيطر عليه أكثر, سألتها مريم يومها "ما العمل أذن يا فرويد" ابتسمت صديقتها وقالت لها "استنفذي الموضوع تكلمي عن أخيك المتوفى, تكلمي مع أصدقائه تكلمي مع أمك عنه, تكلمي مع الجميع وحاولي أن ترضي بقضاء الله وقدره..وعليك بكثرة الدعاء" الأمر نجح فعلي مر سنوات تناست مريم الأمر قليلا أو ربما الدراسة والعمل كانوا خير دواء لها "عماد يا أخي كيف تبدوا الجنة وهل سأكون معك يوما ما أنت وأبي" دخل القطار محطة القاهرة, و بدأ الركاب في الوقوف للمغادرة, لطالما كرهت مريم هذا التصرف, انتظروا توقف القطار ثم تحركوا كما تريدون, كان عدد لا بأس به من الركاب قد غادر القطار حتى فكرت مريم في التحرك, وقفت وأحكمت وضع الكوفية حول رقبتها وأغلقت سترتها الجلدية, لابد وان البرد قارص في الخارج, وضعت حقيبتها على كتف واحد, لقد تعلمت السفر بأقل الأشياء..فهي ليست كتلك الفتيات التي تعد حقيبة كبيرة للسفر, إنها تأخذ فقط ملابس بسيطة, كما أن والدتها تحتفظ بالكثير من ملابسها في المنزل, ا****ة, أنها لن تذهب إلى المنزل فهي مجبرةعلى الذهاب إليه..الذهاب إلى فيلا المعادي, فمنذ وفاة عماد قرر خالها أن تعيش هي وأمها معه في فيلته الخاصة عندها قررت أن تستقل القطار لأول مرة وتتوجه إلى عمها لتعيش معه في الإسكندرية لتدرس وتعمل, همت بفتح باب الكابينة ولكنها توقفت لتنظر نظرة أخيرة على مكان أخيها في الحلم وقالت "وداعا أخي" مرت بين المقاعد تنتظر صف من الركاب ليغادر القطار عندما أخذتها ذكرياتها لهذا اليوم المشئوم, عندما ذهبت مع أخيها وأبن خالها يوسف وبعض أصدقائهم للعب كرة القدم, نعم فقد كانت نوعا ما طفلة "مترجلة" كما كانت أمها تطلق عليها, أصدقاء أخيها هم أصدقائها, تذهب معهم إلى مباريات كرة القدم المقامة في الشوارع المفتوحة يرافقهم دائما أبن خالها يوسف وصديق أخيها المفضل أيضا, "يوسف" كانت كلما تتذكره تبكي, الآن نوعا ما هي قوية يوسف لولاك لكان أخي بيننا الآن, ولم أكن مضطرة إلى البعد عن أمي ولكن العيش معك تحت سقف واحد كانت نوعا ما إهانة لروح أخي, تذكرت مريم يوم وفاة أخيها, كانت أحدي ليالي الشتاء الدافئة عندما قرر عماد ويوسف وبعض من أصدقائهم لعب كرة القدم في أحدي الشوارع الواسعة لحي الزيتون وبالطبع فرضت مريم وجودها وذهبت معهم, بدأ اللعب ألزمها أخيها طبعا بحراسة المرمى, تأففت بالطبع في البداية ولكن المهم أن أشاركهم اللعب, قالتها مريم وقتها تم اختيار هذا الشارع لقلة السيارات المارة من خلاله فكل ربع أو نصف ساعة يوقفون اللعب لتمر سيارة ما, الكل كان يعلم أن الأطفال يستخدمون هذا الشارع للعب, السيارات التي تمر تقوم دائما بتهدئة السرعة, إلا تلك السيارة الملعونة, فيوسف كان يستعرض مهاراته الكروية كالعادة يتقافز الكرة أكثر من مرة على رأسه ثم يقذفها إلى قدمه وهكذا كان يحب استعراض مهارته وقتها, في تلك اللحظة كانت أحدي السيارات يقودها رجل تمر بسرعة عالية ,وقع يوسف فجأة ليقف ويجد نفسه أمام السيارة المسرعة, عندها تحرك عماد وأبعد صديقه المقرب عن السيارة لتمر السيارة فوق جسده هو "مات بدون ألم" قالها طبيب الطوارئ لامي وهي تصرخ لم يكن قد مر على وفاة أبي وقتها إلا عامين, مات بدون ألم, أيها الأ**ق لم تكن هناك لتسمع أخر صرخاته لم تكن هناك لتري جسده الدامي على الإسفلت, ما تزال مريم تسمع تلك الصرخة, أمسكت برأسها فالركاب مازالوا يغادرون القطار, جلست على أحدى المقاعد وأدعت أنها تحكم ربط حذائها ولكنها في الحقيقة تمسح دموعها..وقفت وتنفست ثم نزلت عن القطار لطم هواء الليل البارد وجهها وجعلها تنكمش, نظرت إلى هاتفها إنها العاشرة مساءا, هل تركب سيارة أجرة أم تطلب سائق على تطبيق أوبر, كانت تغادر رصيف الشحن وهي تتمني لو كانت أمها في شقة الزيتون, دعك من أنها الأقرب من المعادي ولكنها لم تكن تريد رؤية يوسف, فبرغم مرور السنوات إلا أن هناك غصة في حلقها كل مرة تراه, ربما تذهب إلى شقة الزيتون وتضع أمها أمام الأمر الواقع, ا****ة ليس معي المفتاح, دعك من أن أمي لن تطمئن لفكرة النوم بمفردي وستأتي إلى في الحال, ولكني..كلا..لن أجعل أمي تخرج في ليلة باردة كتلك لأني أخشي مواجهته ,ض*ب عيناها الضوء الأصفر الشديد لمحطة القاهرة, أخرجت هاتفها مرة أخري لتتــ "مريم ...مريم" قطع الصوت حبل أفكارها, وقفت مريم مذهولة "يوسف, ماذا تفعل هنا" قالتها مريم وعلي وجهها تكشيرة غضب تفاجئ يوسف من ردة فعلها ولكنه أستجمع رباطة جأشه وتكلم بهدوء "عمتي أخبرتني بحضورك إلىوم, ولا يصح أن تحضر فتاة بمفردها في هذا الوقت المتأخر من الليل" مريم: شكرا يمكنني الاعتناء بنفسي يوسف محاولا كتم غضبه: العفو, هل هذا كل ما تحملينه مريم: نعم مد يوسف يده ليمسك بالحقيبة, ولكن مريم أبعدت نفسها "أنها خفيفة لا تشغل بالك بها" وقف يوسف قليلا ينظر إلى مريم, فقد كانت الفتاة الوحيدة التي تعارضه دائما في كل شيء يقوله يوسف: السيارة بالخارج هيا بنا تقدم يوسف وقادها إلى السيارة ففتحت الباب الخلفي فأوقفها يوسف قائلا "هناك صناديق مكدسة في الخلف ...أجلسي بجانبي" أغلقت مريم باب السيارة بعنف وفتحت الباب الأمامي وجلست, يتنفس ليهدأ من نفسه فهو لا يريد التعارك معها لقد وعد عمته آلا يغضبها كي لا تتخذه ذريعة للمغادرة مرة أخري, كانت مريم بحق تغضب يوسف, أن نقطة الانفجار آتية لا محالة, ولكن ليجعلها في المنزل, هو لا يريد افتعال فضيحة, تنفس للمرة الأخيرة ثم فتح باب السيارة ودخل انطلقت السيارة لتلتهم شوارع القاهرة وضعت مريم رأسهاعلى زجاج نافذة السيارة تراقب الشوارع المزدحمة, لو كانت تشتاق إلى شيء في القاهرة فهي تشتاق إلى هذا الناس والمحلات المضيئة, القاهرة حقا مدينة لا تنام, كان هذا نوعا ما يبعث الطمأنينة في قلبها, أنت لست وحيدا طالما أنت في القاهرة, يمكنك مغادرة منزلك في منتصف الليل وتجلس مع صاحب المحل هذا أو ذاك, ابتسمت لتلك الفكرة, آلا تكون وحيدا, حاولت إغلاق عينيها لتدعي النوم فهي لا تريد التحدث معه, ولكنه تحرك ليشغل المذياع ,ا****ة هل مازال يستمع إلىه, كانت تلك أحدي الأشياء الكثيرة التي تجعله تكرهه حقا, المذياع ...ا****ة من يستمع إلى المذياع في يومنا هذا ,خرج صوت مذيعة متحمسة كانت تتكلم عن الصداقة بين الفتي والفتاة, وكأن مشاكلنا حلت جميعا ولم يبقي إلا تلك المشكلة الكونية وما أغضبها أكثر أن يوسف كان يستمع بشغف وقام أيضا برفع الصوت, تنفست محاولة تهدئة نفسها وحاولت آلا تركز مع المذياع ..ولكن كيف شاب مثله مازال يستمع إلى المذياع فيوسف شابا في أواخر الثلاثينيات, طويل وجسده رياضي ممشوق, نوعا ما وسيما, أبيض البشرة ويترك شعره البني الفاتح مجعدا على طبيعته, وذقنه غير حليق وبالطبع لتكتمل الصورة كانت عينيه أقرب إلى اللون البني الفاتح, نوعا ما كانت تحقد عليه لأنه أجمل منها, كل عائلة والدتها أجمل بكثير فأصولهم ترجع إلى الشرقية, أما هي وأخيها فيشبهون أسرة أبيها السمراء ذات الأصول الصعيدية تكلم يوسف فجأة ليوقظها من تأملاتها: لما أخذتي القطار المتأخر مريم: كان لدي عمل في الشركة..أنهيته وأخذت القطار يوسف: عمل؟؟ ألم تقدمي استقالتك الأسبوع الماضي !!!! مريم بهدوء: عدلت عنها يوسف بغضب: ولم تفكري بأخباري مريم: عفوا..لم يخبرني أحد أن علي أستأذنك أمسك يوسف بكلتا يديه بالمقود وزفر بصوت عالي: استئذاني, حسنا, يبدوا وأنك تريدين التعارك معي ولكني سأكون أنا الشخص الناضج ولن أرد عن أساءتك المتكررة, فكما وعد عمتي لن أتعارك معك مريم وهي تنظر من النافذة: حسنا يوسف وقد تملكه الغضب: حسنا, هل هذا كل ما تستطيعين قوله, متى رأيت أمك لأخر مرة؟؟ متى...هه؟ منذ ستة أشهر, ألم تفكري يوما بها مريم: هل تقول لي كيف أحب أمي يوسف غاضبا: ا****ة يا مريم, لقد قامت بإعادة دهان غرفتك القديمة, أنها تظن أنك ستمكثين معنا للأبد مريم صارخة: أنا لم أقل هذا, إنهم خمسة أيام وسأعود إلى الإسكندرية مرة أخري يوسف: حسنا ..أخبري أمك بذلك وأ**ري قلبها مريم: أنت لا تحب أمي أكثر مني, أنها أمي أنا, أمي أنا وليست أمك نظر لها طويلا ولم يتحدث, ا****ة فهو يعتبر أمي هي أمه أيضا, فمنذ وفاة والدته وهو في عمر العامان وأمي تعتني به, حتى بعد زواج والده من امرأة أخرى, بالطبع تعامله كابنها وخاصة إنها لم تنجب, ولكن يظل هناك علاقة حميمة بين أمي ويوسف..علاقة تغضبني حتى قبل موت عماد, ا****ة, لطالما نجح يوسف في جعلي أشعر بالذنب مر الوقت ولاذا كلانا بال**ت لباقي الطريق حتى وصلنا إلى حي المعادي الهادئ, كان الظلام دامسا بحق فلا يوجد محلات هنا أو أي نوع من الأنشطة البشرية, اقتربنا من الفيلا وفتحت البوابة فجأة لتكشف عن عم سليم بوجهه الأسمر البشوش "يوسف بك" قالها بصوته المتحشرج العجوز, ا****ة, أنهم ستة أشهر وليسوا ستة سنوات, لما اشعر أن الرجل أزداد عمره مائة عام "لقد أصيب بأزمة قلبية منذ شهرين" قالها يوسف وهو يدخل بالسيارة وعم سليم يغلق البوابة الكبيرة, ا****ة, كانت تلك احد الأشياء التي اكرهها في يوسف, كأنه يستمع إلى أفكاري, وكأنني شفافة أمامه أوقف يوسف السيارة أمام باب الفيلا, عم سليم جري إليه مسرعا"أذهب للنوم الآن يا عم سليم , وأسف لقد سهرت بسببي" أبتسم عم سليم وقال "العفو يا باشا "ثم استدار إلى وقال "نورت بيتك يا ست البنات" كنت أنوي أن أعترض على كلمة بيتي ولكني ابتسمت له وحييته بأدب, فتح يوسف الباب ودخلنا إلى الفيلا القديمة, حسنا كانت قديمة لقد جددها يوسف من الألف إلى إلىاء, أفهم من هذا أن الأعمال على ما يرام, ما أن خطوت بداخل المنزل حتى استقبلتني زوجة خالي المتوفى آمال "يوسف لما تأخرتما هكذا لقد قلقنا أنا ومنال" ثم احتضنتني بقوة "مريم, أيتها القاسية ستة أشهر لم نراك خلالهما" صرخت أمي من بعيد "مريم" بالطبع أسرعت إلىها واحتضنتها بقوة بقيت في حضنها قليلا ثم عدت لأقبل يديها, كان يوسف يغلق باب الفيلا بالمفتاح "حسنا دعوها تتنفس" قالها ضاحكا كانت أمي وزوجة خالي يتحدثان في نفس الوقت ...إحداهما تسألني عن العشاء والأخرى تسأل أين حقائبي, قطع كل هذا صوت أحدي الفتيات صارخا "مريم ...مريم" فتاة مراهقة تقف على السلم بملابس نوم ثقيلة وترتدي جوارب بيضاء "مريم؟؟؟..أنها مريم!!!" قالتها وصرخت ثم نزلت مسرعة بضعة درجات لتصعد مرة أخرى إلى الدور الثاني وتصرخ في الممر" بناااااااااااااااات ...مريم جاءت أخيرا" تلك الفتاة حنجرتها قوية بحق, ميادة المراهقة ابنة خالتي صباح, نزلت مسرعة لتتعلق برقبتي وهي مازالت تصرخ أمي مازالت تسأل عن حقائبي فتجاهلت سؤالها, لتنظر ليوسف الذي قال مترددا "حسنا لم تستطع حمل حقائب ثقيلة, سأبعث بأحد ما ليحضرها" قالها وهو ينظر إلي بغضب, كان يكره حقا الكذب على أمي, ولكنني نوعا ما لا أهتم نزلت قبيلة من الفتيات الصارخات لتتقافز حولي, لا أتذكر أني كنت محبوبة لهذا الحد... صرخت خالتي صباح في الفتيات ليبتعدوا لتستطيع هي أيضا إلقاء التحية خالتي صباح: لقد صنعت لك كيك البرتقال كما تحبيه... مريم: شكرا خالتي لست بجائعة, لقد تناولت الطعام وأنا في القطار آمال: كيف هذا يا مريم لم يتناول يوسف العشاء معنا لأنه أراد انتظارك يوسف بهدوء: أنا أيضا تناولت الطعام وأنا أنتظر في السيارة, سأصعد لأنام خالتي صباح تبتسم في خبث: حسنا يا مريم أنتي أيضا اصعدي للنوم لم أكن أفهم حقا مقصد خالتي, تتكلم بتلك الطريقة دائما, ولكني كنت أحبها بحق, فقد كانت أصغر خالاتي والأقرب إلى قلبي وخاصة أنها كانت تعيش معنا قبل زواجها, ثم جاءت لتعيش مع خالي منذ طلاقها, وخالتي صباح لديها أبنتين "ميادة" الصاخبة و"جنا" ال*قل المدبر كما أحب أن أدعوها, كانت في منتصف ال*قد الرابع ولكنها مازالت جميلة تهتم بنفسها وابنتيها صعدت الدرج إلى غرفتي القديم, يوسف لم يكذب حقا, لقد أعادة أمي دهان الغرفة بأحب الألوان إلى قلبي اللون الأزرق, كما قامت بتغيير الفراش وخزانة الملابس أيضا, حسنا بالتأكيد هو من قام بهذا..فلا أظن معاش أبي يكفي شراء علبة دهان واحدة بدلت ملابسي لأنام, سمعت صراخ الفتيات بالخارج وهن يمزحن, وصراخ خالتي صباح لي**تن ليتمكن يوسف من النوم, حسنا تلك الأشياء هي ما جعلتني أرحل, كل القوانين يتم سنها لراحة يوسف, كل الأطعمة التي تطبخ في المنزل الأطعمة المفضلة له وكأننا كلنا ضيوف عليه, ا****ة في الحقيقة كلنا ضيوفا عليه, فهذه الفيلا في الأصل ملك لخالي المتوفى وبالتالي هي ملك له, كان خالي رجل حنونا بحق فقد كان أكبر أخوته وأبيهم نوعا ما فمن كانت مريضة تأتي له ليتولى رعايتها, من تعاركت مع زوجها فهي تأتي إليه ليتدخل, من طلقت تأتي أيضا بأطفالها, ومن توفي زوجها كأمي تأتي للعيش معه, كان كبيت العائلة نوعا ما..ولطالما كان شعوري متضاربا بشأنه..نعم هناك بعض الذكريات الجميلة في هذا المنزل..ولكن هناك الغضب وتعاركي مع يوسف طوال الوقت غارقة في أفكاري سمعت صوت خطوات متثاقلة خارج غرفتي, توجهت إلى الباب أتبين من في الخارج, أمي تحمل صحيفة عليها بعض الأطعمة وكوب من العصير, بالطبع تتوجه إلى غرفة يوسف, طرقت الباب ليظهر هو كان مازال بملابسه..ابتسم لأمي وقبل يديها, قالت له أمي شيئا ما لم أتبينه..ولكني سمعت رده عليها "لا لست غاضبا منها, لم نتعارك, اطمئني يا عمتي" قالها يوسف وربتت أمي على كتفه ثم اتجهت إلى غرفتها ا****ة ما الوقت, أين هاتفي لقد نسيته في الحقيبة بداخل السيارة, هل أذهب إلى يوسف الآن أنا أعلم انه مازال مستيقظا لا, ربما في الصباح.. لا أعلم متى غرقت في النوم ولكني شعرت بيد تهزني لأستيقظ..استغرقت بعض ثواني أتبين من هذا..ا****ة يا فتاة أنها "درة"..ابنة خالي علاء...جلست على الفراش و احتضنتني بقوة...كانت درة أقرب شخص لدي في هذا المنزل بعد أمي والأحب إلى كذلك, الوحيدة التي كانت تهون على البقاء في هذا المنزل الواسع درة: ستة أشهر أيتها الشريرة لم نراك مريم مبتسمة: نعم ستة أشهر لم يحاول أحدكم الصعود إلى القطار وزيارتي في الإسكندرية ...أنها كما تعلمين مازالت على كوكب الأرض وليس زحل درة ضاحكة وتحتضني مرة أخرى: ا****ة يا فتاة لقد اشتقت إليك حقا, هلم لتغيري ملابسك الفطور في انتظارك مريم: ما الوقت, لقد نسيت هاتفي في سيارة يوسف درة: أنها الحادية عشر, وللعلم يوسف رحل منذ ساعتين أو أكثر مريم: ا****ة ...وهاتفي ؟؟؟؟ درة: لا أعلم يمكنك الذهاب إلى الشركة وأخذ هاتفك منه مريم مبتسمة في غل: هاها ظريفة ابتسمت درة وغادرت الغرفة قائلة: جمانة بالمنزل, وحسام جاء كذلك, فقد سافر أبي العزيز مرة أخري مع زوجته ا****ة, قلتها في نفسي بالطبع فمهما كنت أكره أخواتها إلا إنهم مازالوا دمائها, ولكني أعتقد على أيه حال أنها تعلم وإلا لم تكن لتحذرني, فبرغم حبي الشديد لدرة إلا أنني كنت أكره جمانة أختها من أبيها فمنذ أن كانت طفلة صغيرة وهي عبارة عن كتلة من الغرور وقلة الحياء, بالطبع تري نفسها أجمل فتاة خلقت و الأذكى كذلك, كانت ملابسها الأقل حشمة بيننا كما أنها تتهافت خلف خطوط الموضة الغريبة, أي شيء يجعلها مختلفة, أي شيء يجعل الجميع ينظر لها, حتى لو كانت نظرات استهجان وتقززعلى ع** درة, فبرغم أن درة هي أيضا ترتدي الملابس الفاضحة إلا أنها تواكب موضة تناسبها وتجعلها محببة في أعين الجميع, أردت دوما الغيرة من درة ولكني كنت أحبها بشدة وأحب النظر إليها, كانت وكأنها أحدي عارضات الأزياء من حقبة الخمسينات بفساتينهم المنتفخة ومساحيق تجميلهم الرقيقة التي تنم عن ذوق ...أما جمانة فبرغم الفرق العمري الكبير بيننا, أكثر من أحدى عشر عاما إلا إنها كانت تتحداني دائما, حتى وهي طفلة كانت تأتي إلى وأنا جالسة لتصفعني على وجهي وتجري ضاحكة لتختبئ خلف يوسف أو أمي, بالطبع لم أستطع وقتها الانتقام فقد كانت طفلة وحتى عندما كبرت كانت مازالت تلقبني بالألقاب السخيفة, أو عندما أمر أمامها كانت تضحك وكأن هناك سر ما حولي أو قصة مضحكة ما وبالطبع كانت الحمقاء ميادة من أعوانها الدائمين, لا أعرف حقا كيف تكون أخت لدرة, ربما لان الأم مختلفة, ربما أنا أبالغ في الأمر ولكن هذا الخبر كفيلا بإفساد يومي مريم: أين الجميع, ألن نتناول الفطور أمي: لقد تناولانه جميعا الساعة الثامنة مع يوسف, هي نسيت مواعيد الطعام نعم شيء آخر ليفسد يومي, كل شيء له وقت محدد عند يوسف, الطعام, الشراب, النوم والاستيقاظ, حياة من القوانين الم**مة لراحته وكأنها كنت تستمع إلى أفكاري, قالت صباح مبتسمة وهي تتناول كوب قهوتها الصباحي: لا تقلقين يا مريم احتفظنا لكي ببعض الطعام ...فعزيزنا يوسف طلب عدم إيقاظك, فربما تحتاجين إلى الراحة ...كم هو حساس هذا اليوسف ابتسمت رغما عني فخالتي لها طريقتها المضحكة في تناول الأمور, خاصة المشاكل بيني وبين يوسف مريم: ربما كل ما في الأمر أنه لم يرد رؤية وجهي ابتسمت خالتي مرة أخرى في خبث وهزت كتفيها, وضعت أمي صحيفة عليها بعض الأطعمة وكوب الشاي بلبن المعتاد أمامي ابتسمت لها وقلت: حسنا يمكنني أن أشرب الشاي بلبن في أغلي الأماكن في مصر, يمكنني حتى أن أصنعه بنفسي ولكن يبقي أفضل كوب أتناوله من يدك يا أماه ابتسمت أمي وربتت على كتفي قائلة: يمكنك المكوث معنا للأبد لأحضر لكي كوب كل يوم نظرت لها فوجدت على وجهها مسحة من الحزن مريم: أذن أخبرك يوسف أمي: لقد أضطر لذلك لأن عمك أتصل بي ليطمئن عليك, ويبلغك رسالة أن تعودي مع ابنته وزوجها بعد بضعة أيام, أفضل من أن تعودي بمفردك توقفت عن مضغ الطعام: حسنا كنت سأخبرك, لقد عدت إلى الشركة وهذه المرة براتب أعلي توقفت عما كانت تفعله وقالت: كما تحبين يا مريم, وغادرت المطبخ جلست خالتي أمامي وقالت: حسنا أيتها الحمقاء, كم بالضبط يعطوك في تلك الشركة مريم: ما يكفيني خالتي : حسنا, امكثي هنا وأعملي مع يوسف في الشركة مريم ضاحكة: تقصدين في شركته, نعم..نعم لا يكفيك النار المشتعلة بيننا في المنزل..لا..دعينا ننقلها للشركة أمام الناس خالتي: هل تعلمين أن جمانة ستتلقى تدريب هذا الصيف مع يوسف في شركته مريم: هنيئا لها خالتي: ستندمين يا مريم..وسوف تعضين على أصابعك من الندم مريم: ما بك..هل يعطي يوسف موظفيه ذهبا بدلا من النقود خالتي وابتسامتها: حسنا يا مريم أن العمر يمر سريعا..ولن تجدي مثل يوسف أنه لا يعوض قالتها وغادرت المطبخ هي الأخرى, كان من عادة خالتي أن يكون كلامها غامضا يحتمل أكثر من معني, ها نحن نتكلم عن العمل, ثم تلقي بكلمة "يوسف لا يعوض" ,حسنا خالتي متوهمة إن ظنت أني أفكر في اتخاذه زوجا لي, دعك من أن الرجل لا يطيقني, ولكن مصيري لن يكون كمصير درة...تذكرت وقتها الماضي فقد كنت أنا الوحيدة التي أشعر بميل درة له...انتظرته المسكينة أعوام وأعوام كي يقوم بخطوة ما نحوها, ثم في لحظة غضب قررت الزواج بشاب تقدم لخطبتها عن طريق يوسف نفسه, بالطبع طلقت في خلال عام, وعادت لتعيش مع أبيها لبعض الوقت ومع أمها لبعض الوقت, غالبا ما كانت درة تتحدث بحسرة دائما عن أن الزواج أفسد حياتها, كما إنها لا تستطيع بناء حياة مستقرة لها, دعك من كلام زوجة أبيها وجمانة المحبط, ا****ة, ما الذي يجعل فتاة في الخامسة والثلاثين لا تستطيع الاستقلال بحياتها والحصول على بعض الاستقرار والسلام, لما يجب أن نكون تابعين دائما, مجتمع عقيم, ينهلون على أمثال درة المطلقة, ويتركون أمثال جمانة

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

أنين الغرام

read
1K
bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

جحيم الإنتقام

read
1.8K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.5K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook