الفصل السابع

1409 Words
( لقد رفضت الامر بشدة .. كيف سأنقنعها ؟) قالتها شغف بنزق وهي مسند هاتفها على كتفها وتخرج ثيابها من الخزانة ليصلها صوت نيسان ترد عليها ( طالما أنت ترغ*ين لن يقف شيء في طريقك صديقتي .. ولكن اعتقد انه يجب ان تمنحي والدتك بعض الوقت لتتقبل الفكرة .. ) همهمت شغف لنيسان دون كلام لتغلق باب خزانتها وتمسك الهاتف بيدها لتسمع نيسان تتابع( شغف لا تنسي أن امك هنا منذ ست وعشرين عاما .. القرار سيكون صعبا هذا باستثناء الشيء الذي لا ترغب والدتك بالعودة اليه ) جلست شغف على كرسيها وهي تفتح حاسوبها امامها ( ولكن ماذا تفعلين نيسان ) ضحكت نيسان بمرح مجيبة ( اطبخ .. جرير سيصل اليوم وقررت ان اطبخ له ) ( انظروا .. انظروا .. ) اوقفتها نيسان بصرامة ( ا**ت يا مزعجة ) ارتفعت ضحكات شغف لتجيبها ( ولكن ارجوك اترك لي القليل ) كزت نيسان على اسنانها بنفاذ صبر قائلة ( في احلامك).. لتغلق الخط في وجه شغف وترمية على الطاولة وهي تنفخ في الهواء بينما الأخرى لم تهدأ ضحكاتها واستمتاعها للتطور الذي يحدث مع صديقتها . .................................. لم تمض ثوان حتى عاد مزاج نيسان المستمتع بما تفعله .. لقد اهداها شيء تحبه ولم تاكله منذ فترة طويلة لذلك كان لا بد من رد الجميل لجرير لتقرر ان تطبخ له بيدها .. حسنا هي لم تطبخ له الملوخية التي يحبها فغرورها الانثوي قرر انها ستجعله يجرب طبخة اخرى لها .. ربما تطبخ له الملوخية يوما ما ولكنها سيدة المطبخ وعليه هو ان يأكل ما تصنع ويعطيها رايه فقط .. رفعت الغطاء عن الوعاء ليتصاعد البخار بقوة فتبعد وجها عنه لثوان فتعود لتقترب وهي ممسكة المعلقة تحاول تذوق المرق لتقدر ملوحته فتبتسم بانتصار سرعان ما تبدل لملامح تأهب وهي تسمع قفل الباب يتحرك فيفتح الباب ثم يغلق وصوته يعلو في الارجاء ( نيسان ) تنفست بصعوبة وكأنها تلتقيه لأول مرة وكانها المرة الاولى التي تسمع صوته لترفع يدها باتجاه رقبتها تمسدها بتوتر ترسم ابتسامة على شفتيها وتخرج من المطبخ ( الحمد الله على السلامة ) ابتسم لها بسعادة وهو يضع حقيبته قرب الباب يقترب منها مادة يدها لتبادره السلام ( كيف حالك ) ارتجفت ورائحة عطره تطغى على رائحة الطعام الذي كان يغزو حواسها من بعض لحظات لتجيبه ( بخير وانت ) كاد ان يجيبها ليتوقف فجاة وهو يرفع اصبع وكانه يحاول استيعاب شيء ليعود فيتاملها وميرول الطبخ الذي ترتديه ذو صور مضحكة وشعرها المربوط باحكام ليسألها ( ماهذه الرائحة ؟) لتفتح عينيها على وسعهما وهي تدرك لتقول بصراخ ( يا الهي نسيت الطعام ) لتتركه مكانه وتسرع اتجاه المطبخ تتفقد ما كانت تطبخ .. وماهي الا ثوان حتى وقف عند باب المطبخ يسند نفسه الى طرف الباب متأملا حركاتها السريعة بتلذذ وعقله يفكر ( ماذا قد يحتاج الرجل بوجود امرأة مثلها في حياته ؟ .. امرأة اختصرت جميع النساء.. طفلة عندما تريد وفتاكة عندما ترغب .. ممتعة في بعض الاحيان .. ونكدة في احيان اخرى .. لقد كانت مزيج عجيب من الانوثة والطفولة والجمال ) اخرجته من تفكيره قائلة ( لقد انتهى الطعام يمكنك ان تبدل ثيابك وتغتسل وسيكون جاهز ) هز رأسه دون أن يجيب ليغادر المطبخ فاكثر شيء يحتاجه الان حمام منعش واستحضار كثيرا من الصبر ليحتمل بقائه قربها . ................................................. ( ها ما هو رايك ؟) نظرت له بترقب ترغب في معرفة اجابته فبعد ان انتهى من حمامه وجلسا لتناول الطعام وهو ياكل ب**ت حتى قررت ان تسأله اخيرا ليرفع راسه وكأنه تفاجئ بوجودها معه في نفس الغرفة ( ماذا ؟) نفخت بنفاذ صبر قائلة ( ما بك جرير اسألك عن المحشي كيف هو ؟) ابتسم بسعادة وهو ممسك قطعة كوسا بيده ومعلقة باليد الاخرى قائلا (لقد اكلت نصف الطعام وحدي وتسالين ) ابتسمت بفخر وعينيها تتجه نحو صحنها ( رغبت ان اسمع رايك فقط فانت صامت منذ بدء الطعام ) ابتلع لقمته ( لم اكل هذا الكم منذ تسريحي من الجيش .. اذا طبختي كل يوم سأحتاج ان ابقى ساعات طويلة في النادي لحرق السعرات ) اعترضت على كلامه بسرعة ( ولكني اعتقد ان جسمك مثالي جدا ) ليبتسم بخبث ( حقا ؟) ارتبكت .. اهتزت حدقيتها ورجفت شفتها وهو ابتسم بنصر .. لقد حفظها جيدا عندما ترتجف هكذا يكون قد اصاب هدفه تماما ولكنه لن يعلق فلم يحن الوقت بعد ... ساحات المعارك علمته ان ينتظر .. يتربص بفريسته جيدا ثم ينقض عليها باكثر لحظاتها ضعفا ليفوز ويحقق غايته .. وهي ايضا لم تعلق ولم تجبه ببساطة قالت له ( كيف حال نبيل ؟) علت الدهشة وجهه وسؤالها الغريب يخترقه ( لماذا هل حدث شيء ؟) وضعت كأس الماء على الطاولة بعد ان ارتشفت منه فقد جف حلقها بعد زلة ل**نها التي نطقت بها للتو وكل ما احتاجت له القليل من الماء ليعود اللون لوجهها . تاملت وجهه المترقب والفضول يعتليه ( الم يخبرك ما حدث معه هو وديمة عندما كانا هنا ؟) ( لا .. هل حدث مكروه لهمها ؟) داعبت طرف الكأس امامها وهي تراقب الماء فيه ( لا النتيجة المعتادة ) ارتاح .. رغم ان النتائج لا تاتي بصالح صديقه ولكنه كان خائف حقا .. عادت ملامح وجهه العادية ليمسك صحنه يضع فوق صحن اخر فارغ ويعيد الخبز لمكانه وهو يقول ( لقد حان الوقت ليتخذ قراره ويرتاح ؟) فعلت كما يفعل ولكنها توقفت فجأة وهي تنظر لوجهه ( انا استغرب منه .. لماذا يرفض هذه العملية .. لقد اصبحت شائعة جدا وهي ليست خطرة ولا حتى محرمة .. فلماذا كل هذا التحفز باتجاهها ) توقف عن حركته ليعود جالسا في كرسيه يداعب الصحن بملعقته ( الفكرة ليست بشيوعها او صعوبتها .. لكنني افهم نبيل جيدا .. هو مغرم بديمة واعتقد انه يفكر بحياة مثالية لها .. وان قبل بعملية الزرع سيمنحها شيء يرغب به ولكن بطريقة غير اعتيادية وهذا ما يشغل باله ..) رفع نظراته نحوها ليكمل ( فكرة انجاب الاطفال هو حلم كل رجل ولا سيما ان كان مرتبط بالانثى التي يعشق .. ولكن ان تكون عن طريق عملية فهذا الامر سيترك ب**ة لا تمحى في صفحات رجولته ويشعره انه ناقص .. لا يمكنه ان يحقق الشيء الاكثر نبلا في هذا العالم وهو انجاب ثمرة لهذا الحب .. ولكنه زرع هذه الثمرة عن طريق ايدي الاطباء .. لذلك هو متردد ) اومات لكلماته ورؤية وافكار نبيل تتوضح لها لتهمس شاردة ( وهذا ما تعرفه ديمة لذلك هي لا تناقشه ولا تحكي عما ترغب ) تنبهت حواس جرير لكلماتها ليردد ( ما ترغب ) هزت رأسها ( بالطبع .. في كل مرة اسالها عن الموضوع لا تتكلم وتترك الاختيار لنبيل فقط ) وقف جرير ممسك الصحون بيده يتجه نحو المطبخ قائلا ( لانها تحبه بجنون .. لذلك هي مستعدة ان تتخلى عن امومتها لتبقى قربه ويبقى هو سيعد وهادئ معها ) ليترك نيسان واقفة مكانها مجمدة .. كلماتها اخترقت شيء فيها . لا تعرفه ولم تفقه بعد . .......................................................................................................... منذ نصف ساعة وهي تسير في نفس الشارع .. تدعو ربها ان تراه .. نعم لقد كانت مخاطرة منها ان تذهب للشارع المتواجدة فيها مقر صحيفة فارس ولكنها منذ ان راته ي بيتهم وملامحه لا تغادر مخيلتها .. اول يوم اوعزت ذلك لاختلاف شكله ولكن بعد اربع ايام ما زال خاطر ببالها وبالطبع لن تسال عنه نسيم فقررت ان تجازف بنفسها لتختار القدوم لهذا الشارع علها تحظى به مصادفة ولكن دون فائدة .. ارتسمت علامات الخسارة على سمار وجهها الخفيف لتخفض راسها تقرر العودة واعلان فشل خطتها .. لتسمع صوت عميق من خلفها ( انسة ميرال ) عادت الحياة لوجهها .. فهذا صوته بالتاكيد .. لتبدل ملامح الخسارة لاخرى سعيدة تتصنع المفاجاة لتستدير اتجاهه قائلة ( سيد فارس .. ما هذه المصادفة ) اقترب منها يمد لها يده فتبادله التحية ليقول ( اتمنى ان تكون سعيدة ) تمتمت بحرج ( بالطبع سعيدة ) اقترب خطوة منها ليهمس بصوت شبه مسموع ( هل لي بشرف دعوتك لفنجان قهوة ) نظرت حولها بحرج دون اجابة ليتابع ( انه الكرم العربي فقط .. ان كنت محرجة فانا اسحب دعوتي ) قاطعته بسرعة ( لا لا .. شرف لي قبول دعوتك ) ليبتسم لها ابتسامة لم تفهمها ويشير لها بالسير قربه حتى وصلا مقهى قريب من مكان وقوفهما .. جلست قبالته ليبادر هو بالطلب لها وهي تتامله فقط .. حركاته وتصرفاته .. اسلوبه ساحر حتى اختلافه كان محبب ليخرجها من تاملها ( الا زلتي تعتقدين انني صيني ) لوحت بيديها بالنفي ( لا .. كل مافي الامر كنت اتسائل كم مرة سمعت هذه الكلمة ؟) استند على ظهر كرسيه مكتفا يديه امام ص*ره ( أي كلمة ) ابتسمت بمشا**ة ( انك صيني تجيد العربية ) علت ضجكة رجولية اسرتها ليجيب دون ان يغير جلسته او يتحرك ( لم اسمعها سوى منك فقط ) علت الصدمة وجهها وفتحت عينيها على وسعهما ( لم يتفاجئ احد بشكلك ويعتقد ما اعتقدت ؟) هذه المرة حرك جلسته ليسند ساعده على الطاولة يشبك اصابعه ببعضهما ويخفي فمه خلف اصابعه ( ابدا .. انت الاولى ) رفعت نظرها اليه ( مستحيل )
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD