الفصل السادس

1521 Words
( سيدة نيسان انه دورك ) أومأت لمصفف الشعر وهي تقف أمام شغف التي وافقت على مرافقتها اليوم ايضا لتقول لها بمشا**ة ( الن تقتنعي مني وتقومي بقص شعرك شغفي ) علا الرعب على وجه شغف لثواني وهي تمسك باطراف شعرها الاسود الطويل لتنظر نحو نيسان تجاوبها بمكر ( حين أحب شخص ويعذبني واقرر أن انساه سوف اقصه ) ضحكت نيسان وهي تبتعد عنها قائلة ( اتمنى ألا تقصيه ابدا ) لتتوقف عن السير وهي تلتفت نحوها ترسل لها قبلة بيديها ( ولكن اتمنى ان تقعي بالحب وتغرقي به ايضا ) لترفع شغف المجلة نحو نيسان مهددة اياها بالض*ب ونيسان تهرب منها مسرعة نحو مصففها . مرت ساعة كاملة ليقف المصفف وراها وهو يسرح خصلات شعرها بيديه وابتسامة الانجاز تعلو شفتيه بالنتيجة ليقول لها ( انتهينا ) تأملت نيسان نفسها بالمرآة .. هذه المرة قصت شعرها أقصر من كل مرة واختارت لون جريء لم تجربه من قبل والنتيجة اعجبتها بالفعل ابتسمت بسعادة ( جميل جدا ) ابتعد المصفف عن شعرها بطريقة عملية قائلا ( شعرك قوي جدا .. يتحمل كل انواع الصبغات صدقيني انت اكثر زبونة احب ان اعمل لها ) لم تجبه نيسان ليبتعد تلقائيا عنها ينشغل بزبونة اخرى لتلتفت تريد نداء شغف فتتوقف عن مناداتها لتخرج هاتفها بعد سماع تلك الرنة المميزة التي خصصتها له ...هي لا تعلم لما تعامله بهذه الطريقة المميزة .. نعم لا تنكر فضله الكبير عليها ولكن كل شيء كان ضمن اتفاق فلماذا تشعر أنه صاحب فضل لا تعلم ..هو شعور يتلبسها في كل مرة تتذكر ما يفعل معها ..يعاملها بلطف ومحبة ...كصديق .. او إذا صح التعبير صديقة .. كان في معظم الاوقات كالصديقة لها يستمع لثرثرتها التي لا تنتهي يتفاعل معها بقوة يرى كل ما تشتري وتفرح به ويعطي رأيه بالكثير من الامور التي تخصها .ثيابها التي بدلت شكلها وذوقها بها حسب ملاحظاته لتنتقل من فتاة ترتدي الجينز والاحذية الرياضية الى فتاة تنوع ما بين مظهر انثوي كلاسيكي ومظهر رياضي مريح ..لقد اخرج الاثنى التي بداخلها وهذه الملاحظات اعجبتها . لطالما كانت تخشى الانتقال للذوق الكلاسيكي ولا تعرف تنسيقه ..تخاف الكعب العالي وتهاب الدانتيل والحرير ولكن معه تغير الاول ففي كل زيارة يقوم بها اليها يصحبها للتسوق يقف ساعات معها بالمحلات ويعطي رأي فيما يختار هو ..هذا مناسب ..هذا طويل ..هذا قصير ..هذا مكشوف جدا ..هذا يجب ان يكون لحفلة ..وهذا للعصر ..وذلك يصح للمحاضرات ثم يصحبها لتناول البوظة والبيتزا فتشعر انها مع صديقتها وليس زوجها .. ابتسمت وهي تقرأ ما كتب ( مب**ك نجاحك بمادة التشريح ) كما المعتاد يعلم نتائجها قبلها ولكن هذه المرة فازت عليه وعرفتها قبله لترسل له بابتسامة شيطانية ( هذه أول مرة احصل على نتيجتي قبلك ) انتظرت ثواني حتى أتاها الرد ( لقد عرفتها منذ ساعتين ولكن للاسف كان عندي اجتماع مهم لم استطيع ان ابلغك ) ومعها وجه يخرج ل**نه لتعلو ضحكتها دون ان تجيب لترى رسالة اخرى منه ( اين انت الان ) اجابته بسرعة ( في صالون الشعر ) يقرأها دون رد لتلف هاتفها بين اصابعها وهي تنتظر رده ولكن لم يأتي الرد ليعلو رنين هاتفها فترى اتصال مرئي منه .. عدلت من جلستها لتفتح الكاميرا أمامه لتظهر صورته لها ويبدو انه في المكتب .. ابتسمت له دون كلام ليقول ( رغبت برؤية صبغتك الجديدة ) علت ابتسامتها مجيبة ( لقد حفظت روتيني الحياتي سيد جرير ) ليضحك بصوت عالي ( بالطبع ..مهووسة الصبغات رغم معرفتك انها تؤذي الشعر) لامست اطراف شعرها بسعادة قائلة ( ولكنها جميلة تجعلك تشعر بالنشوى ) لم يجبها وهو يراقب ب**ت يسند رأسه على يده يزم شفتيه بتركيز ليقول بعدها ( اريد رؤيته بشكل اوضح لو سمحت ) هزت رأسها بموافقة لتبعد الهاتف قليلا تحرك رأسها بحركة بسيطة لتظهر اطرافه النحاسية مبتسمة له وهو صامت دون كلام يراقبها ..اطراف شعرها ..شفتيها المصبوغة باحمر الشفاه لقد كانت مثيرة كالجحيم .. كيف له أن يصل لها ..زوجته ولكنها محرمة عليه ...معشوقته ولكنها بعيدة ..قريبة منه قرب بياض العين من سوادها ..بعيدة عنه بعد الشمس عن القمر .. ليتن*د بتعب وصبره يصل لحده الأقصى حتى ينطق ( سوف أصل لامريكا خلال يومين ..اتمنى ان يكون جدولك غير مزدحم ) ابتلعت ريقها من اعلانه لتجيبه ( هذه اخر السنة فعليا لا يوجد لدي شيء فالامتحانات انتهت وننتظر النتائج فقط .. وامتحاني العملي جاهز فقد اقدمه حين دوري ) هز رأسه دون أي ردة فعل مجيبا ( جيد جدا .. سوف اصل قريبا اذن وانت حاولي ان تستعدي للعودة الى الوطن ) لم ترد عليه ليلمح صوت اجهزة الشعر فينهي اتصاله سريعا على امل قريب باللقاء . اغلقت الهاتف دون كلام صامتة .. سوف ياتي اليها .. قريبا سوف تنتهي رحلة الهرب منه .. لقد رفضت العودة الى البلاد منذ عامين واكثر .. اكتفت ببقائها هنا .. حتى ايام العطل الصيفية كانت تتحجج بدورات التقوية لتتخرج بسرعة ولكن الان كل تلك الحجج انتهت وانتهى تخصصها هنا .. وهي سوف تعود ان رفضت او وافقت .. سوف تعود لتكون زوجة جرير وتعيش معه ومع مجتمعه .. نظرت الى المراة برعب ( يا الهي لم اكن اتخيل كل هذا ) ( ماذا كنت تتخيلين اذن ) اخرجها من صدمتها صوت شغف التي اقتربت منها وهي تقول باللغة الانجليزية ( واو . انت مذهلة ) فلا تتلقى أي رد من تلك الصامتة والدماء غادرت وجهها فشحبت لتهزها شغف برفق ( ما بك الم تعجبك النتيجة ) هزت راسها تحاول طرد تلك الافكار الآن وبهذا الوقت بالتحديد لتجيب شغف ( بالع** هو جميل .. ولكن كنت احادث جرير واخبرني انه سياتي قريبا ) ارتسمت الابتسامة وجه شغف ( نيسان ان جرير يحبك ) لم تجبها نيسان بكلمة رغم ان ما قالته جعل قلبها ينبض بنضبة مختلفة لتقف وهي تلملم اشيائها ( هيا بنا تاخرنا ) هزت شغف كتفيها وهي تلحق بنيسان الشاردة لتحادث نفسها بصوت منخفض ( حمقاء ) .......................................................................................... ( يارب السموات وماذا بعد ) رمى هاتفه بعد ان اغلق الخط وعقله وقلبه يكاد ينفجر .. فهذه الانثى البسيطة بتعقيداتها تكاد تفتك به .. لا يعرف كيف يتعامل معها .. تضع الماضي كالجدار بينهما .. كلما اقترب خطوة تبتعد الف خطوة .. كلما حطم حجر ترمي امامه صخرة .. عاد براسه نحو الاريكة يغمض عينيه بتعب وذاكرته تعود لذلك اليوم .. اول مرة يراها فيها .. كانت صاخبة ع** ماهي الان .. تضحك بشكل طفولي وصوت عالي .. شعرها طويل بلون بندقي يناسب بشرتها تربطه للاعلى ليعطيها منظر طالبة اعدادي وليس طالبة كلية طب .. ثيابها مرتبة ولكنها تنم عن ذوق ذكوري عملي وليس كما اصبحت عليه الان .. انثى تكاد تصيبه بنوبة قلبية .. ابتسم لتلك الذكرى ولكن مرور صورة الاخر بذكرياته عنها جعل جبينه يرسم تكشرية واضحة .. ليفتح عينيه يعتدل بجلسته بسرعة والغضب سيطر عليه .. لكنه عاد ليهدا نفسه يخاطبها بقليل من المنطق (لا يمكنني ان اغضب .. لقد كان جزء لا يتجزء من ماضيها ..) فرك وجهه بيديه يحاول ان يوازن افكاره ليبتسم بألم ( ولكن لا تنكر جرير انه وجوده هو سبب تعرفي عليها .. بل هو سبب زواجي بها ) ضحك بتهكم قائلا (وكأنني اخبر نفسي ان اشكره مثلا .. امثاله تستحق الدفن وليس الشكر ) ليزفر بقوة يغادر مكانه باتجاه المطبخ مقتربا من الثلاجة ليخرج منها زجاحة مياه يشرب منها القليل ثم يعيدها الى مكانها وهو يتامل الثلاجة المفتوحة امامه الفارغة الا من الماء حوله ( حسنا سيدة هذه المنزل تحب الطبخ جدا .. اعتقد ان علي ان احضر بعض الاشياء لاجلها .. فليس من المعقول ان تاتي لثلاجة لا يوجد فيها سوى زجاجات الماء ) ليسير نحو الخزن فوق الرفوف يفتحها متاملا ماذا يوجد فيها ليرفع سبابته باتجاه احد الخزانات ( ونحتاج بعض الأواني للطبخ أيضا ) ليقترب من الخزانة فوق الغاز يفتحها ليقول ( وبعض من الصحون الجديدة ) ليعيد اغلاقها مغادرة المطبخ بعد ان حفظ ما يحتاج متجها نحو الممر الصغير الذي توزعت الغرف على جانبيه والذي ينتهي بغرفة بابها كبير فيقف عند الباب مستندا على طرفه بتفكير ( طبعا بما انني اعرفها جيدا فالسيدة لن تقبل مشاركتي غرفة نومي ) ليبتعد من عند الباب مقتربا من الغرفة على يمينه يفتحها متاملا ما بداخلها .. فارغة تماما الا من خزانة وسرير ابيض والستائر تغطي حائطها من اوله لاخره ( اعتقد انها مناسبة .. مع بعض التعديل ) ليبتسم لافكاره النيرة وخططه مغلقا الباب عائدا الى غرفته الكبيرة .. سرير دائري يتوسط الغرفة مع خزانة بنفس لون السرير .. لون خمري ممزوج بقليل من الاسود .. ارضية بسجادة رمادية وستائر فضية بقليل من النقوش اللامعة .. رمى نفسه على السرير متأملا الغرفة حوله والسرير الكبير لتتوقف نظراته الى الجانب الفارغ منه فيتن*د ( هل سيأتي يوما اراك هنا بقربي على هذا السرير .. أم سابقى طوال حياتي اراك ولا احصل عليك .. ) **ت و**ت .. دون اجابة .. دون امل او حتى حلم .. اغلق الانارة يريح رأسه الذي لا يرتاح على الوسادة يحاول اخراجها من عقله عله يحظى ببعض النوم . ................................................................................................... ( قلت لا وانتهى النقاش ) علت صرخة والدتها لتحاول ان تنهي الجدال بينهما منذ اكثر من ساعتين .. فمنذ ان عادت من مشوارها مع نيسان وهي تحاول اقناع والدتها بالعودة مع نيسان .. العيش هناك حيث تنتمي ولكن للصدم امها قابلتها بالرفض القاطع لينتهي الامر بالشجار بينهما . اقتربت من والدتها تحاول السيطرة على نفسها وكلماتها فلا تغضبها ( امي اهدئي ) نظرت لها والدتها بغضب ( انت كنت تريدين ان اهدأ لا تذكري الفكرة امامي ) امسكت يد امها قائلة ( لكن امي ) ابعدت ريتا يد ابنتها عنها بغضب( من دون لكن .. هذا الامر مرفوض ) لتغادرة المكان تاركا شغف واقفة مكانها وعلامات الغضب والدهشة مرتسمة عليها ( اتمنى ان اعرف سر هذا الرفض كله امي ) .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD